emamian

emamian

بدأت العلاقة بين السلطات السعودية و"حماس" بالتوتر بعد أن رعى الملك عبد الله اتفاقيّة مكة في شباط/فبراير 2007 للمصالحة بين حركتي "حماس" و"فتح".

  • بعض الشخصيات المعتقلة تعد شخصيات قيادية في حركة "حماس".

قبل نحو عامين، اعتقلت السّلطات السّعودية عشرات الفلسطينيين المقيمين في أراضيها، أغلبهم من المناضلين والناشطين في دعم الشعب الفلسطيني داخل فلسطين المحتلة، وهو في الأغلب دعم مالي واقتصادي يعزّز صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، ويحسّن الحالة المعيشية والاقتصادية، من خلال تنفيذ مشاريع إغاثية وتنموية.

بعض الشخصيات المعتقلة تعد شخصيات قيادية في حركة "حماس"، وصفاتها معروفة لدى السّلطات السّعودية. وقد كانت تقوم بمهام تنسيقيّة أشبه بمكتب تمثيل للحركة في السعودية على مدار عشرات السّنين، من دون أن تشكّل أيّ تهديد للأمن السّعودي. 

شكّلت ساحة السعودية رافداً مهماً لدعم الشعب الفلسطيني مالياً، وخصوصاً حركة "حماس"، من خلال التبرعات الشعبية، نظراً إلى المكانة الوطنية والدينية التي تتمتع بها داخل المجتمع السعودي، وفي أوساط المقيمين الفلسطينيين داخل السعودية، ولم تتلقَّ رسمياً أية دعم مالي من النظام السعودي الذي خصّص دفعات مالية شهرية للسلطة الفلسطينية.

بدأت العلاقة بين السلطات السعودية و"حماس" بالتوتر بعد أن رعى الملك عبد الله اتفاقيّة مكة في شباط/فبراير 2007 للمصالحة بين حركتي "حماس" و"فتح"، والتي تمخضت عنها حكومة وحدة وطنية يترأسها إسماعيل هنية ونائبه عزام الأحمد.

لم يصمد الاتفاق سوى شهور قليلة، ثم حدثت صدامات بين الحركتين. وعلى إثرها، أقال الرئيس أبو مازن حكومة هنيّة الذي رفض القرار، وأصبح هناك حكومتان؛ واحدة في الضفة، والأخرى في غزة.

نجح أبو مازن في إقناع الملك عبد الله، ملك السعودية، بأن حركة "حماس" انقلبت على اتفاق مكة، ما يعتبر إهانة للسعودية وملكها الذي رعى الاتفاق شخصياً. وعلى إثر ذلك، بدأت العلاقات بين "حماس" والسعودية بالتوتر، من دون أن تصل إلى القطيعة الكاملة.

في ذلك الحين، حاولت "حماس" ترميم العلاقة مع النظام السعودي من دون جدوى، حتى اشتعلت المنطقة العربية في بداية العام 2011، وشعر النظام السعودي بالخطر الذي يتهدّده بفعل التقلبات الداخلية العربية، وكان أبرزها سقوط نظام الرئيس المصري حسني مبارك، وتولي رئيس من قادة الإخوان المسلمين، هو الدكتور محمد مرسي، قيادة مصر لأول مرة في تاريخها. وقد أعلنت "حماس" تأييدها للنظام الجديد في مصر، ولم يخفِ النظام السعودي غضبه وخشيته على استقرار نظامه وشرعيته، ما انعكس على سياساته تجاهها.

من العوامل البارزة التي ساهمت في تردي العلاقة بين الجانبين، تمسك "حماس" بعلاقاتها الاستراتيجية مع محور المقاومة، ولا سيما الجمهورية الإسلامية في إيران و"حزب الله" في لبنان. ورغم أنها لم تيأس، وسعت مراراً لترميم العلاقة مع السعودية، لاستعادة قدرتها على جمع المال من المتبرعين داخل الساحة السعودية، فإنّ الأخيرة كانت تشترط في كلّ مرة قيامها بقطع علاقتها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وامتناع قيادتها عن زيارة إيران ولقاء القيادات الإيرانية، ولم يكن الرد الحمساوي يلبي الشرط السعودي.

رغم ذلك، وفي تقدير موقف حمساويّ خاطئ، ونتيجة ضغوط سعوديّة وخارجيّة، أصدر رئيس حركة "حماس" في حينه، خالد مشعل، بياناً إشكالياً فُهم منه تأييد حركته لحملة النظام السّعوديّ ضد اليمن، والتي سُميت "عاصفة الحزم"، ما ألقى بظلال سلبية على العلاقة بين "حماس" وطهران، ولم يحسّن العلاقة بينها وبين النظام السعودي.

بعد تولّي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأميركيّة، والذي اتّسمت سياساته الخارجية بالعداء لإيران ومحور المقاومة والحركات الإسلامية في المنطقة، والتقارب مع الأنظمة الخليجية و"إسرائيل"، سعياً من إدارته لجلب المزيد من الأموال الخليجية وتصفية القضية الفلسطينية، عبر مشروع أُطلق عليه إعلامياً "صفقة القرن"، سعى النظام السعودي لتعزيز شرعيته والحفاظ على استقراره، من خلال تلبية معايير إدارة ترامب المالية والسياسية وشروطها.

وفي محاولة من النظام السعودي لتعزيز تحالفه مع الإدارة الأميركية وكسب ثقتها بشكل أكبر، تراجعت المواقف التقليدية تجاه القضية الفلسطينية، وتم توجيه أدوات إعلامية لشرعنة التطبيع مع "إسرائيل" وشيطنة المقاومة، وتهيئة الرأي العام السعودي والعربي لمسار التطبيع، وتحويل العداء في المنطقة من "إسرائيل" إلى إيران ومحور المقاومة، في تكرار للدّور الذي أدّته السعودية بعد غزو الاتحاد السوفياتي لأفغانستان، من خلال الترويج بأن المدّ الشيوعي هو الخطر المحدق بالأمة العربية، وليس العدوّ الصهيونيّ، واستُنزفت طاقات الأمة في أفغانستان بدلاً من توجيهها نحو فلسطين، ومن ثم تعزّزت "الحماية" الأمنية الأميركية للخليج، بحجّة الحفاظ عليها من الخطر الشيوعي.

تاريخياً، لم تختلف الرؤية الأميركيّة مع الرؤية السعودية في العداء للنظم والحركات الثورية، وخاض النظام السعودي صراعاً ضد القومية العربيّة في مصر وسوريا والعراق والنظام الإيراني بعد الثورة... وفي هذا الإطار، ومنذ عامين، شنّت السلطات السعودية حملة اعتقالات شملت عشرات الشخصيات الفلسطينية الناشطة في "حماس" في أراضيها، وما زالت ترفض الإفراج عنهم، رغم كلّ محاولات الحركة وذوي المعتقلين ومؤسَّسات حقوقية ومناشداتهم للإفراج عنهم.

وفي آذار/مارس 2020، أطلق زعيم جماعة "أنصار الله" في اليمن، عبد الملك الحوثي، مبادرة لمبادلة الأسرى لديهم مقابل إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في السعودية. وقد أصدرت حركة "حماس" بياناً رحّبت فيه بالمبادرة، ولكنَّ السلطات السعودية لم تتجاوب معها.

بات واضحاً أنَّ النظام السعوديّ مستعدّ لتقديم كلّ السياسات التي تحافظ على استقرار الحكم لديه. ورغم أنَّ حركة "حماس" لا تتدخّل في الشأن السعودي الداخلي، فإن التوجّس السّعودي تجاهها لن ينتهي في الأمد القريب، ولن نشهد خطوات إيجابيّة كإطلاق سراح المناضلين الفلسطينيين. وحتى مع تولي إدارة بايدن الرئاسة الأميركية، لا يتوقّع أن تغير السعودية سياساتها بشكل جوهري، فالخشية من التهديد الإيراني قد تدفعها أكثر نحو "إسرائيل"، ونحو عداء أكبر لـ"حماس" وتيار المقاومة في المنطقة.

المصدر:المیادین

 

  • الكاتب: قسم الشؤون الإسرائيلية

تستمر حملة الانتقادات الداخلية في "إسرائيل" للسياسة "الفاشلة" إزاء طهران، انتقادات تتسع رقعتها مع مرور الوقت لتشمل المزيد من المعلقين والكتّاب والخبراء.

  • "إسرائيل" أبلغت واشنطن مسبقاً بسلسلة من العمليات ضدّ إيران

على وقع التقدّم الذي تحرزه المفاوضات النووية في فيينا، تخوض "إسرائيل" معركتها الأخيرة للتأثير على مضمون الاتفاق، الذي يُرجّح مراقبون إسرائيليون توقيعه قريباً. وفي موازاة تزايد مشاعر اليأس الإسرائيلي من التأثير على مضمون الاتفاق، يكثر الحديث في "إسرائيل" عن اتساع رقعة الخلافات في المواقف، وفقدان الثّقة المتبادلة بين "تل أبيب" وواشنطن على خلفية التعاطي مع الملف الإيراني.

وفي هذه الأجواء أجرت "إسرائيل" اليوم الخميس، نقاشاً سياسياً أمنياً لبلورة الموقف الإسرائيلي الذي سيعرضه الوفد الإسرائيلي السياسي الأمني الرفيع المستوى، الذي سيزور واشنطن قريباً للبحث في الملف الإيراني.  

وفي مؤشر على حجم الهوّة بين الطرفين، الإسرائيلي والأميركي، دعا السفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة، داني دانون، يهود الولايات المتحدة إلى الوقوف إلى جانب "إسرائيل" وليس إلى جانب إدارة بايدن بشأن الاتفاق المتبلور مع إيران.  

وفي غمرة التسريبات عن حالة الخلافات وانعدام الثقة والاستياء المتبادل بين الطرفين الأميركي والإسرائيلي، تستمرّ حملة الانتقادات في "إسرائيل"، للسياسة الإسرائيلية تجاه إيران. انتقادات دفعت معلقين إلى وصف الإدارة الإسرائيلية للمعركة مع إيران بالغبية والفاشلة.

واشنطن - "تل أبيب": فقدان متبادل للثقة

حفِلت التقارير الإسرائيلية المواكبة للحراك على خط النووي الإيراني، بالعديد من التسريبات عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، وكلها تُشير إلى تفاقم حالة الخلاف وغياب الثقة بين واشنطن و"تل أبيب".

ونقلت تقارير إسرائيليّة عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، عن حالة من  انعدام الثقة وغياب التنسيق والشفافية بين الطرفيْن، وفي الموازاة، يدّعي الإسرائيليون أنّ إدارة بايدن تتصرّف بشفافية غير كافية معهم، بحيث لا تُطلعهم على تفاصيل المقترحات التي تعرضها على الإيرانيين في مفاوضات فيينا.

أيضاً، الطرف الأميركي يشتكي من السلوك الإسرائيلي، وفقاً لما يُسرّبه مسؤولون إسرائيليون. الشكوى الأميركيّة تتركّز حول عدم التزام إسرائيل الكافي باتفاقيّة "صفر مفاجآت".

ويردّ الإسرائيليّون بأنّ "إسرائيل" أبلغت واشنطن مسبقاً بسلسلة من العمليات ضدّ إيران.

ونُقل عن مسؤول إسرائيلي رفيع، قوله: "لم يكن من المفترض أن يتفاجأ الأميركيون".

هذه الخلافات دفعت مُعلقين للقول إن السؤال هو هل أن الخلافات بين الولايات المتحدة و"إسرائيل"، أي التحذير الأميركي، ستحدث تغييراً في سياسة المؤسسة الأمنية؟ وهل وسيتم اختبارها في القريب العاجل؟

في المقابل، رفض مسؤول كبير في إدارة بايدن الانتقادات الاسرائيلية وقال إن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين كبار يُجرون محادثات منتظمة بلا توقف ومفتوحة حول القضية الإيرانية في عدّة منتديات.

"تل أبيب" تبلور موقفها من الاتفاق النووي

في محاولة أخيرة للتأثير على الاتفاق النووي يتجه، في الأيام القريبة المقبلة، وفدان إسرائيليان إلى واشنطن. الأول -بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت- وفد سياسي إستراتيجي، برئاسة رئيس مجلس الأمن القومي مائير بن شبات؛ والثاني، إستخباري أمني، يضمّ رئيس هيئة الأركان العامّة في الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، ورئيس الموساد يوسي كوهين.

وفي محاولة لبلورة موقف إسرائيلي موحد لعرضه أمام الأميركيين، عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الخميس، جلسة سياسية أمنية مقلّصة، تناولت الاتفاق النووي الإيراني المتبلور في فيينا، وذلك بمشاركة مسؤولين كبار في المؤسّسة الأمنية ووزارة الخارجيّة.

تقارير إعلامية ذكرت أن الجلسة المقلّصة عقدت بمشاركة وزير الأمن، بني غانتس، وزير الخارجية، غابي أشكنازي وجميع المسؤولين الذين يتوقّع سفرهم إلى الولايات المتحدة في الأيام المقبلة، ولا سيّما كوخافي وكوهين إضافة إلى رئيس هيئة الأمن القومي مئير بن شبات. وتهدف الجلسة، بحسب مراسل الشؤون السياسية في موقع واللاه الإخباري، باراك رابيد، إلى بلورة السياسات الإسرائيلية ومواءمة المواقف التي سيعرضها كل واحد من المسؤولين على نظرائهم الأميركيين،  في ضوء تقديرات راجحة في المؤسّسة الأمنية تفيد بأن القرار الأميركي بالعودة إلى الاتفاق مع إيران قد اتُخذ بالفعل.

إدارة غبيّة للمواجهة مع إيران

في هذه الأثناء تستمر حملة الانتقادات الداخلية في "إسرائيل" للسياسة "الفاشلة" إزاء طهران، انتقادات تتسع رقعتها مع مرور الوقت لتشمل المزيد من المعلقين والكتّاب والخبراء.

ويشير الانطباع السائد لدى شريحة واسعة من  المراقبين الإسرائيليين إلى فشل "إسرائيل" في تحقيق أي من الأهداف التي وضعتها، من تعاظم القدرات الصاروخية لمحور المقاومة: كمّاً ونوعاً، إلى المشروع النووي الإيراني الذي سجّل تقدّماً لافتاً، إلى الفشل في منع رسوخ الحضور الإيراني في المنطقة.

ويصف الكاتب في صحيفة معاريف، ران ادليست، الإدارة الإسرائيلية للصراع مع إيران بالإدارة الغبية. ويقول "من الصعب تقدير حجم وعمق واتساع وارتفاع مستوى الغباء في إدارة المعركة ضد إيران في السنوات الأخيرة". والمعنى بحسب ادليست هو "فشل كامل لحملة نتنياهو وكوهين منذ سنوات ضد إيران".

المصدر:المیادین

الجمعة, 23 نيسان/أبريل 2021 11:10

النوم 6 ساعات يوميا.. يقودك إلى الخرف

من ينام بانتظام لمدة ست ساعات أو أقل كل ليلة حينما يكونون في منتصف العمر، هو أكثر عرضة للإصابة بالخرف من الذي ينام بشكل روتيني سبع ساعات.

ووجد الباحثون أن هناك خطرا أكبر بنسبة %30 للإصابة بالخرف لدى أولئك الذين كانوا يقضون خلال الخمسينات والستينات والسبعينات من العمر فترات نوم قصيرة باستمرار، بغض النظر عن عوامل الخطر الأخرى، مثل أمراض القلب والتمثيل الغذائي وسوء الصحة العقلية.

ولم تثبت الدراسة أن النوم القليل جدا يسبب الخرف، لأن قلة النوم نفسها قد تكون واحدة من أعراض المرض. لكن يعتقد بعض العلماء أن النتائج تدعم الدليل على أن قلة النوم المستمرة قد تساهم على الأقل في الإصابة بمرض التنكس العصبي.

ولا يعرف الباحثون ما إذا كان تحسين النوم يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف، ولكن من المعروف أن النوم يزيل المخلفات السامة من المخ، وإحدى الفرضيات هي أنه عندما ينام الناس أقل، تصبح هذه العملية ضعيفة.

رأي الخبراء

وتقول الدكتورة سيفيرين سابيا، مؤلفة الدراسة في جامعة باريس: «تشير هذه النتائج إلى أن مدة النوم قد تكون عامل خطر للإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة»، مضيفة: «لا أستطيع أن أخبرك أن مدة النوم هي سبب للخرف ولكنها قد تساهم في تطوره».

وحللت سابيا وزملاؤها بيانات استقصائية من دراسة وايتهول الثانية في كلية لندن، التي بدأت في عام 1985 وتتبعت صحة وأنماط حياة أكثر من 10000 متطوع بريطاني.

ركز الفريق الفرنسي على ما يقرب من 8000 مشارك أبلغوا بأنفسهم عن أنماط نومهم، على الرغم من أن بعضهم ارتدوا أجهزة تشبه الساعات لتأكيد مدة نومهم.

خلال 25 عاما من المتابعة، أصيب 521 مشاركا بالخرف، وتم تشخيص معظمهم في أواخر السبعينات.

ووصف العلماء في دورية Nature Communications كيف أن أولئك الذين ينامون بشكل روتيني لمدة ست ساعات أو أقل كل ليلة في الخمسينات والستينات من العمر كانوا أكثر عرضة بنسبة %30 للإصابة بالخرف من أولئك الذين عادة ما ينامون سبع ساعات.

وجاءت هذه النتائج بعد أن أفاد فريق دولي أن اضطراب النوم الشديد قد يضاعف تقريبا خطر وفاة النساء بأمراض القلب، مقارنة بعامة الإناث.

ووجدت الدراسة، التي نشرت في مجلة القلب الأوروبية، أن الخطر على الرجال زاد بنحو الربع. وساهم كل من مؤشر كتلة الجسم وانقطاع التنفس أثناء النوم، اللذين يعطلان التنفس، في «اليقظة اللاواعية»، بينما يمكن أن يؤدي تعطيل إيقاعات الجسم اليومية الطبيعية إلى تراكم الدهون في الشرايين، ما قد يؤدي إلى مشاكل في القلب والأوعية الدموية.

وتشير التقديرات إلى أن الخرف يصيب واحدا من كل 14 شخصا فوق 65 عاما، وواحدا من كل ستة أشخاص تزيد أعمارهم على 80 عاما، يتضاعف خطر الإصابة بمرض الزهايمر أو الخرف الوعائي تقريبا كل خمس سنوات فوق سن 65.

التغيرات المرضية

تحدث التغيرات المرضية الأولى التي تؤدي إلى الخرف قبل أن يصبح المرض واضحا لمدة عقدين من الزمن، حيث تتراكم البروتينات اللزجة المسماة أميلويد وتاو في الدماغ.

وعندما قامت دراسة أجريت في عام 1985 بتقييم نوم المتطوعين الذين أصيبوا لاحقا بالخرف، ربما لم تبدأ هذه العملية. هذا يعني أنه إذا كانوا ينامون قليلا جدا، فمن غير المرجح أن يكون سبب ذلك تغيرات الدماغ المرتبطة بالخرف.

وقالت الدكتورة ليز كولتهارد، كبيرة المحاضرين الاستشاريين في علم الأعصاب في جامعة بريستول، والتي لم تشارك في الدراسة: «إنه يعزز الدليل على أن قلة النوم في منتصف العمر يمكن أن تسبب الخرف أو تزيده سوءا في وقت لاحق من الحياة»، مضيفة: «من المنطقي اتخاذ تدابير لتحسين النوم مثل الخروج خلال ساعات النهار للمساعدة في الحفاظ على الإيقاعات الطبيعية التي تعزز النوم الجيد، وتجنب تناول الكحوليات، وعدم الإفراط في تناول الكافيين، خصوصا قبل النوم، وإيجاد روتين لوقت النوم يناسبك».

ويقول روبرت هوارد، أستاذ الطب النفسي للشيخوخة في كلية لندن الجامعية: «نحن نعلم أن العلامات الأولى لمرض الزهايمر تظهر في الدماغ قبل 20 عاما من ضعف الإدراك الذي يمكن اكتشافه، لذلك من الممكن دائما أن تكون قلة النوم من الأعراض المبكرة جدا لمرض الزهايمر.. بدلا من عامل خطر قابل للعلاج».

ويضيف: «المصابون بالأرق، الذين ربما لا يحتاجون إلى شيء آخر للتفكير بشأنه في السرير، لا ينبغي أن يقلقوا من أنهم يتجهون إلى الخرف ما لم يناموا على الفور».

 

الجمعة, 23 نيسان/أبريل 2021 11:04

الحجّ في كلمات الإمام عليّ (ع)

يجد الإنسان المسلم في «نهج البلاغة» كلمات للإمام عليّ بن أبي طالب (ع) يتعلّم منها، ويقرأ فيها آفاقاً ما كان ليجدها في كلام غيره من الناس بعد كلام رسول الله (ص)، وهل أعجب في الحديث عن الكعبة والحجّ من كلام رجل يعدّ من أصحاب البصائر الفريدة، كان قد جرّب وذاق وعرف، فسما وامتلأ وفاض؟

- الحجّ في كلام الإمام علي (ع):

- «وفَرَضَ عليكم حَجَّ بيتِهِ الحَرَامِ، الذي جعلَهُ قِبلَةً للأنامِ، يَرِدُونَهُ وُرُودَ الأنعامِ، ويأْلهُونَ إليه وُلُوهَ الحَمَامِ. جعلَهُ سبحانهُ علامةً لتواضُعِهم لعظمتِهِ، وإذعَانِهم لعزَّتِهِ.

 واختارَ من خَلقِهِ سُمّاعاً أجابُوا إليه دعوتَهُ، وصَدَّقُوا كلمتَهُ، ووَقفُوا مواقِفَ أنبيائِهِ، وتَشَبَّهُوا بملائكتِهِ المُطيفين بعرشِهِ، يُحرِزُونَ الأرباحَ في مَتجَرِ عبادتِهِ، ويتبادرون عنده موعِدَ مغفرتِهِ.  - جعلَهُ سبحانه للإسلامِ عَلَماً، وللعائذين حَرَماً. فَرَضَ حَجَّهُ، وأوجَبَ حقَّهُ، وكَتَبَ عليكم وِفَادَتَهُ، فقال سبحانه: (وَلِلهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) (آل عمران/ 97)».

- الكعبة وصفتها، والحجّ وأسراره في كلام الإمام عليّ (ع):

- «ألا ترون أنّ الله، سبحانه، اختبرَ الأوّلين من لَدن آدم (صلوات الله عليه)، إلى الآخِرين من هذا العالم، بأحجار لا تضرُّ ولا تنفع، ولا تبصر ولا تسمع، فجعلها بيته الحرام، الذي جعله للناس قياماً.«

-» ثمّ وضعه بأوعر بقاع الأرض حجراً، وأقلّ نتائق الدنيا مَدَراً، وأضيق بطون الأودية قُطْراً: بين جِبال خشنة، ورمال دمثة، وعيون وَشِلَة، وقُرى منقطعة، لا يزكوبها خف ولا حافر ولا ظلف».

-» ثمّ أمر آدم (ع) ووُلده أن يثنوا أعطافهم نحوه، فصار مثابه لمنتجع أسفارهم، وغاية لملقى رحالهم، تهوى إليه ثمار الأفئدة من مفاوز قفار سحيقة، ومهاوى فجاج عميقة، وجزائر بحار منقطعة، حتى يهزُّوا مناكبهم ذُللاً يهلّلون لله حوله، ويَرمَلون على أقدامهم شُعثاً غُبْراً له. قد نبذوا السرابيل وراء ظهورهم، وشوّهوا بإعفاء الشعور محاسن خَلقِهم، ابتلاءً عظيماً، وامتحاناً شديداً، واختباراً مبيناً، وتمحيصاً بليغاً جعله الله سبباً لرحمته، ووصلة إلى جنّته.«

الحجّ مجاهدة واختبار وتمحيص، والفوز بالحج - بشروطه وحدوده التي أرادها المولى سبحانه - صعود في درب الإيمان درجة أو درجات، وترويض النفس على المكاره وتزكية لها وتنقيح، وتنقية من مواطن الضعف، وانتصار على مواضع الوهن.

- «ولو أراد سبحانه أن يضع بيته الحرام، ومشاعره العظام، بين جنّات وأنهار، وسهل وقرار، جمَّ الأشجار، دانى الثمار، ملتفَّ البُنى، متّصِل القُرى، بين بُرّةٍ ورياض ناضرة، وطرق عامرة، فكان قد صَغُرَ قدرُ الجزاء على حسب ضعف البلاء».

- «ولو كان الأساس المحمول عليها، والأحجار المرفوع بها، بين زمُرُّدة خضراء، وياقوتة حمراء، ونور وضياء، لَخفّف ذلك مصارعة الشكّ في الصدور، ولوضعَ مجاهدة إبليس عن القلوب، ولنفى معتلَجَ الرَّيب من الناس».

- «ولكنّ الله يختبر عباده بأنواع الشدائد، ويتعبّدهم بأنواع المَجاهِد، ويبتليهم بضروب المكاره، إخراجاً للتكبّر من قلوبهم، وإسكاناً للتذلّل في نفوسهم، وليجعل ذلك أبواباً فُتُحاً إلى فضله، وأسباباً ذللاً لعفوه».

الكعبة والحجّ: من الوجهة التاريخية، كانا منذ كان الإنسان الأوّل. فكأنّ الحجّ - بالصيغة التي حدّدها الله تعالى - ضرورة من ضرورات العلاقة بين السيِّد والعبد، وكان إبراهيم الباعث لما امحى من أثر الكعبة بعد تطاول الزمن، والمؤذن في الناس بالحجّ بصوت فصيح عال. ثمّ جاءت الرسالة الأخيرة الخاتمة التي تلقّاها محمّد بن عبدالله (ص) في أرض مكّة، فكان لمكّة في رسالة محمّد (ص) مكانة خاصّة، وللحجّ منزلة عظيمة، وللشهر الحرام تقدير وتوقير.

- في الظلال:

وحجّ البيت، في حقيقته مجاهدة وامتحان واختبار وابتلاء وتمحيص، يمتلئ من يجتازه ظافراً بالتذلّل لله، والتواضع لعظمته، والتحرّر من داء الزهو والخيلاء والكبرياء أمام عزّة ربّ العزّة جلّ وعلا، ويفوز بالرحمة السابغة والرضوان.

وهنالك يتذوّق المرء الأشياء والأفكار تذوّقاً و«يحسّ» على الحقيقة بالصلة الأخوية الحميمة التي تربطه بإخوانه المؤمنين الذين يطوفون حول الكعبة مثله، وسيدرك إدراكاً عميقاً معنى عبارة: المسلمون كلّهم إخوة..

والإنسان متجرّد باختياره، خلال الحجّ أو العمرة، من أثقال المادّة، فهو يسعى - نحو الصراط - خفيف الروح، طليق النفس، واثب الخطوات. ومن تخفّف فقد لحق ونجا، و: «تخفّفوا تلحقوا». كما يقول الإمام عليّ (ع)، و«هكذا ينجو المُخِفّون» كما عبّر سلمان الفارسي: الرجل الذي دخل - بجدارة - بوابة الصراط.

الإنسان متجرّد باختياره، خلال الحجّ أو العمرة، من أثقال المادّة، فهو يسعى - نحو الصراط - خفيف الروح، طليق النفس، واثب الخطوات؛ ومَن تخفّف فقد لحق ونجا، و: «تخفّفوا تلحقوا»، كما يقول الإمام عليّ (ع) إنّ هذه الكتل البشرية الهائلة التي تقصد البيت الحرام لتقتحهم الصعاب، وتعاني من السفر الشيء الكثير، وفي أعماقها تنبض لهفة روحية صادقة، وتتوثّب خفقة إيمانية رائعة مشوّقة لرؤية البيت، ولاستلام الحجر، وللطواف أشواطاً بعد أشواط. إنّهم هم السمّاع الذين أجابوا الدعوة، وأسراب الحمام الوالهة المستهامة.

ومَن يقصد البيت يجد أمامه الأنبياء والقادة (ع) في الطريق اللاحبّ اللذيذ، فإلى هنا وصلوا، وها هنا وقفوا، ومن هنا طافوا، وفي هذه البقعة كانت تصعد منهم أصدق الدعوات، وتنبجس من نفوسهم الشريفة أحرّ المناجاة، وهنا ذرفوا - خوفاً وشوقاً - أعزّ الدموع. وإنّهم ليطوفون ثمّ يطوفون، ويؤدّون ألا ينقطع الطواف، ثمّ لا يكفّون عن الحمد والتسبيح والاستغفار والتهليل.

ما أقرب صورة الحجيج هذه المطيفة المهللة المكبّرة المسبّحة إلى صورة ملائكة الرحمن الطوافين بعرش ربّ العزّة في السماوات العلى! إنّ الصورة كالصورة، والتجربة تسمو نحو الماثل، وإنّه لدرب موصول بين الكعبة والعرش، والغاية أن يدنو الإنسان أكثر فأكثر من رحمة ربّه، وأن تتضاءل المسافة التي تفصله عن رضوان الله، وعن نعيم الجنّة، أوَلم نقل إنّ الطريق إلى الكعبة طريق إلى الجنّة؟!

الحجّ مجاهدة واختبار وتمحيص. والفوز بالحجّ - بشروطه وحدوده التي أرادها المولى سبحانه - صعود في درب الإيمان درجة أو درجات. وترويض الأنفُس على المكاره وتزكية لها وتنقيح، وتنقية من مواطن الضعف، وانتصار على مواضع الوهن. ثمّ يكون الجزاء عند الله سبحانه من جنس العمل. ولو كانت وفادة البيت الحرام أمراً سهلاً مستسهلاً لما تهيّأت للنفس فرصة التطهُّر والتنقية والترويض، و: «لكان قد ضعف قدر الجزاء على حسب ضعف البلاء»، كما يقول الإمام عليّ (ع).

الطريق إلى الكعبة طريق طويل، والناس يفدون إلى البيت من شتّى بقاع الأرض: من مفاوز قفار سحيقة، ومهاوى فجاج عميقة، وجزائر بحار منقطعة. يجتازون إليها - وهم في الطريق - حجارةً وعرة، وبطونَ أودية ضيّقة، ويمرّون بجبال خشنة، ورمال ليّنة لا تصلح للاستقرار، وبمفاوز شحيحة الماء، نادرة الخصب، وبقرى منقطعة غير آهلة بالحياة.

ثمّ تصل قوافل الحجيج، بعد ما تحمّلوا من مشقّة السفر ووعثاء الطريق، إلى موضوع الكعبة، فإذا هي حجارة مرصوفة فوق بعضها، ثمّ لا غير. حجارة فيها قساوة الطريق، وجفاف الصحراء ولون الجبال الجرداء. إذن، فهذه الرحلة الطويلة الحافلة بألوان المشقّة، وضروب الأذى، وأنواع العناء، إنّما كانت من أجل بلوغ هذه الحجارة الصامتة التي جعلها ربّ العالمين بيتاً مقدّساً نسبه إلى نفسه تبارك وتعالى. فما أشدّ المعاناة إذن! وما أحوج الحجاج إلى المزيد من الصبر ثمّ المزيد، وهو يتحمّل مشقّات الحجّ وكلّ تكاليفه!

بيد أنّ هذه التجربة الرائعة من التجارب، إن لم تكن أروع تجربة في حياة الإنسان، فالرحلة إنّما كانت في صحراء قفراء من أجل أن ينعم الإنسان بمزيد من الخصوبة الروحية. والسفر إنّما كان في بيداء ممتدة كالليل من أجل أن يشع الإنسان من الداخل، كالماس، لتكون هذه الرحلة وهذه السفرة بمثابة درجة جديدة في المرقي نحو تغيير النفوس، ودماء جديدة في حياة المجتمع المؤمن الصاعد في درب الله: (إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (الرعد/ 11).

وإنّ لإنسان حين يطوف حول الكعبة الشريفة، يصل إلى حالة يكفّ فيها عن النظر إلى هذه الحجارة كشيء فيزيائي. لقد دخلت هذه الحجارة الوعيَ الإنساني، وجعلت المرء يملك إزاءها حسناً بالأبدية الملفّعة بالعظمة والجلال.

والمرء حين يبصر الكعبة، تتألّق في روحه حيوية من طراز خاص، هي انعكاس حيّ لمضمون الكعبة العظيم. والمرء يتلقّى من هذه الحيوية بقدر ما لأداواته الروحية من قدرة على التلقّي والقبول، أو بقدر ما يفيضه كرم ربّ البيت على عبده الضعيف الذي قصد بيت سيِّده من مكان قاصٍ، ومن فجّ عميق.

إنّ المعرفة المجرّدة ربّما يلتقطها المرء من أيّ مكان، ولكن البصيرة هي التي تحتاج إلى التجربة. وهل أكثر شحذاً للبصيرة من تجربة الرحلة إلى بيت الله، والفوز بضيافة الله، في أيّام تُعدّ للإنسان أروع أيّام العمر؟! وهل عمر الإنسان إلّا لون إحساسه بالحياة ودرجة إحساسه بهذه الحياة؟!

وما أعظم نصيب البشرية من الحكمة والهناء لو أنّ الحجيج كلّهم عادوا من حجّهم، رؤاةً مبصرين! وما أخيب الحاج الذي رأى الكعبة بعين البصر ولم يدركها بعين البصيرة!

 

المصدر: مجلة الطاهرة/ العدد195

 

الجمعة, 23 نيسان/أبريل 2021 10:59

الأُسرة من منظور قرآني

عبدالعظيم نصر المشيخص

 

◄القرآن الكريم قد ترك بلا شكّ في رسول الله (ص) وأهل بيته (ع) وصحابته الكرام (رض)، الأثر الأكبر من معالم التربية الإسلامية، التي أمر الله نبيّه (ص) أن يربّي بها صحابته الأجلاء، وقد شهدت بذلك عائشة زوج رسول الله (ص) فقالت في وصفه: «كان خلقه القرآن»، بل إنّ شهادة الحقّ تبارك وتعالى قد سبقت كلّ شهادة، قال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً) (الفرقان/ 32)، فها هنا إشارتان تربويتان هما:

1- تثبيت الفؤاد وترسيخ الإيمان.

2- تعليم الترتيل، في قراءة القرآن الكريم، وفيها نزلت التوصيات التربوية صريحة من الله إلى رسوله الكريم محمّد (ص)، وذلك قوله تعالى: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَجعَلَ بِهِ) (القيامة/ 16)، وحياة رسول الله (ص) في سِلمه وحربه في حِلّه وترحاله في داره وبين أهله وصحابته والناس جميعاً، كلّها تشهد بما شهدت به نساؤه وأصحابه، أنّه كان خلقه القرآن الكريم، فكان القرآن له الأثر الكبير في صقل سلوكيات المجتمع الإسلامي الذي عايشه رسول الله (ص) والأئمّة الهُداة (ع) والصحابة الميامين، والعلماء.

والسرّ في ذلك أنّ للقرآن أسلوباً رائعاً ومزايا فريدة في تربية المرء على الإيمان بوحدانية الله وعالم الآخرة، كما وأنّه يفرض الإقناع العقلي المقترن بإثارة العواطف والانفعالات الإنسانية، فهو بذلك يربّي العقل والعاطفة جميعاً، متماشياً مع فطرة الإنسان في البساطة وعدم التكلّف، وطرق باب العقل مع القلب مباشرة.

بحيث يبدأ القرآن الكريم من المحسوس المشهود المُسلَّم به: كالمطر، والرياح، والنبات، والرعد، والبرق، ثمّ ينتقل إلى استلزام وجود الله وعظمته وقدرته وسائر صفات الكمال، مع اتّخاذ أسلوب الاستفهام أحياناً، إمّا الربّانية: كالخضوع، والشُّكر، ومحبّة الله، والخشوع له، ثمّ تأتي العبادات والسلوك المثالي تطبيقاً عملياً للأخلاق الربّانية العالية.

ولعلّ أوضح مثال على هذا الأسلوب التربوي يتّضح في سورة (الرحمن) حيث يذكّرنا الله تعالى بنِعَمه ودلائل قدرته، بادئاً من الإنسان، وقدرته على التعليم، إلى ما سخّر الله له من شمس وقمر ونجوم وأشجار وفاكهة وثمار ونبع، إلى ما خلق من السماء والأرض، وعند كلّ آية عدّة آيات استفهامية تضع القارئ أمام الحسّ والوجدان وصوت القلب والضمير، فلا يستطيع أن ينكر ما يحسّ به ويستجيب له عقله وقلبه، وقد تكرّر هذا الاستفهام (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) (الرحمن/ 13)، إحدى وثلاثين مرّة في هذه السورة المباركة، وفي كلّ مرّة يثير انفعالاً يختلف بحسب الآية التي تسبقه.

- السنّة المطهرة مصدر ثانٍ للتربية الإسلامية:

كما تعتمد التربية الأُسرية على معالم السنّة المطهرة التي هي مصدر ثانٍ من مصادرنا التربوية، بحيث ترتشف التربية الإسلامية منها معالمها ومناهجها وضوابطها الشرعية والأخلاقية والعلمية، لأنّها هي بذاتها في تعريفنا لها: إنّها الطريقة والأسلوب والنهج، وعند الأصوليين، هي ما نقل عن رسول الله (ص) وأهل بيته (ع) من قول وفعل وتقرير، فهو حجة على جميع العباد، فما تركه النبيّ (ص) وأهل البيت (ع) من أقوال، وأفعال، وصفات، ونهي، وأمر، وما أحب، وما كره، وغزواته وأحواله وحياته كلها عند المسلمين مصدر تربوي كبير ونهج قويم.

لذلك نجد في شخصية رسول الله (ص) مربياً عظيماً ذا أسلوب تربوي فذ، يراعي حاجيات الطفولة وطبيعتها، ويأمر بمخاطبة الناس على قدر عقولهم، أي يراعي الفروق الفردية بينهم، كما يراعي مواهبهم واستعداداتهم وطبائعهم، يراعي في المرأة أنوثتها، وفي الرجل رجولته وقامته، وفي الكهل كهولته... فيجود بالمال لمن يحبّ المال حتى يتألف قلبه، ويقرب إليه من يحبّ المكانة لأنّه في قومه ذو مكانة، وهو في خلال ذلك كلّه يدعوهم إلى الله وإلى تطبيق شريعته، لتكميل فطرتهم وتهذيب نفوسهم شيئاً فشيئاً، وتوحيد نوازعهم وقلوبهم، وتوجيه طاقاتهم وحُسن استغلالها للخير والسمو، من طاقات العقل، وطاقات الجسم، وطاقات الروح لتعمل معاً ضمن نطاق واحد ونحو هدف واحد أسمى، لذلك أدرك العلماء هذه الحقيقة فألفوا كُتُباً كثيرة حول هذه الحقيقة التربوية في نهج رسول الإنسانية محمّد (ص).►

 

المصدر: كتاب الانحرافات الاجتماعية.. مشكلات وحلول

 

 

سماع دوي صفارات الإنذار في معسكر فيكتوريا المشغول من الجانب الأميركي قرب مطار بغداد الدولي، بعد استهدافه بعدة صواريخ.

  • دوي صفارات الإنذار في معسكر فيكتوريا المشغول من الجانب الأميركي قرب مطار بغداد الدولي

أفاد مراسل الميادين في العراق، مساء الخميس، بأن قصفاً صاروخياً استهدف الجناح العسكري الأميركي في معسكر فيكتوريا قرب مطار بغداد الدولي.

ووفقاً لمراسلنا، فإن صفارات الإنذار دوت في معسكر فيكتوريا المشغول من الجانب الأميركي قرب مطار بغداد الدولي. ولم تقع إصابات جراء الهجوم.

عدد الصواريخ الذي سقط هو 3، فيما سقط أحد الصواريخ سقط مهبط الطائرات الخاص بالقوات الأميركية.

وكان هناك تحليق مكثف للطيران الأميركي فوق قاعدة فيكتوريا بعد استهداف المنطقة بعدة صواريخ, والسفارة الأميركية اتخذت إجراءات احترازية.

كما قال مسؤولون أمنيون عراقيون، إن القاعدة التي استهدفها هجوم صاروخي بمطار بغداد تتواجد بها قوات أميركية، ولا تقارير عن خسائر بشرية أو مادية حتى الآن.

ويأتي إطلاق الصواريخ على القاعدة الأميركية فيكتوريا قرب مطار بغداد الدولي، بعد ساعات من تصريح قائد القيادة الأميركية المركزية الوسطى، الجنرال كينيث ماكينزي، بأنه لا توجد خطط في الوقت الحالي لسحب قوات بلاده من العراق.

وشدد ماكينزي على أن "استمرار هجمات المسيرات ضد قواتنا أمر مقلق حقاً، مع العلم أن بطاريات الدفاع الجوي الأميركية تبدع في تعقب واصطياد الصواريخ واللاجسام الطائرة الكبيرة".

الأحد, 18 نيسان/أبريل 2021 07:04

فرصة نيل القرب الإلهي

لابد من تذوّق طعم القرب الإلهي، وإن شهر رمضان لفرصة لنيل هذا القرب. إن حياة المقرّبين حياة من نمط آخر. فبعد ما تقرّب الإنسان إلى الله سيعيش حياةً أخرى. القرب الإلهي يذهب بالإنسان إلى أجواء خاصّة ويمتّعه بشعور خاصّ جدّا. وعلى أيّ حال يختلف الإنسان المقرّب عن غيره! فعندما تقتربون إلى قبور أئمّة الهدى (عليهم السلام) تختلف مشاعركم، فكيف بكم إذا تقرّبتم إلى الله عز وجل؟!

 

إن شهر رمضان لفرصة لأن نتقرّب إلى الله أكثر من أي زمان آخر. لابدّ من تذوّق طعم القرب وتحسّسه. فعلى سبيل المثال إن قُبلت توبتك تتقرّب إلى الله، وإن كانت نيتك في أعمالك أن تفعلها لوجه الله، تزداد قربا إليه. وكذلك إن راقبت نفسك لئلا تسخط ربّك، تتقرّب إليه. وإن حزنت على ابتعادك عن الله في لحظات غفلتك، تتقرب إليه. فبإمكانك في أوقات كثيرة أن تشعر بالقرب إلى الله.

 

لابدّ أن نجرّب حالة القرب ونجد آثارها في روحنا وجسمنا وأفعالنا. يجب أن نجرّب حالة القرب ونجد آثارها في روحنا وجسمنا وأفعالنا! لابدّ أن نشعر بتحوّل في صلاتنا! لابدّ أن نكثر الضجيج إلى الله ونطيل الصراخ والعويل بين يديه حتى نجرّب حالة القرب، فليس لنا طريق آخر ولا أي فرصة أخرى.

 

فلا يجوز التسويف في هذا الأمر. لا تقولوا: «سوف نتقرّب إلى الله في المستقبل»، فإنك إن لم تتقرّب إليه الآن مع أنك أحسن حالا من مستقبلك، فكيف بك في المستقبل وقد ازددت بعداً عن الله؟! فليس هذا الأمر ممّا يجوز تسويفه. فلا يجوز لي أن أسوّف التوبة وأعلقّها إلى إشعار آخر! فلأتب الآن. فإذا كنت أترقب المستقبل لكي تتغيّر ذائقتي وأترك الذنوب وحبّ الدنيا، فلأتركها اليوم ولتتغيّر ذائقتي الآن.

 

في أجواء القرب يجب أن تستحضر نية التقرّب في جميع أعمالك ليل نهار. إن شهر رمضان لفرصة للتقرب، ولابدّ من تجربة هذه الأجواء التي تجعل من حياتك حياة أخرى. في هذه الحياة الطيبة الجديدة، نحن مأمورون بأن نستحضر نية التقرّب في جميع أعمالنا ليل نهار. كما قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) لأبي ذر: «یَا أَبَا ذَرٍّ لِیَکُنْ لَكَ فِي کُلِّ شَیْ‏ءٍ نِیَّةٌ حَتَّى فِي النَّوْمِ وَ الْأَکْلِ»([1])، و«یَا أَبَا ذَرٍّ، هُمَّ بِالْحَسَنَةِ وَإِنْ لَمْ تَعْمَلْهَا لِکَیْلَا تُکْتَبَ مِنَ الْغَافِلِین‏»([2])، وکذلك قال الإمام الصادق (عليه السلام): «فَلَا بُدَّ لِلْعَبْدِ مِنْ خَالِصِ‏ النِّیَّةِ فِي کُلِّ حَرَکَةٍ وَسُکُونٍ إِذَا لَمْ یَکُنْ بِهَذَا الْمَعْنَى یَکُونُ غَافِلًا والْغَافِلُونَ قَدْ ذَمَّهُمُ‏ اللَّهُ تَعَالَى فَقَالَ‏ إِنْ هُمْ إِلَّا کَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِیلًا وَقَالَ‏ أُولئِکَ هُمُ الْغافِلُون»([3]).

 

نفس نيّة القربة التي يجب أن ننويها عند الصلوات، يجب أن نستحضرها عند جميع أعمالنا وأفعالنا. فكأن الله قد دخل معنا في معاملة تجارية وكأنه قال: «اجعل کلّ أفعالك لي، لكي أشتريها منك كلّها وأجعلك من المقرّبين». فإذا رفض أحد دعوة ربّه ولوّى عنقه، ماذا يجب أن نسمّيه؟

 

سماحة الشيخ علي رضا بناهيان - بتصرف

 

([1]) وسائل الشيعة/ج1/ص48

([2]) أمالي الطوسي/ص536

([3]) مصباح الشريعة/ص53

مدير الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي يقول إنّ عمليات تخصيب اليورانيوم حالياً تجري في منشأة الشهيد أحمدي روشن في نطنز.

أكد مدير الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي إنتاج إيران ليورانيوم مخصب بنسبة 60 بالمئة.

وقال إنّ عمليات التخصيب حالياً تجري في منشأة الشهيد أحمدي روشن في نطنز.

وأشار صالحي إلى أنه "ننتج 9 "غرام" من اليورانيوم المخصب بنسبة %60 في الساعة"، مضيفاً "نعمل على التخصيب بنسبة %20 في الوقت نفسه". كما أكد أنه "لا يوجد أي تلوث في موقع نطنز".

وكان صالحي أعلن أنّ بدء بلاده تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% هو تنفيذ لقانون مجلس الشورى، مشيراً إلى أنّ عمليّة تخصيب اليورانيوم "لم تتوقف في مفاعل نطنز، ولدينا مخزون جيّد من اليورانيوم المخصب". 

بدوره، أكد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي أنه لا يوجد أي تلوث في موقع نطنز.

القوى الأوروبية المشاركة في خطة العمل الشاملة المشتركة كانت قد أصدرت بياناً بشأن قرار إيران رفع مستوى تخصيب اليورانيوم في البلاد، قالت فيه: "نحن حكومات فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة لاحظنا بقلق بالغ إعلان إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية في 13 نيسان/ إبريل إطلاق تخصيب يورانيوم بنسبة 60% وباستخدام أجهزة طرد مركزي متطورة".

ووصفت الدول الثلاث هذا التطور بالـ"خطير"، لأن إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب هو "خطوة مهمة في إنتاج سلاح نووي"، معتبرةً أنه "لا يوجد لدى إيران حاجة مدنية ذات مصداقية لمثل هذا المعدل من التخصيب".

يذكر أنه بعد يوم من حادثة منشأة نطنز، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة أن أجهزة الطرد المركزي التي خرجت من المدار إثر حادث نطنز لتخصيب اليورانيوم  كانت من طراز (IR1) وبدائية جداً، وسيتم تعويضها بأجهزة أكثر تطوراً، مؤكداً بأن "إيران ستنتقم من الكيان الصهيوني في الوقت والمكان المناسبين".

المصدر:الميادين

الأحد, 18 نيسان/أبريل 2021 06:53

شهر الهداية والضيافة

قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدیً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدی‌ وَالْفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلی‌ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلی‌ ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾([1]).

إشارات:

‏- "رمضان" هو من "الرمض"، أي: شدة وقع الشمس، وقيل: الحرق دون نار أو دخان، وإنّما سمّي رمضان لأنه يرمض الذنوب أي يحرقها بالأعمال الصالحة، من الإرماض وهو الإحراق، ومنه رمضت قدمه من الرمضاء أي احترقت.

‏- شهر رمضان هو شهر نزول القرآن الکريم، وهو الشهر الوحيد المذکور في کتاب الله، ويحتوي علی ليالي القدر.

‏ذکر تفسير البرهان حديث للنبي الکريم صلّی الله عليه وآله وسلّم جاء فيه: "أنّ کلّ الکتب السماوية: التوراة والإنجيل والزبور والصحف والقرآن نزلت في هذا الشهر، شهر رمضان أفضل شهور الله".

‏وکان صلّی الله عليه وآله وسلّم في آخر جمعة من شهر شعبان يلقي خطبة طويلة يستعرض فيها عظمة الشهر الفضيل، وقد وردت تلک الخطبة في بعض کتب التفسير والحديث([2]).

‏وللإمام السجاد (عليه السلام) مناجاة مؤثّرة في وداع شهر رمضان المبارک ذکرت في الصحيفة السجادية.

‏- الإسلام دين بني علی السماحة واليُسر، وعدم تکليف الإنسان ما لا يطيق، فبإمکان المريض أو المسافر أن يقضي ما فاته من صيام شهر رمضان في أيام صحّته أو عودته من السفر، وأن يتيمّم إذا تعذّر عليه الوضوء، وأن يصلّي جلوساً إذا شقّ عليه الوقوف. کلّ هذه تندرج ضمن قاعدة فقهية مشهورة هي "قاعدة لا حرج".

‏رمضان: شهر ضيافة الله

‏- في شهر رمضان يحلّ کلّ إنسان مؤمن ضيفاً علی مائدة الله ببطاقة دعوة کتب عليها «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ»، ولهذه الضيافة مزايا عديدة نذکر منها:

‏١- المضيف هو الله تعالی، وقد وجّه دعوة شخصيّة لضيوفه.

‏٢- تزخر مائدة المضيف بأنواع الخيرات: ليالي القدر، نزول القرآن الکريم، نزول الملائکة، إجابة الأدعية، رهافة الروح، والأمان من النار.

‏٣- تاريخ الدعوة هو شهر رمضان، وهو شهرٌ أوّله رحمة، وأوسطه مغفرة وآخره الإجابة والعتق من النار (کما ذکرت الروايات).

‏٤ـ تفاصيل الدعوة هي أنّه يتمّ تأمين زاد الضيوف لعام کامل في ليلة القدر، وتزدان الأرض بأنوار الملائکة الهابطة إلی الأرض في تلک الليلة المبارکة.

‏٥ ـ طعام هذا الشهر هو طعام الروح، لا طعام الجسم، لتغذية التکامل المعنوي، وآيات الذکر الحکيم هي من ألطاف طعام هذه الضيافة، إذ إنّ تلاوة آية واحدة فيه تعادل تلاوة تمام القرآن في باقي الشهور.

‏إنّها ضيافة من نمط خاص لا تشبهها أيّة ضيافة دنيوية. فالله العالم الغني الخالق الباقي العزيز الجليل يستضيف الإنسان الجاهل الفقير الفاني المخلوق الذليل، ويخاطبه بالقول: "أنفاسکم فيه تسبيح ونومکم فيه عبادة، وعملکم فيه مقبول ودعاؤکم فيه مستجاب"([3]).

‏آداب الضيافة

‏وردت رواية مطوّلة في کتاب وسائل الشيعة في أخلاق الصائم تقول: "فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم عن الكذب، وغضوا أبصاركم، ولا تنازعوا، ولا تحاسدوا، ولا تغتابوا، ولا تباشروا، ولا تخالفوا، ولا تغاضبوا، ولا تسابوا، ولا تشاتموا، ولا تنابزوا، ولا تجادلوا...، ولا تظلموا ولا تسافهوا...، ولا تغفلوا عن ذكر الله وعن الصلاة، والزموا الصمت والسكوت والحلم والصبر والصدق، ومجانبة أهل الشرّ، واجتنبوا قول الزور والكذب، والخصومة، والنميمة...، وكونوا مشرفين علی الآخرة..."([4]).

‏إنّ شرط حضور المؤمن في هذه الدعوة الربّانية لا يقتصر علی تکلّف مشقّة الجوع والعطش، فقد جاء في الحديث الشريف ما معناه أنّ من يُعرض عن طاعة أئمة السماء أو يسيء معاملة زوجته في الشؤون الأسرية والشخصية، أو يمتنع عن أداء حقوق الزوجية المشروعة ويعقّ والديه، فإنّ صومه باطل لأنّه لم يلبِّ شروط هذه الضيافة.

‏لطالما ذکرت الفوائد الطبية والمنافع العامة للصوم حيث يتمّ من خلال الإمساک والجوع التخلّص من الفضلات والمواد الزائدة المتراکمة في الجسم. ومن البرکات الأخری التي ينعم بها المؤمن في هذا الشهر المبارک فهي الاستيقاظ في الأسحار ورهافة الروح وإجابة الدعاء، والبائس هو من حُرم کل هذه الخيرات والبرکات.

‏التعاليم:

‏١- فضل شهر رمضان هو لنزول القرآن فيه. وفضل الإنسان أيضاً هو في مقدار ما استضاءت روحه من نور آيات القرآن، «الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ«.

‏٢- وجوب الصوم يکون بعد ثبوت دخول شهر رمضان المبارک، «فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ«.

‏٣- قضاء الصوم واجب علی المريض والمسافر، «فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ«.

‏٤ـ لا يشترط قضاء الصوم في زمان خاصّ، «أَيَّامٍ أُخَرَ«.

‏٥ـ أساس أحکام الله تعالی السماحة وعدم تکليف الإنسان ما لا يطيق، «يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ«.

‏٦ـ العسر والحرج يرفعان الواجبات عن کاهل الإنسان، «ولاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ«.

‏٧ـ قضاء الصوم يکون بمقدار الأيام المعذورة، «ولِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ«.

‏٨ ـ الله يمنّ علی عباده بتوفيق الهداية وأداء العبادات. التکبير دليل علی تعظيم الله وترک الاهتمام بالنفس والآخرين، «ولِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَی مَا هَدَاكُمْ«.

‏٩ـ الصوم سبيل هداية الإنسان وشکر النعم، «ولِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَی مَا هَدَاكُمْ ولَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ«.

 

‏سماحة الشيخ محسن قراءتي، تفسير النور

 

([1]) سورة البقرة: 185.

([2]) بحار الأنوار، ج ٩٦، ص ٣٥٦.

([3]) خطبة النبي الکريم صلّی الله عليه وآله وسلّم في الجمعة الأخيرة من شهر شعبان.

([4]) وسائل الشيعة، ج ٧، ص ١١٩.

  • رداً على طرد الولايات المتحدة موظفين ضمن البعثة الدبلوماسية الروسية في واشنطن، وزير الخارجية الروسي يعلن قرار روسيا طرد دبلوماسيين أميركيين وفرض عقوبات على مسؤولين.

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قرار روسيا طرد دبلوماسيين أميركيين وفرض عقوبات على مسؤولين، مضيفاً أن "موسكو نصحت السفير الأميركي بالعودة إلى واشنطن".

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحافيين "سنرد على هذه الخطوة عبر اتّخاذ إجراءات مماثلة. سنطلب من عشرة دبلوماسيين أميركيين في روسيا المغادرة". كما أشار إلى أن كبير مساعدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مجال السياسة الخارجية يوري أوشاكوف نصح بأن يغادر السفير الأميركي جون سوليفان إلى واشنطن لإجراء "مشاورات جدية".

وذكر أن روسيا ستنشر في وقت لاحق الجمعة قائمة بالمسؤولين الأميركيين الذين سيتم إدراجهم على القائمة السوداء.

بالتوازي، حظرت روسيا دخول عدد من أعضاء إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أراضيها، ومن بين المسؤولين الذين حظرت روسيا دخولهم أراضيها مدير الأف بي أي ومديرة الاستخبارات الوطنية.

وكانت وزارة الخارجية الروسية قد علقت على العقوبات الأميركية التي تم الإعلان عنها، أمس الخميس، ضد روسيا، بالقول إن هذه العقوبات "لا تستجيب لمصالح الشعبين".

وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى أن إجراءات إدارة الرئيس الأميركي جو بادين "لا تعكس اهتمام واشنطن في تطبيع العلاقات".

من جهته، قال نائب رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي فلاديمير جاباروف في وقت سابق اليوم إن بلاده سترد بالمثل على طرد موظفين ضمن البعثة الدبلوماسية الروسية في واشنطن.

روسيا تقرر طرد خمسة دبلوماسيين بولنديين

هذا وقررت روسيا أيضاً طرد خمسة دبلوماسيين بولنديين في خطوة تأتي بعد إعلان وارسو طرد ثلاثة دبلوماسيين روس تضامناً مع الإجراءات الأميركية ضد موسكو.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "لاحظنا السرعة التي لعبت بها وارسو لعبة الإدارة الأميركية في المطالبة برحيل ثلاثة دبلوماسيين روس"، مضيفة أنّه "في المقابل سيتم طرد خمسة دبلوماسيين بولنديين من روسيا".

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن وقّع اليوم قراراً رئاسياً "يحدد عقوبات على روسيا لتدخلها في الانتخابات"، مضيفاً أنه "إذا واصلت روسيا التدخل في الديموقراطية الأميركية فسنتخذ خطوات إضافية".

وفي كلمة له حول روسيا، قال بايدن: "كنت واضحاً خلال حملتي الانتخابية وتعهدت بالرد على أيّ تدخل خارجي في الانتخابات، وأبلغت الرئيس بوتين مسبقاً بأننا سنرد على التدخل الروسي في الانتخابات".

المصدر:الميادين