emamian

emamian

الرئيس اللبناني ميشال عون يستقبل وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان

أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن بلاده ستقدم أي مساعدة للبنان لكسر ما وصفه بالحصار المفروض عليه في حال طلب منها ذلك، في حين أكد الرئيس اللبناني ميشال عون "دعم لبنان للجهود التي تبذل لتعزيز التقارب بين دول المنطقة.

وأعرب عبد اللهيان -بعد وصوله إلى بيروت في زيارة رسمية تستمر ليومين- عن ثقة طهران بأن يتمكن لبنان من تخطي كافة الصعوبات التي يعاني منها.

 

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان أن الرئيس عون استقبل في قصر بعبدا ببيروت اليوم الخميس وزير الخارجية الإيراني، وأن عون أكد خلال اللقاء دعم لبنان للجهود المبذولة للتقارب بين دول المنطقة، في حين أكد عبد اللهيان "وقوف إيران دائما إلى جانب لبنان وشعبه".

مؤتمر صحفي لوزيري الخارجية

وفي سياق الزيارة التي تستمر يومين، عقد وزيرا الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب ونظيره الإيراني مؤتمرا صحفيا قبل قليل في بيروت.

وقال بوحبيب إن بلاده "تتمنى نجاح المفاوضات التي تخوضها إيران سواء مع السعودية أو مع دول 5+1".

وبدوره، قال وزير الخارجية الإيراني إن بلاده على أتم الاستعداد لتقديم الدعم للبنان لتجاوز المرحلة الصعبة التي يمر بها.

وأضاف أن طهران مستعدة كذلك لبناء معملين لإنتاج الطاقة الكهربائية بلبنان أحدهما في بيروت والآخر بالجنوب، وأنها مستعدة أيضا للمساهمة في إعادة بناء وترميم مرفأ بيروت في حال طلب لبنان ذلك.

وفي موضوع آخر، قال عبد اللهيان إن المحادثات مع السعودية قطعت "شوطا جيدا" مشيرا إلى أن طهران تعتبر أن الحوار البناء هو الطريق الأمثل لحل كل مشاكل المنطقة وطرد الغرباء عنها.

وفي موضوع الاتفاق النووي، قال وزير الخارجية الإيراني إن إيران كانت البلد الأكثر التزاما بالاتفاق النووي الذي وقعته مع دول غربية.

ويبحث عبد اللهيان، في لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، ملفات العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات المنطقة السياسية، كما سيلتقي قادة من فصائل فلسطينية والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.

وكان مدير مكتب الجزيرة في لبنان مازن إبراهيم قال بشأن أجندة الزيارة، إن وزير الخارجية الإيراني سيعلن بلغة دبلوماسية ما كانت أعلنته طهران بلغة الميدان من إرسال بواخر محملة بالوقود إلى لبنان مرورا بسوريا عبر طرق غير نظامية، وفرضت من خلال ذلك أمرا واقعا على مستوى الميدان.

وأضاف أنه جاء ليترجم هذا الميدان عبر لغة دبلوماسية، بتأكيده على أن بلاده مستعدة لمساعدة لبنان لتجاوز الحصار إذا ما أرادت بيروت ذلك.

وفي سبتمبر/أيلول 2021، تشكلت الحكومة برئاسة نجيب ميقاتي، عقب 13 شهرا من التعثّر، إثر استقالة حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب في العاشر من أغسطس/آب 2020، بعد انفجار مرفأ بيروت.

وسيلتقي عبد اللهيان -خلال زيارته للبنان- رئيس الجمهورية، ورئيسي البرلمان نبيه بري والحكومة ميقاتي، إضافة إلى وزير الخارجية.

ومنذ نحو عامين، تعصف بلبنان أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخه، حيث تسببت بانهيار مالي ومعيشي وارتفاع معدلات الفقر، وشح الوقود والأدوية وسلع أساسية أخرى، لعدم توفر النقد الأجنبي اللازم لاستيرادها.

المصدر : الجزيرة + الأناضول

 

كشف باحثون أنه يمكن تجنب ما يقارب 10% من حالات الإصابة بأمراض القلب التاجية الجديدة، التي تحدث في غضون عقد من منتصف العمر، عن طريق منع نقص الحديد.

وقال مؤلف الدراسة، التي نشرت يوم الأربعاء 6 أكتوبر في ESC Heart Failure، وهي مجلة تابعة للجمعية الأوروبية لأمراض القلب (ESC)، الدكتور بينيديكت شراج، من مركز القلب والأوعية الدموية بجامعة هامبورغ بألمانيا: "كانت هذه دراسة قائمة على الملاحظة ولا يمكننا استنتاج أن نقص الحديد يسبب أمراض القلب. ومع ذلك، تتزايد الأدلة على وجود صلة وهذه النتائج توفر الأساس لمزيد من البحث لتأكيد النتائج".

وتوصلت الدراسات السابقة إلى أنه في المرضى الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية مثل قصور القلب، ارتبط نقص الحديد بنتائج أسوأ بما في ذلك دخول المستشفى والوفاة. وأدى العلاج بالحديد الوريدي إلى تحسين الأعراض والقدرة الوظيفية ونوعية الحياة في المرضى الذين يعانون من قصور القلب ونقص الحديد، المسجلين في تجربة FAIR-HF، التي تبحث في تأثير مكملات الحديد في الوريد على خطر الوفاة لدى مرضى قصور القلب.

وتهدف الدراسة الحالية إلى فحص ما إذا كان الارتباط بين نقص الحديد والنتائج لوحظ أيضا في عموم السكان.

وشملت الدراسة 12164 فردا من ثلاث مجموعات سكانية أوروبية. وكان متوسط ​​العمر 59 سنة و55% من المشاركين من النساء.

وأجرى الباحثون تقييما لعوامل الخطر القلبية الوعائية والأمراض المصاحبة مثل التدخين والسمنة والسكري والكوليسترول من خلال تقييم سريري شامل بما في ذلك عينات الدم.

ووقع تصنيف المشاركين على أنهم يعانون من نقص الحديد أم لا وفقا لتعريفين:

1- نقص الحديد المطلق، والذي يشمل فقط الحديد المخزن (الفيريتين).

2- نقص الحديد الوظيفي والذي يشمل الحديد المخزن (الفيريتين) والحديد المتداول ليستخدمه الجسم (الترانسفيرين).

وتتبع الباحثون المشاركين في حالة الإصابة بأمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية والوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة الناجمة عن جميع الأسباب. ثم حللوا العلاقة بين نقص الحديد وأمراض القلب التاجية، والسكتة الدماغية، والوفيات القلبية الوعائية، والوفيات الناجمة عن جميع الأسباب بعد تعديل العمر والجنس والتدخين والكوليسترول وضغط الدم والسكري ومؤشر كتلة الجسم والالتهابات.

ووقع استبعاد المشاركين الذين لديهم تاريخ من أمراض القلب التاجية أو السكتة الدماغية في الأساس من التحليلات.

وكان 60% من المشاركين يعانون من نقص مطلق في الحديد و64% يعانون من نقص وظيفي في الحديد.

وخلال فترة المتابعة البالغة 13.3 سنة كان هناك 2212 حالة وفاة (18.2%). وتوفي من بين هؤلاء، ما مجموعه 573 شخصا (4.7%) لأسباب تتعلق بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ووقع تشخيص الإصابة بأمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية في 1033 (8.5%) و766 (6.3%) من المشاركين، على التوالي.

وارتبط نقص الحديد الوظيفي بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 24%، و26% بزيادة خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية، و12% بزيادة خطر الوفاة لجميع الأسباب مقارنة بعدم وجود نقص وظيفي في الحديد. وارتبط نقص الحديد المطلق بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 20% مقارنة بعدم وجود نقص مطلق في الحديد، ولكن لم يكن مرتبطا بالوفيات. ولم تكن هناك ارتباطات بين حالة الحديد والسكتة الدماغية.

وقام الباحثون بحساب الحالات التي كان من الممكن تجنبها، مع الأخذ في الاعتبار العمر والجنس والتدخين والكوليسترول وضغط الدم والسكري ومؤشر كتلة الجسم والالتهابات.

وأوضح الدكتور شراج أن التحليل يشير إلى أنه إذا كان نقص الحديد غائبا في الأساس، فإن 5.4% من جميع الوفيات، و11.7% من وفيات القلب والأوعية الدموية، و10.7% من التشخيصات الجديدة لأمراض القلب التاجية (التي تعزا جميعها إلى نقص الحديد الوظيفي)، لم تكن لتحدث في العقد التالي.

ويشرح: "أظهرت الدراسة أن نقص الحديد كان منتشرا بشكل كبير في هذه الفئة من السكان في منتصف العمر، مع ما يقارب ثلثيهم يعانون من نقص وظيفي في الحديد".

وهؤلاء الأفراد كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب وأكثر عرضة للوفاة خلال السنوات الـ 13 التالية.

وأشار الدكتور شراج إلى أن الدراسات المستقبلية يجب أن تدرس هذه الارتباطات في المجموعات الأصغر سنا وغير الأوروبية. قائلا: "إذا تم تأكيد العلاقات، فإن الخطوة التالية ستكون تجربة عشوائية تحقق في تأثير علاج نقص الحديد في عموم السكان".

 

مع انقضاء شهر على إعلان حركة "طالبان" تشكيل حكومتها المؤقتة لتسيير شؤون أفغانستان بعد سيطرة الحركة على مقاليد الحكم فيها في أغسطس، لا يزال مستقبل البلاد غامض الملامح.

 

لقد أدى وصول "طالبان" إلى السلطة إلى وقف القتال وانخفاض مستوى العنف بما يحمل ذلك من انعكاسات إيجابية، لا سيما في المناطق الريفية، وهو إنجاز لا يستخف به في بلد عانى حروبا دون انقطاع  تقريبا خلال العقود الأخيرة.

لكن ذلك قد يكون الأمر الوحيد الذي يندرج في خانة إنجازات الحركة، أما سجل "خيبات الأمل" من النتائج الأولية لتجربة حكمها فكبير إلى درجة مثيرة للقلق داخليا وخارجيا.

لم ترق حكومة "طالبان" حتى الآن إلى مستوى التوقعات بأن تكون حكومة "جامعة" تمثل كافة المكونات العرقية والدينية والسياسية والاجتماعية للمجتمع الأفغاني المتنوع.

وبعد انتقادات واسعة النطاق بأن الحكومة الجديدة تتألف بالكامل من رجال الدين المنضوين تحت لواء "طالبان"، أضافت الحركة بعض "الغرباء" إلى حكومتها ومنحت مناصب للتكنوقراط ورجال الأعمال وأفراد الأقليات العرقية.

لكن أيا من التعيينات الجديدة لم تكن في مناصب رئيسية، حيث حصل ممثل وحيد لأقلية الهزارة الشيعية على منصب نائب لوزير الصحة، كما ظلت الحكومة خالية من النساء وممثلين عن كبار ساسة الحقبة السابقة.

وعدت الحكومة "الطالبانية" باحترام حقوق النساء، لكنها سرعان ما ألغت وزارة شؤون النساء وحولتها، في خطوة ذات دلالة رمزية واضحة، إلى "وزارة الدعوة والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".

كما فرضت الحكومة عددا من التقييدات المتعلقة بتعليم وعمل النساء "بما يتناسب مع أحكام الشريعة الإسلامية"، ما أثار احتجاجات نسائية في العاصمة كابل.

 

القيود الاجتماعية التي بدأت "طالبان" بتطبيقها، لم تقتصر على النساء وإلزامهن بارتداء الحجاب وعدم مغادرة المنازل دون محرم وما إلى ذلك، بل شملت الرجال ومظهرهم وسلوكهم أيضا، كما مضت الحركة في محاربة سماع الموسيقى و"العادات الدخيلة" الأخرى.

هذه الإجراءات إضافة إلى حوادث تعامل عناصر الحركة بالعنف مع أي صوت معارض، بما في ذلك في ولاية بنجشير، والعودة إلى تنفيذ عمليات الإعدام على الملأ، أثارت مخاوف، لا سيما لدى سكان المدن، من احتمال تحول "طالبان" إلى نسخة ثانية من نفس النظام القمعي المستبد الذي فرضته على البلاد في الفترة ما قبل الغزو الأمريكي عام 2001.

واقتصاديا كانت أفغانستان خلال الأسابيع الأخيرة تقترب أكثر فأكثر من شفير الهاوية، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية في بأكثر من 50٪ واستمرار تقلص فرص العمل، في ظل نظام مصرفي مشلول إلى حد كبير، حيث لا يستطيع المواطنون سحب الأموال، ونظام الصحي على وشك الانهيار.

صحيح أن تفاقم الأزمة الاقتصادية يعود إلى حد ما لتجميد 9 مليارات دولار من الأصول الأفغانية الموجودة في البنوك الأجنبية ووقف التمويل من جانب المؤسسات المالية الدولية والذي مثل ما يقرب من 75% من الإنفاق العام في البلا، لكن صحيح أيضا أن تصرفات الحكومة "الطالبانية" لا تشجع الأطراف الدولية على تليين موقفها واستئناف برامج دعم أفغانستان، التي تقر بأهميتها وحيويتها لاستقرار البلاد ومحيطها الإقليمي.

وعدت "طالبان" بأن أفغانستان لن تمثل تهديدا أمنيا لجيرانها، لكنها بادرت في إشعال أزمة في العلاقات مع طاجيكستان متهمة إياها بالتدخل في شؤونها، وحشدت قوات قرب حدود جارتها الشمالية في تحرك يثير شكوكا في مصدقية وعودها عامة.

 

مع ذلك، يقر المجتمع الدولي بضرورة العمل مع حكومة "طالبان" كسلطة أمر واقع حتى دون الاعتراف بها رسميا، ولا يزال لا يفقد الأمل في أن تكون الحركة قد تعلمت من أخطاء وتجارب ماضيها وستسعى لاحترام مصالح دول محيط أفغانستان القريب والبعيد.

وتبقى روسيا والصين دوليا وباكستان إقليميا من الأطراف الأكثر نشاطا في محاولات إقناع "طالبان" بضرورة الإصغاء إلى صوت المجتمع الدولي والتعاون معه من أجل ألا تعود أفغانستان مصدرا للتهديدات المتعلقة بالإرهاب والمخدرات والهجرة، وذلك مقابل المساعدة الدولية في إعادة إعمار البلاد.

وأكدت موسكو مرارا أهمية الإبقاء على حوار مع حكومة "طالبان" وضرورة تقييمها بناء على أفعالها وليس أقوالها. ورغم أن الحصيلة الأولية لتلك الأفعال تبدو غير مشجعة على الكثير من التفاؤل، لا يمكن انتظار أن تصلح أي حكومة أفغانية خلال شهر أو شهرين ما أفسده آخرون خلال عقود.

كما أنه لا بد من التحلي بالصبر في التعامل مع سلطة قد لا تعجب الكثيرين لكنها حقيقة واقعة على الأرض وتحظى بتأييد قطاع واسع من الشعب الأفغاني، خاصة وأن تلك السلطة تبدو منفتحة للحوار مع الخارج وتدرك أهمية الحصول على اعتراف ودعم خارجيين من إجل بقائها وبقاء البلاد أيضا.

المصدر: RT

 

ايام تفصلنا عن اول انتخابات برلمانية عراقية مبكرة التي كان موعدها الطبيعي في العام 2022.



هذه الانتخابات ستجري وفقا لقانون انتخابي جديد يعتمد دوائر انتخابية متعددة والتصويت لمرشح واحد.

يبلغ عدد الناخبين في هذه الانتخابات 25 مليون ناخب.

فيما بلغ عدد المرشحين أكثر من 3240 بينهم نحو 950 امرأة.

يوجد أيضا 789 مرشحا مستقلا في الانتخابات العراقية، فيما توزع الباقون ضمن قوائم أحزاب وتحالفات سياسية.

بحسب توزيع الدوائر والمرشحين، فتنتخب كل دائرة من ثلاثة إلى خمسة نواب.

أكدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية أن نتائج التصويتين العام والخاص ستعلن خلال 24 ساعة.

يراقب الاقتراع أكثر من 130 موظفاً دولياً ضمن بعثة الأمم المتحد موزعين على 8273 مركزاً انتخابياً في عموم البلاد.

 

تحولت الحكومة العراقية  برئاسة مصطفى الكاظمي، بدءاً من اليوم الى تصريف أعمال فيما اعتبر مجلس النواب منحلاً.

وصوّت المجلس في نيسان الماضي لصالح حل نفسه في 7 تشرين الأول {اليوم الخميس}، تمهيدا لإجراء انتخابات مبكرة بعدها بثلاثة أيام 10 تشرين الجاري.

وقال الخبير القانوني طارق حرب للفرات نيوز، ان "دور البرلمان انتهى فعليا بدليل عدم قدرته على عقد أي جلسة منذ أكثر من شهر" مبينا "أما من الجانب القانوني فان البرلمان ينتهي دورته في السابع من الشهر الحالي".

وأشار الى انه "وقبيل موعد التصويت الخاص للقوات الامنية ينتهي دور البرلمان بحسب قانونه".

وأكد حرب ان "لا فراغ دستوري اليوم انما تتحول الحكومة الى حكومة تصريف اعمال بحكم حل مجلس النواب، وحل المجلس يترتب عليه انتهاء الصفة النيابية وفي ساعة انتهاء الدوام الرسمي لليوم يتحول أعضاء البرلمان الى مواطنين عاديين".

فيما استرجعت مفوضية الانتخابات الباطاقات الباومترية غير المستلمة.

وقـالـت مـسـاعـد الـنـاطـق الاعــلامــي بـاسـم المفوضية نبراس أبو سودة في تصريح صحفي، ان "مــراكــز الـتـسـجـيـل بــاشــرت رزم جميع الــبــطــاقــات الـبـايـومـتـريـة غـيـر المـتـسـلـمـة وإرســالــهــا إلــى مـكـاتـب الانـتـخـابـات في المحافظات ومـن ثـم إلـى المكتب الـوطـنـي".

وأشارت إلـى أنـه "ليست هـنـاك إحصائية لتلك البطاقات حتى الآن".

وأضافت أنَّ "هناك قـرارا من قبل مجلس المفوضين بإعادة تلك البطاقات إلى المكتب الوطني قبل يوم الاقتراع بمحاضر تسلم وتسليم، ولا يمكن أن تكون خارج سيطرة المكتب الوطني قبل أو أثناء يوم الاقتراع".

وبينت أنَّ "تلك البطاقات طويلة الأمـد ولا يوجد تاريخ لنفاد صلاحيتها، وبالتالي فمن الممكن توزيعها بـأي وقـت"، متوقعة أن"يـعـاد تـوزيـع تلك البطاقات بعد انتهاء العملية الانتخابية وإعــادة افتتاح مراكز التسجيل".

المصدر:العالم

اعلن رئيس معهد "باستور" علي رضا بيكلري أنه سيتم تسليم 6 ملايين جرعة من لقاح "باستو كوفاك" الايراني الكوبي المشترك المضاد لكورونا إلى وزارة الصحة الايرانية.

وقال بيكلري: ان مرحلة اختبار لقاح "باستوكوفاك" في إيران وكوبا قد اكتملت بنجاح وسيتم نشر التقرير الأول لهذه التجربة الأسبوع المقبل.
وتابع: في الإنتاج الاول الوفير لهذا اللقاح ، سيتم تسليم 6 ملايين جرعة إلى وزارة الصحة.
وأضاف رئيس معهد باستور: حصل لقاح :باستوكوفاك" أيضًا على الموافقات اللازمة لتطعيم الفئة العمرية دون 18 عامًا.

 

أعلنت وزارة الداخلية العراقية ، تفاصيل استطلاع اجرته الشرطة المجتمعية لمعرفة عدد العراقيين الذين سيشاركون في اقتراع العاشر من تشرين.   

وقالت الوزارة في بيان، إن "الشرطة المجتمعية في دائرة العلاقات والإعلام بوزارة الداخلية أجرت استبيان لآراء المواطنين حول مشاركتهم في الانتخابات المؤمل اجراؤها في العاشر من شهر تشرين أول الجاري في بغداد والمحافظات وقد أظهر ان 68% منهم أبدوا عزمهم على المشاركة بالانتخابات باعتبارها السبيل الوحيد للتغيير".

وأضافت "فيما أكد 83% من المواطنين على قدرة القوات الأمنية على حماية العملية الانتخابية، ونجاح الانتخابات أمنيا".

وبحسب البيان "شمل الاستطلاع المواطنين من كلا الجنسين ومن مختلف الأعمار في أغلب محافظات البلاد ممن يحق لهم التصويت والاقتراع".

المصدر:العالم

ان المجموعة البحرية الخامسة والسبعين التابعة لجيش الجمهورية الإسلامية الايرانية قد عادت مؤخراً من مهمتها التي بدأت من الساحل الجنوبي لإيران. حيث أبحر الأسطول عبر القارة الأفريقية ووصل إلى ميناء سانت بطرسبرغ في خليج فنلندا عبر المحيط الأطلسي وصولاً الى الشواطئ الشمالية لأوروبا.

وتأتي أهمية هذه المهمة رداً على المزاعم الغربية خاصة البنتاغون والتي قالت بأن ايران لن تستطيع بسفنها الوصول الى السواحل الامريكية والتي تبعد 22 الف كيلومتر عن ميناء بندر عباس عبر مضيق جبل طارق.

وفي دحض تام للمزاعم الامريكية بان السفن الايرانية لن تستطيع طي مسافة 22 الف كيلومتر دون الرسو في احد الموانئ، قطعت السفن الايرانية ضعفي ونصف المسافة المذكورة برحلة واحدة دون الارساء في أي ميناء وصولا لميناء سانت بطرسبرغ في خليج فنلندا خلال فترة لم تتجاوز 135 يوماً.

12 عاماً على وجود إيران في المياه المفتوحة

لقد مر أكثر من 12 عامًا منذ إرسال أول أسطول إيراني إلى المياه المفتوحة، وخلال هذه السنوات، رفع 75 أسطول عمليات بحرية لجيش الجمهورية الإسلامية العلم الإيراني لمحاربة القراصنة ولانجاز مهمات أخرى في المياه الدولية.

لطالما كانت منطقة خليج عدن والبحر الأحمر من أهم خطوط النقل لناقلات النفط وسفن الشحن الإيرانية، والتي واجهت العديد من المشاكل مع اتساع رقعة القرصنة، لذلك دخلت البحرية الإيرانية مرحلة العمل الميداني للتعامل مع هذه القضية. الأمر الذي دفع السفن الى الإبحار على بعد آلاف الأميال إلى شمال المحيط الهندي وخليج عدن والبحر الأحمر لحماية السفن الإيرانية وحتى الأجنبية من هجمات القراصنة.

ومما لا ريب فيه أن هذا الوجود القوي للبحرية الايرانية فاجأ وأدهش الدول القوية في هذا المجال، لأنها تعلم أن وجود السفن والأنظمة الإيرانية في المياه البعيدة، على الرغم من العقوبات العسكرية الشديدة، يدل على القدرة والقوة البحرية للجمهورية الإسلامية.

ومن ناحية أخرى، تجدر الإشارة إلى أن معظم القوات البحرية الأجنبية تعمل في خليج عدن تحت قيادة وحدة عسكرية أمريكية، وقليل من الدول فقط، مثل إيران وروسيا والصين، تعمل بشكل مستقل.

الأسطول 75 الرائد ذو أطول مدة ملاحة

مما لا شك فيه أن الأسطول البحري الخامس والسبعين للجيش يمكن أن يسمى الأسطول الأكثر أهمية بين الأساطيل الأخرى، وهو أسطول إيراني بالكامل يتكون من المدمرة سهند وسفينة الدعم مكران. وبمسافة تبلغ حوالي 30 ألف ميل (أكثر من 60 ألف كيلومتر)، كان هذا الأسطول قادرا على تحطيم الرقم القياسي لأطول مهمة بحرية.

بدأ الأسطول مهمته في منتصف شهر نيسان المنصرم للمشاركة في عرض عسكري بمناسبة ذكرى تأسيس البحرية الروسية في سانت بطرسبرغ. حيث عبرت كلاً من سهند ومكران القارة الأفريقية أولاً ودخلوا جنوب المحيط الأطلسي ثم شمال الأطلسي، وعبروا بحر البلطيق والقناة الإنجليزية وسواحل دول مثل ألمانيا والدنمارك وبريطانيا، ووصلوا إلى شواطئ سانت بطرسبرغ في روسيا.

إن الوجود المثالي للسفن الإيرانية في هذه المياه، والذي كان يحدث لأول مرة، جذب انتباه وسائل الإعلام العالمية وكان رسالة واضحة لأصدقاء وأعداء الجمهورية الإسلامية الايرانية والذي أظهر يد البحرية الايرانية القوية والطويلة التي تصل المياه البعيدة.

هذا وشاركت ثلاث دول أجنبية فقط في العرض في سانت بطرسبرغ، بما في ذلك إيران والهند وباكستان، حيث ان الهند وباكستان تربطهما علاقات عسكرية قوية جدا مع روسيا، وبالتالي فإن وجود إيران في هذا العرض يدل على مكانة طهران وأهمية علاقاتها البحرية مع روسيا.

جماران، سهند، مكران؛ أولى السفن الإيرانية في المياه المفتوحة

كانت مدمرتا جماران وسهند وسفينة الدعم مكران أولى السفن الإيرانية التي ظهرت في عرض البحر على شكل أساطيل عسكرية.

جماران هي أول مدمرة بنتها إيران، والتي انضمت إلى الأسطول البحري للجيش في 19 فبراير 2010 بحضور القيادة العليا للقوات المسلحة. حيث تزن هذه المدمرة 1400 طن بطول 94 متر وعرض 10 أمتار وسرعة 28 عقدة بحرية، وهي مجهزة بمجموعة متنوعة من أنظمة الصواريخ والمدفعية المتطورة. كما شاركت هذه المدمرة في 5 مهام للبحرية.

اما سهند فهي مدمرة بناها متخصصون ايرانيون من فئة موج، وهي أكثر تقدماً ومجهزة بأحدث المعدات نسبةً بجماران، وتمكنت من المشاركة في 4 مهام في وقت قصير، والأخيرة والأكثر أهمية منها كانت الملاحة الطويلة والتواجد على شواطئ سانت بطرسبرغ.

يبلغ طول سهند نحو 97 مترا ووزنها 1300 طن ويمكن أن تصل سرعتها إلى 25 عقدة ولديها أنظمة متطورة للصواريخ والمضادة للطائرات والغواصات والرادار.

أما بالنسبة لسفينة الدعم مكران، فإن لهذه السفينة القدرة على حمل 5 طائرات هليكوبتر و 6 زوارق سريعة وأنواع مختلفة من الطائرات بدون طيار، والتي زادت بشكل كبير من قدرة دعم أساطيل الحملات العسكرية في المياه المفتوحة.

يبلغ طول مكران نحو 228 مترا، ولها القدرة على الدوران حول الأرض ثلاث مرات دون توقف، كما أن مخازنها الضخمة تمكنها من دعم 5 مدمرات.

"بندر عباس" جندي البحرية الايرانية المتفاني

من بين سفن الإسناد القتالي (اللوجستية)، خصت السفينة الايرانية "بندر عباس" نفسها بـ20 مهمة وهي أكبر عدد من المهمات بين سفن البحرية الايرانية.

تم بناء هذه السفينة اللوجستية ذات 4670 طناً وبرقم 421 في ألمانيا عام 1972 وبعد فترة وجيزة تم تسليمها للبحرية الإيرانية، طولها 108 أمتار وعرضها 16.6 مترا وسرعتها 37 كيلومترا في الساعة مع القدرة على حمل 3786 طنًا في الوضع القياسي و 4673 طنًا في وضع التحميل الكامل.

بندر عباس، بالإضافة إلى خزانات الوقود والمياه الكبيرة ومخازن لنقل البضائع والذخائر والمواد الغذائية وقطع الغيار، لديها أيضا مهبطاً للطائرات المروحية، وهي ميزة مهمة للرحلات البحرية ويمكن أن تحمل مروحيات من طراز AB212. كما تحتوي على 3 مقابض مدفعية 20 م. ومدفع فردي ورشاشان عيار 12.7.

الأسطول 12 أول ظهور للقوات البحرية الايرانية في الأبيض المتوسط

ان أول سفينة حربية للجمهورية الإسلامية الايرانية دخلت البحر الأبيض المتوسط ​​كانت المدمرة "الوند". حيث دخل الأسطول المكون من الوند وسفينة الدعم اللوجستية "خارك" والتي كانت تعد اكبر سفينة دعم لوجيستي في غرب اسيا لعام 2011، أولاً البحر الأحمر، ورسو في ميناء جدة السعودي، ثم اتجهوا إلى قناة السويس.

خلاصة

في الختام تجدر الاشارة الى بعض المهام والانجازات التي قامت بها الاساطيل البحرية الايرانية مثل المواجهة مع البحرية الإسرائيلية في البحر المتوسط ​، والمواجهة مع السفينة الأمريكية، واعتقال 13 قرصانا بعد 48 ساعة من الاشتباكات، والكفاح لتحرير سفينة صينية، وإنقاذ سفينة إيرانية في البحر الأحمر، وإنقاذ سفينة أجنبية شمال المحيط الهندي، ومواجهة القراصنة لاختطاف ناقلة غاز إيرانية، وإنقاذ سفينة أمريكية من قبل اسطول البحرية الإيرانية، وغيرها الكثير.

وبالطبع، بالإضافة إلى هذه الأساطيل الـ 75، أرسلت قوات البحرية 15 أسطولًا آخراً إلى المياه المفتوحة في اطار عمليات سلام وصداقة ومهام عملياتية، بما في ذلك المشاركة في كأس باكو.

يوافق آخر شهر صفر ذكرى استشهاد الإمام علي بن موسى الرضا (ع)، فبهذه المناسبة الأليمة نقدم لكم الأسباب والدلائل التي من أجلها أقدم المأمون العباسي على قتل الإمام الرضا عليه السلام.

من الأسباب التي دعت المأمون إلى سمّ الإمام انّه لم يحصل على ما أراد من توليته للعهد، فقد حدثت له فتنة جديدة وهي تمرّد العباسيين عليه، ومحاولتهم القضاء عليه.

ومن الأسباب التي وردت عن أحمد بن علي الأنصاري عن أبي الصلت الهروي في قوله: (... وجعل له ولاية العهد من بعده ليرى الناس أنه راغب في الدنيا; فيسقط محلّه من نفوسهم، فلمّا لم يظهر منه في ذلك للناس إلا ما ازداد به فضلاً عندهم، ومحلاًّ في نفوسهم، وجلب عليه المتكلمين من البلدان طمعاً من أن يقطعه واحد منهم فيسقط محله عند العلماء، وبسببهم يشتهر نقصه عند العامة، فكان لا يكلمه خصم من اليهود والنصارى والمجوس والصابئية والبراهمة والملحدين والدهرية، ولا خصم من فرق المسلمين المخالفين إلا قطعه وألزمه الحجة.

وكان الناس يقولون: والله إنّه أولى بالخلافة من المأمون، فكان أصحاب الأخبار يرفعون ذلك إليه، فيغتاظ من ذلك ويشتد حسده).

وكان الرضا لا يُحابي المأمون في حق، وكان يجيبه بما يكره في أكثر أحواله; فيغيظه ذلك، ويحقد عليه، ولا يظهره له، فلمّا أعيته الحيلة في أمره اغتاله فقتله بالسم.

وقد نصحه الإمام (عليه السلام) بأن يبعده عن ولاية العهد لبغض البعض لذلك، وقد علّق إبراهيم الصولي على ذلك بالقول: كان هذا والله السبب فيما آل الأمر إليه.

إضافة إلى ذلك أن بعض وزراء المأمون وقوّاده كانوا يبغضون الإمام (عليه السلام) ويحسدونه، فكثرت وشاياتهم على الإمام (عليه السلام)، فأقدم المأمون على سمّه.

وبدأت علامات الموت تظهر على الإمام (عليه السلام) بعد أن أكل الرمان أو العنب الذي أطعمه المأمون، وبعد خروج المأمون ازدادت حالته الصحية تدهوراً، وكان آخر ما تكلم به: (قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ)   (وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً).

ودخل عليه المأمون باكياً، ثم مشى خلف جنازته حافياً حاسراً يقول: (يا أخي لقد ثلم الإسلام بموتك وغلب القدر تقديري فيك) وشق لحد هارون ودفنه بجنبه.

وقد رثاه دعبل الخزاعي قائلاً:

أرى أمية معذورين إن قتلوا =   ولا أرى لبني العباس من عذر

أربع بطوس على قبر الزكي به =   إن كنت تربع من دين على خطر

قبران في طوس خير الناس كلّهم   =   وقبر شرهم هذا من العبر

ما ينفع الرجس من قرب الزكي وما   = على الزكي بقرب الرجس من ضرر

وكانت شهادة الإمام الرضا (عليه السلام) في آخر صفر سنة (203 هـ) كما ذكر على ذلك أغلب الرواة والمؤرخين.

ويروى انه اشتشهد في الثالث و العشرون من شهر ذي القعدة.

لقد كان الإمام الرضا (عليه السلام) يعلم بأنه سوف يُقتل، وذلك لروايات وردت عن آبائه عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، إضافة إلى الإلهام الإلهي له، لوصوله إلى قمة السموّ والارتقاء الروحي. ولا غرابة في ذلك، فقد شاهدنا في حياتنا المعاصرة أن بعض الأتقياء يحدّدون أيام وفاتهم أو سنة وفاتهم، لرؤيا رأوها أو لإلهام إلهي غير منظور. فما المانع أن يعلم الإمام الرضا (عليه السلام) بمقتله وهو الشخصية العظيمة التي ارتبطت بالله تعالى ارتباطاً حقيقياً في سكناتها وحركاتها، وأخلصت له إخلاصاً تاماً.

وقد أخبر الإمام (عليه السلام) جماعة من الناس بأنّه سيدفن قرب هارون، بقوله (عليه السلام): (أنا وهارون كهاتين)، وضم إصبعيه السبابة والوسطى.

وكان هارون يخطب في مسجد المدينة والإمام حاضر، فقال (عليه السلام):

(تروني وإياه ندفن في بيت واحد).

وفي ذات مرّة، خرج هارون من المسجد الحرام من باب، وخرج الإمام من باب آخر فقال (عليه السلام): (يا بعد الدار وقرب الملتقى إن طوس ستجمعني وإياه).

وقال ابن حجر: أخبر بأنه يموت قبل المأمون، وأنّه يدفن قرب الرشيد فكان كما أخبر.

وحينما أراد المأمون أشخاصه إلى خراسان، جمع عياله وكان (عليه السلام) يقول: (إني حيث أرادوا الخروج بي من المدينة جمعت عيالي، فأمرتهم أن يبكوا عليّ حتى اسمع، ثم فرقت فيهم اثنى عشر إلف دينار، ثم قلت: أما أني لا أرجع إلى عيالي أبداً).

وحينما أنشده دعبل الخزاعي قصيدته ـ بعد ولاية العهد ـ وانتهى إلى قوله:

وقبر ببغداد لنفس زكية   =   تضمّنها الرحمن في الغرفات

قال له الإمام (عليه السلام): أفلا اُلحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك؟

فقال: بلى يا ابن رسول الله، فقال (عليه السلام):

وقبر بطوس يا لها من مصيبة   =   توقد في الأحشاء بالحرقات

فقال دعبل: يا ابن رسول الله هذا القبر الذي بطوس قبر من هو؟

فقال الإمام (عليه السلام): قبري، ولا تنقضي الأيام والليالي حتى تصير طوس مختلف شيعتي وزواري...).

وقد تقدم أنه أخبر عن عدم إتمام ولاية العهد.

الأدلة على شهادته مسموماً:

اختلفت الروايات في سبب موت الإمام (عليه السلام) بين الموت الطبيعي وبين السمّ، وقال الأكثر إنّه مات مسموماً، وفيما يلي نستعرض بعض الروايات ـ الدالة على ذلك ـ باختصار.

قال صلاح الدين الصفدي: وآل أمره مع المأمون إلى أن سمّه في رمّانة... مداراة لبني العباس.

وقال اليعقوبي: فقيل إن علي بن هشام أطعمه رمّاناً فيه سمّ.

وقال ابن حبّان: ومات علي بن موسى الرضا بطوس من شربة سقاه إياها المأمون فمات من ساعته.

وقال شهاب الدين النويري:... وقيل إن المأمون سمّه في عنب، واستبعد ذلك جماعة وأنكروه.

وقال القلقشندي: يقال إنه سمّ في رمّان أكله.

وكان أهل طوس يرون أن المأمون سمّه، وقد اعترف المأمون بتهمة الناس له فقد دخل على الإمام (عليه السلام) قبيل موته فقال: (يا سيدي والله ما أدري أي المصيبتين أعظم علي؟ فقدي لك، وفراقي إياك؟ أو تهمة الناس لي أني اغتلتك وقتلتك...).

ولما كان اليوم الثاني اجتمع الناس وقالوا: إن هذا قتله واغتاله، يعنون المأمون.

ومن الشواهد على أن المأمون قتله مسموماً، أنه كان يخطط للتخلص منه.

قال المأمون لبني العباس:... فليس يجوز التهاون في أمره، ولكنّا نحتاج أن نضع منه قليلاً قليلاً، حتى نصوّره عند الرعايا بصورة من لا يستحق هذا الأمر، ثم ندبّر فيه بما يحسم عنّا مواد بلائه.

ويأتي موت الإمام (عليه السلام) بعد قرار المأمون بالتوجه إلى العراق ونقل عاصمة حكمه إليه، فقد وجد أنّ العباسيين في العراق سيبقون معارضين له ما دام الإمام (عليه السلام) ولياً لعهده، لذا نجده قد كتب لهم ليستميلهم: إنكم نقمتم عليّ بسبب توليتي العهد من بعدي لعلي بن موسى الرضا، وها هو قد مات، فارجعوا إلى السمع والطاعة.

ولا يستبعد من المأمون أن يقدم على قتله، وقد قتل من أجل الملك والسلطة أخاه وآلاف المسلمين من جنوده وجنود أخيه، فالملك عقيم كما أخبره أبوه من قبل.

منقول مع تصرف/ اعلام الهداية ج 10.

يوافق الثامن والعشرون من شهر صفر المظفر ذكرى وفاة النبي الأعظم سيد الكائنات محمد (ص)، وبهذه المناسبة الأليمة نسلط الضوء على كلمات للإمام علي (ع) يصف بها النبي الأكرم (ص).

روي عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال : « يا علي ما عرف الله إلّا أنا وأنت ، وما عرفني إلّا الله وأنت ، وما عرفك إلّا الله وأنا » (1).

أَفْضَتْ كَرَامَةُ الله سُبْحَانَه وتَعَالَى إِلَى مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فَأَخْرَجَه مِنْ أَفْضَلِ الْمَعَادِنِ مَنْبِتاً ، وأَعَزِّ الأصول مَغْرِساً.

من النعم الإلهيّة الكبرى التي أفاضها الله سبحانه وتعالى على الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ملازمته الدائمة والمستمرّة لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ومصاحبته له ، فتربّى في حجره ، واتّبعه اتّباع الفصيل أَثَرَ أمّه ، ولم يفارقه منذ ولادته في جوف الكعبة ، ونصره عند إظهار دعوته ، وشهد معه المشاهد إلّا غزوة تبوك ، وكان أوّل المؤمنين به ، وأوّل المصلّين خلفه ، إلى أن كان آخر المودّعين له حين ارتفاعه إلى الله تعالى.

هذه المسيرة جعلت النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يعطي الإمام علياً عليه السلام المئات ، بل الآلاف من الأوسمة ، والتي يأتي في صدارتها حيازته لتلك المرتبة التي لم يصل إليها أحد من البشر على الإطلاق ، وهي المعرفة التامّة والكاملة بالله تعالى ورسوله الكريم صلّى الله عليه وآله وسلّم.

ولذا نراه في حديثه عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يكشف لنا بوضوح عمق شخصيّته من جميع جوانبها الفرديّة والإجتماعيّة والرساليّة والجهاديّة والأخلاقيّة ، لأنّه حديث العارف المطّلع على مكنونات الشخصيّة العظيمة للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم.

المنبت الطيّب

أمّا المنبت الطيّب لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فيصفه الإمام علي بكلمات موجزة : « مُسْتَقَرُّه خَيْرُ مُسْتَقَرٍّ ، ومَنْبِتُه أَشْرَفُ مَنْبِتٍ ، فِي مَعَادِنِ الْكَرَامَةِ ، ومَمَاهِدِ السَّلَامَةِ » (2).

فالنبيّ كان مستقرّه في الأصلاب الشامخة ، وهو خير مستقر. ونبت في أشرف رحم مطهّرة ، وأسرة النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم هي أسرة الكرامة والسلامة من أن تدنّس بالتلوّث بأيّ رجس من الأرجاس المعنويّة.

وفي خطبة أخرى : « حَتَّى أَفْضَتْ كَرَامَةُ الله سُبْحَانَه وتَعَالَى إِلَى مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فَأَخْرَجَه مِنْ أَفْضَلِ الْمَعَادِنِ مَنْبِتاً ، وأَعَزِّ الأَرُومَاتِ ـ الأصول ـ مَغْرِساً ، مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي صَدَعَ مِنْهَا أَنْبِيَاءَه ، وانْتَجَبَ مِنْهَا أُمَنَاءَه ، عِتْرَتُه خَيْرُ الْعِتَرِ ، وأُسْرَتُه خَيْرُ الأُسَرِ وشَجَرَتُه خَيْرُ الشَّجَرِ ، نَبَتَتْ فِي حَرَمٍ وبَسَقَتْ فِي كَرَمٍ » (3).

فالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من نسل إبراهيم عليه السلام ، شيخ الأنبياء ، وإليه تعود سلسلة آباء النبي ، وهي أفضل أصل يعود إليه إنسان ، ولا يرتبط ذلك بالآباء البعيدين بل إنّ أسرته التي ولد فيها ، وهم بنو هاشم ، خير أسرة.

وقد استعار لفظ المعدن والمنبت والمغرس لطينة النبوّة التي ولد منها النبي. ووجه الإستعارة أنّ تلك المادّة منشأ لمثله ، كما أنّ الأرض معدن الجواهر ومغرس الشجر الطيّب.

في ظلّ الرعاية الإلهيّة

وأمّا النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في طفولته ، فيصفه الإمام عليه السلام بأنّه « خَيْرَ الْبَرِيَّةِ طِفْلاً » ، ويصف عناية الله عزّ وجلّ به وهو طفل بقوله : « ولَقَدْ قَرَنَ الله بِه صلّى الله عليه وآله وسلّم مِنْ لَدُنْ أَنْ كَانَ فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَتِه يَسْلُكُ بِه طَرِيقَ الْمَكَارِمِ ، ومَحَاسِنَ أَخْلَاقِ الْعَالَمِ لَيْلَه ونَهَارَه » (٤).

فالعناية الإلهيّة بالأنبياء والرسل لا ترتبط بزمان بعثتهم ، بل هي قبل ذلك ؛ فقد شملت العناية الإلهيّة موسى الكليم عليه السلام منذ أن كان طفلاً ، بما أُلهمت أمّه أن تلقيه في النهر وردّه الله إليها. وهذا النصّ من أمير المؤمنين يشهد على أنّ النبي حتّى قبل بعثته كان محلّاً للعناية الإلهيّة بالتربية التامّة ، ولذا لم يتمكّن أعداء رسول الله ممّن حارب دعوته أن يعيب على رسول الله بشيء من مثالب الأخلاق قبل البعثة مع أنّه قد لبث فيهم أربعين سنة ، يعيش بينهم كعيشتهم ، ولكنّه امتاز عنهم بما وهبه الله من لطف.

البعثة النبويّة المباركة

تتعدّد النصوص في نهج البلاغة حول بعثة النبي وظروفها ، فالنّبي بعث في قوم أبعد النّاس عن الحقّ يعيشون في ظلمات الجهل والضلال ، يتقاتلون فيما بينهم ، يقول عليه السلام : « أَرْسَلَهُ عَلَى حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ ، وطُولِ هَجْعَةٍ مِنَ الأُمَمِ ، واعْتِزَامٍ مِنَ الْفِتَنِ ، وانْتِشَارٍ مِنَ الأُمُورِ ، وتَلَظٍّ مِنَ الْحُرُوبِ ، والدُّنْيَا كَاسِفَةُ النُّورِ ، ظَاهِرَةُ الْغُرُورِ عَلَى حِينِ اصْفِرَارٍ مِنْ وَرَقِهَا ، وإِيَاسٍ مِنْ ثَمَرِهَا ، واغْوِرَارٍ مِنْ مَائِهَا ، قَدْ دَرَسَتْ مَنَارُ الْهُدَى ، وظَهَرَتْ أَعْلَامُ الرَّدَى ، فَهِيَ مُتَجَهِّمَةٌ لأَهْلِهَا ، عَابِسَةٌ فِي وَجْهِ طَالِبِهَا » (٥).

وأمّا أداء الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم لهذه المهمّة فهو ما يذكره الإمام عليه السلام بقوله : « وقَبَضَ نَبِيَّهُ صلّى الله عليه وآله وسلّم وقَدْ فَرَغَ إِلَى الْخَلْقِ مِنْ أَحْكَامِ الْهُدَى بِهِ ، فَعَظِّمُوا مِنْهُ سُبْحَانَهُ مَا عَظَّمَ مِنْ نَفْسِهِ ، فَإِنَّهُ لَمْ يُخْفِ عَنْكُمْ شَيْئاً مِنْ دِينِهِ ، ولَمْ يَتْرُكْ شَيْئاً رَضِيَهُ أَوْ كَرِهَهُ إِلَّا وجَعَلَ لَهُ عَلَماً بَادِياً » (٦).

ويصف الإمام عليه السلام التحوّل الذي أوجده النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في حياة العرب آنذاك ، بعد وصفه لحالهم قبل البعثة كما تقدّم ذكره بقوله : « إِنَّ الله بَعَثَ مُحَمَّداً صلّى الله عليه وآله وسلّم ولَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ يَقْرَأُ كِتَاباً ولَا يَدَّعِي نُبُوَّةً ، فَسَاقَ النَّاسَ حَتَّى بَوَّأَهُمْ مَحَلَّتَهُمْ ، وبَلَّغَهُمْ مَنْجَاتَهُمْ ، فَاسْتَقَامَتْ قَنَاتُهُمْ واطْمَأَنَّتْ صَفَاتُهُمْ » (7).

وفي خطبة أخرى : « دَفَنَ الله بِه الضَّغَائِنَ ، وأَطْفَأَ بِه الثَّوَائِرَ ، أَلَّفَ بِه إِخْوَاناً ، وفَرَّقَ بِه أَقْرَاناً ، أَعَزَّ بِه الذِّلَّةَ ، وأَذَلَّ بِه الْعِزَّةَ » (8).

فثمار البعثة النبويّة كانت على المستويين الدنيوي والأخروي ؛ فعلى المستوى الأخروي كانت الهداية الضامنة للفوز في الآخرة وعلى المستوى الدنيوي كانت العزّة والسيادة والسؤدد والحياة المليئة بالمحبّة والأخوّة.

شجاعة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم

لقد كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقود الحروب بنفسه ، يدخل فيها كغيره من أصحابه ، ويخطط للقتال ، ويأمرهم بما يجب عليهم ، وينهاههم عمّا يوجب هزيمتهم. وكانت شجاعة الكلّ دون شجاعة الرسول حتّى كان أصحابه يحتمون به عند اشتداد المعركة ، فعن الإمام علي عليه السلام حديث : « كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّم ، فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَّا أَقْرَبَ إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ » (9).

الصفات الخُلقيّة

يكفي في الهداية إلى الصفات الخلقيّة لرسول الله ما وصفه به الله عزّ وجلّ في كتابه بكلمات موجزة : ( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) [ القلم : ٤ ]. ويصفه الإمام علي في خُلُقه : « أكرم الناس عشرة ، وألينهم عريكة ، وأجودهم كفاً ، من خالطه بمعرفة أحبّه ، ومن رآه بديهة هابه » (10). فمن يعاشر النّبي يشعر بالكرم النبوي ، ويجد أنّه ألين الناس طبيعة ، فهو يلين لمن يعيش معه ، ويبسط كفّه بالكرم والعطاء.

وفي خطبة أخرى يصف الإمام عليه السلام تواضع النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في حياته اليوميّة ، فيقول : « ولَقَدْ كَانَ صلّى الله عليه وآله وسلّم يَأْكُلُ عَلَى الأَرْضِ ، ويَجْلِسُ جِلْسَةَ الْعَبْدِ ، ويَخْصِفُ بِيَدِهِ نَعْلَهُ ، ويَرْقَعُ بِيَدِهِ ثَوْبَهُ ، ويَرْكَبُ الْحِمَارَ الْعَارِيَ ، ويُرْدِفُ خَلْفَهُ ، ويَكُونُ السِّتْرُ عَلَى بَابِ بَيْتِهِ فَتَكُونُ فِيهِ التَّصَاوِيرُ فَيَقُولُ : « يَا فُلَانَةُ ـ لإِحْدَى أَزْوَاجِهِ ـ غَيِّبِيهِ عَنِّي ، فَإِنِّي إِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِ ذَكَرْتُ الدُّنْيَا وزَخَارِفَهَا » (11).

حقيقة الدنيا عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم

كان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أفضل خلق الله ، فإنّ الدنيا كلّها طوع يديه ينال منها ما يريد ، بل عرضت عليه الدنيا فأباها وذلك لأنّه يعرفها على حقيقتها. ويصف الإمام أمير المؤمنين الدنيا في عين رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فيقول : « قَدْ حَقَّرَ الدُّنْيَا وصَغَّرَهَا ، وأَهْوَنَ بِهَا وهَوَّنَهَا ، وعَلِمَ أَنَّ اللهً زَوَاهَا عَنْهُ اخْتِيَاراً ، وبَسَطَهَا لِغَيْرِهِ احْتِقَاراً ، فَأَعْرَضَ عَنِ الدُّنْيَا بِقَلْبِهِ ، وأَمَاتَ ذِكْرَهَا عَنْ نَفْسِهِ ، وأَحَبَّ أَنْ تَغِيبَ زِينَتُهَا عَنْ عَيْنِهِ ، لِكَيْلَا يَتَّخِذَ مِنْهَا رِيَاشاً ، أَوْ يَرْجُوَ فِيهَا مَقَاماً. بَلَّغَ عَنْ رَبِّهِ مُعْذِراً ، ونَصَحَ لأُمَّتِهِ مُنْذِراً ، ودَعَا إِلَى الْجَنَّةِ مُبَشِّراً ، وخَوَّفَ مِنَ النَّارِ مُحَذِّراً » (12).

وفي خطبة أخرى : « أَهْضَمُ أَهْلِ الدُّنْيَا كَشْحاً ، وأَخْمَصُهُمْ مِنَ الدُّنْيَا بَطْناً ، عُرِضَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا ، وعَلِمَ أَنَّ اللهً سُبْحَانَهُ أَبْغَضَ شَيْئاً فَأَبْغَضَهُ ، وحَقَّرَ شَيْئاً فَحَقَّرَهُ ، وصَغَّرَ شَيْئاً فَصَغَّرَهُ. ولَوْ لَمْ يَكُنْ فِينَا إِلَّا حُبُّنَا مَا أَبْغَضَ اللهُ ورَسُولُهُ ، وتَعْظِيمُنَا مَا صَغَّرَ الله ورَسُولُهُ ، لَكَفَى بِهِ شِقَاقاً لِلهِ ، ومُحَادَّةً عَنْ أَمْرِ اللهِ ... فَأَعْرَضَ عَنِ الدُّنْيَا بِقَلْبِهِ ، وأَمَاتَ ذِكْرَهَا مِنْ نَفْسِهِ ، وأَحَبَّ أَنْ تَغِيبَ زِينَتُهَا عَنْ عَيْنِهِ ، لِكَيْلَا يَتَّخِذَ مِنْهَا رِيَاشاً ، ولَا يَعْتَقِدَهَا قَرَاراً ، ولَا يَرْجُوَ فِيهَا مُقَاماً ، فَأَخْرَجَهَا مِنَ النَّفْسِ ، وأَشْخَصَهَا عَنِ الْقَلْبِ ، وغَيَّبَهَا عَنِ الْبَصَرِ. وكَذَلِكَ مَنْ أَبْغَضَ شَيْئاً أَبْغَضَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ ، وأَنْ يُذْكَرَ عِنْدَهُ » (13).

الإقتداء برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم

إنّ فعل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فيه حثٌّ للناس كافّة على التأسّي به في نظرتهم إلى هذه الدنيا وما ينالونه منها. ولذا يحثّ الإمام في وصاياه على الإقتداء برسول الله في ذلك : « تَأَسَّ بِنَبِيِّكَ الأَطْيَبِ الأَطْهَرِ صلّى الله عليه وآله وسلّم فَإِنَّ فِيهِ أُسْوَةً لِمَنْ تَأَسَّى ، وعَزَاءً لِمَنْ تَعَزَّى. وأَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللهِ الْمُتَأَسِّي بِنَبِيِّهِ ، والْمُقْتَصُّ لأَثَرِهِ. قَضَمَ الدُّنْيَا قَضْماً ، ولَمْ يُعِرْهَا طَرْفاً ... ولَقَدْ كَانَ فِي رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وآله وسلّم مَا يَدُلُّكُ عَلَى مَسَاوِئِ الدُّنْيَا وعُيُوبِهَا : إِذْ جَاعَ فِيهَا مَعَ خَاصَّتِهِ ، وزُوِيَتْ عَنْهُ زَخَارِفُهَا مَعَ عَظِيمِ زُلْفَتِهِ. فَلْيَنْظُرْ نَاظِرٌ بِعَقْلِهِ : أَكْرَمَ اللهُ مُحَمَّداً بِذَلِكَ أَمْ أَهَانَهُ ، فَإِنْ قَالَ : أَهَانَهُ ، فَقَدْ كَذَبَ ـ واللَّهِ الْعَظِيمِ ـ بِالإِفْكِ الْعَظِيمِ ، وإِنْ قَالَ : أَكْرَمَهُ ، فَلْيَعْلَمْ أَنَّ اللهً قَدْ أَهَانَ غَيْرَهُ حَيْثُ بَسَطَ الدُّنْيَا لَهُ ، وزَوَاهَا عَنْ أَقْرَبِ النَّاسِ مِنْهُ. فَتَأَسَّى مُتَأَسٍّ بِنَبِيِّهِ ، واقْتَصَّ أَثَرَهُ ، ووَلَجَ مَوْلِجَهُ ، وإِلَّا فَلَا يَأْمَنِ الْهَلَكَةَ ، فَإِنَّ الله جَعَلَ مُحَمَّداً صلّى الله عليه وآله وسلّم عَلَماً لِلسَّاعَةِ ، ومُبَشِّراً بِالْجَنَّةِ ، ومُنْذِراً بِالْعُقُوبَةِ. خَرَجَ منَ الدُّنْيَا خَمِيصاً ، ووَرَدَ الآخِرَةَ سَلِيماً. لَمْ يَضَعْ حَجَراً عَلَى حَجَرٍ ، حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ ، وأَجَابَ دَاعِيَ رَبِّهِ. فَمَا أَعْظَمَ مِنَّةَ اللَّهِ عِنْدَنَا حِينَ أَنْعَمَ عَلَيْنَا بِهِ سَلَفاً نَتَّبِعُهُ ، وقَائِداً نَطَأُ عَقِبَهُ » (1٤).

رثاء علي للرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم

لقد كان علي أقرب الناس لرسول الله ؛ فهو الذي كان إلى جانبه في لحظات وفاته ، يقول : « ولَقَدْ قُبِضَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وإِنَّ رَأْسَه لَعَلَى صَدْرِي. ولَقَدْ سَالَتْ نَفْسُه فِي كَفِّي فَأَمْرَرْتُهَا عَلَى وَجْهِي. ولَقَدْ وُلِّيتُ غُسْلَه صلّى الله عليه وآله وسلّم والْمَلَائِكَةُ أَعْوَانِي ، فَضَجَّتِ الدَّارُ والأَفْنِيَةُ ، مَلأٌ يَهْبِطُ ومَلأٌ يَعْرُجُ ، ومَا فَارَقَتْ سَمْعِي هَيْنَمَةٌ مِنْهُمْ ، يُصَلُّونَ عَلَيْه حَتَّى وَارَيْنَاه فِي ضَرِيحِه » (1٥).

وفي موضعٍ آخر يقول عليه السلام : « بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ لَقَدِ انْقَطَعَ بِمَوْتِكَ مَا لَمْ يَنْقَطِعْ بِمَوْتِ غَيْرِكَ مِنَ النُّبُوَّةِ والإِنْبَاءِ وأَخْبَارِ السَّمَاءِ. خَصَّصْتَ حَتَّى صِرْتَ مُسَلِّياً عَمَّنْ سِوَاكَ ، وعَمَّمْتَ حَتَّى صَارَ النَّاسُ فِيكَ سَوَاءً. ولَوْلَا أَنَّكَ أَمَرْتَ بِالصَّبْرِ ، ونَهَيْتَ عَنِ الْجَزَعِ ، لأَنْفَدْنَا عَلَيْكَ مَاءَ الشُّؤُوِن وَلَكَانَ الدَّاءُ مُمَاطِلاً وَالكَمَدُ مُحالِفاً وَقَلَّا لَكَ ولَكِنَّهُ مَا لَا يُمْلَكُ رَدُّهُ ، ولَا يُسْتَطَاعُ دَفْعُهُ بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي أذْكُرْنَاَ عِنْدَ رَبِّكَ وَاجْعَلْنَا مِنْ بَالِكَ » (1٦).

ونختم الحديث بذكر صلاة الإمام على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « اللهم اجْعَلْ شَرَائِفَ صَلَوَاتِكَ ، ونَوَامِيَ بَرَكَاتِكَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ورَسُولِكَ ، الْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ والْفَاتِحِ لِمَا انْغَلَقَ ، والْمُعْلِنِ الْحَقَّ بِالْحَقِّ والدَّافِعِ جَيْشَاتِ الأَبَاطِيل ، والدَّامِغِ صَوْلَاتِ الأَضَالِيلِ ، كَمَا حُمِّلَ فَاضْطَلَعَ قَائِماً بِأَمْرِكَ مُسْتَوْفِزاً فِي مَرْضَاتِكَ غَيْرَ نَاكِلٍ عَنْ قُدُمٍ ولَا وَاه فِي عَزْمٍ ، وَاعِياً لِوَحْيِكَ حَافِظاً لِعَهْدِكَ مَاضِياً عَلَى نَفَاذِ أَمْرِكَ حَتَّى أَوْرَى قَبَسَ الْقَابِسِ ، وأَضَاءَ الطَّرِيقَ لِلْخَابِطِ ، وهُدِيَتْ بِه الْقُلُوبُ بَعْدَ خَوْضَاتِ الْفِتَنِ والآثَامِ ، وأَقَامَ بِمُوضِحَاتِ الأَعْلَامِ ونَيِّرَاتِ الأَحْكَامِ ، فَهُوَ أَمِينُكَ الْمَأْمُونُ وخَازِنُ عِلْمِكَ الْمَخْزُونِ ، وشَهِيدُكَ يَوْمَ الدِّينِ وبَعِيثُكَ بِالْحَقِّ ، ورَسُولُكَ إِلَى الْخَلْقِ » (17).

الهوامش

1. مختصر بصائر الدرجات ، الحسن بن سليمان الحلّي ، ص 12٥.

2. نهج البلاغة ، الشريف الرضي ، ج 1 ، خطبة 9٤ ص 187.

3. م . ن ، ص 18٥.

٤. م . ن ، ج 2 ، خطبة 192 ، ص 1٥7.

٥. م . ن ، ج 1 ، خطبة 89 ، ص 1٥7.

٦. م . ن ، ج 2 ، خطبة 183 ، ص 111.

7. م . ن ، ج 1 ، خطبة 33 ، ص 81.

8. م . ن ، ج 1 ، خطبة 9٦ ، ص 187.

9. م . ن ، ج ٤ ، خطبة 9 ، ص ٦1.

10. بحار الأنوار ، المجلسي ، ج 1٦ ، ص 1٤7.

11. نهج البلاغة ، م . س ، ج 2 ، خطبة 1٦0 ، ص ٥9.

12. م . ن ، ج 1 ، خطبة 109 ، ص 210.

13. م . ن ، ج 2 ، خطبة 1٦0 ، ص ٥8.

1٤. م . ن ، ص ٥8 ـ ٦0.

1٥. م . ن ، ج 2 ، خطبة 197 ، ص 172.

1٦. م . ن ، ج 2 ، ص 228.

17. م . ن ، ج 1 ، ص 122.