emamian

emamian

وفي مقابلة مع شبكة الميادين، ليل الإثنين، تحدث السيد حسن نصر الله عن معادلة الردع بين لبنان والكيان الصهيوني المؤقت وعن معادلة كاريش.

وفي هذه المقابلة، قال السيد حسن نصر الله، إن بدايات الردع بين لبنان والكيان الصهيوني المؤقت بدأت عام 1985، عندما اضطر العدو الصهيوني، مبكراً، إلى الانسحاب من كثير من المناطق التي احتلها.

وأشار السيد نصر الله إلى أن "العدو الإسرائيلي تعاطى مع الشريط الحدودي كحزام أمني؛ لمنع المقاومين من دخول فلسطين، وحينها بدأ الردع".

وأضاف أنّ هذا الردع، يومها، كان إنجاز كل حركات المقاومة التي نفذت عمليات استشهادية وليس حزب الله فقط، لافتاً أيضاً إلى أنّ "المرحلة الثانية من الردع بدأت من خلال فعل المقاومة في القرى الأمامية، وصولاً إلى عام 1993 حين بدأت المرحلة الثالثة"، موضحا أنه "من عام 1993 حتى عام 1996، تم تحقيق مستوى عال من الردع".

وتابع: "تفاهم نيسان/أبريل 1996 أسس لانتصار عام 2000، حيث باتت للردع عناوين عدة، بينها منع الاحتلال من قصف أهداف مدنية من دون رد"، مؤكدا أن الكيان الصهيوني أدرك، نتيجة حرب تموز/يوليو، أن المواجهة مع المقاومة خطيرة وكبيرة، وأن قدرات المقاومة باتت تتجاوز المواجهة عند الحدود، ومضيفا أنه "منذ حرب تموز/يوليو حتى اليوم، بات العدو الإسرائيلي ينتبه إلى أن أي عمل تجاه لبنان سيقابل برد".

كما قال السيد نصر الله إن العدو يلجأ، اليوم، إلى عمليات لا تترك أي بصمة. ومنذ عام 2006 إلى اليوم، لا يجرؤ على أي عمل ضد لبنان.

 

معادلة "كاريش"

أما عن معادلة "كاريش"، التي أعلن عنها هذا الشهر في خطاب متلفز حول آخر التطورات السياسية، فقال  الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، إن "لبنان، الآن، أمام فرصة تاريخية في ظل حاجة أوروبا إلى تأمين بديل للنفط والغاز الروسيين".

وأشار السيد نصر الله إلى أن "الرئيس الأميركي، جو بايدن، جاء إلى المنطقة من أجل الغاز والنفط، والإضافة التي يمكن أن تقدمها السعودية والإمارات لن تحل حاجة أوروبا"، مبينا أن "الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا بحاجة إلى النفط والغاز، و"إسرائيل" ترى فرصة في ذلك"، لافتاً إلى أن "بايدن لا يريد حرباً في المنطقة، وهذا الأمر فرصة لنا للضغط من أجل الحصول على نفطنا".

وتابع السيد نصر الله: "الموضوع ليس كاريش وقانا، وإنما كل حقول النفط والغاز المنهوبة من قبل "إسرائيل"، في مياه فلسطين، مقابل حقوق لبنان".

كما قال السيد نصر الله إن "الأميركيين أدخلوا لبنان في دوامة المفاوضات، فيما "إسرائيل" حفرت الآبار، ونقبت عن الغاز، وتستعد لاستخراجه"، مشدداً على أن "الولايات المتحدة ضغطت على الدولة اللبنانية من أجل القبول بخط "هوف"، أو بالطرح الإسرائيلي للحدود البحرية".

كذلك أكد السيد نصر الله أن "ما تريده الدولة اللبنانية يمكنها أن تحصل عليه الآن، وليس غداً"، مضيفاً أنه "لا يوجد هدف إسرائيلي في البحر أو في البر لا تطاله صواريخ المقاومة الدقيقة".

وقال السيد نصر الله إن "هذا العمل (استهداف ) كاريش أو ما بعدها متوقف على قرار العدو الإسرائيلي ومعه الولايات المتحدة الأميركية".

وأوضح السيد نصر الله أن "الدولة اللبنانية قدمت تنازلاً كبيراً من خلال ما طلبته من الوسيط الأميركي عندما تحدثت عن الخط  الـ23+"، مشيراً إلى أن "الكرة، الآن، ليست في ملعب لبنان؛ لأنه هو الممنوع من استخراج النفط والغاز في المنطقة غير المتنازع عليها".

وأضاف الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، أن "المطلوب الالتزام بالحدود التي تطلبها الدولة اللبنانية، ورفع الفيتو عن الشركات التي تستخرج النفط".

وتابع السيد نصر الله: "إذا بدأ استخراج النفط والغاز من كاريش في أيلول/ سبتمبر، قبل أن يأخذ لبنان حقه، فنحن ذاهبون إلى مشكل". وأوضح السيد نصر الله: "وضعنا هدفاً وذاهبون إليه من دون أي تردد، وكل ما يحقق هذا الهدف سنلجأ إليه".

ورأى السيد نصر الله أن "الدولة اللبنانية عاجزة عن اتخاذ القرار المناسب الذي يحمي لبنان وثرواته، ولذلك فإن المقاومة مضطرة إلى اتخاذ القرار".

وفي سياق حديثه، شدد السيد نصر الله على أن الهدف هو أن يستخرج لبنان النفط والغاز؛ لأن هذا هو الطريق الوحيد لنجاته.

 

مراقبون يتوقعون عودة العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض قريبا (الجزيرة)

طهران- بعد عقد 5 جولات من المباحثات الأمنية بين إيران والسعودية، ودعم طهران في ختامها فتحا متبادلا للسفارات مع الرياض، وافق الجانبان مؤخرا على انتقال الحوار إلى المستوى السياسي.

وأعلن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في حوار مع التلفزيون الإيراني، أن الوسيط العراقي أبلغ طهران استعداد الرياض لإطلاق محادثات علنية على المستوى السياسي، مؤكدا أن بلاده تبادل السعودية الاستعداد نفسه من أجل إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

 

كما أكد عبد اللهيان، عزم أبو ظبي والكويت إرسال سفيريهما إلى طهران، متوقعا أن يحصل هذا الأمر خلال الأيام القليلة المقبلة.

وكانت الإمارات والكويت قد خفضت تمثيلهما الدبلوماسي في طهران إثر قطع السعودية علاقاتها مع إيران في يناير/كانون الثاني 2016، عقب تعرض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد لاعتداءات من قبل محتجين على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي المعارض نمر النمر.

متغيرات سياسية

ويصنف مراقبون في إيران، الملف اليمني بأنه العامل الأساس وراء إطالة أمد المفاوضات الأمنية بين إيران والسعودية على مدى أكثر من 16 شهرا تمكن خلالها الجانبان من تجاوز العديد من الملفات والخلافات المحتدمة.

وفي السياق، يعتقد الباحث السياسي، حسن هاني زاده، أن وقف إطلاق النار بين السعودية والحوثيين أسهم إلى حد بعيد في تذليل العقبات وحل القضايا الشائكة بين إيران والسعودية، متوقعا نجاح الجولة السادسة من المفاوضات السعودية الإيرانية في إنهاء الهجمات الإعلامية وإعادة فتح السفارات، تمهيدا للتعاون البَناء لحل الأزمات الإقليمية.

واعتبر هاني زاده -في حديث للجزيرة نت- أن المنطقة مقبلة على متغيرات سياسية وأن زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن جاءت في هذا السياق، مضيفا أن بعض الأوساط الإيرانية ترى أن المساعي لخفض التوتر إنما تكتيكية ومن أجل كسب الوقت وتستبعد التوصل إلى تسوية حقيقية ومستدامة مع الرياض.

وأشار إلى أن بعض التسريبات في إيران، توحي بعزم الوزير عبد اللهيان التوجه إلى بغداد للقاء نظيره السعودي فيصل بن فرحان فور انتهاء الجولة المقبلة من المفاوضات السياسية بين الفريقين الإيراني والسعودي.

حسين عبد اللهيان أكد أن بلاده تبادل السعودية الاستعداد نفسه من أجل إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين (رويترز)

قناعة إقليمية

ورأى زاده أن "الرئيس بايدن لم يحصل على كل ما أراده في قمة جدة لا سيما ما يتعلق بضمان أمن الكيان الصهيوني ومواجهة إيران"، مضيفا أن قادة الدول العربية لا سيما الخليجية أعربت عن رغبتها بخفض التوتر في المنطقة بعيدا عن التدخلات الأجنبية؛ ما يعني أن هناك توجها لموازنة العلاقات بين إيران وتل أبيب لدى الدول المطبعة مع الكيان الإسرائيلي.

كما سيحد -برأي زاده- رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين الإمارات وإيران من نفوذ الكيان الإسرائيلي في المنطقة ويعزز مكانة طهران بين جيرانها العرب، وأما موسكو فترى مصلحة في التقارب الإيراني العربي لأنها ترغب بإبعاد الولايات المتحدة عن المنطقة، وفق زاده.

أما عن أسباب التقارب الإيراني الخليجي والمؤشرات الإيجابية بقرب موعد تبادل السفراء بين إيران وكل من السعودية والإمارات والكويت، يقول مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية، محمد صالح صدقيان، إن التطورات الإقليمية والدولية الأخيرة أقنعت إيران والدول العربية بضرورة وضع الخلافات جانبا واعتماد لغة التفاهم والتنسيق لمصلحة المنطقة برمتها.

واعتبر صدقيان، في حديثه للجزيرة نت، أن دول الإقليم أضحت على قناعة تامة بأن المواجهة السياسية والأمنية والعسكرية لم تعد مجدية في خدمة مصالح شعوب المنطقة، ما أدى بها إلى إيفاد مسؤولين وممثلين عنها لزيارة العواصم الأخرى لتذليل العقبات في علاقاتها الثنائية.

وفد سعودي

وكشف المتحدث عن قيام وفد سعودي بزيارة العاصمة طهران لتفقد مقر سفارة بلاده في إيران، مؤكدا أن الوفد السعودي زار كذلك مدينة مشهد شمال شرقي البلاد وتفقد مبنى القنصلية السعودية فيها، في مؤشر يوحي بعودة العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض قريبا.

ورأى مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية، أن التقارب السعودي الإيراني سيكون محل ترحيب أميركي وروسي، موضحا أن واشنطن ترى في التقارب بين طهران والرياض فرصة لإنهاء الأزمة اليمنية، كما أن موسكو سبق وطرحت مبادرة لإنهاء الخلاف بين إيران والسعودية.

ونفى أن يكون التقارب الإيراني الخليجي مرتبطا بمخرجات قمة بايدن مع السعوديين في جدة ودعوته إلى زيادة ضخ النفط، مؤكدا أن طهران غير معنية بالحصص المحددة في منظمتي "أوبك" و"أوبك بلس" بسبب خفض إنتاجها وصادراتها جراء العقوبات الأميركية خلال السنوات الماضية.

ورأى صدقيان، أن السعودية غير راغبة بزيادة ضخ النفط نظرا إلى تفاهمات سابقة مع روسيا في إطار منظمة "أوبك بلس".

وخلص الباحث الإيراني، إلى أن الشرق الأوسط منطقة مفعمة بالأزمات منذ عقود، وأن دخول إسرائيل على خط التطورات الأمنية والسياسية من خلال عمليات التطبيع، سيزيد التوتر فيها من خلال فبركة أزمات بين دولها.

المصدر : الجزيرة

الأربعاء, 27 تموز/يوليو 2022 06:40

«الدعاء» وسيلة الوصال

قيمة الدعاء:

الدعاء هو إقبال العبد على الله، والإقبال على الله هو روح العبادة، والعبادة هي الغاية من خلق الإنسان. هذه النقاط الثلاث تجسّد لنا قيمة الدعاء وتوضح لنا حقيقته. فالقرآن صرّح بشكل واضح أنّ العبادة هي الغاية من خلق الإنسان حيث قال: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات/ 56)، وقيمة العبادة أنّها تشدّ الإنسان إلى الله وتربطه به تعالى.

ولذلك فإنّ قصد التقرُّب إلى الله في العبادة أمرٌ جوهري في تحقيقها، ومن دونه لا تكون العبادة عبادة. فالعبادة في حقيقتها حركةٌ إلى الله، وإقبالٌ على الله، وقصدٌ لوجه الله، وابتغاءٌ لمرضاته. والدعاء هو في الحقيقة إقبالٌ على الله، ومن أبرز مصاديق الانشداد والارتباط به عزّ وجلّ، ولا يوجد في العبادات عبادة تقرُّب الإنسان إلى الله أكثر من الدعاء. عن الإمام الصادق (ع) أنّه قال: "عليكم بالدعاء، فإنّكم لا تتقربون بمثله".

وكلما كانت حاجة الإنسان إلى الله أعظم وفقره إليه تعالى أشدّ واضطراره إليه أكثر يكون إقبال في الدعاء على الله أكثر. والنسبة بين إحساس الإنسان بفقره إلى الله واضطراره إليه تعالى، وبين إقبال الإنسان عليه سبحانه في الدعاء نسبة طردية. فإنّ الحاجة والاضطرار يلجئان الإنسان إلى الله، وبقدر ما يشعر بهذه الحاجة يكون إقباله على الله، كما أنّ العكس كذلك أيضاً.

يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (كَلا إِنَّ الإنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى) (العلق/ 6-7). إنّ الإنسان ليطغى ويعرض عن الله بقدر ما يتراءى له أنّه قد استغنى، ويقبل على الله بقدر ما يعي من فقره وحاجته إلى الله. وتعبير القرآن الدقيق (أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى)، فلا غنى للإنسان عن الله، بل الإنسان فقرٌ كلّه إلى الله (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) (فاطر/ 15)، ولكن يتراءى له أنّه قد استغنى، وغرور الإنسان هو الذي يخيّل إليه ذلك. فإذا تراءى له أنّه قد استغنى عن الله، أعرض ونأى بجانبه وطغى. فإذا مسّه الضر وأحسّ بالاضطرار إلى الله عاد وأقبل إليه. الدعاء في الحقيقة هو إقبالٌ على الله. ومن يدع الله تعالى ويتضرّع إليه فلابدّ أن يقبل عليه تعالى، وهذا الإقبال هو حقيقة الدعاء وجوهر قيمته. فالدعاء إذاً جوهر العبادة وروحها، فإنّ الغاية من خلق الإنسان العبادة، والغاية من العبادة الانشداد إلى الله. والدعاء يحقق هذا الانشداد والارتباط من أوسع الأبواب وبأقوى الوسائل. فعن النبيّ الأكرم (ص) أنّه قال: "الدعاء مخ العبادة، ولا يهلك مع الدعاء أحد". ولأنّ حقيقة الدعاء هي الإقبال على الله كان الدعاء أحب الأشياء عند الله وأكرمها عنده. عن رسول الله (ص): "ما من شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء".

وسُئل الإمام الباقر (ع) أي العبادة أفضل؟ فقال: "ما من شيء أفضل عند الله عزّ وجلّ من أن يُسأل ويُطلب مما عنده وما أحد أبغض إلى الله عزّ وجلّ ممّن يستكبر عن عبادته ولا يسألُ ما عنده".

 

آداب الدعاء وشروطه:

لكلّ عبادة آدابٌ وشروطٌ لابدّ من مراعاتها لتحقيق الثمرة المرجوّة منها وكذلك الدعاء. فما لم يتأدب الإنسان بآداب الدعاء فلا ينتظر إجابة دعائه ولا السكينة الروحية والراحة النفسية التي ينالها الداعي عادةً. فعن الإمام الصادق (ع) أنّه قال: "احفظ أدب الدعاء وانظر مَن تدعو، كيف تدعو، ولماذا تدعو، وحقّق عظمة الله وكبرياءه، وعاين بقلبك علمه بما في ضميرك واطّلاعه على سرك وما تكون فيه من الحقّ والباطل، واعرف طرق نجاتك وهلاكك كيلا تدعو الله تعالى بشيء فيه هلاكك وأنت تظن أنّ فيه نجاتك، قال الله تعالى: (وَيَدْعُ الإنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإنْسَانُ عَجُولا) (الإسراء/ 11)، وتفكّر ماذا تسأل ولماذا تسأل... فإن لم تأتِ بشرط الدعاء فلا تنتظر الإجابة، فإنّه يعلم السر وأخفى، فلعلك تدعوه بشيءٍ قد علم من سرك خلاف ذلك".

أما آداب الدعاء وشروطه فهي:

1-    البدء بالبسملة وبالصلاة على محمّد وآله والختم بها:

وهي من الآداب الضرورية، فعن الرسول الأكرم (ص) قال: "لا يردّ دعاء أوّله بسم الله الرحمن الرحيم". وعن الإمام الصادق (ع): "لا يزال الدعاء محجوباً حتى يصلّي على محمد وآل محمد". وعنه (ع) أيضاً قال: "مَن كانت له إلى الله حاجة فليبدأ بالصلاة على محمد وآله، ثمّ يسأل حاجته، ثمّ يختم بالصلاة على محمد وآل محمد، فإنّ الله أكرم من أن يقبل الطرفين ويدع الوسط".

2-    معرفة الله:

من أهمّ شروط استجابة الدعاء معرفة الله تعالى، والإيمان بسلطانه وقدرته المطلقة على تحقيق ما يطلبه منه. فعن رسول الله (ص) أنّه قال: "لو عرفتم الله حقّ معرفته، لزالت الجبال بدعائكم".

وروي أنّ الإمام الصادق (ع) قرأ "(أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) (النمل/ 62)، فسُئل: ما لنا ندعو ولا يستجاب لنا؟ فقال (ع): لأنّكم تدعون مَن لا تعرفون، وتسألون ما لا تفهمون".

3-    حسن الظنّ بالله:

وهو من شعب الإيمان بالله تعالى، فالله تعالى يعطي عباده بقدر حسن ظنّهم به ويقينهم بسعة رحمته وكرمه. ففي الحديث القدسي: "أنا عند ظنّ عبدي المؤمن بي، إن خيراً فخيراً، وإن شراً فشراً". وعن الإمام الصادق (ع) قال: "لا يزال العبد بخير ورجاء ورحمة من الله عزّ وجلّ، ما لم يستعجل فيقنط، ويترك الدعاء، وقيل له: كيف يستعجل؟ قال: يقول: قد دعوت منذ كذا وكذا وما أرى الإجابة".

4-    إقبال القلب على الله:

وهو من أهمّ شروط الاستجابة، فإنّ حقيقة الدعاء في إقبال القلب على الله، فإذا اشتغل قلب الإنسان بغير الله تعالى من شواغل الدنيا لم يحقّق الإنسان حقيقة الدعاء. فعن الإمام الصادق (ع) أنّه قال (ع): "إنّ الله عزّ وجلّ لا يستجيب دعاءً بظهر قلبٍ ساه، فإذا دعوت فأقبل بقلبك ثمّ استيقن الإجابة".

5-    الإخلاص:

على الداعي أن يخلص لله تعالى ولا يشرك في دعائه شيئاً، لأنّ الله تعالى لا يقبل إلّا ما كان له خالصاً، فعن الإمام السجاد (ع): "مَن لم يرجُ الناس في شيء وردّ أمره إلى الله عزّ وجلّ في جميع أموره استجاب الله عزّ وجلّ له في كلّ شيء".

6-    المداومة على الدعاء في الشدّة والرخاء:

فعن الإمام الصادق (ع) أنّه قال: "ينبغي للمؤمن أن يكون دعاؤه في الرخاء نحواً من دعائه في الشدة، ليس إذا أعطي فتر، فلا تملّ الدعاء فإنّه من الله عزّ وجلّ بمكان". وعنه (ع) أيضاً قال: "مَن سَرّه أن يُستجاب له في الشدّة فليُكثر الدعاء في الرخاء".

7-    اقتران الدعاء بالعمل:

فمن شروط الدعاء الأساسية اقتران الدعاء بالعمل، لا ينفع دعاء من غير عمل، كما وأنّه لا يغني العمل عن الدعاء أيضاً. من وصايا النبيّ الأكرم (ص) لأبي ذر: "يا أبا ذر، مثل الذي يدعو بغير عملٍ كمثل الذي يرمي بغير وتر". وروي أنّ رجلاً قال للإمام الصادق (ع): "لأقعدنّ في بيتي ولأصلينّ ولأصومنّ ولأعبدنّ ربي، فأمّا رزقي فسيأتيني. فقال (ع): هذا أحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم".

8-    اجتناب الذنوب:

فإنّ جوهر العبادة كما علمنا هو الإقبال على الله، فكيف يتأتّى لإنسان يمارس معصية الله تعالى ويعرض عن أمره وحكمه أن يقبل عليه؟! فعن الإمام الصادق (ع) أنّه قال: "إنّ العبادة يسأل الله تعالى الحاجة، فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجلٍ قريب، أو إلى وقتٍ بطيء، فيذنب العبد ذنباً، فيقول الله تعالى للملك، لا تقضِ حاجته، واحرمه إياها، فإنّه تعرّض لسخطي، واستوجب الحرمان منّي".

9-    بثّ الحاجة بين يدي الله:

فالله عزّ وجلّ وإن كان يعلم حوائجنا، ولكنّه يحبّ أن نبثّها إليه كما في الحديث عن الإمام الصادق (ع) أنّه قال: "إنّ الله تبارك وتعالى يعلم ما يريد العبد إذا دعاه، ولكن يحبّ أن يبثّ إليه الحوائج، فإذا دعوت فسمّ حاجاتك، وما من شيءٍ أحبّ إلى الله من أن يُسأل".

10- الإلحاح في الدعاء:

الإلحاح في الدعاء يكشف عن عمق ثقة العبد ورجائه في الله تعالى وعمق تعلّقه به. فكلما كانت ثقة الإنسان بالله أكثر كان إلحاحه في الدعاء أكثر والعكس صحيح. فعن رسول الله (ص) قال: "إنّ الله يحبّ الملحّين في الدعاء". وعن الإمام الباقر (ع) قال: "إنّ الله كره إلحاح الناس بعضهم على بعضٍ في المسألة، وأحبّ ذلك لنفسه".

11- الدعاء للآخرين:

فعن رسول الله (ص) أنّه قال: "مَن دعا لمؤمنٍ بظهر الغيب قال الملك: فَلَكَ مثل ذلك". وعن الإمام الصادق (ع) قال: "دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب يدرّ الرزق، ويدفع المكروه".

12- التوجّه إلى معاني الدعاء:

فلا يدعو وهو غافلٌ عمّا يتلفّظ به ويطلبه، فعن الإمام الصادق (ع) قال: "إنّ الله لا يستجيب دعاءً بظهر قلبٍ ساه، فإذا دعوت فأقبل بقلبك ثمّ استيقن بالإجابة".

13- الدعاء بالمأثور:

أي بالأدعية التي وصلتنا من أهل بيت النبوّة صلوات الله عليهم، ففي كلامهم أفضل تعبير عن العبودية والتضرُّع والخضوع لربّ العالمين، حيث إنّ الأدعية والمناجاة التي وصلتنا عن الأئمة المعصومين هي أعظم أدلة إلى معرفة الله جلّ وعلا، وأسمى مفاتيح العبودية وأرفع رابطة بين الحقّ والخلق. كما أنّها تشتمل في طياتها على المعارف الإلهية، وتمثّل أيضاً وسيلةً ابتكرها أهل بيت الوحي للأنس بالله جلّت عظمته فضلاً عن أنّها تمثل نموذجاً لحال أصحاب القلوب وأرباب السلوك.

 

موانع استجابة الدعاء:

وينبغي للمؤمن أن يحترز عن القيام بما من شأنه حجب دعائه وعدم استجابته مخافة أن يصل إلى الحدّ الذي لا يوفّق بعده للدعاء أصلاً فيكون شقيّاً، كما نقرأه في دعاء كميل: "فأسألك بعزّتك أن لا يحجب عنك دعائي سوء عملي وفعالي"، و"اللّهمّ اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء"، وقد أكّد أهل العصمة (عليهم السلام) على عدّة موانع تقف حائلاً دون إجابة الدعاء وهي:

1-    الشرك:

فعندما يتوجّه الإنسان بالطلب إلى الله تعالى ولكنه في نفس الوقت يرى مؤثريّةً لغيره عزّ وجلّ في تدبير أموره وتسيير شؤونه، فإنّ ذلك يعدّ من مراتب الشرك الخفيّ، والتي يمكن أن تكون سبباً لعدم استجابة الدعاء.

فعن الإمام الصادق (ع) قال: "أوحى الله عزّ وجلّ إلى داود (ع): ما اعتصم بي عبدٌ من عبادي دون أحدٍ من خلقي عرفت ذلك من نيّته ثمّ تكيده السماوات والأرض ومن فيهنّ إلّا جعلت له المخرج من بينهنّ، وما اعتصم عبد من عبادي بأحدٍ من خلقي عرفت ذلك من نيته إلّا قطعت أسباب السماوات والأرض من يديه، وأسخت الأرض من تحته، ولم أبالِ بأيّ وادٍ هلك". والسبب في ذلك أنّه عندما يسأل الإنسان ربّه أمراً ما وقلبه متعلقٌ بالأسباب ومعتمدٌ عليها فهذا ينافي الإخلاص له تعالى وهو القائل: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) (غافر/ 14)، (وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ) (يونس/ 106).

2-    الذنوب والمعاصي:

حيث تشكّل حاجباً ومانعاً بين العبد ومولاه، لذا على الإنسان أن لا يتأخّر عن التوبة والاستغفار فيما لو وقع في هفوةٍ لا سمح الله، لأنّ الذنوب تحول دون قضاء الحوائج واستجابة الدعاء، فعن الإمام الباقر (ع): "إنّ العبد يسأل الحاجة من حوائج الدنيا فيكون من شأن الله قضاءها إلى أجلٍ قريب أو إلى وقتٍ بطيء، فيذنب العبد ذنباً فيقول الله تبارك وتعالى للملك لا تنجز حاجته واحرمه إيّاها، فإنّه تعرّض لسخطي، واستوجب الحرمان مني".

3-    سؤال ما فيه الضرر:

قد يظن الإنسان في أمرٍ ما خيراً له، فيسأل الله ويلحّ في طلبه ولكن الله اللطيف الحكيم لعلمه بعاقبة الأمور وخفاياها وبواطنها يمنع هذا الأمر عن عبده رفقاً به ورحمة، أو يؤخّره عنه لأنّ صلاحه لا يكون في العاجل وإنّما في وقت لاحق، أو قد يبدله بما هو أفضل منه. فيظنّ الجاهل حينها أنّ الله تعالى أخلف وعده في استجابة الدعاء، ولكنّ الواقع أنّ الله تعالى إنّما امتنع عن إيصال الضرر إليه والذي طلبه نتيجة جهله. يقول الله عزّ وجلّ: (وَيَدْعُ الإنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإنْسَانُ عَجُولا) (الإسراء/ 11).

4-    عدم الصدق في الطلب:

فقد يطلب الإنسان من الله تعالى ويسأله وهو غير صادقٍ في طلبه، والاستجابة إنما تطابق الدعوة، فما يسأله السائل ويعقد عليه ضميره ونيّته هو ما سيناله وليس ما يسأله بلسانه ويظهره بلفظه دون أن يقصده حقاً. فحقيقة الدعاء هو ما يحمله القلب دون ما يأتي به اللسان الذي يدور كيفما أدير صدقاً أو كذباً. ولهذا يقول النبيّ (ص): "ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة". وعن الإمام الصادق (ع): "إنّ الله لا يستجيب دعاء بظهر قلب ساهٍ، فإذا دعوت فأقبل بقلبك، ثمّ استيقن بالإجابة".►

 

المصدر: كتاب دروس في التربية الأخلاقية

 

بوريل: إذا تم رفض الاتفاق فسنخاطر بمواجهة أزمة نووية خطيرة (الأوروبية)

27/7/2022

أعلن الاتحاد الأوروبي الثلاثاء أنه اقترح مسودة نص جديد لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، وبينما أكدت طهران أنها ستطرح رأيها، قالت واشنطن إنها تدرس الرد على المسودة.

وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "لقد وضعت الآن على الطاولة نصا يتناول بالتفصيل الدقيق رفع العقوبات بالإضافة إلى الخطوات النووية اللازمة لاستعادة العمل بخطة العمل الشاملة المشتركة"، في إشارة إلى اتفاق عام 2015

وأضاف في مقال بصحيفة فايننشال تايمز (Financial Times) أنه بعد 15 شهرا من المفاوضات المكثفة والبناءة في فيينا، والتفاعلات التي لا تحصى مع المشاركين، قد نفدت كل الفرص لتقديم تنازلات إضافية مهمة، حسب وصفه.

وكتب بوريل "إذا تم رفض الاتفاق، فإننا نخاطر بمواجهة أزمة نووية خطيرة مع احتمال زيادة عزلة إيران وشعبها".

نقاشات بناءة

وفي تغريدة على تويتر، قال كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري إن نقاشات بناءة وجادة جرت خلال الأسبوع الماضي مع الأطراف الأخرى بشأن مفاوضات فيينا الخاصة بالملف النووي.

وأضاف باقري أن المنسق الأوروبي قدم أفكاره بشأن كيفية إتمام المفاوضات، مشددا على أن لدى إيران أفكارها الخاصة لإتمام المفاوضات من حيث الشكل والمضمون، وأنها ستقدمها.

في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحفيين إن واشنطن تراجع "مسودة التفاهم" التي طرحها بوريل، وسترد مباشرة على الاتحاد الأوروبي.

تصريحات سابقة

وفي وقت سابق، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن تحقيق نتيجة في محادثات إعادة تفعيل الاتفاق النووي مرهون بوجود إرادة حقيقية لدى الطرف المقابل، مضيفا أن بلاده لن تتراجع عن مواقفها وأنه لا يمكن التعامل معها "بلغة القوة".

كما أكد رئيسي أنه إذا تعامل الطرف المقابل بحكمة وبصورة منطقية يمكن التوصل إلى نتيجة في محادثات إعادة تفعيل الاتفاق النووي.

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني قال في تغريدة على تويتر إن بلاده لم تنسحب من الاتفاق النووي، وما زالت باقية فيه، وإن الولايات المتحدة هي الطرف الذي ينبغي أن يثبت حسن نيته والتزامه بالاتفاق النووي لكي يتمكن من العودة للاتفاق، حسب تعبيره.

وأضاف كنعاني أن بلاده ما زالت ملتزمة بالسعي للوصول إلى اتفاق جيد ومستدام وقوي، يضمن مصالح إيران المنصوص عليها في الاتفاق النووي؛ مؤكدا أن التوصل لهذا الاتفاق مرهون بإرادة الإدارة الأميركية.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

بوعسكر أعلن قبول هيئة الانتخابات لمشروع نص الدستور

أعلنت هيئة الانتخابات في تونس مساء الثلاثاء النتائج الأولية للاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، وبينما تعالت أصوات المعارضة الرافضة لنتيجة الاستفتاء، جددت واشنطن التعبير عن مخاوفها من تقويض الرئيس التونسي قيس سعيد للمؤسسات الديمقراطية في البلاد.

وقال رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس فاروق بوعسكر إن نسبة التصويت بنعم في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد بلغت 94.6%، في حين بلغت نسبة المشاركة 30.5%.

وفي مؤتمر صحفي للهيئة، أعلن بوعسكر قبول الهيئة مشروع نص الدستور الجديد للجمهورية التونسية المعروض على الاستفتاء بعد هذه النتيجة.

وقال إن العدد الإجمالي للمشاركين في الاستفتاء بلغ مليونين و756 ألفا و607 ناخبا من أصل 9,3 ملايين يحق لهم التصويت، وقد صوّت مليونان و607 آلاف و848 ناخبا بـ"نعم" على الدستور الجديد.

رفض متصاعد

يأتي ذلك بينما جددت أحزاب وقوى معارضة رفضها لنتيجة الاستفتاء على الدستور ودعت لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة.

واتهمت "جبهة الخلاص الوطني"، وهي تحالف أحزاب معارضة في تونس، هيئة الانتخابات بـ"تزوير" أرقام نسبة المشاركة في الاستفتاء، مدعية أن استفتاء الرئيس قيس سعيد "فشل".

وقال رئيس الجبهة أحمد نجيب الشابي إن "الأرقام التي خرجت من الهيئة المنظمة للانتخابات مضخمة ولا تتفق مع ما تم ملاحظته في الجهات ومن قبل مراقبين، هذه الهيئة لا تتحلى بالنزاهة والحياد والأرقام مبنية على التزوير".

وأضاف في مؤتمر صحفي الثلاثاء أن "المرجع الوحيد للشرعية في البلاد هو دستور 2014. قيس سعيد لم يبق له أي مكان. خاب انقلابه، يجب أن يفسح المجال لانتخابات عامة رئاسية وتشريعية حتى يسود الاستقرار".

وأشار إلى أن الإقبال المنخفض على المشاركة في الاستفتاء الذي قال إن "ثلثَي" الناخبين قاطعوه، يثبت "فشل انقلاب قيس سعيد".

ووفقا للشابي، فإن أي التزام من جانب صندوق النقد الدولي مع السلطة الحالية سيؤدي إلى مزيد من الاضطرابات الاجتماعية والسياسية.

يذكر أن تونس طلبت قرضا من صندوق النقد الدولي لمساعدتها في التعامل مع أزمة مالية حادة تفاقمت بعد احتكار الرئيس قيس سعيّد للسلطتين التنفيذية والتشريعية في يوليو/تموز 2021.

وفي كلمة وسَط حشد من أنصاره بشارع الحبيب بورقيبة قبيل ظهور النتائج الأولية مساء الاثنين، قال الرئيس التونسي إن التوافد كان كبيرا على لجان الاقتراع، وإن تونس دخلت مرحلة جديدة. وكشف أن أول قرار بعد الاستفتاء سيكون سن قانون انتخابي جديد.

توحيد المواقف

وإضافة لجبهة الخلاص، تعالت أصوات المعارضة لتوحيد المواقف وتعبئة صفوفها واستثمار ضعف عدد المصوتين في الاستفتاء وبنسبة مشاركة لم تشهدها البلاد في جميع المحطات الانتخابية التي أعقبت الثورة.

وقال رئيس البرلمان التونسي المنحل راشد الغنوشي إن إجراءات الاستفتاء على مشروع الدستور باطلة.

وخلال مقابلة مع الجزيرة مباشر، أكد أن مشروع الدستور الذي تم الاستفتاء عليه يكرس نظاما فرديا، مشيرا إلى أن الرئيس قيس سعيد فشل في تعبئة أنصاره وهو ما ظهر من خلال نسبة المشاركة في الاستفتاء.

من جهتها، قالت نائبة رئيس البرلمان المنحل سميرة الشواشي إن الشعب التونسي رفض مشروع الدستور الجديد من خلال مقاطعته الاستفتاء.

وأكدت أن جبهة الخلاص متمسكة بدستور عام 2014. وأضافت، في مؤتمر صحفي، أن التونسيين لن ينخرطوا فيما وصفته بالجريمة المرتكبة في حق بلادهم.

بدوره، قال الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي للجزيرة في نشرة سابقة إن الدستور التونسي الذي اقترحه الرئيس سعيد على التونسيين هو عملة مزيفة وإن العملة الحقيقية هي دستور 2014، وفق قوله.

من جانبه، شكك الأمين العام لحزب العمال التونسي حمة الهمامي في صحة الأرقام التي تقدمها الهيئة المستقلة للانتخابات بشأن الاستفتاء. وقال في مقابلة مع الجزيرة إن الاستفتاء على مشروع الدستور أفقد الرئيس قيس سعيد الشرعية. وأضاف أنه أمام رئيس لا يعترف بشرعيته، وأمام دستور استبدادي.

في المقابل، انتقد عميد المحامين التونسيين عضو الهيئة الاستشارية التي صاغت مشروع الدستور التونسي الجديد إبراهيم بودربالة دعوة جبهة الخلاص لسعيّد بالاستقالة، ووصف طلب الاستقالة بالعبثي وغير المقبول. وقال في لقاء إعلامي إن نسبة المشاركة في الاستفتاء كانت منتظرة ومعقولة.

مخاوف أميركية

وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن واشنطن على علم بأن الدستور الجديد قلل من المراقبة وقلص الحريات، حسب قوله.

وأشار برايس خلال مؤتمر صحفي إلى القلق من احتواء الدستور التونسي الجديد على فصل ضعيف بين السلطات.

من جهته، اعتبر بيان أصدره رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي غريغوري ميكس، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وبوب منينديز، إضافة إلى أعضاء بارزين في اللجنتين، أن الاستفتاء على دستور تونسي جديد خطوة أخرى مقلقة يقوِّض بها الرئيس قيس سعيد المؤسسات الديمقراطية.

وأشار الموقعون إلى قلقهم بشكل خاص إزاء ما سموه انعدام حد أدنى للإقبال، وعدم كفاية النقاش العام والمشاركة من قبل التونسيين.

وقال البيان إن التقارير عن استخدام موارد الدولة التونسية للحث على التصويت بـ"نعم"، ومنع مراقبي الانتخابات المحلية والصحفيين من دخول مراكز التصويت تبعث على القلق أيضا.

وحث الموقعون على البيان الرئيس سعيد على العمل بشكل بناء مع جميع التونسيين، وإنهاء حالة الطوارئ، واتخاذ خطوات لاستعادة تونس الفصل بين السلطات والمؤسسات الديمقراطية وسيادة القانون.

المصدر : وكالات

 

الجمعة, 22 تموز/يوليو 2022 16:58

المباهلة بخير أهل الأرض

تقع منطقة نجران على سبع مراحل من مكّة إلى جهة اليمن. وكل أهل نجران نصارى، صالحهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكتب إليهم قبل أن ينزل عليه: ﴿طس﴾[1]،  و﴿إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾[2]، ما يلي: "بسم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، من محمّد النبيّ إلى أسقف نجران وأهل نجران، إن أسلمتم فإنّي أحمد إليكم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب. أما بعد، فإنّي أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد، وأدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد، فإن أبيتم فالجزية، فإن أبيتم فقد آذنتكم بحرب والسلام"[3].

فاجتمع زعماء نصارى نجران وحكماؤهم يتدارسون أمر كتاب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم الذي يدعوهم فيه إلى الإسلام، فأجمع أهل الرأي منهم على أن يبعثوا شرحبيل بن وداعة الهمداني، وجماعة، فيأتيانهم بخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

فاستقبلهم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم آيات من القرآن، فامتنعوا وكثر الحِجَاج معهم. فلمّا أصبحوا عادوا إليه، فقرأ عليهم الآيات، فأبوا أن يقرؤوا. فأمر تعالى نبيّه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم بمباهلتهم، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مشتملًا على الحسن والحسين عليهما السلام في خميلة له، وفاطمة الزهراء عليها السلام  تمشي خلفه، وعليّ بن أبي طالب عليه السلام خلفها، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "اللهم هؤلاء أهل بيتي"، "إن أنا دعوت فأمّنوا أنتم"[4].

وخرج النصارى يقدمهم أسقفهم، فلمّا رأى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أقبل بمن معه، سأل عنهم فقيل له: "هؤلاء أعزّ الناس عليه، وأقربهم إلى قلبه"، فقال له أهل نجران: "لم لا تباهلنا بأهل الكرامة والكبر، وأهل الشارة ممّن آمن بك واتّبعك؟!"، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "أجل، أباهلكم بهؤلاء خير أهل الأرض، وأفضل الخلق". ولم يصحب النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم أحدًا من المسلمين سوى أهل بيته عليهم السلام هؤلاء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرًا. فقال أسقفهم: "إني لأرى وجوهًا لو سألوا الله أن يزيل جبلًا من مكانه لأزاله، فلا تباهلوا فتهلكوا"[5]. وبعد امتناع وفد نصارى نجران عن الدخول في الملاعنة، وتقرّر ضرب الجزية عليهم، انصرفوا. وكتب له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتابًا أقرّهم فيه على دينهم، ولم يتدخل في شؤونهم، فأعطاهم ذمّته في أمور كثيرة كلّها لمصلحتهم، وكان الكاتب لهذا الكتاب هو عليّ بن أبي طالب عليه السلام. ولما قبض النجرانيّون كتابهم انصرفوا إلى نجران[6].
 
السيرة النبوية المباركة، دار المعارف الإسلامية الثقافية


[1] سورة النمل، الآية 1.
[2] سورة النمل، الآية 30 .
[3] الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج6، ص415، ابن كثير، البداية والنهاية، ج5، ص53، اليعقوبي، تاريخ اليعقوبيّ، ج2، ص65، ابن قيم الجوزية، زاد المعاد، ج3، ص39، ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج2، ص50.
[4] ابن البطريق، عمدة عيون صحاح الاخبار في مناقب إمام الأبرار، ص132، ص188، السيد ابن طاووس، الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف، ص45، ص129، الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج6 ص419، 64.
[5] علي بن إبراهيم القمي، تفسير القمّيّ، ج1، ص104، العياشي، تفسير العياشيّ، ج1، ص176، الشيخ المفيد، الإرشاد، ج1، ص166، مسلم النيسابوري، صحيح مسلم، ج7، ص120، ابن كثير، البداية والنهاية، ج5، ص54، ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج3، ص368، أبو نعيم، أحمد بن عبد الله، دلائل النبوّة، لا.ت، لا.ط، ص298، الحاكم الحسكاني، شواهد التنزيل، ج1، ص123، الخوارزمي، المناقب، ص59، فرات بن إبراهيم الكوفي، تفسير فرات الكوفي، ص14، الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، ج3، ص150، ابن الأثير، أسد الغابة، ج4، ص26، البيهقي، السنن الكبرى، ج7، ص63، الشيخ الطوسي، التبيان في تفسير القرآن، ج2، ص485، ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج2، ص392.
[6] اليعقوبي، تاريخ اليعقوبيّ، ج2، ص82، البلاذري، فتوح البلدان، ج1، ص78، الحموي، معجم البلدان، ج5، ص269، ابن أبي شيبة، المصنف، ج14، ص550.

الجمعة, 22 تموز/يوليو 2022 16:40

كيف تكون أعمالنا صالحة؟

إنّ ما يمضي قدمًا بالإنسان في مسيرة القرب إلى الله هو العمل الصالح، والعمل الصالح هو العمل الذي فيه مرضاة الله، وهو حرث الآخرة كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: "الْعَمَلَ‏ الصَّالِحُ‏ حَرْثُ الْآخِرَة"[1].
 
وورد عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام أنّه قَالَ: "إِنَّكُمْ لَا تَكُونُونَ صَالِحِينَ حَتّى‏ تَعْرِفُوا، وَلَا تَعْرِفُوا حَتّى‏ تُصَدِّقُوا، وَلَا تُصَدِّقُوا حَتّى‏ تُسَلِّمُوا أَبْوَابًا أَرْبَعَةً لَا يَصْلُحُ أَوَّلُهَا إِلَّا بِآخِرِهَا، ضَلَّ أَصْحَابُ الثَّلَاثَةِ، وَتَاهُوا تَيْهًا بَعِيدًا، إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالى‏ لَا يَقْبَلُ إِلَّا الْعَمَلَ‏ الصَّالِحَ‏، وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الْوَفَاءَ بِالشُّرُوطِ وَالْعُهُودِ، فَمَنْ وَفى‏ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِشَرْطِه، واسْتَعْمَلَ مَا وَصَفَ فِي عَهْدِه، نَالَ مَا عِنْدَه، واسْتَكْمَلَ مَا وَعَدَه. إِنَّ اللَّه تَبَارَكَ وتَعَالَى أَخْبَرَ الْعِبَادَ بِطُرُقِ الْهُدَى، وشَرَعَ لَهُمْ فِيهَا الْمَنَارَ، وأَخْبَرَهُمْ كَيْفَ يَسْلُكُونَ، فَقَالَ: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾[2].[3]
 
ويُطلَق العمل الصالح في المصطلح القرآنيّ على العمل الطيّب والصالح في نفسه، الذي يقوم به الفرد بنيّة التقرّب إلى الله ونيل رضاه، فمثل هذا العمل هو الذي يرتقي بالإنسان، ويتسلّق به سُلَّم الكمال، ويسمّى هذا العمل في الثقافة الإسلاميّة والقرآنيّة "عبادة".
 
ولا تُطلق العبادة على الصلاة والصيام والحجّ وما شابهها فقط، بل إنَّ كلّ عمل صالح وحَسَنٍ في ذاته ويُفعل بنيّة نيل رضى الله، سيكون عبادة، كما ورد عن أبي عبد الله عليه السلام حيث قال: "مِن أشدّ ما فرض الله على خلقه ذِكرُ الله كثيرًا، ثمَّ قال: لا أعني سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر، وإن كان منه، ولكنّ ذكر الله عندما أحلّ وحرّم، فإن كان طاعة عمل‏ بها، وإن كان معصية تركها"[4].
 
وهذا المعنى هو المراد من العبادة في الآية الكريمة ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾[5]. إنّ الهدف المرسوم للإنسان هو القرب من الله، وما يرفع الإنسان إلى مقام القرب هو أعماله الصالحة، ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾[6].
 
الأعمال التي تقرّب من الله
إنّ الإيمان الكامل هو الذي يكون القلب معه لله وحده دون سواه، فتكون جميع تحرّكات هذا الإنسان إلهيّة، وعندها يصبح في أعلى درجات الاستعداد لاستقبال ألطاف الحقّ ومواهبه السنيّة.
 
أمّا الوسيلة الفضلى لنيل هذه الدرجة من الإيمان وتعميقها وترسيخها في القلب، فهي العمل الصّالح، ﴿وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى﴾[7].
  
التربية الإيمانية، دار المعارف الإسلامية الثقافية


[1] الشيخ الكليني، الكافي، ج5، ص57.
[2] سورة طه، آية 82.
[3] الشيخ الكليني، الكافي، ج1، ص445.
[4] المجلسي، محمد تقي، روضة المتّقين في شرح من لا يحضره الفقيه، ج12، ص74.
[5] سورة الذاريات، الآية 56.
[6] سورة فاطر، الآية 10.
[7] سورة طه، الآية 75.

 

 

20-07-2022

تحمل هذه القمة معها أهمية مضافة، كونها تعقد لترتيب العلاقة البينية للدول الضامنة لاستانا، وسط تباين واضح في ملفات كثير، وقراءات متعددة ومواقف وتحالفات، بالإضافة الى توافق لإيجاد حل للحرب المفروضة على سوريا، بالرغم من عدم التزام تركيا الدائم بمخرجات هذه القمم، وتهديد انقرة بعدوانها الخامس على سوريا، بذريعة إقامة المنطقة الامنة على طول الحدود وبعمق 30 كلم. هذا الحراك يترافق مع رفض ايراني روسي للعملية العسكرية التركية، وتبذل الدولتان جهود استثنائية على المستوى السياسي والدبلوماسي، مترافقة مع تحركات ميدانية لإنهاء هذه التهديدات، لتكون قمة الفرصة الأخيرة قبل العدوان التركي، فأنقرة التي يرتبط موقفها بالموقف الأمريكي، تختبر من خلاله صراع الإيرادات، معتمدة على موقف امريكي غامض، في الوقت الذي يدرك التركي تماما، ان لديه احمال زائدة من وجود الإرهابيين، والتنصل من تعهدات كثيرة، والمماطلة بتنفيذ التزامات، ويعي تماما انه لن يستطع هذه المرة دفع ثمن العدوان على شمال سوريا، ولو على المستوى السياسي.
القمة الثلاثية في هذه الظروف، بالرغم من العلاقة الملتبسة التي تربط التركي مع الروسي والايراني، تحاول رتق العيوب التركية، واذابة جبل الجليد حول التباينات الحادة بين الأطراف، وبالذات فيما يخص الشمال السوري ومسار استانا، وتشكل اختبار حقيقي لهذا المسار الممتد لسنوات، ما يعني انها أكثر من لقاء الضرورة بين الرؤساء الثلاثة، وقمة اكثر من المتاح سياسياً، في ظل ادراك المشاركين فيها، ان ما يجمعهم في هذا الطروف السياسية الصعبة، في الإقليم والعالم، اكبر بكثير مما يفرقهم، ما يجعل هذه القمة التي اعد لها بشكل جيد، ستتيح المساهمة في انهاء ملفات شائكة، ومنها العدوان التركي والتزامات انقرة في ادلب، والجميع يعي ان عدم التوافق سيكون مكلفا هذه المرة على الأقل، خصوصا ان هناك الكثير من دول المنطقة تتربص فشل الجهود السياسية والدبلوماسية الروسية والإيرانية، تجاه الازمة السورية.
ليتبادر السؤال الى الاذهان، هل تحمل القمة بادرة حسن نية تركية لفتح افاق المصالحة بين انقرة ودمشق، ولأي مدى انقرة مستعدة لحل المشكلة الكردية مع دمشق، ام انها ستبقى مواقفها دون خرق يذكر واصطفاف غير منطقي الى جانب الامريكي، هل سيستمع الاتراك لمطالب الدولة السورية، بوقف دعم المجموعات المسلحة والانسحاب من الاراضي السورية، والخفاظ على وحدة اراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية؟.
وهنا لا بد ان نذكر ان الجميع في المنطقة ينتظر مخرجات هذه القمة، وان الرهان هو على مسار استانا بشكل كامل، وليس على اللقاء الثلاثي فقط، كون هذه القمة تحاكي اقصى الممكن في الالتزامات السياسية التي لا مفر منها في بعض الأحيان، ولا ينفع الا التعاطي معها بجدية، والرهان فعلا هو على الصبر الإيراني والروسي، الذي يعول عليه، والذي يعمل دبلوماسيا وسياسيا منذ اطلاق تركيا التهديدات، لمنع انزلاق المنطقة للحرب، بالإضافة الى محاولة محمومة للحفاظ على صيغة استانا، والابتعاد عن الافخاخ التركية الدائمة لتفجير هذه الصيغة، وان المرحلة هذه لا تتحمل التأجيل وترحيل المشاكل والخلافات الى وقت لاحق، بل المطلوب الفاعلية في حلها، بالذات هذا الجموح التركي في الحديث عن الامن القومي، والذي تقلد فيه الإدارة التركية، ما تتخذه الولايات المتحدة الامريكية ذريعة في كل عدوان تشنه على أي شعب او دولة.

حسام زيدان

وذكر بيان للرئاسة التونسية أن ذلك جاء خلال استقبال سعيد، بقصر قرطاج، وزير الدفاع الوطني عماد مميش.

وأبلغ الرئيس التونسي، وزير الدفاع الوطني تقديره للجهود التي بذلتها المؤسسة العسكرية في إطفاء الحريق الذي شبّ بجبل بوقرنين بالضواحي الجنوبية لتونس العاصمة، واستدعى تدخل طائرات مروحية تونسية إلى جانب قوات الدفاع المدني للسيطرة عليه.

يذكر أن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس فاروق بو عسكر، أكد الالتزام بالحياد خلال الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد المقرر له 25 يوليو الجارى.

جاء ذلك خلال زيارة بو عسكر، لمقر الهيئة الفرعية للانتخابات بمدن سوسة والقيروان والمنستير والذي واكب خلالها عملية تشكيل رؤساء مراكز ومكاتب الاقتراع وأعضاء المكاتب استعدادًا للاستفتاء.

وعاين رئيس الهيئة، خلال جولته، عملية تجهيز المواد الانتخابية والاستعدادات الجارية لتوزيعها على مراكز الاقتراع.

جدير بالذكر أن الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد سيجرى داخل تونس في 25 يوليو الجارى، على أن يجري أيام 23 و24 و25 من نفس الشهر للتونسيين المقيمين بالخارج.

وأشار سماحته الى تصريحات الرئيس التركي واظهار كرهه وانزجاره من الجماعات الارهابية قائلا انه يجب معارضة الارهاب لكن الهجوم العسكري في سوريا سيعود بالنفع على الارهابيين وان هؤلاء الارهابيون ليسوا حصرا بجماعة واحدة.

وردا على طلب الرئيس التركي بتعاون ايراني من اجل مكافحة الجماعات الارهابية قال سماحة القائد الخامنئي "نحن سنتعاون معكم في مكافحة الارهاب".

واكد سماحة قائد الثورة الاسلامية ان ايران تعتبر أمن تركيا وحدودها من أمنها، مخاطبا الرئيس التركي "انتم ايضا اعتبروا أمن سوريا من أمنكم، ان قضايا سوريا يجب حلها بالتفاوض وعلى ايران وتركيا وسوريا وروسيا حل هذه المسألة بالحوار".

وشدد آية الله العظمى الخامنئي على ان عزة وعظمة الامة الاسلامية رهن بتجاوز الخلافات في الأذواق، واليقظة ازاء السياسات الرامية لبث الخلافات، مشددا على ان احد عوامل ايجاد الخلافات وخلق العداء في المنطقة هو الكيان الصهيوني الغاصب الذي يحظى بالدعم الاميركي ايضا.

واعتبر سماحة قائد الثورة الاسلامية فلسطين بأنها القضية الاولى للعالم الاسلامي ، مؤكدا انه رغم اقبال بعض الحكومات على العلاقات مع الكيان الصهيوني لكن الشعوب تناهض بعمق هذا الكيان الغاصب.

وشدد قائد الثورة الاسلامية على ضرورة عدم الركون لاميركا والكيان الصهيوني قائلا " اليوم لا يستطيع الكيان الصهيوني ولا اميركا ولا الآخرون ان يوقفوا الحركة المتجذرة للفلسطينيين وان عاقبة الامور ستؤول لصالح الشعب الفلسطيني".

كما اشار سماحة الامام الخامنئي في هذا اللقاء الى قضية اقليم كاراباخ مبديا ترحيبه بعودة كاراباخ الى جمهورية أذربيجان، لكنه اضاف "اذا كانت هناك سياسة لاغلاق الحدود الايرانية الارمينية فان الجمهورية الاسلامية ستعارض ذلك لأن هذه الحدود هي طريق للمواصلات منذ آلاف السنين.

واعتبر آية الله العظمى الخامنئي تعزيز التعاون بين ايران وتركيا في جميع قضايا المنطقة مفيدا وضروريا واضاف "نحن قد دافعنا دوما عن حكومتكم في القضايا الداخلية وامام التدخلات وكما قلتم انتم ايضا نحن أصدقاء لبعضنا البعض في الأوقات الصعبة ، وندعو للشعب التركي المسلم".

وفي هذا اللقاء الذي حضره ايضا الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي قدم اردوغان تهانيه لقائد الثورة الاسلامية بمناسبة حلول عيدي الأضحى والغدير السعيدين واعتبر وحدة الامة الاسلامية وتعزيز التضامن بين ايران وتركيا ضروريا، قائلا: ان تركيا لم تسكت ابدا امام الاجحاف ضد ايران وان الاخوة بين ايران وتركيا يجب ان تتعزز في المجالات كافة.

وأكد اردوغان ان تركيا عارضت دوما وستعارض الحظر الاحادي ضد ايران، قائلا: ان بلاده تدعم مطالبات ايران المشروعة في الاتفاق النووي وتشجع الشركات التركية للاستثمار في ايران.

واشار الرئيس التركي الى مواجهة ايران وتركيا للارهابيين طوال السنين الماضية قائلا: ان الجماعات الارهابية في سوريا تتلقى دعما تسليحيا ثقيلا من جانب الدول الغربية كألمانيا وبريطانيا وفرنسا وخاصة اميركا.

وقال اردوغان ان موقف تركيا ازاء وحدة الاراضي السورية واضح ، مضيفا " نتوقع من الحكومة السورية ان تطلق العملية السياسية، وان القضية السورية مدرجة بشكل خاص في اجتماعات آستانة ونأمل التوصل الى نتائج جيدة.