emamian

emamian

اعلن مساعد القائد العام لقوات حرس الثورة الاسلامية لشؤون العمليات العميد عباس نيلفروشان، انه سيتم استخدام الاجهزة الروباتية في الخطوط الامامية بالقتال البري في السنوات المقبلة.

على هامش ازاحة الستار عن معدات فحص وإبطال مفعول القنابل اليوم الاثنين، قال العميد نيلفروشان في تصريح للصحفيين: ما كشفنا عنه من قبل كان في مجال الحرب الصعبة ، واليوم ما تم الكشف عنه هو في مجال الحرب شبه الصعبة والأمن.
واوضح أن الحرس الثوري بحاجة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال أيضًا، مضيفا: ان الأدوات الأمنية للواردات غير موثوقة لأن الدول المعادية إما لا تبيعها لنا أو بإجراء تغييرات يمكن أن تقلل من حساسية هذه المعدات حتى تتمكن من ادخال المواد والعبوات المتفجرة إلى البلاد عند الحاجة.
وتابع مساعد قائد الحرس الثوري لشؤون العمليات: ان أهمية هذه المعدات زادت من تعزيز الأمن في المنافذ الحدودية والاماكن العامة.
واضاف نيلفروشان: خاصة في مواجهة النهج الجديد للكيان الصهيوني، المحبط في المعركة الصعبة معنا وخاض المعركة في الفضاء السيبراني والأمني​​، فإن استخدام هذه الأجهزة مهم للغاية.
واختتم مساعد قائد الحرس الثوري لشؤون العمليات قائلا: ان شاء الله في السنوات القادمة، سنستخدم أيضًا الاجهزة الروباتية في الخطوط الامامية في مجال القتال البري.

 

الثلاثاء, 21 أيلول/سبتمبر 2021 06:43

الإسلام في مسيرة التنمية

 لوي غارديه/ محمّد أركون ترجمة: علي المقلد

 

إنّ إيديولوجية التنمية تكرّس تناقضاً واضحاً نوعاً ما مع نمط التاريخية المقرر من جانب الأديان، وعلى العموم، من قبل الثقافات التقليدية.

إنّ الفكر لم يعد يكتفي «بتفسير العالم»، بل قرر تحويله: إنّ النظرة الواقعية والعلاقة المعاشة مع الواقع هما اللذان يتغيران.

قد يجد المسلمون الداعون إلى الحداثة أنّنا نبالغ في إعطاء الأهميّة للخطّ المتشدّد الذي يمثّله المناضلون المنادون بالعودة إلى الجذور. ونكرّر القول بأنّ هدفنا لم يكن درس فكر المنادين بالتكامل كفكر، بل هو استخلاص الثوابت التي تقوم عليها الشخصية الإسلامية الركيزية، من خلال الخطاب الإسلامي الأكثر فاعلية اجتماعية والأقل مدعاة للاعتراض عقائدياً.

ولتوضيح حالة مبهمة، مشوشة نذكّر بأهم التعابير أو الحدود المطروحة حالياً في مشكلة التنمية، ونحاول فيما بعد وصف العلاقات الحقوقية والعلاقات الواقعية بين الإسلام والتنمية.

1- الاشكالية التنموية

إنّ التجربة التي عاشتها المجتمعات الأكثر تطوّراً تثبت أنّه انطلاقاً من حدٍّ بنيوي جديد، تبدو كلّ النماذج التنموية، غير كافية وحتى خطرة، وقد ساعدت أزمة الطاقة أكثر من كلّ النظريات «العلمية» على إغناء المشاكل الإنمائية. في الغرب الليبرالي، ارتبطت النماذج والممارسات التنموية، حتى الستينات، بمفاهيم القرن التاسع عشر أكثر من ارتباطها «بالنظام العالمي الجديد» الذي بُدءَ بالكلام حوله. والنماذج الاشتراكية لا تقل عجزاً - رغم فعّاليتها الكبيرة - خصوصاً عندما يُنظَر إليها من ناحية كلفتها البشرية في مواجهة النموذجين الأكبرين المتزاحمين، تحاول المجتمعات الإسلامية أن تفرض «الخصوصية النوعية» وعلو المكانة «الإسلامية» التي تدمج بين المشروع الحرّ واحترام الملكية الخاصّة، وعدالة توزيع الثروات بين الجميع (بفعل منع الفائدة) والغائية الروحانية الكامنة في كلّ عمل بشري (إذ كلّ شيء ملك لله والإنسان يحمل مسؤولية الإفادة من ريع الأموال التي تقع بين يديه من أجل خدمة الجماعة). هذه الرؤية النظرية، غالباً ما تعرض في أدب غزير حول موضوع: «الإسلام والاشتراكية»، «الإسلام والرأسمالي»، «العدالة في الإسلام»... إلخ. وتذكر نفس الآيات ونفس الأحاديث إلّا أنّه قلّما تجري المقارنة بين المبادىء المغرية حقّاً، والواقع الاقتصادي المعاش في كلّ بلد، ولا يجري أيضاً التوغل في درس الظروف المحددة - في عالم كعالمنا الحاضر - لإمكانية وجود نظام تقوم وتستمر فيه علاقة عادلة بين حدود ثلاثة: الضغط السكاني، الموارد المتاحة، أو الممكنة، والتوزيع.

2- الإسلام والتنمية

لقد احتكرت الأديان حتى الآن امتياز مراقبة سرد أحداث التاريخ. لقد حدّدت نظاماً للعالم وذلك بأن حدّدت للإنسان مكانة ومسؤولياته. وقد تترجم هذا التحديد وهذا الاحتكار بمعانٍ مستقرة أُسّست وبُنيت على جذور «أونطولوجية» أي على إحساس بالطمأنينة إلى استمرارية وصلاح العمل الإنساني المتمشي مع «التعاليم الإلهيّة».

والإسلام الذي يُقدَّمُ «كدين ودنيا» - أي بمثابة نظرية وتطبيق تاريخي - مستهدف بصورة خاصة بالانشقاقات التي تتعمّق وتتكاثر. إنّ القيمين على التراث الحيّ يتكلّمون (ولكن هل يتصرّفون دوماً؟) كما لو أنّ الكيان المعرفي للدِّين المنزل الموحى به يحتفظ، قانوناً، بمزاياه التجاوزية وبفوقيته التاريخية. وبالتالي فالقيمون يرفضون بشدّة تسميتهم «دُعاة الماضي» التي يطلقها بعض علماء الاجتماع عليهم، في مقابل «منظمي المستقبل». ومن أجل توضيح وضع دقيق ومغبش، من المهمّ إذاً تفحص علاقات الإسلام والتنمية في القانون وفي الواقع.

أ- العلاقات القانونية:

في المجتمعات الإسلامية التي استردّت استقلالها السياسي، نشاهد عودة إلى الممارسات وإلى النُّظم وإلى التجمعات الإسلامية. وأغلب الحكومات خصّصت وزارة بعينها للشؤون الدينية. والاتجاه الديني المحافظ يتأكّد في كلّ مكان ويبرز بوضوح أكثر ممّا كان يفعل في زمن كان الفكر الليبرالي، العلماني المتعقلن يجد مدافعين عنه، من الدرجة الأُولى، أمثال طه حسين وأحمد أمين، وسلامة موسى... إلخ. وننتقل بهذا، وبسهولة من النهضة الاجتماعية السياسية إلى عودة التأكيد على حقيقة ميتافيزيقية تعود أخيراً إلى حقوقها المغتصبة «بالغزو الفكري الغربي». ولا تُرفضُ المنجزاتُ الإيجابية للفكر الليبرالي. ولكن يتم التركيز على النقص فيها، وعلى المثالية، وعلى السذاجة، وخصوصاً على التسويات المشبوهة مع الإيديولوجية الاستعمارية التي ينادي بها المغتصبون.

إنّ تراجعات طه حسين وأمثاله في الخمسينات، وسكوت الكثير من المثقفين أثناء صعود الحركة الناصرية، وانتشار الكتابات «الثورية» التي لا تقل رومانطيقية واستلابية عن كتابات البورجوازيين الليبراليين من أيّام «النهضة»، تدل على معطى أساسي هو: أنّ المجتمعات المسلمة خضعت لعنف بنيوي متزايد بفعل العوامل الداخلية والخارجية مجتمعة. إنّ شروط التحليل الواقعي، الجدي مع النفس، العاري من أي حسابات أيديولوجية، لهذه العوامل لم تتحقّق بعد. إنّ مهمّات التنمية الاقتصادية، كما الصراعات من أجل التحرر السياسي، تجعل الأفضلية لفضح العدو الإمبريالي، على التحليل الانتقادي للتناقضات الداخلية المتراكمة منذ ثلاثين سنة.

من هذا نفهم لماذا إنّ العلاقات الحقوقية بين الإسلام والتنمية يجب أن تشكّل بالنسبة إلى الفكر الإسلامي القائم، مجال بحث أفضل.

بالنسبة إلى المؤمن، جوهر الإنسان كامن في العلاقات بين المخلوق والخالق، الطاعة والأمر، وغرور الحياة الدُّنيا وكمال الحياة الآخرة الخالدة هذه العلاقة تنتظم نظرياً بعلم الأُصول: الأُصول التي هي في أساس كلّ فكر، وكلّ قرار، وكلّ سلوك تاريخي يسلكه المؤمن. هذا العلم يطرح أفضلية وأسبقية علم القواعد، وعلم المنطق السليم، على التاريخ، والوحدة والاستمرارية والدلالية «للكتب»، وتنظيم العالم والتاريخ بفضل منطق التضمين، (داخل نظام المعتقدات)، والاستثناء (نظام الإنكار) والتكريس والتقديس، والتسامي بالمبادرات الإنسانية الأكثر ضعة.

ب- العلاقات الواقعية:

في كلّ المجتمعات المسلمة المعاصرة، يعمل عدد من المعطيات القديمة والجديدة على سيادة العلاقات الواقعية فوق العلاقات القانونية، في ما بين الدِّين والتنمية، وليس بالإمكان إعطاء وصف دقيق لهذه المعطيات في كلّ مجتمع. إنّما من الممكن تجميع بعض الملاحظات حول الوضع العام.

ننظر، بادئ ذي بدء، إلى الضغط الديمغرافي، لأنّه يجعل دون جدوى، الجهود الأكثر تقدّماً، والأكثر «إيغالاً في الاشتراكية» من أجل تحسين النوعية المادّية والثقافية لحياة الطبقات الشعبية.

في مثل هذا الإطار، يؤمن الدِّين التقليدي وظيفة فريدة من حيث التوازن السيكولوجي الاجتماعي. ولكن بمقدار ما توظّف السلطة السياسية هذا الدِّين لغايات سياسية يقع الالتباس بين القصدية الروحية والغائية الأيديولوجية. وينتج عندئذ تمزق فعلي في الوجدان الديني المرتبط بلغة تقليدية وببعض الطقوس التقليدية، إلّا أنّه يصرف كلّ حماسة في أعمال تاريخية آنية، محتملة وبالتالي منفصلة عن «تاريخ الخلاص» الذي بدونه، كما في القرآن، لا يوجد سلوك روحاني قويم.

ومن الجدير بالتوضيح الدور المتصاعد للبنية التقنية من وجهة النظر التي تهمنا. والمخططون سواء كانوا خبراء أجانب أم مسؤولين وطنيين، وكذلك المهندسون من كلّ اختصاص يتميّزون، بتكوين تقني مثاله الأعلى ماثل في معهد ماساشوست التكنولوجي. هؤلاء «المتمسكون بالعلم» يقررون بطمأنينة تتعارض مع التواضع، ومع الشكوكية اللذين يعتريا الباحثين في مجالات العلوم الإنسانية. إنّهم لا يتصرّفون فقط في الحاضر. إنّهم يفكّرون في المستقبل وكأنّه مجموعة إجراءات تقنية ومنتجة، حابسين الأجيال القادمة ضمن مسارات ضاغطة. والمؤرخ للإسلام، وعالم الاجتماع، والفيلسوف، واللاهوتي ليس لهم أيّ نصيب في هذه البرمجة لمصير الإنسان. بل إنّهم عرضة للهزء لأنّ أعمالهم تعتبر «غير ذات فائدة». هذا الوضع يدلّ عليه نجاح أيّ كتاب ينشره «رجل علم» حول المسائل الدينية: إثبات أنّ الإسلامَ يتفقُ مع العلم يُصَدقُ أكثر عندما يقوم به مهندس أو طبيب. الواقع أنّ «رجل العلم» المزوّد بإحساس ديني، يتكلّم عن الدِّين بحماس عفوي مثله مثل كلّ الذين هم بعيدون عن المعرفة التاريخية والفلسفية واللاهوتية.

إنّ التفوق الاجتماعي والسياسي لجماعة التكنوقراط، على أهل الفكر يتأكّد كلّ يوم أكثر بفعل الانشقاقات التي تتكاثر عند كلّ المستويات في العالم الرموزي المرتبط بالإسلام. وقلّما تدعو الضرورة للكلام عن تحوّل اللغات الإسلامية إلى لغات تقنية مقتبسة عن اللغات التكنولوجية الكبرى، دون أن تمرّ بالمسارات الفكرية التي تؤدِّي إلى اكتشاف المفهوم، وإلى لغة في الحياة اليومية تحيل إلى نواحي جزئية من واقع شامل محطم. وفي المرحلة الراهنة، إنّ الانشقاق الأكثر خطورة بالنسبة إلى الفكر الإسلامي هو الانشقاق الذي يتفاقم بين المقولة الدينية التقليدية المسيطرة بشكل واسع ومقولة العلوم الإنسانية التي يتأخر استخدامها بفعل الحاجة إلى إعادة النظر في اللغات القومية.

لا يوجد حتى الآن في العالم الإسلامي المعاصر، فكر، يجاري الفكر الكلاسيكي، في مواجهة مشاكل العصر، وفقاً لتناسق داخلي، مع اهتمام دائم بالعمق، ومتابعة خالصة من شوائب الفائدة، ورغبة مصممة على اختراق «حقيقة الأشياء» مع احترام حقّ المعرفة ومصالح الجماعة بآنٍ واحد. المسلمون - كما جميع أعضاء المجتمعات المتخلّفة - يعيشون عملياً كلّ أنواع التيارات الوافدة، ولكنّهم عاجزون، حتى الآن، عن التعبير عن تجربتهم التاريخية، بغير اللغات المتجزئة والمسهبة الزائدة: سواء كانت اللغات الكلاسيكية الإسلامية، بأشكالها المبتورة نوعاً ما، أو اللغات الأيديولوجية، المقولبة في الخارج والتي قد تتناسب وتتلاءم مع أوضاع وحالات خاصّة. ولا تنعدم الجهود والمحاولات من أجل تجاوز القصور الذي يحسّ به الجميع. ولكنّ المصاعب البنيوية التي وصفناها، تحدّ كثيراً من الجرأة، وتُفشل الكثير من الإنجازات.

 

عناصر من "وحدة مكافحة الإرهاب الإسرائيلية" يشاركون في البحث عن الأسرى في سهل مرج ابن عامر (الصحافة الإسرائيلية)

أكدت مصادر بالشرطة الإسرائيلية أن تكلفة البحث عن الأسرى الفلسطينيين الذين تمكنوا من الفرار من سجن جلبوع هي الأعلى في تاريخ إسرائيل، بينما قمع الاحتلال احتجاجات في الضفة الغربية ضد الاستيطان، كما أصيب سائق فلسطيني بطعنات من طرف مستوطنين في القدس.

ونقلت إذاعة كان الإسرائيلية عن مصادر في الشرطة الإسرائيلية أن التكلفة تجاوزت حتى اليوم مبلغ 30 مليون دولار وهي ترتفع باستمرار، مشيرة إلى أن تواصل البحث عن اثنين من الأسرى ما زالا قيد الملاحقة يكلف إسرائيل ما بين 3 إلى 6 ملايين دولار يوميا.

ومنذ عملية الفرار دفعت إسرائيل بآلاف من عناصر الأجهزة الأمنية والقوات الخاصة وقصاصي الأثر، كما استخدمت طائرات مروحية مسيرة ووسائل تكنولوجيا متطورة في عمليات البحث.

احتجاجات ضد المستوطنات

في سياق آخر، قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي مظاهرة سلمية في قرية المغير شمال شرقي رام الله، خرجت للاحتجاج على استمرار الاحتلال في سيطرته على أراضي فلسطينيين لصالح الاستيطان.

واستخدمت قوات الاحتلال قنابل الغاز لتفريق المتظاهرين عقب أدائهم صلاة الجمعة قرب الأراضي المهددة بالمصادرة.

وفي وقت سابق من اليوم، فضت قوات الاحتلال تجمعا احتجاجيا ينظمه فلسطينيون وناشطون أجانب أسبوعيا جنوب مدينة يَطّا جنوبي الخليل، رفضا للمشاريع الاستيطانية في المنطقة.

طعن سائق فلسطيني

من جهة أخرى، أفاد المراسلون  بإصابة سائق فلسطيني يعمل في شركة حافلات إسرائيلية إثر تعرضه للطعن من طرف مستوطنين خلال عمله في القدس.

وقد تم نقل السائق إلى المستشفى لتلقي العلاج ووصفت إصابته بالمتوسطة.

وأظهر شريط فيديو، تم تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي، 3 إصابات في ظهر السائق محمد أبو ناب، وهو من سكان بلدة سلوان، بالقدس الشرقية.

ويعمل أبو نائب سائقا في شركة إيغد للمواصلات (حكومية إسرائيلية)، وكان على رأس عمله في حي جفعات شاؤول في القدس الغربية، عند تعرضه للاعتداء.

ومن جهتها، قالت الشركة الإسرائيلية في تصريح مكتوب إنها تحقق في شجار وقع في جفعات شاؤول في القدس.

وأضافت أنه تم استدعاء قوات الشرطة إلى مكان الحادث، بعد مشاجرة بين 3 ركاب سيارة، وسائق حافلة، أسفر عن إصابة اثنين من المتورطين، وتم إجلاؤهما لتلقي العلاج الطبي.

ولم توضح الشرطة الإسرائيلية هوية المصاب الثاني.

ويشتكي السائقون الفلسطينيون، في الحافلات العامة وسيارات الأجرة، من اعتداءات يتعرضون لها من قبل إسرائيليين خلال عملهم بالقدس الغربية وإسرائيل.

المصدر : الجزيرة + الأناضول

 

أكدت صحيفة الأخبار اللبنانية ان حزب الله يكسر «المحرّمات» في تعليقها على وصول الوقود الايراني الى لبنان عبر سوريا وقالت "دخلت القافلة الأولى للمازوت الإيراني مكرّسة واقعاً كان حتى وقت قريب مجرد احتمال غير قابل للتنفيذ".

وتابعت الصحيفة: "فالخوف الرسمي من غضب أميركا جعل الدولة تفضّل خنق الناس على الترحيب بدعم إيراني يمكن أن يخفّف بعضاً من المعاناة. لكن مع ذلك، تولّى حزب الله المهمة، مكرّساً معادلات لم يعد بالإمكان التغاضي عنها لا محلياً ولا إقليمياً. وفيما كانت الحكومة تتعامل مع الحدث كأنه لم يحصل، لم تتردّد بتدشين رحلتها بقرار رفع الدعم، من دون انتظار البطاقة التمويلية التي تواجهها مشكلات جمّة. وبالرغم من تعمّد تمويه قرار إلغاء الدعم بإشارة إلى درس المعطيات المتوفرة قبل إصدار القرار أو الإعلان عن رفع جزئي للدعم، إلا أن الواقع أثبت أن الدعم انتهى وأن ما يُخفّف من هول وقعه، جزئياً، هو انخفاض سعر الدولار، رغم أن من غير المضمون ألّا يرتفع مجدداً

الحدث الأبرز في لبنان أمس هو تحوّل الوعد الذي قطعه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بعدم ترك الناس فريسة النقص في المحروقات إلى حقيقة، بعد كثير من التشكيك في إمكان وصول الفيول الإيراني إلى لبنان. فقد وصلت، أمس، القافلة الأولى من المازوت. واستُقبلت استقبالاً شعبياً لافتاً، أكد الاحتضان الشعبي لخيار كسر الحصار، بعدما تحوّل الناس في الفترة الماضية إلى أسرى للعتَمة وفقدان المحروقات، في ظل خوف مؤسسات الدولة من عقوبات أميركية لا يمكن أن تؤدي إلى أكثر مما يعيشه اللبنانيون من مآسٍ بالجملة فرضتها منظومة الفساد المدعومة أميركياً.

لكن هذه الخطوة لا يمكن أن تحسب على أساس نتائجها الاجتماعية والاقتصادية فحسب، فإن إنجاز حزب الله الذي تحدى الإرادة الأميركية ومنظومة الاحتكار في كسر اللبنانيين، ما كان ليتحقق لولا تكريس الحزب، ومحور المقاومة، معادلات جديدة في الإقليم، وخاصة في لبنان وسوريا والعراق. وهذه المعادلات التي سمحت بكسر حزب الله للحصار على لبنان، هي التي أجبرت الولايات المتحدة الأميركية على الانقلاب على خططها السابقة، والمسارعة إلى فتح أبواب الحلول، إن كان سياسياً بتأليف الحكومة، أو طاقوياً من خلال استثناء الغاز والكهرباء من مفاعيل قانون قيصر.

وما قام به الحزب يثبت الآتي:
ــــ أولاً، إثبات تعزيز معادلة الردع في وجه العدو الإسرائيلي الذي لم يجرؤ على منع وصول البواخر الإيرانية إلى الشواطئ السورية، كما لم يجرؤ على محاولة منع وصول الصهاريج المحملة بالوقود الإيراني من سوريا إلى لبنان. وتزداد مفاعيل معادلة الردع مع استذكار تصريح وزير الخارجية الأميركي السابق، مايك بومبيو، في حزيران 2020 (كان لا يزال في منصبه)، عندما قال: «سنفعل كل ما في وسعنا للتأكد من أن إيران لا يمكنها الاستمرار في بيع النفط الخام، في أي مكان، بما في ذلك إلى حزب الله». عندما قال بومبيو ذلك، لم يكن يتحدّث في الفراغ، بل إنه عبّر عن سعي واشنطن لمنع أيّ تخفيف لنتائج الانهيار في لبنان، إلا بواسطة إجراءات أميركية تكون مقابل تنازلات سياسية في بيروت.

ــــ ثانياً، خطوة حزب الله، ورغم أنها محصورة في الجانب الاقتصادي بتخفيف أثر شح المحروقات على اللبنانيين ومؤسساتهم ومصانعهم، إلا أنها تفتح الباب واسعاً أمام إمكان التعاون مع سوريا وإيران ودول أخرى، كان لبنان ممنوعاً من التعامل معها حتى الأمس القريب. كما أنها تضع على طاولة صنّاع القرار في لبنان وفي الدول المعنية بالشأن اللبناني، عاملاً جديداً لم يكن في الحسبان: ثمة خيارات بديلة للبنانيين من انتظار المعونات الغربية والخليجية. وكلما اشتد الخناق على لبنان، سيضطرّ، ولو عبر جزء من قواه، إلى كسر محظورات في المقابل.

ــــ ثالثاً، بعد إعلان السيد حسن نصر الله بدء استيراد المحروقات قبل شهر من اليوم، خرجت السفيرة الأميركية لتعلن السماح للبنان باستيراد الغاز والكهرباء من مصر والأردن عبر سوريا. وبعد ذلك، منحت السفيرة الإذن لوفد وزاري لبناني ليزور دمشق لبحث استجرار الطاقة. وما لم يتم التركيز عليه حينذاك هو قولها إن البواخر المحملة بالمحروقات موجودة في البحر قبالة الشواطئ اللبنانية، موحية بأن البلاد لا تعاني من أزمة حقيقية. لكن الأزمة استمرت، وازدادت حدّة. وهي مرشحة للتفاقم بعد رفع الدعم. وأظهرت وقائع الأيام الماضية أن السوق اللبنانية متعطشة للمحروقات بصورة كبيرة جداً. فبعد ساعات على إعلان السيد نصر الله، يوم الاثنين الماضي، آلية توزيع وبيع المازوت المستورد من إيران، انهالت على أرقام الهواتف المخصصة لتلقي طلبات شراء المحروقات مئات الاتصالات (في البقاع وحده، تلقت شركة «الأمانة» أكثر من 300 طلب لشراء المازوت، في غضون أقل من 24 ساعة). وبعض هذه الاتصالات وردت من مؤسسات وشركات لا يكنّ أصحابها الكثير من الود السياسي لحزب الله، لكن عملهم غير قابل للاستمرار من دون تأمين إمدادات موثوقة من المحروقات.

ــــ رابعاً، من المتوقع أن يلجأ خصوم المقاومة وأعداؤها إلى إجراءات مقابِلة، سواء عبر خطوات تؤدي إلى التخفيف من حدة الأزمة في لبنان لمنعه من الاندفاع أكثر نحو خيارات اقتصادية وسياسية وميدانية بديلة، أو عبر خطوات سلبية لتخريب ما قام به حزب الله، أو الحؤول دون تثبيته مستقبلاً. وهذا الجانب من أداء «الفريق الآخر» سيكون موضع رصد في الأيام والأسابيع المقبلة.
الخطوة التالية بعد استيراد المازوت من إيران ستكون استيراد البنزين. لكن حزب الله لم يحدّد بعد آلية توزيع البنزين الإيراني وبيعه، وبأي سعر سيُباع للمستهلكين، وكيفية ضمان عدم تحوّل المحطات التي ستبيع البنزين الإيراني إلى مواقع إضافية للزحمة، في ظل الأزمة الخانقة التي تعانيها السوق اللبنانية. وسيكون الحزب معنياً بتقديم تجربة مختلفة عن تلك التي قدّمتها الدولة ومصرف لبنان والمحتكرون، والتي أدّت إلى إذلال سكان لبنان في الطوابير وفي حجب المحروقات عنهم وإجبار جزء منهم على اللجوء إلى السوق السوداء المزدهرة.

 

أكد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية السيد ابراهيم رئيسي لا يوجد أي عائق يمكن أن يوقف أنشطة ايران النووية السلمية، معتبرا ان الدبلوماسية تصبح فعالة عندما يلتزم بها عمليا جميع الأطراف.

القى رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية السيد ابراهيم رئيسي كلمة في مراسم افتتاح القمة الحادية والعشرين لمنظمة شانغهاي للتعاون اليوم الجمعة، ثمن فيها جهود الدول الاعضاء لارساء السلام والاستقرار في المنطقة.
وشدد الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي على أن الولايات المتحدة الأميركية تتحمل مسؤولية الوضع في أفغانستان.

وأعلن رئيس الجمهورية استعداد بلاده للمساهمة في إعادة بناء الدولة في أفغانستان وتشكيل حكومة تضم جميع الأطياف.

واشار رئيسي الى أن النظام العالمي بدأ شيئا فشيئا يتخلى عن الاحادية ويتجه تحو التعددية مؤكدا أن الاحادية الى زوال.

ولفت الى أن النظام العالمي يواجه في الوقت الراهن أزمات عدة لا يمكن حلها بشكل منفرد، داعيا الى تظافر الجهود والتعاون لحل المشاكل الدولية والاقليمية، والتعاون أيضا في المحافظة على السلام والاستقرار في آسيا .

وفي جانب آخر من كلمته تطرق السيد ابراهيم رئيسي الى الارهاب الاقتصادي، معتبرا أن اجراءات الحظر تشكل العقبة الرئيسية امام التطور والتنمية في المنطقة.

واوضح رئيس الجمهورية ان سياسة إيران الخارجية لطالما توقف علی معارضة الأحادية وعلى المشاركة النشطة في المنظمات الدولية القائمة على العدالة والاحترام المتبادل.

وقال:  إن المنظمة يمكن أن تصبح قوة دافعة للتعددية العالمية مضیفا، إن السلام والأمن في العالم اليوم مهدد بالهيمنة وتحديات مثل الإرهاب والتطرف والانفصالية.
 
واعتبر أن الحفاظ على السلام وتعزيزه في آسيا ليس خيارًا بل ضرورة، تابعا أن إيران هي الرابط بين الشمال والجنوب والغرب والشرق في آسيا.

واضاف: إن حل مشكلة كورونا في العالم يتطلب تعاونا دوليا مشیرا إلى الإرهاب الاقتصادي باعتباره أحد العقبات الرئيسية أمام تعزيز التكامل الإقليمي.

وشدد الرئيس الايراني على أن الدبلوماسية تكون فعالة عندما يلتزم بها جميع الأطراف عمليا  و إن التهديدات والضغوط تضعف ساق الدبلوماسية وتغلق يديها.

وقال : ان السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الايرانية تقوم على الدوام على أساس المشاركة النشطة في المنظمات الدولية والتعددية ومعارضة الأحادية، على اساس العدل والتعاون والاحترام المتبادل وضرورة القيام بدور بناء في مواجهة التحديات الدولية والإقليمية.

 

السبت, 18 أيلول/سبتمبر 2021 04:22

إيران تصبح عضوا في منظمة شنغهاي للتعاون

اصبحت الجمهورية الإسلامية الإيرانية الیوم الجمعة عضوا رسميا بمنظمة شنغهاي للتعاون خلال مؤتمر القمة الحادية والعشرون للمنظمة في العاصمة الطاجيكية دوشنبة .

واعرب رئيس الجمهورية  الإسلامية الايرانية ، اليوم الجمعة خلال خطابه في مؤتمر القمة عن شكره لأعضاء منظمة شنغهاي للتعاون على عضوية إيران الدائمة في المنظمة ، وقال: آمل أن تواصل منظمة شنغهاي مسيرتها المتنامية التي نجحت في اكتساب مكانة إقليمية ودولية بارزة في فترة وجيزة.

وهنأ رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، إيران على عضويتها في منظمة شنغهاي للتعاون خلال خطابه في القمة الثانية والعشرين لمنظمة شنغهاي للتعاون .

وانطلقت القمة الحادية والعشرون لمنظمة شنغهاي للتعاون في العاصمة الطاجيكية دوشنبة الیوم الجمعة بمشاركة الدول الاعضاء دائمة العضوية والمراقبة فيها ومنها رئيس الجمهورية الایرانیة السيد ابراهيم رئيسي.

وكانت منظمة شنغهاي للتعاون قد تأسست في شنغهاي عام 1996 بحضور رؤساء روسیا والصين وكازاخستان وقرغيزيا وطاجيكستان.وفي العام 2005 انضمت ايران والهند وباكستان للمنظمة بصفة عضو مراقب وفي عام 2017 تحولت الهند وباكستان الى العضوية الدائمة .

وتعد افغانستان ومنغوليا وبيلاروسيا دول اعضاء مراقبة في المنظمة في الوقت الحاضر، كما تقدمت دول ارمينيا وجمهورية اذربيجان والنيبال وكمبوديا وتركيا وسريلانكا بطلب الانضمام للمنظمة عام 2015.

 

العارضة بدأ حفر النفق قبل 10 شهور ويرفض التجاوب مع المحققين الإسرائيليين (مواصع التواصل))

قال المحامي رسلان محاجنة إن موكله الأسـير محمود العارضة اعترف بأنه المسؤول عن التخطيط والتنفيذ لعملية نفـق الحرية حيث بدأ حـفره في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.

ونفى العارضة خلال التحقيق معه أن يكون الأسرى الذين هربوا عبر النفق تلقوا مساعدة من أسرى آخرين.

وكذلك، نفى أن يكون هناك أي شخص من الناصرة قد أبلغ عن الأسرى. وأوضح أن اعتقاله مع الأسير يعقوب قادري كان صدفة حيث مرت دورية شرطة وعندما رأتهما توقفت.

وقال العارضة إن الأسرى الستة ظلوا إلى جانب بعضهم البعض حتى وصلوا قرية الناعورة ودخلوا المسجد، ومن هناك تفرقوا.

وأضاف أنهم حاولوا دخول الضفة الغربية، ولكن كانت هناك تعزيزات إسرائيلية كبيرة.

وقال أيضا إن الأسرى حاولوا عدم دخول البلدات الفلسطينية داخل الخط الأخضر لئلا يعرضوا أي شخص لمساءلة، وأضاف أن معنوياته عالية، ووصف ما حدث بأنه إنجاز كبير.

وكان محامي هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية (محاجنة) تمكن من زيارة العارضة بعد منتصف الليل.

رحلة تعذيب

وقال محاجنة، فجر الأربعاء، إنّ العارضة مرّ برحلة تعذيب قاسية جدًا، حيث تمّ الاعتداء عليه بالضرب المبرح ورطم رأسه بالأرض

وأضاف المحامي أن العارضة لم يتلق علاجًا حتى اللحظة، رغم أنه يعاني من جروح في كل أنحاء جسده.

ونوّه محاجنة أنّ هذا الأسير لم ينم سوى ساعات قليلة، منذ إعادة اعتقاله.

وأكد أنّ العارضة رفض كافة التهم الموجهة إليه، وهو يلتزم الصمت أثناء التحقيق معه، رغم كافة محاولات الضغط والتعذيب.

وكانت هيئة شؤون الأسرى أعلنت في وقت سابق أن محاميها سوف يزورون اثنين من الأسرى الأربعة الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم، من بين 6 نجحوا في الفرار من السجن.

وفي 6 سبتمبر/أيلول الجاري، فر الأسرى الستة من سجن جلبوع شديد الحراسة شمالي إسرائيل، عبر نفق حفروه من زنزانتهم إلى خارج السجن.

وقد أعيد اعتقال 4 منهم الجمعة والسبت الماضيين، في حين تبحث قوات الأمن الإسرائيلية عن مناضل يعقوب نفيعات، وأيهم فؤاد كممجي.

ومنذ إعادة اعتقال الأسرى الأربعة تمنع سلطات الاحتلال طواقم المحامين من زيارتهم، مما شكل مصدر قلق للفلسطينيين على الوضع الصحي لهؤلاء الأسرى، وسط ترجيحات بتعرضهم لتحقيق شديد من قبل المخابرات الإسرائيلية.

المصدر : الجزيرة + الأناضول

 

اعلن بيان مشترك في ختام محادثات رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية محمد اسلامي والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، أنه سيسمح لمفتشي الوكالة بصيانة معدات المراقبة واستبدال بطاقات الذاكرة الخاصة بهم ، والتي سيتم تخزينها في إيران تحت ختم مشترك.

وجاء في البيان: جدد الطرفان التأكيد على روح التعاون والثقة المتبادلة وأهمية استمرارها وضرورة معالجة القضايا العالقة في اجواء بناءة وتقنية خالصة.

وفي إطار التعاملات والتعاون بين الجانبين، تقرر مواصلة اللقاءات المتبادلة على المستويات ذات الصلة.

وفي هذا السياق، سيلتقي نائب رئيس الجمهورية ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية مع المدير العام للوكالة على هامش المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما سيتوجه المدير العام إلى طهران في المستقبل القريب لإجراء مشاورات رفيعة المستوى مع حكومة الجمهورية الإسلامية الايرانية بهدف تعزيز التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في مختلف المجالات ومناقشة القضايا الراهنة ذات الاهتمام المشترك.

وسيتم السماح لمفتشي الوكالة بصيانة معدات المراقبة المحددة واستبدال بطاقات الذاكرة الخاصة بهم، والتي سيتم الاحتفاظ بها تحت ختم مشترك في إيران، وتم الاتفاق بين الطرفين على كيفية ومتى يتم ذلك.

 

الإثنين, 13 أيلول/سبتمبر 2021 01:46

لا تفرّط بأخيك

عن الإمام زين العابدين عليه السلام "وأما حق الصاحب فأن تصحبه بالتفضل والإنصاف وتكرمه كما يكرمك ولا تدعه يسبق إلى مكرمة فإن سبق كافأته وتودّه كما يودّك وتزجره عما يهم به من معصية وكن عليه رحمة ولا تكن عليه عذاباً ولا قوّة إلا بالله".
 
حينما ينهمك المرء وينشغل في متاعب الحياة، ويراكم كلّ هذا الكمّ الهائل من المشاكل التي تواجهه، فإنّه يحتاج إلى فسحة يستريح بها، ويستعيد من خلالها نشاطه وهمّته المتداعية.
 
وحينما ينفرد المرء وتعتلج المشاعر في نفسه، وتتضاربه الأفكار حينما يخطّط للحياة، فإنّه يحتاج لفسحة أخرى.
 
وحينما يضيق الصدر بما يحمل، يحتاج الإنسان إلى فسحة أيضاً، وهذه الفسحة هي الصديق والأخ في الله.
 
ورد في الرواية عن إمامنا الصادق عليه السلام: "لكلّ شيءٍ شيءٌ يستريح إليه، وإنّ المؤمن يستريح إلى أخيه المؤمن، كما يستريح الطير إلى شكله"([1]).
 
إنّ الأخ في الله هو نعمة إلهيّة على العبد، لا تقدّر بكلّ كنوز الدنيا، والتفريط بها لا يقلّ شأناً عن التفريط بأثمن النعم، كيف لا، وحال من فقد الصديق معروف لدى المجرّبين، من التعب والأرق والندامة.
  
لماذا نكتسب الأصدقاء؟
لا بدّ للإنسان الاجتماعي من اكتساب الصديق، ولا غنى له عنه في زحمة الحياة، كيف لا والصديق أقرب الناس إلى الصديق، وهو المعين في وقت الضيق، والمشتكى حين لا سامع من سائر الناس، ولهذا أكّد أهل البيت عليهم السلام على اكتساب الإخوان، والإكثار منهم؛ ففي الرواية عن الإمام علي عليه السلام: "عليك بإخوان الصدق، فأكثر من اكتسابهم، فإنّهم عدّة عند الرخاء، وجُنَّة عند البلاء"([2]).
 
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا وإنّ المؤمنَين إذا تحابَّا في الله عزّ وجلّ وتصافيا بالله، كانا كالجسد الواحد، إذا اشتكى أحدهما من جسده موضعاً، وجد الآخر ألم ذلك الموضع"([3]).
 
بل إنّ لاكتساب الأخ فضلاً عمّا في نفعه للدنيا أجراً في الآخرة، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من جدّد أخاً في الإسلام، بنى الله له برجاً في الجنّة"([4]).
 
هذا مضافاً لعظيم نفعهم الأخرويّ وهو الشفاعة، أي شفاعة الأخ للأخ والصديق للصديق، وهذا هو أثمن ما يمكن الحصول عليه في يوم لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إستكثروا من الإخوان فإنّ لكلّ مؤمن شفاعة يوم القيامة"([5]).
 
لا تفرّط بأخيك
لأهميّة هذا كلّه ينبغي عدم التفريط بالأصدقاء والإخوة المكتسبين في الله، ولهذا ينبغي مراعاة المشاعر بين الصديقين لكي يدوم الودّ بينهما،
  
جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

([1]) بحار الأنوار - العلّامة المجلسي - ج74 ص 234.
([2]) ميزان الحكمة - محمد الريشهري - الحديث 155.
([3]) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج74، ص280.
([4]) ميزان الحكمة - محمد الريشهري - الحديث 158.
([5]) ميزان الحكمة، ج ١، محمد الريشهري، ص ٣٩

 

الإثنين, 13 أيلول/سبتمبر 2021 01:44

لا تتعجّل الإجابة..

على المؤمن أن لا يتعجّل قبول الدعاء وسرعة الإجابة، فقد يؤخر الله تعالى الإجابة لحكمة لا يعلمها، فإنّ الله تعالى يحبّ الإلحاح من العبد في الطلب منه وسماع طلبه وتضرعه ففي الرواية عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "إنَّ الله عزَّ وجلَّ كره إلحاحَ الناس بعضهم على بعضٍ في المسألة وأحبَّ ذلك لنفسه، إنَّ الله عزَّ وجلَّ يحبُّ أن يُسألَ ويُطلب ما عنده"([1]).

وكذلك فإنّ كثرة الإلحاح في الدعاء من دواعي الإجابة كما أشارت الرواية عن الإمام الباقر عليه السلام: "والله لا يلحّ عبد مؤمن على الله عز وجل في حاجته إلا قضاها له"([2]).
 
وعلى الداعي أن لا يقنط من رحمة الله فيترك الدعاء، فعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: "لا يزال المؤمن بخير ورجاء رحمة من الله عز وجل ما لم يستعجل فيقنط ويترك الدعاء، قلت: كيف يستعجل؟ قال عليه السلام: يقول قد دعوت منذ كذا وكذا وما أرى الإجابة"([3]).
 
وجاء في وصية الإمام أمير المؤمنين عليه السلام لابنه الإمام الحسن عليه السلام: " فلا يقنطك إبطاء إجابته، فإن العطيّة على قدر النيّة، وربما أخّرت عنك الإجابة ليكون ذلك أعظم لأجر السائل، وأجزل لعطاء الآمل، وربما سألت الشيء فلا تؤتاه وأوتيت خيراً منه عاجلاً أو آجلاً، أو صرف عنك لما هو خير لك، فلربّ أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته"([4]).
 
ومن أجمل ما في الباب من التعليل لبطء الإستجابة ما ورد من سؤال أحد أصحاب الإمام الرضا عليه السلام للإمام عن ذلك ففي الرواية قلت للرضا عليه السلام: جعلت فداك إنّي قد سألت الله تبارك وتعالى حاجة منذ كذا وكذا سنة، وقد دخل قلبي من إبطائها شيء، فقال عليه السلام: "يا أحمد إيّاك والشيطان أن يكون له عليك سبيلاً حتى يعرضك، إنّ أبا جعفر صلوات الله عليه كان يقول: إنّ المؤمن يسأل الله الحاجة فيؤخّر عنه تعجيل حاجته حباً لصوته، واستماع نحيبه ثمّ قال: والله لمَا أخّر الله عن المؤمنين مما يطلبون في هذه الدنيا خيرٌ لهم ممَّا عجَّل لهم منها، وأي شيء الدنيا؟ إنّ أبا جعفر كان يقول: ينبغي للمؤمن أنّ يكون دعاؤه في الرخاء نحواً من دعائه في الشِدَّة، ليس إذا ابتلى فَتَر، فلا تَمِلَّ الدعاء فإنّه من الله تبارك وتعالى بمكان"([5]).
 
الدعاء، جمعية المعارف الاسلامية الثقافية

([1]) الكليني-الكافي- دار الكتب الإسلامية،آخوندي-الطبعة الثالثة- مؤسسة أهل البيت ¬ج 2 ص 475
([2]) الكليني-الكافي- دار الكتب الإسلامية،آخوندي-الطبعة الثالثة- مؤسسة أهل البيت- ¬ج 2- ص 475
([3]) المجلسي-محمّد باقر-بحار الأنوار- مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة- ج7- ص 55.
([4]) المجلسي-محمّد باقر-بحار الأنوار- مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة- جزء 90- صفحة 302.
([5]) المجلسي-محمّد باقر-بحار الأنوار- مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة- ج 09 ص 367