emamian

emamian

الأربعاء, 13 تموز/يوليو 2022 12:11

لماذا واقعة الغدير خالدة؟

لقد تعلّقت المشيئة الربانية بأن تبقى واقعة الغدير التاريخية في جميع القرون والعصور كتاريخ حيّ يجتذب القلوب والافئدة، ويكتب عنه الكتّاب الاسلاميون في كل عصر وزمان ويتحدثون حوله في مؤلفاتهم المتنوعة في مجال التفسير والتاريخ والحديث والعقائد، كما يتحدث حوله الخطباء في مجالس الوعظ ومن فوق صهوات المنابر، ويعتبرونها من فضائل الإمام «علي» الذي لا يتطرق إليها أي شك أو ريب.

ولم يقتصر هذا على الكتّاب والخطباء بل استلهم الشعراء من هذه الواقعة الكبرى التي فجرت بالتفكير حول هذه الحادثة، وبالاخلاص لصاحب الولاية ينابيع التعبير في وجودهم فأنشئوا أروع القصائد، وجادت قرائحهم بأنواع مختلفة من القصيد الجميل، وخلّفوا لمن بعدهم وبلغات مختلفة آثارا أدبية ولائية خالدة.

ولهذا قلّما نجد حادثة تاريخية حظيت في العالم البشري عامة وفي التاريخ الاسلامي والامة الاسلامية خاصة بمثل ما حظيت به واقعة الغدير، وقلما استقطبت اهتمام الفئات المختلفة من المحدّثين والمفسرين والكلاميين والفلاسفة، والشعراء والأدباء، والكتّاب والخطباء، وارباب السير والمؤرخين كما استقطبت هذه الحادثة، وقلّما اعتنوا بشيء مثلها اعتنوا بها.
 
إن من أسباب خلود هذه الواقعة الكبرى ودوام هذا الحديث هو: نزول آيتين من آيات القرآن الكريم فيها([1])، فما دام القرآن الكريم باقيا مستمرا يتلى آناء الليل وأطراف النهار تبقى هذه الحادثة في الاذهان والنفوس ولا تمحو خاطرتها من العقول والقلوب.
وحيث إن المجتمع الاسلاميّ في العصور الغابرة وكذا الطائفة الشيعية كانوا يعتبرون هذا اليوم عيدا كبيرا من الأعياد الدينية، وكانوا يقيمون فيها ما يقيمونه من المراسيم في الأعياد الاسلامية لهذا فإن هذه الحادثة التاريخية (حادثة الغدير) قد اتخذت طابع الابديّة والخلود الذي لا تمحى معه خاطرتها من الأذهان والخواطر.

هذا ويستفاد من مراجعة التاريخ بوضوح أن اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة الحرام كان معروفا بين المسلمين بيوم عيد الغدير وكانت هذه التسمية تخطى بشهرة كبيرة إلى درجة أن ابن خلّكان يقول حول «المستعلي بن المستنصر»: فبويع في يوم غدير خمّ وهو الثامن عشر من شهر ذي الحجة سنة 487([2]).

وقال في ترجمة المستنصر بالله العبيدي: وتوفي ليلة الخميس لا ثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة سبع وثمانين واربعمائة، قلت: وهذه هي ليلة عيد الغدير اعني ليلة الثامن عشر من شهر ذي الحجة وهو غدير خم([3]).

وقد عدّه ابو ريحان البيروني في كتابه «الآثار الباقية» ممّا استعمله أهل الاسلام من الأعياد([4]).
 
وليس ابن خلّكان وابو ريحان البيروني، هما الوحيدان اللذان صرّحا بكون هذا اليوم هو عيد من الاعياد، بل هذا الثعالبيّ قد اعتبر هو الآخر ليلة الغدير من الليالي المعروفة بين المسلمين([5]).
 
إن عهد هذا العيد الاسلامي وجذوره ترجع إلى نفس يوم «الغدير» لأن النبي (صلى الله عليه وآله) أمر المهاجرين والانصار بل أمر زوجاته ونساءه في ذلك اليوم بالدخول على «عليّ» (عليه السلام) وتهنئته بهذه الفضيلة الكبرى.
يقول زيد بن ارقم: كان أول من صافق النبي (صلى الله عليه وآله) وعليا: أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وباقي المهاجرين والانصار وباقي الناس([6]).
 
الدلائل الاخرى على أبديّة الغدير:
ويكفي في أهميّة هذا الحدث التاريخي أنّ هذه الواقعة التاريخية رواها مائة وعشرة صحابيّ، على أن هذه العبارة لا تعني أنّ رواية هذه الواقعة اقتصرت على هؤلاء المائة والعشرة من ذلك الحشد الهائل بل يعني أن هؤلاء جاء ذكرهم في كتب أهل السنّة ومصنفاتهم.
 
صحيح أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ألقى خطابه المذكور الذي تضمّن نصب عليّ (عليه السلام) للخلافة في مائة الف او يزيدون من الناس ولكن كثيرا منهم كانوا قد أتوا من مناطق نائية من الحجاز ولهذا لم يروعنهم هذا الحديث، كما ان كثيرا من الذين حضروا ذلك المشهد التاريخي العظيم رووا ونقلوا للآخرين هذا الحديث ولكن التاريخ لم يوفق لذكر أسمائهم، أو إذا تمّ ذلك لكن لم يصل إلينا.
 
ثم إنّه روى هذا الحديث في القرن الثاني الاسلاميّ وهو عصر التابعين تسعة وثمانون تابعيا.
وقد بلغ عدد من روى حديث «الغدير» في القرون اللاحقة في كتابه من علماء أهل السنة وفضلائهم ثلاثمائة وستون شخصا، وصحّحه جمع كبير منهم واعترفوا بتواتره.
ففي القرن الثالث رواه
اثنان وتسعون عالما.
وفي القرن الرابع رواه
أربعة واربعون.
وفي القرن الخامس رواه
أربعة وعشرون.
وفي القرن السادس رواه
عشرون.
وفي القرن السابع رواه
واحد وعشرون.
وفي القرن الثامن رواه
ثمانية عشر.
وفي القرن التاسع رواه
ستة عشر.
وفي القرن العاشر رواه
أربعة عشر.
وفي القرن الحادي عشر رواه
اثنا عشر.
وفي القرن الثاني عشر رواه
ثلاثة عشر.
وفي القرن الثالث عشر رواه
اثنا عشر.
وفي القرن الرابع عشر رواه
عشرون عالما.
ولم يكتف البعض بنقل ورواية هذا الحديث في كتبهم ومؤلّفاتهم بل ألّفوا حوله رسائل أو كتبا مستقلة.
وقد ألّف المؤرخ الاسلامي الكبير «الطبري» كتابا في هذا المجال أسماه «الولاية في طرق حديث الغدير» روى فيه هذا الحديث عن النبي بخمس وسبعين سندا.
 
ولقد روى «ابن عقدة» في رسالة «الولاية» هذا الحديث بمائة وخمسين حديثا.
وروى أبو بكر محمّد بن عمر البغدادي المعروف بالجمعاني هذا الحديث بخمس وعشرين سندا.
كما روى من علماء الحديث هذه الواقعة نظراء:
أحمد بن حنبل الشيباني
بـ 40 سندا
ابن حجر العسقلاني
بـ 25 سندا
الجزري الشافعي
بـ 80 سندا
أبو سعيد السجستاني
بـ 120 سندا
الأمير محمّد اليمني
بـ 40
النسائي
بـ 250 سندا
أبو العلاء الهمداني
بـ 100 سندا
أبو العرفان الحبان
بـ 30 سندا
 
وبلغ عدد من ألّف رسالة خاصة أو كتابا مستقلا حول هذه الواقعة وخصوصياتها وتفاصيلها 26 شخصا ولعلّ هناك غيرهم ممن ألّف كتابا أو رسالة مستقلّة حول هذه الحدث التاريخي الهامّ لم يذكر التاريخ أسماءهم، أو ضاعت مؤلفاتهم مع التطورات التي طرأت على الأمة الإسلامية وضيّعت الكثير من تراثها الفكريّ خلال عمليات الاغارة والنهب أو الهدم والإحراق (ولقد اقتبسنا كل هذه الاحصاءات من كتاب الغدير الجزء الاول).
ولقد كتب علماء الشيعة كتبا قيمة حول هذه الواقعة أجمعها واشملها كتاب «الغدير» بقلم العلامة الجليل والكاتب الاسلامي القدير المرحوم آية الله الشيخ الأميني (قدس سره)، والذي يقع في أحد عشر مجلدا في ما يقرب من ستة آلاف صفحة، وقد استفدنا كثيرا من تلك الموسوعة في تنظيم الفصل الحاضر.
 
ثم ان النبي (صلى الله عليه وآله) لم يلبث ان نزل عليه قوله تعالى بعد نصبه عليا لإمرة المسلمين في تلك الواقعة:
«الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً»([7]).
فكبّر النبي (صلى الله عليه وآله) بصوت عال ثم أضاف قائلا:
«الحمد لله على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الربّ برسالتي، وولاية عليّ بن أبي طالب من بعدى».
ثم نزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) من ذلك المنبر المصنوع من حدائج الابل وأمر امير المؤمنين عليّا (عليه السلام) أن يجلس في خيمة وأمر أطباق الناس وكلّ من حضر المشهد من امته ومنهم الشيخان ومشيخة قريش ووجوه الأنصار كما أمر امّهات المؤمنين بالدخول على أمير المؤمنين (عليه السلام) وتهنئته على تنصيبه لمنصب الامامة والخلافة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله).
ففعل الناس ذلك وانكبّوا على «علي» (عليه السلام) بأيديهم وكان أول من صافق وهنأ عليّا أبو بكر وعمر واصفين إياه بالولاية.
وهنا قام «حسان بن ثابت الأنصاري» شاعر الاسلام واستأذن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أن ينشد شعرا بهذه المناسبة، فأذن له رسول الله (صلى الله عليه وآله) قائلا: قل على بركة الله.

 
فقام حسان وقال:
يناديهم يوم الغدير نبيهم
 بخم وأسمع بالنبيّ مناديا
 وقد جاءه جبريل عن أمر ربّه
 بأنّك معصوم فلا تك وانيا
 وبلّغهم ما انزل الله ربهم
 إليك ولا تخشى هناك الأعاديا
 فقام به إذ ذاك رافع كفّه
 بكف عليّ معلن الصوت عاليا
 فقال فمن مولاكم ووليّكم
 فقالوا ولم يبدوا هناك تعاميا
 إلهك مولانا وأنت وليّنا
 ولن تجدن فينا لك اليوم عاصيا
 فقال له: قم يا عليّ فإنني
 رضيتك من بعدي إماما وهاديا
 فمن كنت مولاه فهذا وليّه
 فكونوا له أنصار صدق مواليا
 هناك دعا اللهم وال وليّه
 وكن للذي عادى عليّا معاديا
 فيا ربّ انصر ناصريه لنصرهم
 امام هدى كالبدر يجلو الدياجيا

  
ولقد كان هذا الحديث على مدى التاريخ الاسلامي اكبر دليل على أفضلية علي (عليه السلام) على جميع صحابة النبي (صلى الله عليه وآله) كافة، حتى أن أمير المؤمنين عليا (عليه السلام) احتج به مرارا فقد احتج به في مجلس الشورى الذي عقد لتعيين الخليفة عقيب وفاة الخليفة الثاني، وفي أيام خلافة عثمان وفي أيام خلافته (عليه السلام) أيضا، كما أن شخصيات كثيرة من وجوه المسلمين احتجوا به على منكري حق عليّ وأفضليته وكان ذلك دأبهم دائما وأبدا.
 
سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله)، آية الله الشيخ جعفر سبحاني


([1]) المائدة: 67 و 3.
([2])وفيات الأعيان: ج 1 ص 60.
([3])وفيات الأعيان: ج 1 ص 60.
([4])ترجمة الآثار الباقية: ص 395 الغدير: ج 1 ص 267.
([5])ثمار القلوب: ص 511.
([6]) راجع مصدره في الغدير: ج 1 ص 270.
([7]) المائدة: 1 و3.

الأربعاء, 13 تموز/يوليو 2022 12:08

بالعدل تستقيم حياة الأسرة

ولأنّ الظّلم لا يطاق، ولأنّ الظّلم بشع، لهذا يصبح غياب العدل في الأسرة كما قال الشّاعر:

وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضةً******على المرءِ من وَقْعِ الحُسامِ المُهنَّدِ

العدل أساس أيّ سلطة

إنَّ العلاقات داخل الأسرة محكومة بطبيعة عفويّة تلقائيّة؛ علاقة غير رسميّة، علاقة تحكمها مسبقاً المقبوليّة والخضوع وخفض الجناح وعدم الرّغبة بالتمرّد، وما إلى هنالك من احترام سلطة الأهل من قبل الأولاد، أو احترام موقعيّة الزّوج بالنّسبة إلى الزّوجة، أو الزّوجة بالنّسبة إلى الزّوج، وهكذا.

لهذا، يجب أن يحضر العدل بقوّة في كلّ تفاصيل جوّ البيت، وأن ينساب طبيعيّاً، ويجب أن يعي أصحاب هذه السّلطة الأمر جيّداً، لأنّ السّلطة خطرة، فكيف إذا كانت على أناسٍ أنت تنفق عليهم، ولا مجال للاعتراض، فيصبح حال أفراد البيت حال من لا يجد عليك ناصراً إلا الله. لهذا، مطلوب أن يشيع في الأسرة مناخ العدل، لأنّه يستحيل أن نُدخل القضاء والمحاكم والقوانين لتفصل بين الزّوج والزّوجة، أو بين الأب وأولاده، وبين الأولاد وأمّهم، وهكذا، كما يحصل الآن في المجتمعات الغربيّة، حيث باتت ساحة الأسرة كساحة المصنع أو المعمل أو المؤسّسات، بلا روح، والقوانين هي السّائدة فقط.

العلاقة الزّوجيّة عدل ورحمة

والبداية هي بالعلاقة الزّوجيّة، حيث إنّ هذه العلاقة، إن تحقّق فيها العدل، فإنّنا نستغني عن كثيرٍ من المطالبة بالقوانين لرفع الغبن عن الزّوجات، لأنّ الأمور لن تصل إلى هذا الحدّ. وعظمة الإسلام، أنّه أضاف إلى شروط العدل خلطةً أخرى، فهو جعل العدل في العلاقة الزّوجيّة ممزوجاً بالمودّة والرّحمة والمعروف والسّكن، فالزّوج الّذي يخاف الله ويخشى ألا يكون عادلاً، لن يغشّ زوجته، ولن يبخل عليها أو يقسو، وأيضاً لن يعنّفها. لا وجود للعنف في قاموس البيت المؤمن، لماذا؟ لأنّه بيت تحكمه الآية: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) (الرّوم/ 21) ، وكذلك الأمر بالنّسبة إلى الزّوجة، فهي إن قدّرت ظروف زوجها، وكانت عادلةً في الحكم على تصرّفاته، وفي تقدير حاجاته وتفهّمها، فإنّ الكثير من المشاكل ستزول ولن تستمرّ.

الزّوج شريك وليس حاكماً

قبل أن تفتّشوا عن القوانين الجامدة بموادّها المتشعّبة، فتّشوا عن العدل، ربّوا أولادكم عليه، اِجعلوه البوصلة لضبط كلّ مشاكل العلاقة في الأسرة. إنّ السّلطة الأبويّة أو الذّكوريّة في مجتمعنا، لا تزال، للأسف، تُمارس بكثير من التعنّت... فعندما يتعلّق الأمر بحقوق الرّجل، تصبح الأمور على المسطرة وبالميزان الدّقيق، وعندما يتعلّق الأمر بحقوق المرأة، فإنَّ الموضوع يتمّ غضّ النّظر عنه، فأين العدل في أن تعتبر وقت راحتك مقدّساً، ووقت راحتها ليس كذلك؟ أن تعتبر أنّ الطّريقة الّتي تفكّر فيها أنت هي التي يجب أن تحكم، ولا تستمع إلى من يشاركك هذه الحياة؟ فعدم أخذ الرّأي هو أيضاً ظلم، وعدم أخذ رغبات الآخر الّذي يعيش معك بعين الاعتبار، هو الظّلم بعينه...

وفي هذا المجال، ندعو الزّوج إلى النّظر بكلّ مسؤوليّة إلى شريكة حياته الّتي أفنت حياتها في سبيل تأمين الحياة الكريمة له ولأولاده، وعليه الالتفات إلى حفظها من بعده، كي لا تبقى عالةً على أولادها، وخصوصاً أنّها هي من ساعدته على تأمين ظروف الإنتاج.

العدل بين الأولاد

والحديث عن العدل في البيت أيضاً، يأخذنا إلى الحديث عن العدل مع الأولاد. وعظمة الإسلام في هذا الموضوع، أنّه لاحظ العدل في أبسط الأمور، بدءاً من النّظرة، وصولاً إلى العطاء والهديّة، إضافةً إلى الرّعاية، والاهتمام، والحبّ، والتّشجيع، والمكافأة، وإدخال الفرح والسّرور، وتبادل الحديث، وحتّى النّظرة والابتسام، وقد كثُرت الأحاديث في ذلك، ففي الحديث عن رسول الله (ص): «إنَّ الله يحبّ أن تعدلوا بين أولادكم، كما يحبّ أن تعدلوا مع أنفسكم».

ولذلك، عندما أبصر رسول الله (ص) رجلاً له ولدان قبّل أحدهما وترك الآخر، قال له رسول الله (ص): «هل واسيت بينهما؟»، أي هل ساويت؟

وفي الحديث أيضاً: «اعدلوا بين أولادكم في النُّحْل (أي العطاء)، كما تحبّون أن يعدلوا بينكم في البرّ واللّطف».

وورد في السّيرة عن النّعمان بن بشير، وهو أحد صحابة رسول الله (ص)، أنّه قال: أعطاني أبي عطيّةً، فقالت لي أمّي عميرة بنت رواحة: لا أرضى أن تأخذ هذه حتّى يشهد على ذلك رسول الله (ص)، (لاحظوا موقف هذه الأمّ التي لم ترض أن يتصرّف زوجها بظلم مع أولادها). يكمل الرّجل ويقول: فأتى والدي إلى رسول الله ليشهده على عطيّته ويثبّتها لي... فقال له رسول الله (ص): «أكلّ أولادك أعطيت؟»، قال أبي: لا. فقال رسول الله (ص): «اذهب، فإنّي لا أشهد على جور».

لقد كان رسول الله قاطعاً وحاسماً في رفضه التّمييز بين الأولاد، وكان يرى في التّمييز إخلالاً بكيان الأسرة وتماسكها وترابطها، فالولد الّذي يشعر بالغبن داخل الأسرة من أبيه أو أمّه، سيتحوَّل عنده هذا الشّعور إلى حقدٍ دفينٍ تجاه من عليه واجب احترامه وتقديره والإحسان إليه، وعلى إخوته الّذين يراهم أخذوا حقّاً له، فمن الجور أن تعطي بغير عدل، وهو خلاف التّقوى، والرّسول قال: «اتّقوا اللّه واعدلوا بين أولادكم».

الابنة قبل الابن

لا يمكن أن نتحدّث عن عدلٍ داخل الأسرة، إلا ونتحدّث عن العدل المطلوب بين الأولاد الذّكور والإناث. وإنَّه بحمد الله، ونتيجة الوعي، صارت مظاهر التذمّر من أن يرزق المرء بالبنت أقلّ من السّابق، ونريدها أن تُمحى نهائيّاً، فالله يرزقنا البنين كما البنات، وآن الأوان لأن نخلّف مظاهر التّمييز بين الذّكر والأنثى وراءنا.

وهنا، ندعو الأهل إلى إدخال مستقبل الفتاة في الحساب، ولا سيّما على مستوى التّعليم والعمل وتأمين حياتها، كما ندعوهم إلى عدم التدخّل في التّقسيم الشّرعيّ الدّيني للإرث، الّذي يراعي حقوق الذّكر والأنثى. وفي حال أرادوا أن يتدخّلوا، فلا بأس، ولكن ليتدخّلوا بالعدل ولحساب البنت، ليزيدوا من نصيبها وليس العكس، وخصوصاً أنّ الجميع بات يدرك، وبالتّجربة، أنّ البنت هي الّتي تحفظ أهلها، وغالباً أكثر من الابن، وتضحّي لأجل ذلك، وتنفق عليهم... علماً أنّ الإسلام رفع من مكانة البنت، عندما أعاد إليها إنسانيّتها المفقودة، وأشار إلى قدراتها وإمكاناتها، ودعا إلى إعطائها حقّها في الرّعاية والاهتمام والتّشجيع، وتوفير الفرص من دون تمييز... ففي الحديث عن رسول الله: «من كانت له ابنة فلم يهنها، ولم يؤثر ولده الذّكر عليها، أدخله الله الجنّة البتّة».

حقّ الخادمة

وفي حديثنا عن العدل داخل البيت، صار لزاماً علينا في أيّامنا هذه، بل أصبحت الحاجة ماسّةً إلى الحديث عن عدل كلّ أفراد الأسرة مع الّذين يخدمون في هذه المنازل، فقد يؤخذ على مجتمعاتنا أنّها تتصرّف مع الخادمات ومدبّرات المنازل بخلفيّات تمييزيّة، تصل إلى حدّ العنصريّة، فقد تعيش تحت رحمة حتّى الصّغار في الأسرة، الّذين يتعلّمون من الكبار، فلا يحترمون لها وقت راحة، ولا قدرات ذهنيّة أو جسديّة.

إنَّ علينا كمجتمع إيمانيّ أن نبرهن عن رقيّنا، فلا نظلم من هاجروا من أجل أقدس قيمة، وهي العمل وكسب العيش الكريم، ولأجله يعانون الغربة، ويبتعدون عن أهلهم وأوطانهم وأطفالهم. إنَّ ظلم أولئك لهو من الجور الّذي حذَّر الإسلام منه، إنَّنا مدعوّون إلى أن نقدّم أنموذجاً في حسن التّعامل مع هؤلاء، أن نؤدّي حقوقهم كاملة، وأن نحسن إليهم، فلا نتذاكى عليهم أو نلتفّ من أجل فرض شروطنا. إنَّ الموضوع يحتاج إلى تدقيق وإعادة نظر، وألا نكون من الذين يغصبون حقّ المستضعفين، وسنُطالب به يوم القيامة. والرّسول كان قد أوصى أصحابه بالخدم، حينما قال عنهم: «إخوانكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان له أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا يكلّفه ما يغلبه، فإن كلّفه ما يغلبه فليعنه».

لنجعل من أسرنا مدارس ومعاهد لبناء قيمة العدل، ننطلق منها لبناء وطن العدل، وأمّة العدل، فالأسرة التي لا يسود فيها جوّ العدل، ستُخرّج ظَلَمَةً صغاراً، والصّغار سيكبرون ويصبح الظّلم ديدنهم، إلّا من رحم ربّي.

 

ما هو عنصر المغنيسيوم؟

المغنيسيوم هو رابع أكثر المعادن وفرة في جسم الإنسان، ولا يمكن للجسم الحصول على هذا المعدن لوحده بل يحتاج الى نظام غذائي معين للحصول عليه.

ويمكن أيضاً الحصول عليه عن طريق مكملات المغنيسيوم إذا كانت مستوياته منخفضة في الجسم. وفيما يأتي نتناول فوائد المغنيسيوم المختلفة.

المصادر التي يتوافر فيها المغنيسيوم:

من الممكن التركيز على تناول المغنيسيوم من مصادره الطبيعية، ومن الممكن العثور على المغنيسيوم في الأطعمة الآتية:

السبانخ.

المكسرات.

الموز.

الشوكولاتة الداكنة.

الأفوكادو.

السمك.

دقيق الشوفان.

البقوليات.

كما يمكن أن يتوفر المغنيسيوم في بعض الأعشاب، مثل: البرسيم الحجازي، والأرقطيون، والكُنباث، وعرق السوس والقراص الكبير.

فوائد المغنيسيوم للجسم:

إن هذه الجزيئات المعدنية من المغنيسيوم عبارة عن معادن يحتاج الناس إلى استهلاكها بكميات كبيرة نسبياً نحو 100 ملليغرام على الأقل يومياً، وجرى ربط مستويات المغنيسيوم المنخفضة في الجسم بأمراض مثل:

هشاشة العظام.

ارتفاع ضغط الدم.

الشرايين المسدودة.

أمراض القلب الوراثية.

مرض السكري.

انخفاض خطر الإصابة بمرض السكري:

هناك رابط مهم بين الوجبات الغذائية عالية المغنيسيوم وانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري، حيث إن المغنيسيوم يلعب دوراً مهماً في السيطرة على الجلوكوز وأيض الأنسولين.

ونجد أن نقص المغنيسيوم قد يزيد من مقاومة الأنسولين، وهي حالة تحدث غالباً قبل الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

ويجري تناول مكملات المغنيسيوم لتحسين حساسية الأنسولين لدى الأشخاص الذين يعانون انخفاض مستوى المغنيسيوم بعد استشارة الطبيب المختص.

تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية:

من ضمن فوائد حبوب المغنيسيوم في صحة القلب والعضلات أن نقص المغنيسيوم يمكن أن يزيد من خطر إصابة الشخص بأمراض القلب والأوعية الدموية.

كما أن الأشخاص الذين يعانون قصور القلب الاحتقاني يكون لديهم نقص في مستويات المغنيسيوم.

ويلعب المغنيسيوم أيضاً دوراً مهماً في تنظيم ارتفاع ضغط الدم، أي هو يحمي من ارتفاعه، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على صحة القلب والأوعية الدموية.

التخفيف من أعراض الصداع النصفي:

يساعد المغنيسيوم على منع أو التخفيف من الأعراض المرافقة للإصابة بالصداع النصفي، حيث إن نقص المغنيسيوم يؤثر على الناقلات العصبية، ويقيد انقباض الأوعية الدموية وهي عوامل ترتبط بالصداع النصفي.

قد يكون لدى الأشخاص الذين يعانون الصداع النصفي مستويات أقل من المغنيسيوم في الدم وأنسجة الجسم مقارنة بالآخرين، كما قد تكون مستويات المغنيسيوم في دماغ الشخص منخفضة في أثناء الصداع النصفي.

فوائد المغنيسيوم لعضلات الجسم:

تتعدد فوائد المغنيسيوم للعضلات حيث وجد أنه يعمل على:

صنع البروتينات:

من أهم فوائد المغنيسيوم للعضلات أنه يقوم بعملية صنع البروتينات من الأحماض الأمينية، إذ إن البروتينات ضرورية لبناء العضلات والحفاظ على صحتها والحفاظ على الكتلة العضلية.

تنظيم حركة العضلات:

يُعد تنظيم حركة العضلات من الحركات الانبساطية والانقباضية من فوائد المغنيسيوم للعضلات، إذ إن المغنيسيوم يعمل حاصرًا طبيعيًّا للكالسيوم، ما يساعد على ارتخاء العضلات.

تزويد الجسم بالطاقة:

من فوائد المغنيسيوم للعضلات أنه يزود الجسم بالطاقة اللازمة للقيام بعدد كبير من العمليات الحيوية في الجسم، مثل بناء العضلات، حيث يقوم المغنيسيوم بتحويل الطعام إلى طاقة ليستهلكها الجسم في شتى وظائفه.

تحسين الأداء الرياضي:

نجد فوائد المغنيسيوم للرياضيين تتمثل في التحسين من الأداء الرياضي، من خلال زيادة كمية الجلوكوز المتاحة في كل من الدماغ والدم والعضلات، والمساعدة على التخلص من اللاكتيت (Lactate) الذي يسبب الإرهاق العضلي.

حيث يسبب المغنيسيوم تحسنًا في القوة العضلية لكثير من الحركات الرياضية، مثل: قبضة اليد، وقوة الساق، وانحناء الجذع، ومد الكاحل، والدوران، والقفز.

فوائد المغنيسيوم للرجال:

إن فوائد حبوب المغنيسيوم للرجال كثيرة حيث نجد أنها:

تعزز حركة الحيوانات المنوية:

تحتاج الحيوانات المنوية إلى مقدار معين من مركبات الطاقة في الجسم التي تسمى الأدينوسين ثلاثي الفوسفات (Adenosine triphosphate - ATP) الذي يرتبط بالمغنيسيوم في الجسم، ما يزيد من سرعة الحيوانات المنوية، ويزيد من إنتاج الحيوانات المنوية.

تحسن من مستويات هرمون التستوستيرون:

تسهم زيادة استهلاك المغنيسيوم في زيادة مستوى هرمون التستوستيرون (Testosterone) في الدم عند الرجال بشكل عام.

تبطئ من سرعة القذف:

أوضحت دراسة أن بعض الرجال يمكن أن يعانوا مشكلات سرعة القذف وذلك نتيجة انخفاض مستويات المغنيسيوم في بلازما السائل المنوي، ما يُسبب تضيقًا للأوعية الدموية نتيجةً للآتي:

زيادة مستوى الثرموبوكسان (Thromboxane).

زيادة الكالسيوم داخل الخلايا البطانية. انخفاض أكسيد النيتريك (Nitric oxide).

فإن من فوائد المغنيسيوم للرجال التقليل من سرعة القذف عند الرجال.

فوائد زيت المغنيسيوم للعظام:

يعمل المغنيسيوم على تقوية صحة العظام

ويؤدي إلى تحسين صحة العظام بشكل مباشر وغير مباشر، حيث يساعد على تنظيم مستويات الكالسيوم وفيتامين د.

وهما عنصران ضروريان لصحة العظام، وهو ضروري لتكوين العظام بشكل صحي وسليم، كما قد يساعد على انخفاض خطر الإصابة بهشاشة العظام.

فوائد المغنيسيوم للشعر:

عند وضع زيت المغنيسيوم على فروة الشعر فيكون له مفعول سحري حيث إنه يمنع تساقط الشعر، ويغذي الشعر من جذوره، كما أنه يقلل من قشرة الرأس أيضاً.

وفي بعض الأحيان يؤدي وجود الكثير من الكالسيوم ، ونقص مستوى المغنيسيوم في الجسم إلى حدوث عدة مشكلات من ضمنها انسداد بصيلات الشعر، وهذا ما يتسبب في تساقط الشعر.

بالإضافة إلى ذلك فإن من فوائد زيت المغنيسيوم أنه يعمل على تحسين حالة المغنيسيوم في الجسم، ما يعزز بدوره نمو الشعر، وحالة فروة الرأس أيضاً.

فوائد المغنيسيوم للنوم:

إن من أهم خصائص المغنيسيوم أنه يساعد على الاسترخاء، وتخفيف التوتر، ما جعله ممتازاً لمن يعانون أي أرق أو قلق ، فالكثير من المتخصصين قد أكدوا ذلك.

وأكدوا أيضاً أن الحفاظ على مستويات المغنيسيوم بنسب صحية في الجسم يؤدي في الغالب إلى نوم أفضل، وهذا بسبب دور المغنيسيوم الفعال في الحفاظ على ناقل عصبي مهم، وهو مسؤول عن الاسترخاء والإبطاء في الجسم.

فوائد المغنيسيوم للدماغ:

وجد أن من فوائد المغنيسيوم للقلق والدماغ أنه يساعد على تهدئة الدماغ، وتقليل القلق وتهدئة العقل الذي لا يتوقف عن التفكير، لذا من فوائد المغنيسيوم الرائعة تعزيز النوم الجيد ليلاً، والمساعدة في علاج الأرق والتوتر.

فوائد المغنيسيوم للأعصاب:

1- يساعد في عمليات النقل العصبي:

يلعب المغنيسيوم دوراً هاماً في نقل الأعصاب والتوصيل العصبي العضلي، كما أنّه يقوم بوقاية الأعصاب من الإثارة والتحفيز المفرط اللذين يمكن أن يؤديا إلى موت الخلايا العصبية، ومن ثم الإصابة بالاضطرابات العصبية.

2- تقليل الإجهاد:

من فوائد المغنيسيوم للأعصاب أنه قد يُساهم في تقليل الإجهاد، حيث ترتبط مستويات المغنيسيوم في الجسم ارتباطًا وثيقًا بمستويات الإجهاد، إذ يعمل كل من الإجهاد ونقص المغنيسيوم في الدم على تقوية الآثار السلبية لبعضهما.

ويرتبط نقص المغنيسيوم في الدم ببعض الحالات المتعلقة بالأعصاب مثل (الصداع الحساس للضوء، الألم العضلي الليفي، متلازمة التعب المزمن، الإجهاد السمعي، الإجهاد البدني).

فوائد المغنيسيوم للمعدة:

بالإضافة إلى نظام غذائي شامل، يمكن أن تقدم مكملات المغنيسيوم العديد من الفوائد، إذا كنت تعاني من الإمساك، فقد يحسن المغنيسيوم انتظام الأمعاء جنبًا إلى جنب مع الترطيب الكافي، حيث تسمح سترات المغنيسيوم لزيادة الماء في الجهاز الهضمي واسترخاء عضلات الأمعاء.

فوائد المغنيسيوم في علاج القولون العصبي:

إن من فوائد المغنيسيوم للقولون أنه يساعد على تخفيف تقلصات البطن والقلق والإمساك لهذا السبب، قد يوصى بزيادة مكملات المغنيسيوم والمغنيسيوم الغذائية.

وذلك للمساعدة على تخفيف الأعراض التي يعانيها الأشخاص المصابون بمتلازمة القولون العصبى خاصة أنه يقلل من القلق كما ذكرنا، نظراً لأن القلق قد يؤدي إلى تفاقم أعراض القولون العصبي ، فقد يساعد ذلك على تقليل الأعراض.

بالإضافة إلى كلّ هذه الفوائد وجد أن من فوائد المغنيسيوم للكلى أن الكى تقوم بتنظيم مستويات المغنيسيوم في الجسم حسب حاجته، إذ تقوم الكلى بإعادة امتصاص 95 - 99% من ما يقارب 2400 ملليغرام من المغنيسيوم الذي يترشح يوميّاً في البول عن طريق النيفرون.

وهذا يعني أن الكلى تزيد أو تقلل من إفرازالمغنيسيوم في البول بناءً على حاجة الجسم للمغنيسيوم في الأشخاص الأصحاء، وكمية المغنيسيوم التي يستهلكها الفرد يومياً.

الجرعة الموصى بها من المغنيسيوم:

1- الذكور المراهقون ما بين 14-18 سنة 410 ملليغرامات.

2- الرجال 400-420 ملليغراماً.

وأخيراً بعد كلّ فوائد المغنيسيوم المذكورة نستنتج أن عنصر المغنيسيوم وجوده ضروري ومهم بالنسبة للجسم وكلّ الأعضاء الخاصة به، لذلك يجب علينا الحفاظ على مستواه طبيعياً في الجسم، والحرص على تناول الأطعمة التي تحتوي عليه لكي يكون الجسم بصحة جيدة وخالياً من الأمراض.

 

الشمندر وعصير الشمندر له فوائد غذائية وعلاجية كثيرة:

1- يمكن أن يساهم في تخفيض ضغط الدم العالي حيث يتواجد في الشمندر مادة النيترات الغذائية التي تتحوّل بالجسم إلى "أكسيد النيترات" الذي يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية وبالتالي انخفاض ضغط الدم.

2- إن الشمندر غني جداً بمضادات الأكسدة التي تحمي أنسجة الدم من أضرار الجذور الحرة، وتساعد في محاربة الالتهابات. وهو مصدر لعدة عناصر غذائية مثل فيتامين B والحديد والمغنيزيوم والبوتاسيوم .

3- عصير الشمندر مهم للرياضيات المحترفات، كونه يحتوي على النيترات الغذائية التي توفر طاقة تعزّز القدرة على التحمّل. وقد ثبت أن أداءهن كان أفضل عندما تناولن كوب عصير الشمندر أثناء التمارين الرياضية.

4- يساعد على التركيز.

5- يدعم وظائف الكبد عبر تقليل الدهون في الكبد بسبب مادة البيوتين الموجودة في الشمندر ويخفض من نسبة الكوليسترول .

6- مفيد لعملية الهضم ويساعد في تقليل الإصابة بالإمساك.

7- عصير الشمندر مفيد لنضارة وحيوية البشرة.

8- يجب استشارة الطبيب قبل تناوله عند وجود أمراض للكلى.

9- الكمية يومياً لا يجب أن تتعدّى كوباً واحداً.

البرتقال وعصير البرتقال له فوائد غذائية وعلاجية كثيرة:

- يحتوي على أفضل الفيتامينات ومن بينها فيتامين سي C الذي يقي من البرد والإنفلونزا، لذا يفضل تناوله بشكل كبير في فصل الشتاء، إضافة إلى أنه يساعد على ترطيب البشرة ويقلل من ظهور التجاعيد والعلامات الدقيقة التي تظهر مع التقدّم في السن.

- يحتوي على فيتامين B9 أي حمض الفوليك، والذي بدوره يساعد على بناء كريات الدم الحمراء بالجسم وتنشيط الدورة الدموية بشكل عام، مما ينظّم عمليات ووظائف أجهزة الجسم المختلفة.

- يقي من الأمراض السرطانية المختلفة، بفضل احتوائه على مضادات الأكسدة الهامة التي تحمي من الجذور الحرّة التي تهاجم خلايا الجسم وتسبب الأمراض السرطانية.

- يحمي من تساقط الشعر، إذ أنه يحتوي على أفضل الفيتامينات والمعادن المفيدة لصحته.

- يقوّي الأسنان ويحمي من بعض أمراض اللثة. يفتت الحصى ويذيبها ويطرد الرمل من الجسم.

- الفيتامين سي C الموجود في البرتقال مهم لنمو وإصلاح الأنسجة في جميع أنحاء الجسم، يساعد في التئام الجروح والحفاظ على صحة العظام. ويدعم فيتامين C أيضاً إنتاج الكولاجين اللازم لتكوين الغضاريف والأربطة والأوتار والأوعية الدموية والجلد.

- فيتامين C له فوائد عظيمة لصحة العينين، فيساعد على الرؤية عن طريق تقليل خطر الإصابة بإعتام عدسة العين، وتعزيز صحة الأوعية الدموية في العين، وإبطاء تطوّر التنكس البقعي المرتبط بالعمر.

فوائد عصير الشمندر والبرتقال المنوعة:

بالإضافة إلى فيتامين C، يوفر عصير الشمندر والبرتقال أيضاً بيتا كاروتين وفيتامين أ A. تساعد الكاروتينات في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون وسرطان الرئة لدى غير المدخنات.

إن فيتامين A الموجود يدعم الرؤية الصحية، ويمكن أن يؤدي نقص هذا الفيتامين إلى جفاف الملتحمة، وهو مرض تنكّسي يمكن أن يضرّ بالرؤية أثناء النهار ويجعل من الصعب جداً الرؤية بوضوح في الإضاءة المنخفضة وخاصة في الظلام.

يحتوي كل من الشمندر والبرتقال على نسبة عالية من فيتامين C، وهو أحد مضادات الأكسدة القوية التي تساعد في إزالة الجذور الحرّة من الخلايا، التي تظهر كمنتج ثانوي لعمليات التمثيل الغذائي مثل التنفس والهضم.

يدعم فيتامين C إنتاج الكولاجين، بالإضافة إلى دعم جهاز المناعة ومساعدة جسمكِ على امتصاص الحديد.

يحفّز تناول عصير الشمندر والبرتقال بانتظام الدورة الدموية المثلى ويحافظ على فروة رأس صحية.

يساعد غسل الشعر من حين لآخر بعصير الشمندر والبرتقال على التخلص من القشرة أيضاً. كما أن مضادات الأكسدة الموجودة في عصير الشمندر والبرتقال مفيدة لتعزيز نمو الشعر ومنع تساقطه.

عصير الشمندر والبرتقال غني بمضادات الأكسدة مثل بيتا كاروتين وفيتاميني C و E، والتي تساعد في تجديد خلايا البشرة.

عصير الشمندر والبرتقال غني بالنترات. يمكن أن تساعد النترات الموجودة بشكل طبيعي، مثل تلك الموجودة في الفواكه والخضروات، على خفض ضغط الدم وزيادة القدرة على التحمل أثناء التدريبات وعلاج فقر الدم.

الثلاثاء, 12 تموز/يوليو 2022 16:38

وعليكم بالتين...

التين، عرفه الفينيقيون والفراعنة والإغريق كغذاء ودواء، موطنه الأصلي جنوب شبه الجزيرة العربية ثم انتقل إلى بلدان آسيا الصغرى في الأناضول وتركيا وأفغانستان ثم إلى أوروبا عن طريق الفينيقيين والإغريق، ثم انتقل إلى الشرق عن طريق سورية حتى وصل إلى الهند.

تنمو وتثمر شجرة التين في أماكن لا يمكن لأي نوع شجري مثمر آخر أن يعيش فيها، فنجدها في الأراضي الصخرية والمتحجرة، على الجدران، في الكهوف وعلى حواف الطرق.

إنّ قدرتها على التأقلم والعيش في ظروف التربة المختلفة لا حدود لها. التربة المفضلة لزراعتها هي التربة المتوسطة الطينية الرملية الدافئة والخصبة وجيدة البناء والصرف. تفضل درجات الحرارة المرتفعة. أمّا الانخفاض في درجة الحرارة عن -7م فيؤدي إلى موت المجموع الخضري.

وقد وجدت الدراسات العلمية أنّ أوراق التين الخضراء قبل سقوطها تستخدم كعلف للحيوانات بالإضافة إلى مخلفات الثمار الطازجة والجافة، فقد وجد أن 10 كجم من مخلفات ثمار وأوراق التين المجففة تعادل 186 كجم من تبن القمح و110 كجم من تبن البرسيم و97 كجم من النخالة و85 كجم من الشعير و89 كجم من القمح و50 كجم من كسبة بذور القطن. ولعل هذا ينبه البعض لمصدر من مصادر تغذية الحيوان من دون إضرار بأغذية الإنسان التي اشتعلت أسعارها وشحّت مصادرها.

إنّ شجرة التين غزيرة الإنتاج، وتتميز الثمار بقيمة غذائية كبيرة وهي ذات طعم ونكهة لذيذة مميزة. وتستخدم ثمار التين في كثير من الصناعات الغذائية، كالمربات والحلويات وتؤكل مجففة أيضاً وخاصة في شهر رمضان الكريم؛ لكن هل هناك اختلاف في التركيب الكيميائي للثمار الطازجة والمجففة؟ نعم، هناك بعض الاختلافات الكيميائية بينهما.

ويعتبر التين من أكثر الفواكه والخضروات التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف، حيث تحتوي حبة واحد من التين على جرامين من الألياف (20% من الاحتياج اليومي الموصى به).

ويوجد بالتين نوعان من الألياف وهي الألياف القابلة للتحلل والذوبان في الماء والألياف غير القابلة للتحلل والذوبان في الماء. وقد أظهرت الدراسات خلال أكثر من خمسين سنة مضت أنّ الألياف الموجودة في الأغذية النباتية تؤدي دوراً فعالاً في تنشيط أداء الجهاز الهضمي، ولها دور مهم في أداء وظيفته الطبيعية وأيضاً تساهم في التقليل من خطورة الإصابة ببعض أنواع السرطانات. وبما أنّ التين يعتبر غنياً بالألياف، فقد وصفه مختصو التغذية طريقة مثالية لزيادة نسبة ما يحتاج إليه جسم الإنسان من الألياف، حيث تعمل الألياف غير القابلة للتحلل على تهيئة الطريق للمواد بالخروج من الجسم من خلال الأمعاء وذلك بإضافة الماء إليها وبالتالي تساهم في زيادة سرعة الجهاز الهضمي وتكفل استمرار وظيفته الطبيعية. ولقد ثبت أيضاً أنّ الغذاء المحتوي على الألياف غير القابلة للذوبان تمتلك أثراً وقائياً ضد سرطان القولون.

ومن ناحية أخرى، فقد ثبت أنّ الغذاء ذا الألياف القابلة للذوبان تقلل من مستوى الكوليسترول في الدم بنسبة أكثر من 20%. وعليه، فإنها تعتبر ذات أهمية كبيرة في الحد من خطورة الإصابة بالنوبات القلبية. لذا فإنّ وجود الألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان في التين يجعل هذه الفاكهة ذات أهمية كبيرة.

وفي دراسة للدكتور أوليفر الباستر مسؤول جمعية الوقاية من الأمراض في المركز الطبي التابع لجامعة جورج واشنطن، تبين أنّ التين المجفف الذي يعد من أكثر الفواكه الغنية بالألياف فيه مستوى عال من مركب الفينول الذي يتوافر بنسب كبيرة في التين ويستخدم كمطهر لقتل البكتيريا والجراثيم.

وأظهرت دراسة أخرى أجرتها جامعة رتجرز في نيوجرسي، أنّ التين المجفف يحتوي على المركبين (أوميغا3) و(أوميغا6) وهما يلعبان دوراً كبيراً في التقليل من نسبة الكولسترول، ولقد ثبت أيضاً أنّ المركبين السابقين لا يمكن للجسم إنتاجهما؛ لكنهما يُمتصان مع الغذاء. كما أنّ التين يعتبر علاجاً يمد الجسم بالقوة والطاقة لأصحاب الأمراض المزمنة الذين يريدون استعادة صحتهم، حيث يحتوي التين على أكثر العناصر الغذائية أهمية ألا وهو السكر، ويوجد في السكر في جميع الفواكه بنسبة 51 – 74%، إلّا أنّ النسبة الأعلى توجد في التين.

الجدير بالذكر أنّ نسبة الكالسيوم الموجود في التين عالية جداً، حيث يحتل التين المرتبة الثانية بعد البرتقال في ما يتعلق باحتوائه للكالسيوم. كما تزود علبة من التين المجفف الجسم بالكالسيوم بنفس ما تزوده علبة من الحليب.

 

اكد الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي أن دعم إيران لمحور المقاومة سيستمر وقال: إن إيران تدعم إرساء السلام والاستقرار وتعارض أي تدخل خارجي في سوريا.

 

 

وهنأ الرئيس رئيسي ، في اتصال هاتفي مع الرئيس السوري بشار الأسد، مساء السبت، الحكومة والشعب السوري الصديق والشقيق بحلول عيد الأضحى ، راجيا الباري تعالى ان يمن ببركة هذا العيد السعيد، برحمته ونعمه على الشعوب الإسلامية ، ولا سيما الشعبين المقاومين الايراني والسوري.

وأشار إلى ضرورة تنفيذ الاتفاقات السابقة بين البلدين ، واعتبر زيارة الرئيس السوري الأخيرة إلى طهران بأنها كانت ناجحة ، مؤكداً أنه تم خلال هذه الزيارة التوصل إلى اتفاقات جيدة يجب متابعة تنفيذها بجدية.

وصرح آية الله رئيسي بأن دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية لمحور المقاومة ، وخاصة سوريا ، سيستمر وقال: إن إيران تدعم إحلال السلام والاستقرار وتعارض أي تدخل اجنبي في سوريا.

وأعرب الرئيسان خلال الاتصال الهاتفي عن تمنياتهما بدوام الازدهار للعلاقات السورية الإيرانية ولشعبي البلدين موفور الخير والتقدم.

كما وجه الرئيس الأسد خالص التهاني لقائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي.

وبحث الرئيسان التعاون الثنائي وآفاق تطويره وتوسيعه ليشمل مجالات جديدة تسهم في تحقيق مصالح البلدين وشعبيهما إضافة إلى متابعة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين.

كما بحثا المواضيع ذات الاهتمام المشترك والأوضاع في المنطقة والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية حيث تم التأكيد على أهمية العمل المشترك والدعم المتبادل بين سورية وإيران إزاء العديد من القضايا والذي ينطلق من المواقف والرؤى المشتركة للتحديات التي تواجه البلدين والمنطقة.

دعا الرئيس الإيراني آية الله ابراهيم رئيسي، في رسائل التهنئة بحلول عيد الاضحى المبارك الى نظرائه في دول العالم الاسلامي، المسلمين إلى مواصلة المضي بجدارة على نهج الوحدة والتماسك فيما بينهم.

واعتبر رئيس الجمهورية، "عيد الاضحى المبارك" بانه اكثر المناسبات الاسلامية صفوا ويوم التذلل والعبودية الى الله تعالى، ويوم فخر النبي ابراهيم الخليل (عليه السلام) بعد اجتيازه الاختبار الالهي، ليتقبل الباري تعالى تضحياته ويختاره اماما وقدوة للمؤمين. 

وتطلع رئيس الجمهورية بالمناسبة، الى تآلف القلوب والتقارب بين المسملين اكثر فاكثر ببركة عيد الاضحى السعيد، وفي ظل تعاليم الدين الاسلامي المبين وسنة النبي الاكرم "محمد بن عبد الله" (صلى الله عليه واله وسلم)، وان يواصل العالم الاسلامي المضي بجدارة على نهج الوحدة والتماسك، ويحقق الرقي في كافة الاصعدة.

جرت صباح اليوم الجمعة قراءة نداء الإمام خامنئي الصادر في 5/7/2022 إلى حجّاج بيت الله الحرام من أنحاء العالم الإسلاميّ لمناسبة حلول موسم الحجّ 1443.

وفي ندائه، شدّد قائد الثورة الإسلاميّة على أنّ وحدة المسلمين لو ترافقت مع الروحانيّة، فستصل الأمّة الإسلاميّة إلى ذروة العزّة والسعادة، مشيراً إلى أن العالم الإسلامي مليءٌ بالشباب المفعمين بالدوافع والنشاط، كما أكد أهمية تجنب الغفلة لحظة واحدة عن كيد العدوّ، واستمداد العون باستمرار من الله القادر والحكيم.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد المصطفى وآله الطاهرين وصحبه المنتجبين.

 

نشكر الله العزيز الحكيم أن جعل مرّة أخرى الموسم المبارك للحجّ ميعاداً للشّعوب المسلمة، وشرّع أمامهم مسار الفضل والرّحمة هذا. الأمّة الإسلاميّة قادرة الآن على مشاهدة وحدتها وتلاحمها من جديد في هذه المرآة الشفّافة والأبديّة، وأن تشيحَ بوجهها عن دوافع التشتّت والتفرّق.

 

وحدة المسلمين هي إحدى الركيزتين الأساسيّتين للحجّ، وعندما تترافق مع الذّكر والروحانيّة - التي هي الرّكيزة الأساسيّة الأخرى لهذه الفريضة الزّاخرة بالرموز والأسرار- يكون بمقدورها إيصال الأمّة الإسلاميّة إلى ذروة العزّة والسعادة، وجعلها مصداقاً لـ: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (المنافقون، 8). الحجّ تركيبٌ من هذين العنصرين السياسيّ والروحانيّ، ودين الإسلام المقدّس مزيجٌ عظيمٌ وسامٍ من السياسة والروحانيّة.

 

لقد بذل أعداء الشّعوب المسلمة خلال الحقبة التاريخيّة الأخيرة مساعيَ ضخمة من أجل زعزعة هذين الإكسيرين الواهبين للحياة - أي الوحدة والروحانيّة – في أوساط شعوبنا. وهم يجعلون الروحانيّة باهتة اللون وبلا رمق عبر التّرويج لنمط الحياة الغربيّة الفارغة من الرّوح المعنويّة والمنبثقة عن قصر النظر الماديّ، ويجعلون الوحدة تواجه التحدّيات عبر نشر دوافع التفرقة الوهميّة و تشدیدها كالعرق واللون والجغرافيا واللسان.

 

الأمّة الإسلاميّة التي يُشاهد الآن نموذجٌ صغيرٌ لها في مراسم الحجّ الرمزيّة ينبغي لها أن تنهض للمواجهة بكامل وجودها. أي أن تقوّي ذكر الله والعمل من أجله والتدبّر في كلامه والثّقة بوعوده في ذهنيّتها العامّة من جهة، وتتفوّق على دوافع التفرقة والخلاف من جهة أخرى.

 

ما يُمكن قوله اليوم بشكل حاسم هو أنّ الظروف الحاليّة للعالم والعالم الإسلاميّ باتت مؤاتية أكثر من أيّ زمنٍ مضى لإنجاز هذا المسعى القيّم.

 

والسّبب أوّلاً هو أنّ النّخب والكثير من الجماهير الشعبيّة في البلدان الإسلاميّة التفتوا اليوم إلى ثروتهم المعرفيّة والروحانيّة العظيمة، وأدركوا مدى أهميّتها وقيمتها. لم تعد الليبراليّة والشيوعيّة اليوم - بصفتهما أهمّ تحفتين قدّمتهما الحضارة الغربية - تملكان حضور ما قبل مئة عام أو الأعوام الخمسين الماضية. إن سمعة الديمقراطيّة الغربيّة القائمة على المال تواجه أسئلة حقيقيّة، والمفكّرون الغربيّون يقرّون بإصابتهم بالتّيه المعرفيّ والعمليّ. وفي العالم الإسلاميّ، يكتسب الشباب والمفکرون ورجال العلم والدين بعد رؤيتهم هذه الأوضاع، رؤية حديثة تجاه ثروتهم المعرفيّة وأيضاً حيال المناهج السياسيّة الرائجة في بلدانهم... وهذه هي عينها الصّحوة الإسلاميّة التي نردّد ذكرها باستمرار.

 

ثانياً، هذا الوعي الذاتي الإسلاميّ أنشأ ظاهرة مذهلة وإعجازيّة في قلب العالم الإسلاميّ، إذْ إنّ القوى الاستكباريّة تواجه مأزقاً كبيراً في التعامل معها. هذه الظاهرة اسمها «المقاومة» وحقيقتها هي ذاك التجلّي لقوّة الإيمان والجهاد والتوكّل. هذه الظاهرة هي نفسها التي نزلت في مرحلة صدر الإسلام حول إحدى نماذجها هذه الآية الشريفة: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)} (آل عمران). والساحة الفلسطينيّة من التجلّيات لهذه الظاهرة المُذهلة التي استطاعت جرّ الكيان الصّهيوني الطاغي من حالة الهجوم والعربدة إلى حالة الدّفاع والارتباك، وتمكّنت من فرض هذه المشكلات السياسيّة والأمنيّة والاقتصاديّة الواضحة عليه الآن. كما يُمكن مشاهدة نماذج لامعة أخرى للمقاومة في لبنان والعراق واليمن وبعض النقاط الأخرى بوضوح.

 

ثالثاً، إلى جانب كلّ هذا، يشهد العالم اليوم نموذجاً ناجحاً وتجلیاً شامخاً من القوّة والسيادة السياسيّة للإسلام في إيران الإسلاميّة. إنّ ثبات الجمهوريّة الإسلاميّة واستقلالها وتقدّمها وعزّتها حدثٌ بمنتهى العظمة ومفعمٌ بالمعاني وجذّاب يُمكنه أن يستقطب فكر ومشاعر أيّ مسلمٍ يقظٍ. وإنّ أنواع العجز والممارسات الخاطئة في بعض الأحيان والتي تصدر عنّا نحن المسؤولین في هذا النظام التي أخّرت الاكتساب الكامل لبركات الحكومة الإسلاميّة كافّة، لم تستطع إطلاقاً زعزعة الأسس المتينة والخطوات الراسخة النابعة من المبادئ الأساسيّة لهذا النّظام، وعجزت عن إيقاف التقدّم المادّي والمعنويّ. وتقع على رأس القائمة لهذه المبادئ الأساسيّة: حاكمية الإسلام في تشريع القوانين وتطبيقها، والاعتماد على الآراء الشعبيّة في أهمّ شؤون إدارة البلاد، والاستقلال السياسيّ الكامل، وعدم الرّكون إلى القوى الظالمة. وهذه المبادئ هي القادرة على أن تحظى بإجماع الشّعوب والحكومات المسلمة، وأن توحّد الأمّة الإسلاميّة في التوجّهات وأنواع التعاون، وتجعلها متلاحمة.

 

هذه هي المجالات والعناصر التي وفّرت الظروف الحاليّة الملائمة من أجل قيام العالم الإسلاميّ بتحرّك مُتّحد ومتلاحم. لا بدّ أن تفكّر الحكومات المسلمة والنّخب الدينيّة والعلميّة والمثقّفون المستقلّون والشباب الباحثون عن الحقيقة أكثر من الجميع في الاستفادة من هذه المجالات المؤاتية.

 

من الطبيعيّ أن تقلق القوى الاستكباريّة وعلی رأسها أمريكا أكثر من مثل هذه التوجه في العالم الإسلاميّ، وتُسخّر كلّ إمكاناتها من أجل التصدّي لها... وهذه هي الحال اليوم. بدءاً من الامبراطوريّة الإعلاميّة وأساليب الحرب النّاعمة، مروراً بإشعال الحروب والحروب بالنيابة، وصولاً إلى إلقاء الوساوس والنّميمة السياسيّة، وانتهاءً بالتهديد والتطميع والرّشوة... كلّها وجميعها تُستخدم من قبل أمريكا وسائر المستكبرين كي تفصل العالم الإسلاميّ عن مسار صحوته وسعادته. إن الكيان الصّهيوني المُجرم والمخزيّ هو أيضاً من أدوات هذا المسعى الشامل في هذه المنطقة.

 

لقد باءت هذه المساعي بالفشل في أغلب الحالات بفضل الله وإرادته، وإنّ الغرب المستكبر صار أضعف يوماً بعد يوم في منطقتنا الحسّاسة، وفي كلّ العالم أخيراً. ويُمكن مشاهدة اضطراب أمريكا وحليفها المجرم أي الكيان الغاصب وفشلهما في المنطقة بوضوح ضمن مشهد الأحداث في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن وأفغانستان.

 

وفي المقابل، إن العالم الإسلاميّ مليءٌ بالشّباب المفعمين بالدّوافع والنشاط. وإنّ أعظم ذخر من أجل بناء المستقبل هو الثقة بالنّفس والأمل اللذان يلوحان اليوم في العالم الإسلاميّ، وخاصة في بلدان هذه المنطقة... ونتحمّل جميعاً مسؤوليّة الحفاظ على هذا الذخر ومضاعفته.

 

مع كلّ هذا، لا ينبغي الغفلة للحظة واحدة عن كيد العدوّ. فلنجتنب الغفلة والغرور، ونضاعف سعينا ويقظتنا... ولنطلب العون من الله القادر والحكيم في الأحوال كلّها بالتضرّع والإنابة. إنّ المشاركة في مراسم الحجّ ومناسكه فرصة عظيمة للتوكّل والتضرّع، وکذلك التفكّر والعزم.

 

فلتتوجهوا إلی الله بالدعاء لإخوتكم وأخواتكم المسلمين في أنحاء العالم، ولتطلبوا لهم النّصر والتوفيق من الله. ولتضمّنوا أدعيتكم الزّاكية طلب الهداية والعون الإلهيّ لأخیكم هذا.

وقال أمير عبد اللهيان في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القطري في طهران، إنّ مفاوضاتنا تجري على أساس الاتفاق النووي، ونحن في المفاوضات أكدنا للطرف الأميركي أن عليه إزالة كل ما يمنع انتفاع إيران الكامل من الاتفاق النووي.

وأضاف: أي طرح يمنع إيران من الاستفادة من المزايا الاقتصادية من الاتفاق النووي فإننا سنرفضه، نريد ضمانات بأننا سنستفيد بالكامل من المزايا الاقتصادية في أي اتفاق مقبل.

ونوه وزير الخارجية الإيراني الى ان قطر تلعب دورا مهما في تعزيز التعاون الإقليمي ولعبت دورا بناء في المحادثات غير المباشرة مع الجانب الأميركي أخيرا في الدوحة.

بدوره قال وزير الخارجية القطري: زيارتي لطهران اليوم تأتي في إطار أجواء إقليمية وتحديات دولية كبيرة، من المهم أن تكون هناك جهود بناءة لإنجاح الاتفاق النووي و تشجيع الحوار الإقليمي، مؤكدًا سعي بلاده لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018.

وأضاف وزير الخارجية القطري: ندعم أي حوار بين طهران ودول الإقليم، وندعم أي مفاوضات من أجل الوصول إلى اتفاق عادل يراعي مخاوف كل الأطراف.

وكان وزير الخارجية القطري قد وصل إلى طهران ظهر اليوم الأربعاء استكمالا لجهود إحياء الاتفاق النووي، ومن المقرر أيضا أن يلتقي مساء اليوم، علي شمخاني أمين مجلس الأمن القومي الإيراني.

ان ابو جعفر محمّد بن زين العابدين، الملقّب بالباقر، أحد الأئمة الإثني عشر في اعتقاد الإمامية، وهو والد جعفر الصادق. كان الباقر عالماً سيّداً كبيراً، وإنّما قيل له الباقر لانّه تَبقَّر في العلم أي توسّع، وفيه يقول الشاعر: يا باقر العلم لاهل التُقى وخير من لبّى على الأجبل.

ولد الامام محمد الباقر عليه السلام بالمدينة غرة رجب سنة 57 هجري وقيل 56 هجري، عاش مع جدّه الحسين عليه السلام 4 سنين، ومع ابيه عليه السلام بعد جدّه عليه السلام تسعاً وثلاثين سنة، وكانت مدة إمامته عليه السلام 18 سنة. ولقب الإمام الخامس بباقر العلوم لسعة علمه الذي ورثه من أبيه الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

وقام الإمام محمد الباقر (عليه السلام) في فترة إمامته بنشر الثقافة الإسلامية، وتعليم الطلاب، وإرشاد الصحابة والناس، وتطبيق تعاليم جده النبي الأكرم محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم. وايضا تولى بعد مضي 19 سنة و10 أشهر على استشهاد والده الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) منصب الإمامة الإلهي.

وأمّا النصوص الدالة على إمامته من أبيه وأجداده والتي ذكرها المحدّثون والمحقّقون من علمائنا الاعلام فهي مستفيضة نقلها الكليني رضي الله عنه وغيره. قال ابن سعد: محمّد الباقر من الطبقة الثالثة من التابعين من المدينة، كان عالماً عابداً ثقة. قال أبو يوسف: قلت لابي حنيفة: لقيت محمّد بن علي الباقر؟ فقال: نعم وسألته يوماً فقلت له: أراد الله المعاصي؟ فقال: "أفيعصى قهراً"؟ قال ابو حنيفة: فما رأيت جواباً أفحم منه. وقال عطاء: ما رأيت العلماء عند احد أصغر علماً منهم عند ابي جعفر، لقد رأيت الحكم عنده كأنّه مغلوب، ويعني الحكم بن عيينة، وكان عالماً نبيلاً جليلاً.

وقد شهد الامام محمد الباقر عليه السلام واقعة كربلاء وهو صغير، كما أنه يعتبر المؤسس للثورة العلمية الشيعية الكبرى التي بلغت ذروتها في زمن نجله الإمام الصادق (عليه السلام). روي عنه (عليه السلام) روايات كثيرة في مجالات شتی كالفقه، والتوحيد، والسنة النبوية، والقرآن، والأخلاق، كما بدأت المعتقدات الشيعية تتبلور في فترة إمامته وذلك في مختلف الفروع كالفقه والكلام، والتفسير.

واعترف علماء أهل السنة بفقه الإمام الباقر (ع)، ومن ثم قيل فيه هو باقر العلم وجامعه وشاهر علَمه وأنّه عمّر أوقاته بطاعة الله وكان يحظى بمراتب عالية في مقامات العارفين. إنّ شخصية الإمام الباقر (عليه السلام) لم تكن الفريدة من نوعها في رأي الشيعة الإمامية فحسب، بل إنّ علماء أهل السنة أيضاً يعتبرونه فريداً من نوعه.

فيقول ابن حجر الهيتمي في وصفه (عليه السلام): أبو جعفر محمد الباقر سمّي بذلك من بقر الأرض أي شقّها وأثار مخبآتها ومكامنها، فلذلك هو أظهر من مخبآت كنوز المعارف وحقائق الأحكام والحكم واللطائف ما لا يخفى إلا على منطمس البصيرة. وتحدّث عبدالله بن عطاء عن إكبار العلماء وتعظيمهم للإمام الباقر (عليه السلام) وتواضعهم له، وهو من الشخصيات البارزة والعلماء العظام ما قوله: ما رأيت العلماء عند أحد أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي لتواضعهم له.

أما الذهبي فقد كتب في وصف الإمام الباقر (عليه السلام) قائلاً: كان الباقر أحد من جمع بين العلم والعمل والسؤود والشرف والثقة والرزانة، وكان أهلاً للخلافة. من ألقاب الإمام الباقر(عليه السلام) الكريمه: الباقر والشاكر والهادي وأشهرها الباقر، الذي تلقاه من قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومعنى الباقر كما في المعاجم اللغوية المتبحّر بالعلم والمستخرج غوامضه وأسراره والمحيط بفنونه.

واستشهد الإمام الباقر بالسم في السابع من ذي الحجة عام 114 هـ.قـ عن عمر57 عامًا بالمدينة المنورة على يد هشام بن عبد الملك أحد الخلفاء الأمويين.