emamian

emamian

 
يقوم مقر الدفاع الالكتروني في إيران بإنتاج برامج الكترونية محلية تهدف الى تنفيذ السياسات المقررة من قبل القيادة الإيرانية. لتحقيق هذا الهدف، تم إيجاد هيكلية مشتركة تضم مؤسسات ووزارات الأمن والإستخبارات والدفاع والإتصالات وتقنية المعلومات والحرس الثوري ومنظمة الدفاع الالكتروني. مهمة هؤلاء بأمرة مركز الدفاع الالكتروني هي إنتاج وتنفيذ مشاريع وبرامج ذات استخدامات عملية تشمل البنى التحتية للدولة والاستفادة من الإمكانات المتوفرة في الجامعات والشركات الخاصة والباحثين والخبراء المحليين، وبالتالي بناء جبهة داخلية تكون مؤمّنة ضد الهجمات الالكترونية الخارجية.
 

تنظر طهران إلى الدفاع الالكتروني بوصفه يشمل جميع الإجراءات والخطوات المؤدية لتقليل مستوى الضرر، وفي المقابل، رفع مستوى الصمود والثبات بوجه التهديدات الخارجية وحماية الامن القومي الإيراني، وفي الواقع، فإن الدفاع الالكتروني يعني الدفاع الثابت والراسخ والمستدام من دون استخدام الأسلحة التقليدية المعروفة.

وقد اعتبرت إيران ان سقف التهديدات الالكترونية ضدها يكمن في شن هجوم الكتروني أميركي (أو غير أميركي) ضد المنشآت النووية والبنى التحتية الصناعية الكبرى، لذا فإن دائرة عمليات المقر الالكتروني الإيراني ضخمة للغاية ومجهزة ومحصنة، ما أدى الى أن تحقق إيران العديد من الإنجازات العلمية والتقنية في وقت قياسي، في سياق مواجهتها للهجمات الالكترونية.

اما من الناحية الثقافية والاجتماعية، فإن موضوع الهجمات الالكترونية ضد إيران، إقتضى رفع منسوب الوعي عند أبناء الشعب والمؤسسات والمنظمات الإيرانية المختلفة، لذا، تضاعف الاهتمام في إيران بمسألة الاعتماد على الإنجازات التكنولوجية الداخلية. وعلى المستوى العام، فإن الشعب الإيراني يدرك الآن أن جهاز الهاتف المحمول الذكي يتركز التحكم بنظامه الالكتروني، خارج البلاد، وبإمكانه أن يكون مصدراً جيداً للمعلومات التي يحتاجها الآخرون، وبالتالي، يجب أن يكون كل مواطن خفير بهذا المعنى. هنا، لعب مقر العمليات الالكترونية الإيرانية خلال السنوات الأخيرة دوراً مؤثراً في تحقيق الأسلوب الأفضل لمواجهة الهجمات الالكترونية بالاعتماد على الطاقات والإمكانات الوطنية والداخلية.

الهواتف الذكية وضررها

في السياق نفسه، وضعت إيران على جدول برامجها التنفيذية مهمة تصنيع “هواتف محمولة ذكية آمنة” تلبي متطلبات مستخدميها وتزيل هواجسهم وتوفر الأمن المطلوب لاتصالاتهم وتحول دون استراقها من قبل أية جهة خارجية متربصة، وهذا المنتج سيوفر الأمن المطلوب والراسخ والمستدام ويحول دون أية مخاطرة أمنية وتنصتية.

وقد حذر الجنرال غلام رضا جلالي قائد مقر العمليات الالكترونية في إيران كبار المسؤولين والمدراء في الدولة من مغبة استخدام هذه الهواتف الذكية المصنوعة خارج البلاد، كما هو الحال بالنسبة للكثير من مسؤولي الدول المتقدمة الذين لا يستخدمون مثل هذه الهواتف الذكية في اتصالاتهم المرتبطة بإدارة مؤسساتهم المهمة، ويضيف أن استخدام أجهزة الهواتف المحمولة “يعتبر أمرا في غاية الأهمية لأن قدرتها في المعالجة والتعامل مع المعلومات وأجزائها الدقيقة والمتطورة يمكنها أن تشكل تهديداً جاداً وكبيراً للمسؤولين حيث لا بد أن يتم الاهتمام بذلك كثيراً”، ويضيف أن جميع خوادم هذه الهواتف “تتمركز في خارج البلاد وهناك إمكانية واسعة لاستغلال المعلومات التي يتبادلها المستخدمون والاستفادة منها حتى في تنفيذ الأعمال الإرهابية”.

 

وفي الوقت نفسه، يرى القيمون على مقر قيادة عمليات الدفاع الالكتروني في إيران أن توسيع وانتشار شبكات التواصل الاجتماعي طبقاً للبنى التحتية المتمركزة في الخارج، “يجعل الأعداء لا يحتاجون الى استخدام الجواسيس في إيران لأن العوامل التقنية والتكنولوجية والقدرة الناعمة التي تمتلكها هذه الشبكات تفرض هيمنتها بشكل كامل على مستخدمي هذه الهواتف وتسيطر على المعلومات المتوافرة هناك وبطريقة سهلة جدا”.

الإكتفاء الذاتي

 بادرت دول الاتحاد الأوروبي الى تدعيم أسس وأركان جيشها الالكتروني من خلال القيام ببرامج واسعة وخطوات عملية مؤثرة لأنها كانت تتوقع أن تصيبها شظايا الحرب المستعرة بين القوى الكبرى في العالم الالكتروني، وبالأخص في ساحة التنافس المستعر بين أميركا والصين وروسيا، لذلك، فإن وزراء الأمن في دول الاتحاد الأوروبي اعتبروا في أحد اجتماعاتهم أن الهجمات الالكترونية تشكل نوعاً من الهجمات التي تستهدف الحضارة الإنسانية برمتها.

وهكذا فإن الدول التي لم تتعامل بشكل جاد مع حالة الاختراق والهجوم الالكتروني، ولم تضع برامج تهدف الى الاكتفاء الذاتي في التعامل مع هذا النوع من الهجمات، أصبحت عرضة في كل لحظة لهذا النوع من التهديدات لأمنها القومي. مثلاً، دولة مثل السعودية التي تتمركز أنظمتها التشغيلية الالكترونية في الخارج وتدار في الواقع من هناك، ليس مستبعداً تعرضها لهجمات الكترونية في أية لحظة من قبل الدول التي تحتضن تلك الأنظمة. يعني ذلك أن الولايات المتحدة يمكنها، في أية لحظة تشاء، قطع عملية نقل النفط من السعودية أو وقف عمل محطات توليد الماء والكهرباء في الداخل السعودي، وهكذا فإن أميركا يمكنها شن هجماتها الالكترونية ضد الدول التي تنوي إستهدافها في أية لحظة تقررها أو تراها تصب لمصلحتها.

هذه المساعي الإيرانية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في الأجواء الالكترونية وتوطينها، عبر عنها الجنرال حسين دهقان وزير الدفاع الأسبق في إيران، وذلك في مراسم تدشين عدد من الإنجازات الاستراتيجية في المجال الالكتروني، بتشديده على الاهمية القصوى للدفاع الالكتروني في إيران وضرورة توطين التقنية الالكترونية وتحقيق الاكتفاء الذاتي والابتكار في هذا المجال، وقال:”خطونا خطوات إيجابية وكبيرة للغاية في المجال الالكتروني بفضل اعتمادنا على نبوغ وابتكارات العلماء والخبراء والمتخصصين الإيرانيين. وفي هذا المجال، أوجدت إيران بفضل اعتمادها على القدرات والطاقات الداخلية “نظام التشغيل الداخلي والآمن”، وهو من الإنجازات المشتركة للتعاون بين الشركات المعرفية وعدد من الجامعات الإيرانية حيث بإمكان هذا الإنجاز أن يزيل نهائياً أحد هواجس وبواعث القلق الجاد الناتج عن ارتباط البنى التحتية للمراكز الحساسة والحيوية الإيرانية بنظام التشغيل الالكتروني الخارجي حيث يعتبر هذا الهدف واستمراره وتطويره من الاستراتيجيات الثابتة في مقر العمليات الالكترونية في إيران”.

وبالفعل، نجحت إيران بفضل اعتمادها على إمكاناتها الداخلية وعلمائها في إنتاج برامج مرتبطة بتحقيق الأمن المطلوب في شبكة الانترنت وأبرزها الآتي: “محطة تشخيص وتحديد التهديدات الالكترونية”، “مركز العمليات الأمنية”، “جدار النيران السريعة وذات الطاقة العالية” و”جدار النيران والبرامج الناعمة التطبيقية”، وتم تشغيل هذه البرامج وهي توفر للبلاد فرصة صيانة الشبكات المنظمة لمواجهة تهديدات الاختراق وعمليات التغلغل الالكترونية للعدو.

 

الحروب ضد منشآت نووية وصناعية وطبية

وعندما زعمت الولايات المتحدة بالتزامن مع عقد المفاوضات بين إيران و”دول 5+1″ أنها تمكنت من تأخير البرنامج النووي الإيراني من 12 الى 18 شهراً، تبين ان هذا الادعاء يستند الى فرضية شن هجمات الكترونية ضد البرنامج النووي الإيراني، الا أن مسيرة التحولات المرتبطة بهذا البرنامج وتوسيع وتطوير أجهزة الطرد المركزي وتصنيع قضبان الوقود النووي بتركيز 20% في محطة الأبحاث النووية والعلمية في طهران، أثبتت أن إيران نجحت في التصدي لهذه الهجمات الالكترونية الأميركية وكذلك الاسرائيلية وأبطلت مفعولها، وهذا يدل على القدرة العالية التي تمتلكها البنى التحتية  الالكترونية الإيرانية.

ويقول الجنرال غلام رضا جلالي قائد مقر العمليات الالكترونية في إيران إن أية هجمات الكترونية تشنها أميركا ضد المنشآت النووية الإيرانية “ستكون لها آثار وتبعات مثيلة لأية هجمات عسكرية أميركية الا أن الإجراءات الدفاعية الجيدة المتخذة في البلاد في المجال الالكتروني ساعدتنا في السيطرة على الجزء الأعظم من الأضرار التي يمكن أن تلحق بمنشآتنا النووية والصناعية وإدارتها جيداً”.

وما يسري على المنشآت النووية يسري على المنشآت البتروكيميائية التي تتم إدارتها والتحكم بها وتقييمها ومراقبتها المستمرة من خلال الأنظمة المركزية الكومبيوترية التي يمكن أن تُهاجم وتُختَرق من قبل الجيوش الالكترونية الاجنبية، ولو انها استلمت أوامر تخالف الأوامر المنظمة الصادرة لها أصلاً بسبب اختراق أحد الفيروسات لبرنامجها الكومبيوتري، فلربما يؤدي ذلك الى تعرض هذه المجمعات للخطر الجاد والمدمر، كاشعال حرائق فيها مثلاً.

ولاحظ القيمون على الأمن الإلكتروني أن مراكز السيطرة الكومبيوترية للمجمعات البتروكيميائية الإيرانية هوجمت مراراً من قبل فيروسات أرسلتها جيوش الكترونية أجنبية. وقد أشار الجنرال جلالي الى أن منشأ دخول الفيروسات الصناعية الى المجمعات البتروكيميائية الإيرانية يعود الى استخدام برامج صناعية كمبيوترية مستوردة من الخارج، وقال إن هذه البرامج سببت تلوثاً خلال نصبها بسبب وجود تلك الفيروسات السيئة وبالطبع فإن بعض هذه البرامج تم تلويثها بشكل مبرمج ومنظم من خلال هذه الفيروسات حتى تنشر التلوث المطلوب والدمار في هذه المجمعات البتروكيميائية.

وتعتقد المصادر المطلعة في إيران أن الأميركيين حاولوا من خلال تصنيع المجسّات الالكترونية إدخال هذه الأجهزة والبرامج الملوثة إلى البنى التحتية الصناعية البتروكيميائية في إيران الا أنهم فشلوا في تحقيق أهدافهم الرئيسية لأن القوى الالكترونية الإيرانية كشفت أمرها وجعلتها غير فعالة وغير مؤثرة.

وتمتلك إيران حالياً خمسين مجمعاً بتروكيميائياً کبیراٌ تم تصنیعها وترکیبها وتشغیل معظمها من قبل الكوادر الوطنية الإيرانية لذلك تم تخصيص مقر خاص لها للحيلولة دون تضررها بسبب هذه الحملات الالكترونية والفيروسية وبالتالي صيانتها من أي نوع من التهديدات والهجمات بفضل امتلاكها برنامجا كومبيوتريا والكترونيا منظما ومدروسا بدقة عالية.

ولم تقتصر الهجمات الفيروسية على المنشآت النووية والبتروكيميائية  بل تعدتها الى المجال الإنساني والبشري كما هو الحال مع مهاجمة الأجهزة الكومبيوترية في المشافي التي تقيس العلائم الحياتية للمرضى ونبضات القلب أو ضغط الدم، وهو ما يمكن أن يؤدي الى تسجيل معلومات خاطئة عن حالة المريض الصحية، وبالتالي إيجاد خلل في تلك المعلومات المهمة واتخاذ قرارات خاطئة أحياناً تسفر عن حالات وفاة عديدة.

ويمكن للهجمات الالكترونية في المجال الصحي والعلاجي وضد الأجهزة الطبية والمستشفيات أن تؤدي الى خسائر جسيمة لا تعوض وتسمى بـ”بيوسايبر”، أي هجمات بيولوجية الكترونية.

ويقول السيد بيرحسين كوليوند السكرتير السابق للجنة الدفاع الالكتروني في وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي في إيران إن القطاع الصحي الإيراني تعرض قبل فترة لهجوم الكتروني، الا أنه فشل “بسبب الاستعدادات المسبقة المتخذة وتطبيق تعليمات المقر المركزي للعمليات الالكترونية في البلاد بهذا الشأن وبالتالي القضاء عليه لحسن الحظ”.

ويقول الجنرال جلالي إذا ركزنا اهتمامنا على استيراد الأجهزة والتقنيات الصحية من دول العالم المختلفة من دون التزام الحذر والحيطة “فإن هذه التقنيات الحديثة يمكن أن تشكل تهديداً لنا في هذا المجال (الصحي والإستشفائي)، ولكن إن درسنا الأمر من جميع جوانبه واتخذنا إحتياطات جيدة، نكتشف نقاط الضعف ونعالجها بشكل جيد”.

(*) هذا المقال هو جزء من سلسلة مقالات للكاتب حول موضوع إيران والحروب الإلكترونية، سينشرها موقع 180 على التوالي.

السؤال

بملاحظة الحدیثین التالیین، ما هو رأی الاسلام بحضور النساء فی المساجد و إقامة الصلاة جماعة و الاتیان بسائر العبادات؟
روی عن الامام الصادق(ع) أنه قال: "خَیْرُ مَسَاجِدِ نِسَائِکُمُ الْبُیُوت" وسائل الشیعة، ج‏5، ص: 237.
وعن النبی الاکرم(ص) أنه قال: "إِذَا اسْتَأْذَنَکُمْ نِسَاؤُکُمْ بِاللَّیْلِ إِلَى الْمَسْجِدِ فَأْذَنُوا لَهُنَّ" صحیح البخاری حدیث رقم 865.

الجواب الإجمالي

المراد من الروایة الاولی هو ان المساجد مع کونها افضل محل لاقامة الصلاة و للصلاة فیها ثواب عظیم، و لکن افضل مسجد للنساء هو بیوتهن، لانهن فی مثل هذه الحالة سوف لا یختلطن بالرجال الاجانب. و هذه الروایة لا تحرّم حضور النساء فی المساجد.

و الروایة الثانیة ایضاً تقول فی حالة طلب النساء الاذن فی الحضور فی المساجد فلا تمنعونهن، لعدم حرمة هذا الحضور حتی لو کان لمجرد الصلاة. و أنهن یردن باختیارهن أداء الصلاة بثواب اقل. و بناء علی هذا فان الاسلام رغم انه لا یرغّب فی حضور النساء فی المساجد لمجرد الصلاة و لکنه لم یحرم ذلک فاذا اقترن ذلک بامور آخری کصلاة الجماعة و إقامة الدروس و المحاضرات الثقافیة و الدینیة فانه أمر محبذ جداً.

الجواب التفصيلي

رأی الاسلام حول اختلاط النساء بالرجال الاجانب هو التقلیل مهما امکن من الاختلاط و أن لا یخرجن من البیوت الا فی الحالات الضروریة. و هاتان الروایتان تفسران فی هذا الاطار. فانه طبقاً للروایة الاولی فقد قال الامام الصادق(ع): (خَیْرُ مَسَاجِدِ نِسَائِکُمُ الْبُیُوت) و المراد هو ان المساجد و ان کانت افضل محل لاقامة الصلاة و للصلاة فیها ثواب عظیم قیاساً بالصلاة فی اماکن آخری، و لکن افضل مسجد للنساء هو بیوتهن و ذلک لانهن فی تلک الحالة سوف لن یخرجن من البیت و لا یختلطن برجل أجنبی- فالامام یرید أن یقول: إن الاختلاط غیر الضروری بالاجنبی اذا لم یکن مرغوباً فیه حتی فی حالات الذهاب الی المساجد و صلاة الجماعة، فیکون من باب اولی غیر مرغوب فیه فی الامور غیر الضروریة الأخری، فالافضل اجتنابه. و مع ذلک فان هذه الروایة لم تحرم علی النساء الحضور فی المساجد. فاذا کانت هناک أمور أخری اضافة الی الصلاة- کاقامة الصلاة جماعة او تعلم المسائل التی یجب علی النساء تعلمها(بحیث لا یمکن مثل ذلک فی بیتها) فانه لا یمکن القول بعدم حضور النساء فی المساجد. بل لا یمکن إهمال هذا الحضور نظراً لهذه الآثار المهمة. و بالالتفات الی ما تقدم یتضح معنی الروایة الثانیة و یعلم جیداً بانها لا تتنافی مع الروایة الاولی أبداً لانها تقول اذا طلبن منکم الاذن فی الحضور فی المساجد فلا تمنعوهن، و أذنوا لهن بالحضور فی المساجد، و ذلک لان هذا الحضور حتی لو کان لمجرد الصلاة لیس حراماً. و انهن یردن باختیارهن أداء الصلاة بثواب اقل.

مع أن الحضور فی المساجد یقترن فی اکثر الموارد بمنافع و آثار ثقافیة و معنویة کثیرة بحیث انهن اذا لم یحضرن فی مثل هذه الامکنة، فانهن سیحرمن من تلک المنافع و بناء علی هذا فانه طبقاً للروایة الثانیة فان النبی الاکرم (ص) یقول اذا اردن الحضور فی المساجد فلا تمنعوهن.

المصدر:اسلام کوئیست

السؤال

ارید أن أعرف ما هو حکم الإسلام في الرهان؟ فهل یجوز الرهان بالمال النتعلق بي في المسابقات الریاضیة (سباق الخیل، کرة القدم، التنس و غیرها)؟

الجواب الإجمالي

الرهان في المسابقات-بمعنیان یتّفق طرفا المسابقة بأن الخاسر یدفع شیئاً الی الفائز أئ یؤدّي له عملاً- حرام. و کذلک إذا اشترط المتفرجون علی بعضهم البعض فهو حرام. و قد استثني من هذه الحرمة المشارکون في سباق الخیل و الرمایة.[1]
و کذلک الموارد التي تضع فیها الدولة أو المؤسسة أو شخص ثالث هدیة أو جائزة أو عنواناً آخر للفائز في المسابقات فهي لیست من الرهان و لیس فیها اشکال.
و اما إذا أخذ من طرفي المسابقة من البدایة مبلغ للقیام بتکالیف المسابقة و یصرف في النهایة قسم منه علی الجائزة، فحیث ان الجائزة قد أخذت من أموال الخاسر فهي رهان و حرام.[2]
و بعض المراجع التقلید لم یفرّق في الرهان بین الشرط المالي و المعنوي و یرون انه حتی لو اشترط في المسابقة علی الخاسر أن یقرأ جزءً من القرآن لأموات الفائز فإن هذا الشرط فیه اشکال.[3] و لکن البعض الآخر من المراجع لا یشکل في الشروط المعنویة.[4]
و اما إذا لم یکن الطرفان جادّین في اشتراطهما و لم یجعلا الشرط ملزماً في مسابقتهما بل جعلاه للترفیه و المزاح و لم یعتبرا نفسیهما مجبرین علی العمل به، فهو لیس اشتراطاً من الأساس و لا اشکال فیه.

 

[1] لاحظ: الإمام الخمیني، توضیح المسائل المحشی، ج2، ص962، مؤسسة النشر الإسلامي، الطبعة الثامنة قم 1424 هـ ق؛ المحمودي، السید محسن، المسائل الجدیدة من وجهة نظر العلماء و مراجع التقلید، ج1، ص107، المنشورات العلمیة الثقافیة صاحب الزمان، الطبعة 14، شتاء 1384؛ استفتاءات المراجع في مواقع مکاتبهم. آیة الله السیستاني:

 

اعرب قائد الثورة الاسلامية سماحة السيد علي خامنئي عن تمنياته بالشفاءالعاجل لرئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني علي لاريجاني اثر اصابته بفيروس كورونا.

وافادت وكالة انباء فارس انه اثر اصابة لاريجاني بفيروس كورونا، استفسر رئيس مكتب قائد الثورة حجة الاسلام محمد كلبايكاني من جانب آية الله الخامنئي، عن الوضع الصحي للاريجاني، سائلا العلي القدير ان يمن عليه بالشفاء والصحة.

 

قال المدير العام لقسم الدواء والمواد في منظمة الغذاء والدواء الايرانية غلام حسين مهرعليان ان نتائج الاختبارات النهائية لدواء "فافيبيرافير" المضاد لفيروس كورونا سيتم الاعلان عنها في غضون الايام الخمسة المقبلة.

وقال مهرعلیان، في تصريح صحفي لاذاعة طهران، ان هذا الدواء تم تصنيعة للمرة الاولى في اليابان عام 2014 لمعالجة الانفلونزا من نوع B ومن ثم استخدم لمعالجة فيروس الايبولا.

واضاف: ان هذا الدواء قديم حيث اختير في الصين من بين مجموعة تضم نحو 100 دواء استخدمت مؤخرا بعد تفشي فيروس كورونا في هذا البلد حيث كان تأثيره ايجابيا على المصابين.

وتابع: ان باحثينا طلبوا من الصين ارسال كمية منه حيث تم ارساله الى البلاد عبر سفارتنا في بكين قبل أقل من شهر وبدأت الاختبارات تجرى عليه من قبل فريق من الباحثين الايرانيين الذين ينتظرون بلوغ النتيجة النهائية.

ولفت الى ان الشركات الايرانية المعرفية كشفت تركيبة هذا الدواء والمواد الاولية الداخلة فيه ونجحت في انتاج نحو 5 آلاف قرص منه وسيبدأ العمل بانتاجه بحجم صناعي بعد الانتهاء من إجراء الاختبارات ونيل النتائج المتوخاة.

ونوه الى ان ايران ستصدر هذا الدواء الى البلدان الاخرى في حال التوصل الى النتائج المطلوبة كما انها نجحت في انتاج جميع المواد الاولية الداخلة في تركيبته.

 

الجواب

 

یسمى هذا القماش الأسود الذی تغطى به الکعبة الیوم ستار الکعبة أو کسوة الکعبة أو ثوب الکعبة. و قد کان هذا الستار فی القرون الأخیرة بلون أسود علیه آیات من القرآن نسجت بلون ذهبی و خط رائع. أما فی السابق فکان ستار الکعبة لم یقتصر على اللون الاسود بل کانت تغطى فألوان أخرى.

یقول این اسحاق: کان البیت یکسى القباطی (و هو قماش أبیض من مصر) ثم کسی البرود الیمانیة. ثم کساه بعد النبی عمر و عثمان و الحجاج و ابن الزبیر کساء القباطی و ستار الدیباج.[1]

أحیانا کانت هذه الستائر خضراء و تارة حمراء و أحیانا کانت تکسى الکعبة بعدة ستائر بعضها على بعض.

فی بدایة زمن ناصر الدین العباسی، أعدوا ستارا أخضر للکعبة و فی أواخر فترة خلافته صنعوه بلون الأسود.

بعد ذلک عندما تصدى سلاطین مصر لإعداد ستار الکعبة، أرسلون ستارا أحمر سنویا.[2]

و فی زمن ملکشاه السلجوقی الذی تشرف فیه الإیرانیون لإعداد ستار الکعبة، کانت تنسج الستائر باللون الأصفر. یقول ابن بطوطة فی رحلته: کان ینسج ستار الکعبة فی مدینة تستر خوزستان فی إیران من الدیباج الخالص و یرسل إلى الکعبة.

و فی الأعوام ما بین 1221 إلى 1229 حیث تشرّف أهل الحجاز بصنع الستار، نسجوها من الحریر الأحمر و بعد ذلک استبدلوه بالحریر الأسود. [3]

فی موسم الحج و عند اقتراب وقت تبدیل الستار یبدأون برفعه تدریجا و یکسون الکعبة ستارا أبیض، و بعد انتهاء مناسک الحج یکسونها ستارها الجدید.[4]

 

 

إذن لیس هناک دلیل خاص على سواد الستار و هو راجع إلى اختیار المعدین و الصانعین.

 

. [1] اصغر قائدان، تاریخ و آثار اسلامی مکه مکرمه و مدینه منوره ، ص 95

[2] . اصغر قائدان، تاریخ و آثار اسلامی مکه مکرمه و مدینه منوره ، ص 96

[3] . سید کباری، سیمای مکه، ص 161

[4] . سید کباری، سیمای مکه، ص 162ـ مهدی ملتجی، فرهنگ دانستنیهای پیش از سفر به خانة خدا، ص 2012 ـ مقتبس من صفحه 97 کتاب أخبار مکة و ما جاء فیها من الآثار ، محمد ابن عبد الله بن احمد الأزرقی.

رئيس الحكومة العراقي المكلّف عدنان الزرفي يؤكد إكمال تشكيلته الحكوميّة ويحذر من أنّ بلاده تمرّ بكارثة وقد لا تتمكن الحكومة من تأمين كل رواتب الموظفين.

أعلن رئيس الوزراء العراقي المكلف عدنان الزرفي، عن إكمال تشكيلته الوزارية، محذراً من "عدم قدرة الحكومة على تأمين كل رواتب الموظفين". 
 
وأكد الزرفي اليوم السبت، أنّه أكمل تشكيلته من الكفاءات من داخل العراق "وانتظر من مجلس النواب تحديد جلسة للتصويت على البرنامج الحكومي". 
 
الزرفي أوضح أنّ الكتل السياسية وعدته بدعم الحكومة، مشيراً إلى أنّه أعد "كابينة وزارية كاملة مؤلفة من موظفين أكفاء، وسأرسل السيرة الذاتية لهم قبل 48 ساعة وحسب الدستور". 

وفيما يخص الوضع الاقتصادي في العراق تحدث رئيس الحكومة المكلّف عن أنّ الاقتصاد هو "المحرك الأساسي للحكومة المقبلة، وكل من له رغبة بالاستثمار سيكون له أولوية بالتعامل". 
 
الزرفي أكد أنّ بلاده "تمرّ بكارثة وقد لا تتمكن الحكومة من تأمين كل المرتبات"، مشدداً على أنّ النفط "ملك الشعب ولا يحق للحكومة التصرف بهذه الثروة بطريقة غير مناسبة". 
 
ودعا الزرفي جميع القوى السياسية إلى "التكاتف لرسم خطة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لتوفير مرتبات الرعاية الاجتماعية".

الزرفي: لن نسمح بأن يكون العراق ساحة للصراع الإقليمي والدولي

وفيما يتعلق بالوضع الأمني في العراق ووجود التحالف الدولي في البلاد، اعتبر الزرفي أن أيّ اعتداء على أيّة قوّة عراقيّة مرفوض تماماً وستتمّ مراقبة كل القوات العسكريّة داخل البلاد وتحديد تحركاتها ضمن القوانين"، مبرزاً أنّ "أيّ حديث عن انقلابات عسكريّة غير واقعي". 
 
وقال الزرفي: "سياستي منع كل نشاط يضرّ بالعراق ولن أسمح بأيّة صراعات خارجية على أرضنا"، لافتاً إلى أنّه "تحدث مع التحالف الدولي ولن نسمح بأن يكون العراق ساحة للصراع الإقليمي والدولي". 

في سياق متصل، أشار رئيس الحكومة العراقي المكلّف إلى أنّه لم يلتقِ قائد قوّة القدس في الحرس الثوري الإيراني العميد إسماعيل قآاني، "ولم أسمع أي صدى لاعتراض حقيقيّ فعليّ. ما سمعته عبر رسالة من جهات إيرانية نافذة أنهم لا يتدخلون في تشكيل الحكومة الحالية".  

يذكر أنّ الزرفي كان أكد أمس الجمعة بعد مطالبات بسحب تكليفه، أنّه لن يعتذر عن استكمال مهمته بتشكيل الحكومة مطلقاً، وأنّه سيقدم اليوم السبت برنامجه الحكوميّ مع طلب رسميّ إلى رئيس مجلس النواب لعقد جلسة نيل الثقة.

 

المصدر:المیادین

 

كلمة الإمام الخامنئي في لقاء ذاكرين أهل البيت(عليهم السلام)_15/2/2020

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا أبي القاسم المصطفى محمد، وعلى آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين، لا سيما بقية الله في الأرضين. اللهم صلّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها.

أرحّب بكم أيها الإخوة الأعزاء والأخوات العزيزات من المجتمع ذي الأثر المؤثر الحاسم لذاكري أهل البيت (عليهم السلام). أنتم بنفسكم مؤثرون، بالإضافة إلى أن سلوككم وكلامكم وبرامجكم لها دور حاسم في بعض الظروف. وقد استفدنا كثيرًا اليوم وأنا أتقدم -جادًّا ومن الأعماق- بالشكر للقارئ المحترم وللمنفذين المحترمين ولذاكري أهل البيت المحترمين، وللشاعر المحترم، وللمقدم المحترم. فقد كانت جلسة جد طيبة وقد استفدنا منها إلى أقصى حد.

مهمّتكم: توجيه المجالس إلى حيث يريدها الأئمّة
حسنًا، مجتمع ذاكري أهل البيت يتولى على عاتقه مهمة كبيرة وهي إدارة أفراح المجتمع وأتراحهم. إنكم في الواقع تديرون الأفراح المعنوية والمآتم الأساسية والقلبية العميقة وتوجهونها وتديرونها. المجتمعات التي ليس لها هذا الوضع ولا تملك هذه المجالس وهذا البكاء وهذه الأفراح، تشعر بهذا الفراغ، وأنا على اطلاع بأنهم يريدون بشكل من الأشكال ملء هذا الفراغ وردمه. ولكن من دون جدوى. مهمتكم هي هذه. وتقاليد هذه المهمة لا تعود إلى اليوم والأمس القريب. بل تعود إلى زمن الأئمة (عليهم السلام). حين ترون أنهم يشجعون دعبل أو أمثال هؤلاء الأجلاء بهذا الشكل ويحثّونهم ويجلسون للاستماع إلى أشعارهم ويحثّونهم ويدفعونهم لمواصلة هذه الأعمال، فهذا العمل هو عين المهمة التي تقومون أنتم اليوم بها. والعمل الذي عرضه أعزاؤنا اليوم هنا نموذج له.

بعد حادثة كربلاء أضحت إقامة العزاء للشّهداء عملًا شائعًا. فقد روّجوا لمجالس العزاء للشهداء والأئمة (عليهم السلام) ما بقي إلى يومنا هذا. وخلافًا لما تصوّره البعض –في بعض الفترات كانت هناك ميول تنويرية لدى البعض تقول إنّ التّعازي والبكاء علامة ضعف وما شاكل ذلك– البكاء في مجالس الشهداء ليس بكاء ضعف بل هو بكاء إرادة وبكاء عزم وبكاء تبيين للمشاعر السامية لإنسان وسط الميدان. وهذا هو حال العزاء للشهداء اليوم. فتشييع جثامين الشهداء ومجالس عزاء الشهداء وتكرار أسمائهم كله عزاء. كما وفيه بكاء. لكنّه وسيلة للشعور بالعزة والشعور بالقوة والشعور بالشجاعة. ولاحظوا ما الذي حدث في البلد كله [في تشييع] شهيدنا العزيز الأخير هذا. ليس فقط في بلدنا بل في خارجه أيضًا لاحظوا أي حدث عظيم سطّره تكريم هؤلاء الشهداء الأخيرين؛ الشهيد سليماني وأبي مهدي المهندس والآخرين! هذا هو معنى توجيه وإدارة مجالس العزاء. أي إنّ باستطاعتكم توجيه وإدارة مجالس العزاء ومآتم الناس بالاتجاه الذي يريده الأئمة (عليهم السلام) ويحتاجه المجتمع.

الحاجة الكبيرة التي يعيشها بلدنا اليوم هي أن يتسلح شبابنا بأنواع الأسلحة الناعمة، أسلحة الحرب الناعمة، أي القدرة الروحية والفكرية. وقد أشرت مرارًا إلى بعض النقاط فيما يتعلق برفع مستوى قوة البلد. من الجوانب والنواحي المهمة الحاسمة في تعزيز البلد ورفع قدراته وقواه هو هذا الأمر؛ أي أن نسلح شبابنا بسلاح الفكر وسلاح التفكير الصحيح وما تزخر به معارف أهل البيت (عليهم السلام) والمعارف الفاطمية. وسوف أشير لاحقًا إلى نموذج صغير منها.

جيلنا الشاب الذي عقدنا عليه آمالنا –لأن مستقبل هذا البلد بأيديكم أنتم الشباب والأمل معقود على الشباب– يجب أن يكون فولاذيًا صلبًا وذا عزم وبصيرة. وأن يعلم ما الذي يريد أن يفعله وإلى أين يريد أن يصل وكيف يجب عليه أن يقطع الطريق. ما يستلزم معارف أهل البيت. هذا السلاح يصون المجتمع والنظام الإسلامي والإسلام والمسلمين. إذًا نحن بحاجة إلى إحياء معارف أهل البيت (عليهم السلام).

وأقولها لكم أيها الإخوة الأعزاء الذين تشكلون مجتمع ذاكري أهل البيت وتمارسون هذا الدور:
إنّ هذه المسؤولية مسؤولية مهمة. فإذا لم نعمل بمسؤولية الهداية بالشكل الذي ذكرناه، سوف نُسأل أمام الله تعالى. يعني أنه ما إن توجه واجب ما نحونا، علينا أن نعمل بهذا الواجب. وإذا لم نعمل به فسيغضب الله تعالى. لاحظوا نموذج النبي يونس في القرآن، وهو النبي الإلهي العظيم، حيث غضب على قومه. وهو من وجهة نظرنا لم يقم بأمر خارج عن المنطق. فهو كان قد دعا قومه إلى الهداية لسنين طويلة. لكنّهم أصروا على الكفر والضلال. فما عسى هذا الإنسان أن يفعل؟ غضب عليهم وخرج من عندهم. لكن في المنطق الإلهي، ما كان يجب أن يغضب عليهم. «وَذَا النّونِ اِذ ذَهَبَ مُغاضِبًا فَظَنَّ اَن لَن نَقدِرَ عَلَيه» تصوّرَ أننا لن نتشدد عليه «فَنادىٰ فِي الظُّلُمٰتِ اَن لا اِلٰهَ اِلّا اَنت» ابتلاه الله تعالى بتلك الحادثة العجيبة؛ ولو لم يقرأ هذه الأذكار ولو لم يتوسل بهذا التوسل «لَلَبِثَ في بَطنِه اِلى يومِ يبعَثون»! كان مقرّرًا أن يبقى هناك إلى يوم القيامة؛ لاحظوا! لأنه كان نبيًّا كان عقابه أشد من الآخرين. إذا كنا في موقع المسؤولية ولم نعمل بها فإن الله تعالى سيعاقبنا «فَظَنَّ اَن لَن نَقدِرَ عَلَيه» ، تصور أننا لن نتشدّد معه. بلى، سوف نتشدّد معه. الله يتشدد ويعاقب. إذا كنتم شعراء أو من ذاكري أهل البيت أو خطباء أو وعّاظًا... كلّما كان مستواكم المعرفي أعلى وأكبر، وكلما كان مستواكم المعنوي أعلى، كانت التّوقّعات منكم في ساحة العدل الإلهي وفي حضرة الحق أعلى وأكبر. هذا ما ينبغي أن نتذكّره دائمًا، ويجب أن نطلب العون من الله.

صبرٌ عجيب.. بركة هذه المجالس والمحافل
وإذا تحقّقت مهمّة نقل معارف أهل البيت في مجالس العزاء والهيئات الحسينية وما شاكل، فسيكون ذلك ذخرًا لا ينتهي. وتلاحظون اليوم أن بلادكم ومجتمعكم يصبر صبرًا عجيبًا تحت ضغوط متنوعة. نحن نقرأ كلامهم ونشاهدهم ونسمعهم. وقد أثار صبر الشعب الإيراني هذا دهشة المراقبين في العالم. إنهم متعجّبون. لا تستطيع الشعوب [الأخرى] الصبر على خُمس أو رُبع هذه الضغوط التي يمارسها الغول الأمريكي المتوحّش. بينما يقف الشعب الإيراني بصلابة. وهذه مظاهراته -في الثاني والعشرين من بهمن وقبلها تشييعه لقائده السماوي- أذهلت الجميع بأن أي شعب مقاوم هذا. وهذا ببركة معارف أهل البيت وببركة هذه المجالس والمحافل وبفضل اسم وذكر الحسين بن عليّ وببركة اسم وذكر فاطمة الزهراء (سلام الله عليها).

من الأمور التي ينبغي أن تتابع في هذه المجالس بكل تأكيد وبفضل من الله قضيّة نمط العيش الإسلامي. ما أود أن أطلبه هو أن يركّز الإخوة الأعزاء على قضيّة نمط عيش الأئمة (عليهم السلام) ونمط العيش الإسلامي في مطالعاتهم وأبحاثهم. وليزين شعراؤنا الملتزمون البارزون –الذين سمعتم اليوم نموذجًا لأعمالهم هنا– هذه القضية بفنونهم الشعرية وليقدموها ويقرأوها في المجالس حتى يصار إلى صناعة ثقافة في هذا الشأن. إذا أردنا أن نعيد نمط العيش إلى حالته الإسلامية بشكل صحيح مقابل موجة جبهة العدو، فهذا هو السبيل. أي ينبغي صناعة ثقافة في هذا الخصوص. لاحظوا أنكم تقولون في الدعاء: «اللَهُمَّ اجعَل مَحياي مَحيا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّد وَمَماتي مَماتَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّد» حسنًا، ما معنى محيا؟ معنى محيا هو أن اجعل حياتي شبيهة بحياتهم. يعني نمط العيش، هذا ما نريده؛ هذا ما أرادوا منا أن نقوله ونريده ونعمل به. قضية نمط العيش هذه من الأمور التي ينبغي أن تتابع.

لقد استطاع العدو للأسف مستفيدًا من ضعف وخيانة الرؤساء العملاء المرتبطين بالأنظمة الإسلامية. من جملة ما كان واقعًا في بلادنا طوال سنيّ ما قبل الثورة. حيث استطاع الترويج لنمط عيشه. إذا كنّا نشاهد لامبالاة، وإذا كنا نشاهد إسرافًا، وإذا كنا نشاهد مشكلات متنوعة في داخل البلاد فالسبب هو الابتعاد عن الأخلاق الإسلامية وعن نمط العيش الإسلامي. إذا أردنا تحكيم نمط العيش الإسلامي فيجب بناء ثقافة. وبناء الثقافة يتم بهذه الوسيلة وأنتم أفضل من يستطيع صناعة الثقافة وبناءها بين الناس. وإعادة التّيّار نحو الإسلام بكل ما للكلمة من معنى.

في هذه الأدعية المتوفرة بين أيدينا – الأدعية المأثورة التي وصلتنا عن الأئمة – هناك تضرع وهناك توجه وهناك جاذبية وأنس وصفاء وبكاء. وهذا كله محفوظ. ولكن بالإضافة إلى ذلك، فهذه الأدعية دروس؛ بمعنى أنها توقظ الفكر في ذهن الإنسان وتمنحه تفكيرًا جديدًا. عندما تقرأون في الدعاء: «اَللهمّ اَغنِني عَن هِبَةِ الوَهّابينَ بِهِبَتِك وَاكفِني وَحشَةَ القاطِعينَ بِصِلَتِك» فما معنى ذلك؟ معنى ذلك أنه حتى لو قاطعكم العالم كله فلن تستوحشوا إذا كنتم على اتصال بالله، «حَتّى لا اَرغَبَ اِلى اَحَدٍ مَعَ بَذلِك وَلا اَستَوحِشَ مِن اَحَدٍ مَعَ فَضلِك» ، إنه درس. إنه ما يمنحنا فكرًا وتحليلًا لمستقبل حياتنا وهو أن نخطّط ونتصل بالله ونرتبط به ولا نخشى قطع الآخرين لصلتهم بنا وعداءهم لنا. وهذا أمر حدث في صدر الإسلام أيضًا. وتلاحظون أنّه يحدث الآن أيضًا. لو أن أحدًا قال في بداية الثورة إنّ هذا المجتمع الإسلامي والثورة الإسلامية يمكنها الوصول إلى هذه المحطات من حيث المرتبة العلمية والتقنية والموقع السياسي والنفوذ في المنطقة وما إلى ذلك، لما صدّق ذلك أي إنسان بالتأكيد. لكنّه حدث فعلًا. وذلك لأنّكم اعتمدتم على الله وعملتم. وواضح طبعًا أن الاعتماد على الله لا يعني الإقلاع عن العمل والبطالة.

عن السيدة الزهراء.. نحن غرباء!
حسنًا، وفيما يخص السيدة الزهراء (سلام الله عليها) فإن مراتبها المعنوية أسمى بكثير من حدود تفكيرنا العادية نحن البشر. نعم. أهل الله والخواص يدركون بعض الأمور في عالم المعنى. أمّا نحن فغرباء للإنصاف. ولا ندرك تلك المقامات القدسية. ولا ندرك «وَالسِّرِّ المُستَودَعِ فيها» ولا نستطيع إدراكه حقًا. لكننا نرى السلوكيات الحياتية العادية ونستفيد منها ونستلهم منها الدروس. فالشائع والمشهور عن هذه السيدة العظيمة في مجال القضايا الثقافية وقضية الحجاب والوقوف أمام الباطل لتثبيت الحق والدفاع عن الولاية، وما شاكل؛ أمور تشاهد وتكرر. لكن هناك جانبًا آخر من سلوك هذه الإنسانة العظيمة ومن المعارف الفاطمية وهو قضية مساعدة الآخرين. وأريد اليوم أن أتحدث قليلًا عن قضية التضامن الاجتماعي ومساعدة الآخرين. فعندما يسألها ابنها لماذا تدعين فقط للآخرين في أدعيتك وتضرعك؟ تجيب «يا بُنَي الجّارَ ثُمَّ الدّار» إنه درس وطريق ومسؤولية اجتماعية تذكرنا بها. أو في قضية المسكين واليتيم والأسير حيث يذكر الله تعالى تلك الحادثة بكل تلك العظمة في سورة "هل أتى" بسبع عشرة آية أو ثماني عشرة آية ما يدل على عظيم قدرها. ﴿وَيطعِمونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّه مِسكينًا وَ يتيمًا وَاَسيرًا * اِنَّما نُطعِمُكم لِوَجهِ الله﴾. هذه الحادثة حادثة رمزية، بلى. صبر أولئك الأجلاء على جوعهم وجوع كل أفراد عائلتهم وقدّموا المساعدة لليتيم والمسكين والأسير. لقد حدث هذا الأمر على أرض الواقع لكنه رمزي. كان بوسع السيدة الزهراء أن تقول لهم اذهبوا إلى مسجد النبي فهناك مركز الدولة الإسلامية –والآن أيضًا يقول البعض لماذا تساهمون في تربية المتسوّلين، إنها دولة إسلامية بالتالي ويجب أن تقوم بذلك– كلا. واجبات الدولة لا تنفي واجبات المجتمع. من واجب الأفراد في المجتمع أن يساعدوا بعضهم بعضًا بكل ما للكلمة من معنى. سواء المساعدة المالية أو المساعدة الفكرية أو المساعدة في حفظ ماء الوجه. ينبغي أن تتكون في المجتمع الإسلامي مختلف أنواع المساعدة. هذا درس فاطمي ومعرفة فاطمية.

من مشاكل مجتمعنا في الوقت الحاضر قضية الشباب: قضية فرص العمل للشباب وزواج الشباب.

عناصر الشباب من الفتيات والفتيان متواجدة بوفرة. لكن الزواج صعب وغير ممكن. يجب أن تتم المساعدة. وعلى الأفراد أن يعملوا في هذه المجالات ويسعوا. ويجب بناء ثقافة في هذا الخصوص. فعندما يجري الترويج لقلة الإنجاب وتحديد النسل في الإعلام متعدد الجوانب والشامل، سنصل إلى الوضع الحالي. الذي يحذر فيه أصحاب الخبرة والاختصاص مما سيحدث بعد عشرين عامًا وثلاثين عامًا من حيث شيخوخة البلد والمجتمع. فالمجتمع العجوز لا يمكنه الوصول إلى تلك القمم. وكل حالات التقدم عندنا إلى اليوم كانت بفضل تواجد الشباب ومشاركتهم. الشيوخ وكبار السن لهم دورهم بلا شك، لكن المحرّك هم الشباب. وإذا حرم هذا المجتمع من نسبة ملحوظة من الشباب فسوف يتسلط العدو عليه. بناء هذه الثقافة عملية ضرورية وهي بأيديكم. تشكيل العائلة يحتاج إلى صناعة ثقافة. والزواج الميسّر يحتاج إلى صناعة ثقافة. وعدم التشدّد في الزواج يحتاج إلى صناعة ثقافة. وعملية صناعة الثقافة أمرٌ تقدرون عليه أنتم. وهي مهمتكم وواجبكم. شريحة ذاكري أهل البيت بوسعها القيام بالكثير من الأعمال.

من هذه المعارف الصمود وعدم الاستسلام مقابل التعسّف. وقد كانت الكثير من أشعار السادة اليوم مختصة بهذه القضية وهي صحيحة ورصينة. هناك محفّزات شديدة وقوية لإقناع الشعب الإيراني بأنه عليه أن يتنازل. إذاعات العالم ووسائل التواصل الجماعي في العالم ووسائل إعلام العدو ومجمع مراكز الأبحاث والجمعيات الفكرية تجلس وتخطط لإقناع شعب إيران بأنه عليه التنازل أمام أمريكا ولا سبيل سوى ذلك. لكن شعبنا بحمد الله صامد. ولكن ينبغي بث الطاقة المعنوية تباعًا وإحياؤها باستمرار. هذه إحدى المعارف. ورد في دعاء الصحيفة السجادية: «وَلا تَجعَل لِفاجِرٍ وَلا كافِرٍ عليّ ... يدَا» أي لا تجعلني مدينًا لكافر أو فاسق ولا تجعلني محتاجًا لهم. فلا تكون عيني مسمرة على أيديهم ولا أشعر بالضعف أمامهم. هذه إحدى المعارف. أن يطلب من الله أن لا يبتله بمثل هذا الوضع مقابل العدو. فمعنى ذلك أنه ينبغي عدم الابتلاء بمثل هذا الوضع مقابل العدو.

صناعة الثقافة؛ اختصاصكم وواجبكم
نحمد الله أن الروح الملحمية حية في بلادنا. في كل القضايا والأحداث التي تستدعي مشاركة ملحمية من قبل الشعب، يشارك الشعب بالحماسة اللازمة بكل ما للكلمة من معنى. ينبغي تعميق هذه الحماسة والمعنوية والمشاعر، وخصوصًا عند الشباب. ينبغي إقناع الأذهان عبر ثقافة متكاملة. وهذا متاح عبر صناعة الثقافة. وهو من اختصاصكم وشأنكم. إنه من واجب شريحة ذاكري أهل البيت. عندما أنظر لمجتمعنا أرى أن ذاكري أهل البيت المؤمنين الثوريين الشجعان ينجزون حقًّا أعمالًا ويؤثّرون على مستوى البلاد. فلنعمل على أن تكون كل شرائح ذاكري أهل البيت على هذا الشكل. كذلك الأشعار التي تقرأ والأداء الذي يقدم. لتتزود المجموعات الشابة التي تشارك وتحضر عادة في هذه التجمعات بالمعنوية والمعرفة والبصيرة بكل ما للكلمة من معنى وينهضوا بزاد معنوي وفير.

الحمد لله أن معدن الحكومة الإسلامية والمجتمع الإسلامي والجمهورية الإسلامية من هذا النوع. فلدينا قادة عسكريون جيدون، ولدينا شباب علماء متحفزون جيدون. ولدينا صنّاع ثقافة ذوو همة وغيارى وفنّانون جيّدون جدًا. ولدينا جماهير مستعدة وجاهزة في كل الساحات وفي كل مكان يحتاجه الإسلام والدولة الإسلامية والنظام الإسلامي. نساءً ورجالًا جاهزون يشاركون ويعملون. هذا هو معدن الجمهورية الإسلامية بفضل ولطف من الله. وأنا أشعر؛ يعني أنّني أرى حقًّا وأشاهد، فإنّ النّصر الحاسم النهائي على جبهة العدو الواسعة سيكون بلا شك حليف الشعب الإيراني.

في نهاية كلامي أؤكد على الإخوة الأعزاء ذاكري أهل البيت – وإذا كانت هناك أخوات عاملات في هذا الصراط – بأن يستحضروا دومًا في أذهانهم وخواطرهم الكريمة بأنكم صناع ثقافة. ويجب أن تصنعوا الثقافة. ينبغي أن تقوموا بما من شأنه أن يعكس الفكرة الصحيحة والعمل الواجب بصورة واضحة في أذهان الناس وقلوبهم وتبقى راسخة فيها. هذا العمل أكبر عبادة وأكبر صدقة وسوف يعينكم الله تعالى إن شاء الله.

اللهم بحق فاطمة الزهراء أحينا فاطميين وأمتنا فاطميين. ربنا بحق محمد وآل محمد احشرنا فاطميين. اللهم انصر شعب إيران واجعله شامخًا في كل الساحات، واحشر شهداءنا الأبرار مع الرسول. واجعل ما قلناه وسمعناه لك وفي سبيلك. واجعلنا مشمولين بلطفك ورحمتك وفضلك.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الخميس, 02 نيسان/أبريل 2020 13:01

عقيدتنا في الإمام المهدي (عج(

آيات قرآنية:

    1 ـ ﴿وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً﴾ ([1]).
عن الإمام موسى بن جعفر «عليه السلام»: النعمة الظاهرة الإمام الظاهر، والباطنة الإمام الغائب.. وهو الثاني عشر ([2]).

2 ـ ﴿إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ ([3]).
روي عن الإمام الباقر «عليه السلام» في الآية، فَقَالَ: رَسُولُ الله «صلى الله عليه وآله» الْمُنْذِرُ، ولِكُلِّ زَمَانٍ مِنَّا هَادٍ يَهْدِيهِمْ إِلَى مَا جَاءَ بِه.. نَبِيُّ الله «صلى الله عليه وآله»، ثُمَّ الْهُدَاةُ مِنْ بَعْدِه، عَلِيٌّ، ثُمَّ الأَوْصِيَاءُ وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ ([4]).

3 ـ ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدً﴾([5]).
عن الإمام الصادق «عليه السلام»: والله ما نزل تأويلها بعد، ولا ينزل تأويلها حتى يخرج القائم «عليه السلام»، فإذا خرج القائم «عليه السلام» لم يبق كافر بالله([6]).
وفي تفسير الآية أنّ ذلك يكون عند خروج المهدي، فلا يبقى أحد إلا أقرّ بمحمد «صلى الله عليه وآله».
أخبرت الآية: أن الله يجعل الغلبة والنصر للإسلام. فكانت بدر والإنتصارات على عهد رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وستعمّ الغلبة والسيطرة على جميع البلدان بخروج المهدي (عج). فلا يبقى بيت إلّا ودخلت إليه كلمة الإسلام.

4 ـ ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ للهِ﴾([7]).
يستفاد من بعض الروايات: أنه ما جاء تأويل الآية، ولو قام القائم من آل محمد «عليهم السلام» ليبلغن دين محمد «صلى الله عليه وآله» ما بلغ الليل، حتى لا يكون شرك على ظهر الأرض.

5 ـ ﴿فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعً﴾([8]).
عن الصادق «عليه السلام»: نزلت في القائم وأصحابه، يجمعون على غير ميعاد([9]).

6 ـ ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾([10]).
وعدٌ إلهي للصالحين، بالإستخلاف في الأرض، وتبدّل حالهم من الخوف إلى الأمن، والتمكين للدين الحق، ومن أتمّ مصاديقه، إنتشار الدين في العهد الأول للإسلام، وخلافة المهدي (عج) للنبي «صلّى الله عليه وآله» في آخر الزمان، حيث يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وينشر الإسلام في مختلف البلدان.
 
روايات معتـبرة ســـنداً:    

1 ـ روى الشيخ الصدوق عن أَحْمَد بْن زِيَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمَدَانِيّ، عَنْ عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أَحْمَدَ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَزْدِيِّ، قَالَ:
سَأَلْتُ سَيِّدِي مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ «عليه السلام» عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَ‏: ﴿وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وباطِنَةً﴾، فَقَالَ «عليه السلام»: النِّعْمَةُ الظَّاهِرَةُ الْإِمَامُ الظَّاهِرُ والْبَاطِنَةُ الْإِمَامُ الْغَائِبُ.
فَقُلْتُ لَهُ: وَيَكُونُ فِي الْأَئِمَّةِ مَنْ يَغِيبُ؟
قَالَ «عليه السلام»: نَعَمْ، يَغِيبُ عَنْ أَبْصَارِ النَّاسِ شَخْصُهُ، وَلَا يَغِيبُ عَن‏ قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ذِكْرُهُ، وَهُوَ الثَّانِي عَشَرَ مِنَّا، يُسَهِّلُ اللهُ لَهُ كُلَّ عَسِيرٍ، وَيُذَلِّلُ لَهُ كُلَّ صَعْبٍ، وَيُظْهِرُ لَهُ كُنُوزَ الْأَرْضِ، وَيُقَرِّبُ لَهُ كُلَّ بَعِيدٍ، وَيُبِيرُ بِهِ كُلَّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَيُهْلِكُ عَلَى يَدِهِ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ، ذَلِكَ ابْنُ سَيِّدَةِ الْإِمَاءِ الَّذِي تَخْفَى عَلَى النَّاسِ وِلَادَتُهُ، وَلَا يَحِلُّ لَهُمْ تَسْمِيَتُهُ، حَتَّى يُظْهِرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَمْلَأَ الْأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وظُلْماً([11]).

2 ـ روى الشيخ الصدوق عن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبي عَلِيِّ بْنِ هَمَّامٍ، عَنْ مُحَمَّدَ بْن عُثْمَانَ الْعَمْرِيّ، عَنْ أَبِيه:
سُئِلَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ «عليه السلام» وَأَنَا عِنْدَهُ عَنِ الْخَبَرِ الَّذِي رُوِيَ عَنْ آبَائِهِ «عليهم السلام»: أَنَّ الْأَرْضَ لَا تَخْلُو مِنْ حُجَّةٍ لِلهِ عَلَى خَلْقِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وأَنَّ مَنْ مَاتَ ولَمْ يَعْرِفْ إِمَامَ زَمَانِهِ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً.
فَقَالَ «عليه السلام»: إِنَّ هَذَا حَقٌّ كَمَا أَنَّ النَّهَارَ حَقٌّ.
فَقِيلَ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، فَمَنِ الْحُجَّةُ والْإِمَامُ بَعْدَكَ؟
فَقَالَ «عليه السلام»: ابْنِي مُحَمَّدٌ هُوَ الْإِمَامُ وَالْحُجَّةُ بَعْدِي، مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَعْرِفْهُ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً.
أَمَا إِنَّ لَهُ غَيْبَةً يَحَارُ فِيهَا الْجَاهِلُونَ، وَيَهْلِكُ فِيهَا الْمُبْطِلُونَ، ويَكْذِبُ فِيهَا الْوَقَّاتُونَ، ثُمَّ يَخْرُجُ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى الْأَعْلَامِ الْبِيضِ تَخْفِقُ فَوْقَ رَأْسِهِ بِنَجَفِ الْكُوفَةِ([12]).

3 ـ النعماني عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، عن محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس، وسعدان بن إسحاق بن سعيد، وأحمد بن الحسين بن عبد الملك، ومحمد بن أحمد بن الحسن القطوني، عن الحسن بن محبوب، عن إبراهيم بن زياد الخارقي، عن أبي بصير، قال:
قلت لأبي عبد الله «عليه السلام»: كان أبو جعفر «عليه السلام» يقول: لقائم آل محمد غيبتان: أحدهما (إحداهما) أطول من الأخرى.
فقال: نعم، ولا يكون ذلك حتى يختلف سيف بني فلان، وتضيق الحلقة، ويظهر السفياني، ويشتد البلاء، ويشمل الناس موت وقتل، يلجأون فيه إلى حرم الله وحرم رسوله «صلى الله عليه وآله»([13]).

4 ـ روى الشيخ الصدوق عن مُحَمَّد بْن الْحَسَنِ، عَنْ الْحُسَيْن بْن الْحَسَنِ بْنِ أَبَان،‏ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عِيسَى بْنِ أَعْيَنَ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ «عليه السلام» قَالَ:
إِنَّ أَمْرَ السُّفْيَانِيِّ مِنَ الْأَمْرِ الْمَحْتُومِ، وخُرُوجُهُ فِي رَجَبٍ([14]).

5 ـ النعماني عن أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَلِيّ بْن الْحَسَنِ التَّيْمُلِيّ، عَنْ الْعَبَّاس بْن عَامِرِ بْنِ رَبَاحٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ مُحَمَّد بْن الرَّبِيعِ الْأَقْرَع، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ «عليه السلام» أَنَّهُ قَالَ:
إِذَا اسْتَوْلَى السُّفْيَانِيُّ عَلَى‏ الْكُوَرِ الْخَمْسِ،‏ فَعُدُّوا لَهُ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ، وَزَعَمَ هِشَامٌ أَنَّ الْكُوَرَ الْخَمْسَ: دِمَشْقُ، وفِلَسْطِينُ، والْأُرْدُنُّ، وحِمْصٌ، وحَلَبُ([15]).

6 ـ روى الشيخ الطوسي بإسناده عن الفضل، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيِ،‏ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ «عليه السلام» قَالَ:
خُرُوجُ الثَّلَاثَةِ الْخُرَاسَانِيِّ والسُّفْيَانِيِّ والْيَمَانِيِّ فِي‏ سَنَةٍ وَاحِدَةٍ فِي شَهْرٍ وَاحِدٍ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ولَيْسَ فِيهَا رَايَةٌ بِأَهْدَى مِنْ رَايَةِ الْيَمَانِيِّ يَهْدِي إِلَى الْحَقِ(‏[16]).

7 ـ روى الشيخ الكليني عن مُحَمَّد بْن يَحْيَى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَزَّازِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله «عليه السلام» يَقُولُ: خَمْسُ عَلَامَاتٍ قَبْلَ قِيَامِ الْقَائِمِ: الصَّيْحَةُ والسُّفْيَانِيُّ، والْخَسْفُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الزَّكِيَّةِ، والْيَمَانِيُّ([17]).

8 ـ روى الشيخ الصدوق عن أبيه، عَنْ عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ،‏ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ:
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ «عليه السلام»‏: يَا مَنْصُورُ، إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا يَأْتِيكُمْ إِلَّا بَعْدَ إِيَاسٍ، لَا وَاللهِ، لَا يَأْتِيكُمْ حَتَّى تُمَيَّزُوا، لَا وَاللهِ لَا يَأْتِيكُمْ حَتَّى تُمَحَّصُوا، وَلَا وَاللهِ لَا يَأْتِيكُمْ حَتَّى يَشْقَى مَنْ شَقِيَ ويَسْعَدَ مَنْ سَعِدَ([18]).

9 ـ روى الشيخ الطوسي عن ِالْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيمَ الْقَزْوِينِيّ، عَنْ مُحَمَّد بْن وَهْبَانَ الْهُنَائِيّ الْبَصْرِيّ، عَنْ أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ الْحَسَن بْن عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الزَّعْفَرَانِيّ، عَنْ أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيّ أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيه، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْر، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ «عَلَيْهِ السَّلَامُ»، قَالَ: الْيَمَانِيُّ والسُّفْيَانِيُّ كَفَرَسَيْ رِهَانٍ‏([19]).

10 ـ روى الشيخ الطوسي بإسناده عن الْفَضْل، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ، عَنْ شُعَيْبٍ الْحَدَّادِ، عَنْ صَالِحٍ‏ بن ميثم التمار، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ «عليه السلام» يَقُولُ‏: لَيْسَ بَيْنَ قِيَامٍ الْقَائِمِ وبَيْنَ قَتْلِ النَّفْسِ الزَّكِيَّةِ إِلَّا خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً([20]).

11ـ النعماني عن أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَلِيّ بْن الْحَسَنِ، عَنْ أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى، عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَامٍ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ «عليه السلام» أَنَّهُ قَالَ:
كَأَنِّي‏ بِقَوْمٍ‏ قَدْ خَرَجُوا بِالْمَشْرِقِ‏ يَطْلُبُونَ الْحَقَّ فَلَا يُعْطَوْنَهُ، ثُمَّ يَطْلُبُونَهُ فَلَا يُعْطَوْنَهُ، فَإِذَا رَأَوْا ذَلِكَ وَضَعُوا سُيُوفَهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ، فَيُعْطَوْنَ مَا سَأَلُوهُ، فَلَا يَقْبَلُونَهُ، حَتَّى يَقُومُوا، ولَا يَدْفَعُونَهَا إِلَّا إِلَى صَاحِبِكُمْ، قَتْلَاهُمْ شُهَدَاءُ.
أَمَا إِنِّي لَوْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ لَاسْتَبْقَيْتُ نَفْسِي لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ([21]).

12ـ روى الشيخ الطوسي بإسناده عن الفضل، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ:
يُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ بِاسْمِ الْقَائِمِ «عليه السلام»، فَيَسْمَعُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ، فَلَا يَبْقَى رَاقِدٌ إِلَّا قَامَ، ولَا قَائِمٌ إِلَّا قَعَدَ، ولَا قَاعِدٌ إِلَّا قَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ الصَّوْتِ، وهُوَ صَوْتُ جَبْرَئِيلَ الرُّوحِ الْأَمِينِ‏([22]).
13ـ النعماني عن أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، عن علي بن الحسين التيملي، عن مُحَمَّدِ وأحمد ابني الحسن عن علي بن يعقوب الهاشمي، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْقَمَّاطِ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ «عليه السلام» أَنَّهُ قَالَ:
مِنَ‏ الْمَحْتُومِ‏ الَّذِي‏ لَا بُدَّ أَنْ‏ يَكُونَ‏ مِنْ قَبْلِ قِيَامِ الْقَائِمِ خُرُوجُ السُّفْيَانِيِّ، وخَسْفٌ بِالْبَيْدَاءِ، وقَتْلُ النَّفْسِ الزَّكِيَّةِ، والْمُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ([23]).

14ـ روى الشيخ الطوسي بإسناده عن الفضل، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ «عليه السلام» يَقُولُ:‏ إِنَّ السُّفْيَانِيَّ يَمْلِكُ بَعْدَ ظُهُورِهِ عَلَى الْكُوَرِ الْخَمْسِ حَمْلَ امْرَأَة.
ثُمَّ قَالَ «عليه السلام»: أَسْتَغْفِرُ اللهَ، حَمْلَ جَمَلٍ، وهُوَ مِنَ الْأَمْرِ الْمَحْتُومِ الَّذِي لَا بُدَّ مِنْهُ‏([24]).

15ـ روى النعماني عن مُحَمَّد بْن هَمَّامٍ، عَنْ عَبْد اللهِ بْن جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيّ، عَنْ الْحَسَن بْن مَحْبُوبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ «عليه السلام» أَنَّهُ قَالَ:
إِنَ‏ قُدَّامَ‏ قِيَامِ‏ الْقَائِمِ‏ عَلَامَاتٍ بَلْوَى مِنَ اللهِ تَعَالَى لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ.
قُلْتُ: ومَا هِيَ؟
قَالَ: ذَلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾‏.
قَالَ:‏ لَنَبْلُوَنَّكُمْ‏. يَعْنِي الْمُؤْمِنِينَ.
بِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْخَوْفِ،‏ مِنْ مُلُوكِ بَنِي فُلَانٍ فِي آخِرِ سُلْطَانِهِمْ.
وَالْجُوعِ،‏ بِغَلَاءِ أَسْعَارِهِمْ‏.
وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ‏: فَسَادِ التِّجَارَاتِ وَقِلَّةِ الْفَضْلِ فِيهَا.
والْأَنْفُسِ،‏ قَالَ: مَوْتٌ ذَرِيعٌ.
وَالثَّمَراتِ:‏ قِلَّةِ رَيْعٍ مَا يُزْرَعُ، وَقِلَّةِ بَرَكَةِ الثِّمَارِ.
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ‏ عِنْدَ ذَلِكَ بِخُرُوجِ الْقَائِمِ «عليه السلام»‏([25]).

16ـ روى النعماني عن أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، عن عَلِيّ بْن الْحَسَنِ التَّيْمُلِيّ، عن عَمْرُو بْن عُثْمَانَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ:
كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ «عليه السلام»، فَسَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ هَمْدَانَ يَقُولُ لَهُ: إِنَ‏ هَؤُلَاءِ الْعَامَّةَ يُعَيِّرُونَّا، وَيَقُولُونَ لَنَا: إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ مُنَادِياً يُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ بِاسْمِ صَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ.
وَكَانَ مُتَّكِئاً، فَغَضِبَ وَجَلَسَ، ثُمَّ قَالَ: لَا تَرْوُوهُ عَنِّي وَارْوُوهُ عَنْ أَبِي وَلَا حَرَجَ عَلَيْكُمْ فِي ذَلِكَ.
أَشْهَدُ أَنِّي قَدْ سَمِعْتُ أَبِي «عليه السلام» يَقُولُ: وَاللهِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لَبَيِّنٌ، حَيْثُ يَقُولُ:‏ ﴿إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ﴾،‏ فَلَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ إِلَّا خَضَعَ وذَلَّتْ رَقَبَتُهُ لَهَا، فَيُؤْمِنُ أَهْلُ الْأَرْضِ إِذَا سَمِعُوا الصَّوْتَ مِنَ السَّمَاء([26])...

17ـ روى الشيخ الصدوق عن أبيه، عن سَعْد بْن عَبْدِ اللهِ، عن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ «عليه السلام» قَالَ:
يُنَادِي مُنَادٍ بِاسْمِ الْقَائِمِ «عليه السلام».
قُلْتُ: خَاصٌّ أَوْ عَامٌّ؟
قَالَ: عَامٌّ، يَسْمَعُ كُلُّ قَوْمٍ بِلِسَانِهِمْ.
قُلْتُ: فَمَنْ يُخَالِفُ الْقَائِمَ «عليه السلام» وَقَدْ نُودِيَ بِاسْمِهِ؟
قَالَ: لا يَدَعُهُمْ إِبْلِيسُ حَتَّى يُنَادِيَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ‏ ويُشَكِّكَ النَّاسَ([27]).
 
هذه عقيدتنا في الإمام المهدي (عج):       

هو الإمام محمّد بن الحسن العسكري (عليهما السلام)، من وُلد فاطمة الزّهراء «عليها السلام»، وأحفاد الإمام الحسين «عليه السلام»، وثاني عشر أئمة أهل بيت النّبوة «عليهم السلام».

ولد في مدينة سامراء العراق، ليلة النصف من شعبان لعام 255هـ، أمه نرجس «مليكة» بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم، وتنسب إلى وصي المسيح «عليه السلام» شمعون.

هو خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووصيه في زماننا، وحجّة الله في أرضه، وخاتم الأئمة الطاهرين (عليهم السلام). يجب معرفته وطاعته، فعن النبي (صلى الله عليه وآله): من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية.

وللإمام (عج) غيبتان: صغرى وكبرى.

بدأت الأولى مع وفاة أبيه الإمام الحادي عشر (الحسن بن علي الهادي «عليهما السلام») في 8 ربيع الأول عام 260هـ، واستمرت إلى عام 329هـ، وكان النّاس يتصلون به خلال هذه الغيبة عبر سفرائه الأربعة: عثمان بن سعيد العمري، محمد بن عثمان بن سعيد العمري، الحسين بن روح النوبختي، وآخرهم أبو الحسن علي بن محمد السّمري.

أمّا الغيبة الكبرى، فبدأت مع وفاة السّفير الرابع عام 329هـ، ولا زالت مستمرة. وينتفع الناس في غيبته كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب.

يظهر الإمام (عج) في آخر الزمان ليقيم الحكم الإلهي ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. ويفتح الله تعالى على يديه مشارق الأرض ومغاربها.

أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، عدد أصحاب النبي «صلى الله عليه وآله» في معركة بدر.. يجتمعون حين الظهور، ويبايعون بين الركن والمقام.

ولظهوره المبارك علامات حتمية، منها: خروج السفياني، واليماني، وخسف البيداء، وقتل النفس الزكية، والنداء من السماء الخ..

بظهوره تنزل البركات، وتكثر خيرات الأرض، ويظهر الدّين الحق.
 
المصدر: عقائد شيعة أهل البيت (عليهم السلام)، سماحة الشيخ نبيل قاووق

([1]) الآية 20 من سورة لقمان.
([2]) كمال الدين، ج2 ص369.
([3]) الآية 7 من سورة الرعد.
([4]) الكافي، ج1 ص191.
([5]) الآية 28 من سورة الفتح.
([6]) كمال الدين للصدوق ص670.
([7]) الآية 39 من سورة الأنفال.
([8]) الآية 148 من سورة البقرة.
([9]) كمال الدين للصدوق، ج1 ص51، والغيبة للنعماني، ص249، وبحار الأنوار، ج51 ص58.
([10]) الآية 55 من سورة النور.
([11]) كمال الدين، ص368، وبحار الأنوار، ص151.
([12]) كمال الدين، ص409، وبحار الأنوار، ج51 ص160.
([13]) الغيبة للنعماني، ص177، وبحار الأنوار، ج52 ص157.
([14]) كمال الدين، ص652، وبحار الأنوار، ج52 ص205.
([15]) الغيبة للنعماني، ص316، وبحار الأنوار، ج52 ص252.
([16]) الغيبة للطوسي، ص446، والإرشاد للمفيد، ج2 ص375.
([17]) الكافي، ج8 ص310، وكمال الدين، ص650، والغيبة للطوسي، ص436.
([18]) كمال الدين وتمام النعمة، ص346، والإمامة والتبصرة لابن بابويه، ص130.
([19]) أمالي الطوسي، ص661، والغيبة للنعماني، ص317.
([20]) الغيبة للطوسي، ص445، وراجع: الإرشاد للشيخ المفيد، ج2 ص375.
([21]) الغيبة للنعماني، ص281، وبحار الأنوار، ج52 ص243.
([22]) الغيبة للشيخ الطوسي، ص454، وبحار الأنوار، ج52 ص290
([23]) الغيبة للنعماني، ص272، وبحار الأنوار، ج52 ص294.
([24]) الغيبة للطوسي، ص450، وبحار الأنوار، ج52 ص215.
([25]) الغيبة للنعماني، ص258، وراجع: كمال الدين للصدوق، ص650.
([26]) الغيبة للنعماني، ص267، وبحار الأنوار، ج52 ص293.
([27]) كمال الدين، ص650، وبحار الأنوار، ج52 ص205.

 

الخميس, 02 نيسان/أبريل 2020 12:59

عصر الظهور وتحقيق العدالة