emamian

emamian

الأربعاء, 20 نيسان/أبريل 2022 06:15

نظرات وعبرات ،هل نشهد قريبا "سيف القدس 2″؟

محمود عبد الهادي

(يكرر مستوطنون إسرائيليون اقتحاماتهم لساحات المسجد الأقصى بالقدس المحتلة بحراسة مشددة من الشرطة )

المواجهات التي يشهدها المسجد الأقصى هذه الأيام، في أعقاب العمليات الاستشهادية المتتابعة التي قام الشباب الفلسطيني في مدن الكيان الصهيوني وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات، جعلت الأنظار في فلسطين والشارع العربي والإسلامي خاصة تتجه من جديد صوب المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وفي مقدمتها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ترقبًا لبدء معركة "سيف القدس 2". فهل تعيد المقاومة الفلسطينية سيناريو معركة "سيف القدس" خصوصا وأن سياق الأحداث الحالية يشبه كثيرا سياق الأحداث التي سبقتها؟ وماذا لدى الفلسطينيين من خيارات غير ذلك؟

المقاومة هي الورقة الرابحة التي يمتلكها الشعب الفلسطيني منذ 80 عاما، وهي ورقة الضغط الأقوى التي تزعزع استقرار الكيان الصهيوني، وتفند ادعاءاته، وتهدم أساطيره التي يشغل بها العالم. والشعب الفلسطيني لن يتنازل عن هذه الورقة مهما طال الزمن، ومهما بلغت التضحيات.

في مثل هذه الأيام من العام الماضي، اندلعت المواجهات الفلسطينية في القدس والمسجد الأقصى بسبب قضية حي الشيخ جرّاح، انتهت بتصعيد عسكري نوعي قامت به المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لأول مرة في تاريخها، وذلك في العاشر من مايو/أيار من العام الماضي، إذ أمطرت فيها الكيان الصهيوني بزخات من الصواريخ محلية الصنع في معظمها، أصابت العديد من مدنه ومناطقه، فيما أطلقت عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اسم معركة "سيف القدس"، وبعد 11 يوما توقفت المواجهة، بوساطة مصرية، بعد أن فقد فيها الفلسطينيون في قطاع غزة أكثر من 200 شهيد، وتكبّد الكيان الصهيوني أكثر من 13 قتيلا.

عام من الفشل

قبل أن ينتهي العام الأول على مرور معركة "سيف القدس" التي تحتاج إلى استعدادات خاصة للاحتفال بها، فلسطينيا وعربيا وإسلاميا، وقبل أن نشهد حدوث "سيف القدس 2″، لا بد من عملية جرد حساب لما تحقق في أعقاب "سيف القدس 1" على مدار عام، فرغم استثنائية المعركة، ونوعية النتائج المباشرة التي أسفرت عنها، ورغم الفرص الكبيرة التي أتاحتها للشعب الفلسطيني، ورغم الوعود والآمال والمكاسب التي كان الشعب الفلسطيني ينتظرها في الداخل والخارج، فإن شيئا منها لم يتحقق، وخاصة على المستويات التالية:

الانقسام الفلسطيني

ما زال الانقسام على حاله، رغم كل النتائج السلبية التي يتركها على الواقع السياسي والتنظيمي للشعب الفلسطيني، وخاصة بين أكبر تنظيمين في الساحة الفلسطينية: حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وحركة حماس. وقد أدى ذلك إلى استمرار فشل الجهود الرامية إلى إجراء انتخابات رئاسية ونيابية قد تؤدي إلى تحريك الوضع السياسي الفلسطيني قليلاً إلى الأمام، أو على الأقل تزحزحه من مكانه الذي تجمّد فيه منذ سنوات.

تعاون السلطة الفلسطينية مع الكيان الصهيوني

ما زالت السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) تصر على التعاون سياسيا وأمنيا مع حكومات الكيان الصهيوني، الذي لا يقدّر مطلقًا هذا الدور للسلطة الفلسطينية، فعنف المواجهات والاعتقالات والاقتحامات والاستيطان ومصادرة الأراضي والاعتداء على المزارع وارتفاع عدد ضحايا المواجهات.. كل ذلك لم يتغير منه شيء تقديرا من الكيان الصهيوني لإصرار السلطة الفلسطينية على الوقوف إلى جانبه. ولو أن السلطة الفلسطينية تعاملت في موضوع الانقسام الداخلي والمصالحة مع حركة حماس بالروح نفسها التي تتعامل بها مع الكيان الصهيوني، لانتهى الانقسام منذ سنوات.

غياب المشروع السياسي الفلسطيني الوطني

ما زالت السلطة الفلسطينية متمسكة بوهم حل الدولتين الذي لا يعترف به الكيان الصهيوني، وكنتيجة حتمية للانقسام بين حركتي فتح وحماس، فإن كافة المحاولات والجهود التي تبذل لإصلاح المؤسسات السياسية الفلسطينية، والتوافق على مشروع سياسي فلسطيني وطني مشترك لتحرير فلسطين، جميعها -للأسف الشديد- باءت بالفشل، وقد أدى ذلك إلى أن يستمر الحراك الفلسطيني بكل تضحياته على غير هدى.

استمرار تقدم مشروع "أبراهام"

يستعد أصحاب مشروع "اتفاقيات أبراهام" الصهيوني للاحتفال بانضمام وجبة جديدة من الدول العربية والإسلامية إلى المشروع، في حين قطعت الدول التي التحقت بالاتفاقية، كالإمارات والبحرين والمغرب، أشواطا متقدمة، تجاوزت حدود التصورات، في إجراءات وفعاليات واتفاقيات التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني في كافة المجالات، دونما اعتبار لأثر ذلك على القضية الفلسطينية، التي بدت بالنسبة لهم وكأنها لم تكن موجودة في يوم من الأيام.

الفشل الفلسطيني الإقليمي والدولي

حالة الانقسام السياسي التي يعاني منها المشهد الفلسطيني، أدت إلى فشل الاستفادة من نجاحات "سيف القدس" في تعزيز الموقف السياسي، وزيادة الضغط على الكيان الصهيوني، والدول الغربية المساندة له، وبالتالي لم نشهد أي حراك سياسي مؤثر ضمن هذا الإطار، مما أدى إلى إهدار فرصة رائعة ونادرة من صور انتصارات المقاومة الفلسطينية.

الخيار الثالث

في ظل هذا الفشل السياسي الذريع للسلطة الفلسطينية ومن بعدها القوى الفلسطينية السياسية والنقابية والاجتماعية والمدنية، لم يبق أمام الفلسطينيين من خيار سوى الاستمرار في المقاومة، وتصعيدها دون حدود، كخيار ثالث، لفشل حل الدولتين، وانعدام الفرصة حاليا لحل الدولة الواحدة. هذا الخيار الثالث سيحقق للشعب الفلسطيني العديد من المكاسب، وفي مقدمتها ما يأتي:

  • تأكيد أن الطرف الرئيسي في الصراع العربي الفلسطيني هو الشعب الفلسطيني، الذي لن يتنازل عن حقوقه المشروعة مهما بلغ حجم الإجحاف الدولي والتخاذل العربي، وأنه لن يسمح بمرور أي مشروعات تسوية أو تصفية على حساب حقوقه.
  • تأكيد أن المقاومة هي الورقة الرابحة التي يمتلكها الشعب الفلسطيني منذ 80 عاما، وأنها ورقة الضغط الأقوى التي تزعزع استقرار الكيان الصهيوني، وتفند ادعاءاته، وتهدم أساطيره التي يشغل بها العالم. وأن الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن هذه الورقة مهما طال الزمن، ومهما بلغت التضحيات.
  • وضع العصا في عربة التطبيع، والوقوف في وجه المراحل التالية من مشروع "اتفاقات أبراهام"، وتأكيد أن مصير هذه الاتفاقات هو الفشل، مهما بلغت جهود الدول الراعية والشريكة في هذا المشروع، وتأكيد أن المشروع لن يمر إلا على أجساد الشعب الفلسطيني.
  • التنبيه المستمر للمجتمع الدولي بأن القضية الفلسطينية على رأس الأولويات، وأن الشعب الفلسطيني لم ينس قضيته، ولم يتنازل عن حقوقه، وأنه سيواصل مقاومته للكيان الصهيوني وجرائمه مهما بلغ دعمهم له، وتسترهم عليه.

اقترحت في مقال سابق، بعد معركة "سيف القدس"، قبل حوالي عام، دخول الشعب الفلسطيني في انتفاضة ثالثة مفتوحة، وإذا كانت بعض القيادات الفلسطينية التي أكلها الصدأ، قد خذلت الشعب الفلسطيني، فإن الدماء الحارة التي تجري في عروق الشباب المتجدد قادرة على إشعال هذه الانتفاضة، التي لن تكون ضد الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه فقط، وإنما ضد كافة المعوقات الداخلية والخارجية التي تمنع التوصل إلى حلول نهائية لمأساة الشعب الفلسطيني.

هذه الانتفاضة الثالثة ستكون ضد اتفاقيات "أوسلو" وحل الدولتين، وضد السلطة الفلسطينية التي أكلها الصدأ وشلّها الفساد والمكتسبات الوهمية، وضد الانقسام الفلسطيني الذي أصبح عارا لا يمكن السكوت عنه أكثر من ذلك، وضد التخاذل العربي والعجز الرسمي الإجرامي، وضد المجتمع الدولي ومؤسساته وتخاذلها في حق القضية الفلسطينية، وازدواجيتها في محاباة الكيان الصهيوني، وضد "اتفاقيات أبراهام" ومشروعاتها المستقبلية.

ربما تعيق الحسابات السياسية ومكتسباتها مثل هذه الخطوات، ولكن انسداد الأفق، وصعوبة البدائل والخيارات، لا تترك أمام الشعب الفلسطيني وقواه الحقيقية الكثير من الوقت للتفكير، وخصوصا وأن الشعب الفلسطيني في جميع الأحوال يقدم يوميا من أبنائه ودمه وعمره ثمن التخاذل والتردد والتراجع والخيارات الخاطئة.

المصدر :الجزيره

الأربعاء, 20 نيسان/أبريل 2022 06:14

نصائح رمضانية

هلّ علينا شهر رمضان المبارك ضيفاً عزيزاً على جميع المسلمين، ومنذ بعض السنوات فإن هذا الضيف العزيز يحلّ علينا في فصل الصيف، لهذا وجب علينا الاهتمام ببعض النصائح والوصايا للاهتمام بها خلال أيام وليالي رمضان حتى يكون شهر خير وبركة وسعادة للجميع:

ومن أهم هذه النصائح:

1- الابتعاد عن المأكولات المالحة التي من شأنها زيادة الشّعور بالعطش.

2- تناوُل الطّعام ببطء والمضغ جيّداً حتّى الوصول إلى الشّعور بالشّبع قبل أن يتناول كمّيات كبيرة من الطّعام.

3- تناول الكثير من مصادر الألياف الغذائيّة في وجبتي الفطور والسّحور.

4- تجنّب تناول الأطعمة الجاهزة.

5- تناوُل الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الماء، مثل الفواكه، والخضروات، والشّوربات، والبقوليّات.

6- ممارسة الرّياضة خلال شهر رمضان بعد وجبة الإفطار.

 

الأربعاء, 20 نيسان/أبريل 2022 06:12

كيف نتعامل مع طفل لا يصغي؟

تساؤل طالما طرحه الأهل علينا: «كيف نتعامل مع طفل لا يصغي، يدير الأذن الطرشاء، يجب تكرار ما نود قوله له مرات (لا بل مئات المرات)، لا ينتبه إلى شيء..»؟

الطفل الذي لا يصغي أبداً، أو لا يصغي غالباً، أو يصغي قليلاً...،

أكان الأمر يتعلق بالقواعد المفروضة ضمن إطار العائلة أو بالقواعد المدرسية، ليس بالضرورة طفلا سيئ الإرادة: هناك أسباب كي يدير هذا الطفل الأذن الطرشاء للأهل و/ أو للمدرّسين، ومن المهم فهمها لتجاوز مشاعر انشغال البال، الانزعاج، وحتى نفاد الصبر من هذا السلوك الذي قد يثيره، وللتوصل إلى التفاهم مع هذا الطفل الذي يبدو أنه لا يريد أن يفهم، لابدّ لهم من طرح التساؤلات التالية:

لمَ لا يصغي؟ كيف نساعده على الإصغاء؟ كيف تتم إدارة الأزمات؟ هل الأمر أكثر صعوبة خلال المراهقة؟

من شأن تقديم إجابة واضحة عن هذه التساؤلات التي تعني الطفل، منذ الولادة حتى المراهقة، مساعدة الأهل على إثارة اهتمامه ودفعه للإصغاء إذ، أبعد من مسألة الطاعة هناك مسألة الاهتمام الذي يحمله الطفل تجاه العالم والآخرين: فأن نصبح أهلاً، يعني فرحة كبيرة، لكن ليس ذلك فقط بل أيضاً انشغالات بال، الكثير من الأسئلة.. من الغيظ والحنق.

من الغضب، بخاصة حين تفرض الحاجة علينا تكرار الشيء نفسه مائة مرة لأطفالنا من دون الإحساس بأنّنا مسموعون (أو أن الطفل يسمعنا).

 

لمَ لا يصغي الطفل؟

بالنسبة للأهل، الطفل الذي لا يصغي هو دائماً طفل لا يطيع كأن الطاعة هي نتيجة مباشرة للإصغاء، وبالنسبة للمدرّسين، الإصغاء الجيّد يترجم بـ«الحفـظ الجيّد»، «المذاكرة الجيّدة»..

والتساؤل يبقى نفسه: لم لا يصغي الطفل؟ أيتعلق الأمر بصعوبة مؤقتة أم دائمة؟ وكيف يمكن مساعدته؟

لابد هنا من التمييز بين عمليّتي: «الإصغاء»، و«السماع»، فبالمعنى الفسيولوجي، لا يتطلب بداية السماع مشاركة ناشطة، أما الإصغاء فيتطلّب انخراطاً حقيقياً ويفترض نشاطاً تابعاً له قد يكون الطاعة أو التذكّر أو.. إلخ، وبالتالي، يعني الأصغاء «إدارة الأذن لنسمع»، ثم «الاهتمام بما نسمعه»: هناك فرق واضحٍ، مثلاً، بين سماع موسيقي (حيث أكون مسترخياً كفرد، أي بموقف سلبي)، وبين الإصغاء لموسيقى، (حيث أكون بموقف ناشط: منتبه للحن، للأدوات الموسيقية، للانفعال الذي تثيره الموسيقى في داخلي..)، إذن، يتجاوز الإصغاء السمع إذ لابدّ من أخذ مؤشرات إضافية أخرى بالاعتبار، مؤشرات تتعلق بالآخر، بالوضعية.. إلخ.

لكن، مهما يكن من أمر، يبقى انشغال بال الأهل بخصوص واقع عدم إصغاء الطفل حيث عليهم «تكرار الشيء نفسه مائة مرة»، واقعاً جدياً ينبغي منحه الاهتمام اللازم إذ: ماذا سيحدث في المستقبل إن استمرّت الحال على ما هي عليه؟ كيف سيتمكن هذا الطفل من الاندماج في مجتمعه، هذا المجتمع الذي يفرض على أفراده قواعد عليهم التقيد بها؟ وهو (أي المجتمع) سيكون، بالمقارنة مع الأهل المتسامحين نسبياً مع طفلهم، أقل تفهماً بكثير؟ والحوار يبقى ممكناً كما تبقى الوضعية (مهما بلغت درجة تأزّمها) قابلة للتحسن، بشكل عام، إذ تكفي استشارة أخصائي لمعالجة اضطرابات تشكّلت كردود فعل على مواقف عائلية أو مدرسية، وحتى، حين يستتب الاضطراب وتبدو عواقبه خطيرة، إن في المنزل أم في المدرسة، أي حين يصبح الاضطراب مثيراً فعلاً لانشغال البال، يبقى التحسّن والتطوّر ممكنين:

أولاً، شرط أن نتمتع، كأهل، بالصبر لأنّ عمليات الصد والتوقف التي رسخت عند الطفل قد استغرقت سنوات، ولا يمكن التخلص منها خلال أيام.

ثانياً: شرط أن نعمل بقوة مع الطفل و/ أو المراهق، ومن دون استسلام، حتى حين نكون بحالة غضب أو إرهاق أو.. وإلّا، فإن عدم صبرنا وعدم تفهّمنا كبيئة لمشكلات الطفل يشكّلان عناصرتنبّؤ سيئ بالنسبة لتطوّره.

 

بداية المشكلة

هنا، تفرض عام الإجابة عن التساؤل التالي نفسها: متى تبدأ مشكلة الإصغاء عند الطفل؟

قد تظهر أول الأعراض مبكراً، أي منذ السنوات الأولى، وبشكل خاص، في فترات: اللبس، غسل الأسنان، التحضّر للخروج إلى المدرسة، حيث ينبغي على الأهل «تكرار الشيء نفسه مائة مرة» بشكل عام.

لكن هناك، بالنسبة لإصغاء الطفل، مراحل عمرية تبدو حسّاسة أكثر من غيرها:

مرحلة ما بين ۱-۷ سنوات تبدو الأكثر صعوبة، في حين تبدو مرحلة ما بين 7-۱۰ سنوات الأكثر هدوءاً، ثم، انطلاقاً من 11-12 سنة (مرحلة البلوغ والمراهقة)، تظهر مشكلات جديدة على مستوى الإصغاء.

وبالنسبة لإرساء العلاقة مع الطفل، وهي محور عملية الإصغاء، نقول: ليس هناك طريقة واحدة إذ أن طريقة تفكير الأهل بالطفل هي متنوعة وخاصة بكل من الأهل وتاريخيتهم، لذا، ينبغي ألا يشعر الأهل بالذنب، أولئك (الأم، بشكل خاص) الذين، لأسباب مختلفة (مرض عمل، انشغالات عائلية..) لم يتمكنوا من التفكير بالطفل: الشعور بالذنب أمر لا يمكن تجنّبه، لكنه غير مبرر غالباً بخاصة أن كلاً من الأهل يفعل ما يستطيعه لا ما يودّ فعله.

فالتربية أو التأديب، تتكون، عموماً، من لمسات من عمليات ارتجال من تأملات من لحظات هدوء.. من ضحكات.. من بسمات.. لكن، أيضاً، من توترات، لحظات غضب، من تعصيب..إلخ، إذ لا وجود لعلاقة سارّة تماماً بشكل عام، علاقة تخلو من صراعات، فقط حين تكون هذه الصراعات متواترة و/ أو مكثّفة تصبح، حينذاك، مثيرة لانشغال البال.

أكثر من ذلك نقول ، لقد تبين أن عدم استجابة الأم و/ أو المربّي بشكل منهجي ودائم لحاجات الطفل نظراً لانهماكهما اليومي، هو أمر تربوي إذ يدرب الطفل على الانتظار: على تأجيل الإشباع أو اللذة و/ أو التخلي عن طلباته، وذلك أمر مفيد جداً لحياته المستقبلية التي ستكون على هذا النحو.

ثم إن عدم الإصغاء، يرتبط  بشكل شبه دائم، بمهمة غير سارّة أو يعتبرها الطفل كذلك، وهي بدورها، ترتبط بمبدأ اللذة المسير للمراحل الأولى من نموه: فالطفل الذي لا يصغي، لا يتقبل الإكراه (الأمر أو الطلب) لأنه لايزال على مبدأ اللذة المباشرة، ولم يصل بعد لمبدأ اللذة المرجأة التي ترتبط بمبدأ الواقع: مبدأ اللذة المرجأة هذا لا يظهر إلا بشكل متأخر بالنسبة لمبدأ اللذة، ومع ذلك، ما نطلبه منه هو لخيره: لتمكينه من التطور، الآن وفيما بعد، بمزيد من الطمأنينة ولتزويده بمفاتيح قانون اجتماعي يحتاج إليه.

وعلينا، كأهل، تزويده به فيتمكن من إدراكه، ومن ثم احترامه.

من شأن المثال التالي إيضاح ما نود قوله: يتوقف الراشد عند الإشارة الحمراء لأنه،

أولاً: يخشى دفع غرامة إن لم يتوقف.

ثانياً: يعرف أن احترام القانون يؤمن سلامته (لن يتعرّض لحادث قد يودي بحياته، مثلاً)، وبالتالي، أدرك، كراشد، فائدة هذا الاحترام على المستوى العقلي.

يُفهم، إذن، لمَ ليس من السهل على الطفل أن يطيع: فللخوف من الشرطي ومن العقاب دوره، هذا صحيح، لكن فهم القاعدة (احترام الإشارة الحمراء كي لا نعرّض أنفسنا لخطر الموت)، وإدراك الحاجة إليها وإلى تأثيراتها الإيجابية اللاحقة (المحافظة على سلامتنا) يتطلّبان أوليّات أكثر تبلوراً على المستوى العقلي والثقافي الذي لم يمتلكه الطفل بعد.

 

جوهر المشكلة

يشكّل مبدأ «اللذة المرجأة» (إرجاء اللذّة) أو مبدأ اللذّة الثانوية أحد هذه الأوليّات، وعلى الجميع (الأهل والمربّين) الانطلاق منه، كمحور أساسي، لتربية الطفل نظراً لكون الصغير يعمل، على مستوى الوظائفية النفسية، في إطار هنا والآن، أي لا قيمة ولا أهمية بنظره إلا لما يحدث في اللحظة الحاضرة.

بتعبير آخر نقول، لم يمتلك الطفل بعد طاقة الاستباق المرتبطة بمفهوم الزمن (الماضي، الحاضر، المستقبل): هذه الطاقة ليست فطرية بل مكتسبة، ويحتاج الطفل إلى أن يعيشها (يختبرها) ليتمكّن من اكتسابها بشكل تدريجي.

وإن تمّ كل شيء كما ينبغي، قد يمتلكها الطفل عند عمر 6-8 سنوات، والمؤشر على امتلاكه لها قدرته على وضع نفسه زمنياً كالقول مثلاً في أي يوم نحن؟ أي يوم هو غداً؟ وبعد غد؟ هذا المؤشر هو نفسي ويدركه الطفل بالنسبة للوقت الذي يمر حيث يعي الحاضر لكن، أيضاً، الماضي والمستقبل: يشكّل ذلك أحد المكتسبات المهمة جداً خلال السنوات الأولى.

يرتبط هذا المؤشر النفسي بمؤشر آخر يميّز نفسانية الطفل: تمحور الطفل حول نفسه وعدم إدراكه للآخر كفرد له حاجاته الخاصة إلا بشكل تدريجي، أي فيما بعد.

وهذان المؤشران (القدرة على الاستباق ووضع النفس مكان الآخر لفهم حاجاته ومتطلباته) هما معطيان لابد له من اكتسابهما كي يتمكن الطفل من تحقيق الإصغاء.

وبإمكان الأهل إرساء هذه المؤشرات بسهولة إذ هناك الكثير من الأشياء الصغيرة والاعتيادية التي يقومون بها والتي تساهم بتعزيزها عند الطفل، كالقول له -مثلاً- «نم جيداً يا طفلي العزيز إلى الغد»، «أنا والبابا سنأتي لأخذك من الحضانة» (لدى وضعه فيها صباحاً).. إلخ،

من شأن ذلك تعزيز خبرة إيجابية بخصوص الاستباق تعزّز إرساء مفهوم «ما قبل»، و«خلال» و«ما بعد» لأن الأهل هم حاضرون فيما بعد (حين يأتون لأخذه أو حين يستفيق من النوم..)، وهو(أي الطفل) يتعرّض لهذه الخبرة منذ الولادة إذ يتم تنسيق التربية بين إشباع مباشر (استجابة الأم أو البديل عنها لطلبات الطفل ما إن يصرخ لأنه جائع، متّسخ..إلخ) وبين تأجيل هذا الإشباع حيث يتم تقديم «وقعة الغذاء»، مثلاً في أوقات معيّنة: هنا أيضاً تجربة لاواعية لما قبل وما بعد الإشباع.. وهي تجربة ضرورية جداً كأوليات تمهيدية للانتظار، للحرمان، لاستباق إصغاء يثير الرضا عند الرضيع..إلخ.

من شأن الصورة التالية إيضاح أهمية هذا التعلّم: لنتخيل أماً تكون ردود فعلها غير منتظمة، دائمة التأخر بالنسبة لطلب الرضيع (بخاصة في أيامه و/أو أسابيعه الأولى) ومن دون أي اعتبار للطابع الملح في الطلب، ماذا سيحدث؟ قد تتدهور علاقة الثقة، الضرورية، بينه كرضيع وبين أمّه: ستأتي، لن تأتي، تستغرق طويلاً لتستجيب، تأتي حين لا يكون بحاجة إليها.. وفي هذه الحالة، تُعايش الأم كسند غير مستقر وغير مثير للطمأنينة، مع العلم بأن هذا السند يعتبر أحد أهم الدعائم الأولى للنمو السوي عند الطفل.

وهكذا، تكون علاقات الرضيع مع «ما بعد» مشوشة ومضطرية، وقد يبقى كذلك (كطفل وحتى، فيما بعد، أي كراشد)، لأن الخبرات اللاواعية المكّونة لديه عن الأشهر الأولى من حياته قد رسخت لديه هذه الصورة المضطربة.

نتكلم هنا، حتماً، عن مواقف متكررة، معتادة وثابتة وليس عن بعض التأخر الذي فرضته بعض الظروف، وهو تأخر مفيد له كما رأينا، ولأن هذه المواقف ثابتة، فهي تؤسس لحدوث صدمة مرضية عند الطفل.

لكن، تجدر الإشارة هنا إلى إمكانية، لا بل سهولة، رأب الاتصال، فيما بعد، مع الطفل حتى إن كانت الأشهر الأولى مضطربة، قد يكفي، في هذا الإطار، قيام الأم، مثلاً، ببعض السلوكيات مثل وضعه على الركبتين وقول «أتعرف، حين كنت صغيراً، كنت مريضة أو.. ولم أستطع الاهتمام بك كنت أجعلك تنتظر طويلاً في بعض الأحيان..».

 

أسباب فسيولوجية

بالعودة إلى السؤال «لمَ لا يصغي الطفل؟»،

يمكن إضافة حالات عدة ممكنة قد تتمثل بأسباب فسيولوجية، أحياناً، من أهمها: النقص في السمع بسبب آلام في الأذن (وبمجرد الشك بذلك، ينبغي التأكد، وإن لزم الأمر رؤية الإختصاصي).

التعب الفيزيقي (وهو سبب يتم غالباً إهماله بالرغم من أهميته إذ ينعكس على الطاقة النفسية وبالتالي، على قدرة السـمع جهة، ويعزز القلق من جهة أخرى)، عدم احترام أنساق الحياة (عدم احترام ساعات تناول الغذاء أو النوم أو اليقظة أو...إلخ، فعدم احترام ساعة النوم، مثلاً، يتطلب من الجهاز العضوي طاقة للتكّيف قد تتسبب بإحداث التعب لدى الطفل)، للغذاء، نوعاً وكماً، تأثيره على الراحة الفسيولوجية للجسم، الضجة هي، أيضاً، عامل مهم إذ، فضلاً عن الأذى الذي تلحقه بإمكانية تحقيق تواصل جيد مع الآخرين، فإنها تتطلب جهداً كبيراً لتجاوزها، النماء الفسيولوجي (وهو أقل قابلية للملاحظة) حيث يحس الطفل بأنه ليس على ما يرام دون أن يكون هناك أي سبب عضوي (يتلاءم ذلك، مثلاً، مع فترات من التغيير النفسي المكّثف الذي يتعرض له الطفل على المستوى العقلي أو الجسمي أو الذهني..).

وقد تتمثل صعوبات الإصغاء بأسباب نفسيّة: لا وجود لأسباب عضوية أو عقلية.

من المهم جداً البحث عن الأسباب النفسية ويأتي في مقدمتها عدم جهوزية الطفل على المستوى النفسي حيث نسمع غالباً عبارة «إنه في عالم آخر..» الدالة على عجزه عن الانتباه لأن طاقته النفسية ليست حرّة، لا لأنه لا يريد ذلك، بل لأنه غير قادر على القيام بذلك.

في هذه الحالة، لا ينفع الوعيد أو الصراخ أو التهديد.. بل ينبغي التساؤل: ما الذي يمنعه عن أن يكون حراً؟ ولأن هذه الأسباب هي لاواعية، لابد من البحث عنها، هنا، في تاريخيته و/أو في التاريخية العائلية: قد يكون السبب وسيلة دفاعية من قبل الطفل تجاه قلق الأهل، مثلاً لا ضدهم، لذا، من المهم جداً عدم إحساس الأهل بالذنب إذ لا ذنب لهم في القلق الذي يحسّون به، والأمور تعود، غالباً، إلى نصابها لدى انخراط الطفل مجدداً ضمن إطار الأسرة حيث يبقى الصراخ والتهديد والوعود.. قليلة الفاعلية وحيث ينبغي البحث عن الأسباب العميقة الكامنة وراء المشكلة.

وقد يكون الأهل أنفسهم السبب: فشل عاشوه مثلاً، خلال الطفولة ويعكس رغبة لاواعية لديهم في عدم تكرار هذا الفشل من قبل الطفل، مما يدفع للتساؤل: أيؤثر لاوعي الأهل على الصفاء النفسي عند الطفل؟ يبدو أن الإجابة هي «نعم»، لم؟ لأننا أهل تبعاً للنموذج الذي عشناه، ذلك هو نسق «التكرار» الشهير: التكرار بالتماثل مع ما عشناه مع أهلنا، أو، على العكس، بالتناقض معه.

 

كيف نساعد الطفل على الإصغاء؟

قد تتداخل مناسبات عدة، كوضعية اعتيادية (مثل الواجبات المدرسية، ساعة النوم، ساعة اليقظة، ساعة تناول الطعام، الطلب من الطفل ترتيب غرفته.. إلخ)، مع ظاهرات لأواعية معقّدة (إحياء و/ أو إعادة إحياء مشاعر القلق الشخصية)، فينتهي قلق الأهل بإثارة قلق الطفل الذي لا يصغي.

من شأن النصائح العملية التالية مساعدتهم كأهل على تأمين الإصغاء من قبل طفلهم:

- التفكير بالوقت الملائم للقيام بالفروض (تبعا للطفل ولصفائه..).

- اختيار المكان المريح (الأفضل): غرفة الجلوس، المطبخ، غرفة النوم..! المهم أن يكون المكان الأكثر هدوءاً والأكثر بعداً عن أي إغراءات و/أو تشويشات.

- توقع الوقت المطلوب للمهمة،. (إن لم ينته الطفل من واجب معيّن خلال ساعة، على الأكثر فلن يفيد إبقاؤه وقتاً أطول إلا في زيادة الضغط والتوتر..).

- لقاء المدرّس وإعلامه بالصعوبات التي يجدها مع الطفل على مستوى الواجبات وتنسيق الجهود معاً، وهكذا، لن يقول المدرس، مثلاً، «لا يفعل الطفل شيئاً في المنزل»، المسؤول عن سوء الفهم الذي يسود، غالباً، على أجواء الحوار بينه وبين الأهل.

- على كلّ والد (والدة) الاجتهاد لخلق الإطار الفاعلية الأكثر صفاء، تبعاً لنسقه ومكان حياته: ذلك عامل الكامنة مهم، ثم، عليه التركيز على نفسه للتخلص،

أولاً، من مشاعر الذنب،

وثانياً، لإعادة التفكير بتاريخه، كشخص. وإن استمر القيام بالواجبات في جو من الصراخ والبكاء.. من المفضل ربما الطلب من شخص آخر مساعدة الطفل على واجباته.

على مستوى آخر تأتي ممارسة السلطة في رأس هذه الأولويات، كي يكون وجود الأهل إلى جانب طفلهم فعالاً، إنّها ميزة فطرية وغير مكتسبة، وهي تختلف عن التسلّط: فالتسلط يركز على الخضوع في حين تركز السلطة على نقل المعطيات، بمعنى صياغة ممنوعات بأنّه ترفق بتزويد الطفل بالوسائل التي تساعده على فهم هدفها.

حين تكون هذه السلطة طبيعية، فإنّها لا تخلق، توترات، لكن لا يعني ذلك أنّها لا تواجه بمقاومة، بل تديرها بشكل آخر مبني على احترام الآخر، على الثقة، على المصداقية وعلى التواصل، وهي ضرورية لأن الصغير لا يملك الوسائل النفسية تقبل لقياس الخطر الذي يواجهه ويدفع بالآخرين لمواجهته.

ومن يملك احترام الآخر يلغي من قاموسه مصطلحات مثل: السخرية، الرفض، الاحتقار.. حتى وإن كان الآخر لا يملك الطاقات نفسها، الدور نفسه.. إلخ، لأنه موجود كفرد، ككائن بشري، له قيمته كشخص يتّميز بنقاط ضعف لكن، أيضاً، بنقاط قوة خاصة به وينبغي احترامها.

وبالعودة إلى الأهل نقول، بإمكانهم دائماً تأمين لكن هذا الاحترام شرط أن يتساءلوا (كوالد أو كوالدة): هل انا كوالد احترم طفلي؟ ما هي الكلمات التي استخدمها التقييم ما يفعله، وما لا يفعله على وجه الخصوص؟ أأفكر بتهنئته وبتشجيعه حين يصغي جيداً، وكلما قام بعمل جيد.. إلخ؟

ثم ان السلطة تتطلب الثقة بالآخر، الأمر الذي يفترض الثقة بالذات (إحساس يتلاءم مع ذلك الاحساس بالطمأنينة التي نشعر بها والتي ننقلها للاخرين).

وهذه الثقة بالذات هي شديدة الارتباط بتلك التي منحها الأهل لطفلهم والموازية لنظرتهم أليه، هذا من جهة الأهل.

ومن جهة الطفل، فإنه يحتاج إلى أهل يمكنه الاعتماد عليهم معظم الوقت، وكونهم جديرين بالثقة هو أمر يطمئنه كطفل ويجعله يتقبّل الإكراه إذ يعرف، عن طريق خبراته السابقة، أن ما يفرضونه من إكراه (ترتيب أغراضه، القيام بواجباته المدرسية.. إلخ) ليس دائماً وثابتاً، كما أنّه لا يقصد أذيته، لكن ذلك لا يستبعد إمكانات الخطأ من قبلهم (ما من إنسان لا يخطئ).

هناك واقع غاية في الأهمية، لابدّ للأهل من فهمه وتقبّله: ما يخلق عدم التفاهم بينهم وبين الطفل يكمن، غالبا في واقع عيش الطفل في "هنا والآن"، أما هم فيرون الحاضر باستباقهم للمستقبل، مفهوم الاستباق، هذا لن يدركه الطفل سوى أخيراً وبشكل تدريجي، لا يمكنه ، مثلاً، إدراك أن ما يقولونه له بخصوص ترتيب ألعابه سيسمح له، في المستقبل، بإيجاد ألعابه بسهولة، الأمر الذي سيمنحه المزيد من الوقت للعب.

ينبغي الإشارة هنا إلى أن علاقة الثقة هذه ليست خيالية: فهي لا تستبعد المواجهات.

التفسيرات والتوترات المؤقتة، كما أنّها لا تعني ترك الطفل يفعل كلّ ما يحلو له وعلى هواه، بل هناك حقوق لكن، أيضاً، واجبات وقواعد ينبغي التقيّد بها، وفي هكذا مناخ، يمكن للطفل التعبير عن نفسه، ارتكاب الخطأ والتعلم منه من دون خوف من قصاص مرعب ومن دون إعادة النظر بكل شيء.

 خلاصة القول، تمر سلطة الأهل عبر قدرتهم على التواصل مع الطفل، وبشكل خاص عبر قدرتهم على الكلام، على التفسير، وفي هذه الحالة، سيحتفظ الطفل بثقته في والده (والدته)، خصوصاً إن كان هذا الأخير يحترم وعوده أو تهديداته.

 

الأربعاء, 20 نيسان/أبريل 2022 06:11

علاج الدوخة التي تصيب الصائم بعد الإفطار

كثيراً ما يشعر الصائم بعد الإفطار بدوار وثقل في الرأس وبالتراخي والكسل مع الإحساس بعدم القدرة على الوقوف باتزان ويتساءل البعض عن سبب هذه الدوخة؟

الجواب: مع الإفطار يصاب البعض بأعراض الصداع والدوخة والدوار وعدم القدرة على الاتزان ويرجع ذلك إلى تناولهم كميات كبيرة من الطعام  والمشروبات مع دقائق الإفطار الأولى والسبب في ذلك أن المعدة ظلت فارغة لساعات طويلة متواصلة هى مدة الصيام ثم امتلأت فجأة وفي دقائق معدودة بكميات كبيرة من الأطعمة والمشروبات وبدون سابق انذار، والذي يحدث أن الدم يغادر أطراف الجسم والمخ متوجهاً إلى العضو المحتاج إلى تغذية وهي المعدة والجهاز الهضمي للقيام بعملياته الحيوية المكثفة نتيجة الطعام المفاجئ فيؤدي ذلك إلى هبوط الدم عن منطقة المخ مسبباً الشعور بالدوار ويستغرق ذلك حوالي 30 دقيقة ولهذا يُنصح الصائمين بأن يبدأ افطارهم بالتمر والماء كما أوصانا الرسول الكريم (ص) ثم القيام إلى الصلاة وفي هذه الأثناء تستعد المعدة للقيام بعملها بعد طول فترة الراحة أثناء الصيام وتستقبل كميات الطعام والشراب بدون أي متاعب، بالإضافة الى أن التمر من المواد السكرية سهلة الهضم والامتصاص وخلال فترة بسيطة يتم تعويض الجسم بالسكر الذي فقده أثناء الصيام، وقد أوضحت الدراسات العلمية الحديثة صحة وفاعلية ما نصح به الرسول (ص) من بدء الإفطار بتناول التمر والماء لاحتوائه على السكريات الأحادية التي تعطي سعرات حرارية عالية في فترة زمنية قصيرة بسبب سهولة هضمه وامتصاصه ولا يشعر الصائم بأي دوار بعد الإفطار.

 

الأربعاء, 20 نيسان/أبريل 2022 06:10

ذكرُ اللهِ في شهرِ الصَّومِ

 (أرادنا الله في شهر رمضان) أن نذكره بعقولنا لتكون عقول الحقّ، وبقلوبنا لتكون قلوب الخير، وبعملنا ليكون عمل العدل، هذا الشَّهر الَّذي أراد الله لنا أن نذكره فيه بكتابه، بأن نقرأ كتابه قراءة تدبّر وتأمّل، وقد عظَّم الله هذا الشَّهر بأن أنزل فيه القرآن (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) (البقرة/ 185)، فكان شهر الهدى وحركة البيّنات التي تقود النَّاس إلى الهدى وإلى الفارق بين الحقّ والباطل..

وأرادنا أن نجلس إليه لندعوه ولنبتهل إليه ونزداد قرباً منه، لنتحدَّث معه عن همومنا كلِّها، وآلامنا كلِّها، وأحلامنا كلِّها، وقضايانا كلِّها، لنتحدَّث إليه، ونطلب منه أن يجعل قلوبنا خالصةً له في كلّ ما ما أرادنا أن نعيشه من الإخلاص له والإيمان به والطَّاعة إليه.

وأرادنا في هذا الشَّهر أن نذكره بصلاتنا، لنصلِّي إليه أكثر مما نصلِّي في أيِّ شهر آخر، حتَّى يكون شهر رمضان شهر الموسم الَّذي روي عن رسول الله (ص) أنَّه قال فيه: «شهر دُعيتُم فيه إلى ضيافة الله، وجُعِلتم فيه من أهل كرامته، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، فاسألوا الله بنيّاتٍ صادقة، وقلوبٍ طاهرة، أن يوفّقكم لصيامه وتلاوة كتابه، فإنَّ الشقيَّ - وهذه كلمة كبيرة جداً - من حُرِم غفران الله في هذا الشّهر العظيم»، لأنّه موسم الطاعة والرحمة والمغفرة والرجوع إلى الله.

ولذلك، ورد في حديث عليّ (ع) عندما جاء عيد الفطر، ورأى النَّاس يتحركون هنا وهناك محتفلين به، قال: «إنَّما هو عيد لمن قبل الله صيامه وقيامه، وكلّ يوم لا يُعصى الله فيه فهو عيد».

فشهر رمضان شهر الطّاعة لله، والعيد عيد السَّعادة بهذه الطاعة. ولذلك، يمكننا أن نجعل كلَّ أيَّامنا أعياداً، إذا كنَّا نحصل على رضا الله في هذا العيد وذاك العيد.

 

التحذير الذي اطلقه رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية السيد ابراهيم رئيسي يوم الاثنين للكيان الصهيوني أثناء الاستعراض العسكري في يوم الجيش، حمل في طياته حقائق جديدة ستسفر عن وقائع جديدة، اذا لم يأخذه الصهاينة في الحسبان كما ينبغي.

الرئيس الايراني قال في خطابه الذي القاه أمام العسكريين في ضواحي طهران، ان على الأعداء أن يعلموا أن الجيش الإيراني يرصد كل تحركاتهم ومستعد للرد على أدنى تحرك لهم، مضيفا: نقول للصهاينة إذا كنتم تسعون إلى تطبيع العلاقات مع دول المنطقة فلتعلموا إننا نرصد تحركاتكم بدقة.

واضاف: ان اقتدار الجمهورية الاسلامية الايرانية سيجعل الكيان الصهيوني لن يشعر بالهدوء والامان، مضيفا "سنستهدف مركز الكيان الصهيوني عند أدنى تحرك منه ضد الشعب الايراني".

التهديد الايراني باستهداف قلب الكيان الصهيوني عند ادنى تحرك منه ضد الشعب الايراني، يظهر بأن ايران قد اتخذت قرارا هذه المرة بالرد المباشر وفي داخل الكيان الصهيوني على الاعمال الصهيونية التي تنوعت في الماضي بين اغتيال للعلماء النووين والعلماء غير النووين واعمال تخريبية في منشآت نووية وغيرها وارسال طائرات مسيرة الى داخل الاجواء الايرانية وارسال عملاء لتنفيذ عمليات في داخل ايران، وما شابه ذلك.

وهذا يعني انتهاء عصر العمليات الاجرامية ضد ايران، أو اذا لم يرتدع الموساد فعلى كيان الاحتلال برمته ان يدفع الثمن على شكل تلقي الضربات في مركزه وبشكل مباشر ومعلن في السابق، وفي الحقيقة يمكن القول ان كلام السيد ابراهيم رئيسي يمكن اعتباره بداية عهد جديد للكيان اللقيط فهو الان تحت رحمة التهديد بتلقي الضربات المدمرة في الداخل عند ارتكاب أي خطأ تجاه ايران، ما يعني نهاية قصة ردع جيش الاحتلال.

طالما تغنى كيان الاحتلال بقدرات جيشه الاحتلالي الرادعة وتبجح وتعربد بأن ذراعه طويل و ... لكنه الان تلقى تهديدا يضعه أمام مصير محتوم وهو الحرب، وليس في خارج الحدود كما تحب الاستراتيجية العسكرية الصهيونية بل تلقي الضربات في المركز وفي القلب، وهذا يشير بأن من يقف بالمرصاد لهذا الكيان لايعير اهمية لجيشه الذي قالوا عنه بأنه أسطوري، فبعد تحطم هذه الأسطورة المختلقة على يد المقاومين في لبنان وفلسطين، جاء دور التحقير على يد الايرانيين الذين قالوا لهؤلاء ان قبضتنا فوق رأسكم وبانتظار خطأكم.

يقول قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكنزي، أن  "إيران تمتلك 3000 صاروخ باليستي من أنواع مختلفة، وجزء منها يمكن أن يصل إلى  تل أبيب"، ومن يعرف الحقائق يعلم بأن هذا العدد اقل بكثير مما لدى الايرانيين من صواريخ تصل الى اسرائيل، وان العمق الصهيوني الصغير لايتحمل انهمار أمطار الصواريخ النقطوية والآلاف من الطائرات المسيرة بالاضافة الى اسلحة وأساليب للعقاب لم يكشف عنها حتى الآن. 

من  الآن فصاعدا على المستوطنين الصهاينة الاسراع في الهجرة العكسية لأن الردع قد تبخّر ، والأماكن البديلة عن فلسطين كثيرة لهم، فليؤويهم الاميركان والبريطانيين الذين يعشقون كل ما هو صهيوني "لأن الأرض هنا لفظتهم".

بقلم: فريد عبدالله

 

الأربعاء, 20 نيسان/أبريل 2022 06:07

الكذبُ خطرٌ يهدِّدُ الأفرادَ والمجتمعاتِ

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ).

خطورةُ الكذبِ

إنَّ أخطر ما يتهدد الدول والمجتمعات ويقوّض أركانها ويهدّد العلاقات بين مكوّناتها، هو تفشّي الكذب فيها، ما قد يؤدي إلى تضييع الحقائق وتزييفها وفقدان الناس ثقتهم بعضهم ببعض، ومن خلاله تفتح أبواب الشرّ وسبل الانحراف، حتى ورد في الحديث: «إنَّ أَعْظَمُ الخطايا اللّسانُ الكَذُوبُ».

ويكفي للدّلالة على خطورة الكذب، أنه السلاح الذي استخدمه إبليس لإخراج آدم وحوّاء من الجنة، فهو عندما عرف أنّ الله سبحانه وتعالى نهاهما عن أن يأكلا من شجرة حدَّدها لهما، جاء إليهما بثوب الناصحين وبلسانٍ كاذبٍ وقال لهما: (مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ). وحتى يكون سلاحه هذا ماضياً وفاعلاً، أقسم لهما إنه من الناصحين، وكان له ما أراد.

وهذا السلاح هو الذي يستخدمه إبليس في إغواء الناس، وحتى يكونوا معه من أصحاب السَّعير، والذي أشار إليه الله سبحانه، عندما قال: (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُور)..

وهو ما سيعترف به يوم القيامة: (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ).

 

نهيُ الأحاديثِ عن الكذبِ

فقد أشارت الآيات والأحاديث إلى هذه المخاطر، فقد ورد أنَّ رجلاً جاء إلى رسول الله (ص) قائلاً له: إني ابتليت بخلال أربع: الزنا، وشرب الخمر، والسّرقة، والكذب... وهي خلال أعرف أنَّ الله حرَّمها، ولكن لا طاقة لي على تركها كلّها، فإن قبلت مني بترك واحدة منها، آمنت بك، فقال له رسول الله (ص): نعم، تستطيع ذلك، اترك الكذب... فقبل الرَّجل ذلك وأسلم. فلمّا ولَّى الرجل، عرضوا عليه شرب الخمر، فقال في نفسه: إن أنا شربت الخمر وسألني رسول الله عن شربها، فماذا أقول له؟ فإن كذبت أكون بذلك نقضت معه العهد، وإن صدقت أقام عليَّ حدَّ شرب الخمر، فتركها لذلك. ثم عرضوا عليه الزنا، فجاءه الخاطر نفسه وترك لأجل ذلك الزنا، وعندما أراد السَّرقة، تكرّر الأمر نفسه، فعاد إلى رسول الله (ص) وقال له: ما أحسن ما فعلت! لما منعتني عن الكذب، انسدَّت أبواب المعاصي.. وتاب الرَّجل عن الذنوب الثلاثة وعن أيّ ذنب كان سيفعله.

ومن هنا، ورد الحديث: «إنَّ الله عزَّوجلَّ جعل للشرّ أقفالاً، وجعل مفاتيح تلك الأقفال الشّراب، والكذب شرّ من الشراب».

ولا تقف آثار الكذب ومخاطره على من يتمّ الكذب عليهم وتشويه الحقائق، بل على الكاذب أيضاً؛ فقد ورد في الحديث: «من عُرف بالكذب قلّت الثقة به».

وفي الحديث: «إنَّ الكذبَ يُسَوّدُ الوَجهَ، وينقص الرّزق، ويورث الفقر، ويسبّب المهانة في الدنيا، والعذاب في الآخرة».

ويصل الأمر إلى طرده من رحمة الله (أَلَا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ).

وقد ورد في الحديث: «يكتسب الكاذب بكذبه ثلاثاً: سخط الله عليه، واستهانة النَّاس به، ومقت الملائكة له».

 

لا يجتمعُ كذبٌ وإيمانٌ

ومنعاً لكلِّ التَّداعيات الخطيرة التي قد يؤدِّي إليها الكذب، دعا الإسلام الإنسان إلى أن يكون واعياً عندما يستمع وعندما يقرأ، وعندما يتابع الواقع السياسيَّ أو الاقتصاديَّ أو الاجتماعيَّ أو ما ينسب إلى الدّين، حتى لا يقع في أحابيل من يزيفون الحقائق ويتلاعبون بفكر النَّاس ومشاعرهم ومواقعهم، مما أشارت إليه الآية التي تلوناها: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ).

وعمل الإسلام في الوقت نفسه على الإشارة إلى ما قد يؤدِّي إليه، فاعتبر أنَّ الكذب لا يجتمع مع الإيمان، وهذا ما عبَّرت عنه الآية: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ).

وقد ورد عنه (ص): «علامة الإيمان أن تؤثر الصِّدق وإن ضرَّك، على الكذب وإن نفعك»، لأنَّه سيضرّك بعد ذلك.

وقد ربط الله سبحانه طريق النَّار بالكذب، كما ربط طريق الجنة بالصّدق، وذلك عندما جاء رجل إلى رسول الله (ص)، فسأله: يا رسول الله: ما عمل الجنّة؟ فقال له: "الصدق". وعندما عاد ليسأله عن عمل النَّار، قال له: "الكذب".

وقد ورد في الحديث: "كبرت خيانة أن تحدِّث أخاك حديثاً هو لك مصدِّق وأنت له كاذب". وقد اعتبرته الأحاديث "خائناً"، بل هو أكبر الخائنين، ومنافقاً، وهذا قوله: (فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ).

وفي الحديث: «ثلاثٌ من كنَّ فيه فهو منافق: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان».

فيما هدَّد الله الذين يكذبون عليه بالعذاب: (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ).

ونحن عندما نتحدث عن الكذب، فإنَّه لا يقف عند حدود الكلام كالذي نشهده في الأخبار الكاذبة التي تنقل إلى الناس، إن من خلال وسائل الإعلام والتواصل، بل نراه أيضاً في المتملّقين لمن يمتلكون المال أو السلطة لكسب ودّهم وما عندهم من مال أو موقع، وفي الوعود الكاذبة وشهادة الزور، ونراه في الَّذين يسوّقون السِّلع ويظهرون خصائص ومميزات لها وهي ليست بتلك الصّورة.

 

الكذبُ المباحُ

لكنّ الإسلام رغم كلّ هذا التشدّد في حرمة الكذب وذمّه، أجاز الكذب إذا توقَّف عليه الإصلاح ولم يكن الإصلاح ليتمّ إلَّا به.

لذا، ورد في الحديث: «المصلح ليس بكاذب». وورد: «الكلام ثلاثة: صدق، وكذب، وإصلاح بين النَّاس». كما يجوز الكذب، أو قد يصبح واجباً لدفع الظّلم عن إنسان مؤمن، فقد ورد في الحديث: «احلف بالله كاذباً ونجِّ أخاك من القتل»، «الكذب مذموم إلَّا في أمرين: دفع شرّ الظّلمة، وإصلاح ذات البين».

 

الكذبةُ البيضاءُ؟!

إنَّ من المؤسف أن يسوِّق البعض للكذب ويعتبره مهارة وشطارة وأنَّه ملح الرجال، ويفرِّق بين كذبة بيضاء وأخرى سوداء، وقد وصل الأمر إلى أن صار له يوم باسمه يبرّرون فيه الكذب، ولو من باب الهزل، وهو الأوَّل من نيسان.

فيما الحديث يقول: «اتَّقُوا الْكَذِبَ الصَّغِيرَ مِنْهُ وَالْكَبِيرَ فِي كُلِّ جِدٍّ وَهَزْلٍ».

 

لمواجهةِ هذه الآفةِ

إنَّنا أحوج ما نكون إلى مواجهة هذه الآفة واستئصالها، وذلك بتعزيز الوعي لدى أجيالنا وفي المجتمع للتَّداعيات الّتي غالباً ما تحصل من وراء هذه الآفة عند الله وعلى صعيد الواقع، حيث تؤكِّد تجارب الحياة، أنَّ الكذب قد ينجي ظاهراً، وقد يحصل الإنسان على بعض الفوائد منه، ولكنَّ حبل الكذب قصير، وما يخسره الإنسان بسببه أكثر مما يربحه، إن هو ربح، فهو يخسر علاقته بربِّه الذي بيده أمر رزقه وحياته ونجاته، وسينعت إن لم يكن في الدنيا، ففي الآخرة، بالخائن والمنافق، وسيكون مهاناً ذليلاً.

لن يكون هناك أمان واطمئنان واستقرار في المجتمع إلَّا بالصدق، فقد ورد في الحديث: «الصّدق صلاح كلّ شيء، والكذب فساد كل شيء»، و«الصِّدق ينجيك وإن خفته، والكذب يُرديك وإن أمنته».

وقد ورد في الحديث: «لا تنظروا إلى طول ركوع الرجل وسجوده، فإنّ ذلك شيء اعتاده، فلو تركه استوحش لذلك، ولكن انظروا إلى صدق حديثه وأداء أمانته»، ولن تكون لنا النجاة يوم القيامة إلَّا به، وهذا ما أشار الله إليه: (هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).

فلندع الله أن نكون من الصَّادقين الذين يطابق قولهم عملهم، وسريرتهم علانيتهم، وإيمانهم سلوكهم، وأن نكون مع الصَّادقين حتى لو كانوا أبعد الناس، وفي مواجهة الكاذبين حتى لو كانوا أقرب الناس.

 

الأربعاء, 20 نيسان/أبريل 2022 06:05

الصّوم يدفعنا إلى التّواضع

بما أنَّ الصَّوم فرصة للإنسان كي يؤكِّد ارتباطه بالله تعالى، فإنَّ هذا الارتباط يوجب عليه المبادرة إلى محاسبة النّفس ومراقبتها، والتعرّف إلى مكامن ضعفها بغية تصحيح أوضاعها.

فعندما يصوم المرء احتساباً وقربةً إلى الله، فإنّ هذا الاحتساب يستدعي منه وقفة فيها كلّ الجرأة والحريّة على انتقاد الذّات ومعرفة حجمها الطّبيعيّ.

فإن كان متكبّراً على زوجته وعياله وجيرانه ورفاقه، فعليه أن يتوقف عن ذلك، ويستفيد من صيامه معنى المواظبة على التّواضع لله، والتواضع للناس، وأن يعيش هذا التواضع سلوكاً عملياً مع الناس، فلا يبغي عليهم، ولا يبخسهم حقّهم، بل يعيش التودّد لهم، والرّحمة لضعفائهم، والبرّ بمستضعفيهم.

كثيرون منّا لا يعرفون أحجامهم، ويعيشون انتفاخ الشخصيّة والغرور، فيستعلون على الفقراء والنّاس من حولهم، وبما أنَّ الصّوم عبادة تهدف إلى تربية مشاعر الصَّائم على كلّ سموّ وخلق رفيع، فإنّ عليه أن يرفض كلّ كبر وغرور.

الصيام يدعو الصائم إلى أن يخفض جناحه لأهله وأولاده وللنّاس من حوله، وأن يشعرهم بأنه يمارس الطاعة والعبادة فعلاً، من خلال تصرّفاته المقبولة التي يرضاها تعالى، وليس مجرّد أنه ممتنع عن الطّعام والشّراب فقط.

لا بدّ من أن يترك الصّوم في نفوسنا أثراً طيّباً يصحّح لها مشاعرها، وينظّم لها سلوكيّاتها المنحرفة، فما دام الإنسان في طاعة الله، فإنّ عليه التنبه إلى مسؤوليّاته، ومعرفة قدره وحدوده، وعدم الانجراف وراء وساوس النّفس التي تجعله وضيعاً في أعين الناس، وساقطاً من حسابات الله في الدّنيا والآخرة.

كتب علينا الصّيام في كلّ عام، حتى نلتفت إلى أحجامنا، وما نحن عليه من أوضاع نفسية وروحيّة، ولنعمل على مراجعتها وتصويب الخلل فيها، فالمصيبة أن يصرّ البعض على انحرافهم، وأن يكتفوا بمظاهر العبادة دون إحداث التّغيير المطلوب، من أجل تثبيت الشخصيّة الإيمانيّة في المجتمع، والّتي تعمل على تحصينه من كلّ ما يضرّه ويؤذيه.

المشكلة أن نخرج من الصَّوم ونبقى على انحرافنا الخلقيّ والاجتماعيّ والرّوحيّ، وإذا كان الأمر كذلك، فما نفع صيامنا ما دامت سلوكيَّاتنا بعيدة عن روحانيَّات الصّوم وآدابه، الّتي تؤكِّد من جملة ما تؤكّده، نبذ الذاتيّات والأنانيات، وممارسة التواضع، ومحاسبة النفس. فلنكن من الصّائمين المتواضعين لله والنّاس، ولنخرج من الصّوم ونحن في أفضل حال يرضاها الله تعالى لنا...

 

في حياتنا، حينما نتعرّض لأيّة هزّة أرضية، أي مشكلة ذاتية أو اجتماعية، نحاول أن نحلّها بإحدى الطرق التالية:

1- اعتماداً على تجاربنا الماضية.

2- اللجوء إلى أقرب الناس إلينا.

3- وإذا فشل هذا وذاك، نلتجئ إلى مُعتمَد، أو ركن وثيق نظنّ أنّه الأقدر على حلِّ مشكلتنا.

في حبّ الله لا يكون الاعتماد عليه في المشاكل العويصة، والمصائب النازلة فقط، بل في كلِّ حال، حتى في الشؤون الصغيرة.

فأنتَ وقد تَهيّأت وتَعبّأت – للامتحان الذي ستؤدِّيه بعد قليل، لا تأمن المفاجآت، لذلك – إذا كنت تتعاطى الحب مع الله – تجد أنّ قلبك يرفع يدي الضراعة ليكون أداؤك في الامتحان الأفضل، وأن تأتي بأحسن النتائج، وأن تعود إلى أهلك راضياً مسروراً.

وحينما تتجه في الصباح إلى متجرك أو حانوتك أو دكّانك أو محلّك، وقد شحنته ليلة أمس بالبضائع التي تحسب أنها الرائجة في السوق هذه الأيام، وقد بكّرت لأنّ الله بارك في البكور؛ لكنك وأنتَ في طريق السير باتجاه المتجر لا يفتر لسانك عن ترداد: يا فتّاح يا عليم.. يا رزّاق يا كريم.

وإذا كنت أمس قد قررت أن تقوم برحلة سياحية إلى إحدى المناطق القريبة أو البعيدة، وعبّأتَ خَزّان البنزين، وزيَتَّ السيارة، ونفخت دواليبها، واصطحبت معك عدّة التصليح الأوّلية؛ لكنك وأنت تدير مفتاح السيارة، تشرع على اسم الله، وربّما قرأت آية الكرسي، وبعض الأدعية المخصوصة في السفر.

لماذا هذا اللجوء إلى الله، والاستعدادات جارية على قدم وساق، فحتى المحارب الذي أمضى فترة طويلة من التدريب في الثكنات وساحات التدريب، وتدرَّب على فنون القتال، لا يستغني عن أن يلهج وهو يواجه العدو بالقول: (ربَّنا أَفرِغ عَلَينا صَبراً وثَبِّت أقدامَنا وانصُرنا على القَومِ الكافرين) (البقرة/ 250).

إنّ شعور المُحبّ لله بأنّ استعداداته – مهما بدت كاملة – ينقصها استكمال ما لم يكن في البال والحسبان، وأنّه تحسّب للظاهر الملحوظ والمُشاهَد القريب؛ لكنه لا يستطيع التحسب لغير المنظور، المفاجئ، والبعيد عمّا يقع تحت حساباته.

لقد أنفقَ نوح (ع) زمناً طويلاً وهو يبني السفينة على عينِ الله، أي أنه كان يتلقى التعليمات من مصدر سماوي حتى يُنشئ تلك المركبة المائية الكبيرة؛ لكنه حين حانت ساعة الصفر، تحرَّك بها على اسم الله قائلاً: (اركَبُوا فيها بِسمِ اللهِ مَجرايها ومُرساها) (هود/ 41).

وبعد أن فرغ إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام) من بناء البيت بناءً على أمر الله تعالى، وكان قد عُرف عن إبراهيم (ع) أنه إذا عمل عملاً أتمّه وأتقنه: (وإذ ابتَلى إبراهيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فأَتَمَّهُنَّ) (البقرة/ 124).

أي يُنفِّذ الأوامر الإلهية بالحرف؛ لكنهما وقفا يتضرّعان بين يَدَي الله: (رَبَّنا تَقَبَّل مِنّا إنّك أنتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ) (البقرة/ 127).

فالتصديق بأنّ الله هو مُقدِّر الأُمور، وأنّه مُسبِّب الأسباب، وأنّه المؤثر في الوجود، ولا حدود لقدرته، يجعلني أنا العبد الضعيف – مهما أوتيتُ من قوّةلا أستغني عن "القوى العظمى" أو "القدرة الكلية" فيما أحتسب وفيما لا أحتسب، وهذا هو معنى توكل المحبين على محبوبهم.

 

 

الأربعاء, 20 نيسان/أبريل 2022 05:54

الأسس المقومة للتغيير الاجتماعي

د. محمّد بحر العلوم

 

◄"المجتمع هو العلة الأولى في تحويل الإنسان من كائن بيولوجي، أو كائن عضوي حيواني إلى الإنسان ككائن مثقف".

ومعنى كون الإنسان كائناً اجتماعياً، إنّه لا يستطيع أن ينعزل عن أقرانه أو يعيش منفرداً، نظراً لكونه مرتبطاً في معظم أوقاته بأفراد مجتمعه، سواء على مستوى العائلة، أو القبيلة، أو المدينة، فهو على علاقة دائمة بهذه الكيانات الاجتماعية، والتي تؤلف كيان المجتمع الإنساني، ولا يمكن اتصافه بالإنسانية إلّا بمشاركته هذه الكيانات المجتمعية، والمساهمة في بناء حياتها العامة، "ولو جردنا الإنسان من لغته، ودينه، ومعتقداته، وأزيائه، وهي التي يكتسبها من المجتمع، فسوف لا نراه إنساناً، وانما نتصوره وحشاً من وحوش الغاب".

فالمجتمع عالم إنساني يلجه الفرد من اللحظة التي يولد فيها، إلى اللحظة التي يفارقه إلى دنياه الثانية، وهذا المجتمع الإنساني على امتداده الزمني متطور ومتغير، ولا يمكن أن يكون ثابتاً على وتيرة جامدة، وخط واحد، نظراً لضرورة تطوره، ومماشاته لطبيعة الظروف والاتجاهات الحضارية والمدنية.

ونتساءل حين نرى ضرورة التغيير للمجتمع، وانّه من المستحيل أن يبقى ثابتاً غير متحرك، إذاً ما هي الأسس المقومة للتغيير الاجتماعي؟

ليس من السهل تحديد المقومات والعناصر الباعثة على التغيير، ولكن يمكن أن نعطي ملامح لأهم آراء علماء الاجتماع في عملية التغيير، وهي بإيجاز:

 

1- العامل الديني:

مما لا شكّ فيه أنّ للدين تأثيره الخاص على الإنسان بحيث يصبح قوة نزوع إلى فعل "الخير" واندفاع ملزم بضبط النفس عن اتباع الهوى، نظراً لكون العقيدة الإنسانية تضفي الأخلاق، والقيم الإنسانية، والكمال، وهي جوانب لا تعدو الدين، إن لم تكن من صلبه، وتدعو إلى تثبيت الوازع الديني في النفس.

إنّ السلوك الإنساني الهادف ينشأ من التأثر الديني أكثر من أي عامل آخر، وذلك نتيجة قوة علوية قاهرة يخضع الإنسان لها ويرضى بقضائها، ويؤمن بأقدارها، ولا ينحرف عن رسالتها، التي ترسم له الخط الإنساني بما يصونه من الانحراف والزلل. وحين يصل الإنسان إلى درجة من الإيمان بهذا التوجه العقائدي، يكون خط العقيدة واقعاً يتفاعل مع نفسه لتندفع إلى خارجه ثورة إصلاحية في سبيل تقويم مجتمعه من الانحراف، أو تغييره نحو الأفضل بما ينسجم ومعتقده الخلاق، الذي يؤمن بالعدالة، والحياة، وحرية الإرادة، والسعادة، وعدم الظلم بكلّ ألوانه، وكلّها تهدف إلى بناء دولة تعتمد في تنفيذ تشريعاتها على القانون من ناحية، وعلى الأخلاق من ناحية أخرى.

 

2- العامل الفكري أو الثقافي:

إنّ حركة الإنسان نحو بناء فكره، والتركيز على توسيع آفاقه الثقافية تؤدي إلى نتائج ذات أثر كبير، في حركة تقدم وتطور المجتمع، وتدعو إلى تأسيس ثورة إصلاحية شاملة في ميدان العلم والمعرفة.

كما إنّ العناصر الأساسية التي تتميز بها الثقافة هي:

1-  الثقافة ظاهرة إنسانية تنشأ نتيجة للتفاعل الاجتماعي بين الأفراد والجماعات.

2-  تقوم الثقافة بتحديد الأنماط السلوكية التي ارتضاها المجتمع لأفراده لإشباع احتياجاتهم البيولوجية، والاجتماعية.

3-  تنتقل الثقافة لكلّ فرد من أفراد المجتمع عن طريق التعليم خلال مراحل نموه ونضوجه في المجتمع الذي يعيش فيه.

4-  الثقافة لها صفة الاستمرار، ويتوقف ذلك على استمرار المجتمع الذي تظهر فيه، وهي في ذلك مستقلة عن أي فرد معين، أو جماعة بالذات.

من مجموع هذه العناصر الأساسية للثقافة يتضح لنا أنّ للعامل الثقافي أثره في النواحي الفكرية، أو الفنية في المجتمع، نظراً لأنّ كلّ فرد، وكلّ جماعة يشاركون بالضرورة في ثقافة المجتمع الذي ينتمون إليه.

 

3- العامل الاقتصادي:

الاقتصاد: هو العامل الذي يهتم بالحياة المادية للمجتمع، ووسائل تنمية موارد ثرواته وإنتاج هذه الثروات، وتداولها، وتوزيعها، واستهلاكها، كما يهتم بالعوامل والعناصر التي تنتج: السلع، والخدمات، وبثروة الأرض، أو الموارد الطبيعية، وكذلك العمل الذي يتمثل في مهارات الأفراد ودوافعهم، ورأس المال والموارد المتاحة للإنتاج، والتنظيم، وتوزيع الدخل بين الأفراد، والجماعات نتيجة للعامل الاقتصادي.

فالعامل الاقتصادي باعتباره الموجه لحياة المجتمع، والمسؤول الأوّل عن كثير من المشاكل، والظواهر الاجتماعية، بما في ذلك التغير الاجتماعي. فقد نظر إلى العامل الاقتصادي، هو المسبب إلى حد كبير للتطورات والأحداث التي تتفجر في المجتمع سلباً، أو استقراره إيجاباً.

وترى بعض النظريات الاقتصادية، أنّ لهذا العامل تأثيراً كبيراً بحالة التغيير في المجتمع الإنساني لدرجة أنّ جميع العوامل الأخرى تكاد عديمة الأهمية إلى جانب العامل الاقتصادي، وعليه فنظام الإنتاج السائد في أي مرحلة من مراحل نمو المجتمع، ونظام الملكية الذي يتبعه هو العنصر الهام في حياة المجتمع، وفي تغيير المجتمع كذلك.

 

4- العامل السياسي:

يجب أن لا نستخف بالعامل السياسي في التأثير وقدرة التحفيز، لتغيير المجتمع، وقد اهتم علماء الاجتماع بموضوع السياسة، واعتبروه فرعاً من فروع العلوم الاجتماعية، وعرف عندهم بأنّه: "علم الدولة" الذي يبحث ممارسة الدولة لسلطاتها، والتنظيم والحكومة، وأسلوب حكمها، وعلاقة الطبقة الحاكمة بأفراد المجتمع، وحقوق وواجبات الأفراد، ومدى مراعاة السلام، والنظام داخل المجتمع، واختصاص السلطات القائمة، وعلاقة الحاكم بالمحكوم، إلى غير ذلك من القضايا التي تخص السلوك السياسي.

إنّ القضية السياسية، حين دخلت ميدان الثورات والانقلابات، حصدت الكثير من الحكومات، وبهذا التبدل في هيكلية السلطة تعطلت القوانين، وتغيرت الواجهة الاجتماعية بنسب متفاوتة تبعاً لشعارات الحكام المتعاقبين على الحكم بواسطة القوّة، أو الفرض السياسي.

هذه أهم العناصر المقومة أو المثيرة لتغيير المجتمع الإنساني، وهي ذات نفوذ كبير في عملية التغيير، إن إيجاباً أو سلباً.

أما النظرية القرآنية في عملية التغيير الاجتماعي والتي أشارت إليها الآية الكريمة اتخذت من المحتوى الداخلي للإنسان قاعدة أساسية لعملية تغيير المجتمع، فتغير أوضاع القوم وظواهرهم لا يتم إلّا بتغيير أنفسهم، هذا لا يعني أنّ العمليتين منفصلتين، وإنما تسيران جنباً إلى جنب فعملية صنع الإنسان لمحتواه الداخلي لفكره وإرادته تسير بجنب عملية البناء. والسيرة النبوية تؤكد التلازم بين العمليتين عملية الداخل والخارج أو ما يطلق عليها الجهاد الأصغر والجهاد الأكبر ولا يمكن فصلهما. تقول الرواية:

إنّ رسول الله (ص) بعث سرية، فلما رجعوا قال: مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر، وبقي عليهم الجهاد الأكبر. قيل يا رسول الله (ص): وما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد النفس. ثمّ قال (ص): "أفضل الجهاد مَن جاهد نفسه التي بين جنبيه".►

 

المصدر: كتاب آفاق حضارية للنظرية السياسية في الإسلام