emamian

emamian

مقدسيون يؤدون صلاة الجمعة في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة رفضا لعمليات التهجير

أدى عشرات الفلسطينيين صلاة الجمعة أمام البيوت المهددة بالإخلاء في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وسط توتر يسود الحي منذ أيام على خلفية إقامة عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير مكتبا له في الحي، والتهديد بإجلاء عائلة سالم.

وشارك أكثر من 200 فلسطيني في صلاة الجمعة التي أقيمت في شارع قريب من منزل عائلة سالم المهددة بالتهجير، كما أدى المشاركون صلاة الغائب على أرواح الشهداء الفلسطينيين عقب انتهاء الصلاة.

وانتشرت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي في مداخل الحي وأزقته، كما وصل إلى الحي عدد من المستوطنين وهم يحملون علما إسرائيليا.

وقال خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري -في خطبة الجمعة بحي الشيخ جراح- إن إجلاء السكان من منازلهم هو من أبشع أشكال الظلم.

وأضاف أن للظلم أشكالا متعددة، ومن أبشع أشكاله الاعتداء على الأراضي وعلى البيوت ومحاولات إجلائكم من بيوتكم.

وتوجه الشيخ صبري إلى المصلين بالقول "نحييكم على دفاعكم عن بيوتكم وأراضيكم، وكذلك السكان في (بلدة) سلوان، نحن نحييكم على ثباتكم ونعتز بكم".

وأضاف "يا أبناء الشيخ جراح، أنتم جزء من القدس، والقدس جزء منكم، والحي أما

 

يجب أن ننتبه منذ البداية إلى أن السرقة عند الطفل لها مدلول يختلف عن المدلول الذي لدينا نحن الكبار.

فالسرقة لدينا عمل مشين، يتنافى بطبيعة الحال مع القيم والمعايير الأخلاقية، ولذا نستطيع أن نتصور مدى انزعاج الآباء، عندما تبعث إليهم المدرسة، لتعلمهم بأن أطفالهم ضبطوا متلبسين بالسرقة، إنّهم يضطربون اضطراباً شديداً، قد لا يحدث إذا قيل لهم إن أطفالكم كسالى أو متخلفون دراسياً، ذلك لأنّ الآباء لا يعتبرون أنفسهم قد فشلوا في تعليم أطفالهم قواعد العلم وأسس المعرفة والثقافة فحسب، بل أخفقـوا أيضاً في تهذيبهـم وتقويمهم، وأن هؤلاء الأطفال قد صاروا يواجهون مستقبلاً متردياً يؤكده هذا الانحراف الأخلاقي.

حقيقة الأمر، أن هناك أنواعاً من السرقة يأتيها الطفل بدوافع بعيدة كلّ البعد عن دوافع السرقة في مدلولها السالب المهين، الذي لدينا نحن الكبار، فقد يسرق الطفل لأنه لا يدرك معنى الملكية، والأجدر بنا والأصوب أن نهتم ببحث واستقصاء الدوافع والأسباب التي أدت إلى سلوك السرقة قدر الاهتمام بالواقعة نفسها.

دوافع السرقة وأسبابها:

أولاً: الجهل بمعنى الملكية

عندما يمد الطفل يده ليستولي على ممتلكات غيره، فذلك لأنه يرغب في استخدام تلك الممتلكات، لا ليسرقها كما نتصور، فهو يجهل تماماً معنى أن نحترم ملكية الآخرين، فنموّه لم يمكنه بعدُ من التمييز بين ممتلكاته وممتلكات غيره، وهو أيضاً لا يدرك أن احترام ملكية الآخرين يعني ألّا يحصل عليها، أو يستخدمها إلّا بإذن من أصحابها، وإلّا عُدّ الأمر اعتداءً على حقوقهم.

وقد ينبّه الأب أو الأم إلى ذلك بالزجر تارة وبالعقاب أخرى، ولكن لا يفتأ الطفل أن يعاود الفعلة مرة أخرى، ذلك لأن المعنى لم يرسخ بعد في ذهنه، إنه بالقطع لا يتصور أنّه فعل أمراً مذموماً.

ومثل هذا الطفل لا يمكننا أن نعدّه سارقاً، يكفي لكي نعوّده على سلوك الأمانة أن ننمّي فكرته عن الملكيتين الخاصة والعامة، وذلك بأن نخصص له أدوات خاصة يتناول بها طعامه، وأخرى يستخدمها في الاعتناء بأمور نظافته الشخصية، وأن نخصص له كذلك اللعب والكتب والأدوات التي يحتفظ بها في مكان يخصه وحده، في الوقت الذي نطالبه بضرورة الحفاظ عليها من التلف والعناية بها، وعدم إهدارها أو فقدها.

ثانياً: الغيرة والانتقام

الطفل قد يسرق في المواطن التي تثار فيها غيرته الشديدة، فقد يسرق من والديه إذا وجد أنهما انصرفا عنه وأهملا شـؤونه، والسرقة هنا انتقامية كردّ فعل لتجاهل الوالدين له، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى قد تكون السرقة نوعاً من التنفيس عن الغضب، ولذا فقد تكون الأشياء المسروقة من ممتلكات الوالدين، وقد لا تكون، فقد يلجأ الطفل إلى سرقة زميل له يشعر تجاهه بالضيق أو الغيرة، لا يستطيع مواجهته أو مصارحته، فيسرق أدواته، وقد يحطمها، لأنه يسرق بدافع الانتقام والتشفي.

ثالثاً: الرغبة في الامتلاك

قد يسرق الطفل شيئاً لأن لديه رغبة ملحّة في استخدام أو امتلاك الشيء المسروق، إذا وجد الطفل بحوزة صديقه لعبة أعجبته، في الوقت الذي لا يمتلك مثلها، فقد يفكر ملياً في سرقتها واستخدامها في خفية تامة، ليستمتع بلذة ملكيتها، ونشوة استعمالها، وفي هذه الحالة لا يسرق الطفل إلا ما يروقه من أشياء، وفي بعض الحالات يعيد الشيء المسروق خفية أيضاً، بعد أن يكون قد استخدمه وحقق رغبته، ولم يعُد لهذا الشيء المسروق الجاذبية بالنسبة له، ومن هنا يتحتم على الآباء أو الأمهات توفير الأدوات أو المقتنيات أو اللعب التي تروق أطفالهم، قدر الإمكان، حتى لا يلجأون إلى السرقة بدافع الرغبة في الامتلاك.

رابعاً: الخوف من العقاب

يحدث أن نجد طفلاً قد أضاع مثلاً عُلبة ألوانه بالمدرسة، فيذهب إلى المنزل يشكو لأبويه، حتى يمكنه الحصول على النقود، ليبتاع أخرى، فيأبى والداه أن يأتيا إليه بمثلها، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يهددانه بالعقاب الصارم إذا لم يجد علبة ألوانه المفقودة، فيفكر الطفل في سرقة النقود اللازمة لشراء العلبة، اتقاء العقاب المزمع تنفيذه، وبعد أن يبتاع مثلها يهمّ الصغير إلى والديه، ويخبرهم أنه قد وجد علبة ألوانه مختبئة في درجه الخاص.

وعندما يقتنع الأبوان بذلك، يزول عنه خطر التهديد والعقاب، ويستنشق الطفل عبير الأمن والاطمئنان، لكن بعد أن يتعلم أن السرقة قد تقي من العقاب أحياناً.

لذا نحذّر الآباء من شدة العقاب إذا ما فقد الصغار أدواتهم، لأن هذه الأمور تعد مسلكا طبيعياً يحدث لكل الصغار، والواجب على الآباء أن يوجهوا صغارهم بنوع من المودة والحب، متغاضين عن العقاب لأول مرة، فيهمّوا بتلبية مطالبهم بإعطائهم البديل، أما إذا تكرر الموقف مرة أخرى، فليتعرفوا على أسباب هذه الظاهرة، فقد يكون الطفل ضعيف الذاكرة، أو سريع السهو والنسيان، أو أن هناك في المدرسة أطفالاً اعتادوا سرقة مثل هذه الأدوات، ونؤكد أن الخوف من العقاب يدفع الصغار دائماً إلى الإتيان بأساليب سلوكية غير مُرضية كالسرقة أو الكذب.

خامساً: التفاخر والمباهاة

يعاني بعض الأطفال الحرمانَ من امتلاك الأدوات والألعاب التي تروقهم، إما لضيق ذات اليد، وإما لسوء تقدير الأبوين بشأن توفير ما يحتاج إليه أبناؤهم من أدوات ولعب، ثم يذهب الطفل إلى المدرسة أو النادي فيروّعه الأمر، لأنه يرى بحوزة أقرانه أصنافاً منها، ومما يزيد الأمر سوءاً أن يجد من رفاقه التفاخر والمباهاة بما يملكون، والسعادة الغامرة بما ينعمون، فتدب الغيرة في قلبه، ويترسخ بداخله الشعور بالنقص لفقده الأمل في اقتناء مثل هذه الأدوات والألعاب.

والنتيجة المتوقعة هي أن الطفل يفكّر ملياً في الأمر، فلا يجد سوى السرقة مفراً ومخرجاً، فيهمّ بسرقة مثل هذه الأشياء من أصدقائه ليلهو بها ويتمتع بصحبتها، وعندما يسأله أبواه عن مصدر هذه اللعب والأدوات، يدعي أن أصدقاءه أهدوه إياها، وقد يجنح فيدّعي أنه فاز في إحدى المسابقات المدرسية فكافأته إدارتها بأن أعطته هذه الهدايا.

أو لعل الطفل يسرق النقود، ويشتري هذه اللعب ويحتفظ بها بعيداً عن الأنظار، حتى يحين موعد ذهابه إلى المدرسة، فيضع هذه اللعب أو بعضها في حقيبته المدرسية، ليتمكن من التباهي أو التفاخر بها أمام أقرانه، مدعياً أن والديه قد ابتاعاها له.

ولا شك في أن هذا الطفل يعاني شعوراً شديداً بالنقص، ويشعر دائماً بأنه دون مستوى أقرانه، لذلك على الأبوين توفير ما يمكنهما توفيره من أدوات وألعاب.

سادساً: التقليد والمحاكاة

 يتابع معظم الأطفال -باهتمام شديد- ما يجري في عالم الكبار، فنجد الطفل يستمع إلى أقوال والده، ويحاول فهمها وترديدها، والفتاة تبدأ بالاهتمام بما تردده الأم فتتابع أحاديثها بإنصات شديد، هذه السمات من شأنها أن تؤثر في الطفل، فهو على استعداد دائم للوقوع تحت تأثير الآخرين، وهو ما يطلق عليه علماء النفس «القابلية الشديدة للاستهواء»، حيث يكون الطفل على استعداد للتأثر بما يسمعه أو يشاهده، خاصة ممن يكبرونه سناً، ويشغلون أدواراً مهمة بالنسبة له، مثل الأب أو الأم.

ويتضح أن الطفل في تلك المواقف إنما يقوم بعملية توحّد مع أنموذج معيّن، وبهذا، يميل إلى التقليد والمحاكاة، وقد يحدث أن تمتد يد الأم إلى حافظة نقود زوجها، لتستولي في تكتُّم وسريّة على بعض النقود، فيراها الطفل دون أن تشعر بوجوده، ثم يأتي الأب ليكتشف الأمر فيثور، وتتنصل الأم -بالقطع- من المسؤولية، أما الطفل فإن عقله يذهب ويجيء، وغالباً ما يسأل نفسه: هل أظل صامتاً احتفظ بالحقيقة لنفسي؟ أم أروي ما رأيت فأكشف أمر أمي فيدبّ الصدام بينهما؟، ومهما يكن موقف الطفل فقد تأثر تأثّراً سيئاً بفعلة أمه، النموذج والقدوة، والأرجح أن هذا الطفل سيغير من قيمه التي اكتسبها، ويعدل من اتجاهاته التي سبق أن تبناها، وبمرور الوقت لا يسأل الطفل والده عما يريده من نقود، بل ستمتد يداه إلى حافظته ليأخذ منها ما يريد.

وبهذا يصبح الطفل محترفاً للسرقة،لا لشيء، وإنما لأنه رأى القدوة والأنموذج متلبّسة بالسرقة، فيقلّد ويحاكي.

سابعاً: أصدقاء السوء

تدريجياً، تتسع الدائرة الاجتماعية للطفل، ويتمثّل ذلك في وجود أصدقاء له يذهب معهم إلى المدرسة ويجيء منها، يقضي بصحبتهم فترات الراحة والاسترخاء، ويجد الطفل نفسه مشدوداً إلى أصدقائه، يبدي ولاءه وإخلاصه لهم، وحينما لا يتدخل الأب أو الأم في انتقاء الأصدقاء، فقد ينحرف الطفل ويسوء الاختيار، فهذا طفل تعرّف إلى صديق يقطن بجواره في المسكن، يكبره بسنوات عدة، ويرافقه خلال رحلات قصيرة في أيام العطلات الأسبوعية، ولسوء الحظ كان هذا الصديق منحرفاً سلوكياً، فقد اعتاد السرقة، ولما كان الطفل يقع تحت تأثيره، وكان الأبوان في غفلة عن ابنهما، فقد انتهت هذه الصداقة باشتراكهما في سرقة النقود، وبعض الأشياء الأخرى.

لقد وجد الصغير في هذا السلوك متعة في إثبات ذاته وقدراته، كما وجد لذّة في الجرأة والشجاعة التي تصاحب السرقة، إن أصدقاء السوء أخطر ما يكونون على الأطفال الصغار، وقد كان في إمكان الأبوين توجيه مثل هذا الطفل، لإثبات وجوده تفيده وتفيد المجتمع أيضاً، وكان من الضروري عليهما انتقاء أصدقائه الانتقاء الصحيح والملائم.

 

تنمية سلوك الأمانة عند الأطفال

يجب أن يدرك الآباء أنه قبل تكوين اتجاه الأمانة، لابد من حدوث اعتداءات من الطفل على ملكية غيره، وهذا أمر طبيعي يجب أن يقابله الآباء بالمرونة إلى أن يتعلم الطفل أساليب التعاون من أخذ وعطاء، كما يجب عليهم عدم التهويل، فيقابل الآباء ذلك بالضرب والإهانة، كما أنه من الخطأ الدفاع عن هذا السلوك، فكلا الأسلوبين لا يساعد على تكوين اتجاه الأمانة.

خلق شعور الملكية لدى الطفل بأن يخصص له مقتنياته الخاصة، وإعطاؤه مصروفاً يومياً يتناسب مع عمره ووسطه الاجتماعي الذي يعيش فيه.

التسامح -قدر الإمكان- في حالات السرقة العابرة، التي تحدث بلا دوافع نفسية، كذلك عدم دفع الطفل إلى الاعتراف بالسرقة حتى لا يعتاد الكذب.

عدم معايرة الطفل أمام الآخرين في حالة السرقة، حتى لا يشعر بالمهانة والنقص، علماً بأن الطفل لو أحس بمشاعر المحبة والحنو والعطف والرعاية، فإنه لن يلجأ إلى السرقة.

كيفية العلاج

مما لا شك فيه أن الوسط الأسري أو المدرسي أو البيئي الذي يتوافر فيه الدفء العاطفي والحب والأمن، والتوازن في المعاملات، والمرونة في التربية يساعد على وقاية الطفل من الانحراف السلوكي، الذي يجد له متنفساً عن طريق السرقة كمثال.

ينبغي توفير ضروريات الأطفال من ملابس خاصة وأدوات ولعب وغيرها، حتى لا يشعروا بأنهم أقل من الآخرين فيلجأون إلى السرقة لتعويض النقص.

احترام ملكية الطفل الخاصة شيء ضروري، ومن هذا المنطلق لابد أن نعلمه كيف يحترم ملكية الآخرين، فإذا حدث أن اعتدى الطفل على ملكية أخيه، فلنأخذ منه أحد مقتنياته ونعطيه لأخيه، فإذا ثار واعترض علّمناه أنه كما يثور لأننا اعتدينا على ملكيته، فإن أخاه سيثور أيضاً لأننا اعتدينا على ملكيته، وبهذا الدرس العملي سيتيقّن أنه من غير المستحب الاعتداء على ملكية الآخرين.

مداومة التوجيه والإرشاد، وغرس القيم الدينية والأخلاقية في وجدانه، مع تقديم الأنموذج والقدوة الطيبة أمامه، فلا ننهى عن سلوك نقترفه، ثم نأتي به نحن الكبار، مع عدم اتهام الطفل بالسرقة، ونحذر من قابله خلع ألقاب على الطفل من شأنها أن تقضي على سلامة صحته النفسية، كأن نقول له مثلاً: يا سارق، يا لص.

لابدّ من دراسة الدوافع التي أدت بالطفل إلى السرقة، وهل هي عابرة أم متكررة؟ وهل تؤدي وظيفة نفسية في حياة الطفل كتعويض فقدانه للحب أو الحنان أو الرعاية؟ أم لها وظيفة اجتماعية كالتباهي أو التفاخر وإثبات الذات؟، فإذا وضعنا أيدينا على مواضع الداء الحقيقي، أمكننا وضع العلاج المفيد والناجح.

حوار سلوى النجار مع د. عمر عبدالكافي

رحلة الحج حيث المناسك عبادات محضة، والعبادات أسرار وعبر، إنما هي رحلة مغفرة وتذكرة وقد أفلح من وعي. وفي هذا الحوار مع الدكتور عمر عبدالكافي، مدير مركز الدراسات القرآنية بجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، عضو هيئة الحكماء في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، نحاول أن نلقي الضوء على عدد من العِبَر والدروس والأسرار النفسية والفلسفية التي تزخَر بها مناسك الحج.
* نبدأ بسؤال عن مفهوم الحج في الديانات السماوية من ناحية تاريخه، وما العبر التي يمكن أن نخلص إليها من هذا الأمر؟
- من أوجه عَظَمَة الإسلام، أنه ينظر إلى الرسالة التي نزلت من السماء، على أنها دين واحد. يقول الله سبحانه وتعالى: (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا) (الشورى/ 13). إذن الدين واحد، لكن المذاهب والشرائع هي التي تختلف باختلاف النوعيات والثقافات وتبايُن الزمان والمكان.
وفي ما يتعلّق بالحج، نجد أنّ الله سبحانه وتعالى يقول في الآية الكريمة (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ) (آل عمران/ 96). والنبي(ص)، لمّا تكلّم عن قضية الحج، قال كما ورد في حديث ابن عباس، "إنّ رسول الله(ص) مَرّ بوادي الأزرق. فقال: "أي وادٍ هذا؟". فقالو: هذا وادي الأزرق. قال: "كأني أنظر إلى موسى (ع) هابطاً من الثنية، وله جؤار إلى الله بالتلبية". ثم أتَى على ثنية هرشى فقال: "أي ثنية هذه؟". قالوا: ثنية هرشى. قال: "كأنّي أنظُر إلى يونس بن متّى (ع) على ناقة حمراء جعدة، عليه جبّة من صوف، خطام ناقته خلبة، وهو يُلبّي". فالأنبياء حجّوا إلى هذا المكان. إذن الحج ليس بدعة إسلامية ولا شَعيرة تخصُّ أمّة محمد (ص)، إنّما الحج موجود منذ بداية أبينا آدم(ع).

- أسرار الحج:
* مَناسك الحج من اغتسال وطَواف وسعي وغيرها، لَيست أعمالاً مُجردة، بل هي عبادات لها من الأسرار وفيها من الآيات والعِبَر ما يختزل كثيراً من أوجه فلسفة الفكر الإسلامي، فَهَلاً تفضّلتُم ببيان جانب من ذلك؟
- العبادة في الإسلام لها أسرار، والنظر إلى عبادة الحج من زاوية فلسفية، يكشف عن جانب من أسراره، ومنها مثلاً أنه إذا جاء موسم الحج، فكأنّ المسلمين ينتدبون في كل عام وفداً منهم لتقديم فروض الولاء والطّاعة لله رب العالمين عند بيته المحرّم. هذا "الوفد"، كما تقول كُتب اللغة، هم عليه القوم، فهم وفد مكرمين عند الله تعالى، ومن ذلك قوله تعالى، في وصف أهل الجنة (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا) (مريم/ 85).
هذا الوفد أول ما يبدأ به من مناسك الحج، بعد تحرّي المال الحلال في النفقة، هو الاغتسال والتطهُّر، ليس التطهّر البَدَني فقط، بل التطهّر الروحي أيضاً من الخطايا والذنوب. فالإنسان عندما يتوضأ للصلاة ربما تكون يده نظيفة، لكنه يغسلها ممّا يكون قد أتَى بها من إيذاء أو رشوة أو أخذ ما لا يحق له، وهكذا المضمضة، فهو يلفظ فيها ما اقترف من غيبة أو كذب أو فحش في القول، وجميع الأعضاء على هذا النحو، وهو من أسرار الوضوء والاغتسال.
فإذا اغتسل الحاج، فهو يلبس ما يشبه الكَفَن، ذلك الثوب الأبيض الذي لا جيب فيه ولا مخيط ولا محيط، وفيه تذكرة بحاله بعد مماته، فإذا ودّع أهله وركب الباخرة أو الطائرة، فيتمثّل عندما يأتي الموت، أنه أيضاً سوف يُحمَل ويُتركَ وهو ذاهب إلى حسابه مع رب العباد.
وإذا بلغ مكة المكرمة، زادها الله تشريفاً وتعظيماً، ودخل المسجد الحرام وطَالَع الكعبة المشرّفة أول بيت وُضِع للناس وقِبلَة المسلمين في كل بقاع الأرض، فله دعوة مستجابة، ونحن نطوف من هذا الرمز، حيث الصلاة عنده بمئة ألف صلاة، وحيث يُقسّم الله عزّوجلّ الرحَمات في هذا المكان المبارك. وإذا كان الناظر إلى الكعبة له ثواب، فما بالَك بالطائف حولها؟
وعندما يقضي الحاج الطّوَاف، يذهب إلى السعي بين الصفا والمروة، كما صَنَعَت أمُّنَا هاجَر، عندما كانت تبحث عن الماء لوليدها إسماعيل (ع)، ونحنُ نأخذ هذه الشّعيرة العظيمة عن امرأة نُقدّرها ونُجلّها على مَرّ التاريخ، وهذا دليل على مَكَانة المرأة في الإسلام. ويجب علينا نحنُ معشَر الرجال، أن نُسرع ما بين الميلين الأخضرين، ونهرول سريعاً، كما كانت أمّنا هاجر تصنع عند مهبط الوادي ومسيله. أما المرأة فلا تُهرول بين الصفا والمروة، بل تمشي على تَؤدَة، لأنّ أمّنا هاجر أنابَت عن كل بنات حواء في ألاّ يُسرعن، وكانت وكيلة لهنّ في ذلك.
بعد ذلك، نشرب من زمزم، ونتضلّع منه، حيث نتذكر هذا الوادي الذي لم يكن فيه زرع ولا ضَرع ولا ماء، حتى جاء جبريل (ع) وضرب الأرض بجناحه، فخرجت بئر زمزم طعام السّقاء وسِقَاء الشفاء الذي لا ينضَب أبداً.
بعد ذلك يأتي اليوم الثامن، وهو يوم التروية، وفيه يذهب الحجيج إلى منى، استعداداً لبدء مناسك الحج، ويأتي عليهم يوم عرفة، الذي يُشبه تماماً اليوم الآخر، فالكل في عرفة من مطلع الفجر حتى غروب الشمس، حاسر الرأس، يلبس زيّاً واحداً، وجميعهم في دعاء وإخبات نيّة، اللغات مختلفة والألسنة مختلفة والدعوات مختلفة ورب العباد سبحانه وتعالى ينظر إليهم ويُباهي بهم ملائكته.
فإذا أفاض الناس من عرفات إلى المزدلفة عند المشعر الحرام، فهم عندما يقومون بجمع الحصى إنما يجمعون أسباباً يقومون بها على ضرب إبليس وإيقاف الشر الذي يأتيهم من شياطين الإنس والجن، فإذا صلُّوا صلاة الفجر في المشعر الحرام، ذهبوا إلى جمرة العقَبَة الكبرى، وهناك نتذكّر الخليل إبراهيم (ع)، الذي لَمّا هَمّ بتنفيذ أمر الله بذبح ولده إسماعيل(ع)، أتَاه إبليس يعلو بصوته عليه يا إبراهيم: أتذبح ولدك؟ أتذبح وحيدك؟ فيرميه الخليل بحجارة سبعة عند الجمرة الصغرى والوسطى والكبرى. ونحن نأخذ هذا المنسك من خليل الله إبراهيم(ع)، وفي ذلك دليل على وحدة الدّين وأنه الدّين واحد، وأننا كما قال رب العباد عزّوجلّ: (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ) (الحج/ 78). وكما دعا سيدنا إبراهيم (ع)، (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (البقرة/ 129).
ثم يأتي ذبح الأُضحية، ليُذكّرنا بفداء إسماعيل (ع)، وقد قال (ص): "أنا ابن الذبيحين"، فأبوه عبدالله تعرّض للذبح وفُدي بمئة من الإبل، وسيدنا إسماعيل (ع) جَدُّه وجَدُّ العرب والمسلمين، تعرّض للذبح وفَداه رب العباد بكبش من الجنّة.
ثم بعد ذلك يذهب إلى الحلاقة، حيث الرجل يحلق والمرأة تُقصّر، ومعروف أنّ زينة كثير من الناس في شعورهم، وربما عندما يحلق الرجل وتُقصّر المرأة يستشعران خضوعهم وذلّتهم لله وائتمارهم بأمره سبحانه وتعالى.

- بين نقل وعقل:
* يقول الحاج بمناسك الحج من طواف وسعي ورجم بالجَمَرات، امتثالاً لأمر الله تعالى، ويفعلها بجسده، لكن قلبه وروحه متجهان إلى الله الواحد الأحد. لكن البعض من غير المسلمين، قد يسألون عن العلاقة بين الرمز والمدلول في هذه الأعمال.
- عندما ننظر إلى فريضة الحج، يجب أن نرى القضية بين نقل وعقل. النقل هو قوله تعالى (وَأتمُّوا الحَجَّ وَالعُمْرَةَ لله) (البقرة/ 196). أما العقل، فقد يأتي الشيطان ليقول: مبنى يُطاف حوله؟ أليست هذه صورة من صوَر الوثنية؟ ونحن نردُّ على ذلك بمثال بسيط، وهو العَلَم الذي تتخذه الدول رمزاً لها، فتحية هذا العَلَم، الذي هو قطعة مِن القماش الملوّن ترمُز إلى تقدير واحترام الدولة، في حين أن تمزيق العَلَم فيه إهانَة للدولة صاحبة العَلَم، ونحن عندما نذهب إلى الكعبة ونطوف حولها، فلأنها رمز للمكان الذي يتقرّب فيه العبد إلى رب العباد عزّوجلّ. ويُقال إنّ البيت المعمور الذي يدخله كل يوم سبعون ألف مَلَك، لا يخرجون إلاّ يوم القيامة، لو وقع منه حجر لَوَقَع على سقف الكعبة، إذن نحن عندما نطوف ونصلي حول الكعبة المشرّفة، إنما نتشبّه بهؤلاء الملائكة الذين يعمرون ويتعبَّدون في البيت المعمور.
أما أن يُقال كيف تُقبّلون حجراً ترجمون آخر؟ فهذه قضية النقل، لأن حجراً يُقبَّل وحجراً يُرجم، فهذه هي الدفعات النفسية والطاقة الإيجابية التي نُقبّل من أجلها حجراً ونقذف آخر. وعمر يقول عند الحجر الأسود: والله أنا أعلَم أنّك حَجَر لا تنفَع ولا تضر، ولولا أني رأيت رسول الله (ص) يُقبّلك ما قبّلتك".
لكن ائتماراً بأمر الله، فرحلة الحج رحلة إذعان وتسليم لله سبحانه وتعالى، تبدأ بالاغتسال وتنتهي بغسل الذنوب، وما بينهما عبادة لله سبحانه وتعالى.
* لا شك في أنّ استحضار مثل هذه الدفعات النفسية والشحنات الإيجابية، يلزمه استعداد نفسي وروحي للحج، فما السبيل إلى بلوغ ذلك؟

- الاستعداد النفسي للحج لا يقل أهمية عن الاستعداد البدني والمادي للحج، ويبدأ الاستعداد النفسي للحج بتجهيز المال الحلال، فالإنسان إذا كان في ماله شُبهة أو حرام ويتجه إلى الحج، يقول (لبّيك اللهم لبّيك). يقول الله تعالى "لا لبّيك ولا سعديك وحجّك مردود عليك، مالك من حرام وملبسك من حرام ومشربك من حرام وغُذّيت بالحرام، فأنّى يُستَجاب لك".
* هناك بعض المسائل الحديثة، التي تُعرَض في الحج ومنها الحج المُريح والمُيسّر، الذي يُذلّل جانباً كبيراً من مشقّة الحج. فهل في ذلك نقصان للأجر؟
- يقول الله تعالى: (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا) (النساء/ 147). فإذا يُسّر للحاج وسيلة مواصلات مُريحة، ومكان طيب للإقامة، فلا أرى في هذا انقاصاً للثواب. بل على العكس إذا استطاع الإنسان أن يحج حَجّاً كهذا، فهو يتفرّغ للعبادة والدّعاء وإخلاص النيّة ولا تشغله المشقّة ولا المتاعب عن العبادة، بفضل من الله سبحانه وتعالى. فأنا لا أرى أبداً هذا إنقاصاً للثواب وربنا كريم ومُتفضّل. والحقيقة أنّ القائمين على أمر الحج في المملكة العربية السعودية، لا يُقصّرون، ويعملون على إراحة الحجيج قدر وسعهم.
* وماذا عن القادرين الذين يكررون الحج النافلة أكثر من مرة؟
- الحجيج الذين حجّوا مِن قبل، وأسقطوا الفريضة، عليهم أن يوجّهوا نفقات حج النافلة لتزويج الشباب المسلم، وسداد ديون المسلمين المعوزين، وإدخال السرور على الأسر المسلمة، فهذا خير لهم من حج النافلة، لأن إدخال السرور على المسلمين فرض، والحج الثاني إلى المئة نافلة. وقد يستشهد قائل بقول الرسول (ص): "تابعوا بين الحج والعمرة.."، نقول نعم. هذا عندما يستغني فقراء المسلمين ويتزوج الشاب غير القادرين، وتُسدّد ديون المدينين، وهذه للذين يكررون شعيرة الحج كل عام، وهم من الأثرياء.
* في المقابل، نجد مَن يعمَد إلى تأجيل حج الفريضة، على الرغم من القدرة والاستطاعة، فما قولكم ذلك؟
- الحج مرهون بالاستطاعة، ومَن لم يستطع فقد سقط عنه الحج. حتى إنّ بعض الناس، عندما يأتي ليستفتيني في أن يذهب ليحج عن أمه أو أبيه بعد وفاتهما، أقول له عندما كان أبوك أو أُمك على قيد الحياة، هل كانَا يستطيعان الحج؟ يقول لا، كانا فقيرين مثلاً. إذن فقط سقط عنهم الحج، أما إذا أراد أن يحج من باب البر بأبيه أو أمه، فهو خير، لكنه ليس مفروضاً عليه أن يحج، لأن غير القادر سقط عنه الحج تماماً.
لكن الأمر الخطير يتعلق بالقادر على الحج ولم يحج. إذ يقول رسول الله (ص): "مَن استطاع أن يحج ولم يحج، فليمُت إن شاء يهودياً أن نصرانياً أو مجوسياً". ويُقال إنّ عمر قال: مَن كان يستطيع أن يحج ولم يحج ومات، لا اُصلّي عليه صلاة الجنازة.
* وفي ختام هذا الحوار، ما الكلمة التي تتوجهون بها إلى مَن يَسّر الله تعالى لهم أداء فريضة الحج هذا العام؟
- أقول للذين سوف يَمُنّ الله عليهم هذا العام، بأداء هذه الشعيرة الكبير، أن يتقوا الله ربهم، وأن يُخلصوا نيتهم لله، وأن يعلموا أنّ الحج إنما هو نداء ربّاني. يقول سبحانه وتعالى (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) (الحج/ 27). فإنّ الخليل إبراهيم (ع)، نادَى ورب العباد قدر أن تسمع الأرواح. فاعلم أيُّها الحاج، أنّ روحك قد استجابت لنداء الخليل، وهذا مِن فضل وكَرَم الله عليك، فتوكَّل على الله سبحانه وتعالى، بصدق نيّة، واعلم أنّ هذا نداء مِن الله، فاستجب لنداء الله، ولا تستجب بعد ذلك لنداء الشيطان.

السبت, 19 شباط/فبراير 2022 11:55

تهرّب طفلك من تنفيذ طلبك

سوف يقوم الأطفال بمقاومتك ورفض طلبك ومعارضتك، ومن الطبيعي أن يفعلوا ذلك لأنّه جزء من رحلة النمو الخاصة بهم، وسوف تواجهك أربعة مستويات من المعارضة، ويمثل المستوى الأوّل أقلها حدة وفيه يخبرك طفلك بعدم رغبته في فعل ما طلبت.

فيقول: "إنّني لا أريد الذهاب إلى هناك"، وقد يسألك عن سبب ما تريد منه فعله بطريقة استنكارية "لماذا أنا" و"لماذا الآن"، وفي المستوى الثاني يكون الطفل أكثر شدة، فسوف يعلن الطفل رفضه بعنف بطريقة لفظية كقوله: لن أفعل، وبطريقة غير الفظية كهز كتفه أو بتحريك يده رافضاً، وفي المستوى الثالث سيمثل الطفل دور الأصم فتنادي عليه أُمه فيسمعها جيداً قائلاً في نفسه: لن أرد، التجاهل هو الحل حتى نرى مَن ينهار أوّلاً، وفي المستوى الرابع عبارة عن انسحاب صامت مستفز ومتحدٍّ، فيقول له أبه: هيا لنصلي، فينظر له ابنه ويغادر صامتاً ولا ينفذ ما طلبه أبوه... إنّ كلّ مستوى من تلك المستويات الأربعة بحاجة إلى نقاش حول كيفية التعامل في تلك الحالات، وما هي المهارات المطلوبة لننجح في إدارة الحوار في كلّ مستوى...

في الماضي لم نكن نتوقع من الطفل سوى الطاعة... أما اليوم فنحن نتوقع من الطفل كلّ شيء إلّا الطاعة!!

 

ومن العجيب أنّك إذا لم تجد من ابنك اعتراضاً صريحاً، فقد تجد منه اعتراضاً ذكيّاً، فأطفالنا يستخدمون طرقاً أربعاً ليهربوا من طلباتنا ويجعلونا نتركهم أحراراً...

 

1- حيلة الشعور بالذنب:

فمثلاً أم هاني قالت لابنها الذي يجلس أمام التلفزيون منذ ساعتين: هاني، لقد تأخر الوقت فهيا ندخل لننام، فرد ابنها قائلاً: يا ماما، أنا طوال النهار بين المدرسة والدروس وحفظ القرآن، أنا تعبان فاتركيني أتمتع بالتلفاز ولأنام وقتما شئت، لقد حاول هاني إشعار أُمّه بالذنب وحاول أن يشعرها كم هو مسكين لتتعاطف معه وتتراجع عن طلبها، ولأنّ كلمات هاني أصابت أُمّه في مقتل، فقد تركته يستمتع بالتلفاز قائلة: إنّه طفل مسكين وكم هو مظلوم فليس هناك ما يمنع من تركه يستمتع بعض الشيء، ونسيت بعاطفتها أنّ من مصلحة هذا الطفل – المسكين – أن يأخذ قسطاً وافراً من النوم، وأنّه مهما جلس أمام أفلام الكرتون فلن يشبع، وأنّه مهما كان متعباً في الحياة فعليه أن يخلد للنوم، وفي هدوء نفكر: هل هو حقّاً بحاجة للتعاطف؟ وكيف نساعده دون أن نضره؟!

 

2- حيلة الانتحاب والبكاء:

وسوفك يشغلك الطفل في هذه الحيلة بأحباله الصوتية، فهذه أم خالد طلب منها طفلها الحبيب عصيراً مُثلجاً، لكنّها رفضت لأنّ العصائر المثلجة في هذا الجو البارد تصيب حلقه بالتهاب، لكنّ خالداً بدأ يستعرض عضلاته الصوتية وأخذ في البكاء والنحيب، ومع مرور الوقت استجابت أُمّه لأنّ بكاءه أصابها بالصداع ولأنّها لا تتحمل بكاءه، وهكذا علمته مبدأً خطيراً وقاعدة رهيبة وهي "إبك تربح أكثر"، فإذا كنت لا تريد الانتحاب في منزلك فعليك أن تتجنب هذه الحيلة...

 

3- حيلة المماطلة:

وفي هذه الحيلة يقوم طفلك الذي يبلغ من العمر 7 سنوات باستخدام استراتيجيات التفاوض التي تتبعها لجنة حفظ السلام في الأمم المتحدة؛ وذلك حتى يهرب من طلبك وينفذ ما يريد، فعلى سبيل المثال: يمكنك أن تظل نصف ساعة تقول لطفلك أوقف اللعب وابدأ في عمل الواجب، ويكون رد الطفل هو "دور واحد في اللعبة وبعدها أبدأ في عمل الواجب"، ولا ينتهي هذا الدور أبداً، ويسقط كثير من الآباء في هذه الحيلة، فالطفل يطلب دوراً واحداً، وتوافق أُمّه، وهذا لا ضير فيه بل إنّه جيد، لكنّها تذهب وتنسى ويلعب خمس دقائق، ثم تقول له قم، فيرد: دور واحد فقط، وهنا تتركه أُمّه ومن هنا يأتي الخطر، فيتعلم أنّ المساومة طريقه في الحياة مع والديه وعدم الوفاء بالوعد يحقق كثيراً من الخيرات، إنّ غرس مهارة التفاوض في نفوس أطفالنا رائع، شريطة الوفاء بالوعود والعهود... ولقد ضرب لنا القرآن الكريم مثالاً رائعاً على المماطلة في قصة البقرة، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ) (البقرة/ 67-71)، وفي القصة نرى الطريقة الصائبة في التعامل مع المماطلين، فلقد مزج سيدنا موسى (ع) في علاجه بين الصبر واللين والحزم والدقة والهدوء، وهذا ما نحتاجه عندما يماطلنا الأحباب...

 

الخبير التربوي: عبد الله عبد المعطي

المصدر: كتاب أطفالنا كيف يسمعون كلامنا؟

 

القبة الحديدية الإسرائيلية فشلت في اعتراض الطائرة المسيرة التي أرسلها حزب الله

أعلن حزب الله اللبناني تنفيذ مهمة استطلاعية وصفها بالناجحة بطائرة مسيرة في منطقة الجليل استمرت 40 دقيقة.

جاء ذلك بعدما اعترف الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة بأن قواته فشلت في اعتراض الطائرة التي اخترقت الحدود ثم عادت إلى لبنان سالمة.

وعقب ذلك، أفاد مراسل الجزيرة بأن الطيران الحربي الإسرائيلي حلق في أجواء العاصمة اللبنانية بيروت والضاحية الجنوبية على علو منخفض.

ونقل المراسلون عن مصدر أمني أن طائرتين دخلتا من جهة البحر، ونفذتا مناورة في أجواء بيروت لدقائق، قبل أن تغادرا.

وكشف حزب الله -في بيان مقتضب- أن "المقاومة الإسلامية" أطلقت طائرة مسيرة سمتها "حسان" داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة في مهمة "ناجحة" امتدت على طول 70 كيلومترا مربعا شمال فلسطين.

وأضاف البيان أنه "رغم كل محاولات العدو المتعددة والمتتالية لإسقاطها عادت الطائرة "حسان" من الأراضي المحتلة سالمة، بعد أن نفذت المهمة المطلوبة بنجاح من دون أن تؤثر على حركتها كل إجراءات العدو الموجودة والمتبعة".

وفي وقت سابق اليوم، اعترف الجيش الإسرائيلي بأن قواته فشلت في اعتراض الطائرة المسيرة التي عبرت الحدود قادمة من لبنان.

وكان الجيش الإسرائيلي ذكر -في بيان سابق اليوم- أنه رصد طائرة مسيرة اخترقت الحدود، وأن القبة الحديدية أطلقت صواريخ عدة لاعتراضها عقب اختراقها الحدود قرب منطقة "روش بينا" في سهل الحولة بالجليل الأعلى.

وأضاف البيان أن الطائرة المسيرة ليست مسلحة، ويبدو أن حزب الله أطلقها بهدف جمع المعلومات.

وأشار إلى أنه تم استدعاء طائرات ومروحيات حربية للقيام بدوريات عقب الحادث.

وقال الجيش الإسرائيلي إن صفارات الإنذار دوت في الجليل بعد إطلاق صواريخ اعتراضية إثر تسلل طائرة مسيرة معادية صغيرة من لبنان إلى منطقة الجليل.

وأفاد مواطنون في منطقة صفد بالجليل بأنهم سمعوا دوي انفجارات بُعيد سماعهم صفارات الإنذار، وأنهم اضطروا للدخول إلى الملاجئ. وذكرت وكالة رويترز أنه لم ترد تقارير عن وقوع إصابات أو أضرار.

ونقلت مصادر إعلامية إسرائيلية عن مسؤول أمني إسرائيلي وصفته بالكبير قوله إن التطورات لم تصل إلى نهايتها بعد، وإنه تم رفع درجة التأهب على طول الحدود مع لبنان.

حوادث سابقة

وقد تكررت حوادث سقوط أو إسقاط الطائرات المسيرة في الحدود الإسرائيلية اللبنانية، فخلال السنة الماضية فقط سقطت طائرة مسيرة إسرائيلية قرب بلدة بليدة اللبنانية في بداية فبراير/شباط، أعلن حزب الله إسقاطها وأكد ذلك الجيش الإسرائيلي لاحقا.

كما سقطت طائرة مسيرة إسرائيلية أخرى من نوع "راكب السماء" جنوبي لبنان في 26 يوليو/تموز من السنة نفسها، وعزا الجيش الإسرائيلي سبب سقوطها إلى خلل فني.

وفي الجولان السوري سقطت طائرة مسيرة إسرائيلية في 22 سبتمبر/أيلول، وعزا الجيش الإسرائيلي مرة أخرى السبب إلى خلل فني.

ثم ما لبثت أن سقطت طائرة مسيرة إسرائيلية في نهاية الشهر نفسه جنوبي لبنان، أعلن حزب الله إسقاطها، فيما قالت إسرائيل إنها تحقق في الأمر.

واليوم الجمعة، وقع ثاني اختراق بطائرة مسيرة للحدود الشمالية لإسرائيل في ظرف 24 ساعة، وأقر الجيش الإسرائيلي بفشله في اعتراضها.

المصدر : الجزيرة + وكالة سند + وكالات

 

السبت, 19 شباط/فبراير 2022 05:28

الآثار الجزيلة والفوائد العظيمة للحجّ

  • إنّ الله عزّوجلّ قد فرض على عباده فرائض عدّة، بعضها بدني كالصلاة والصوم، وبعضها مالي كالخُمس والزكاة، وجمعهما معاً في فريضة الحجّ فكان مشتملاً على الواجبات المالية كبذل الهدي. وعلى الواجبات البدنية كالطواف والسعي. وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدل على عِظم هذه الفريضة وأهميتها عند الباري عزّوجلّ.

وممّا يمتاز به الحجّ أيضاً أنّه عبارة عن زيارة لله عزّوجلّ، بذهاب الحاجّ والناسك إلى بيت الله تعالى زائراً له، وعبّر عنه في الروايات بضيف الله، وهذا شرف عظيم لمن تفكّر وفكّر في ذلك، وهذا بدوره يزيد في أهمّية الحجّ ومنزلته.

ومن جهة ثالثة يمتاز الحجّ بأنّه مقسوم، فإنّ الله تعالى يتولى تقديره، فمن كَتَبَ له الحجّ وُفِق إليه وإلّا فلا، فهو كالرزق المقسوم، وقد ورد أنّه يقدر وفد الحجيج في ليلة القدر؛ وهذا يعني أنّ امتثال هذه الفريضة لا يكون إلّا بعد قضاء الله بذلك، وتوفيقه تعالى له وهذا شرف آخر للحاجّ عليه أن يلتفت إليه ليكون شكوراً لله على هذه النِّعمة ولا يكون كفوراً.

آثار الحجّ:

إنّ الجوانب المتعلِّقة بالحجّ كثيرة بعضها عبادي، وبعضها أخلاقي واجتماعي، ونحو ذلك، وسنتناول فيما يلي جانب الآثار المترتبة على «الحجّ» بحسب ما يستفاد من الأدلة الشرعية:

1- من آثار الحجّ: أنّه يغفر الذنوب جميعاً، بل هناك ذنوب مستعصية قد لا تُغفر في غير الحجّ، ولذا ورد أنّ من الذنوب ما لا يغفر إلّا «بعرفات» وإنّما سُمّي «عرفات بعرفات» لأنّه يعترف فيه بالذنب، فهو محل غفرانها ومحوها بإذن الله تعالى، وفي الخبر عن رسول الله (ص) من أنّه قال: «فإذا وقفت بعرفات إلى غروب الشمس فلو كان عليك من الذنوب قدر رمل عالج وزبد البحر لغفرها الله لك». وبالمراد بالرمل العالج الجبال المتواصلة، المحيطة بأكثر أرض العرب.

2- من آثار الحجّ وبركاته أنّه يوجب الحسنات ورفع الدرجات إضافة لما تقدَّم من غفران الذنوب ومحو السيِّئات.

حتى أنّه قد ورد أنّ في الطواف والسعي لوحدهما ستة آلاف حسنة ويحط بهما ستة آلاف سيِّئة ويرفع بهما للحاجّ ستة آلاف درجة.

وفي بعض الروايات أنّه أفضل من عتق سبعين رقبة، وقال رسول الله (ص): «لو أنّ أبا قبيس لك زنته ذهبة حمراء أنفقته في سبيل الله ما بلغت ما بلغ الحاجّ»، وأبو قبيس اسم لجبل معروف في مكّة يتصف بضخامته.

3- يوجب حصول الخير في الدُّنيا - فضلاً عن الآخرة -، وعن أبي عبدالله الصادق (ع) أنّه قال: «مَن حجّ حجّتين لم يزل في خير حتى يموت».

4- ومن آثار الحجّ أنّه يوجب كون الحجّ ضيفاً لله تعالى، وهذا الأثر لوحده يكفي الحاجّ فخراً وعزّاً، وفي الخبر عن عبّاد بن صهيب قال: «إنّ ضيف الله عزّوجلّ رجل حجّ واعتمر فهو ضيف حتى يرجع إلى منزله».

5- يُوجب الغنى والزيادة في الرزق، والصحّة في البدن وعن رسول الله (ص) قال: «حجّوا تستغنوا».

وعن أبي عبدالله (ع) قال: «قال رسول الله (ص): الحجّ والعمرة ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد»، والكير هو ما يبنيه الحدّاد من الطين ليحمي الحديد فيه.

وكلّما تكرّر الحجّ كلّما زاد رزقه وقد ورد أنّ مَن حج ثلاث حجج لم يصبه فقر أبداً.

6- يعوِّض عليه ما بذله من المال - وهذا مغاير لسابقه كما لا يخفى - بل في بعض الروايات أنّ الله تعالى يعوِّضه بأكثر ممّا بذل وهذا هو المؤمل من كرم الله عزّوجلّ اللا محدود، وفي الخبر عن الإمام الباقر (ع) قال: «الحاج وفد الله إن سألوه أعطاهم وإن دعوه أجابهم وإن شفعوا شفعهم وإن سكتوا ابتدأهم ويعوِّضون بالدرهم ألف ألف درهم».

7- من آثاره الجنّة، فجزاء الحجّ المقبول الجنّة وهذا يتلاءم مع تقدّم من الأثر الأوّل والثاني ويشير له الخبر الآتي.

8- يحفظ في أهله وماله، ففي الخبر عن الإمام زين العابدين (ع) أنّه قال: «حجّوا واعتمروا تصح أبدانكم وتتسع أرزاقكم وتكفون مؤونات عيالاتكم، وقال: الحاجّ مغفور له وموجوب له الجنّة ومستأنف له العمل ومحفوظ في أهله وماله».

9- يرفع عنه مكاره الدُّنيا وأهوال الآخرة، فعن أبي بصير قال: «سمعت أبا عبدالله (ع)  يقول: عليكم بحجّ هذا البيت فادمنوه، فإنّ في إدمانكم الحجّ دفع مكاره الدُّنيا عنكم وأهوال يوم القيامة». ويظهر من الخبر المذكور أنّ هذا الأثر مترتب على إدمان الحجّ وتكراره.

10- يرفع العذاب عن الناس في الدُّنيا، فمن المعلوم أنّ الله تعالى قبل الإسلام كان يعاقب على المعصية مباشرة بالزلازل والريح والصواعق والمسخ ونحو ذلك، وبعد بعثة النبيّ (ص) رفع ذلك ببركة النبيّ (ص)، والأئمّة (ع) كما دلّ الدليل، وبركة الاستغفار، وببركة أداء العبادات، والطاعات ولو من بعض الناس، خاصّة الحجّ، فإنّ الحجّ يُطفئ غضب الربّ ويمنع نزول العذاب.

وفي جملة من الروايات: «لولا الحجّ لنزل العذاب»، وفي الخبر عن أبي بصير قال: «سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: أمّا إنّ الناس لو تركوا حجّ هذا البيت نزل بهم العذاب ما نوظروا».

11- من آثار الحجّ وبركاته أنّه يرفع ضغطة القبر، ويشفع لصاحبه حيث أنّ الحجّ كباقي الأعمال تتجسّد يوم القيامة. في صحيح منصور بن حازم عنه (ع) قال: «مَن حجّ أربع حجّج لم تصبه ضغطة القبر أبداً، وإذا مات صوّر الله الحجّ الذي حجّ في صورة حسنة من أحسن ما يكون من الصور بين عينيه تصلي في جوف قبره حتى يبعث الله من قبره ويكون ثواب تلك الصلاة له».

12-  يغفر لأهله وعشيرته: فبالإضافة لغفران ذنوبه وبالإضافة للخير الذي يناله، فإنّ الله تعالى يزيد في إكرامه بأن يغفر لأهله وعشيرته وكلّ مَن يدعو لهم الحاجّ في حجّه.

وفي الخبر عن أبي عبدالله (ع) قال: «إنّ الله عزّوجلّ ليغفر للحاجّ ولأهل بيت الحاجّ ولعشيرة الحاجّ ولمن يستغفر له الحاجّ». ►

بعد إعلان الولايات المتحدة مقتل المدعو أبو إبراهيم الهاشمي القرشي زعيم جماعة "داعش" الوهابية خلال عملية عسكرية في سوريا، الأسبوع الماضي، تتداول وسائل إعلام ومواقع إخبارية عدة أسماء مرشحة لتولي قيادة التنظيم الذي شن هجمات ارهابية عديدة في العراق وسوريا، الأمر الذي خلف عددا كبيرا من الضحايا الأبرياء.

وفي هذا السياق، ذكر موقع "العربي الجديد"، نقلا عن مسؤول أمني عراقي في قيادة العمليات المشتركة بالعاصمة بغداد، لم يذكر اسمه، أن "دوائر أمنية واستخبارية في بغداد، تعكف على دراسة أبرز الأسماء الإرهابية التي قد تخلف الزعيم السابق في تنظيم "داعش" الإرهابي، مرجحا استمرار التنظيم في استخدام أسماء وهمية في إعلان زعيمه الجديد".

وقال هذا المسؤول الأمني: "نعتقد أنه سيكون عراقيا أيضا وهناك عدة أسماء مرشحة في هذا الإطار. نعتقد أن أغلبها ليست داخل العراق"، مرجحا "اعتراف التنظيم بمقتل زعيمه مع مبايعة شخص آخر في مرة واحدة، وذلك بحسب أبجديات الجماعات الإرهابية المتطرفة ومن خلال تجارب سابقة مماثلة".

من جهته، قال الخبير الأمني العراقي رائد الحامد، إن "التنظيم أعلن عن اختيار خليفة لأبو بكر البغدادي بعد أربعة أيام من مقتله نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2019، كما جرى اختيار البغدادي ذاته بعد أقل من 48 ساعة من مقتل أبو عمر البغدادي مؤسس "داعش" عام 2010، إلا أن التنظيم لا يزال يلتزم الصمت حول مقتل زعيمه دون أن يعلن عن زعيم جديد".

وأوضح الحامد في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن تأخير التنظيم في الإعلان عن زعيم جديد يعود لعدة احتمالات، منها أن يكون "التنظيم يريد تجاهل الإعلان عن مقتل أبو إبراهيم الهاشمي، على أن يختار خليفة له بنفس اللقب (أبو إبراهيم الهاشمي القريشي)، إذ لا يوجد حتى الآن ما يؤكد أن أبو إبراهيم القريشي الذي قال التنظيم إنه تولى قيادته بعد مقتل البغدادي هو عبد الله قرداش"، مضيفًا: "هذا الرجل لم يظهر بتسجيل صوتي أو مرئي منذ توليه قيادة التنظيم خلفا للبغدادي".

وعن أبرز أسماء المرشحين لخلافة قرداش، قال الحامد إنه "يجري تداول عدد من الأسماء بعضها غير دقيق مثل اسم أبو حمزة القريشي المتحدث الحالي باسم التنظيم، الذي لا يعرف أحد هويته، إضافة إلى اسم نافع حمد شياع، الذي يجري تعريفه على أنه من الجزيرة العربية، كذلك شقيق أبو بكر البغدادي، (جمعة عواد البدري) الذي يشار له حاليا بغير دقة على أنه رئيس ما يسمى "مجلس الشورى"، كما يجري تداول اسم جبار سلمان، المعروف باسم (أبو ياسر العيساوي)، مع أن بغداد أعلنت مقتله في يناير/ كانون الثاني الماضي".

واكد أن "الأوفر حظا هو العراقي بشار خطاب الصميدعي المعروف بحجي زيد الصميدعي، وهو مشرف ما يسمى القضاء والهيئة الشرعية بالتنظيم حاليا".

وختم بالقول: "أعتقد أن التأخير في الإعلان عن خليفة جديد، يأتي بسبب صعوبة في التواصل بين أعضاء مجلس الشورى في التنظيم، لذا فإن مسألة اختيار جديد تأخذ وقتا أطول، إذ يعتمد التنظيم على رسائل خطية مشفرة أو شفوية ويتجنب التواصل الإلكتروني تماما"، وفق قوله.

وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، في 3 شباط/فبراير الجاري مقتل زعيم تنظيم "داعش" أبو إبراهيم الهاشمي القرشي في عملية عسكرية امريكية شمال غربي سوريا.

المصدر:العالم

اعتبر الأمين العام ل​حزب الله​ السيد ​حسن نصر الله​، أن "​المقاومة​ كفكر وثقافة ووجود في المنطقة هي سابقة على اجتياح 1982، وكان هناك فصائل وأحزاب ​لبنان​ية تؤمن بالمقاومة، ومنهم السيد عبد الحسين شرف الدين، والإمام ​موسى الصدر​ الذي ركّز فكر المقاومة وأعلن تأسيس أفواج المقاومة اللبنانية".

وفي كلمة له، خلال الإحتفال المركزي الذي يُنظمه حزب الله إحياءً لذكرى "القادة الشهداء"، رأى السيد نصر الله ان "العام 1982 بالنسبة لنا هو عام القرار، عام الولادة والإستمرار، ودماء شهدائنا عمّدت هذه المسيرة، والفضل بعد الله يعود لهذه الدماء الزكيّة".

وشدد الأمين العام ل​حزب الله على أن "ميزة إجتياح العام 1982 أنّه شكّل أكبر تهديد وتحدّي للبنان وشعبه، وليس فقط للبنان بل للمنطقة.وكان لبنان أمام خطر السيادة والتبعية لـ"إسرائيل" وتغيير الهويّة"، مذكّرًا بأن " المقاومة بكل فصائلها ومن ضمنها حزب الله، هي التي حافظت بالدّم على هويّة لبنان التي كادت أن تندثر عام 1982، وكل من ينقاش بموضوع هوية لبنان اليوم عليه ان يتذكر ذلك".

ولفت الى أن "حركات المقاومة في المنطقة لها رؤية واقعية ليست بآمال ولا أوهام، حيث أننا نعتقد أن الكيان الصهيوني كيان مؤقت وبدأ بالتراجع"، مشيرا الى ان "إسرائيل التي لا تستطيع احتلال لبنان، لا تستطيع أن تقيم دولة من النيل إلى الفرات، "إسرائيل" الكبرى سقطت في 1985 و 2000 و 2006 ومسار كيانها الصهيوني مسار إنحداري".

وتابع :" نحن كمقاومة في لبنان، معنيون متابعة كيان العدو يوميًا، ونحن أمام كيان مأزوم وجيش مأزوم ويسير نحو الإنحدار ومصير هذا الكيان مرتبط بمصير جيشه، فكبار قادة ومحللو العدو يؤكدون أن "إسرائيل" في حالة إنحدار وزوالها مسألة وقت".

واضاف الأمين العام ل​حزب الله:" نحن كمقاومة في لبنان، معنيون متابعة كيان العدو يوميًا، ونحن أمام كيان مأزوم وجيش مأزوم ويسير نحو الإنحدار ومصير هذا الكيان مرتبط بمصير جيشه، فكبار قادة ومحللو العدو يؤكدون أن "إسرائيل" في حالة إنحدار وزوالها مسألة وقت".

وأشار السيد نصر الله الى أن "من أهمّ المخاطر التي تهدّد كيان العدو اليوم، تراجع رغبة "الإسرائيلي" في القتال، تراجع ثقة "الإسرائيلي" بالجيش ، وازدياد الهجرة والعودة من حيث أتوا، ونحن ندعوهم الى ذلك"، معتبرا ان "فقدان القيادة القويّة داخل كيان العدو، التصدّعات في داخل الكيان، الفساد المستشري، الجرائم المنتشرة،أزمة الغذاء، كلّها عوامل تضع كيان العدو في المنزلق وهذا مسار لن يطول"، مبينا أن "كل ممارسات التطبيع وأشكاله هي لتقديم وقت وفرصة جديدة لاستمرار هذا الكيان المأزوم ومساعدته للخروج من أزمته".

وكشف أنه "أصبح لدينا قدرة على تحويل صواريخنا الموجودة بالالاف الى صواريخ دقيقة وبدأنا ذلك منذ سنوات"، مضيفا :"
منذ مدة طويلة بدأنا في حزب الله بتصنيع المسيرات ولسنا بحاجة لنقلها من ايران".

وتابع السيد نصر الله :"أقول للعدو، نحن بانتظارك وبعون الله ووعي المقاومة قد نكون أمام عميلة "أنصارية 2". والجميع يعلم ماذا حصل في أنصارية"، معتبرا ان " لدى شبابنا القدرة على مواكبة كلّ تطوّر ونحن جاهزون لأي تطوّر جديد في صناعتنا العسكرية".

وكشف أن "الجيش الاسرائيلي يعمد إلى تشغيل عملاء له في لبنان لتعويض غياب مسيّراته من أجواء بلدنا".

واكد ان "حزب الله ذاهب إلى الإنتخابات بجديّة ومسؤوليّة وحيويّة كما الحال في كل الإنتخابات السّابقة، وشعارنا للإنتخابات المقبلة "باقون نحمي ونبني".

وتابع السيد نصر الله :"مستمرون بهذا الوعد وهذا الطريق من أجل المعادلة الذهبيّة، من أجل المقاومة والجيش الذي نصرّ على حمايته واستمراره لأنه الضمان الأساسي لوحدة البلاد ومواجهة الأخطار، ومن أجل الجزء الأغلى من هذه المعادلة وهو الشعب لأنه الجزء الأساسي"، مؤكدًا أن "الشعب اللبناني، والبيئة الحاضنة للمقاومة هم الشركاء في كلّ الإنتصارت".

ورأى الأمين العام ل​حزب الله أن "البيئة الحاضنة للمقاومة هي أساس في إنجازاتها ومهماتها وهي جزء أساسي من المعادلة، وهذه البيئة عنصر قويّ وعامل أساسيّ في صنع الإنتصارات ولذلك هي مستهدفة"، مشيرا الى انه "بعد فشلهم في الحروب يحاولون استهداف البيئة الحاضنة للمقاومة، من أجل أن تتخلى عنها، وبالعكس هذا ما جعل من البيئة تزداد تمسّكًا وإيمانًا بالمقاومة".

وجزم انه "لن تفلح حملات المحرّضين والشتائم المدعومة ماديّاً لأن منطق المقاومة أقوى وذو مصداقية أكبر".
من جهة اخرى، سأل السيد نصر الله:" من يريد أن يحوّل لبنان إلى بلد القمع؟ لهؤلاء أقول إنّ هوية لبنان هي هوية الحريّات والذين اجتمعوا أول أمس في قاعة "رسالات" هم من يحمون هويّة لبنان"، مضيفا :"لبنان بلد الحريات من حق الشعب البحريني ان يحيي ذكرى انتفاضته".

 

 

أكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي ان ثمة نقاط في الاتفاق النووي لم يتم الاهتمام بها تسببت في الوضع الحالي الذي ترونه.

جاء ذلك في خطاب ألقاه قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي صباح اليوم الخميس خلال لقاء يجري عن طريق الاتصال المرئي المباشر (التزاما بالتوصيات الصحية للوقاية من الاصابة بفيروس كوفيد-19) مع اهالي محافظة "آذربيجان شرقي" لمناسبة انتفاضة اهالي مدينة تبريز مركز المحافظة الواقعة شمال غرب ايران، ضد نظام الشاه البائد يوم 18 شباط/فبراير عام 1978 .

واشاد سماحته بالحضور الجماهيري الواسع في مسيرات ذكرى انتصار الثورة الاسلامية 11 شباط/ فبراير الجاري، موضحا انه رغم تفشي فيروس كوفيد-19 ووجود مشاكل اقتصادية ورغم الاعلام الاجنبي المعادي وتماشي البعض في الداخل معه، تحدثت التقارير الواردة بأن حجم المشاركة الشعبية كانت في غالبية المحافظات هذا العام اكثر من العام السابق .

كما اشاد قائد الثورة بانتفاضة أهالي مدينة تبريز ضد نظام الشاه المقبور عام 1978 معتبرا ان هذه الانتفاضة تمثل نقطة مضيئة لتبريز في تاريخ الثورة الاسلامية ، واكد ان هذه الانتفاضة ساهمت في انتصار الثورة.

وأشار آية الله الخامنئي الى ضرورة الاهتمام ببعض الأمور المطلوبة التي اذا اهملت ستخلق لنا مشاكل في المستقبل مثل، إعداد العلماء والإنجاب وزيادة النسل وكذلك الطاقة النووية. مضيفا، شاهدوا ماذا يفعل العدو فيما يخص انشطتنا النووية بالرغم من انه يعلم بأنها سلمية وهو لايريد للشعب الايراني ان يحقق هذا التطور الكبير .

وتابع سماحته، فيما يخص مفاوضات الاتفاق النووي في عامي 2014 و 2015 كانت لدي ملاحظات وهي ان هناك ثمة نقاط علينا أن نأخذها بعين الاعتبار حتى لا تسبب مشاكل فيما بعد ، ولكن تم تجاهل بعض هذه النقاط وظهرت المشاكل التي نراها.

وتطرق الامام الخامنئي الى الانجازات الكبيرة التي حققتها الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال العقود الماضية، قائلا : لقد حققنا انجازات عديدة وكبيرة، احدها هو التقدم العلمي حيث كانت سرعتنا في التقدم العلمي تساوي عدة أضعاف المتوسط العالمي في هذا المجال.

وأضاف قائد الثورة، لقد حققنا تقدما خلال هذه الفترة بعد انتصار الثورة الاسلامية لم تكن تخطر على بالنا في الأيام الأولى للثورة.

ولفت سماحته الى تنامي المقاومة وتحطم هيبة امريكا في المنطقة وقال : ان حركة المقاومة تنامت وهيبة امريكا قد تحطمت في المنطقة ، يجب ان نعتز بذلك ونواصل نهج الثورة ، ويجب ان يعرف الشباب ما الذي يستهدفه العدو اليوم ليتحرك في الاتجاه المعاكس لذلك. فالعدو يستهدف الشعب والرأي العام وينفق الأموال الطائلة ويحاول من خلال اساليب مختلفة والصاق التهم ان يشوه صورة الثورة لدى الشعب، وكل يوم يقوم بالصاق التهم لاركان الثورة . يوما يوجه التهمة لمجلس الشورى الاسلامي ويوما  لمجلس صيانة الدستور ويوما آخر لحرس الثورة الاسلامية وللمراكز التي ساهمت في تقدم الثورة .

وتابع قائلا : "اليوم جاء دور الحرس الثوري ، بحيث يقوم الاعداء بالصاق التهم به بما في ذلك الشهيد الكبير قاسم سليماني ، ولولا ان العدو يخشى رد فعل الشعب وغضبه لوجه ايضا الاساءة الى الإمام الخميني (رض) ، يجب على الشباب وابناء الشعب احباط هذه التخرصات الاعلامية للعدو .

 

الاتفاق النووي تضمن تخفيف العقوبات على طهران مقابل قيود على برنامجها النووي

أكدت طهران اليوم الثلاثاء ضرورة وجود "ضمانات وتحقق" من أجل أن يكون بمقدور محادثات فيينا إنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015، في إشارة إلى ما يبدو التزامات أميركية.

وكتب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني في تغريدة على تويتر "التحقق والضمانات جزء لا يتجزأ من أي اتفاق جيد".

وقال شمخاني إن آليات التحقق من رفع العقوبات والضمانات جزء لا يتجزأ من أي اتفاق جيد، مشيرا إلى أن "واشنطن لديها تاريخ في التنصل من التزاماتها، مما يعد أكبر تهديد لأي اتفاق في فيينا".

كما شدد شمخاني على ضرورة رفع العقوبات والحصول على مصالح بلاده الاقتصادية بشكل ثابت ومحكم.

وتضمن الاتفاق تخفيف العقوبات على طهران مقابل قيود على برنامجها النووي، لكن الولايات المتحدة انسحبت أحاديا منه في 2018 في عهد الرئيس دونالد ترامب وأعادت فرض عقوبات اقتصادية، مما دفع إيران إلى التراجع عن التزاماتها.

في غضون ذلك، وصل إلى فيينا وفد من المسؤولين الإسرائيليين للقاء الوفود المشاركة في مفاوضات الاتفاق النووي مع إيران، فيما يبدو أنه استمرار للمحاولات الإسرائيلية في تعطيل الوصول إلى تفاهم بين الغرب وإيران.

ونشر المندوب الروسي للمفاوضات ميخائيل أوليانوف على حسابه في تويتر صورة للقاء جمعه بالوفد الإسرائيلي، مضيفا أنه ناقش معهم مسائل تتعلق بالوكالة الدولية للطاقة الذرية.

خطوط إيران الحمراء

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قد اتهم أطرافا غربية بعدم إظهار جدية كافية خلال المحادثات للتوصل إلى اتفاق جيد.

وخلال اتصال هاتفي مع مفوض الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل؛ أكد عبد اللهيان أن بلاده لن تتراجع بأي حال من الأحوال "عن خطوطها الحمراء التي تعتمد على المنطق والواقعية".

من جهته، قال بوريل في تغريدة على حسابه على تويتر إنه أجرى اتصالا مهما آخر مع وزير الخارجية الإيراني، مضيفا أنه بصفته منسقا لخطة العمل الشاملة المشتركة يعتقد بقوة أن هناك اتفاقا وشيكا.

واعتبر مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي في تغريدته أن الوقت قد حان لبذل الجهد النهائي والتوصل إلى حل وسط.

وفي الشأن ذاته قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إن المحادثات متواصلة ولم تصل إلى طريق مسدود، مشيرا إلى أنه تجري حاليا مناقشة المواضيع الجوهرية والحساسة المتبقية في فيينا.

وتجري إيران والقوى الموقعة لاتفاق 2015 (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، والصين) مباحثات لإحيائه. وتشارك واشنطن في المباحثات بشكل غير مباشر.

واستؤنفت المحادثات الجارية في فيينا أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد توقفها لمدة وجيزة في أعقاب انتخاب الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي في يونيو/ حزيران الماضي.

المصدر : الجزيرة + وكالات