
emamian
هل مقام الصالحین أعلى من مقام النبوة؟
الصالح يعني الشخص الذي له أهلية وصلاحیة نیل النعم الإلهية والبركات اللامتناهية والدرجات العالية والرحمة الخاصة، فهذه منزلة کبیرة ولکن ليست في فی طول منزلة النبوة، بل هی فی عرضها وتعتبر احد خصائص الانبياء(ع) والمؤمنین.
فالأنبياء والمؤمنون يسألون الله دائمًا استمرار الصفات الحمیدة، والصلاح منها. مثل ما طلبه النبي إبراهيم(ع) من الله تعالی: «رب اجعلنی مقیم الصلاة»؛[1] من الواضح أن هذا الطلب لا يعني أن مكانة مقیمی الصلاة أعلى من مرتبة الأنبياء.
بالطبع المهم هو ان یکون الانسان من الصالحین فی الآخرة کما کان فی الدنیا، فالأنبياء أرادوا ذلك وحققوه: «وَ لَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا وَ إِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحين»؛[2] وحيث تقول: «وَ آتَيْناهُ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ إِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحين»؛[3]
يجب القول؛ ان لمنزلة الصالحین مراتب ودرجات حیث ان كل نبي ومؤمن بعد بلوغ مرحلة منها یرید أن ینال مرتبة ودرجة أعلى من تلک المرتبة.
[1]. ابراهیم، 40.
[2]. البقره، 130
[3]. النحل، 122.
كيف يمكن إزالة صفة البخل عن انفسنا؟
بالرغم من أن كلمة "البخل" و"الخساسة" كلاهما من أصل عربي؛ ومع ذلك، فإن عدم استخدام الاموال بالطريقة الصحيحة، والمبالغة في جمع المال واکتناز الثروة، هو رذيلة يتم الکلام حولها في النصوص الأخلاقية تحت كلمة "البخل".
تعريف البخل
البخل هو أحد الرذائل الأخلاقية التي تم إدانتها على نطاق واسع في النصوص الدينية. البخل هو امساک المقتنیات عمّا لا يحق حبسها عنه؛[1] أي أن الإنسان یجمع المال والثروة، ولا يستخدمهما لمصلحته، ولا ینفقها علی الآخرين.
بعبارة أخرى، البخل هو: الامساک فی وقت یجب فیه البذل، وعدم إعطاء ما ينبغي أن يُعطى.[2] فالناس الذين لديهم مثل هذه الصفة يطلق عليهم اسم البخيل.
ذم البخل
في إحدى الآيات يعتبر القرآن الكريم أن الصفة البارزة للمتكبرین والأنانيین هي أنهم لا يحسنون إلى الآخرين حتى الی آبائهم وأقاربهم![3]
ویقول ایضا عن البخل والبخلاء: «الَّذينَ يَبْخَلُونَ وَ يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَ يَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ أَعْتَدْنا لِلْكافِرينَ عَذاباً مُهيناً».[4]
بالطبع، قد لا يأمر البخلاء بالبخل بالسنتهم، ولكنهم يروجون لهذه الرذیلة ویدعون الیها من خلال أفعالهم، فینمیل الآخرون إلى هذه الصفة المثيرة للاشمئزاز من خلال رؤية حرصهم وبخلهم. من المؤكد أن أولئك الذين يعانون من هذا المرض النفسی لن یقوموا بالاحسان حتى الی والديهم وأقاربهم.
ومن الخصائص الاخری للبخلاء هی، أنهم دائمًا ما يخفون النعم والبركات والمواهب التي منحهم الله ایاها من فضله،[5] ويظهرون أنفسهم فقراء هذا حتى لا يتوقع الآخرون منهم الاحسان والانفاق.[6] وتجدر الإشارة إلى أن البخل لا يقتصر على الشؤون المالية، بل يشمل جميع أنواع النعم، فهناك كثير من الناس لا يبخلون في الشؤون المالية، ولكنهم بخيلون في تعليم ونشر العلم والمعرفة، إلخ.
علاج البخل
لعلاج البخل مثل الأمراض الأخرى، يجب على المرء أولاً معرفة أضرار البخل وآثار وفوائد الوجود والانفاق، ثم البحث عن علاجه؛ أي أن على البخيل أن يفكر كثيراً في آثار ونتائج البخل - التي وردت في النصوص الدينية-، وكذلك فوائد الكرم و الجود التي وردت في التعاليم الدينية ویتأمل فيها. ویكثر من التفكير في الآيات والأحاديث التي جاء الکلام فیها عن خساسة البخلاء وذلّتهم والتی تبشر بالمکافاة علی الوجود والکرم.
يجب على البخيل أن يعتقد أن أمامه عالم آخر غیر هذا العالم، والذي سيسافر ویرحل إليه عاجلاً أم آجلاً، وانه يحتاج إلى ارسال بعض ما لديه بالفعل في هذا العالم الی عالم آخر وادخاره هناک حتى يتمكن من استخدم ذلک في يوم عجزه وفقره.
فعندما عرف البخيل هذه الامور اعتقد بها، فعليه أن یکره نفسه على البذل، ویخلي قلبه من حب الثروة والمال، ویبذل وینفق باستمرار؛ ویقوم بالاحسان الی الفقراء حتى یميل طبعه البشري إلى صفة البذل والاحسان. ومن أراد أن يتخلص من هذه الرذیلة الاخلاقیة، فعلیه ان لا یتعلل فی عمله عندما یرید بذل شیء من ماله، لإن الشيطان يغريه ويخوفه من الفقر وقلة المال.
إذا تجذر مرض البخل في نفس الإنسان فعليه أن يقنع نفسه بأن بذله وانفاقه سيجعله معروفاً بين الناس بالکرم، وعليه أن یتذکر المعروفين بالجود والكرم، حتى يتمكن بذلک من اقناع نفسه وبسط یده للبذل والانفاق.
بالطبع ان البذل والعطاء بهذه النية وبهذا الشکل رغم أنه ليس حقيقة السخاء والكرم ویعتبر صفة رذیلة عند اولیاء الله ولكن لا اشکال ولا ضرر فی ذلک اذا کان بدافع التشجیع والترغیب حتی ینتزع المرؤ حب المال من قلبه، وبعد ذلک یقوم بتصحیح نيته وقصده.
جدیر بالذکر أن أهم طریق لعلاج هذه الصفة هو قطع جذور هذا المرض وهو حب المال الذی یدعو الی حب الدنیا.[7]
[1]. الراغب الاصفهانی، حسین بن محمد، المفردات فی غریب القرآن، تحقیق، الداودی، صفوان عدنان، ص 109، دمشق، بیروت، دارالقلم، الدار الشامیة، الطبعة الاولی، 1412ق.
[2]. النراقى، احمد، معراج السعادة، ص 406، قم، الهجرة، الطبعة السادسة، 1378ش.
[3]. «وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَ بِذِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكينِ وَ الْجارِ ذِي الْقُرْبى وَ الْجارِ الْجُنُبِ وَ الصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَ ابْنِ السَّبيلِ وَ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالاً فَخُوراً». نساء، 36.
[4]. النساء، 37.
[5]. «الَّذينَ يَبْخَلُونَ وَ يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَ يَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ». نساء، 37.
[6]. الجعفری، یعقوب، کوثر، ج 2، ص 436، قم، الهجرة، الطبعة الاولی، 1376ش.
[7]. النراقی، محمد مهدی، جامع السعادات، ج 1، ص 446- 448، 454- 457، قم، اسماعیلیان، الطبعة السابعة، 1428ق، 1386ش؛ معراج السعادة، ص 405- 407، 410- 413.
واقعُ التقوى ليس الخوف
الخوف طاقة سلبية تمتصُّ حماسةَ العامل وتكبحُ زخم انطلاقه في الإبداع والتنمية والحرّية، وكثيراً ما صُوِّرت التقوى على أنّها قيد يُكبِّل حركة الإنسان العامل، وتُشعره بأنّه تحت رقابة صارمة غير مُتسامحة ولا مرنة، وكأنّ خطأ الإنسان الأوّل عندها هو الأخير، وهذا خلاف مفاهيم (الرحمة) و(العفو) و(الصفح) و(المغفرة)، بل يقف على النقيض من ﴿إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾ (الزُّمر/ 53).
التقوى - من خلال قراءة مستوعبة ومتلبِّثة ومتأنِّية - (قوّةُ دفعٍ) وتحميس وتحريك واستنهاض، لأنّ (العَدّاء) هنا ينطلق ونُصبَ عينه (خطُّ النهاية) أو (خطُّ الفوز)، إذ ليس في العدّائين مَن لم يُخامرهُ أو يُخالجهُ الشعور بالفوز لا بالمرتبة الثانية أو الثالثة، بل الأُولى، وهذا هو الذي يمنح أو يُموِّن العدّائين بطاقة تحريك ودفع هائلة.. ولو كانوا تحرَّكوا صوب خطّ النهاية وشعورٌ من الخوف شديد يلازمهم أو يُقلِّل من اندفاعهم، لما كانوا اندفعوا بهذه السرعة السَّهميّة الفائقة شطرَ أمانيهم!
خطُّ النهاية بالنسبة لنا: (جنّةُ) الله ورضوانُه، وسخطُهُ و(نيرانه)، خوفٌ، ورجاءٌ، وليس بالخوف وحده يتحرَّك ويندفع الإنسان!
والتقوى بعد ذلك ليست (عصمةً).. هي بعضُ درجاتها، وهي أشبه شيءٍ بـ(المضادّات الحيوية)، نحتاجُ أن نتعاطاها بين الحين والآخر وضمن توقيتات مناسبة، إذ إنّ مفعولها ينفد مع عدم التعبئة والتخزين والشحن.
(العصمةُ) تقوىً كاملة، وانضباطٌ تام، ومُراقبةٌ يقظة ودائبة ومثابرة لخطِّ السير، وانشداد إلى (خطِّ النهاية)..
والتقوى عرفانٌ بأنّ الصلاح والاستقامة هو أنسب وصف لحالة الإنسان، وأكثرُ ما يليقُ به وبشخصيته وباعتداله النفسيّ.. هي (لباسهُ) الذي لا يجد زينة أُخرى يَتزيَّن بها سواه.. هي (حارسُهُ الشخصيّ)..
والتقوى - بعد هذا وذاك - كإشارات المرور موضوعةٌ أو مصنوعة أو مودعة فينا لسببين متلازمين:
1- سلامةُ التقيّ نفسه.
2- وسلامة الآخرين.
ولذلك كانت كلمة (اتّقِ الله)! التي تُقالُ لمن يشطُّ، ويجُور، ويُجحِف، ويُفرِّط، ويُغالي، دعوةً للعودة إلى خطِّ الاتّزان والاعتدال، وإلى الانتباه إلى خطِّ السير..
حياةٌ بلا تقوى.. طريقٌ فيه الكثير من (المطبّات) و(المنزلقات) و(المنعرجات) و(المنعطفات الحادّة)، بل والمفاجآت غير السارّة أيضاً!
حياةٌ مع التقوى.. وعيُ السائق لخارطة الطريق.. مع انتباه حاضر على طول الطريق.. حِفاظاً على السلامتين: الذاتية والمجتمعية!
كمية السكر المناسبة التي يجب تناولها
ووجدت دراسة حديثة أن أغلبية البالغين يتناولون ما معدله 77 غراماً من السكر يومياً، وتُظهر البيانات أن المشروبات المحلاة بالسكر "مثل المشروبات الغازية وعصائر الفاكهة ومشروبات الطاقة / الرياضة" هي أكبر مصدر للسكريات المضافة في الأنظمة الغذائية.
ووفقاً لدراسة جديدة أيضاً، هناك حد مدعوم بالأبحاث يمكنك اتباعه لتناول السكر المضاف يومياً، ألا وهو 25 غراماً / 100 سعرة حرارية، أو حوالي 6 ملاعق صغيرة، ومع ذلك، ليس كلّ السكر في نظامك الغذائي هو نفسه.
تذكر أن السكريات المضافة أو "الحرة" تختلف عن السكر الطبيعي الموجود في الفاكهة أو منتجات الألبان - تلك السكريات الطبيعية لا يتم احتسابها ضمن الحد اليومي.
بناءً على النتائج، أوصى الباحثون بأن يحد الأشخاص من تناول المشروبات المحلاة بالسكر إلى ما لا يزيد عن واحد في الأسبوع "حوالي علبة واحدة"، والاحتفاظ بتناولهم اليومي من السكر المضاف إلى أقل من 25 غرامًا "حوالي 6 ملاعق صغيرة".
بينما استندت النتائج إلى بيانات المراقبة، لكنها تتماشى مع إرشادات منظمة الصحة العالمية، والصندوق العالمي لأبحاث السرطان، والمعهد الأمريكي لأبحاث السرطان - وكلها تدعم الحد الأقصى البالغ 6 ملاعق صغيرة يوميًا.
السكريات المخفية والمضافة
ربما تعلم بالفعل أن الحلوى الحلوة مثل الكعك، والبسكويت، والوجبات الخفيفة المعبأة، والآيس كريم، هي مصادر للسكر المضاف، ولكن المنتجات مثل صلصات المعكرونة، والتوابل، وزبدة الفول السوداني، والزبادي، والجرانولا، وألواح البروتين، والحبوب، ومشروبات القهوة، والوجبات الخفيفة من الفاكهة، يمكن أن تحتوي أيضًا على سكر مضاف إليها، وقد لا يكون ذلك واضحًا أي سكريات مخفية.
يمكن تسمية السكر بالعديد من الأسماء الأخرى في قائمة المكونات الغذائية مثل السكروز، سكر العنب، مالتوز، الغلوكوز، الفركتوز، عصير قصب، وشراب الذرة عالي الفركتوز، لذلك من المهم أن تعرف ما الذي تبحث عنه.
حاول الخبراء تركيز تعليمهم ودعم الجهود للحد من تناول السكر المضاف على الأطفال، لأن هذه المجموعة معرضة بشكل خاص ليس فقط لإغراء الحلويات، ولكن أيضاً للإعلان عن المنتجات والتسويق التي تبيعها.
ويلعب مقدمو الرعاية دوراً مهماً ليس فقط في مراقبة تناول الأطفال للسكر، ولكن من المهم التأكد من أنّهم يفكرون ويشعرون بالإيجابية تجاه جميع الأطعمة التي يتناولونها.
وقالت خبيرة التغذية الأمريكية "ميليسا متري" لـ "Verywell": "من الضروري للعائلات أن تقيم علاقة صحية مع الطعام، بينما لا تزال تضع حدوداً حول استهلاك السكر للأطفال الصغار".
وتابعت "متري": "عند تطوير علاقة صحية حول الطعام، من المهم عدم تصنيف الأطعمة على أنها جيدة أو سيئة - وهذا ينطبق على السكر أيضًا، من الأفضل إعطاء الأولوية للأطعمة الحلوة بشكل طبيعي مثل الفاكهة، وتشجيع الأطعمة المليئة بالسكر باعتدال كعلاج عرضي".
في حين أنّه من المهم أن تبدأ صغيراً في تكوين عادات تدوم مدى الحياة، فإنّ التعرف على التغذية واتخاذ خطوات لتعزيز علاقة إيجابية مع الطعام يجب أن يكون حقاً شأناً عائلياً.
وقالت الخبيرة "هاريس بينكوس": "إن النهج الأكثر ضرراً هو استبعاد طفل واحد يعاني من زيادة الوزن أو السمنة وتقيده في تناول السكر دون أفراد الأسرة الآخرين".
نصائح لتناول السكر بطريقة صحيحة
استعرضت خبيرة التغذية "متري"، بعض الطرق المحددة التي يوصي بها الأطباء، وتهدف إلى تقليل تناول السكر، وهي فيما يلي:
استبدل الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر بالأطعمة والمشروبات منخفضة السكر أو التي لا تحتوي على سكر مضاف.
طهي المزيد من الوجبات في المنزل، لأنّ الأطعمة الجاهزة تميل إلى أن تكون أعلى في السكر من الوجبات المنزلية، لأنّك تتمتع بقدر أكبر من التحكم في المكونات والكميات.
ثقّف نفسك وعائلتك بشأن خيارات الأطعمة المغذية، هناك العديد من الكتب ونماذج الطعام والأغاني والألعاب التي يمكن أن تعلم الأطفال الصغار كيفية اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن ما يأكلونه، ولماذا يكون من المفيد لهم أن يتم تمكينهم من القيام بذلك.
بدلاً من الحديث عن الطعام والوزن، ركّز المحادثة على شعورك بتناول أطعمة معينة.
دليل الإسلام والإيمان في القرآن
1- حقيقة الإسلام:
قال تعالى في خطابه لأبي الأنبياء (ع): (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (البقرة/ 131-132).
- التطبيق الحياتي: ملّة إبراهيم (ع) هي ملّة التوحيد، والانقياد، والإخلاص لله، وملّة الإسلام قديمة دعا إليها الأنبياء جميعاً، فالإسلام – لغةً – الخضوع والانقياد للمُسلَّم إليه (الله)، وليس كلّ إسلام إيمان، لكن كلّ إيمان إسلام.
قال تعالى: (قَالَتِ الأعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا) (الحجرات/ 14)، فالإسلام ظاهر، والإيمان باطن، والإسلام شهادة والإيمان عمل.
والإسلام هو الدِّين، قال تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ...) (آل عمران/ 19).
ووصيّة إبراهيم (ع) دائميّة، نحن مشمولون بها، ومدعوّون للالتزام بالإسلام والمداومة عليه حتّى الموت؛ لأنّه دين الحقّ الذي اصطفاهُ لنا ربّنا.
قال عزّوجلّ: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران/ 85).
فالإسلام لله دين إنساني لا تحلّ المشكلة الاجتماعية العالمية إلّا به، السبب واضح ومهم، وهو أنّه ليس أطروحة حلّ وبشرية، بل هو أطروحة حلّ ربانية.
قال جلّ وعلا: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا) (النساء/ 125).
وقال سبحانه: (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأمُورِ) (لقمان/ 22).
إسلام الوجه: الخضوع التام والاستسلام الكلِّي بحيث يترك المسلم وجهه لله تعالى أن يحدِّد له وجهته.
قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (البينة/ 5).
2- حقيقة الإيمان:
قال تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (البقرة/ 177).
- التطبيق الحياتي: الإيمان هو أن يتحوّل الإنسان المسلم إلى شخصية إسلامية: بفكرٍ إسلامي، وعاطفة إسلامية، وسلوك إسلامي، وعلاقات إسلامية، ومواقف منسجمة مع الدِّين الذي هو عماد هذه الشخصية.
البرُّ هنا يرتبط بالجانب العملي للحياة، والبرّ العملي (وهو التوسّع في فعل الخير)، برٌّ فكري وعقيدي، فالعقيدة الإسلامية هي التي تعطي العمل دوافعه، فلا يكتفي المؤمن بالإيمان دون العمل. والإسلام ينظر إلى الخير من خلال نموذجه المجسّد له، والمؤمن الذي يعيش الجفاء والجفاف والسلبية هو في غفلة من إيمانه.
الإيمان كلُّ يتجزّأ، والشخصية الإسلامية تُمثِّل منظومة قيمية: إيمان بالله ورسالاته ورسله، والانفتاح على حاجات الناس، والصِّلة بالله من خلال (الصلاة)، لتتفجّر معاني الخير والشعور بالمسؤولية، والعطاء العملي (الزكاة)، و(الوفاء بالعهد)، تعبيراً عن الصِّدق الداخلي، ومراعاةً لسلامة المجتمع في علاقاته، و(الصِّدق) في المواقف العملية كونه يُجسِّد الحقيقة، و(التقوى) التي غايتها رضا الله دائماً.
تلك هي الأسس التي ننطلق منها نحو حياة خيِّرة.
وقال عزّوجلّ: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) (العنكبوت/ 2-3).
- التطبيق الحياتي: الإيمان عملٌ كلّه، وفكرٌ يتحرّك في العقل والقلب والحياة، فلابدّ من دليل يدلّ عليه، فهل يكفي أن يقول شخص عن نفسه إنّه بَطَل ونُصدِّقُ ادِّعاءه، أم أنّنا نطالبه بإثبات حقيقة بطولته؟!
- التجربة الحيّة تُظهر الجانب الخفيّ من شخصية الإنسان، وعند الامتحان يُكرَم المرءُ أو يُهان، وكلّ امتحان تقوية للإيمان، وإبراز لأفضل ما هو موجود من خصال داخل الإنسان المؤمن. إنّ النار تُنَقِّي الذهب ليكون خالصاً من الشوائب، فيغدو معدناً نفيساً، والماس أصله فحم، ولكنّه من شدّة الضغط والحرارة يتحوّل إلى ألماس غالي الثمن، وكذلك المؤمن المُبتلى.
إنّ الابتلاءات والامتحانات التي نتعرّض لها، تُبَيِّنُ (الإيمان الشكلي) من (الإيمان الحقيقي) والسباحة ضدّ التيّار شأن الأقوياء، وأمّا الضعفاء فيسبحونَ في المياه الهادئة، ومع مجرى التيار.
معنى الآية التي تريد أن تقولها، هي: إنّ الدخول في الإسلام ليس نزهة، وليس استرخاءً وليس هروباً من مواقع تزدحم فيها مشامل الحياة، بل هو حركةٌ في داخل المعاناة، ورحلة إلى الله في الدّروب الشائكة، وبالتالي فلا يتساقط من الغربال (المنخل) سوى الناعم من الحبوب.
كم غراماً نحتاج من البروتين في اليوم الواحد؟
أهمية البروتين لا تقتصر على بناء العضلات فقط
يُعد البروتين واحداً من 3 عناصر أساسية - إضافةً إلى الكربوهيدرات والدهون - لأجسادنا تُسمى بـ"المُغذيات الكبرى الثلاث" Macronutrients، وعادةً ما ترتبط سيرته بالبناء العضلي وإصلاح الخلايا التالفة.
من الناحية العلمية؛ فالبروتين عبارة عن مركب كيميائي مُعقد، يتكون من وحدات بناء أصغر حجمًا تُسمى "الأحماض الأمينية"، وهذه الأحماض بدورها ليست سوى مركبات عضوية تتكون من النيتروجين والكربون والأكسجين والهيدروجين، إضافة إلى سلسلة جانبية "Side chain" تتغير من حمض أميني لآخر.
وبشكل أساسي، تحتاج أجسادنا إلى 20 نوعاً من الأحماض الأمينية مُقسّمة ما بين الأحماض الأمينية الأساسية والأحماض الأمينية غير الأساسية. (المزيد عنهما في فقرة البروتين الحيواني والنباتي).
وتلعب البروتينات أدواراً محورية في أجسادنا؛ فالأجسام المضادة Antibodies - التي تحمينا من البكتيريا والفيروسات - ومعظم الإنزيمات - المسؤولة عن آلاف التفاعلات الكيميائية في أجسادنا - وبعض أنواع الهرمونات - مثل هرمون النمو GH - ليست سوى بروتين بالأساس، ولولاها جميعاً لما كنا لنعيش يوماً آخر.
كم غراما نحتاج من البروتين؟
تتفق دراسات كثيرة على أن النسبة اليومية المطلوبة من البروتين هي 0.8-0.9 غرام لكل كيلوغرام واحد من وزننا، مما يعني - تقريبًا - أننا لا يجب أن نُخصص أقل من 10% من سعراتنا الحرارية للبروتين. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تتناول 2000 سعرة حرارية باليوم، فإن نسبتك من البروتين يجب ألا تقل عن الـ 50 غراماً.
ملحوظة: كل غرام من البروتين به 4 سعرات حرارية؛ أي إنك في المثال السابق ستحتاج إلى ما لا يقل عن 200 سعرة حرارية بروتينية المصدر في اليوم الواحد.
ولكن، يجب أن تعلم أن ضمور العضلات - نقص الكتلة العضلية - يبدأ عادةً ما بين سن 40-50 عامًا، وهذا يعني أن احتياجك من البروتين سيزيد بمجرد وصولك إلى تلك المرحلة، كم ستحتاج حينها من البروتين؟ حوالي 1.2 غرام/ كيلوغرام من وزنك، وهذا بحسب دراسة منشورة في دورية "Nutrients"؛ فهذه النسبة - حسب الدراسة - قد تقيك من ضمور العضلات وتحافظ على صحة العضلات والعظام لديك.
الشيء نفسه تقريباً ينطبق على الرياضيين الذين يتمرنون بشكل مُنتظم بغية زيادة الكتلة العضلية، أو حتى الحفاظ عليها، بل في الواقع يحتاج هؤلاء من 1.2 إلى 1.5 غرام من البروتين لكل كيلوغرام من وزنهم.
كيف أحصل على البروتين؟ وما الفرق بين البروتين الحيواني والنباتي؟
بعيداً عن المكملات الغذائية والبروتين الخام، سنتحدث عن الحصول على احتياجنا من البروتين من الأطعمة فقط، ولكن دعونا أولاً نُفرّق بين شيئين؛ أفضل الأطعمة الغنية بالبروتين وأفضل الأطعمة من حيث جودة البروتين بها، فجودة البروتين تتفاوت من مصدرٍ لآخر ولكي نحكم على جودتها، علينا أن ننظر جيدًا إلى الأحماض الأمينية التي تكونها.
ذكرنا في فقرة التعريف بالبروتين أن هناك نوعين أساسيين من الأحماض الأمينية، هُما الأحماض الأمينية الأساسية Essential Amino Acids "وهي الأحماض التي لا تستطيع أجسادنا أن تكونها ولهذا يجب الحصول عليها من مصدر خارجي"، والأحماض الأمينية غير الأساسية Non-essential Amino Acids، تُصنّعها أجسادنا من تلقاء نفسها ولا تحتاج إلى الحصول عليها من مصدرٍ خارجي".
أما الأحماض الأمينية الأساسية فعددها 9، وبالنسبة لغير الأساسية فعددها 11، ما يعطينا في النهاية ما مجموعه 20 حمض أميني مثلما ذكرنا أيضًا في نفس الفقرة.
بالنسبة لمصادر الغذاء الغنية بالبروتين، فكثيرة جداً ومتنوعة ما بين الحيوانية والنباتية؛ فهناك اللحوم والأسماك والدجاج والألبان والبيض وما إلى ذلك من المنتجات الحيوانية، وهناك البقوليات "مثل العدس والفاصوليا والحمص والفول السوداني" والمكسرات والكينوا وغيرها من المصادر النباتية الأخرى، وهنا يطرح سؤالٌ نفسه: ما الفرق؟
الفرق بين البروتين الحيواني والنباتي
يكمن الفرق الأكبر بين البروتين الحيواني والنباتي في أن المصادر الحيوانية المعروفة تحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية، ما يجعلها أكثر جودة وفائدة لأجسادنا.
على الجانب الآخر يعيب الكثير من مصادر البروتين النباتية أنها غير مكتملة الأحماض الأمينية؛ فالفاصوليا والعدس والمُكسرات والحبوب الكاملة عادةً ما ينقصها حمض أميني أساسي واحد على الأقل، ما يجبر النباتيين أو أي شخص يريد الاعتماد على المصادر النباتية كمصدرٍ للبروتين، أن ينوعوا فيها بشكل كبير حتى يحصلوا على الفائدة الكاملة من البروتين.
لهذا السبب إن كنت تريد الحصول على حصتك اليومية من البروتين وتضمن الاستفادة الكاملة منها، فعليك بالمصادر الحيوانية، مثل صدور الدجاج التي تحتوي على 13.5 غرام من البروتين لكل 52 غراماً منها "بشرط أن تكون مطبوخة ومنزوعة الجلد بالطبع".
وقبل أن ننتقل إلى فقرتنا الأخيرة - والمهمة جداً -، دعونا نتحدث بشكل عملي عن طريقة الحصول على ما يزيد عن الـ 100 غرام من البروتين من خلال وجبات يوم كامل، صحية، ومتنوعة بين المصادر الحيوانية والنباتية:
وجبة الإفطار:
- بيضتان مسلوقتان "حوالي 12 غراما من البروتين".
- نصف كوب من الزبادي اليوناني "حوالي 10 غرامات من البروتين".
- كوب من عصير التوت البري "حوالي 4 غرام من البروتين".
وجبة الغداء:
- 100 غرام من صدور الدجاج "حوالي 26 غرام من البروتين".
- 170 غرام من الأرز البني "حوالي 4 غرام من البروتين".
- نصف كوب من الخضراوات المطبوخة "حوالي 2 غرام من البروتين".
وجبة العشاء:
- عُلبة تونة 140 غرامًا "حوالي 26 غراماً من البروتين".
- نصف كوب من العدس "حوالي 9 غرامات من البروتين".
- 30 غرام من المكسرات "حوالي 6 غرامات بروتين".
ملحوظة: إن كنت تريد أن تسير على نظام غذائي، فلا تسر على هذا الجدول دون أن ترجع إلى الطبيب، فعلى الرغم من أن هذا نظام صحي، فإنَّ حالتك قد تستدعي بعض التعديلات.
ماذا سيحدث إن تناولت أكثر من احتياجك من البروتين؟
تعتمد أنظمةٌ غذائية على البروتين بشكل مبالغ فيه للدرجة التي تُجبر البعض على تناول 200-400 غرام من البروتين في اليوم الواحد فقط، وهذا أكثر من الحد الموُصَّى به بأضعاف! فصحيحٌ أن هذا العنصر الغذائي هو الأفضل من حيث قلة السعرات الحرارية والحفاظ على الحجم العضلي، ولكنه مثل أي شيء آخر؛ إذا زاد عن حده تحولت فوائده إلى أضرار.
يكفي أن أخبرك أن الاعتماد على البروتين بشكل مُفرط قد يؤدي إلى إجهاد الكُلى والكبد، فضلاً على فقدان كميات كبيرة من الكالسيوم، ما قد يزيد من فرص الإصابة بهشاشة العظام، وهذا هو العكس تمامًا مما يُفترض بالبروتين أن يفعله، أليس كذلك؟
ماذا يحدث للجسم عند شُرب القهوة كلّ يوم؟
ماذا يحتوي فنجان القهوة؟
تحتوي القهوة على العديد من المواد الكيميائية النباتية والبوليفينول، كما يحتوي الفنجان الواحد من القهوة على 80 - 100 مغم من الكافيين، وهذه الأرقام مهمة لأنَّ الحد الأقصى المسموح به من الكافيين هو 400 مغم يومياً، ومِنْ ثَمَّ فتأثيرات القهوة الجسدية حال شُربها كلّ يوم مرهونٌ بكميتها؛ نفعاً أو ضرراً.
فوائد شُرب القهوة كلّ يوم
إذا كُنت تحتسي فنجانًا واحدًا من القهوة كلّ يوم، فسوف تتمتَّع بفوائد صحية عديدة بلا شك، فالقهوة مليئة بالعناصر الغذائية، مثل فيتامين ب 2، والمغنيسيوم، ومضادات الأكسدة. كما ربطت دراساتٌ عِدَّة بين الاستهلاك المُنتظِم للقهوة وقلة خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.
تشمل فوائد شُرب القهوة يومياً ما يلي:
1- الوقاية من مرض السكري
اقترحت بعض الدراسات أنَّ احتساء 3 - 4 فناجين من القهوة يومياً، يخفض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 25%، وذلك بالمقارنة مع من لا يشربون أي قهوة، أو يكتفون بأقل من فنجانَين يومياً.
لكن لا تتوهَّم أنَّ القهوة كافية لتفادي مرض السكري رغم الانخراط في تناول السكريات، أو الاعتماد على أنظمة غذائية غير صحية، فالثابت أنَّ شُرب القهوة ذو أثرٍ إيجابيٍ في مستويات السكر واستجابة الأنسولين، ويُرجَّح أنّ ذلك بسبب خصائص القهوة المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات.
وتُعدّ القهوة أغنى المصادر بحمض الكلوروجينيك، الذي ثبت دوره في تقليل مستويات السكر في الدم في عدد من الدراسات الحيوانية، لكن هذا التأثير بحاجةٍ إلى التحقُّق منه عن كثب عبر دراساتٍ إنسانية.
2- تعزيز طاقة الجسم
لو لم يكُن في احتساء القهوة فائدة تُرجى سوى تعزيز طاقة الجسم، لكفى ذلك؛ إذ يُعدّ الكافيين مُضاداً للإرهاق والتعب، مُجدِّداً لنشاط الجسم، وباعثًا للحيوية.
يقوم الكافيين بهذه التأثيرات عبر نشاطه المُضاد لمُستقبِلات الأدينوسين في الدماغ، ما يُعزِّز اليقظة والنشاط. وحسب موقع "verywellfit"، فإنَّ السيدات اللاتي تناولن 250 مغم من الكافيين بانتظام، تحسَّن انتباههن، وكذلك قلّ شعورهنّ بالتعب.
أمَّا الرجال، فلكبر بنيتهم الجسدية عن السيدات، فقد يحتاجون إلى كميةٍ أكبر من الكافيين؛ لبلوغ نفس التأثير وتعزيز طاقة الجسم.
3- الحماية من أمراض القلب والأوعية الدموية
تحتشد العديد من العناصر الغذائية في القهوة، مثل حمض الكلوروجينيك، ومُركَّبات الفينول المُقاوِمة للالتهابات، والمانعة للتخثُّر "الجلطات"، وقد تُسهِم هذه المواد في ضبط ضغط الدم، ومستويات السكر في الدم أيضًا.
يُؤدِّي كلُّ ذلك قطعاً إلى تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، لكن ينبغي الحذر من شُرب القهوة إن كُنت مُصاباً بارتفاع ضغط الدم الخارج عن السيطرة، ويُشدَّد في ذلك الحذر مع الكميات الكبيرة من القهوة.
وقد أكَّدت دراسةٌ منشورة في مجلة الكيمياء الزراعية والغذائية "The Journal of Agricultural and Food Chemistry" على أنَّ الاعتياد على 3 - 5 فناجين من القهوة كلّ يوم، يُقلِّل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 15%.
4- تحسين الأداء الرياضي
أشارت الجمعية الدولية للتغذية الرياضية "The International Society of Sports Nutrition" إلى أنَّ تحصيل مكملات الكافيين يُعزِّز الأداء الرياضي من عِدّة نواح، مثل:
التحمُّل العضلي.
القفز.
الركض.
تمارين القهوة.
أداء الرماية.
الأنشطة المتعلقة بالتمارين الرياضية الهوائية.
أغلب الظن أنَّ ذلك بسبب قدرة الكافيين على تنشيط الجهاز العصبي المركزي، إضافةً إلى تعزيز الانقباض العضلي، كما أنَّ الكافيين يخفض الشعور بالألم، ما يسمح بأداء التمارين الرياضية بقوةٍ أكبر ولفترةٍ أطول.
وخلص الباحثون إلى أنَّ القهوة المحتوية على الكافيين لها هذه التأثيرات، لكن تحديد الجرعة اليومية لأداء التمارين الرياضية ليس فيه كلمة شافية بعد؛ لاختلاف مقادير الكافيين بين أنواع القهوة المختلفة.
5- الوقاية من مرض ألزهايمر
نظرًا لغنى القهوة بمضادات الأكسدة، فإنَّها قد تُساعِد على الوقاية من مرض ألزهايمر، الذي قد يُداهِم بعض الناس مع كبر السن، وتُوجَد بعض الأدلة على ذلك حسب المجلة الدولية للعلوم الجُزيئية "International Journal of Molecular sciences"، فإنَّ استهلاك الكافيين بانتظام يُقلِّل خطر الإصابة بالأمراض التنكُّسية العصبية، مثل مرض ألزهايمر ومرض باركنسون.
6- تحسين المزاج
أظهرت الدراسات أنَّ احتساء القهوة يُسهِم في تحسين المزاج في غضون 30 دقيقة فقط من شُربها، وقد أدَّى شُرب القهوة العادية بانتظام - حسب الدراسات - إلى تحسُنٍ مزاجيٍ أفضل مقارنةً مع احتساء القهوة منزوعة الكافيين.
7- الحفاظ على الغدة الدرقية
وجدت دراسةٌ منشورة عام 2023 في "Nutritions Journal" علاقة بين استهلاك الكافيين بكمية متوسطة وتحسُّن وظائف الغدة الدرقية لدى من يُعانُون اضطراباتٍ أيضية.
وللدقة كان تحصيل 9.97 - 264.97 مغم من الكافيين يوميًا ذا صلةٍ إيجابية بمستويات الهرمون المُنبِّه للدرق "TSH".
مخاطر شُرب القهوة كلّ يوم
قد تتعرَّض لآثارٍ جانبية ومخاطر لم تأتِ على بالك مع الإفراط في شُرب القهوة، فالآمن شُرب 3 - 5 فناجين من القهوة أو ما لا يُجاوز 300 - 400 مغم يوميًا، وإلَّا فقد تزداد فرص الإصابة ببعض الأضرار، مثل:
1- القلق
ارتبط الاستهلاك المُفرط للكافيين بالقلق، كما ربطت مجلة "Cureus" في دراسةٍ أُجريت على طُلَّاب الجامعات، بين زيادة استهلاك الكافيين وتزايُد مُعدَّل إصابتهم بالقلق، إضافةً إلى اضطرابات النوم، وضعف الشهية.
2- التعرُّض للكسر
تُصِيب هشاشة العظام أكثر من 20% من السيدات إثر تخطِّي أعمارهنّ الخمسين عامًا، وهي من أبرز أسباب كسر العظام.
وقد أشارت بعض البيانات على استحياءٍ إلى الأثر السلبي لاستهلاك الكافيين على صحة العظام، ومن ذلك ما نُشِر في هشاشة العظام الدولية "Osteoporosis international" عام 2022، كاشفًا عن العلاقة بين الجرعة المُتناوَلة من القهوة وكسر الورك، بما يُوحِي بتزايُد خطر الإصابة بالكسر مع زيادة المقدار المُتناوَل من القهوة.
3- ارتفاع ضغط الدم "محتمل غير مُؤكَّد"
مبدئيًا لا يُنصَح من يُعانِي ارتفاع ضغط الدم باحتساء القهوة بانتظام إلَّا بعد استشارة الطبيب، فعلى الأمد القصير من احتساء القهوة بانتظام، قد يزداد ضغط الدم مؤقتاً حسب بعض الدراسات.
أمَّا احتساء القهوة على الأمد الطويل، فلا يُؤدِّي إلى ارتفاعٍ مستمرٍ في ضغط الدم، ولا حتى يزيد خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، لكن ينبغي لمن يُعانُون ارتفاع ضغط الدم استشارة الطبيب قبل احتساء القهوة.
4- الاعتماد على الكافيين
لأنَّ كافيين القهوة مُنبِّه، فقد يُؤدِّي التعوُّد على احتساء القهوة إلى الاعتماد على الكافيين، ما قد يجعل بعض الناس عُرضةً لأعراض انسحاب الكافيين عند التوقف فجأةً عن احتساء القهوة بعد الانتظام على شُربها.
هل من الآمن احتساء القهوة يوميًّا؟
نعم، من الآمن احتساء القهوة كل يوم؛ لما تحمله من مزايا عديدة لصحة الجسم، لكن ينبغي ألَّا يحتسي المرء أكثر من 3 - 5 فناجين من القهوة يوميًّا، فهذا كافٍ ومفيد وآمن.
نصائح للتمتّع بالقهوة كلّ يوم
ختاماً إليك بعض النصائح للتمتُّع بمذاق القهوة كلّ يوم:
تجنُّب احتساء القهوة في وقت متأخر بعد الظهر أو المساء؛ لأنَّ الكافيين قد يظلّ في الجسم لـ 5 ساعات ويُبقِيك مستيقظًا، ويحول بينك وبين النوم إن رغبت فيه.
أضِف بعض القرفة إلى قهوتك، فهي تُساعِد في ضبط نسبة السكر في الدم، وكذلك الكوليسترول، كما أنَّها تُضفِي نكهة لذيذة إلى القهوة.
لا تُكثِر من السُكر المُضاف إلى القهوة، بل يُفضَّل أن يكون ملعقة صغيرة أو أقل لكل فنجان، وتُوصِي الإرشادات الغذائية للأمريكيين بعدم تناول أكثر من 50 غم من السكر المُضاف يومياً.
ما قصد قائد الثورة من خطة إجراء استفتاء شعبي بأراضي فلسطين؟
وسبق سماحته ان قام بشرح خطة إجراء استفتاء شعبي في الأراضي الفلسطينية المحتلة في عدة فقرات حيث سنتطرق هنا إلى أﻫﻢ ﻣﺎ ﺟﺎء فيها:
1- سيكون لجميع سكان فلسطيين الاصليين الذين كانوا مقيمين فيها منذ 100 عام ، بما في ذلك المسلمين والمسيحيين واليهود، الحق في المشاركة في استفتاء تقرير المصير.
2- سيكون لممثلي الشعب الفلسطيني من المسلمين والمسيحيين واليهود دور أساسيا وإداريا في جميع مراحل التخطيط وتنفيذ المشروع.
3- بهدف تسهيل مشاركة جميع الفلسطينيين اينما تواجدوا في الاراضي المحتلة او خارجها، وخاصة اللاجئين، في هذا الاستفتاء، سيتم تنفيذ المشروع العالمي لتحديد الهوية والتعداد السكاني وتسجيل الهوية الشاملة لجميع السكان الأصليين لفلسطين في الداخل والدول الأخرى؛حيث ستتولى منظمة دولية بحضور ممثلين عن الشعب الفلسطيني مهمة تنفيذ هذا المشروع.
4- كما سيتم تشكيل لجنة دولية بإشراف ومشاركة الأمم المتحدة وبحضور ممثلي الشعب الفلسطيني لتنفيذ الخطة المذكورة والتركيز على القضايا الأساسية لفلسطين بما فيها التاريخية والسيادية والإقليمية إلى جانب قضايا المدينة المقدسة.
5- فيما سيتم تشكيل صندوق دولي بمساعدة أعضاء المجتمع الدولي تحت إشراف اللجنة المذكورة لتعزيز ودعم تنفيذ هذه الخطة.
ويذكر بان هذا المشروع يقوم على قاعدة الديمقراطية الرائجة المعترف بها في العالم، ولا يستطيع أحد أن يشكك في رقيه ونجاعته.
الإمام الخامنئي: الكيان الصهيوني تلقى ضربة قاضية في طوفان الأقصى
قائد الثورة الإسلامية استقبل، اليوم الأربعاء، في حسينية الإمام الخميني (رض)، الرياضيين الحائزين على ميداليات في دورة الألعاب الآسيوية والبارا آسيوية.
وخلال اللقاء قال سماحته، إذا أردت أن أقدم لكم أيها الرياضيون ملخصاً عن هذه التطورات الأخيرة، فالجملة هي كما يلي: الكيان الصهيوني تلقى ضربة قاضية في طوفان الأقصى.
وأضاف، أي أن حماس، ليس كحكومة ودولة لديها العديد من الامكانيات، بل كمجموعة مسلحة، تمكنت من توجيه ضربة قاضية للحكومة الصهيونية الغاصبة بكل ما تملكه من امكانات.
وتابع: حتى اليوم، لم يستطيعوا التلص من الضغط والعار الذي جلبته لهم هذه الهزيمة. نعم، إنهم يظهرون القوة؛ لكن أين؟ إن استعراض القوة هذا لا قيمة له في مستشفى المرضى في غزة، أو في المدرسة في غزة، أو على رؤوس المشردين في غزة. هذا يشبه خسارة ذلك الرياضي في الملعب، الرياضي الذي يهاجم جماهير الفريق الخصم للانتقام وتعويض الخسارة، وإهانتهم وضربهم. لا يوجد شيء أكثر فضيحة مما فعله الكيان الصهيوني.
وأضاف: إن الخسارة الفادحة، تلك الخسارة الفادحة التي تلقاها الكيان الصهيوني لن يعوضها القصف، فمثل هذا القصف سيقصر من عمر هذا الكيان الغاصب، لن يمر هذا الظلم والقسوة دون رد.
وأشار آية الله الخامنئي إلى أن العالم كله فهم اليوم سبب رفض الرياضيين الإيرانيين مواجهة الجانب الصهيوني في المسابقات. لقد فهم العالم ذلك بالفعل لأنه مجرم، لأنه يلعب لصالح حكومة إجرامية ويأتي إلى المسابقات ومساعدته هي مساعدة للكيان الإرهابي والإجرامي.
وفي بداية اللقاء، ثمن قائد الثورة الاسلامية الرياضيين والحائزين على الميداليات في البلاد، قائلا : إن تقلد الميدالية مؤشر وعلامة جهدكم، أود أن أشكر السيدة التي حملت العلم الإيراني في هذه الدورة من الالعاب الآسيوية بالحجاب الكامل وأظهرت هوية وشخصية المرأة الإيرانية أمام العالم.كما أشكر الرياضية التي رفضت مصافحة رجل اجنبي أثناء تسليم الميدالية وأهمية هذه الهوامش لا تقل عن الرياضة نفسها، بل أكثر.
وأضاف: أشكر السيدة التي صعدت على المنصة مع طفلها وحصلت على وسامها، وقال: هذه خطوة رمزية؛ وهذه الحركة في العالم تدل علي احترام المرأة لدور الأسرة والأمومة.
وأعرب سماحته عن تقديره للرياضيين الذين يدعمون الشعب الفلسطيني المظلومح مصرحا : أشكر المنتخب الوطني الذي دخل الملعب مع الكوفية رمزا للدفاع عن المظلومين، والرياضيين الذين اتخذ كل منهم موقفا داعما لفلسطين.
وأضاف: كما أشكر الرياضيين الذين تبرعوا بميدالياتهم لأطفال غزة، ولشهداء المستشفى الذي كان موقع لإظهار قيام الكيان الصهيوني في خلق الكارثة ، وللرياضيين الذين رفضوا مواجهة الجانب الصهيوني.
وقال اليوم يتبين صحة عملهم؛ وحقيقة هذه الأمور واضحة اليوم أكثر من أي وقت مضىو. تُظهر هذه الأعمال الوجه المتميز والمنطقي والواثق من نفسه للشعب الإيراني أمام أنظار مئات الملايين من الأشخاص الذين يشاهدون الرياضة، وهذا جزء من القوة الوطنية لإيران.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى ازدواجية المعايير لدي المؤسسات الدولية تجاه مختلف الحوادث وأكد: هناك أشياء كثيرة يجب أن نقولها للمسؤولين الرياضيين الدوليين وننتقدهم كثيراً. ويجب التعامل مع هذه الاعتراضات بشكل عادل يوما ما.
وأضاف: تقف القوى الاستعمارية والاستثمارية والمتغطرسة اليوم خلف جميع المراكز الدولية تقريبًا وتمنع إجراء تحقيق عادل. ولكن يومًا ما، إن شاء الله، سيتم التعامل مع هذه الأمور بشكل عادل.
وتابع: يقولون إن الرياضة ليست سياسية، ولكن عندما يحتاجون إلى تسييس الرياضة، فإنهم يسيسون الرياضة بأسوأ طريقة؛ موضح، بانه "يتم منع دولة ما من المشاركة في جميع الأحداث الرياضية الدولية بمختلف الذرائع، لماذا؟! لأنها قاتلت في مكان ما؛ لكنهم يتجاهلون 5000 طفل شهيد في غزة، ألا يجب أن تصبح الرياضة هناك سياسية ؟
وأضاف: تمنع دولة ما من المشاركة في البطولات العالمية بحجة الحرب ويتم تجاهل جرائم الحرب التي ترتكبها حكومة ما بشكل كامل؛ ولا يمنعون تلك الحكومة من دخول الساحة الدولية بسبب ارتكابها جريمة الإبادة الجماعية.
وتابع: اليوم ادرك العالم كله سبب عدم رضا الرياضيين الإيرانيين عن مواجهة الجانب الصهيوني في الميدان. لأنه مجرم وهو يقوم بالرياضة وينزل للميدان لصالح حكومة مجرمة؛ ومساعدته هي مساعدة للكيان الإرهابي والإجرامي.
كيف يظلم الإنسان نفسه وغيره؟
ظلم الإنسان نفسه:
الذي يفهم من لفظ الظلم وجود ظالم صدر منه الظلم، ومظلوم وقع عليه الظلم فمن هو الظالم، ومن هو المظلوم؟ إنه هذا الإنسان المسكين، هو الظالم والمظلوم، ظلم نفسه وأوبقها، وظلم عباد الله عزّ وجلّ، فأساء إليهم، وأساء إلى نفسه وظلمها بما يُعرّضها من العقوبات في الدنيا والآخرة، وذلك بقطع صلتها مع الله تعالى، وبإهمال توجيهها إلى طاعة الله، وتقويمها بالخلق الكريم، والسلوك الرضي، ممّا يزجّها في متاهات الغواية والضلال، فتبوء آنذاك بالخيبة والخسران كما عبّر الله تعالى في الفرقان: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾[1]، وقال عزّ وجلّ: ﴿وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾[2]، وقال سبحانه: ﴿سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ﴾[3]. وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾[4].
وظلم العبد لنفسه يكون فيما بينه وبين ربّه، ويتحقّق ذلك عندما يقطع العبد الصلة النورانية بينه وبين نور السموات والأرض الذي مثل نوره كمشكاة فيها مصباح. والظلم خلاف الضياء والنور، ويتحقّق ذلك من خلال تقصير العبد الظالم لنفسه في المسارعة لتنفيذ أوامر الله تعالى، وفي الجرأة على إتيان نواهيه.
أعلم أخي المسلم: أنك إذا تعدّيت حدود الله ببصرك، فنظرت به إلى الحرام، فقد عملت سوءً وظلمت نفسك، وإذا تعدّيت حدود الله بأذنك فسمعت بها الحرام من الغناء أو الكذب أو الغيبة أو النميمة، فقد عملت سوءً وظلمت نفسك، وإذا تكلّمت بلسانك كلاماً يسخط الله فقد عملت سوءً وظلمت نفسك، وإذا بطشت بيدك أو مددتها على ما لا يحل، فقد عملت سوءً وظلمت نفسك، وعندما تسمع الأذان وتنام، ولا تقوم لتصلّي، فقد عملت سوءً وظلمت نفسك، لأنّ الله دعاك إلى إنقاذ نفسك فظلمتها.
الذي يهجر القرآن، ولا يقرأه ظالم لنفسه، لأنّه فوّت على نفسه من الحسنات ما لا يعلمها إلا الله تعالى الذي لا يذكر الله، ولا يدعوه، ولا يهتم بأمر المسلمين ولا يهتم بهذا الدين ظالم لنفسه الخ.
قال مولانا الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: "ألّا وإنّ الظلم ثلاثة: فظلم لا يُغفر، وظلم لا يُترك، وظلم مغفور لا يُطلب، أمّا الظلم الذي لا يُغفر، فالشرك بالله. قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ﴾[5]، وأمّا الظلم الذي يُغفر، فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات، وأمّا الظلم الذي لا يُترك فظلم العباد بعضهم بعضاً القصاص هناك شديد، ليس هو جرحاً بالمدى ولا ضرباً بالسياط، ولكنّه ما يستصغر ذلك معه.."[6].
ظلم العبد لغيره:
أي الظلم الذي بينه وبين الناس، وإياه قصد الله تعالى بقوله: ﴿وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ* إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾[7]، وهو ظلم لا يمكن الخروج منه، والتخلّص من شؤمه وإثمه بمجرّد الإقلاع والندم، بل يكون الخلاص منه بردّ المظالم إلى أهلها، أو استباحتهم منها، وإلا كان القصاص يوم القيامة بالحسنات والسيئات، وليس بالدينار والدرهم، وكفى بهذا حاجزاً عن الظلم، وكفى به رادعاً وواعظاً للعبد المسلم في أن يتخفّف من حقوق العباد، ويخرج من هذه الدنيا سالماً لا يطلبه أحد من العباد بمظلمة في دين أو نفس أو مال أو عرض، فقد روى أبو بصير الإمام الصادق عليه السلام قال: "أما إنّه ما ظفر بخير من ظفر بالظلم. أما إنّ المظلوم يأخذ من دين الظالم أكثر ممّا يأخذ الظالم من مال المظلوم، ثم قال: من يفعل الشر بالناس، فلا ينكر الشر إذا فُعل به.."[8].
وكي لا يمتطي الظالم سفينة الغفلة، فيرد موارد الهلاك، بجرأته على حقوق الآخرين بادر رحمة الله المهداة للعالمين بإغلاق كل المنافذ على الظلم والظالمين، وذلك من خلال فصل خطابه، وعظيم جوابه فروى عنه حفيده الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: "ألا أنبّئكم بالمؤمن ؟ المؤمن من ائتمنه المؤمنون على أموالهم وأمورهم، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر السيئات فترك ما حرّم الله"[9]، وقال حفيده العظيم الإمام أبو عبد الله الصادق عليه السلام: "المسلم أخو المسلم هو عينه ومرآته ودليله لا يخونه ولا يخدعه، ولا يظلمه ولا يكذبه ولا يغتابه[10].
[1] سورة الشمس، الآيات 7-10.
[2] سورة البقرة، الآية 57.
[3] سورة الأعراف، الآية 177.
[4] سورة يونس، الآية 44.
[5] سورة النساء، الآية 48.
[6] أبن أبي الحديد المدائني، شرح نهج البلاغة، ج 10، ص 34، طبعة 1 ـ دار الكتب العلمية.
[7] سورة الشورى، الآيات 40 - 42.
[8] الشيخُ مُحمّدْ بن الحسن الحُر العاملي، وسائل الشيعة، ج 16، ص49، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت عليهم السلام، ط2، مطبعة - مهر - إيران، 1414هـ، باب تحريم الظلم، ح9.
[9] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ، تحقيق علي أكبر الغفاري، نشر مؤسسة الوفاء - لبنان، ط2، 1983م، باب وصايا الإمام الباقر عليه السلام ج 64، ص 302.
[10] الحُرّ العامِليّ، وسائل الشيعة، ج 12، ص181 ـ 205.