
emamian
كيفية التعامل مع الطفل العنيد
من أبرز التحدّيات التربوية التي قد تواجه الأهل هو تحدّي التعامل مع طفل عنيد، سنتحدّث هنا عن مميزات الطفل العنيد وكيفية التعامل معه.
تختلف أساليب التربية وحيلها باختلاف شخصيات الأطفال، فالطفل ذو الشخصية العنيدة يحتاج لمهارات تربوية خاصّة وقدرة عالية على الاحتواء الأمر الذي يرهق الأهل. إليك مميزات الطفل العنيد وكيفية التعامل معه.
مميزات الطفل العنيد
الطفل العنيد هو طفل مميز، ولديه الكثير من مقومات النجاح التي ننصحك بتذكّرها دائماً، فتذكّرها سيرفع من قدرتك على الاحتواء تلقائياً، إلّا أنّه بالإضافة إلى هذا التميز الإيجابي قد يمتلك خصائص سلوكية سلبية:
في الواقع لكلّ عملة وجهان حتى على صعيد التربية، فالعناد في بعض الأحيان قد تتحوّل إلى مهارة التصميم والعزم على تحقيق الأهداف، وذلك بفضل البُعد المعنوي والمضموني الذي قد يحمله تصرُّف الطفل.
العناد لا يعني الغباء، على العكس تماماً، بعض الأطفال العنيدين هم أساساً أطفال أذكياء جدّاً ولديهم وجهة نظر معينة الأمر الذي يجعلهم متمردين في سبيل فرض وجهة نظرهم.
على الرغم من أنّ كلّ الأطفال قد يعانون من نوبات الغضب، إلّا أنّ الطفل العنيد يتميّز سلوكياً بكثرة نوبات الغضب التي قد تصيبه.
يتمتع الطفل العنيد بمقومات قيادية واضحة، إلّا أنّها قد تنقلب تسلُّطاً في أحيان كثيرة.
أحياناً يتميّز الطفل العنيد باستقلاليته عن أهله، لكنّه في أحيان كثيرة يكون مستقلاً بشكل عنيف ورافض.
ببساطة الطفل ذو المميزات الشخصية العنيدة يحبّ فعل الأُمور بوتيرته الخاصّة.
حقيقة رغم ما تنطوي عليه تربية الأطفال العنيدين من مصاعب، إلّا أنّهم أكثر تميزاً في الإنجازات العلمية والمهنية.
تشير الدراسات إلى أنّ الأطفال العنيدين أقل ميلاً للمُعاناة من التبعية لأصدقاء السوء وأقل تأثراً بالضغوط الاجتماعية.
العناد عند الأطفال قد يكون وراثياً أو مكتسباً، بالإضافة إلى كون الأطفال العنيدين يتأثّرون كثيراً من سلوكيات أهلهم وغالباً ما يتحلّى الأب أو الأُم بالصفة ذاتها. إلّا أنّ الجيِّد بالأمر أنّها صفة قابلة للتطويع.
مبادئ كيفية التعامل مع الطفل العنيد
هل تعتقدون أنّ طفلكم عنيد وتحتاجون لبعض التوجيهات من أجل التعامل معه ومساعدته في إدارة عناده بشكل سليم؟ إليكم بعض النصائح في سبيل ذلك:
1- اصغوا جيِّداً لما يحاول قوله ولا تجادلوه
كونوا متأكدين أنّ طفلكم عندما يعاندكم لا يقصد بذلك أن يغيظكم ويعمل على أذيتكم، بالعكس تماماً، أنتم عائلته التي يحبّها وهو يحاول أن يخبركم شيئاً من وراء هذا العناد كلّه.
التواصل هو ببساطة قناة مفتوحة بين طرفين، لذا لا تتوقعوا أن يسمع طفلكم كلامكم ويهتم لاحتياجاتكم إن لم تسبقوه بالإصغاء له أوّلاً.
غالباً ما يكون الطفل العنيد متمسك برأي معين أو بموقف معين ويحاول إيصاله ربّما بطُرق غير مناسبة وربّما بحدّة إن لم يتم الإصغاء له، دعوه يُعبّر عن رأيه وقوموا بمعالجة هذا الرأي بمنطق وذكاء.
2- احترموا عقله ولا تعطوه الأوامر
الطفل مهما كان صغيراً هو ذكي جدّاً، حيث لا يقتصر تأثره بكم فقط، لذا فهو من جيل صغير له كيانه الخاص وقناعاته التي تستوجب المناقشة لا القمع.
في الحقيقة قد تعمل طريقة إعطاء التوجيهات والأوامر مع الطفل حتى جيل السنتين والنصف كأقصى حدّ، بعد ذلك عليك أن تدركوا أنّك بحاجة إلى تفسير الهدف من وراء الطلب أو الأمر الذي تصدرونه.
ترووا قليلاً قبل أن تتوجهي لطفلك بطلب ما، وحاولوا أن تتأكدوا أنّكم قادرون على الإجابة على سؤاله في حال سألكم لماذا عليه أن يفعل ذلك.
3- اعطوه بعض الخيارات
هل يحتاج طفلكم لاتّخاذ القرار بنفسه؟ لا بأس في ذلك، قوموا أنتم بتحديد الخيارات واعطوه شرف الاختيار فعلى سبيل المثال قوموا أنتم باختيار 3 بدلات مختلفة للمدرسة واسمحوا له باختيار واحدة منها.
أحياناً يمكنكم التلاعب أيضاً بنوعية الخيارات، هل تودون أن يخلد طفلكم إلى النوم؟ بدل أن تقوموا بأمره قائلين: «هيا إلى النوم» اسألوه هل تود أن نقرأ قصّة قبل النوم أم قصيدة؟
في حال اعترض قولوا له ببساطة وهدوء أنّ هذه هي الخيارت الموجودة، حافظوا على هدوءكم وسوف يمل المحاججة ويختار.
4- تفاوضوا مع طفلكم
لابدّ لنا أن نعترف كأهل أنّ الأطفال في النهاية هم الأقوى، ففي حال قرّر الطفل عدم تناول وجبة معينة لن نستطيع فعل أي أمر حينها.
عندما تصلون لطريق مسدود في الحوار، قوموا بالتفاوض مع طفلكم، مثلاً، إن لعب طفلكم مع ضيف معين، فلم يساعده إعادة ترتيب الألعاب ورفض طفلكم أن يرتّبها بمفرده، تفاوضوا معه: «إن رتبت الألعاب، نشتري اللعبة التي أردتها».
5- ابقوا هادئین مهما يكن
الصراخ على الطفل يقطع أي إمكانية باقية للتواصل معه، هذا الأمر يجعله يقف وحيداً أمام مشاعره التي لا يستطيع معالجتها لوحده.
بالإضافة إلى ذلك لا يساعدكم الصراخ في شرح أهدافك وبالتالي لن يؤثِّر إيجابياً على المدى البعيد حتى وإن انصاع طفلكم لأوامركم حالياً.
مثال: إن كنتم تريدون من طفلكم ألا يقفز على الكنبة، يمكن للصراخ أن يجعله ينزل في الحال لكنّه سيعيد الكرة، أمّا عند الشرح له أنّ الوقوع عن الكنبة يؤذيه وبالمقابل يمكنه القفز على الفرشة الأرضية سيقتنع بذلك للمدى البعيد أيضاً.
6- استخدموا لغة المشاركة وشاركوه فعلاً
يود الطفل أن يشعر بأنّه شريك للأهل وأنّه يحمل المسؤولية مثلهم، لذا قد تجدون أنّ لغة الشراكة فعّالة جدّاً مع طفلك.
بدل أن تطلبوه منه أن يقوم بتوضيب غرفته، قولوا له: «ما رأيك أن نتساعد في توضيب البيت؟» اجعلوه يساعدكم في وضع شرشف الطاولة ثمّ وجهوه بحنكة للاهتمام بغرفته بينما توضبونن الصالون.
7- افهموا ما يجول في خاطره
لا تصدروا حُكماً بحقّ طفلكم وتعتبروا تصرّفه نابعاً من العناد فقط، ربّما كان لديه أُمور أُخرى لا ينجح في التعبير عنها، مثلاً طفلكم يرفض واجب النسخ؟ قد يجد صعوبة بإمساك القلم، أو هو غير راضٍ عن خطه.
حاولوا أن تضعوا نفسكم مكان طفلكم وتتوقعوا كيف له أن يفكّر، واحرصوا على عكس ذلك له لترفعوا من قدرته على إدراك ذاته وأفكاره.
8- حافظوا على بيئة مريحة للطفل في المنزل
البيئة المريحة تفسح المجال أمام الطفل للتعلم السريع، استخدموا حس الدعابة واملأوا البيت بالفرح.
احرصوا على عدم التجادل أمام طفلكم، وتبادلوا الودّ أمامه حيث أنّ الدراسات تشير إلى كون الخلافات الزوجية تنعكس سريعاً على الأطفال وكثيراً ما يتم ترجمتها بمشاكل سلوكية وعدوانية.
9- عززوا السلوكيات الإيجابية
في خضم الضغوطات الحياتية من شأن طفلكم أن يشعر أنّه ليس أولوية بالنسبة لكم، وذلك لمتابعتكم لاحتياجاته العامّة وإسقاط الاحتياجات العاطفية، هذا الأمر قد يجعل طفلكم يتمسك ببعض السلوكيات السلبية ليلفت انتباهكم إليه.
عندما تقومون بالالتفات إلى صفات طفلكم الإيجابية فتثنوا على السلوكيات الجيِّدة حينها قد يشعر باهتمامكم دون الحاجة إلى اللجوء للتصرُّفات السلبية.
الدعاء وتفعليه في صنع الإرادة
ماجد أحمد الوشلي
◄الدعاء: هو ارتباط الإنسان بالله، وهو بمعنى النداء وليس الطلب، نعم قد يكون معه الطلب لكنه ليس بمعنى الطلب، فالمناجاة أيضاً دعاء، فالدعاء يعني أن يُنادي ويُناجي ويُكلّم الإنسان ربه.
قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (غافر/ 60).
فعندما تقول: (ياالله) فهذا دعاء فيعقبه (لبيك) من الباري تعالى، فالدعاء شيء قيِّم جدّاً، وإنّني اعتقد أنّ الشعوب الإسلامية والعربية اليوم بحاجة مضاعفة إلى الدعاء الذي يحقق كلّ أمنياتها، وآمال الشعوب في الدنيا والآخرة.
ويحقق الإرادة للعالم في صنع مستقبل يضيء شمعة نوره للأُمّة الإسلامية في تحقيق مجدها وعزّتها وكرامتها أمام الأُمم، والشعوب الأخرى.
لقد كان الدعاء في يوم ما وسيلة للانشغال فقط، فقد كانوا يُذيعون الأدعية في الإذاعات أيام شهر رمضان المبارك، فكان الدعاء هيكلاً بلا روح ومعنى، وكان لاشيء وإن كان بصوت جميل يهيج الإنسان قليلاً، ولا غير ذلك وهذا ليس دعاءاً.
إنّ الدعاء هو الارتباط بالله تعالى، فإن كان المحيط معنوياً وفيه الصالحون الذين يأنسون بمخاطبة الله تعالى في معنوية الدعاء، كان للأدعية في الإذاعة فائدة وتأثير لأنّ القلوب مستعدة، والأرواح مأنوسة بالله سبحانه، فهنا للدعاء قيمة كبيرة، وفيه حاجة ماسّة للأُمّة العربية والإسلامية.
أدعوه لكلّ حاجة:
قال الله تعالى لموسى (ع): "يا موسى سلني كلّ ما تحتاج إليه حتى علف شاتك، وملح عجينك".
وعن رسول الله (ص): إنّ الله تبارك وتعالى "وكان إذا بعث نبياً قال له: إذا أحزنك أمر تكرهه فادعني استجب لك".
كن على ثقة بالله عزّ وجلّ أكثر من ثقتك بأقرب الأقربين منك، فإنّه كريم حليم سريع الإجابة لعباده المؤمنين.
فإنّ أخّر الإجابة في بعض المرّات فذلك لمصلحة العبد.
فضل الدعاء:
1- عن رسول الله (ص) أنّه قال: "يدخل الجنّة رجلان كانا يعملان عملاً واحداً فيرى أحدهما صاحبه فوقه فيقول: يا ربٍّ لما أعطيته وكان عملنا واحد؟ فيقول الله تبارك وتعالى: سألني ولم تسألني".
2- وعن أمير المؤمنين عليّ (ع): "أحبّ الأعمال إلى الله في الأرض الدعاء".
3- وعنه (ع) أيضاً أنّه قال: "مَن استأذن على الله سبحانه أذن له".
4- وعن الزهراء (عليها السلام) أنّها قالت: "مَن أصعد إلى الله خالص عبادته أهبط الله عزّ وجلّ له أفضل مصلحته".
5- قيمة العبد بدعائه: قال تعالى: (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ) (الفرقان/ 77).
وقال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة/ 186).
فكفى بالعبد فضلاً أنّ الله سبحانه يجيب دعوته، إذا كانت خالصة له سبحانه.
6- الدعاء جوهر العبادة: الدعاء هو لبّ العبادة، وجوهرها، فالعبادة بلا تضرّع وتوسّل بالله فارغة المحتوى والمضمون.
لذا قال الرسول الأكرم (ص): "الدعاء مُخ العبادة ولا يهمك مع الدعاء أحد".
7- الدعاء مفتاح الرحمة: لا شك أنّ الدعاء هو أحد أبواب رحمته التي فتحها لعباده، قال الإمام عليّ (ع): "الدعاء مفتاح الرحمة ومصباح الظُلمة".
8- الدعاء عمود الدين: قال رسول الله (ص): "الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السماوات والأرض".
9- الدعاء سلاح الأنبياء والأولياء والمؤمنين: ومن نعم الله سبحانه أن جعل الدعاء أمضى الأسلحة وأشدها فتّكاً بأعداء الإسلام والمسلمين، قال أمير المؤمنين عليّ (ع): "نعم السلاح الدعاء".
10- الدعاء شفاء من كلّ داء ويدفع البلاء: ورد عن الإمام زين العابدين (ع) أنّه قال: "الدعاء يدفع البلاء النازل وما لم ينزل".
وغير ذلك من الفضل العظيم والمقام الكبير الذي تتمتع به شعيرة الدعاء.
الإخلاص في الدعاء:
لم تحظَ كثير من العبادات والطُقوس الدينية بمثل ما حظيت به مفردة الدعاء على صعيد النظرية، والتطبيق العملي، وذلك عبر ما يُمكن ملاحظته من حشد الكثير من الآيات، والروايات التي جاءت بها مصادر الشريعة الإسلامية، فتناولت هذه الممارسة العبادية المُقدسة من كلّ أبعادها، ووجوهها من تعريف وبيان أهمية وشروط آداب الدعاء.
ولكن نود الإشارة ها إلى ركن مهم من أركان الدعاء والذي يشكِّل الأساس الرصين الذي تقف عليه هذه الشعيرة، وهو جواز الدخول إلى حظيرة الدّاعين الذين يُحب الله أن يسمع أدعيتهم، ويستجيب لهم بل فمنّ لهم بالإجابة لإخلاصهم في الدعاء.
الإخلاص هو خُلوص النية، وتصفيتها، وتخليصها من كلّ شائبة وكدر، مثل الرياء، والسمعة، وحُب الجاه، والظهور وغير ذلك وجعلها صافية، نقية يصعد دعاؤها مقبولاً، مرضياً عند الله سبحانه، قال تعالى: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) (فاطر/ 10).
حيث ذكر العلماء والمفسِّرون أنّ معنى ذلك أنّ الله إنما يستجيب ويتقبل دعوة الداعي حقيقة، أي الذي أخلص في دعائه، وكان صادقاً مع نفسه، وهو يُخاطب ربه سبحانه، وإلّا فمن لم يُخلص في دعائه، ولم يُصلح سريرته فهو في واقع الأمر لم يسأل الله حقيقة، ولم يدعه، ولا يمكن تسميته من الدّاعين وإن تفوّه ببعض الكلمات وأطلق بعض العبارات، والتي لا تعدو عن كونها لقلقة لسان، وقلبه ساهٍ، لاهٍ عن ربه، قال أمير المؤمنين عليّ (ع): "لا يقبل الله دعاء قلب لاهٍ".
أشار الإمام عليّ (ع) إلى هذا المعنى عندما سأله رجل عن قوله تعالى: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)، قال: ما لنا ندعو فلا يُستجاب لنا؟ فقال: "... فأي دعاء يستجاب لكم وقد سددتم أبوابه وطرقه، فاتقوا الله، وأصلحوا أعمالكم، وأخلصوا سرائركم، وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، فيستجب لكم دعاؤكم".
فلابدّ للمؤمن الداعي أن يكون قلبه مُفعماً بالإخلاص متوجهاً إلى ربّه بكلّ ثقة واطمئنان، وأن لا يجعل الملل والضجر يتسلل إلى نفسه جرّاء تأخّر الإجابة فلعل الخير، والمصلحة في عدم الإجابة، أو تأخيرها أو لعلّ الله سبحانه يحب أن يسمع دعاءه ومناجاته كما ورد هذا المعنى في كثير من الأحاديث النبوية.
فينبغي حينئذٍ للإنسان المؤمن أن يسأل الله تعالى ما فيه خير الدنيا والآخرة، سواءً أكان في الاستجابة أم في عدمها.
وقد ورد في الدعاء عن الإمام زين العابدين (ع) أنّه قال: ".. فإن أبطئ عنّي عتبت بجهلي عليك ولعلّ الذي أبطئ عنّي هو خيرٌ لي لعلمك بعاقبة الأمور".
شروط الدعاء:
ذكروا للدعاء شروطاً كثيرة، وقد وردت في الكتاب الكريم، والسنة الشريفة وسوف نتعرض إلى بعض هذه الشروط، والتي يمكن تقسيمها إلى قسمين:
الأوّل: شروط القبول والصحّة.
الثاني: آداب الدعاء، وشروط كماله.
أما شروط القبول فمنها:
1- اليأس من غير الله: فعلى العبد الداعي أن يقطع رجاءه من غير الله، وأنّه وحده القادر على إنجاح طلبته، وقضاء حاجته، عن الإمام الصادق (ع): "إذا أراد أحدكم أن يسأل الله شيئاً إلّا أعطاه فلييأس من الناس كلّهم ولا يكون له رجاء إلّا عند الله عزّ وجلّ فإذا علم الله ذلك من قلبه لم يسأل الله شيئاً إلّا أعطاه".
2- أن يكون المطلوب خيراً: فالدعاء فيما لا نفع فيه، أو ما فيه الضرر على نفس الداعي، أو على الآخرين فهو مما لا يستجيب الله له لأنّه يخالف الحكمة، والعدالة الإلهية.
3- أن يكون المطلوب مُمكناً: فالدعاء في الأمور التي تكون مستحيلة المنال عقلاً، أو عادةً أيضاً لا يُستجاب له لعدم القدرة به.
4- أن يكون عمله صالحاً ومكسبه طيباً: فالعمل الصالح والمكسب الطيِّب بمثابة الأرضية الصالحة التي تنبت فيها بذور الدعاء فيحصد الثمرة الطيِّبة.
5- أداء مظالم الناس وحقوقهم: عندما يدعو الإنسان ربّه وفي ذمته للناس، لا يمكن أن يستجيب له الدعاء، إلّا إذا ردّ الحقوق والمظالم إلى أهلها.
شروط كمال الدعاء وآدابه:
1- الطهارة من الحدث والخبث: ينبغي للداعي أن يكون متطهراً فالطهارة لها آثارها المعنوية على نفسية الداعي وروحه، مما يجعله أقرب إلى الله سبحانه، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (البقرة/ 222).
2- حضور القلب: من الأمور الأساسية في استجابة الدعاء هو التوبة إلى الله سبحانه تعالى، وحضور القلب، وعدم القيام، فقد ورد عن رسول الله (ص) أنّه قال: "اعلموا أنّ الله لا يقبل دعاء عن قلب غافل".
3- الإقرار بالذنب والاستغفار منه: يجب على الإنسان عندما يُناجي ربّه أن يقر بذنبه ويعترف بالذنوب والمعاصي التي عملها ويستغفر الله على كلّ ذلك حتى يستجيب الله دعاءه.
4- حسن الظن بالله: عن الإمام الصادق (ع) قال: "إذا دعوت فظُنّ أنّ حاجتك بالباب".
5- أن يكون الدعاء بعد رقة القلب والبُكاء: من الواضح أن انكسار القلب، ورقته والبُكاء علامة واضحة على خشوع القلب، والانقطاع إلى الله سبحانه وطلب العون منه.
6- الصدقة قبل الدعاء: إنّ الصدقة تدفع البلاء، وترد القضاء، ويقبل معها الدعاء.
7- التعميم في الدعاء: وهو إشراك إخوانه في دعائه، قال رسول الله (ص): "إذا دعا أحدكم فليعم فإنّه أوجب للدعاء".
8- الدعاء في أوقات معينة: وهي كثيرة كشهر رمضان المبارك، وشهر شعبان وشهر رجب، ويوم الجمعة، ووقت السحر، قال رسول الله (ص) في شهر رمضان: ".. ودعاؤكم فيه مستجاب".
سرّ الدعاء مع العبودية:
يُولد الإنسان وتُولد معه الحاجة والعجز على تلبية رغباته، والقيام بشؤونه، ومتطلبات حياته، وهذا العجز كما هو واضح متأصل في حقيقة وجوده وذاته، ويُمكن أن يتحسسه الإنسان بأدنى مناسبة.
إذ من الممكن أن يهد كيانه وقواه الجسمانية اختلال بسيط في وظائف أعضائه، بل ارتفاع بسيط في درجات حرارته، فيجعله منحرف المزاج غير مرتاح البال.
وهذه الحالة لا يشذ منها فرد من أفراد البشر، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) (فاطر/ 15).
ولكنّ الإنسان وفي غمرة انشغاله بالحياة، وفي كثير من حالاته وأوقاته تتملكه الغفلة، ويستولي عليه الغرور ويعيش سكرة الحياة المادية، ونعيمها لما مُنح من نعم كثيرة كالصحّة، أو المال، أو الجاه وغيرها فيبقى في غيّه مُسلِّماً زمام نفسه لهواه ورغباته فينسى نفسه وما بها من ضعف وحاجة وفقر، إلّا الذين آمنوا بالله وأدركوا حاجتهم وضعفهم وعبودتهم، فنفضوا عنهم غبار الغفلة، ومزّقوا حجب الهوى، والتفتوا إلى أنفسهم فاتجهوا بكلّ وعي وشعور إلى القوّي الذي لا يعرف الوهن، وإلى الغنيّ الذي لا يشوبه الاحتياج ليترجموا الشعور بدعائهم بكلّ تضرع، واستكانة وانكسار وتذلل، ليرفع الله حاجتهم، ويسدّ فقرهم.
وفي دعاء الإمام زين العابدين (ع): "اللّهمّ سُدّ فقرنا بغناك اللّهمّ غيِّر سوء حالنا بحسن حالك".
فالدعاء بهذا المعنى هو صدى وانعكاس حقيقي لمشاعر الفاقة، والعجز الذي يغمر الإنسان، وترجمة واقعية لعبودية الإنسان، وارتباطه بخالقه، فقد ورد في موارد الدعاء: "أنا الفقير في غناي فكيف لا أكون فقيراً في فقري".
إذن الدعاء هو الذي يُجذر في الإنسان شعوره بالعبودية والرهبة لله سبحانه، فلذا عُدَّ الدعاء من أفضل أنواع الوعي الذاتي الذي يستذكر فيه الإنسان أصالته وعبوديته، يقول الإمام زين العابدين (ع): "إلهي أصبحت وأمسيت عبداً داخراً لك لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلّا بك".
وأما الذين لم تنفتح لهم نوافذ الوعي والإدراك بحقيقة أنفسهم، وابتعدوا عن حظيرة عبودية الله بعد ما أوصدوا على أنفسهم منافذ الرحمة الإلهية، فمن المؤكد أن لا تنفتح أبواب قلوبهم على بارئهم. فلا تلهج حينئذٍ ألسنتهم بالدعاء والابتهال لله سبحانه وهذا معنى الاستكبار عن عبادة الله الذي يستوجب دخول النار.
وبهذا تتضح العلاقة الوطيدة بين الدعاء والعبادة ونفهم من خلالها الأحاديث التي تعتبر سر حقيقة الدعاء بكونها مُخ العبادة، وجوهرها في صنع الإرادة الذاتية للإنسان في جميع حياته التي يصل بها إلى غايته، وأمله في الدنيا والآخرة.
موانع استجابة الدعاء:
1- الذنب: عن الإمام عليّ (ع) قال: "لا تستبطئ إجابة دعائك وقد سددت طريقك بالذنوب".
2- الظلم: عن الإمام عليّ (ع) قال: "الله أوحى إلى عيسى بن مريم: قُل للملأ من بني إسرائيل أني غير مستجيب لأحد منكم دعوة ولا لأحد من خلقي قِبَلَهُ مظلمة".
3- الدعاء لفعل المعصية: فمن يدعو ربّه أن يسهل عليه أمراً فيه غضبه لا يستجاب له، عن رسول الله (ص) قال: "قال الله عزّ وجلّ ما من مخلوق يعتصم بمخلوق دوني إلّا قطعت أسباب السماوات وأسباب الأرض من دونه فإن سألني لم أعطه وإن دعاني لم أجبه".
4- عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: عن رسول الله (ص) قال: "لتأمرنَّ بالمعروف ولتنهُنّ عن المنكر، أو ليُسلطنّ الله شراركم على خياركم فيدعوا أخياركم فلا يستجاب لهم".
اللّهمّ هب لنا حالة الانقطاع إليك:
حُب الطفل واهتمامه يدوران حول محور واحد، وهو أُمّه فإن سقط على الأرض وبكى فإنّه سُرعان ما يهدأ لأنّ أُمّه أسرعت إلى ملاطفته، وهو أيضاً يبادلها العاطفة بالعاطفة لأنّها أُمّه، ومحور عالمه ودنياه.
وكذلك مرحلة الانقطاع إلى الله في درجة ومنزلة غاية في الرفعة، والسّمو بحيث دأب الإمام الحسين (ع) في دعائه: "إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك حتى تخرق أبصار القلوب حُجب النور فتصل إلى معدن العظمة".
وهذه الحالة من أعظم مراتب، ومنازل المؤمن عندما يعيش حالة الانقطاع مع ربّه فتكون حياته سعيدة، قانعة، راضية فعند ذلك تحقق كمال العبودية لله سبحانه وتعالى التي تتجلى في سر الدعاء، وحقيقته في الوصول إلى الأمنيات والآمال التي يبحث عنها المؤمن في حياته.
الخلاصة:
حقيقة سرّ الدعاء هو ارتباط الإنسان المؤمن بخالقه في جميع شؤون حياته، وانقطاعه إليه بعيداً عن كلّ الآمال التي يعيش الإنسان معها في خيال، فلا تتحقق إلّا إذا أخلص لله في أعماله وأفعاله، وأن تكون هناك وسيلة تربط العبد بربّه حتى يصل إلى غايته وهي الدعاء الذي يكمن في داخله الكثير من الفوائد العظيمة التي تتكشف له في حياته، فيدرك معنى القرب من الله سبحانه وتعالى، ويعيش حياته التي تصنع المجد والكرامة فعندما يعرف الإنسان مدى فائدة الدعاء، وتفعليه في جميع أمور حياته خاصة في صنع الإرادة التي تحقق الكثير من الغايات والأهداف في المستقبل، فإذا فعّلت دور الإرادة في ذاتك تتجلى لك أمور كثيرة في صُنع مستقبلك المشرق الذي يُضيء للعالم شمعة صفحات تاريخك المملوءة بالخير والصلاح، والعمل الجاد الذي يخدم الأُمّة الإسلامية في عصرنا الحاضر الذي نرى فيه الكثير من الأعمال الخيرة والصالحة التي تخدم المجتمعات في ترقيتها إلى ذروة الكمال البشري، الذي يسعى كل إنسان إلى الوصول إليه في حياته.
فإذا فعّلت الدعاء في كلّ أمور حياتك سترى الأثر الكبير في صُنع المستقبل، وستعرف مدى أهمية الدعاء في صُنع أي عمل تُريد تحقيقه، وكذلك سترى كيفية صُنع الإرادة في ذاتك، وكلّ ذلك يكمن في شعيرة الدعاء الذي يحقق جميع الأمنيات في الحياة.
وأعلم أنّ طريق الإرادة هو الطريق الذي سوف يصلك إلى طريق السعادة الحقيقية في حياتك وستعرف مدى أهمية الإرادة الذاتية، عندما تفعّلها في حياتك وتستخدمها في الوصول إلى أهدافك وإلى مستقبل مشرق كلّ هذا لن يتحقق إلّا إذا فعّلت الإرادة في ذاتك وأخذت الأسرار التي تساعدك في الطريق إلى السعادة، وبعدها تعيش الحياة الطيِّبة والسعيدة مع الله سبحانه وتعالى، ومع الصالحين والمؤمنين، وهذا ما يتمنّاه كلّ إنسان في الحياة أن يعيش كما عاش الأولياء والصالحون حياة الكرماء والشرفاء الذين خلدوا التاريخ بصفحات حياتهم، التي أشرقت نوراً للمستقبل.►
المصدر: كتاب طريق الإرادة إلى مستقبل السعادة
آداب بسيطة لكسب ود الآخرين
خالد إبراهيم
◄الوصول إلى القلوب غاية عظيمة.. تتحقق بآداب بسيطة الإنسان مدني بطبعه، لابدّ له من الناس، ولابدّ لهم منه، وحتى يكون متكاملاً في جميع شؤونه فإنّه محتاج إلى إتقان فن التعامل مع الناس من عدو أو محب أو بعيد أو قريب.. فإن كسب قلوب الناس مهمة ليست باليسيرة إلا لمن يسرها الله له، والشاب الملتزم بحاجة ماسة لتعرف طرق وأساليب معاملة الناس حتى يحب الناس هذا الدين وأهله والملتزمين به. هذه الطرق والأساليب المشار إليها عبارة عن أخلاق وآداب حث عليها المصطفى (ص) إذ ورد قوله: "إنّ المؤمن بحسن خلقه يبلغ درجة قائم الليل وصائم النهار" وقوله أيضاً: "المؤمن يألف ويؤالف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف وخير الناس أنفعهم للناس"، ويقول (ص) كذلك: "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم". والأمر هكذا، هذه بعض الوسائل التي يمكن أن نستعين بها على حسن التعامل مع الناس من أجل كسب ودهم، والوصول إلى قلوبهم
: 1- الاهتمام بمشاعر الآخرين: بمقابلتهم بصدر رحب والتودد في الحديث معهم والسؤال عن حالهم، وأخبارهم، والنظر في وجوههم في أثناء الحديث فلا تتشاغل عنهم، فهذا الرسول (ص): "كان لا ينزع يده إلا أن ينزعها صاحبه" وكان من صفاته (ص) أنّه إذا كلمه أحد أقبل عليه بوجهه، ومن الاهتمام بمشاعر الآخرين ملاقاتهم بوجه طلق فهذا الرسول (ص) يقول: "لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق". هكذا: إستمع جيِّداً لهموم الناس وقدّر مشاعرهم وحثهم في قضاياهم يقول عبدالله بن الحارث: "ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله (ص)
. 2- تجنب أسلوب الأوامر: كثير من الناس لا يحب أن يأمره أحد بشيء أن يفعله. وحياة الرسول (ص) خير دليل على ذلك، وفي الحادثة التالية ما يبين ذلك: "جاء وفد من الفقراء من مُضر، فرأى الرسول حالهم فقام فخطب في الناس ثمّ قال: "تصدق رجل بدرهمه، تصدق رجل بديناره.. بماله بصاعه". لم يقل الرسول: أيها الناس: قوموا فتصدقوا على هؤلاء، ولكن قال: تصدق رجل!. إستعمل أسلوب التشويق: فهذا الرسول (ص) يشجع الصحابة بقوله: "لأعطين الراية غداً لرجل يحبه الله ورسوله" أي يجب أن تستعمل أسلوب إعطاء الثقة في الآخرين.
3- حسن الكلام والإستماع: حث النبي (ص) على طيب القول وحسن الكلام كما في قوله (ص): "الكلمة الطيبة صدقة" لما لها من أثر في تأليف القلوب وتطييب النفوس.. فليس المهم توصيل الحقيقة إلى الناس فقط ولكن الأهم الوعاء الذي سيحمل تلك الحقيقة إليهم.
4- النظر إلى العيوب وترك الحسنات: يقول الرسول (ص): "لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خُلقاً رضي منها آخر"، ويقول أحدهم: بكيت على عمروٍ فلما تركته **** وجوربت أقواماً بكيتُ على عمرو هكذا نحتاج إلى النظرة الشمولية إلى الناس في إنصافهم. يقول مؤلف لمحات في فن القيادة: "هناك طريقتان في الحياة: 1- النظر إلى مساوئ الناس ومحاولة إذلالهم بهذه المساوئ. 2- النظر إلى محاسن ومساوئ الناس ومحاولة تحسين المساوئ".
5- الشكر وتقدير الصنيع: التقدير يكون في بداية العمل كما يكون في نهايته، وتقدير الصنيع لا يكون مادياً فحسب بل يتم ولو بكلمة، فلقد ورد في الحديث عنه (ص) أنّه قال: "من صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه"
. 6- لا تهتك سر أخيك: يقول الرسول (ص): "من ستر أخاه المسلم في الدنيا ستره الله يوم القيامة"، ويقول تعالى: (وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ) (آل عمران/ 134).
7- قضاء الحوائج: جُبلت النفوس على حب من أحسن إليها، والميل إلى من يسعى في قضاء حاجاتها، لذلك قيل: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم **** فطالما استعبد الإنسان إحسان وأولى الناس بالخدمة وقضاء الحوائج، الأهل. يقول (ص): "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي". وكذلك من الأفضلية في كسب الناس الجيران لقوله (ص): "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره". لذلك ينبغي أن نتحبب إلى الجار فنبدأه بالسلام، ونعوده في المرض، ونعزيه في المصيبة، ونهنئه في الفرح، ونصفح عن زلالته. ومن أصناف الناس الذين ينبغي أن نكسبهم من نقابلهم في العمل، والدراسة.. إلخ. وفي الحديث: "ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف شهراً في المسجد".
8- التأنيب والتوبيخ في غير محله: قبل الحكم على الشخص الغائب اسأله: أين كان أوّلاً؟
9- المداراة في التعامل مع الآخرين: الصراحة التامة مع كل أحد لا تنفع دائماً. قال ابن حجر – رحمه الله – نقلاً عن القرطبي: "وفي الحديث جواز غيبة المعلن بالفسق أو الفحش ونحو ذلك من الجور في الحكم والدعاء إلى البدعة مع جواز مداراتهم اتقاء شرهم ما لم يؤد ذلك إلى المداهنة في دين الله تعالى".
10- لا تنسب الفضل إليك: في رسالة من سيد قطب باسم "أفراح الروح" إلى أخته يقول: "التجار وحدهم هم الذين يحرصون على العلاقات التجارية لبضائعهم كي لا يستغلها الآخرون ويسلبونهم حقوقهم من الربح، أما المفكرون وأصحاب العقائد فكل سعادتهم أن يتقاسم الناس أفكارهم وعقائدهم ويؤمنوا بها لحد أنهم ينسبونها إلى أنفسهم لا إلى أصحابهم الأوّلين". 11- أنزلوا الناس منازلهم: فقد كان (ص) يجل من يدخل عليه ويكرمه، وربما بسط له ثوبه، وقصة إسلام عدي بن حاتم الطائي دليل على ذلك، ويقول المصطفى (ص): "ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه". - إحترم من خالفك في الرأي مما فيه مجال للإختلاف، ومتسع للنظر، مع عدم إنتقاصه، ورميه بالجهل. - إحترم المتحدث ولا تقاطعه، قال الحسن بن علي (ع): "يا بني إذا جالست العلماء، فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلم حسن الإستماع كما تتعلم حسن الصمت، ولا تقطع على أحد حديثاً وإن طال حتى يمسك"
. 12- المزاح مع الناس: قد يظن البعض أن من كان فرحه كثيراً مع الآخرين هو أحسنهم تعاملاً معهم، أو يظن بعضهم الآخر أن التزمت وعدم الانبساط مع الناس وممازحتهم هو السبيل للحفاظ على الشخصية الجادة. فهذا الرسول (ص) يضرب أروع الأمثلة في المزاح، وإدخال السرور على الناس، فكان ينبسط مع الصغير والكبير، ويلاطفهم، ويداعبهم، ويمازحهم، وكان لا يقول إلا حقاً. - ضوابط المزاح: 1- هناك مزاح محمود، وهو الذي لا يشوبه ما كره الله عزّ وجلّ ولا يكون بإثم أو قطيعة رحم. 2- ومزاح مذموم: يثير العداوة، ويذهب الحياء، ويقطع الصداقة.
13- تقديم الهدية للآخرين: ففي الحديث "تهادوا تحابوا".►
واجهنا مقاطعة في كل مكان.. صحفيان إسرائيليان: الشعوب العربية تكرهنا
الصحفيان الإسرائيليان يشتكيان من عداء العرب لهما ويشيران إلى رفع المشجعين خلال مباراة تونس وأستراليا لافتة "الحرية لفلسطين" (رويترز)
محمد وتد
القدس المحتلة- واصلت وسائل الإعلام الإسرائيلية التحريض على كأس العالم 2022 في قطر، وأظهرت حالة الإحباط التي يعيشها مراسلوها بسبب رفض الجماهير العربية التطبيع والتعامل معهم ومقاطعتهم، مقابل الانتصار للقضية الفلسطينية.
وتصدّر الصفحة الأولى لصحيفة "يديعوت أحرونوت" (كبرى الصحف الصادرة في إسرائيل) في عددها الصادر اليوم الأحد عنوان "مونديال الكراهية"، فيما أفردت صفحتين من ملحقها الرئيسي لتقرير موفديْها لتغطية مونديال قطر، وهما الصحفيان راز شاشنيك وعوز معلم.
واستعرض مراسلا الصحيفة انطباعاتهما بعدما تجولا في الدوحة وحاولا تبادل أطراف الحديث مع الجماهير العربية.
يقول شاشنيك ومعلم في مقدمة التقرير "عندما وصلنا إلى قطر توقعنا معاملة عادية كصحفيين يغطون حدثا دوليا، لكن بدلا من ذلك نشعر بالعداء ونواجَه ونُستقبل بالشتائم ونظرات الكراهية من المشجعين من الدول العربية".
وقال أحد المواطنين القطريين للصحفييْن الإسرائيليين "أود أن أقول مرحبا بكما، لكن غير مرحب بكما حقا، ارحلا من هنا..".
وقال معدا التقرير "أنت تتحدث عن قطري يستضيف المونديال وليس مجرد شاب لبناني عابر سبيل في مونديال قطر".
وأضافا "في مونديال قطر أدركنا أن الكراهية لإسرائيل ليست من الحكام والأنظمة والحكومات وإنما من الشعوب والناس والجماهير في الشارع..".
الصفحة الرئيسية لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تصف كأس العالم في قطر بـ"مونديال الكراهية" (الجزيرة)
"مكروهون.. وغير مرغوب بنا"
وفي رسالة بعث بها التقرير إلى المجتمع الإسرائيلي كتب شاشنيك ومعلم "اسمعوا، لم نرغب في كتابة هذه الأشياء، كنا نظن دائما أننا لسنا نحن -الصحفيين- في دائرة الاستهداف والانتقاد في أكبر حدث رياضي عالمي"، لكن بعد 10 أيام في الدوحة "من المستحيل عدم إطلاعكم على ما نمر به هنا، نحن لا نقصد تجميل صورة الواقع، نشعر بأننا مكروهون ويكتنفنا العداء، نحن غير مرغوب بنا".
وعبر الصحفيان عن أيامهما في الدوحة ومونديال قطر بالقول "الآن دعونا لا نتظاهر، كأس العالم تجربة ضخمة، تشرفنا بوجودنا هنا وتغطية كرة القدم، الشيء الذي نحبه أكثر في هذا الكون، كلانا يتنفس كرة القدم منذ سن مبكرة".
وقال تقريرهما إن "تغطية كأس العالم هي تحقيق حلم شخصي تماما مثل الاجتماع لإجراء محادثة مع بول مكارتني أو بول سيمو أو تصوير ليونيل ميسي وهو يلعب في إسرائيل. نعم، عمل مرهق، لكن على أي حال نوافق أيضا على النوم على الرصيف واحتضان المشجعين المكسيكيين إذا سمح القانون في قطر بذلك".
مشجع سعودي يرفض الحديث مع قناة صهيوني : إنها #فلسطين وليست "إسرائيل" ..
ليست أوقاتا ممتعة
ويقارن الصحفيان الإسرائيليان مونديال قطر بتجربة تغطيتهما بطولات مماثلة في أوروبا، سواء كأس العالم أو الألعاب الأولمبية، ويقولان "نحن لا نمرح ولا نقضي أوقاتا ممتعة في مونديال قطر بسبب كوننا من إسرائيل".
وأضاف شاشنيك ومعلم "في الشارع وفي كل مكان وقبالة الملاعب يرافقنا فلسطينيون وإيرانيون وقطريون ومغاربة وأردنيون وسوريون ومصريون ولبنانيون بنظرات مليئة بالكراهية".
ويروي الصحفيان أنه "في الأيام الأولى للمونديال كان في الإمكان تبادل التحيات وأن نقول مرحبا ونمد يديْنا للمصافحة، عرفنا أنفسنا على أننا إسرائيليون، لكن عندما رأينا أن ذلك يؤدي دائما إلى مواجهة صعبة وصدام واحتكاك مع العرب وصولا إلى الشتائم الصارخة بلغة يمكن فهمها قررنا تعريف أنفسنا كصحفيين من الإكوادور".
هل أنت بالفعل من الأكوادور؟ هذا يعيد الى الاذهان طلب اسرائيل من مواطنيها حتى سنوات الثمانينات بالسفر على شكل مجموعات فقط، وكثر منهم كانوا يعرفون انفسهم بهوية البلاد التي قدموا منها ويخفون هويتهم الاسرائيلية..
هل شاهدتم مقابلة لصحافي اسرائيلي مع مشجع أجنبي في قطر ؟!
التنكر بجنسية أخرى
وبحسب مراسلي "يديعوت أحرونوت"، فقد قررا التكتم على جنسيتهما الإسرائيلية والتعريف بنفسيهما كصحفييْن من الإكوادور "هكذا تمكنا من مرافقة الإيرانيات لمدة أسبوع وتحضير مقال نشر في ملحق الصحيفة في نهاية الأسبوع".
ويقول الصحفيان إنهما حاولا في البداية التعريف بنفسيهما كإسرائيلييْن، لكنهما لم يجدا سبيلا لمجرد الحديث "وعندما رأينا أن الوضع أصبح خطيرا وأن النساء الإيرانيات بدأن يفهمن أننا ربما كنا إسرائيلييْن عرفنا على نفسيْنا مرة أخرى على أننا صحفيان من الإكوادور حتى لا ندخل في مواجهة جسدية".
وتطرق الصحفيان إلى ملاحظاتهما بعد مباراة بين البرازيل وصربيا الخميس الماضي، ووصفا المباراة بأنها "لم تكن ممتعة بصورة خاصة"، فقد "اتضح أن هناك الكثير من المسلمين من عشاق منتخب البرازيل، تماما كما هو الحال مع الكثير من الإسرائيليين".
وبعد المباراة -يقول الصحفيان- "ذهبنا لالتقاط بعض صور الفرح من البرازيليين، في كل مرة كان الفلسطينيون يقفون حولنا بالأعلام ويصيحون ويتحرشون بنا ويضايقوننا، وفي إحدى المرات تم تطويق أحد المشجعين من كفر قاسم (مدينة فلسطينية محتلة عام 1948 ويحمل سكانها الهوية الإسرائيلية)، والذي تجرأ على المجيء وإجراء المقابلات مع الإعلام الإسرائيلي".
من الناس والحكومات
في مشهد المونديال -يقول الصحفيان- "وقف الفلسطينيون أو القطريون والتقطوا الصور ليسخروا منا، ولوّح المشجعون التونسيون بلافتة ضخمة كتب عليها "فلسطين حرة" خلال المباراة ضد أستراليا وتم رفعها في الدقيقة الـ48″، في إشارة إلى نكبة فلسطين في 1948.
ويضيف التقرير "انتشر المقطع الذي صوره أحدهم على نطاق واسع ونحن ننكر الجنسية الإسرائيلية وندعي إننا من الأكوادور، حيث حاولت وسائل الإعلام العربية إظهار أن الإسرائيليين جبناء".
وقال شاشنيك ومعلم لكن لسوء الحظ إن "عناصر باليمين الإسرائيلي انضموا إلى أعدائنا وشارك البعض منهم المقطع لإظهار مدى أننا أبناء شعب إسرائيل نحاول خائفين الابتعاد عن المواجهة، هذا سيئ للغاية، لكنه الواقع".
وقال الصحفي شاشنيك عبر صحيفة يديعوت أحرونوت "لطالما اعتقدت أن المشكلة كانت مع الحكومات العربية وأيضا حكومات إسرائيل، لكن في قطر عرفت مدى الكراهية للإسرائيليين وإسرائيل بين الناس في الشارع، كم يريدون مسحنا من على وجه الأرض، وإلى أي مدى يثير كل ما يتعلق بإسرائيل حقدا شديدا في نفوسهم".
المصدر : الجزيرة
مونديال قطر: فشل "الهيمنة الثقافية" الغربية
- ليلى نقولا
أظهرت الصور ومقاطع الفيديو التي نشرها الإعلام الإسرائيلي من قطر أخيراً نظرة الشعوب العربية الحقيقية إلى احتلال فلسطين، وعدم قبولها بالرواية السائدة التي تقول إن الإسرائيليين باتوا مقبولين في دول الخليج (الفارسي)بعد توقيع اتفاقيات "التطبيع".
لقد أظهرت الصور ومقاطع الفيديو التي نشرها الإعلام الإسرائيلي من قطر أخيراً نظرة الشعوب العربية الحقيقية إلى احتلال فلسطين، وعدم قبولها بالرواية السائدة التي تقول إن الإسرائيليين باتوا مقبولين في دول الخليج (الفارسي)بعد توقيع اتفاقيات "التطبيع"، وأَسقطت إعلامياً كل الروايات التي تتحدث عن أن "العرب لم يعودوا يجدون في إسرائيل عدواً بل يجدونهم حليفاً لهم ضد إيران".
إن هذه المشاهد، إضافة إلى عدد من استطلاعات الرأي التي أشارت إلى أن اتفاقيات التطبيع وكل الجهد الإعلامي والإعلاني وصرف الأموال الطائلة، لم تستطع أن تربح حرب الأفكار الدائرة اليوم على مستوى العالم ككل وعلى مستوى الشرق الأوسط.
يشار إلى حرب الأفكار والأيديولوجيات السائدة اليوم، باسم "القوة الناعمة" ويفسرها المنظرون الأميركيون بـ"إغراء القلوب والعقول"، أي السعي إلى "الهيمنة الثقافية" التي كان المفكر اليساري، أنطونيو غرامشي، قد تحدث عنها في أواخر القرن التاسع ومطلع القرن العشرين، إذ رأى أن كل طبقة حاكمة لا تعتمد فقط على السيطرة المادية والقهرية والسياسية للمجتمع المحكوم، بل على الهيمنة الفكرية أيضاً، أي على اختراق المجتمع والتأثير فيه فكرياً من خلال فرض نظام القيم الخاص بها وإطارها الفكري ومُثلها ومعاييرها للصح والخطأ، وهو ما يساعد على جعل سيطرتها أطول عمراً وأكثر فعالية.
وتوصل غرامشي إلى خلاصة مهمة مفادها أن الهيمنة الثقافية ضرورية من أجل نجاح سلطة ما، وعلى أي طبقة اجتماعية تريد السيطرة وضمان السلطة والقيادة تكوين هيمنة ثقافية على الآخرين، إذ إن التجارب تثبت أن تفوق مجموعة اجتماعية معينة يَظهر بطريقتين اثنتين: من خلال السيطرة والإخضاع بالقوة، ومن خلال قيادة فكرية ووجدانية وقيمية.
وتتنوع وسائل حروب القوة الناعمة، وفيها:
-المناظرات الفكرية، وهي نزاعات تقدّم فيها الأطراف المتعارضة حججها، وتدعمها بالأدلة وتسعى لدحض استدلال واستنتاجات الطرف الآخر.
- الحروب الأيديولوجية، وهي صراع رؤىً واسعة تُنظّم عادة حول عقيدة معينة.
أما المثال الأكثر شيوعاً للصراع الأيديولوجي فهو الحرب الباردة التي تضمّنت منافسة سياسية واقتصادية وعسكرية بين الولايات المتحدة (الليبرالية) والاتحاد السوفياتي (الشيوعية)، والتي انتصرت فيها الليبرالية، إذ عُد هذا الانتصار نهاية تاريخ الصراع بين الأيديولوجيات.
- الحملات الإعلامية وقد تكون مباشرة أو غير مباشرة، والهدف منها إقناع الجماهير بوجهة نظر معينة، يليها اتخاذهم إجراءات معينة مطلوبة بنفسها، كالتصويت لمرشح معين، أو المشاركة في تظاهرة أو غير ذلك.
وانطلاقاً مما سبق، نجد أن الغرب كان دائماً متفوقاً في الحرب الإعلامية وحروب الأفكار المتعددة، لكن التطور التقني والتكنولوجي وانتشار وسائل التواصل التي كان من المفترض أن يستخدمها الغرب لتسويق أفكاره وترسيخ هيمنته قد انقلبت وبات الغرب يتراجع في حرب الأفكار في عدد من المجالات، ونضرب بعض الأمثلة:
1- الحرب الأوكرانية: مع أن الحرب الإعلامية بين روسيا والغرب كانت لمصلحة الأخير على نحو كبير، وسيطرت الرواية الغربية على نظرة الرأي العام العالمي إلى الحرب الروسية في أوكرانيا، لم تضعف روسيا من الداخل، ولم يؤلّب الرأي العام الروسي أو حتى الأوليغارشية على بوتين لإطاحته، وفق ما سعى له الأوروبيون من خلال قدرتهم الإعلامية وحزمات العقوبات الاقتصادية المتعددة.
2- النظرة إلى "إسرائيل" في الشرق الأوسط: إضافة إلى العداء الذي أظهره المشجعون العرب للإعلام الإسرائيلي في مونديال قطر، وقيام سائق التاكسي بإنزال الإعلاميين بعد معرفته بجنسيتهم، وإصرار العرب من جميع الجنسيات على أن "ليس هناك إسرائيل بل فلسطين".. إضافة إلى تلك المشاهد، أظهرت استطلاعات الرأي التي نشرها "معهد واشنطن" الأميركي أن غالبية المستطلعين في البلدان السبعة المشمولة بالاستطلاع (البحرين ومصر والأردن والكويت ولبنان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة) عارضوا عبارة "السماح للذين يرغبون في إقامة علاقات تجارية أو رياضية مع الإسرائيليين بالقيام بذلك".
وفي الاستطلاع نفسه، قالت أغلبيات ساحقة إنها تَعُد اتفاقيات التطبيع "سلبية إلى حدٍ ما" أو "سلبية جداً".
وحتى في البلدان الموقعة على الاتفاقيات، وتحديداً البحرين والإمارات، تضاءل الدعم من الأقليات الكبيرة في الفترة التي أعقبت توقيع الاتفاقيات.
وهكذا إذاً، وسواء سميناها "القوة الناعمة التي تهدف إلى السيطرة على القلوب والعقول، أو سمّيناها هيمنة ثقافية، فإن الهدف المطلوب هو السيطرة على العالم بفرض قيم معينة تجعل صاحب تلك القيم مرغوباً فيه وهيمنته مطلوبة ليست باعتبارها هيمنة بل باعتبارها "إلهاماً وقيماً عالمية حميدة"، لكن التطبيع الذي جرى التسويق له بعنوان ديني برّاق "اتفاقيات أبراهام" سقط، وفشلت معه كل وسائل الترويج والإعلام والإعلان الغربي لجعل "إسرائيل" دولة "مقبولة" لدى شعوب المنطقة.
المصدر :الميادين
تأثير أوميغا 3 على الوظائف الإدراكية
أحماض أوميغا 3 هي نوع من الأحماض الدهنية غير المشبعة، والتي قد تقلل من الالتهابات في الجسم بشكل عام.
العالم - منوعات
إذ قد تؤدي هذه الالتهابات إلى تلف الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى حدوث أمراض القلب والسكتة الدماغية
وقد درس الباحثون على 2183 رجلاً وامرأة ذوي متوسط العمر 46 عام. وقد استُبعِد الأشخاص المصابون بالخرف أو الذين كانت لديهم سابق إصابة بالسكتة الدماغية من المجموعة التي شملتها الدراسة.
وقد حلل الباحثون الأحماض الدهنية الموجودة في عينات الدم المأخوذة من المشاركين. كما فُحِصت أدمغتهم باستخدام تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي. وقد اهتم الباحثون في هذا الفحص بأحجام المادة الرمادية والبيضاء الموجودة في الدماغ، وخاصة في الحُصين. ويلعب الحُصين دورًا في التعلم والذاكرة، ويمكن أن يشير تقلص الحجم إلى الخرف المحتمل.
وإضافة لذلك، فقد خضع المشاركون إلى تقييم عصبي قيس فيه التفكير المجرد للمشاركين وسرعة المعالجة والوظائف التنفيذية الأخرى للدماغ وذلك عبر مجموعة من الاختبارات.
وقد أفاد الباحثون بأن مستويات أحماض أوميغا 3 الدهنية فيما يقرب من 25٪ من المشاركين كانت منخفضة (أقل من 4٪). وسميت هذه المجموعة بالمجموعة منخفضة الأوميغا 3. بينما صُنِّف بقية المشاركين في المجموعة العليا؛ والتي كان متوسط مستوى أوميغا 3 لديهم يقدر بــ 5.2٪.
وبمقارنة عينات الدم ونتائج التصوير بالرنين المغناطيسي والتقييمات العصبية، وجد الباحثون أن هناك ارتباطا بين المستويات المرتفعة من أحماض أوميغا 3 الدهنية وبين حجم الحصين الكبير والقدرة الأفضل على التفكير التجريدي.
كما لاحظ الباحثون أن الأشخاص في المجموعة العليا كانت لديهم أيضًا أحجام أعلى من المادة الرمادية، ودرجات قراءة أفضل، ودرجات أعلى قليلاً في التفكير المنطقي.
وفي المقابل، كان الأشخاص في المجموعة ذات المستوى المنخفض من أوميغا 3 أقل فرصة للحصول على شهادة جامعية، وأكثر عرضة لأن يكونوا مدخنين ومرضى بداء السكري وذلك مقارنة بالمجموعة الأعلى. مما يؤكد على الدور المحتمل للأوميغا 3 في تحسين القدرات المعرفية.
وفي ذات الصدد تذكر الدكتورة ناتالي كينغ، عالمة الأعصاب غير المشاركة في الدراسة أن "كل ما نقوم به ونستهلكه يؤثر على أدمغتنا. فهناك العديد من الدراسات التي تسلط الضوء على تأثير الطعام والشراب على صحة الدماغ ووظائفه بشكل عام".
وتتابع كينغ قائلة "قد تبين أن أحماض أوميغا 3 الدهنية، على وجه الخصوص، تعد مفيدة عندما يتعلق الأمر بتحسين الوظيفة العقلية، إضافة إلى تحسين الحالة الصحية العامة، كما في بعض الأمراض مثل اضطرابات المزاج وغيرها من الأمراض التي تؤثر على التعلم والذاكرة".
قائد الثورة الإسلامیة: مشكلتنا مع أميركا لا يمكن حلها بالتفاوض
اعتبر قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي خامنئي " التعبئة "، ثقافة وخطابا وفكرا وأكد في الأحداث الأخيرة بایران، بذلت قوات التعبئة جهدها لمنع وقوع الظلم على الشعب الايراني من قبل مجموعات مشاغبة ومرتزقة وهذه القوات هي نفسها تعرضت للظلم.
وقال قائد الثورة الاسلامية اليوم السبت خلال استقباله جمعا من قوات التعبئة في حسينية الامام الخميني (ره) في طهران إن التعبئة "،تعتبر ثقافة وخطابًا وفكرًا وأکد أنها ليست مجرد مؤسسة عسكرية بل مکانتها أعلی منها ولا تقتصر نشاطاتها على المجال العسكري فقط، بل يجب أن تكون حاضرة في جميع المجالات، بما في ذلك العلوم الدينية والعلوم المادیة.
واعتبر قيام قوات التعبئة (البسيج) بعمل جهادي دون أي توقعات من ميزات هذه القوات وقال: هناك الملايين من التعبويين في العالم الاسلامي ولغة قلوبنا وقلبهم واحدة، وتوجهاتهم هي نفس توجهاتنا.
وأضاف أن "التعبئة" لها مكانة بارزة في الجغرافيا السياسية للعالم الإسلامي وقال ، إن الجبهة الاستعمارية الغربية تتخذ نهجا خاصا تجاه غرب آسيا لما لها من الاهمية ولمصادرها النفطية كون النفط هو أهم عامل في حركة العجلات الصناعية للغرب.
وأشار إلی الخصائص الجغرافية والجيوسياسية لغرب آسيا خاصة إيران وقال: إن الثورة الإسلامية سخرت قلوب شعوب الدول المجاورة لإيران.
وتابع أن الأمريكيين وقبل شن العدوان على ايران قرروا شل دول الجوار باعتبارها العمق الاستراتيجي للجمهورية الإسلامية الايرانية ، وكشف الأمريكيون أنفسهم عن هذه الخطة عام 2006 وقالوا یجب علینا أن نطیح بست دول اي العراق وسوريا ولبنان وليبيا والسودان والصومال قبل مهاجمة ایران.
وأضاف: إن الجمهورية الإسلامية لم تدخل شمال إفريقيا اطلاقا، لكن سياسة إيران نجحت في كل من العراق وسوريا ولبنان، مما أدى إلى هزيمة أمريكا في هذه الدول.
وأشار إلی شجاعة الشهيد قاسم سليماني وأضاف : إن اسم الشهید الحاج قاسم يغضب أعداء إيران لأنه حمل راية سياسة الجمهورية الإسلامية الايرانية التي احبطت خطة العدو العميقة.
وأکد أن مشكلتنا مع أميركا لا يمكن حلها بالتفاوض وواشنطن لا تقبل سوى أخذ الامتياز تلو الآخر متسائلا، أي مواطن إيراني غيور على وطنه مستعدٌ لتقديم تنازلات لأميركا.
وصرح أن ما تريده أمريكا هو أن يتخطى الشعب الإيراني كل الخطوط الحمراء.
وخاطب قوات التعبئة وقال : عليكم الانتباه لتسلل العدو إلى قوات التعبئة؛ ان الشخص الفاسد قد يتنكر كتعبوي ورجل الدين.
وفي جانب اخر من تصريحاته اشار سماحته الى فوز المنتخب الإیراني لكرة القدم على ويلز في كأس العالم وقال أبناء منتخبنا الوطني لکرة القدم أناروا عيوننا بانتصارهم.
وقال:ان العدو لجأ اليوم الى نشر أخبار كاذبة كاهم أسلوب له وأضاف : إنهم و من خلال هذه الاخبار الكاذبة يزعمون زوراً أن القوات الحكومية الإيرانية تقتل الشعب، مؤكدا ان واجبکم اليوم هو جهاد التبیین.
وأضاف: إن العدو يسعى للسيطرة على العقول و في حال تحقيق ذلك في اي بلد، فان شعبه يسلم أرضه للعدو.
وأكد قائلا : حافظوا على جهوزیتکم العملية، فلا يجب أن تتفاجأول أبدًا، موضحا أن احد التصرفات التي يلجأ اليها العدو هو اثارة الضوضاء في مكان ما والقيام بما يريده في مكان اخر ، لذلك على مسؤولي البلاد اخذ الحيطة والحذر كون منطقة غرب آسيا وشرقها تحظى باهمية لنا.
ولفت الى ان جبهة الاستعمار الغربي اسست ، الکیان الصهيوني المحتل في المنطقة بهدف القتل والاحتلال واضاف : ان إيران أهم دولة في منطقة غرب آسيا، لأن ثروتها تفوق ثروة كل هذه الدول، ومن هذا المنطلق فهم أكثر حساسية تجاه إيران ويجب ألا تنسى قوات التعبئة أنّ مواجهتنا الحقيقية والأساسية هي مع الاستكبار العالمي.
واشار الى أن الثورة الإسلامية في ايران أربكت حساباتهم ووجهت صفعة للسياسات الاستعمارية ودفعت بهم إلى حافة العزلة وقال : ان الثورة الاسلامية وضعت حدا لتبعية ايران لأمريكا وبریطانیا والنظام الاستعماري وحققنا الاستقلال ولم نقدم لهم أي تنازلات.
وصرح أن الثورة الإسلامية انتقلت إلى شعوب المنطقة والدول المجاورة وأوجدت فيهم التغيير، وأضاف : أن الشعب الإيراني حاضر في الساحة ولم يدخر الاعداء اي جهد لتدمير الثورة و إسقاطها ، لكنهم أدركوا صعوبة مواجهة إيران وعجزهم عن ذلك.
وصرح أن الدور الإيراني في العراق وسوريا ولبنان أسهم في إفشال المشروع الأميركي لضرب إيران عبر هذه الدول واعتبر أن شعبیة الشهید حاج قاسم سلیماني بين الشعب الايراني وکراهیة الأعداء بالنسبة له تعود إلی دوره البارز في إحباط مؤامرات العدو بالمنطقة.
وقال الیوم أصبح من الواضح سبب بحث الأعداء عن اتفاق خطة العمل المشترك الشاملة الثانية و الثالثة وأوضح، أن خطة العمل المشترك الشاملة الثانية تعني مغادرة إيران من المنطقة بالكامل وتعني أن إيران تلتزم بعدم إنتاج أي أسلحة استراتيجية مهمة وعدم امتلاك طائرات بدون طيار وصواريخ.
واشار الى أن العدو كان يريد منعنا من الوصول إلى التقنية الدفاعية والعسكرية والحضور بالمنطقة بعد الاتفاق النووي.
ولفت الى ان هناك البعض يتصور ان لديهم علما وفهما سياسيًا، لكن تهديداتهم في الصحف والفضاء الإلكتروني تدعو للاسف حيث يقولون أنه من أجل إنهاء أعمال الشغب، علينا حل مشكلتنا مع أمريكا أو يقولون يجب أن نستمع إلى صوت الشعب متسائلا كيف ستحل المشكلة مع أمريكا؟ هل ستحل المشكلة بالجلوس علی طاولة المفاوضات والتفاوض مع واشنطن والحصول على التزام منها؟.
وقال إن الأمريكيین تعهدوا بموجب الاتفاق النووي إلغاء الحظر عن ایران في حال تقلیص أنشطتها في مجال الصناعية النووية، لكنهم لم يفعلوا ذلك، وهكذا عندما قمنا بتنفيذ التزاماتنا بموجب الاتفاق النووي لم تنفذ أميركا التزاماتها.
وأکد سماحة قائد الثورة الاسلامية أن التفاوض لن يحل مشكلتنا مع أمريكا، لأنها تمعن في السعى وراء إنتزاع التنازلات عن ایران.
واعتبر مشارکة الملايين من الشعب الایراني في مراسم احياء الذكرى السنوية لـ "يوم مقارعة الاستكبار العالمي" و"يوم الطالب" ای ذكرى اقتحام وكر التجسس (السفارة الامريكية في طهران فی 4 نوفمبر 1979) و حضور الملايين منهم في تشييع جثمان الشهيد سليماني تعبيرا عن صوت الشعب الإيراني وقال : استمعوا إلى صوت الشعب الإيراني في تشييع جثامین الشهداء وشعاراتهم ضد مثیري الشغب والإرهابيين.
احتفالات إيرانية بالفوز على ويلز
عمّت الاحتفالات العاصمة الإيرانية طهران وعددا من المدن عقب الفوز الذي حققه المنتخب الإيراني على ويلز -أمس الجمعة- بهدفين دون مقابل، في افتتاح مباريات الجولة الثانية للمجموعة الثانية بكأس العالم 2022 في قطر.
جاءت فرحة الفوز تعويضا لمرارة الهزيمة الثقيلة التي سبق ومني بها منتخب إيران أمام منتخب إنجلترا (صفر/6) في أولى مبارياته، وامتدت الاحتفالات الإيرانية منذ اللحظات الأولى التي أعقبت انتهاء المباراة مع ويلز وحتى الليلة الماضية، وشارك فيها أطفال ونساء ورجال وشباب وعسكريون ورجال دين.
من وراء استهداف ناقلة النفط "الإسرائيلية" بطائرة مسيّرة قبالة سواحل عمان؟
الخبر واعرابه
الخبر : تعرضت ناقلة نفط يملكها رجل أعمال إسرائيلي قبالة سواحل عمان لهجوم بطائرة مسيرة انتحارية يوم الأربعاء .
الاعراب :
-رغم انه لم تعلن اي جهة لحد الان مسؤوليتها عن الهجوم ، إلا أن حقيقة أن الناقلة مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي تظهر أن منفذي الهجوم هم أعداء الدّاء للكيان الصهيوني.
- اتهم مسؤول أمني إسرائيلي إيران في هذا الحادث. ويدل هذا الادعاء على أنه بعد هجوم الكيان الصهيوني على صهاريج الوقود الإيرانية على الحدود السورية العراقية والذي تم قبل أيام، فان كيان الاحتلال كان يتوقع انتقاما وردا بالمثل. هذا في حين ان اي مصدر ايراني لم يؤكد هذا الاتهام لحد الان .
- بعد آخر حادثة في حرب السفن عام 2018 ، والتي تعرضت خلالها سفينة إسرائيلية للهجوم واعلنت فصائل المقاومة في المنطقة مسؤوليتها عنه، رفعت "إسرائيل" رسميا علمها الأبيض في حرب السفن واستسلمت،
--تشكل التجارة البحرية لـ"إسرائيل" 85٪ من حجم تجارة الكيان وأي تهديد لها يعني تهديدا للاقتصاد الإسرائيلي بأكمله. هذه المسالة هي التي تجعل هجوم الطائرات المسيرة على ناقلة النفط الإسرائيلية واتهام إيران بذلك يعزز من اتهامات الكيان الاسرائيلي لايران.
- في غضون ذلك ورغم عدم ترشح اي معلومات عن حجم الأضرار التي لحقت بالسفينة من قبل وسائل الاعلام ، إلا أنه يمكن توقع أن يكون هذا الهجوم هو مجرد سيناريو من قبل الكيان الصهيوني دعما للدول الاقليمية التي كانت تعادي قطر حتى الامس. تلك الدول التي فرضت حصارا على قطر على مدى ثلاثة اعوام ونصف وبالتالي ارغمت على التراجع والخنوع رغما عنها والسفر اليها. زعزعة الاستقرار في المنطقة، هو ديدن الكيان الإسرائيلي وزعزعة الاستقرار في المنطقة بهدف التأثير على حدث كأس العالم في قطر يمكن أن يكون هدف أعداء الأمس وأصدقاء قطر اليوم. طبعا قبول نجاح كبير مثل استضافة مباريات كأس العالم يثير حسد هذه البلدان .
- في الوقت نفسه، وفقا لمصادر موثوقة، وعدت طهران الدوحة بأنها لن تتوانى عن تقديم أي مساعدة لإقامة مونديال قطر بشكل جيد مشفوع بالامن والسلام .
ماذا تحمل زيارة وزير الخارجية العماني الغيرمعلنة إلى طهران؟
أكد وزير الخارجية الإيرانية حسين أميرعبداللهيان خلال مؤتمر صحافي مع نظيرة العماني بدر بن حمد البوسعيدي في طهران أن الوجود العسكري الأجنبي يهدد أمن الخليج الفارسي وبحر عمان، وأمن الطاقة، وقال إن دول المنطقة قادرة على ضمان أمنها بنفسها.
وزير خارجية سلطنة عمان بدر بن حمد آلبوسعيدي يصل إلى طهران في زيارة لم يعلن عنها من قبل.. ما يزيد من أهمية ما جرى بحثه على طاولة الحوار.. جلستان من الحوار جمعت الوزيرين على طاولة واحدة، إحداهما جرت خلف الأبواب الموصدة.
إعلاميا كل ما يذكر اسم سلطنة عمان سرعان ما تتبادر إلى الأذهان في الأوساط الإعلامية الإيرانية أدوار مسقط في الوساطة بين طهران واشنطن، لاسيما في الموضوع النووي.. حيث يبدو أن الموضوع النووي أخذ حصته من الحوار بين الوزيرين في طهران.
وفي كلمته بالمؤتمر الصحفي المشترك قال الوزير الخارجية الإيرانية حسين أميرعبد اللهيان: "إن إصدار قرار في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد إيران كان غيربناء، ومرة اخرى تم استغلال مكانة الوكالة الذرية لأغراض سياسية.. وإننا سنقوم بإجراءات ملائمة للرد على القرار الصادر من الوكالة."
إقليمياً أكد أميرعبد اللهيان أن دول المنطقة لديها القدرة على الحفاظ على السلام والأمن في المنطقة، وأصبحت القوات العسكرية الأجنبية اليوم تهديدا لأمن الطاقة في منطقة الخليج الفارسي وبحر عمان.
وفي الشأن اليمني أكد الوزير الإيراني ضرورة وقف الحرب في اليمن والإلغاء الكامل للحصار الإنساني على هذا البلد.
من جانبة قال وزير الخارجية العماني بدر آلبوسعيدي إن المنطقة تواجه حاليا العديد من التحديات والخلافات، ورأى أن الحل الوحيد هو الحوار والحلول الدبلوماسية.
وصرح البوسعيدي قائلاً: "هناك الكثير من التحديات والكثير من الأزمات والقضايا والخلافات، ولكن في عمان نعتقد أن السبل الوحيدة والناجعة لمعالجة هذه التحديات لن تتأتى إلا عبر الحوار وعبر التفاهم وعبر البحث عن حلول سياسية، وبالطرق السلمية."
إيرانياً ينظر إلى عمان على أنها دولة تتحدث قليلا وتعمل كثيرا دون ضجيج.. وكل زيارة عمانية إلى طهران تتسبب برفع سقف الحديث عن صفقة ما، ولو بحل.
فالعلاقات بين البلدين الجارين إيران وعمان وارتباط تلك العلاقات بالملفات السياسية والأمنية والاقتصادية على مساحة الإقليم جعلت من هذه الزيارة أن تحمل الكثير ليس للبلدين وحسب بل للمنطقة التي تعيش على صفيح ساخن.