
emamian
بوتين في طهران، زيارة أصابت الاميركيين بالهلع
استضافت طهران هذه القمة الثلاثية التي شارك فيها ايضا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ليل الثلاثاء الماضي، وفي هذا السياق كتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ناصر كنعاني في صفحته على التويتر "ان منطقتنا وبدلا من التحالفات الهشة ومنظومات الدفاع الجوي غير الناجحة تحتاج الى السلام والتعاون الاقليمي لارساء الامن الجماعي وان السلام والاستقرار والتنمية المشتركة يمكن التوصل اليها عبر الحوار والتعاون المشترك وبعيدا عن التدخلات الاجنبية".
لقد وصل الرئيس الروسي عصر الثلاثاء 19 يوليو الى مطار مهرآباد غربي العاصمة الايرانية طهران في خامس زيارة له الى ايران منذ وصوله الى سدة الحكم في روسيا، وفو وصوله الى طهران توجه الرئيس الروسي الى المجمع الرئاسي والتقى هناك الرئيس الايراني آية الله السيد ابراهيم رئيسي، وقد ناقش الرئيسان مستجدات العلاقات الثنائية التي شهدت تطورا وقفزة في الفترة الاخيرة وخاصة في المجالات الاقتصادية والامنية والبنى التحتية والطاقة والتجارة والصناعة، وقد أعرب الرئيسان عن ارتياحهما ازاء هذا التقدم مؤكدين العزم على الاستمرار والتعزيز المضطرد للعلاقات.
وفي غروب يوم الثلاثاء ذهب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقاء قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، وقد اكد سماحته أثناء اللقاء ان الأحداث العالمية تظهر حاجة إيران وروسيا للتعاون المتزايد والمتبادل.
وشدد قائد الثورة الإسلامية خلال لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والوفد المرافق له مساء اليوم (الثلاثاء)، على ضرورة تفعيل التفاهمات والاتفاقيات بين البلدين واعتبر أنه من الضروري توخي اليقظة تجاه سياسات الغرب الخادعة ، ولفت إلى أن التعاون طويل الأمد بين إيران وروسيا يعود بالنفع على البلدين.
وأكد آية الله السيد علي الخامنئي في هذا اللقاء أن الأحداث العالمية تظهر حاجة إيران وروسيا لزيادة التعاون المتبادل، وأضاف: هناك تفاهمات واتفاقيات كثيرة بين البلدين، منها في قطاع النفط والغاز، يجب متابعتها وتنفيذها حتى النهاية.
واعتبر التعاون الاقتصادي بين إيران وروسيا، خاصة في أعقاب الحظر الغربي، بانه ضروري ويخدم مصلحة كلا البلدين، وفيما يتعلق بالأحداث في أوكرانيا، قال: الحرب مقولة قاسية وصعبة، وان الجمهورية الاسلامية الايرانية ليست مسرورة على الإطلاق من ان يعاني منها الناس العاديين، لكن في حالة أوكرانيا، إذا لم تأخذ زمام المبادرة، فإن الطرف الآخر سيتسبب بمبادرته باندلاع الحرب.
واكد قائد الثورة الاسلامية أن الغربيين يعارضون تماما وجود روسيا قوية ومستقلة، واعتبر الناتو بأنه كيان خطير، وأضاف: إذا كان الطريق مفتوحا أمام الناتو، فهو لا يعرف حدودا، وإذا لم يتم إيقافه في أوكرانيا، فانه سيشعل نار حرب مماثلة بعد فترة بذريعة شبه جزيرة القرم.
واعتبر آية الله السيد علي الخامنئي: بالطبع ان أمیركا والغرب اليوم أضعف من ذي قبل، وعلى الرغم من مساعيهما ونفقاتهما الكبيرة، فإن نجاح سياساتهما في منطقتنا، بما في ذلك في سوريا والعراق ولبنان وفلسطين قد تضاءل بشكل كبير.
ووصف سماحته القضية السورية بأنها بالغة الاهمية، مؤكداً على موقف الجمهورية الإسلامية الرافض للهجوم العسكري على هذا البلد وضرورة منعه، وقال: ان هناك قضية أخرى مهمة في الشأن السوري هي احتلال المناطق الخصبة والغنية بالنفط. شرق الفرات من قبل الأمیركيين، والتي يجب حل هذه المسألة بطردهم من تلك المنطقة.
وندد آية الله السيد علي الخامنئي بتدخل الكيان الصهيوني في شؤون المنطقة وأشاد بمواقف الرئيس الروسي الأخيرة ضد الصهاينة.
وشدد سماحته على أن الجمهورية الإسلامية الايرانية لن تتسامح أبدًا مع السياسات والبرامج التي تؤدي إلى إغلاق الحدود بين إيران وأرمينيا.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية التعاون طويل الأمد بين إيران وروسيا يصب بقوة وبعمق في صالح البلدين وقال للسيد بوتين: ان سيادتكم والرئيس الايراني كلاكما اصحاب مبادرة ومتابعة ، ومن هنا فإن هذا التعاون بين البلدين في هذه المرحلة ينبغي ان يصل الى ذروته .
وضمن تأكيده لما قاله الرئيس الروسي حول ضرورة بدء تشغيل خط سكة حديد رشت - أستارا ، اعتبر هذا العمل استكمالاً لخط النقل بين الشمال والجنوب ويخدم البلدين .
كما اعتبر آية الله السيد علي الخامنئي أن اليقظة ضرورية ضد خداع الغرب وقال: الأمريكيون هم متغطرسون وماكرون وان أحد أسباب انهيار الاتحاد السوفيتي السابق يكمن في خداعه أمام السياسات الأمريكية ، بالطبع ،ان روسيا في عهدكم حافظت على استقلالها .
كما ايد سماحته على سياسة اعتماد العملات الوطنية في العلاقات بين البلدين واستخدام عملات أخرى بدلاً من الدولار ، وقال: يجب إقصاء الدولار تدريجياً من مسار المعاملات العالمية ، وهذا ممكن تدريجيا.ً
وفي هذا اللقاء الذي حضره أيضًا الرئيس الايراني ، قال بوتين عن الأحداث في أوكرانيا: "لا أحد يؤيد الحرب وان ازهاق أرواح الناس العاديين مأساة كبيرة ، لكن سلوك الغرب جعلتنا لا خيار أمامنا سوى الرد "
واستعرض الرئيس الروسي عوامل وجذور الخلافات بين روسيا وأوكرانيا ، لا سيما الأعمال الاستفزازية للغرب والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة ، بما في ذلك الانقلاب في أوكرانيا ، وكذلك سياسة التوسع لحلف الناتو ، على الرغم من التزاماتهم السابقة بتجنب اي توسع باتجاه روسيا . وقال ان بعض الدول الأوروبية قالت إننا ضد عضوية أوكرانيا في الناتو ، لكننا وافقنا على ذلك بضغط أمريكي ، مما يدل على افتقارها للسيادة والاستقلال.
واعتبربوتين اغتيال الجنرال سليماني بانه انموذج اخر على شرور الأمريكيين ، وفي جانب آخر من خطابه ، إشارة إلى العقوبات الغربية ضد روسيا ، وقال: هذه العقوبات هي في ضرر الغرب ، ومن نتائجها خلق مشاكل مثل ارتفاع أسعار النفط وأزمة الإمدادات الغذائية
وإشار الرئيس الروسي إلى إساءة استخدام الولايات المتحدة لأداة الدولار لفرض الحظر على الدول الأخرى ونهبها ، واعتبر أن ذلك يضر بهم ويضعف الثقة العالمية بهذه العملة وتحرك الدول صوب اعتماد العملات البديلة ، وقال: روسيا وإيران تعملان على ابتكار اساليب جديدة لاعتماد العملات الوطنية في العلاقات بين البلدين.
واعتبر الرئيس الروسي ، وضمن تاييده مواقف قائد الثورة الاسلامية بشأن منطقة القوقاز ، اعتبر مواقف البلدين من الملف السوري ، بما في ذلك معارضة الهجوم العسكري على شمال هذا البلد ، متطابقة تماما مع بعضهما البعض وقال: يجب أن تكون منطقة شرق الفرات تحت سيطرة القوات العسكرية السورية.
وكان الرئيس الروسي اول مسؤول أجنبي هنأ الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي على انتخابه لرئاسة الجمهورية في العام الماضي، وقد اشار بوتين في رسالة التهنئة الى حسن الجوار وعلاقات الصداقة بين ايران وروسيا معربا عن امله في ان يشهد عهد الحكومة الايرانية الجديدة تعزيزا متزايدا للتعاون الثنائي بين الدولتين، وفي شهر يناير الماضي زار الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي موسكو ليومين وفي 29 مايو الماضي التقى الرئيسين مرة اخرى خلال قمة الدول المشاطئة لبحر خزر في عشق آباد بتركمنستان.
وبالتزامن مع زيارة بوتين لطهران اظهرت استطلاعات الراي ان اكثر من نصف الروس يؤيديون تعزيز العلاقات السياسية والعسكرية مع ايران كما ان 47 منهم يؤيدون دراسة التجربة الايرانية في مواجهة الضغط والحظر الغربي والاستفادة منها.
وقد اثارت زيارة بوتين لطهران ردود فعل في العالم وخاصة في اميركا حيث قالت المتحدثة باسم البيت الابيض "كارين جان بيير" ان زيارة بوتين لطهران تظهر عدم رغبته بايقاف حرب اوكرانيا مضيفة "ان بوتين بات معزولا ويحتاج الى ايران ونحن نريد زيادة الحظر المفروض على روسيا والذي سيشمل خلال الفترة المقبلة اشخاصا ومؤسسات أكثر.
لا دخل لاميركا في العلاقات الايرانية الروسية
استفسر مراسل وكالة أنباء فارس رأي المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ناصر كنعاني خلال مؤتمره الصحفي الاسبوعي يوم الاربعاء، بتعليقات البيت الابيض وكذلك تعليق روبرت مالي على زيارة بوتين لطهران عندما قال ان على ايران ان تفكر اما في الاعتماد على روسيا بشكل اكبر واما العودة للاتفاق النووي، حيث رد كنعاني قائلا "ان العلاقات الايرانية الروسية كبلدين مستقلين وجارين واقليميين هي علاقات ثنائية بالكامل ومبنية على المصالح الثنائية ولا دخل للادارة الاميركية فيها ولا يحق لها ابداء الراي في العلاقات الايرانية الثنائية مع الدول الاخرى ، ان هذه العلاقات بين ايران وروسيا هي بناءة ومنطقية وتثبت بانها تعود بالنفع على البلدين وهي بناءة ايضا فيما يخص الاقليم، وان نتيجة مثل هذه العلاقات البناءة هي مشهودة في تدعيم وتثبيت عملية السلام والاستقرار والامن في سوريا والمكافحة المشتركة للارهاب وهذا دور بناء لم نرى قيام اميركا به ابدا، ان العلاقات المستقلة بين ايران وروسيا ستستمر في هذا الاطار.
اما رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية ويليام بيرنز فقد قال يوم امس الخميس امام الاجتماع أسبين الامني ان رؤية مشاهد لقاء الرئيس الروسي بوتين مع سماحة قائد الثورة الاسلامية لم تثر عنده مشاعر الحنين للماضي (حسب تعبيره) و"الحقيقة ان الروس والايرانيين يحتاجون بعضهما البعض الان، فالبلدين يعانيان من حظر قاس ويبحثان عن الخروج من العزلة السياسية"، حسب قوله.
وادعا رئيس السي أي ايه "ان زيارة بوتين الى طهران تظهر بأن هناك مشاكل في الصناعات العسكرية الروسية وهناك مجال محدود يمكن ان يساعدوا بعضهما البعض".
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان قد ادعا يوم السبت الماضي أن وفدا روسيًّا زار طهران مرتين على الأقل في هذا الصيف، وذلك لمعاينة الطائرات المسيّرة المقاتلة التي ستسلمها طهران إلى موسكو، حسب قوله.
وعرض سوليفان صورا مزعومة وقال انهاالتقطت في يونيو/حزيران وتظهر الطائرات من دون طيار الإيرانية التي اطلع عليها الوفد الروسي في ذلك اليوم، ويشير ذلك إلى استمرار الاهتمام الروسي بامتلاك طائرات مسيرة إيرانية مقاتلة
وكان روبرت مالي قد قال ايضا رداً على سؤال حول تقارير إعلامية زعمت بيع إيران طائرات مسيّرة لروسيا لاستخدامها في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، أنّ "هذا يشير إلى موقف تريد فيه إيران بيع طائرات مسيّرة لروسيا، على عكس موقفها السابق المحايد تجاه الصراع بين أوكرانيا وروسيا".
وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، قال بدوره، بعد تصريحات سوليفان، إنّ بلاده "ترفض ادّعاءات أميركا بخصوص بيع إيران مئات الطائرات المسيّرة لروسيا
كما علّقت وزارة الخارجية الروسية على الأمر، مؤكدةً أنّ "صفقة المسيّرات الإيرانية لروسيا تضليل إعلامي أميركي، رافق جولة الرئيس جو بايدن في الشرق الأوسط".
وبعد زيارة بوتين لطهران عاد وزير الدفاع الاميركي لويد ىستين وكرر هذه المزاعم قائلا " نوصي طهران بان لا تقوم بمثل هذا الامر".
اما وكالة ريانوفستي الروسية فقد اوردت تحليلا جاء فيه انه بالتزامن مع زيارة بوتين الى طهران فان روسيا وايران مستعدتان لاطلاق شراكة استراتيجية ويمكن لروسيا ان تتعلم من ايران دروسا لتكوين هوية دون الاعتماد على الغرب.
اما مجلة نيوزويك الاميركية فقد اوردت يوم الاربعاء ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زار طهران وهي اول زيارة له الى الخارج منذ اندلاع الحرب الاوكرانية وهذا نوع جديد من التحالف في وجه الغرب يمكن ان يتحداه ويضغط عليه.
وفي هذا السياق صرح الباحث في الشؤون الاوراسية "مهدي خورسند" لوكالة انباء فارس "ان الاميركيين شاهدوا تجربة التقارب الايراني الروسي الوثيق في سوريا وامام داعش وان الاميركيين هم الان قلقون من مبادرة ايران لدعم روسيا في الحرب التي فرضت عليها ومن الطبيعي ان يكون النصر حليف المحور الروسي الايراني وان سبب خوف هؤلاء هو هذا الانتصار.
قائد الثورة :يجب طرد الأمريكان من منطقة شرق الفرات في سوريا / يجب إبعاد الدولار تدريجياً عن مسار المعاملات العالمية
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للانباء، ان قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله السيد علي الخامنئي خلال استقباله الرئيس الروسي السيد فلاديمير بوتين و الوفد المرافق اكد له على ضرورة تفعيل التفاهمات و العقود بين البلدين مشددا على ضرورة التحلي باليقظة ازاء سياسات الغربية المخادعة مبينا ان التعاون الطويل الامد بين ايران وروسيا سيصب لصالح البلدين.
واكد سماحته أن الأحداث العالمية تظهر حاجة إيران وروسيا لزيادة التعاون المتبادل، مضيفا أن هناك تفاهمات واتفاقيات كثيرة بين البلدين، منها في قطاع النفط والغاز، يجب متابعتها وتنفيذها حتى النهاية معتبرا التعاون الاقتصادي بين إيران وروسيا، خاصة في أعقاب الحظر الغربي، ضروريا ومصلحة لكلا البلدين.
و شدد قائد الثورة على أن الغرب يعارض تماما أن تكون روسيا قوية ومستقلة،معتبرا الناتو بأنه تكتل خطير، وأضاف: لو فتح الطريق أمام الناتو فهو لن يعرف حدودا، وإذا لم يتم إيقافه في أوكرانيا، لشن الحرب فيما بعد بذريعة أحداث شبه جزيرة القرم.
وأشار إلى أن أميركا والغرب باتا اليوم أضعف من ذي قبل، وعلى الرغم من الجهود والتكاليف الكبيرة لكن نجاح سياساتهما في منطقتنا بما في ذلك في سوريا والعراق ولبنان وفلسطين قد تضاءل بشكل كبير.
وفيما يتعلق بالأحداث في أوكرانيا، قال سماحته : إن الحرب قضية قاسية وصعبة، والجمهورية الإسلامية ليست مسرورة على معاناة الناس العاديين منها، لكن في حالة أوكرانيا لو لم تأخذوا أنتم بزمام المبادرة فإن الطرف الآخر كان يتسبب في حرب بأخذه بالمبادرة.
واعتبر القضية السورية بأنها بالغة الأهمية، مؤكداً على موقف الجمهورية الإسلامية الرافض للهجوم العسكري على هذا البلد وضرورة منعه، وقال: القضية المهمة الأخرى في الشأن السوري هي احتلال المناطق الخصبة والغنية بالنفط بشرق الفرات من قبل الأميركيين، والتي يجب حل هذه المسألة بطردهم من تلك المنطقة.
وندد بتدخل الكيان الصهيوني في شؤون المنطقة، وأشاد بمواقف الرئيس الروسي الأخيرة ضد الصهاينة.
وشدد على أن الجمهورية الإسلامية لن تتسامح أبدا مع السياسات التي تؤدي إلى إغلاق الحدود بين إيران وأرمينيا.
ودعا قائد الثورة إلى التعاون طويل الأمد بين إيران وروسيا بشكل وعميق لصالح البلدين وقال مخاطبا الرئيس بوتين: فخامتكم والرئيس جمهوريتنا كلاكما أهل عمل ومتابعة، لذلك فإن التعاون بين البلدين يجب أن يصل إلى ذروته في هذه الفترة.
وتأكيدا لما قاله الرئيس الروسي حول ضرورة بدء تشغيل خط سكك حديد رشت - آستارا، اعتبر هذا المشروع استكمالاً لخط النقل شمال-جنوب واصفا إياه بالمفيد للبلدين.
وشدد آيةالله خامنئي إلى أن اليقظة ضد خداع الغرب أمر ضروري، وقال: الأميركان متعنتون وماكرون في نفس الوقت، وإحدى أسباب انهيار الاتحاد السوفيتي السابق كان انخداعه بالسياسات الأمريكية، لكن بالطبع حفظت روسيا استقلالها خلال فترة تبنيكم للرئاسة.
وأشاد بسياسة استبدال العملات الوطنية في العلاقات الاقتصادية بين البلدين واستخدام عملات أخرى بدلاً من الدولار، وقال: يجب إبعاد الدولار تدريجياً عن مسار المعاملات العالمية، وهذا ممكن تدريجياً.
وفي هذا اللقاء الذي حضره الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، قال بوتين عن الأحداث في أوكرانيا: "لا أحد يؤيد الحرب، وخسارة الناس العاديين أرواحهم مأساة كبيرة، لكن سلوك الغرب قد جعلنا لن يكون أمامنا خيار سوى الرد".
وسرد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جذور الخلافات بين روسيا وأوكرانيا، لا سيما الأعمال الاستفزازية للغرب والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك الانقلاب في أوكرانيا، وكذلك سياسة التوسع لحلف الناتو، على الرغم من التزاماته السابقة بتجنب أي توسع تجاه روسيا، وقال إن: الدول الأوروبية قالت إننا ضد عضوية أوكرانيا في الناتو، لكننا وافقنا على ذلك بضغط أميركي، مما يدل على عدم سيادتها واستقلالها.
وذكر بوتين باغتيال الشهيد اللواء قاسم سليماني كمثال آخر على شرور الأميركيين، وفي جزء آخر من خطابه وفي إشارة إلى العقوبات الغربية ضد روسيا، وقال إن: كانت هذه العقوبات بضرر بالغرب، وكانت النتيجة مشاكل مثل ارتفاع أسعار النفط وأزمة الإمدادات الغذائية.
وفي إشارة إلى إساءة استخدام الولايات المتحدة لأداة الدولار لحظر الدول الأخرى ونهبها، اعتبر الرئيس الروسي أن ذلك يضر بهم ويضعف الثقة العالمية بهذه العملة وحركة الدول لاستخدام العملات البديلة، وقال: إن روسيا وإيران تصممان طرقاً لاستخدام العملات الوطنية في العلاقات بين البلدين.
ووصف الرئيس الروسي مواقف قائد الثورة الإسلامية بشأن منطقة القوقاز، ومواقف البلدين من الملف السوري، بما في ذلك معارضة الهجوم العسكري على شمال هذا البلد، بأنها متوافقة تماما، وقال: يجب أن تكون منطقة شرق الفرات تحت سيطرة قوات الجيش السوري.
واعتبر بوتين أن التعاون بين البلدين يتقدم في جميع القطاعات والمشاريع، وأضاف: إيران وروسيا تحاربان بشكل مشترك الإرهاب في سوريا، وفي المجال العسكري نحاول أيضا تطوير التعاون بين البلدين، فضلا عن التعاون والمناورات الثلاثية مع الصين.
لماذا يُعتبر عيد الغدير هو عيد الله الأكبر؟
لطالما وقف في وجه حراك الغدير حراكان آخران عملا على حرف المجتمع عن مساره الأساسي الذي يؤدي إلى هدايته وسعادته:
1 - المروّجون للتكفير: مناصرو هذا الحراك سعوا ويسعون لتبديل قضية الغدير إلى مجرّد قضيّة شيعيّة. بيد أن "الغدير قضيّة إسلاميّة؛ ليست مجرّد قضيّة شيعيّة، في تاريخ الإسلام، تحدّث النبي الأكرم بحديث معيّن وقام بعمل معيّن حيث أنّ هذا العمل وهذا الحديث يتمتّعان بأبعاد متعدّدة تنطوي على درس ومعنى. لا يمكن أن نقول بأنّ يستفد الشيعة فقط من الغدير وحديثه؛ وأن لا يستفيد سائر المسلمون من هذا المضمون الغني المتواجد في طيّات هذا الكلام النبوي الشريف والذي هو غير منحصر في مرحلة معيّنة". "أو أنّهم التجؤوا إلى بثَّ الفرقة والخلاف بين المذاهب الإسلامية من خلال نشرهم التفاسير والتحاليل التفريقية والمناقضة للوحدة".
2 - مناصرو الإسلام العلماني: الحراك الثاني المواجه للغدير هم مبلّغو الإسلام العلماني الذين عملوا - من خلال التفاسير الفردانية التي تقتصر على القيام بالمناسك والواجبات الدينيّة- على تهميش وحتى نبذ حادثة الغدير، وعلى إبعاد الدين عن التدخّل في المجال العام والقضايا الحكوميّة. بيدَ أنّ حادثة الغدير ردٌّ على ادّعاء هذا الحراك الباطل. "أولئك الأشخاص الذين سعوا لفصل الإسلام عن المسائل الاجتماعيّة والسياسيّة، وحاولوا حصر الإسلام بالمسائل الشخصيّة والمسائل المتعلقة بحياة الأفراد - وفي الواقع كانوا ينظرون نظرة علمانية للإسلام، وقد سعى إعلام العدو وأدواته أيضاً للترويج لهذه الرؤية بين المسلمين على طول التاريخ – إنّ قضية الغدير هي الجواب والردّ على هؤلاء، فإنّ النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك الموقع الحساس، وفي آخر أشهر حياته وبناءً للتعاليم الإلهيّة والتكليف الإلهي بيّن مسألة أساسيّة ومهمّة، وهي عبارة عن التعرّض لمسألة الحكومة بعد زمان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم". مع أنّه سابقاً "أثبت الإسلام من خلال تأسيسه للحكومة في المدينة وتشكيل المجتمع المدني النبوي أنَّ الإسلام لا يقتصر على النّصح والموعظة والدعوة اللسانية. يريد الإسلام لحقائق الأحكام الإلهية أن تتحقق في المجتمع".
يأتي ادعاء أنصار الإسلام العلماني هذا في ظل "كون أكثر حكومات العالم علمانية بالرغم من كل ما تدعيه -سواء أعلمت أم لم تعلم- تمسك بين يديها دنيا وآخرة الناس... أجساد وأرواح الناس تحت تصرفها".
لذلك: “قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "فَإن أَطَعتُموني فَإنّي حامِلُكم، إن شاءَ اللهُ، عَلى سَبيلِ الجَنَّة" …. هذا هو هدف الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: إيصال الناس إلى الجنّة، سواء على الصعيد الفكري (للناس)، أو على صعيدهم الروحي والقلبي، أو على صعيد حياتهم الاجتماعيّة".
"إنّني أشدّد على هذه النقطة لأنّه يُسمع أحيانًا، هنا وهناك، عندما يجري الحديث عن الهداية والإرشاد وبيان حقائق الدين وما إلى ذلك، من يقول: يا سيّدي، وهل من واجبنا أن نأخذ الناس إلى الجنة؟ نعم، نعم، هو كذلك. هذا هو الفرق بين الحاكم الإسلاميّ وسائر الحكام. لا يدور الكلام هنا عن التعسّف والضغوط والإكراه، إنّما هو كلام عن المساعدة. إنّ فطرة البشر ميّالة للسعادة ويجب أن نفتح الطريق ونُسهّل الأمور للناس ليستطيعوا إيصال أنفسهم إلى الجنّة. هذا هو واجبنا".
الغدير يحمل للأمة الإسلامية في مواجهة هذين الانحرافين رسالتين هامّتين: الأولى هي أنّه العامل المؤدّي إلى وحدة المجتمع الإسلامي والثانية هي أنّه مُبلّغ الإسلام السياسي في مواجهة العلمانيين. لهذا السبب أطلق اسم "عيد الله الأكبر" على عيد الغدير من بين كافة المناسبات والأعياد الدينيّة." لماذا؟ لأنّ تكليف الأمة الإسلامية في مجال الهداية وفي مجال الحكومة حُدّد في حادثة الغدير.
مقتطفات من خطابات للإمام الخامنئي (دام ظله)
أمين الوحي في غدير خم
لما انتهت مراسيم الحج، وتعلم المسلمون مناسكه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قرّر رسول الله (صلى الله عليه وآله) الرحيل عن مكة، والعودة الى المدينة، فأصدر أمرا بذلك.
ولما بلغ موكب الحجيج العظيم إلى منطقة «رابغ»([1]) التي تبعد عن «الجحفة»([2]) بثلاثة أميال نزل أمين الوحي جبرئيل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمنطقة تدعى «غدير خم» وخاطبه بالآية التالية: «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ»([3]).
إن لسان الآية وظاهرها يكشف عن أن الله تعالى ألقى على عاتق النبي (صلى الله عليه وآله) مسئولية القيام بمهمة خطيرة، وأي أمر اكثر خطورة من أن ينصب عليا (عليه السلام) لمقام الخلافة من بعده على مرأى ومسمع من مائة ألف شاهد.
من هنا أصدر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمره بالتوقّف، فتوقفت طلائع ذلك الموكب العظيم، والتحق بهم من تأخّر.
لقد كان الوقت وقت الظهيرة، وكان الجو حارا الى درجة كبيرة جدا، وكان الشخص يضع قسما من عباءته فوق رأسه والقسم الآخر منها تحت قدميه، وصنع للنبي (صلى الله عليه وآله) مظلة وكانت عبارة عن عباءة القيت على أغصان شجرة، (سمرة) وصلّى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالحاضرين الظهر جماعة، وفيما كان الناس قد احاطوا به صعد (صلى الله عليه وآله) على منبر اعدّ من أحداج الإبل وأقتابها، وخطب في الناس رافعا صوته وهو يقول:
«الحمد لله ونستعينه ونؤمن به ونتوكّل عليه ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، الذي لا هادي لمن ضلّ ولا مضلّ لمن هدى وأشهد ان لا إله إلاّ هو وأن محمّدا عبده ورسوله.
أمّا بعد، أيّها الناس قد نبّأني اللطيف الخبير أنّه لم يعمّر نبي إلاّ مثل نصف الذي قبله، وإني أوشك أن ادعى فأجيب وأني مسئول وانتم مسئولون فما ذا انتم قائلون؟
قالوا: نشهد أنّك قد بلّغت ونصحت وجهدت فجزاك الله خيرا قال (صلى الله عليه وآله):
«ألستم تشهدون أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّدا عبده ورسوله وأنّ جنّته حق وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها وأنّ الله يبعث من في القبور»؟
قالوا: بلى نشهد بذلك.
قال (صلى الله عليه وآله):
«اللهمّ اشهد».
ثم قال (صلى الله عليه وآله):
«إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا أبداً».
فنادى مناد: بأبي أنت وأمّي يا رسول الله، وما الثقلان؟
فقال (صلى الله عليه وآله): «كتاب الله سبب طرف بيد الله وطرف بأيديكم فتمسكوا به والآخر عترتي وإنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصّروا عنهما فتهلكوا».
وهنا أخذ بيد «عليّ» (عليه السلام) ورفعها حتى رؤي بياض آباطهما وعرفه الناس اجمعون ثم قال:
«أيّها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من انفسهم؟».
قالوا: الله ورسوله أعلم.
فقال (صلى الله عليه وآله):
«إن الله مولاى وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعليّ مولاه([4])، اللهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه وانصر من نصره، واخذل من خذله واحب من احبه وابغض من ابغضه وادر الحق معه حيث دار»([5]).
سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله)، آية الله المحقق الشيخ جعفر السبحاني
([1]) رابغ تقع الآن على الطريق بين مكة والمدينة.
([2]) من مواقيت الاحرام وتنشعب منها طرق المدنيين والمصريين والعراقيين.
([3]) المائدة: 67.
([4]) لقد كرر النبي (صلى الله عليه وآله) هذه العبارة ثلاث مرات دفعا لأي التباس أو اشتباه.
([5]) راجع للوقوف الكامل على مصادر هذا الحديث المتواتر موسوعة الغدير للعلامة الاميني.
فيمن نزلت آية التبليغ؟
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾[1].
1- تدل الآية الشريفة في نفسها على أن ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بتبليغه أمر خطير، يعادل في أهميته وخطورته تبليغ الرسالة كلها، ولذلك وردت في صورة التهديد. وقد حاول أكثر علماء العامة أن يصرفوها عن هذه الدلالة، بدعوى أنها أمر له ببيان الأحكام المتعلقة بأهل الكتاب وحالهم، وأن الله يعصمه منهم فلن يتمكنوا من ان يقتلوه أو يؤذوه، مستفيدين لذلك من السياق حيث إن أكثر آيات سورة المائدة تتحدث عن اليهود والنصارى.
2- إلا أن هذا المعنى لا يستقيم، لأن السورة، والآية بالخصوص، قد نزلت بعد حجة الوداع، يوم غدير خم، بعدما انكسرت شوكة أهل الكتاب، ولم يعد لهم أي خطر يخشى، وقوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاس﴾ صريح أنه (صلى الله عليه وآله)، كان يتوجس من إبلاغ أمر يهدد حياته من قبل أناس يمكنهم أن يبطشوا به، أو يثيروا فتنة بوجهه، وهو ما لا يمكن أن يحصل من أهل الكتاب.
3- إن الآية الشريفة، وبملاحظة مكان وزمان وسبب نزولها وما ترتب عليه، تدل على نصب علي (عليه السلام) لإمامة المسلمين بعده، حيث بادر النبي إلى إعلان ولايته وإمامته للمسلمين، قائلا: "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه"، فلقيه عمر فقال له: هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة[2].
وعن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّك﴾، يوم غدير خم في علي بن أبي طالب (عليه السلام)[3].
4- ذهب بعض مفسري العامة إلى أن المراد أنه مأمور بإبلاغ أي حكم من الأحكام، ذلك ان الأحكام كلها متساوية الأهمية، بحيث لو كتم أي واحد منها كان بمثابة كتمان الجميع[4].
وجوابه ظاهر، فإن ذلك وإن كان مقبولا في نفسه، من جهة أن أحكام الدين مترابطة في ما بينها ولا يمكن التفكيك بينها، ولكن قوله والله يعصمك من الناس، بمثابة التطمين له (صلى الله عليه وآله)، بمعنى أن الموضوع المأمور بإبلاغه يرتبط بالناس وعلاقاتهم، وإلا فليس لكل الأحكام أبعاداً اجتماعية أو سياسية، ربما تنعكس على جماعة الناس، فيهددوا حياة النبي (صلى الله عليه وآله) نتيجة لها.
ولا بد من الإشارة إلى أن مثل هذا التفسير يتضمن إنكار نزولها بحق علي (عليه السلام) وولايته، حيث لم يشر صاحبه إلى هذا الأمر من قريب أو بعيد.
5- قال الفخر الرازي: "واعلمو أن المراد من الناس هنا الكفار، بدليل قوله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾[5]".
والجواب أنه خلاف الظاهر، بملاحظة سبب نزولها وظروفها كما تقدم، حيث أن الكفار لم يكن لهم قوة تمكنهم من فعل ذلك حينها، بل المراد من الناس مطلق من اتصف بالإنسانية سواء كان مؤمنا أم كافرا، أي لم تلحظ خصوصية الإيمان أو الكفر فيهم.
ويظهر هذا الأمر جليا بملاحظة الاستعمالات القرآنية، حيث استعمل لفظ الناس في الأعم، إلا إذا قامت قرينة خاصة على إرادة أحدهما، وهي مفقودة في المقام، فالحمل على الأعم هو المتعين.
وأما ذيل الآية الشريفة فلا يشكل قرينة أو دليلا على ما زعمه الفخر الرازي، بل الظاهر أنه وصفهم بالكفر من جهة رفضهم لهذا المأمور به، خصوصا بعد ملاحظة أن ظروف وملابسات نزول الآية الشريفة، بعد استتباب الأمر للمسلمين، وسقوط مقالة المشركين، وإعلان الكثيرين منهم الدخول في الإسلام، والله تعالى أعلم.
وأما مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) فهي مجمعة على أن الآية الشريفة نزلت بشأن ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأنها مرتبطة بحادثة غدير خم، التي رواها الشيعة والسنة متواترة بما يزيد عن مائة طريق.
سماحة الشيخ حاتم اسماعيل (رحمه الله)
[1] سورة المائدة، آية: 67
[2] التفسير الكبير، الفخر الرازي، ج12، ص49
[3] أسباب النزول، الواحدي، ص139
[4] تفسير البيضاوي، ج1، ص444
[5] التفسير الكبير، الفخر الرازي، ج12، ص50
قالیباف يؤكد على الغاء التأشيرة بين ايران وأوزبكستان
وتوجه رئيس مجلس الشورى الاسلامي "محمد باقر قاليباف"، على رأس وفد رفيع المستوى من المسؤولين السياسيين والاقتصاديين الثلاثاء، الماضي الی عاصمة اوزبكستان طشقند.
ولدى عودته إلى طهران في ختام زيارته الى هذا البلد ، أستعرض قالیباف إنجازات هذه الزيارة وقال: انه قام بهذه الزيارة، تلبية لدعوة نظيره الاوزبكي "نورالدین جان اسماعیل اوف" واضاف: عقدنا اجتماعات ولقاءات مختلفة مع المسؤولين الاوزبكيين ومنهم رئيس البرلمان "نور الدين جان إسماعيل أوف" ورئيس جمهورية أوزبكستان شوكت "ميرأمانوفيتش ميرضيايف" ورجال الاعمال والمنتجين الإيرانيين المقيمين فيها.
وصرح: ناقشنا قضايا مهمة من بينها تطوير العلاقات البرلمانية والاقتصادية والثقافية بين البلدين خلال لقائي نظيره الاوزبكي.
وأشار إلى أهمية مكانة أوزبكستان في المنطقة، مضيفا يتمتع هذا البلد بقدرات اقتصادية وثقافية عالية، وشهد نموًا كبيرًا في مجال التعدين خلال السنوات الأخيرة.
واضاف : تربط البلدين روابط تاريخية وثقافية عميقة،ويمكن استخدام القدرات الثقافية للبلدين لتحقيق أهداف مشتركة.
وتابع قائلا أن أوزبكستان ترغب بتعزیز العلاقات مع الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة بسبب عدم وصولها الی المياه الدولية الحرة معتبرة ايران بانها افضل واقصر واكثر الطرق امنا وجدوى اقتصادية لوصول هذا البلد الى المياه الحرة ومنها الخليج الفارسي وبحر عمان.
إلغاء التأشيرات لرجال الأعمال
وقال: تقرر أنه خلال الأشهر القليلة المقبلة، إبرام الاتفاقات اللازمة في المجالات الاقتصادية حول إلغاء التأشيرات لرجال الأعمال وسائقي الترانزيت، وتسهيل تواجد الشعبین الإيراني والأوزبكي في البلدين في شكل رحلات سياحية.
وأكد: يمكننا زيادة حجم التبادل الاقتصادي بين البلدين من 500 مليون دولار إلى ملياري دولار من خلال وضع خطة عمل مكتوبة.
وأضاف: من الموضوعات الأخرى التي تمت مناقشتها في الاجتماعات الثنائية کانت القضايا الأمنية، خاصة فيما يتعلق بأفغانستان، مضیفا أن البلدين لديهما حدود مشتركة مع أفغانستان ویرغبان في تشكيل حكومة شاملة في هذا البلد من أجل استقرار الأمن في المنطقة.
الهادي (ع): الإمام الّذي احتضن النّاس كلّهم
العلامة الفقيدالمرجع السيد محمد حسين فضل الله (رض)
لو درسنا تاريخ أكثر الأئمة (ع)، لرأينا الجواسيس تحيط بهم من كلّ جانب، ممن قد يخبرون صدقاً وممن قد يفترون كذباً، ورأينا أن الحاكمين آنذاك يعملون على التعسف في تصرفاتهم معهم، فقد يسجنون إماماً هنا، وقد يحصرون في بيته هناك، وقد يستقدمونه من بلده إلى أماكن سلطتهم ليكون تحت رقابتهم، حتى إنهم كانوا يبعثون بجماعتهم أو بموظفيهم ليهجموا عليهم في منتصف الليل، كما فعلوا ذلك مع الإمام الهادي (ع)، حيث وُشِيَ به إلى المتوكِّل بأن لديه أموالاً وأسلحة.. ودخل الزبانية عليه في الليل، وكان يصلي لربه في صحن الدار، وعندما أحسَّ بهم، تحدث معهم برفق، كأنه خاف عليهم أن يسقطوا وقد جاءوا متسلّقين الجدار، فقال لهم اصبروا حتى أبعث إليكم سراجاً، ثم قال لهم دونكم البيوت ـ أي الغرف ـ ففتشوها، ولم يجدوا إلا كتب العلم والمصاحف وما إلى ذلك.
وهكذا عانى الإمام الهادي (ع) الكثير من خلفاء بني العباس، فقد عاش مع المعتصم في بقية خلافته، ثم بعد ذلك عاش مع أكثر من شخص من هؤلاء، كما يتحدث "ابن الصباغ المالكي" في "الفصول المهمة" أنه عاش مدة في بقية ملك "المعتصم"، ثم مع "الواثق" خمس سنين وتسعة أشهر، ثم مع "المتوكل" أربعة عشر عاماً، ثم مع ابنه "المنتصر" ستة أشهر، ثم مع "المستعين" ابن أخ المتوكّل ثلاث سنين وتسعة أشهر، ثم مع "المعتز" وهو ابن الزبير بن المتوكل، وقد استشهد في آخر ملكه، لأنه (ع) كما في "الفصول المهمة"، مات مسموماً.
عاش الإمام (ع) كل حياته تلك معلماً هادياً مرشداً، يحتضن الناس كلهم في كل مواقع بؤسهم ليساعدهم، ولذلك لما جاء رسول المتوكّل إلى المدينة ليحمله إلى بغداد، قال المؤرخون وهم ينقلون عن الشخص الذي أرسله المتوكّل: "ضجّت المدينة ضجةً واحدة، لأنهم خافوا على الإمام"، وكان يتحدث في ذلك، فيقول عن ترحيل الإمام: "كما لو كانت السماء قد أطبقت على الأرض"، وحاول أن يطمئنهم بطريقة وبأخرى، وعمل المتوكل ـ كما أشرنا ـ على أن يتعسَّف به، بين سجن تارةً، وبين محاولة إضعاف موقعه وما إلى ذلك.
ومن المفاهيم الإسلامية [التي ركّز عليها الإمام (ع)]، التي قد توحي إلينا بالكثير مما قد نختلف فيه، وقد تصحح لنا الكثير مما أخطأنا فيه، ذلك بأن قيمة هذه الكلمات أنها كلمات النور والحقّ الذي يضيء للناس الطريق في كلّ زمان ومكان، لأنَّ الإمام لم يتحدَّث عن فكر ذاتي يمكن أن يخطئ فيه المفكِّر أو يصيب، بل تحدَّث عن إسلام نقيّ صافٍ يتحرك فيه من خلال ما قاله الشَّاعر:
ووالِ أناساً قولهم وحديثهم روى جدّنا عن جبرئيل عن الباري
وينقل بعض الذين عاصروه، كما يذكر ذلك "المسعودي" في"مروج الذهب"، في مسألة هذا الإسناد المتسلسل الذي يربط الفكرة برسول الله (ص)، على أساس أن الكلام كلامه، وأن الفكرة فكرته {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ}[النَّجم: 3 -4]. قال المسعودي: "حدثني محمد بن الفرج بمدينة جرجان في المحلة المعروفة ببئر أبو عناب، قال حدثني أبو دعامة، قال أتيت علي بن محمد بن علي بن موسى، عائداً في علّته التي كات وفاته منها في هذه السنة". لاحظ أنَّ الإمام وهو في مرض الموت، لم يكن ليترك الفرصة في أن يعلّم الناس الذين يعودونه... "فلما هممت بالانصراف، قال لي: يا أبا دعامة، قد وجب عليّ حقّك، ألا أحدثك بحديث تسرُّ به؟ قال: فقلت: ما أحوجني إلى ذلك يابن رسول الله! قال: حدثني أبي محمد بن علي، قال حدثني أبي علي بن موسى، قال حدثني أبي موسى بن جعفر، قال حدثني أبي جعفر بن محمد، قال حدثني أبي محمد بن علي، قال حدثني أبي علي بن الحسين، قال حدثني أبي الحسين بن علي، قال حدثني علي بن أبي طالب (ع)، قال: قال لي رسول الله: يا علي، اكتب، قال: فقلت ما أكتب؟ فقال: اكتب: "بسم الله الرحمن الرحيم، الإيمان ما وقر في القلوب وصدّقته الأعمال، والإسلام ما جرى على اللّسان وحلّت به المناكحة".. قال أبو دعامة: فقلت: يابن رسول الله، والله ما أدري أيّهما أحسن، الحديث أم الإسناد؟ فقال: إنها لصحيفة بخطّ عليّ بن أبي طالب (ع) وإملاء رسول الله (ص) نتوارثها صاغراً عن كابر".
قضية الغدير: حاكمية الدين في حياة الناس
ونخلص من ذلك الى أن مسألة الحكومة في الإسلام لا تعني مجرد وجود سلطة تأخذ بمقاليد المجتمع الإسلامي وتدير شؤونه بدقة وانتظام، بل إنها تعني الإمامة.
إنّ معنى الإمامة هو قيادة الأبدان والقلوب، وليست مجرد الحاكمية على الأبدان أو إدارة شؤون الحياة اليومية للناس فحسب، بل إدارة القلوب، ومنح التكامل للأرواح والنفوس، والرقي بمستوى الأفكار والقيم المعنوية.
فهذا هو معنى الإمامة، وهذا هو ما يهدف إليه الإسلام، وكذلك كانت الأديان الأخرى، ومع أنه لم يبق بيد البشرية وثائق دقيقة على هذا الصعيد فيما يخص الأديان الأخرى، إلاّ أن الإسلام ما زال يمتلك أبرز الأدلة والوثائق دقة ووضوحاً.
إنّ الإسلام منذ ظهوره ونشأته يهدف الى إدارة شؤون البشرية وحياتها، وهنا نلمس فرقاً جوهرياً ومعنوياً بين الحركة الإسلامية وسواها من الحركات الأخرى.
فالإسلام يصبوا الى إدارة الحياة الدنيوية والأخروية لبني الإنسان، ويسعى الى منح البشرية ما ينبغي لها من كمال وسمو حقيقي فضلاً عن تنسيق وتنظيم حياتها اليومية المعهودة.
فهذا هو ما يأخذه الإسلام على عاتقه، وهذا هو معنى الإمامة على وجه الدقة.
لقد كان الرسول (صلى الله عليه وآله) إماماً بهذا المعنى كما ورد في رواية عن الإمام الباقر(عليه الصلاة والسلام) عندما نادى بصوته بين الحجيج في (منى) قائلاً: (إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله كان هو الإمام).
إنّ معنى الإمام هو حاكمية الدين والدنيا في حياة الناس.
إنّ هذا هو أحد أبعاد القضية، وهو البعد العقائدي الذي يؤمن به الشيعة، حيث استطاعوا بهذا المشعل الزاهر وهذا المنطق القويم إثبات حقانيتهم لدى كافة الباحثين عن الحقيقة وجميع المنصفين على طول امتداد مراحل التاريخ الإسلامي.
إنّ بقاء الشيعة وتناميهم رغم كل ما واجهوا من عقبات ومشاكل وضغوطات على مر التاريخ كان بفضل استنادهم وتمسكهم بهذا المنطق القويم الواضح الذي لولاه لكان مصيرهم الى الاضمحلال والزوال. إنه لمنطق قوي وقويم للغاية.
* من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله لمناسبة عيد الغدير الأغر. الزمان: 8/10/1386هـ. ش ـ 18/12/1428هـ.ق ـ 29/12/2007م.
مبدأ عيد الغدير الأغر
إن عهد عيد الغدير يمتد إلى أمد قديم متواصل بالدور النبويّ، فكانت البدأة به يوم الغدير من حجّة الوداع بعد أن أصحر نبيُّ الإسلام (صلى الله عليه وآله) بمرتكز خلافته الكبرى، وأبان للملأ الديني مستقر إمرته من الوجهة الدينيَّة والدنيويَّة، وحدَّد لهم مستوى أمر دينه الشامخ، فكان يوماً مشهوداً يسرُّ موقعه كلّ معتنق للاسلام، حيث وضح له فيه منتجع الشريعة، ومنبثق أنوار أحكامها، فلا تلويه من بعده الأهواء يميناً وشمالاً، ولا يسفّ به الجهل إلى هوّة السفاسف وأيّ يوم يكون أعظم منه؟ وقد لاح فيه لاحب السنن، وبان جدد الطريق، وأكمل فيه الدين، وتمَّت فيه النعمة، ونوّه بذلك القرآن الكريم.
وإن كان حقّاً اتخاذ يوم تسنّم فيه الملوك عرش السلطنة عيداً يحتفل به بالمسرّة والتنوير وعقد المجتمعات وإلقاء الخطب وسرد القريض وبسط الموائد كما جرت به العادات بين الأمم والأجيال، فيوم استقرّت فيه الملوكيّة الإسلاميّة والولاية الدينيّة العظمى لمن جاء النصّ به من الصادع بالدين الكريم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى، أولى أن يُتّخذ عيداً يُحتفل به بكلّ حفاوةٍ وتبجيلٍ، وبما أنّه من الأعياد الدينية يجب أن يزاد فيه على ذلك بما يقرّب إلى الله زلفى من صوم وصلاة ودعاء وغيرها من وجوه البرّ، كما سنوقفك عليه في الملتقى إن شاء الله تعالى.
ولذلك كلّه أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) مَن حضر المشهد من أُمته، ومنهم الشيخان ومشيخة قريش ووجوه الأنصار، كما أمر أُمَّهات المؤمنين، بالدخول على أمير المؤمنين (عليه السلام) وتهنئته على تلك الحظوة الكبيرة بإشغاله منصَّة الولاية ومرتبة الأمر والنهي في دين الله.
حديث التهنئة:
أخرج الإمام الطبري محمد بن جرير في كتاب الولاية حديثاً بإسناده عن زيد بن أرقم، مرّ شطر كبير منه ص 214 ـ 216([1])، وفي آخره فقال:
«معاشر الناس، قولوا: أعطيناك على ذلك عهداً عن أنفسنا وميثاقاً بألسنتنا وصفقةً بأيدينا نؤدِّيه إلى أولادنا وأهالينا لا نبغي بذلك بدلاً وأنت شهيدٌ علينا وكفى بالله شهيداً، قولوا ما قلت لكم، وسلِّموا على عليٍّ بإمرة المؤمنين، وقولوا: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللهُ﴾([2]) فإنَّ الله يعلم كلّ صوت وخائنة كلّ نفس، ﴿فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيم﴾([3])، قولوا ما يُرضي الله عنكم ف ﴿إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ﴾([4])».
قال زيد بن أرقم: فعند ذلك بادر الناس بقولهم: نعم سمعنا وأطعنا على أمر الله ورسوله بقلوبنا، وكان أوَّل من صافق النبيَّ (صلى الله عليه وآله) وعليّاً: أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وباقي المهاجرين والأنصار وباقي الناس، إلى أن صلّى الظهرين في وقت واحد، وامتد ذلك إلى أن صلَّى العشاءين في وقت واحد، وأوصلوا البيعة والمصافقة ثلاثاً([5]).
ورواه أحمد بن محمّد الطبريُّ الشهير بالخليلي في كتاب مناقب عليّ بن أبي طالب، المؤلَّف سنة 411 بالقاهرة، من طريق شيخه محمّد بن أبي بكر بن عبد الرحمن، وفيه:
فتبادر الناس إلى بيعته وقالوا: سمعنا وأطعنا لِما أمرنا الله ورسوله بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وجميع جوارحنا، ثمّ انكبّوا على رسول الله وعلى عليٍّ بأيديهم، وكان أوَّل من صافق رسول الله([6]) أبو بكر وعمر وطلحة والزبير ثمّ باقي المهاجرين والناس على طبقاتهم ومقدار منازلهم، إلى أن صُلّيت الظهر والعصر في وقت واحد والمغرب والعشاء الآخرة في وقت واحد، ولم يزالوا يتواصلون البيعة والمصافقة ثلاثاً، ورسول الله كلّما بايعه فوجٌ بعد فوج يقول: «الحمد لله الذي فضَّلنا على جميع العالمين»، وصارت المصافقة سنّة ورسماً، واستعملها مَن ليس له حقٌّ فيها.
وفي كتاب النشر والطيّ([7]):
فبادر الناس بنعم نعم سمعنا وأطعنا أمر الله وأمر رسوله آمنّا به بقلوبنا، وتداكوا على رسول الله وعليّ بأيديهم، إلى أن صُلِّيت الظهر والعصر في وقت واحد وباقي ذلك اليوم إلى أن صُلّيت العشاءان في وقت واحد، ورسول الله كان يقول كلّما أتى فوجٌ: «الحمد للهِ الذي فضّلنا على العالمين»([8]).
وقال المولوي ولي الله اللكهنوي في مرآة المؤمنين في ذكر حديث الغدير ما معرّبه:
فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئاً يا بن أبي طالب، أصبحت وأمسيت... إلى آخره، وكان يُهنّئ أمير المؤمنين كلُّ صحابيٍّ لاقاه([9]).
وقال المؤرخ ابن خاوند شاه المتوفّى 903 في روضة الصفا([10]) في الجزء الثاني من 1: 173 بعد ذكر حديث الغدير ما ترجمته: ثمّ جلس رسول الله في خيمة تختصّ به، وأمر أمير المؤمنين عليّاً (عليه السلام) أن يجلس في خيمة أُخرى، وأمر اطباق الناس بأن يهنئوا عليّاً في خيمته، ولَمّا فرغ الناس عن التهنئة له أمر رسول الله أمّهات المؤمنين بأن يسرن إليه ويهنئنه ففعلن، وممَّن هنَّأه من الصحابة عمر بن الخطاب فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى جميع المؤمنين والمؤمنات([11]).
وقال المؤرِّخ غياث الدين المتوفى 942 في حبيب السير([12]) في الجزء الثالث من 1: 144 ما معرّبه:
ثمّ جلس أمير المؤمنين بأمر من النبيّ (صلى الله عليه وآله) في خيمة تختصّ به يزوره الناس ويهنئونه وفيهم عمر بن الخطاب، فقال: بخٍ بخٍ يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة، ثمّ أمر النبيّ أُمهات المؤمنين بالدخول على أمير المؤمنين والتهنئة له([13]).
وخصوص حديث تهنئة الشيخين رواه من أئمّة الحديث والتفسير والتاريخ من رجال السنّة كثيرٌ لا يستهان بعدّتهم، بين راوٍ مرسلاً له إرسال المسلّم، وبين راوٍ إيّاه بمسانيد صحاح برجال ثقات تنتهي إلى غير واحد من الصحابة: كابن عباس، وأبي هريرة، والبراء بن عازب، وزيد بن أرقم.
عيد الغدير في الإسلام، العلامة الأميني
([1]) أي: 1: 214 ـ 216 من كتابه الغدير.
([2]) الأعراف: 43.
([3]) الفتح: 10.
([4]) الزمر: 7.
([5])كتاب الولاية: نقل عنه بواسطة كتاب ضياء العالمين، وروى الفتال في روضة الواعظين: مثله عن الإمام الباقر (عليه السلام).
([6]) فيه سقط تعرفه برواية الطبري الأول (المؤلّف (قدس سره))
([7]) قال السيد ابن طاوس: فمن ذلك ما رواه عنهم مصنّف كتاب الخالص، المسمّى بالنشر والطي، وجعله حجة ظاهرة باتفاق العدوّ والوليّ، وحمل به نسخة إلى الملك شاه مازندران رستم بن عليّ لمّا حضره بالري. الإقبال 2: 240.
([8]) النشر والطيّ: وعنه في الإقبال لابن طاوس 2: 247، ط مكتب الاعلام الإسلامي.
([9]) مرآة المؤمنين: 41.
([10]) ينقل عنه عبد الرحمن الدهلوي في مرآة الأسرار وغيره معتمدين عليه (المؤلّف (قدس سره)).
([11]) تاريخ روضة الصفا 2: 541، ط انتشارات خيام.
([12]) في كشف الظنون 1: 419: أنه من الكتب الممتعة المعتبرة، وعدّه حسام الدين في مرافض الروافض من الكتب المعتبرة، واعتمد عليه أبو الحسنات الحنفي في الفوائد البهية وينقل عنه في: 86 و87 و90 و91 وغيرها (المؤلّف (قدس سره)). راجع: كشف الظنون 1: 629، ط وكالة المعارف الجليلة.
([13]) حبيب السير 1: 411.
إمامة خير الأوصياء (عليه السلام) بعد خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله)
قد ثبت بالدلالة القاطعة وجوب الإمامة في كلّ زمان لكونها لطفاً في فعل الواجبات والامتناع عن المقبّحات، فإَنّا نعلم ضرورة ان عند وجود الرئيس المهيب يكثر الصلاح من الناس ويقلّ الفساد، وعند عدمه يكثر الفساد ويقلّ الصلاح منهم، بل يجب ذلك عند ضعف أمره مع وجود هيبته.
وثبت أيضاً وجوب كونه معصوماً مقطوعاً على عصمته، لأنّ جهة الحاجة إلى هذا الرئيس هي إرتفاع العصمة عن الناس وجواز فعل القبيح منهم، فإن كان هو غير معصوم وجب أن يكون محتاجاً إلى رئيس آخر غيره، لأنّ علّة الحاجة إليه قائمة فيه، والكلام في رئيسه كالكلام فيه، فيؤدّي إلى وجوب ما لا نهاية له من الأئمّة أو الانتهاء إلى إمام معصوم وهو المطلوب.
فإذا ثبت وجوب عصمة الإمام فالعصمة لا يمكن معرفتها إلاّ بإعلام الله سبحانه العالم بالسرائر والضمائر، ولا طريق إلى ذلك سواه، فيجب النصّ من الله تعالى عليه على لسان نبيّ مؤيّد بالمعجزات، أو إظهار معجز دالّ على إمامته. وإذا ثبتت هذه الجملة القريبة - التي لا تحتاج فيها إلى تدقيق كثير- سبرنا أحوال الاُمّة بعد وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله) فوجدناهم اختلفوا في الإمام بعده على أقوال ثلاثة:
فقالت الشيعة: الإمام بعده (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين (عليه السلام)، بالنصّ على إمامته.
وقالت العبّاسيّة: الإمام بعده العبّاس، بالنصّ أو الميراث.
وقال الباقون من الاُمّة: الإمام بعده أبو بكر.
وكلّ من قال بإمامة أبي بكر والعبّاس أجمعوا على أنّهما لم يكونا مقطوعاً على عصمتهما، فخرجا بذلك من الإمامة لما قدّمناه، ووجب أن يكون الإمام بعده أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بالنصّ الحاصل من جهة الله تعالى عليه والإشارة إليه، وإلاّ كان الحقّ خارجاً عن أقوال جميع الاُمّة وذلك غير جائز بالاتّفاق بيننا وبين مخالفينا، فهذا هو الدليل العقلي على كونه منصوصاً عليه صلوات الله عليه.
وأما الأدلّة السمعيّة على ذلك فقد استوفاها أصحابنا ـ رضي الله عنهم ـ قديماً وحديثاً في كتبهم، لا سيّما ما ذكره سيّدنا الأجلّ المرتضى علم الهدى ذو المجدين قدّس الله روحه في كتاب الشافي في الإمامة، فقد استولى على الأمد، وغار في ذلك وأنجد، وصوّب وصعّد، وبلغ غاية الاستيفاء والاسقصاء، وأجاب على شُبَه المخالفين التي عوّلوا على اعتمادها واجتهدوا في إيرادها، أحسن اللهّ عن الدين وكافّة المؤمنين جزاءه، ونحن نذكر الكلام في ذلك على سبيل الاختصار والإجمال دون البسط والإكمال.
فنقول: إنّ الذي يدل على أن النبي (صلى الله عليه وآله) نصّ على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالإمامة بعده بلا فصل، ودل على فرض طاعته على كلّ مكلّف قسمان: أحدهما: يرجع إلى الفعل، وإن كان يدخل فيه أيضاً القول، والاخر يرجع إلى القول.
فأمّا النصّ الدال على إمامته بالفعل والقول: فهو أفعال نبينا (صلى الله عليه وآله) المبينة لأمير المؤمنين (عليه السلام) من جميع الاُمة، الدالة على استحقاقه التعظيم والإجلال والتقديم التي لم تحصل ولا بعضها لأحد سواه، وذلك مثل إنكاحه ابنته الزهراء سيّدة نساء العالمين، ومؤاخاته إيّاه بنفسه، وأنّه لم يندبه لأمر مهمّ ولا بعثه في جيش قطَ إلى آخر عمره إلآ كان هو الوالي عليه، المقدم فيه، ولم يولّ عليه أحداً من أصحابه وأقربيه، وأنّه لم ينقم عليه شيئاً من أمره مع طول صحبته إيّاه، ولا أنكر منه فعلاً، ولا استبطأه، ولا استزاده في صغير من الاُمور ولا كبير، هذا مع كثرة ما عاتب سواه من أصحابه إمّا تصريحاً وإمّا تلويحاً.
وأمّا ما يجري مجرى هذه الأفعال من الأقوال الصادرة عنه (صلى الله عليه وآله) الدالة على تميزه عمن سواه، المنبئة عن كمال عصمته وعلوّ رتبته فكثيرة:
منها: قوله (صلى الله عليه وآله) يوم اُحد وقد انهزم الناس وبقي عليّ (عليه السلام) يقاتل القوم حتّى فض جمعهم وانهزموا فقال جبرئيل: «إن هذه لهي المواساة» فقال (صلى الله عليه وآله) لجبرئيل: «عليّ مني وأنا منه» فقال جبرئيل: «وأنا منكما»([1]).
فأجراه مجرى نفسه، كما جعله الله سبحانه نفس النبيّ (صلى الله عليه وآله) في آية المباهلة بقوله: ﴿وأنفسن﴾([2]).
ومنها: قوله عليه واله السلام لبريدة: «يا بريدة، لا تبغض عليّاً، فإنه منّي وأنا منه([3])، إنّ الناس خلقوا من أشجار شتّى وخلقت أنا وعليّ من شجرة واحدة»([4]).
ومنها: قوله: «عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ يدور حيثما دار([5]).
ومنها: ما اشتهرت به الرواية من حديث الطائر، وقوله عليه وآله السلام: «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر» فجاء عليّ (عليه السلام)([6]).
ومنها: قوله (صلى الله عليه وآله) لابنته الزهراء (عليها السلام) لمّا عيّرتها نساء قريش بفقر عليّ (عليه السلام): «أما ترضين يا فاطمة أنّي زوّجتك أقدمهم سلماً، وأكثرهم علماً، إنّ اللهّ عزّ وجلّ اطّلع على أهل الأرض اطلاعة فاختار منهم أباك فجعله نبيّاً، واطّلع عليهم ثانية فاختار منهم بعلك فجعله وصيّاً، وأوحى إليّ أن اُنكحه، أما علمت يا فاطمة أنّك بكرامة الله إيّاك زوجتك أعظمهم حلماً، وأكثرهم علماً، وأقدمهم سلماً».
فضحكت فاطمة (عليها السلام) واستبشرت، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «يا فاطمة إنّ لعليّ ثمانية أضراس قواطع لم تجعل لأحد من الأوّلين والآخرين، هو أخي في الدنيا والآخرة، ليس ذلك لغيره من الناس، وأنت يا فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة زوجته، وسبطا الرحمة سبطا يولده، وأخوه المزيّن بالجناحين في الجنّة يطير مع الملائكة حيث يشاء، وعنده علم الأوّلين والآخرين، وهو أوّل من آمن بي، وآخر الناس عهداً بي، وهو وصّي ووارث الوصيّين»([7]).
ومنها: قوله (صلى الله عليه وآله) فيه: «أنت مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد العلم فليأت من الباب»([8]).
وما رواه عبدالله بن مسعود: أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) استدعى عليّاً فخلا به، فلمّا خرج إلينا سألناه: ما الذي عهد إليك؟ فقال: «علّمني ألف باب من العلم، فتح لي كلّ باب ألف باب»([9]).
ومنها: أنّه جعل محبّته علماً على الإيمان، وبغضه علماً على النفاق بقوله فيه: «لايحبّك إلاّ مؤمن، ولا يبغضك إلاّ منافق»([10]).
ومنها: أنّه عليه وآله السلام جعل ولايته عَلَماً على طيب المولد، وعداوته عَلَماً على خبث المولد، بقوله «بوروا([11]) أولادكم بحبّ عليّ بن أبي طالب، فمن أحبّه فاعلموا أنّه لرشدة، ومن أبغضه فاعلموا أنّه لغيّة([12]). رواه جابر بن عبدالله الأنصاري عنه.
وروى عنه أبو جعفر الباقر (عليه السلام) قال: «سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعليّ (عليه السلام): ألا أسرّك، ألا أمنحك، ألا آبشّرك؟ فقال: بلى يا رسول الله قال: خلقت أنا وأنت من طينة واحدة ففضلت منها فضلة فخلق الله منها شيعتنا، فإذا كان يوم القيامة دعي الناس باسماء اُمّهاتهم، سوى شيعتنا فإنهم يدعون بأسماء ابائهم لطيب مولدهم»([13]).
وروي عن جابر أنه كان يدور في سكك الأنصار ويقول: عليّ خير البشر فمن أبى فقد كفر، معاشر الأنصار بوروا أولادكم بحب عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، فمن أبى فانظروا في شأن اُمّه ([14]).
ومنها: عن ابن عبَاس: أنَ النبي صلّى النبي عليه وآله وسلم قال: «إذاكان يوم القيامة دعي الناس كلّهم بأسمائهم ما خلا شيعتنا فإنهم يدعون بأسماء آبائهم لطيب مواليدهم»([15]).
ومنها: أنه جعله وشيعته الفائزون، رواه أنس بن مالك عنه (صلى الله عليه وآله): «يدخل الجنة من اُمتي سبعون ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب» ثمّ التفت إلى علي (عليه السلام) فقال: «هم شيعتك وأنت إمامهم»([16]).
ومنها: أنه (عليه السلام) سد الأبواب في المسجد إلاّ بابه (عليه السلام)، روى أبو رافع قال: خطب النبيّ (صلى الله عليه وآله) فقال: «أيّها النّاس إنّ الله تعالى أمر موسى بن عمران أن يبني مسجداً طاهراً لا يسكنه إلاّ هو وهارون وابنا هارون شبر وشبير، وإنّ الله أمرني أن أبني مسجداً لا يسكنه إلاّ أنا وعليّ والحسن والحسين، سدوا هذه الأبواب الاّ باب عليّ».
فخرج حمزة يبكي وقال: يا رسول الله أخرجت عمّك وأسكنت ابن عمّك! فقال: «ما أنا أخرجتك وأسكنته، ولكنّ الله أسكنه».
فقال بعض الصحابة ـ وقيل: هو أبو بكر: دع لي كوّة أنظر فيها، فقال: «لا، رأس إبرة» ([17]).
وروى زيد بن أرقم عن سعد بن أبي وقّاص قال: سدّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) الأبواب إلاّ باب عليّ([18]).
وإلى هذا أشار السيّد الحميري في قصيدته المذهّبة بقوله؟
صهرُ النبيّ وجارهُ في مسجدٍ
طهر بطيبة للرسولِ مطيّب
سيّان فيه عليهِ غير مذمّمٍ
ممشاه إِن جنباً وإن لَم يجنب ([19])
وأمثال ما ذكرناه من الأفعال والأقوال الظاهرة التي جاءت بها الأخَبار المتظاهرة ولا يخالف فيها ولن ولا عد ـ كثير- يطول هذا الكتاب بذكرها، وإنّما شهدت هذه الأفعال والأقوال باستحقاقه (عليه السلام) الإمامة، ودلّت على أنّه (عليه السلام) أحقّ بمقام الرسول عليه وآله السلام، وأولى بالإمامة والخلافة من جهة أنّها إذا دلّت على الفضل الأكيد، والاختصاص الشديد، وعلوّ الدرجة، وكمال المرتبة، علم ضرورة أنّها أقوى الأسباب والوصلات إلى أشرف الولايات. لأنّ الظاهر في العقل أن من كان أبهر فضلاً، وأجلّ شأناً، وأعلى في الدين مكاناً، فهو أولى بالتقديم، وأحقّ بالتعظيم، والإمامة، وخلافة الرسول (صلى الله عليه وآله) هي أعلا منازل الدين بعد النبوّة، فمن كان أجلّ قدراً في الدين، وأفضل وأشرف على اليقين، وأثبت قدماً، وأوفر حظّاً فيه، فهو أولى بها، ومن دلّ على ذلك من حاله دل على إمامته.
ولأنّ العادة قد جرت فيمن يرشّح لجليل الولايات، ويؤهّل لعظيم الدرجات، أن يصنع به بعض ما تقدّم ذكره، يبيّن ذلك أنّ بعض الملوك لو تابع بين أفعال وأقوال في بعض أصحابه طول عمره وولايته يدل على فضل شديد، وقرب منه في المودّة والمخالصة والاتحاد، لكان عند أرباب العادات بهذه الأفعال مرشّحاً له لأفضل المنازل، وأعلى المراتب بعده، ودالاً على استحقاقه لذلك. وقد قال قوم من أصحابنا: إن دلالة العقل ربما كانت آكد من دلالة القول؛ لأنها أبعد من الشبهة، وأوضح في الحجة، من حيث إنّ ما يختصَ بالفعل لا يدخله المجاز ولا يتحمل التأويل، وأمّا القول فيحتمل ضروباً من التأويل ويدخله المجاز وبالله التوفيق.
إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي
([1]) تفسير فرات الكوفي: 22 و 25 تفسير القمي 1: 116، الكافي 8: 110 |90 و 328 | ضمن حديث 502، علل الشرائع: 7 | 3، عيون أخبار الرضا 7 1: 85، ارشاد المفيد 1: 85، الخصال: 556، مناقب ابن شهراَشوب 3: 124، فضائل أحمد: 171 | 241 و 172 | 242، تاريخ الطبري 2: 514، المعجم الكبير للطبراني 1: 318 | 941، ربيع الأبرار للزمخشري 1: 833، تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة الإمام عليّ (عليه السلام) 167 / 214 و 215، الكامل في التاريخ 2: 154، كفاية الطالب: 274 و 275، ذخائر العقبى: 86، ونقله المجلسي فى بحار الأنوار 20: 95.
([2]) آل عمران3: 61.
([3]) مسند أحمد5: 356، خصائص النسائي: 110 | 90، مناقب ابن المغازلي: 225 | 217، مجمع الزوائد9: 128، وفي جميعها ضمن رواية.
([4]) مستدرك الحاكم 2: 241 شواهد التنزيل 1: 288 | 395، مناقب ابن المغازلي: 400 | 454، الفردوس بمأثور الخطاب 1: 44 | 9، مناقب الخوارزمي: 87، تاريخ ابنعساكر ـ ترجمة الاٍ مام علي 7 ـ 1: 142 | 176، مجمع الزوائد 9: 100.
([5]) مناقب ابن شهراشوب3: 62، تاريخ بغداد 14: 321.
([6]) أمالي الصدوق: 3 | 521، ارشاد المفيد1: 38، أمالي الطوسي 1: 259، فضائل أحمد: 42 | 68، صحيح الترمذي 5: 636 | 3721، خصائص النسائي 29 | 10، المعجم الكبير للطبراني 1: 352 | 730، مستدرك الحاكم 3: 130، تاريخ جرجان: 169 | 228، حلية الأولياء 6: 339، أخبار اصبهان 1: 232، تاريخ بغداد 3: 171 و 9: 369 و 11: 376، مناقب الخوارزمي: 59، مناقب ابن المغازلي: 156 | 189 ـ212، تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة الإمام علي 7 ـ 2: 105 | 609 | 642، تذكرة الخواص: 44، تذكرة الحفاظ 2: 1042، اسد الغابة 4: 30، جامع الأصول 8: 653 | 6494، كفاية الطالب: 144، ذخائر العقبى: 61، سير أعلام النبلاء 13: 232، ميزان الأعتدال 1: 411 / 1505 و 3: 58 | 7671 و 4: 583 | 10703، لسان الميزان1: 42 | 85 و 7: 119 | 1297، مجمع الزوائد 9: 125.
وقد تواتر وروده بطرق شتى وأسانيد مختلفة، بالاضافة إلى أن الإمام علي (عليه السلام) احتج به في يوم الدار، فقال:
انشدكم بالله هل فيكم احد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فجاء أحد غيري؟ فقالوا: اللهم لا، فقال: اللهم أشهد.
وقد روى هذا الحديث بضعة وتسعون نفساً كما ذكره ابن كثير في البداية والنهاية 7: 452.
([7]) ارشاد المفيد1: 36 الخصال: 412 | 16، مناقب ابن المغازلي: 101 | 144، وأورد الخوارزمي في المناقب: 63 صدر الحديث.
([8]) تاريخ جرجان: 7 | 65، مستدرك الحاكم 3: 126، تاريخ بغداد 11: 49 مناقب ابن المنازلي: 80 | 120 و 81 | 121 و 122، مناقب الخوارزمي: 4، تاريخ دمشق ـ ترجمة الامام علي (عليه السلام) ـ 2: 466 | 985 و 469 | 988 و 470 | 991 و 473 | 992، تذكرة الخواص: 52، اُسد الغابة 4: 22، كفاية الطالب: 220ـ 221، ذخائر العقبى: 77
([9]) بصائر الدرجات: 333، الاختصاص 282، مناقب ابن شهرآشوب 2: 36 وذكره باختلاف في صدره ابن عساكر في تاريخه ـ ترجمة الإمام علي (عليه السلام) ـ 2: 483 | 1003.
([10]) ارشاد المفيد1: 40، أمالي الطوسي 1: 264، مسند الحميري 1: 31 | 58، المصنف لابن أبي شبية 12: 57 | 12113، صحيح مسلم 1: 86 | 131، سنن ابن ماجة 1: 42 | 114 السنة لابن أبي عاصم 584 | 1325، مسند أحمد 1: 95 فضائل أحمد: 45 | 71 و 122 | 181 و 156 | 224 و 160 | 229 و 214 | 292، صحيح الترمذي 5: 643 | 3736، خصائص النسائي 118 | 100 و 101، سنن النسائي8: 116، الايمان لابن مندة 2: 7 06 | 532، حلية الأولياء 4: 5 8 1، تاريخ بغداد 2: 255 و 14: 426، تذكرة الخواص: 35 اُسد الغابة 4: 26، ذخائر العقبى: 91.
([11]) بوروا: أي امتحنوا. «انظر: الصحاح ـ بور ـ2: 597»
([12]) ارشاد المفيد 1: 45، ونقله المجلسي في بحار الأنوا ر 38: 189.
([13]) ارشاد المفيد 1: 44، أمالي المفيد: 311 | 3، أمالي الطوسي 2: 71، بشارة المصطفى: 14 و 20، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 38: 189.
([14]) انظر: أمالي الصدوق 6 | 71، مائة منقبة لابن شاذان: 128 | 63 و 138 | 70، تاريخ بغداد7: 421، تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة الامام علي ـ 2: 444 | 955 و 445 | 956 و 957، كفاية الطالب245، 246، سير أعلام النبلاء 8: 205، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 38: 189.
([15]) ارشاد المفيد1: 44، ونقله المجلسي في بحار الأنوار38: 189
([16]) ارشاد المفيد 1: 42، بشارة المصطفى: 163، مناقب ابن المغازلي 293 | 335، مناقبالخوارزمي: 235.
([17]) مناقب ابن المغازلي: 252 | 301 و 299 | 343 صدر الحديث، ونقله المجلسي في بحارالأنوار 38 / 190، وانظر ما أورده ابن عساكر في تاريخه ـ ترجمة الامام علي ـ1: 275 ـ 305 بالفاظ مختلفة عن عدة من الصحابة.
([18]) مسند أحمد 4: 369، فضائل أحمد: 72 | 109، خصائص النسائي: 59 | 38، مناقب ابن المغازلي: 255 | ذيل حديث 304، مناقب الخوارزمي: 234، تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة الامام علي ـ 1: 279 | 324، كلها ضمن. رواية، ونقله المجلسي في بحار الأنوار38: 190.
([19]) نقله المجلسي في بحار الأنوار 38: 190.