emamian

emamian

مهنئا قادة الدول الاسلامية بحلول لشهر مضان؛

رئيسي: نأمل بتعزيز وحدة الامة الاسلامية في هذا الشهر الفضيل

 

السبت ٠٢ أبريل ٢٠٢٢ - ٠٥:٤

أعرب الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي عن أمله بتعزيز وحدة الامة الاسلامية في مواجهة زمر الفرقة والتكفير في شهر رمضان المبارك.

وورد في برقيات تهنئة منفصلة وجهها الرئيس رئيسي الى نظرائه في البلدان الاسلامية اليوم السبت بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك: إن نسائم شهر رمضان المبارك بلغتنا مرة أخرى لينال المسلمون وعباد الله الصالحون الفرصة في هذا الشهر المبارك والفياض، شهر نزول القرآن الكريم وتعيين مقدرات الانسان في ليلة القدر، لبلوغ المراتب السامية بفضل التقوى واجتناب المحرمات وتزكية النفوس وتهذيبها.

وأعرب عن أمله باتخاذ خطوات مؤثرة على نهج تعزيز الوحدة والتضامن بين صفوف الامة الاسلامية لاسيما ضد زمر التفرقة ومنها الارهاب التفكيري بفضل هذا الشهر المفعم بالرحمة والمغفرة وجهود القادة والمفكرين في البلدان الاسلامية والتأكيد على تنمية روح التعاطف والتضامن بين الشعوب الاسلامية ويشهد الجميع إزالة الظلم والاضطهاد وارساء السلام واستتباب الامن في جميع ارجاء العالم لاسيما في فلسطين.

 

ستقام جلسة تلاوة القرآن الكريم عصر اليوم الاحد وهو اليوم الاول من شهر رمضان المبارك بحضور قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد على خامنئي.

وافاد الموقع الاعلامي لمكتب حفظ ونشر مؤلفات آية الله العظمى السيد علي خامنئي (مد ظله العالي)، ان هذه المراسم ستقام في الساعة 16:30 من اليوم الاحد بالتوقيت المحلي (13:00 توقيت غرينتش)، بمشاركة مجموعة من افضل قراء القرآن الكريم في البلاد مع التزام التوصيات الصحية في حسينية "الامام الخميني (رض)".

وسيتم بث المراسم بصورة مباشرة عبر موقع KHAMENEI.IR وقنوات الاذاعة والتلفزيون في الجمهورية الاسلامية الايرانية.

 

التمر والحليب سيدا المائدة لدى معظم الشعوب العربية والإسلامية في رمضان

ما إن يهل اليوم الأول من شهر رمضان حتى تبدأ الشعوب العربية والمسلمة في التعبير عن فرحها بطقوس مميزة (غيتي إيميجز)

سارة جمال

تحافظ الشعوب العربية على موروثاتها في التعبير عن البهجة في استقبال رمضان، تتوارثها عبر الأجيال، وتضمحل بعضها في أماكن أخرى أو تندثر بعضها بالكلية، ولكن في النهاية تمثل جميعها عادات وتقاليد رمضانية أصيلة.

حلوى الكرديانة من أيدي الأطفال في تونس

يبدأ التونسيون بالاستعداد لـ"سيدي رمضان" مثلما درجوا على تسميته، حبا وتفضيلا من بين شهور السنة، فتزيد حركة الشوارع والأسواق والمحلات، ويشرع الكثيرون في شراء المستلزمات الغذائية من التوابل والدقلة (التمر التونسي) والشعير وغيرها من لوازم المطبخ في رمضان.

تقول صابرين.ع، ربة منزل من تونس، للجزيرة نت "تشتري النساء الجديد من الصحون والأواني لاستعمالها في الشهر الكريم، وتنظف ربات البيوت منازلهن كأنهن يتجهزن لعرس أو ضيف عزيز، ويخرج "بوطبيلة" الذي يجوب الشوارع ليلا بطبلته ينادي للسحور".

وتكمل صابرين "أما عن موائد رمضان في تونس، فلا يغيب عنها يوميا التمر بالزبد وحساء الفريك (الشعير) والسلطة والبُريك (وهي أكلة تونسية تشبه السمبوسك محشوة بمكونات خاصة) إلى جانب الطبق الرئيسي، وأطباق أخرى تختلف باختلاف الجهات التونسية وعاداتها، سواء في الإفطار أو السحور.

وفي الأحياء الشعبية خاصة، يبدأ الأطفال منذ اليوم الأول بالتنافس في صنع (الكرديانة)، وهي نوع من الحلويات مصنوعة من بياض البيض والسكر، ويمضي الأطفال في صنعها وخلطها حتى تكبر وترتفع فترة ما بعد الظهيرة إلى أذان المغرب".

التمر والزريك وجبة إفطار الموريتانيين

يقول أحمد ولد إسلم من موريتانيا "نحن نأخذ رمضان بأبسط ما يكون، نعيش روحه ولا نحتفل به، وليست لدينا أي تقاليد خاصة برمضان، ولا يوجد مبالغة في الاحتفال به واستقباله. فهو شهر العبادة، نحيي نهاره بالصيام وليله بالقيام، باستثناء ليلة الـ27 حيث نقوم ببعض الزيارات للأقارب".

وأضاف ولد إسلم وفي وقت الإفطار نقطع الصيام من خلال التمر والشاي الموريتاني وكأس من (الزريك)، وهو مزيج من الحليب والماء، ويأتي الأكل لاحقا بعد أداء صلاة التراويح، وهذا من عاداتنا التراثية، والتي قد تغيرت اليوم عند البعض".

طقوس الإفطار في السودان

تقول أمينة عثمان من السودان "في كل أسرة هناك بيت العائلة، نجتمع فيه ونتشارك الإفطار، وتجلب كل أسرة وجبة إفطارها معها، وفي حين تتناول النساء إفطارهن داخل البيوت، يحمل الرجال وجبات الإفطار في صينية، ويخرجون ليتناولوه في الشارع أمام بيوتهم. وتقوم كل مجموعة من الجيران بمشاركة الطعام سويا، والغرض من هذه العادة إتاحة الفرصة لعابري السبيل والفقراء من تناول الطعام معهم بدون حرج".

ومن الأكلات الأساسية في صينية رمضان، وفق أمينة، العصيدة والفلافل السودانية والفول، أما العصائر المشهورة في المائدة الرمضانية عصير الحلو مر (والذي يصنع من نبات الذرة)، والتمر هندي، وعصير حبوب القنقليز، والليمون.

نصبة الشاهي في بيوت أهل الحجاز

تقول إسراء.م  من مكة من عادات أهل الحجاز في استقبال رمضان، تنظيف المنزل وتغيير مواضع الأثاث للتجديد، ومن أشهر عاداتنا في البيت "نصبة الشاهي"، والتي يتم تخصيص مكان لها في أحد جوانب غرفة الجلوس، حيث نضع طاولة قصيرة وعليها "سماور"، وهو وعاء معدني لإعداد الشاي على البخار، ويتم تقديمه بعد الإفطار حسب الرغبة. وتظل نصبة الشاهي طوال أيام رمضان ويتم إزالتها مع أول أيام العيد".

وتكمل إسراء حديثها "وعلى عكس باقي الدول، نأكل طعاما خفيفا على الإفطار؛ مثل السمبوسك والفول والشوربة، ونتناول الوجبة الرئيسة في السحور؛ مثل الأرز والبامية والكبسة. وبعد صلاة التراويح يمكننا تناول "تلبيبة"، وهي ما تبقى من وجبة الإفطار، ويعتبر مشروب السوبيا (نقيع الخبز أو الشعير) المفضل لدينا على المائدة الرمضانية".

الزي المغربي الجديد قبل كل شيء

ومن المغرب، تقول آمال.ط يبدأ الاحتفال بقدوم رمضان في المغرب بأسابيع قبل حلوله، وبعض العائلات تقتني أوانٍ جديدة للمطبخ، وتغير أثاث البيت خصوصا صالة الضيوف. والاستعدادات الأهم هي تجهيز أطقم الملابس المغربية التقليدية، والتي يتزين بها كل رجل وامرأة وطفل وطفلة في المغرب خصوصا في فترة الزيارات والعزائم؛ لأنه من المعيب أن نلبي دعوة أحد على سحور أو فطور، ونحن نرتدي ملابس عادية؛ بل يكون اللباس التقليدي المغربي هو الزي الرسمي في رمضان، لما فيه من حشمة ووقار ونخوة وفخامة حتى في بساطته".

وتحكي آمال عن المسحراتي في المغرب، والذي يعرف بـ(النفار)، ويطوف في الدروب والأزقة، مرتديا الزي المغربي التقليدي، وفي يده الآلة الموسيقية التي تصدر ذاك الصوت الشجي، الذي يوقظ الناس للسحور منذرا إياهم باقتراب انتهاء وقت الأكل واقتراب دخول الإمساك والفجر، ولكل حي نفاره الخاص به.

ويطلق مركز عمالة كل مدينة "الزواكة"، وهو صوت "الصفير"، الذي يطلق ليعلم الناس بدخول وقت المغرب، وأنه في استطاعتهم ترك الصوم ومباشرة الأكل. ويقوم المدفع الذي يطلق دفعة واحدة من البارود القوي، بالدور نفسه في المدن الساحلية بالمغرب.

"قفة رمضان" للمساكين

عن أجواء رمضان في الجزائر تقول نوال من الجزائر "قبل رمضان بأسبوع نقوم بغسيل ساحات المساجد، ويقوم الأطفال بالخروج بأكياس لتجميع القاذورات من الشوارع؛ لأن المساجد لن تتسع لأعداد المصلين الكبيرة، مما يجعلهم يصلون في الشوارع. كما نقوم بتنظيف البيت ودهان الغرف، وتخرج النساء لشراء مستلزمات جديدة للمطبخ من أطباق وأكواب، وخلطات التوابل وتحضيرها، وترقيد (تخليل) الفلفل والزيتون، وتقوم النساء كل يوم بعجن الخبز.

وحكت لنا نوال قابوس عن عادة "قفة رمضان" عند الجزائريين، فكل بيت مقتدر ماديا يساعد أسرة فقيرة عن طريق تقديم الطعام في (القفة) يوميا طوال أيام رمضان.

وهناك موروث شعبي شفوي قديم اشتهرت به الجزائر، وهي لعبة "البوقالة"، حيث تجتمع النساء في سهرة رمضانية لممارسة طقوسها وقراءة الطالع حول صينية الشاي وحلوى قلب اللوز الشهيرة.

المصدر : الجزيرة

 

ساعات قليلة تفصلنا عن أول أيام شهر رمضان المبارك، حيث يجتمع شمل الأسرة على مائدة الإفطار والسحور، وتتنوع أصناف المائدة وأطباقها الرئيسية، إلا أنه من الضروري أن تكون الأطعمة مفيدة وغنية بالفيتامينات والمعادن والسوائل التي فقدها الجسم خلال اليوم.

من الناحية الأخرى هناك أطعمة علينا أن نتجنبها لأن أثرها على صحتنا سيكون سلبياً وتتسبب لنا بأضرار جانبية، وأدناه بعض منها بحسب موقع okadoc.

الأطعمة المقلية والدهنية: ومن الأمثلة عليها البطاطا المقلية، فعلى الرغم من طعمها اللذيذ، إلا أنها فارغة القيمة الغذائية، ليس هذا فحسب، بل من الممكن أن تزيد من شعورك بالتعب والإرهاق لاحقًا؛ لأنها أخذت مكان الأطعمة الصحية في معدتك.

كذلك، تعد المخللات من أشهر الأمثلة على هذا النوع من الطعام، فالملح من شأنه أن يسبب جفاف الجسم، ويؤثر على قدرته في امتصاص السوائل، مما يؤدي إلى احتباسها داخل الجسم.

ومن الجدير بالذكر أن هناك الكثير من الأطعمة تحتوي على الصوديوم لكننا لا ندرك ذلك، لذا من الضروري قراءة ملصق المعلومات الغذائية قبل شراء أي منتج.

السكريات: ويقصد هنا ليس الحلويات فقط بل كل الأطعمة الغنية بالسكريات، فهي بشكل عام عالية السعرات الحرارية إلا أنها فقيرة القيم الغذائية، وهذه الأطعمة تمد الجسم بالطاقة بشكل سريع لكن لفترة قصيرة، أي أنك ستشعر بالتعب بسرعة كبيرة بعد تناولها.

مصادر الكافيين: كما يجب التقليل من مشروبات الكافيين ومن أهمها القهوة والشاي والشوكولاتة أيضاً، والسبب وراء ذلك يعود لكون الكافيين مادة مدرة للبول، مما يفقدك السوائل في جسمك ويسرع من شعورك بالعطش لاحقاً، لذلك من الضروري تجنب المشروبات والأطعمة التي تحتوي على الكافيين في وجبة السحور.

الكربوهيدرات البسيطة: كذلك، تعد الكربوهيدرات البسيطة أو المكررة ومنها الخبز الأبيض والمعجنات من الأطعمة التي يفضل تجنبها أو التقليل منها خصوصا في وجبة السحور، لأنها لا تبقى لفترة طويلة في المعدة، فهي لا تحتاج سوى 4 ساعات حتى تستكمل عملية هضمها، الأمر الذي يسبب شعورك بالجوع بسرعة كبيرة خلال ساعات الصيام.

المشروبات الغازية: وينصح أيضاً بالابتعاد عن المشروبات الغازية لأنها تسبب تهيجاً في المعدة وبالأخص إن كانت باردة، ومن الممكن أن يسبب تناول هذه المشروبات عسراً في الهضم أيضاً، وبالتالي ينصح باستبدالها بكوب من الماء بدرجة حرارة الغرفة.

 

غضب وحزن في جنين بعد استشهاد شابين

تسارعت التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة اليوم الخميس، حيث أدى اقتحام قوات الاحتلال لمدينة جنين ومخيمها إلى استشهاد شابين وإصابة 15 آخرين، في حين استشهد ثالث قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه طعن مستوطنا وأصابه بجروح خطيرة، كما توترت الأوضاع في القدس.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الشهيدين في جنين (شمال الضفة الغربية) اللذين يبلغان من العمر 17 عاما و23 عاما، قتلا برصاص جيش الاحتلال أثناء اقتحام المدينة.

وبيّنت الوزارة أن 15 فلسطينيا أصيبوا جراء الاقتحام، وقالت إن قوات الاحتلال أطلقت الغاز المدمع في محيط مستشفى جنين الحكومي.

في الوقت نفسه، قال المراسلون في جنين إن الجيش الإسرائيلي أكد إصابة أحد عناصره من وحدة دوفدفان (التابعة لقوات المستعربين الخاصة) بجروح، نقل على إثرها إلى المستشفى.

و أن قوات الاحتلال انسحبت بعد الاقتحام الذي استهدف الأحياء الشرقية من مدينة جنين ومخيمها، وقال إن فلسطينيين تصدوا للقوات المقتحمة، ودارت بينهما اشتباكات عنيفة.

وأضاف أن قوات الاحتلال سعت لاعتقال الفلسطيني صهيب مرعي، وأن الجيش الإسرائيلي أعلن أن العملية تأتي في إطار تحقيقاته في عملية بني براك أول أمس الثلاثاء.

من جهته، قال مكتب إعلام الأسرى في فلسطين إن قوات الاحتلال اعتقلت 3 فلسطينيين في جنين خلال الاقتحام.

وقد أعلنت القوات الإسرائيلية حالة التأهب في صفوفها، ونشرت تعزيزات إضافية بعدما نفذ الشاب ضياء حمارشة (27 عاما) من جنين هجوما في بني براك شرق مدينة تل أبيب أودى بحياة 5 إسرائيليين وأصيب فيه 6 آخرون، قبل أن يستشهد بنيران الشرطة الإسرائيلية.

وكان هجوم بني براك أحدث عملية ضمن 3 عمليات وقعت داخل مدن إسرائيلية خلال أسبوع واحد، وأسفرت إجمالا عن مقتل 11 شخصا. وتشهد الضفة الغربية وأراضي 48 أجواء من التوتر على خلفية تصعيد قوات الاحتلال إجراءاتها وتصاعد اعتداءات المستوطنين.

طعن

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم الخميس إنه تم إبلاغها رسميا باستشهاد الشاب نضال جعافرة (30 عاما) برصاص الاحتلال جنوب بيت لحم، بعد أن قال جيش الاحتلال في بيان إنه طعن إسرائيليا على متن حافلة قرب التجمع الاستيطاني غوش عتصيون (جنوب بيت لحم).

والجيش الإسرائيلي أعلن أن مستوطنا مسلحا على متن الحافلة أطلق النار على الشاب وقتله.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المستوطن الذي أصيب في عملية الطعن حالته خطيرة وأدخل إلى غرفة العمليات.

اقتحام الأقصى

من جهة أخرى اقتحم العضو اليميني المتطرف في الكنيست إيتمار بن غفير صباح اليوم الخميس ساحات المسجد الأقصى، بعد أن رخّصت له شرطة الاحتلال الإسرائيلي ذلك. وكان بن غفير أعلن نيته اقتحام المسجد الأقصى في وقت سابق، سواء منحته الشرطة الإسرائيلية ترخيصا أو رفضت.

و إن بن غفير قام بجولة سريعة في ساحات المسجد الأقصى، وأطلق تصريحات استفزازية.

وأشارت إلى أن شرطة الاحتلال أعلنت منحه الترخيص في ساعة متأخرة من الليل، لتقطع الطريق على أي حشد فلسطيني لمواجهة الاقتحام الذي حذرت فصائل المقاومة الفلسطينية من مغبة تنفيذه.

المصدر : الجزيرة + وكالة سند + وكالات

 

 

الرئيس الباكستاني ورئيس الوزراء (باللباس المدني) مع مجموعة من ضباط الجيش خلال الاحتفال باليوم الوطني (الفرنسية)

أعلن الرئيس الباكستاني عارف علوي حل البرلمان بناء على طلب رئيس الوزراء عمران خان، ودعا لانتخابات مبكرة في غضون 90 يوما، وذلك بعد وقت قصير على إسقاط البرلمان مشروع قرار لحجب الثقة عن رئيس الوزراء.

ونقلت وكالة رويترز عن وزير الإعلام الباكستاني فؤاد شودري قوله إن الرئيس "حل الحكومة" أيضا.

وقال وزير الدولة للإعلام فرخ حبيب إن انتخابات جديدة ستُجرى في البلاد في غضون 90 يوما.

وألغى البرلمان الباكستاني اليوم الأحد مشروع قرار التصويت على حجب الثقة عن رئيس الحكومة عمران خان، في خطوة مفاجئة استندت إلى المادة الخامسة من الدستور.

واعتبر رئيس الجلسة قاسم خان سوري نائب رئيس البرلمان أن مشروع طرح الثقة كان نتيجة تآمر من شأنه الإضرار بالمصلحة الوطنية العليا، وبالتالي أعلن رفضه مستندا على المادة الخامسة من الدستور التي تمنع التصويت على أي مشروع قرار لا تتمتع دوافعه بالمصداقية.

وكانت المعارضة طالبت بجلسة برلمانية لحجب الثقة عن خان بعد أن اتهمته بعدم قدرته على معالجة ملفي الاقتصاد والسياسة الخارجية.

في المقابل، اتهم رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الولايات المتحدة بدعم محاولة عزله لتغيير النظام، وقال إن محاولة تغيير النظام في باكستان هي تدخل سافر من واشنطن في السياسة الداخلية للبلاد.

ودعا خان الشعب الباكستاني إلى الاحتجاج اليوم الأحد في كل المدن رفضا لما وصفها بالمؤامرة ضد حكومته.

وأعلن أنه سيحضر اليوم مع جميع نواب حزبه جلسة البرلمان للتصويت على مشروع حجب الثقة عن حكومته.

وقد أغلقت شرطة العاصمة إسلام آباد الطريق الرئيسي المؤدي إلى مبنى البرلمان ومقرات الحكم منعا لوقوع اضطرابات.

من جانبها، رفعت المعارضة الباكستانية قضية في المحكمة العليا ضد قرار البرلمان منع التصويت على حجب الثقة عن حكومة خان.

المصدر : الجزيرة

 

فرضت السلطات السعودية غرامة قدرها 10 آلاف ريال سعودي على المعتمرين إذا حاولوا تأدية العمرة دون الحصول على تصريح إلكتروني.

وحسب بيان نشره الأمن العام السعودي عبر حسابه في موقع "تويتر"، شدد على ضرورة أن يقوم المعتمر أولا بالحصول على تصريح بالعمرة عبر تطبيقي "اعتمرنا" أو "توكلنا".

السعودية تفرض غرامة 10 آلاف ريال على المعتمرين في هذه الحالة

 

وفيما أكد البيان أنه لن يتم السماح بأداء العمرة دون تصريح، شدد على أن العقوبة ستكون غرامتها 10 آلاف ريال

ولفت البيان إلى أن هناك متابعات للتأكد مـن التصريح، عن طريق مطابقة ما في التطبيق بالهوية الوطنية أو بالإقامة أو برقم الجواز أو برقم الحدود وفق الموعد المحدد في التصريح.

◄أ- يحرص الإسلام على بناء الاسرة على أسس متينة تضمن لها البقاء والاستمرار والتماسك، غير أنّ الأمر لا يخلو من إمكانية حدوث خلافات وصراعات ومشكلات بين الزوج وزوجته. هنا يتدخل الإسلام بنظام فريد للمواجهة والعلاج بعد أن اتخذ مجموعة من الإجراءات الوقائية. فالإسلام يتخذ إجراءات وقائية Protective Procedures، تحول دون وقوع المشكلات أصلاً، لكن الله يعلم طباع البشر لأنّه سبحانه خالقها، ولهذا وضع مجموعة من الإجراءات الإرشادية Extension Procedures لإرشاد أعضاء الجماعة لمواجهة المشكلات قبل وعند ظهورها، ثمّ بعد هذا يتخذ مجموعة من الإجراءات العلاجية Curative Procedures.

ب- ويعلم سبحانه أنّ القلوب معرضة للتحول والاتجاهات تتغير، فقد يحل الشقاق محل التفاهم لأي سبب من الأسباب. وهنا يبدأ القرآن بالتحذير من الانقياد للنزعات الطارئة التي يمكن أن توجد الشقاق والخلاف. يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) (النساء/ 19). في معاملتها بدون سبب معقول، وهو هنا يرشدنا إلى أن نزعات الكراهية قد تكون مؤقتة وطارئة، وقد يكره الإنسان شيئاً ولا يدري أنّ الله يجعل فيه خيراً كثيراً.

جـ- وإذا كان القرآن الكريم يوجه النصح للرجال فإنّه يرشد النساء إلى ضرورة التزام الصلاح والقنوت وطاعة الله فيما أمر بشأن حقوق الزوج وصيانتها وحفظها، وإطاعة أمر الزوج والاحتفاظ بالأسرار الزوجية والمنزلية...، وهذا النوع من الزوجات ليس للأزواج عليهن سلطان (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ) (النساء/ 34)، أما اللائي يخرجن عن حدودهنّ ولا يطعن الله ويخشى منهن النشوز فهنا يبدأ العلاج الاجتماعي والنفسي تجنباً لإمكانية تفكك الأسرة وانحلالها. وهناك خطوات قرآنية للعلاج تتمثل في المستويات التالية:

1- النصح والإرشاد عن طريق الحكمة والموعظة الحسنة.

2- إذا لم يجد هذا العلاج الأوّل، يقوم الزوج بهجر زوجته في المضجع، وفي هذا إيلام نفسي عنيف للزوجة يدركه النساء.

3- فإذا لم يجد الهجر، يقوم الزوج بتأديبها بالإيلام الجسمي المادي عن طريق الضرب، وهذا هو آخر وسيلة يملكها الرجل لعلاج زوجته التي يخاف نشوزها وهو عقاب لا يلجأ إليه الزوج إلا عند الضرورة.

هذا العلاج القرآني الكريم يصلح لكل العصور ولا يتعارض مع كرامة المرأة، ويتفق مع الطبيعة النفسية للمرأة، يتفق في تدرجه مع درجة النشوز والانحراف، فإذا أجدى النصح اللفظي انتهى الأمر، فإذا لم يجد لجأ الزوج إلى الأسلوب الثاني، وهو لا يلجأ للأسلوب الثالث – الإيلام الجسمي – إلا عندما تفشل الوسائل السابقة. وحتى في عملية الضرب وضع الإسلام الحنيف لها شروطاً يجعل منها وسيلة للتأديب والعقاب وليس للانتقام أو الإيذاء العنيف.

هذا العلاج الذاتي الداخلي أجدى وأكرم من اللجوء – في كل صغيرة وكبيرة – إلى المحاكم وإذاعة الأسرار الأسرية مما يعقد المشكلة ويجعلها تستعصي على العلاج. يقول تعالى: (وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا) (النساء/ 34).

د- يرشدنا القرآن إلى الأسلوب الأمثل في مواجهة إمكانية نشوز الزوجة، فإنّه قد أرشد الزوجات إلى أمثل الأساليب لعلاج إمكانية نشوز الزوج. قال تعالى: (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) (النساء/ 128). فالزوجة التي تلاحظ إعراض زوجها عنها أو تخاف نشوزه، عليها أن تعمل على إرضائه واستمالته إليها من خلال وسائل الترضية المشروعة التي لا تمس ديناً ولا خلقاً. ومن خلال الكلام الطيب والابتسامة المشرقة وإرضاء مطالبه المشروعة. وما يهمنا هنا ان مواجهة الخلافات هنا تتم داخل الجماعة الداخلية In Group وهي جماعة الأسرة الصغيرة ذاتها طالما أنّ المشكلة لم تتجاوز مجرد الخوف من النشوز، وملاحظة الإعراض، فالزوجان هما المكلفان بحل المشكلات دون اللجوء للتحكيم الخارجي في أي شكل من الأشكال.

هـ- في حالة تفاقم الخلاف والصراع بين الزوجين، ولم يستطيعا بجهودهما الذاتية حل المشكلات الداخلية، يوجهنا الإسلام إلى ضبط النفس حتى لا يسرف أحد الطرفين في إيذاء الطرف الآخر – حفاظاً على حق العشرة السابقة – لعل الله يجعل بعد عسر يسراً. وهنا يبدأ دور الجماعة الإسلامية – متمثلة أوّلاً في أسرة الزوج والزوجة – فمن واجب المسلمين إصلاح ذات بينهم يقول تعالى: (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَات اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) (النساء/ 114). ويقول تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) (الحجرات/ 10). وحفاظاً على تماسك الأسرة وهي الوحدة الأساسية للحياة الاجتماعية، وحماية لها من التفكك وما يترتب على التفكك كمشكلة من مشكلات مترتبةً عليها كتشرد الأطفال وضياع مستقبلهم، أو الانحرافات الجنسية وتفكك الحياة والعلاقات بين الأسر، وإحلال علاقات الصراع بدلاً من التآخي والتعاون... إلخ، فإنّه يجب على القادرين من المسلمين محاولة إصلاح ذات بين الزوجين من أجل إزالة أسباب الخلاف وإعادة العلاقات بينهما إلى ما كانت عليه. وهذه هي خطوة التحكيم. وحرصاً من الإسلام على عدم إذاعة أسرار الأسرة ونشر أسباب الخلافات بين الناس، فإنّه استوجب من الأقارب – أقارب الزوجة وأقارب الزوج – (في شكل مجلس عائلي صغير) محاولة الإصلاح والقيام بعملية التحكيم بين الزوجين (وهي إحدى العمليات الاجتماعية Social Processes في علم الاجتماع الحديث) يقول تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا) (النساء/ 35).

ومن عظمة القرآن أنّه جعل الخطاب هنا للمؤمنين جميعاً – لأنّ المجتمع الإسلامي هو مجتمع الحب الحرص على مصالح الآخرين والتعاون –. ولما كان أمر التحكيم لا يمكن أن يقوم به جميع المسلمين، فإن بعض المفسرين ذهب إلى أنّه موجه إلى من يمثل الأُمّة أو الحاكم – ومساعديه – ذلك أنّ الحاكم المسلم مكلف بملاحظة أحوال الناس والعناية بها ومحاولة إصلاحها. وذكر آخرون أنّه خطاب عام يدخل فيه الزوجان وأقاربهما فإذا استطاع الأقارب القيام بمهمة الإصلاح كان بها وإلا لكان الواجب إبلاغ الأمر إلى الحاكم. وهنا المسؤولية شركة بين جماعة المسلمين والحاكم، فالعضو في المجتمع الإسلامي مكلف بأن يلعب دوراً إيجابياً بناءاً في حياة بقية الأعضاء، فهو إيجابي مشارك، وهذه هي ما يطلق عليها المشتغلون بقضايا التنمية البشرية "المواطنة المشاركة" Participant Citizenship ولكن بالمفهوم الإسلامي البناء الذي ينبثق من عقيدة محددة. والله من وراء القصد دائماً في عملية الإصلاح (إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا)، وهذا توجيه إلهي كريم بضرورة إخلاص النية وتحري العدل والصبر في التحكيم من أجل الإصلاح، ويشير الله سبحانه وتعالى في نهاية الآية أنّ الله كان عليماً خبيراً فهو يعلم خائفة الأعين وما تخفي الصدور، وفي هذا حفز ودفع للمحكمين إلى إخلاص النية والصدق في الإصلاح، والحفاظ على تماسك الأسرة وتجنب الانفصال. وهذه هي الوسيلة الرابعة في محاولات الإصلاح – وهي محاولة من الخارج بعد أن فشلت المحاولات الذاتية.►

 

الأربعاء, 30 آذار/مارس 2022 16:33

الحج.. رحلة السلام إلى البلد الآمن

◄يقول تعالى: (وإذ قال إبراهيم ربّ اجعل هذا البلد آمناً واجنبني وبنيَّ أن نعبد الأصنام) (إبراهيم/ 35).

.. ويشاء الله سبحانه أن يجعل للنّاس حرماً آمناً، وأرضاً للسّلام، يملأ ذكرها النفوس بالأمن والطمأنينة. وتشيع مناسكها في ربوع الدنيا السّلام واحترام الحياة، ليربّي الإنسان على احتراماً الأمن وحبّ السّلام، فتتوارى نوازع الشرّ والعدوان فيه.. تلك النوازع التي طالما دعته للولوغ في الدّماء والتمادي في سفكها بشكل دعا الملائكة أن تتساءل قبل خلقه واستخلافه: كيف يصلح لإعمار الأرض، ورعاية الحياة، من يفسد في الأرض. ويسفك الدّماء؟ (.. قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها، ويسفك الدّماء، ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس إليك..) (البقرة/ 30).

أليست نزعته الاجراميّة هذه كافية لأن تحرمه من حق الوجود والعيش في رحاب الأرض؟؟

أليس الذي يسبّح بحمد الله، ويقدّس لعظمته ـ هو الجدير بإعمار الأرض، والحنو على الحياة واحترام إرادة الله وحكمته في خلقه.. وإذاً فمن أجل أن تمحى من الأرض هذه الجريمة.. وتنسى من دنيا الإنسان هذه الخطيئة.. راح الإسلام يربّي في نفس الحاج الدعوة إلى الأمن والسّلام.. ويزرع في نفسه مفهوم الدين عن قدسيّة الحياة.. ليعلمه أنّ الحياة لا يستحقّها من لا يحترم الحياة.. وأنّ المسبّحين بحمد الله.. العارفين به، هم الجديرون بإعمار الأرض وإنعاش الحياة.. لأنّهم هم الّذين يحترمون إرادة الحياة كما جرت حكمة الله وعدله فيها..

لذا، فإنّ الحاج يجد في شعائر الحج ومناسكه: تربية عباديّة على احترام الحياة، يمارسها الإنسان ويستشعرها في ربوع البلد الآمن.. مكّة المكرّمة.. بلد الأمن والسّلام.. فجعل البيت الحرام، والبلد الحرام (مكّة) مثابة للنّاس، وأمناً تفزع إليه النفوس الخائفة، وتطمئن بجواره القلوب التي اعتراها الخوف فأفقدها لذّة الحياة..

ولا ينحصر استشعار الأمن في رفوع هذا البيت في التخلّص من مخاوف الحياة وحدها.. بل وهو أيضاً أمان للنّاس من الذنوب، وموضع للتّوبة والرّجوع إلى الله سبحانه، والدخول في أمنه من العقاب والسّخط، لذا كرّر القرآن آياته مؤكّداً على قدسيّة هذا الحرم وأمنه، فراح يسوق الآيات، ويكرّر عبارات (الأمن، والحرام) ليوحي للإنسان، ويشعره بقيمة هذه الحقيقة في الحياة.. حقيقة الأمن والسّلام، ليحرّر الإنسان من الخوف.. عقدته الكبرى، ومحنته التي تطارده في كلّ العصور: (فليعبدوا ربّ هذا البيت *ا لّذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) (قريش/ 3 ـ 4).

(وإذ قال إبراهيم ربّ اجعل هذا بلد آمناً..) (البقرة/ 126) .

(وإذ قال إبراهيم ربّ اجعل هذا البلد آمناً واجنبني وبني أن نعبد الأصنام) (إبراهيم/ 35).

(فيه آيات بيّنات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمناً..) (آل عمران/ 97).

(وإذ جعلنا البيت مثابة للنّاس وأمناً..) (البقرة/ 125).

(والتين والزّينون * وطور سينين * وهذا البلد الأمين) (التين/ 1ـ 3).

(إنّما أمرت أن أعبد ربّ هذه البلدة الّذي حرّمها وله كلّ شيء وأمرت أن أكون من المسلمين) (النمل/ 91).

(جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للنّاس والشّهر الحرام..) (المائدة/ 97).

(.. وحرّم عليكم صيد البرّ ما دمتم حرماً..) (المائدة/ 96).

(يا أيّها الّذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام) (المائدة/ 2).

وليست هذه النصوص وحدها هي التي تتحدّث عن الأمن والسّلام وحرمة الحياة واحترامها. بل هذا بعض من القرآن تحدّث عن حرمة البيت الحرام.. (الكعبة).. والبلد الحرام (مكّة)،.. والشهر الحرام (شهر الحجّ)، وأكّد على الامتناع عن سفك دماء الحيوانات البريّة،.. واصطيادها.. وقطع النباتات والأشجار التي نمت تحت ظلال بيت الله، وفي حرمه الأقدس.. وقتل الحشرات والهوام مادام الحجّيج محرمين.. ليغرس في نفس الإنسان احترام الأمن، وحبّ السّلام، وينتشله من العبث والجريمة وسفك الدماء.

وهكذا كان الحج رحلة السّلام إلى بلد الأمن والسّلام.. رحلة يستشعر فيها الحاج قيمة الأمن في نفسه.. وفي مجتمعه.. ومع بارئه الذي جعل له هذه البقاع المقدّسة بقاعاً آمنة، تطمئن فيها نفسه، وتأمن غضب خالقها برجاء عفوه، واستشعار رحمته والدخول في حمايته، فيعود الحاجّ وهو مهيّأ للتّوبة.. مستعد للصّلاح.

وما أجمل تشخيص الإمام جعفر الصّادق (ع) لهذه الحقيقة وهو يخاطب الحاج بقوله: «وأدخل في أمان الله، وكنفه وستره، وكلاءته من متابعة مرادك بدخول الحرم، ودخول البيت متحققاً لتعظيم صاحبه، ومعرفة جلاله وسلطانه».►

 

الأربعاء, 30 آذار/مارس 2022 16:32

الحج.. مؤتمر إسلامي جامع

◄الحج، ذلك المؤتمر الإسلامي الكبير، والتظاهرة الإيمانيّة الرائعة التي تشترك فيها صنوف متعدّدة من الأجناس، والفئات والطبقات، والقوميّات على موعد واحد، وفي أرض واحدة، يردّدون هتافاً واحداً، ويمارسون شعاراً واحداً، ويتّجهون لغاية واحدة، وهي الاعلان عن العبوديّة والولاء لله وحده، والتحرّر من كلّ آثار الشرك والجاهليّة، بطريقة جماعيّة حركيّة، تؤثر في النفس، وتشبع المشاعر والأحاسيس بمستوحيات الإيمان، ومداليل التوحيد.

والحج كما صرّح القرآن الكريم، والأحاديث الشريفة إلى جانب كونه عبادة وتقرّباً إلى الله سبحانه، فإن فيه منافع اجتماعية، وفوائد ثقافيّة، واقتصاديّة، وسياسيّة، وتربويّة، تساهم في بناء المجتمع الإسلامي، وتزيد في وعيه وتوجيهه، وتساهم في حلّ مشاكله، وتنشيط مسيرته.

ففي الحج يشهد المسلمون: أروع مظاهر المساواة، والتواضع، والأخوّة الإنسانيّة، بإلغاء الفوارق والأزياء، وخلع أسباب الظهور الاجتماعي.. والظهور باللباس العبادي الموحّد (لباس الإحرام)، حيث يحس الجميع بوحدة النوع الإنساني.. وبالأخوّة والمساواة.

وفي الحج يستشعر المسلمون وحدة الأرض، ووحدة البشر، ويمثّلون عمليّة إسقاط الحدود التي صنعتها الأنانيّات والأطماع البشرية: الإقليميّة، والقوميّة، والعنصريّة..

فهم يقطعون آلاف الأميال، ويخترقون كلّ حواجز الحدود، ويجتازون كلّ الموانع التي صنعها الإنسان على أرض الله سبحانه.. استجابة لنداء العقيدة، وتلبية لهتاف الإيمان.

وفي الحج يلتقي المسلمون بمؤتمرهم الكبير، فيتذاكرون في شؤونهم، ويتشاورون في أمور حياتهم وعقيدتهم، ويتبادلون الخبرات والتجارب والآراء والعادات الحسنة، ويتعرّف بعضهم على مشاكل البعض، ويطّلع بعضهم على رأي البعض، ويتعرّف بعضهم على أخبار البعض الآخر، فيزداد الوعي، وتنمو المعرفة، وتشحذ الهمم من أجل الإصلاح والتغيير والاهتمام بشؤون الأمّة والعقيدة، فتخطّط المشاريع ويفكّر في الأعمال، وتؤسّس المراكز الفكريّة والسياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة، ويستعين بعضهم بالبعض الآخر، وكأنّهم جسد واحد، وروح واحدة.

والحج بما هو تجمّع بشري ضخم، يستقطب الملايين من المسلمين، من مختلف الأقطار والأمصار، فهو ينتج حركة بشريّة هائلة، يتّبعها تحرّك اقتصادي ومالي ضخم، عن طريق النقل، والاستهلاك، وحمل البضائع، وتبادل النقود، وشراء الأضاحي والحاجيّات ومستلزمات الحج والإقامة والسفر، فينتفع العديد من المسلمين، ويشهد مجتمعهم حركة اقتصاديّة وماليّة نشطة.

وفي الحج اعداد وتربية لسلوك الفرد ونوازعه، ففي الحج يتعوّد الحاج الصّبر، وتحمّل المشاق، وحسن الخلق.. من اللّطف، والتواضع، واللّين، وحسن المحادثة، والكرم، والتعاطف، والامتناع عن: الكذب، والغيبة، والخصومة، والتكبّر.. الخ.

وفيه يتعوّد الألفة، والتعارف عن طريق السفر والاختلاط، فتنمو لديه الرّوح الاجتماعيّة، وتتهذّب ملكاته الأخلاقيّة، عن طريق هذه الممارسة التربويّة، والتفاعل البشري الرّائع، الذي يشهده في الحج، بأرقى درجات الالتزام، والاستقامة السلوكيّة.

وقد تحدّث الإمام جعفر بن محمّد الصّادق (ع) عن منافع الحج، وفوائده، بإجابته البليغة على سؤال أحد أصحابه (هشام بن الحكم).

قال: هذا الصحابي الجليل للإمام يسأله: ما العلّة التي من أجلها كلّف الله العباد بالحج والطّواف بالبيت؟

فقال (ع): «إنّ الله خلق الخلق.. ـ إلى أن قال ـ وأمرهم بما يكون من أمر الطاعة في الدين، ومصلحتهم من أمر دنياهم، فجعل فيه الاجتماع من الشرق والغرب، ليتعارفوا، ولينزع كلّ قوم من التجارات من بلد إلى بلد، ولينتفع بذلك المكاري والجمال، ولتعرف آثار رسول الله (ص)، وتعرف أخباره، ويذكر ولا ينسى.. الخ».

ويتطابق مع هذا التعليل والتحليل شرح حفيده الإمام عليّ بن موسى الرّضا (ع) لمنافع الحج، وآثاره الاجتماعيّة التي يجنيها الفرد والمجتمع حين قال: «إنّما امروا بالحج لعلّة الوفادة إلى الله عزّ وجلّ، وطلب الزيادة، والخروج من كلّ ما اقترف العبد، تائباً ممّا مضى، مستأنفاً لما يستقبل مع ما فيه من اخراج الأموال، وتعب الأبدان، والاشتغال عن الأهل والولد، وحظر النفس عن اللذّات، شاخصاً في الحرّ والبرد، ثابتاً على ذلك، دائماً مع الخضوع والاستكانة والتذلّل، مع ما في ذلك لجميع الخلق من المنافع، لجميع من في شرق الأرض وغربها، ومن في البرّ والبحر ممّن يحج وممّن لم يحج، من بين تاجر، وجالب، وبائع، ومشتر، وكاسب، ومسكين، ومكّار، وفقير، وقضاء حوائج أهل الأطراف في المواضع الممكن لهم الاجتماع فيه، مع ما فيه من التفقّه، ونقل أخبار الأئمة إلى كلّ صقع وناحية، كما قال الله عزّ وجلّ: (.. فلو لا نفر من كلّ فرقة منهم طائفة ليتفقّهوا في الدّين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون ) (التوبة / 122) وليشهدوا منافع لهم».

وهكذا شاء الله أن يكون الحج محراباً للعبادة.. وموسماً للتربية والتوجيه.. ومجالاً للمنفعة وتحقيق المصالح الاجتماعية للإنسان..►