emamian

emamian

الإثنين, 16 أيلول/سبتمبر 2024 18:48

مِن خُلُقِ الرسولِ الثناءُ على المعروفِ

 عنْ رسولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله): «كَفَاكَ بِثَنَائِكَ عَلَى أَخِيكَ، إِذَا أَسْدَى إِلَيْكَ مَعْرُوفاً، أَنْ تَقُولَ لَهُ: جَزَاكَ اَللَّهُ خَيْراً؛ وَإِذَا ذُكِرَ وَلَيْسَ هُوَ فِي اَلْمَجْلِسِ، أَنْ تَقُولَ: جَزَاهُ اَللَّهُ خَيْراً؛ فَإِذًا أَنْتَ كَافَيْتَهُ»[1].

لقدْ حثَّتِ التعاليمُ الدينيّةُ على فعلِ المعروفِ، وجعلَتْهُ في مصافِّ أفضلِ الأعمالِ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ، وهوَ خُلُقٌ مِنْ خُلُقِ رسولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله)، وفي الحديثِ عنِ الإمامِ الرضا (عليه السلام): «إِنَّ لِلَّهِ عِبَاداً يَفْزَعُ اَلْعِبَادُ إِلَيْهِمْ فِي حَوَائِجِهِمْ، أُولَئِكَ اَلْآمِنُونَ، كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ». فقلتُ لهُ: يابنَ رسولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله)، وَإِنْ كَانَ غَنِيّاً؟ فقالَ: «وَإِنْ كَانَ غَنِيّاً»[2].

ومنَ الأخلاقِ الّتي ترتبطُ بفعلِ المعروفِ، والّتي لا بدَّ منَ العملِ بها ورعايتِها، الشكرُ والثناءُ لفاعلِ المعروفِ، فعنْ رسولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله): «فَمَنْ أُوتِيَ خَيْراً عَلَى يَدَيْ أَخِيهِ، أَوْ صَنَعَ إِلَيْهِ صَانِعٌ مَعْرُوفاً، فَلْيَذْكُرْهُ، فَإِذَا ذَكَرَهُ فَقَدْ شَكَرَهُ، وَإِذَا كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَهُ»[3].

ولتأكيدِ الثناءِ على أهلِ المعروفِ، وردَ في الرواياتِ الآتي:

1. أنْ لا يحتجَّ بشكرِ الخالقِ عنْ تركِ شكرِ المخلوقِ صاحبِ المعروفِ؛ وذلكَ لأنَّ بعضَ الناسِ قدْ يعتقدُ أنَّ في شكرِ اللهِ ما يُغني عنْ شكرِ صاحبِ الإحسانِ، وهوَ خطأٌ حذّرَتْ منهُ الروايةُ عنْ رسولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله): «إِنَّهُ لَيُؤْتَى بِعَبْدٍ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ لَهُ: أُوتِيتَ ذَلِكَ عَلَى يَدَيْهِ؟ فَيَقُولُ: بَلْ يَكُونُ، جَعَلْتُ شُكْرَ ذَلِكَ كُلِّهِ لِلَّهِ. فَيُقَالُ لَهُ: لَمْ تَشْكُرِ اَللَّهَ، إِذْ لَمْ تَشْكُرْ مَنْ أَجْرَى اَللَّهُ ذَلِكَ عَلَى يَدَيْهِ»[4].

2. الدعاءُ لصاحبِ المعروفِ نوعٌ منَ الشكرِ لهُ على ما فعلَ، ففي الروايةِ عنْ رسولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله): «مَنْ سَأَلَكُمْ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ، وَمَنْ آتَاكُمْ مَعْرُوفاً فَكَافُوهُ، وَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافُونَهُ فَادْعُوا اَللَّهَ لَهُ، حَتَّى تَظُنُّوا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَيْتُمُوهُ»[5].

3. الزيادةُ على المعروفِ حتّى يكونَ منَ السابقين، فعنْ عليِّ بنِ سالمٍ، قالَ: سَمِعْتُ أبا عبدِ اللهِ [الإمامِ الصادقِ] (عليه السلام) يَقُولُ: «آيَةٌ فِي كِتَابِ اَللَّهِ مُسَجَّلَةٌ»، قلتُ: ما هيَ؟ قالَ: «قَوْلُ اَللَّهِ تَعَالَى: ﴿هَلْ جَزٰاءُ اَلْإِحْسٰانِ إِلاَّ اَلْإِحْسٰانُ﴾[6]، جَرَتْ فِي اَلْكَافِرِ وَاَلْمُؤْمِنِ واَلْبَرِّ وَاَلْفَاجِرِ. وَمَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ، فَعَلَيْهِ أَنْ يُكَافِئَ بِهِ، وَلَيْسَ اَلْمُكَافَاةَ أَنْ تَصْنَعَ كَمَا صُنِعَ حَتَّى تُرْبِيَ، فَإِنْ صَنَعْتَ كَمَا صُنِعَ كَانَ لَهُ اَلْفَضْلُ بِالاِبْتِدَاءِ»[7].

4. ولتأكيدِ ضرورةِ الثناءِ على أهلِ المعروفِ، وبيانِ ضررِ تركِ ذلكَ، منْ بابِ أنَّهُ يمنعُ المزيدَ منَ الإحسانِ، فقدْ وردَ في الروايةِ بيانُ أنَّ تاركَ ذلكَ بعيدٌ عنْ رحمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فعنِ الإمامِ الصادقِ (عليه السلام): «لَعَنَ اَللَّهُ قَاطِعِي سَبِيلِ اَلْمَعْرُوفِ، وَهُوَ اَلرَّجُلُ يُصْنَعُ إِلَيْهِ اَلْمَعْرُوفُ فَيَكْفُرُهُ، فَيَمْنَعُ صَاحِبَهُ مِنْ أَنْ يَصْنَعَ ذَلِكَ إِلَى غَيْرِهِ»[8].

ختاماً، نباركُ لصاحبِ العصرِ والزمانِ (عجّلَ اللهُ تعالى فرجَه) ولوليِّ أمرِ المسلمينَ وللمجاهدينَ جميعاً، ذكرى ولادةِ رسولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله)، ونسألُ اللهَ أنْ يمنَّ علينا بما لهُ عندَهُ بالنصرِ على أعدائِنا.

وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين


[1] الكوفيّ الأهوازيّ، الزهد، ص33.
[2] الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا (عليه السلام)، ص373.
[3] الميرزا النوريّ، مستدرك الوسائل، ج12، ص358.
[4] المصدر نفسه.
[5] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج72، ص43.
[6] سورة الرحمن، الآية 60.
[7] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج72، ص43.
[8] الشيخ المفيد، الاختصاص، ص241.

الإثنين, 16 أيلول/سبتمبر 2024 18:46

أهمية التآخي في بناء المنظومة الاجتماعية

من أكبر النعم التي أنعم الله تعالى بها على عباده نعمة الأخوة في الله، التي سببها الإيمان، فهي قائمة على أوثق عرى الإيمان كما في الحديث عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ: "مِنْ أَوْثَقِ عُرَى الإيمان أَنْ تُحِبَّ فِي الله وتُبْغِضَ فِي الله وتُعْطِيَ فِي الله وتَمْنَعَ فِي الله"[1]. العروة الكوز ونحوه والمراد بها هنا الأحكام والأخلاق والآداب اللازمة للإيمان على سبيل المكنية والتخييلية أي كل عروة يتمسّك بها متمسّك رجاء نجاة من مهلكة أو ظفر بغنيمة ونعمة ومنزلة، فأوثقها الحبّ في الله والبغض في الله والإعطاء في الله والمنع في الله، لأنّ من تمسّك بها تكامل إيمانه واستقام لسانه واستقرّ جنانه، وبه يتحقّق التودّد والتآلف بين المؤمنين، ويتمّ ويكمل نظام الدنيا والدين، فهذه العلاقة هي أسمى علاقة وأقوى رابطة يمكن أن تكون في مجموعة من البشر، لأنّ لها سببًا سماويًّا رفيعًا، وما دونها من علاقات النسب والمصاهرة قد لا تبلغ معشار ما فيها من خير، فهي علاقات جبرية تنقصها أحيانًا الرابطة الإيمانية التي تهزّ القلب وتغيّر توجهاته.
 
إنّ للأخوّة الدينيّة دورًا رائدًا في بناء الشخصيّة المؤمنة، حيث تساعدها على الاتّصاف بمجموعة من الفضائل وتشعرها بمسؤوليّة ولو على نطاق خاصّ، انطلاقًا من معرفة ما لها من مدلول وعمق في الإسلام، فيعرف الإنسان قدره من خلال معرفة قدر أخيه وما له من حقّ عليه.
 
ويكون الالتزام بآداب العلاقة بالآخرين باعثًا على إنتاج صورة متكاملة ومسلك مستقيم، أوّل المستفيدين منه صاحب هذا الدور مع ما يتركه من ذكر حسن وسمعة طيّبة، إن هو بقي على ما بدأ به في بداية الطريق. لذلك من وُصِفَ بأنّه أخٌ حقًّا وصِدقًا، بحيث إنّه أقام حدود الأخوّة وراعى حقوقها والتزم آدابها، فهو على الصعيد الفرديّ في سعادة وتقدّم دائمين، كما أنّ النجاح في هذه المدرسة الأخويّة سيفتح له نجاحًا في مدارس ومجالات أخرى، ربما اتّسعت ميادينها إلى ساحة حياته جمعاء، وأمّا إذا لم يوفّق لاكتساب الإخوان وفشل في هذه المهمّة الّتي تعتبر مفصلًا في دورة حياته، فإنّ ذلك سيترك عوامل سلبيّة ونتائج غير مرضية سرعان ما تظهر في كثير من قضاياه وربما حوّلتها إلى مشاكل مستعصية، لا سيّما وأنّ هذا العجز ليس بالشيء الّذي يُمكن التغاضي عنه، وقد اعتبره أمير المؤمنين عليه السلام خطيرًا ووصف صاحبه بأعجز الناس، يقول عليه السلام: "أعجزُ الناسِ من عجزَ عن اكتسابِ الإخوانِ، وأعجزُ منهُ من ضيّعَ من ظفرَ بهِ منهُم"[2].
 


[1]  الكافي، الكليني، ج2، باب الحب في الله والبغض في الله، ح2، ص 125.
[2] نهج البلاغة، خطب الإمام علي عليه السلام (تحقيق صالح)، حكم أمير المؤمنين عليه السلام، رقم 12، ص 470.

الإثنين, 16 أيلول/سبتمبر 2024 18:40

أثر التربية العقائدية على الطفل

تنطوي التربية العقائدية للطفل على بعدين:
الأوّل: إيجابيّ: ويهتمّ بتهيئة الطفل وتقوية استعداداته لقبول العقائد والمعارف الحقّة المتعلّقة بالله تعالى وصفاته والنبوّة والإمامة والمعاد.
 والثاني: سلبيّ: أي إبعاد الطفل عن البيئة التي تشتمل على عقائد باطلة أو منحرفة.
 
وتلعب التربية العقائدية السليمة دوراً حيويّاً في بناء هوية الطفل، وتهدف إلى الإجابة عن الكثير من التساؤلات التي يطرحها وخاصّة تلك المتعلّقة بعالم الغيب، كسؤاله عن الخالق جلّ وعلا أو الموت... فإنّ الإجابات التي يقدّمها الدين الإسلاميّ في هذا المجال كفيلة بمنح الطفل شعوراً بالأمان والسكينة، يزيل القلق والخوف من المستقبل المجهول في نفس الطفل.. وهذا ما نلمسه في حياة الأنبياء عليهم السلام، فيوسف عليه السلام ذلك الطفل الذي كان في التاسعة من عمره حين ألقاه أخوته في غيابة الجُبّ، وعندما التقطه بعض السيّارة وأُخرج عليه السلام من البئر، قال لهم قائل: استوصوا بهذا الغريب خيراً، فقال لهم يوسف: "من كان مع الله فليس عليه غربة"[1].
 
مناهج التربية العقائدية
يعتبر بعض الناس أنّ التربية العقائدية والدينية للطفل تتجاوز قدراته الذهنية وتفوق استيعابه، وأنّها تؤدّي إلى انعكاسات سلبية على بناء شخصيته، أو تسلبه حريّة الاختيار في انتخاب العقيدة التي يريدها عن بحث وتنقيب.
 
ومن حقّ الباحث التربويّ أن يطرح مثل هذه الأسئلة حول التربية العقائدية للطفل: هل يستوعب الطفل المسائل العقائدية حتّى نربّيه عليها؟ وفي أيّ مرحلة عمرية ننطلق بعملية التربية العقائدية للطفل؟ وما هي طبيعة القضايا العقائدية التي نبدأ بتعريفه عليها؟...إلخ.
 
إنّ الطرق إلى الله تعالى بعدد أنفاس الخلائق، ويمكن التعامل مع مسألة وجود الله تعالى من خلال مناهج عدّة، ومن أهمها منهجان:

الأول: المنهج النظريّ الذي يعتمده الفلاسفة من خلال تقديم أدلّة استدلالية عقلية لمعرفة الله تعالى، حيث يقيمون الأدلّة التي تحتاج إلى إعمال فكر لإثبات وجود الله تعالى. وهذه الطريقة بعيدة عن أفهام عامة الناس فضلاً عن أذهان الأطفال.
 
الثاني: المنهج الفطريّ الذي يعمل على مخاطبة الفطرة الداخلية في الإنسان، حيث إنّ الفطرة مجبولة على الإيمان بالله تعالى، وهذا المنهج سلكه عامّة الناس في حياتهم الإيمانية في خطّ علاقتهم مع الله تعالى، كما سلكه أئمّة أهل البيت عليهم السلام في التربية العقائدية، فقد قال رجل للإمام جعفر الصادق عليه السلام: "يا بن رسول الله دلّني على الله ما هو، فقد أكثر عليّ المجادلون وحيّروني.
 
فقال له: يا عبد الله، هل ركبت سفينة قطّ؟ قال: نعم.
 
قال: فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تغنيك؟ قال: نعم.
 
قال: فهل تعلّق قلبك هنالك أن شيئاً من الأشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك"؟
 
فقال: نعم. قال الصادق عليه السلام: "فذلك الشيء هو الله القادر على الإنجاء حيث لا منجي، وعلى الإغاثة حيث لا مغيث"[2].
 
وإذا قمنا باستقراء النصوص القرآنية ومنهج أهل البيت عليهم السلام نرى أنهم يؤكّدون على فعّالية المنهجين معاً، بمعنى أنّه لا تعارض بين المنهجين وأنّ الإنسان يحتاج إلى كليهما.
 
ومن هنا بما أنّ العملية التربوية تدريجية وتراعي مستوى الفهم والإدراك عند الطفل، فالأسلوب الأصلح لتربية الطفل عقائدياً البدء معه بالمنهج الفطريّ، وبعد ذلك يتدّرج معه للوصول إلى تلك المعرفة بالأدلّة العقائدية.
 
وخاصّة أنّ الأطفال قد فطروا على توحيد الله تعالى، وما على المربّي إلاّ أن ينمّي تلك القابليات الموجودة في داخلهم، فعن أبي عبد الله عليه السلام، قال: "قال موسى بن عمران عليه السلام: يا ربّ، أيّ الأعمال أفضل عندك؟ فقال عزّ وجلّ: حبّ الأطفال، فإنّي فطرتهم على توحيدي، فإن أمّتهم أدخلتهم برحمتي الجنّة"[3].
 
إنّ الله تعالى جهّز وجدان الطفل بشكل فطريّ في الاهتداء والوصول إلى معرفة الله تعالى والإيمان به، لكنّ الفطرة بحدّ نفسها ليست عنصراً مستقلاً وكافياً في ذلك، ولذا يبقى الطفل في وصوله إلى معرفة الله يحتاج إلى معين خارجيّ، وهو هداية المربّي الذي يعمل على تفتّح تلك الفطرة كطاقة داخلية في نفس الطفل في ضوء ما تقضي به طبيعته وتستدعيه ذاته. وبناء عليه، ينبغي للمربّي اعتماد منهج الفطرة التوحيدية باستثارة هذه المعرفة الكامنة في نفس الطفل عن الله تعالى.
 


[1] الزمخشري، ربيع الأبرار ونصوص الأخبار، تحقيق عبد الأمير مهنا، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1412ه-1992م، ط1، ج3، ص5.
[2] الصدوق، الشيخ محمد بن علي، التوحيد، تحقيق علي أكبر غفاري، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1427ه - 2006م، ط1، ص231.
[3] البرقي، المحاسن، ج1، ص293.

الإثنين, 16 أيلول/سبتمبر 2024 18:38

الوحدة الإسلامية وقضية فلسطين المركزية

وجّه الإمام الخميني قدس سره أنظار المسلمين نحو مشكلةٍ اعتبرها أمّ المشاكل وأمّ القضايا بل القضية المركزية الأهم، ألا وهي القضية الفلسطينية، حيث اعتبر الإمام قدس سره أن هذه القضية ينبغي أن تحتلّ الحيّز الأكبر والمرتبة الأولى من بين قضايا الأمة والشعوب، وكذلك الحكام، مشخصاً داء الأمة الراهن بتجاهل هؤلاء الحكام لهذه القضية وإخراجها من حساباتهم، وإلا فلو كان الحكام والشعوب يعملون جهودهم العادية لحل هذه القضية وإزالة الورم الصهيوني من خاصرة الأمة لأمكنهم ذلك بأقل الإمكانات متى ما توفرت لديهم الإرادة الجديَّة لذلك، يقول قدس سره: "ثمّة موضوع أشعر بأنّه يشكّل لغزاً بالنسبة لي، وهو أن جميع البلدان الإسلامية والشعوب المسلمة تعلم ما هي المشكلة، وتعلم أن يد الأجنبي تريد زرع الفرقة بين صفوفها، وتشاهد أن نصيبها من هذه التفرقة هو الضعف والزوال، وتشاهد أن دولة إسرائيل التافهة تقف بوجه المسلمين. ولو كان المسلمون مجتمعين وألقى كلّ واحد منهم دلْواً من الماء على إسرائيل لقضى عليها السيل، ومع ذلك يقفون أذلاء أمامها. واللغز أنّهم لماذا لا يلجأون إلى العلاج الحتميّ، والذي هو اتحادهم واتفاقهم رغم علمهم بكل ذلك؟! لماذا لا يحبطون تلك المؤامرات التي يضعها المستعمرون من أجل إضعافهم؟! متى ينبغي حلّ هذا اللغز؟! ومن يتمكن من حلّه؟! من المسؤول عن إحباط هذه المؤامرات سوى الحكومات الإسلامية والشعوب المسلمة؟ هذا لغز لو وجدتم جواباً وحلاً فاذكروه لنا"[1].
 
"إعلموا (وتعلمون أيضاً) أن الأيدي التي تريد أخذ ثرواتكم منكم ونهبها، ومصادرة كل ما تملكون من خيرات سواء فوق الأرض أو تحتها، أن هذه الأيدي لا تسمح باتّحاد إيران مع العراق، ولا إيران مع مصر، ولا إيران مع تركيا. يريدون ألاّ تتحقق وحدة الكلمة. ولكن هذا ليس تكليفكم. إن مسؤولية الرؤساء أن يجلسوا مع بعضهم بعضاً، ويتفاهموا ويحفظوا حدودهم وثغورهم، ويحافظوا على وحدة الكلمة بوجه العدو الأجنبي الذي يريد إلحاق الضرر بكم. ولو حافظتم على وحدة الكلمة لما أمكن لمجموعة من اليهود اللصوص في فلسطين أن تفرق ملايين المسلمين لمدة أكثر من عشر سنوات، والدول الإسلامية جلست مع بعضها بعضاً تقيم المآتم. لو كان هناك توحيد في الكلمة فكيف يستطيع هؤلاء، هذه العدة من اليهود اللصوص، كيف يستطيعون أن يأخذوا فلسطين منكم، ويخرجوا المسلمين من فلسطين، ولا تستطيعون أن تعملوا شيئاً؟!"[2].
 
فالإمام قدس سره ينبهنا إلى أن محاولة تفريق الأمّة إنّما هو بسبب إضعافنا عن مطالبتنا بحقوقنا ولا سيّما حقّ المسلمين في الأراضي المقدّسة في فلسطين.
 
ثم يخاطب الإمام قدس سره الحكام المسلمين والمتسلطين على ثرواتهم الطائلة، منبهاً لهم إلى الخطوات التي ينبغي اتخاذها في سبيل إرجاع حقوقنا السليبة، فيقول قدس سره: "هذه الأمور من الواضحات، لكن يجب التذكير. وإن أولئك يعلمون بهذا الأمر أيضاً ولكن عليهم الاجتماع والتفكير ووضع هذه الاختلافات البسيطة جانباً. فالإسلام هو بأيديكم الآن.
 
وليعلم رؤساء الإسلام، وسلاطين الإسلام، ورؤساء الجمهورية، والشيوخ، وأصحاب المناصب في الإسلام أن لهذه الرئاسة التي منحها الله تبارك وتعالى لهم مسؤولية. فعندما يصبح الإنسان رئيساً لقوم معينين، ولشعب ما، فإنه مسؤول عن ذلك الشعب وأولئك القوم، ومسؤول عن حياتهم، والحوادث التي تمر عليهم. إنّ الآخرين هم الذين يحتاجون لهؤلاء. إن هذا الأمر من العجائب، ومن العجائب أنّ الثروة بيد الشرق. إنّ ثروة النفط المهمة بيد الشرق وبيد المسلمين والبلدان الإسلامية. وإن سبب تقدّم أي دولة في العالم هو هذه المعادن والثروات. وكان انتصار الدول في الحروب بواسطة النفط. وهذه الثروات كلها بأيديكم! والحمد لله فان العراق يملك النفط، وإيران تملك النفط، والكويت تملك النفط، والحجاز تملك النفط، والنفط بيد المسلمين. ينبغي لأولئك أن يتملّقوا لكم ويقبّلوا أياديكم وأقدامكم، ويشتروا هذه الثروات بأسعار باهظة. يجب عليكم أن لا تتملّقوا لهم، وإن شاء الله لستم كذلك، بل يجب عليهم أن يتملّقوا لكم الآن، فالثروة بأيديكم. ولكن تصرّف المستعمرون بشكل خدعوا فيه بعض البلدان، فتصورت أن الأمر ليس كذلك، بل عليها أن تتملق أيضاً لهم، وأن تجاملهم حتى يأخذوا ثرواتها، وهذا يستلزم الأسف الشديد"[3].
 
وبغياب وحدة الكلمة، وعدم إيجاد رؤساء الإسلام لوحدة الكلمة بين صفوفهم، وعدم التفكير بمصائب الشعوب المسلمة، وشقاء الإسلام، وشقاء الأحكام الإسلامية، وغربة الإسلام والقرآن الكريم فإنه لا يمكن لهم السيادة. يجب أن تفكروا وتعملوا حتى تسودوا، وسوف تكونون سادة العالم لو علمتم بهذا الموضوع.
 
فالسيادة ستكون لكم لو عرفتم الإسلام كما هو وعملتم به كما ينبغي (العزة لله ولرسوله وللمؤمنين).
 
ومن هنا فإن الجمهورية الإسلامية في إيران وبتوجيهات من الإمام الخميني الراحل قدس سره وضعت في قمة سلم أولوياتها دعم القضية الفلسطينية، وإيجاد حالة من الاتحاد بين البلدان الإسلامية. يقول الإمام الخميني قدس سره عن هذا الأمر:
 
"إنّنا جاهزون في جميع الأحوال للدفاع عن الإسلام والبلدان الإسلامية واستقلالها. إنّ برنامجنا هو برنامج الإسلام، وتحقيق وحدة كلمة المسلمين، واتحاد البلدان الإسلامية، وتحقيق الأخوة مع جميع طوائف المسلمين في كلّ العالم، والاتحاد مع جميع الدول الإسلامية في سائر أنحاء العالم، والوقوف بوجه الصهيونية وإسرائيل، والوقوف بوجه الدول المستعمرة التي تريد نهب ذخائر هذا الشعب الفقير مجاناً وتركه ليعاني من الفقر والبطالة والبؤس. وتتحدث الدول دائماً عن الترقي والتطور الاقتصادي مع وجود هذه الوجوه الصفراء بسبب الجوع والفقر. وإنّنا نشعر بالأسى لهذه الحقائق المرّة، ويشعر علماء الإسلام بالألم بسببها، ولو كان هذا يسمى بالرجعية السوداء، فلنكن رجعيين!"[4].
 


[1] منهجية الثورة الإسلامية، مقتطفات من أفكار وأراء الإمام الخميني قدس سره، ص 428.
[2] م.ن، ص 429.
[3] منهجية الثورة الإسلامية، مقتطفات من أفكار وأراء الإمام الخميني قدس سره، ص 429-430.
[4] منهجية الثورة الإسلامية، مقتطفات من أفكار وأراء الإمام الخميني قدس سره، ص 430-431.

يتفق خبراء ومحللون على أن الكيان الإسرائيلي تلقى يوم الأحد ضربة قوية من القوات المسلحة اليمنية وأن دفاعاته فشلت في التصدي للضربة الصاروخية اليمنية، وتساءلوا عن سبب عدم اعتراض الأميركيين لهذا الصاروخ.

 

واعلن الناطق العسكري باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع تنفيذ عملية نوعية استهدفت موقعا عسكريا في يافا بصاروخ "فرط صوتي"، في حين فتح الجيش الإسرائيلي تحقيقا في سبب التأخر برصد الصاروخ واعتراضه.

وأوضح سريع أن الصاروخ قطع مسافة تقدر بـ2040 كيلومتر في غضون 11 دقيقة ونصف الدقيقة، وهو يأتي في إطار ما سماها المرحلة الخامسة.

وقال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن، حاتم كريم الفلاحي إن الولايات المتحدة الأميركية ربما تعمدت السماح بمرور الصاروخ اليمني إلى الكيان الإسرائيلي، لتوجه رسالة لرئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو مفادها: أين إمكانياتك وقدراتك في التصدي لصاروخ واحد؟

وأكد أن فشل كيان الاحتلال في كشف الصاروخ الذي أطلقه اليمنيون يعتبر تحديا خطيرا لها، وبخاصة، إن كان حزب الله اللبناني يمتلك مثل هذه الصواريخ التي تصل إلى عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال نصف دقيقة.

واضاف العقيد الفلاحي انه لولا تدخل الولايات المتحدة لما استطاعت تل ابيب أن تحافظ على أمنها الداخلي أمام أي هجمة خارجية عليها، وهي تعتمد عليها في صد جميع الهجمات سواء القادمة من إيران أو من حزب الله أو اليمنيين وهو ما يعكس فشلها على مستوى منظومات الدفاع.

ومن جهته، أعرب أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي، علي فضل الله عن اعتقاده بأن الأميركيين لا يمكن أن يسمحوا بمرور صاروخ اليمنيين، وهو صاروخ "فرط صوتي" أعلنت عنه صنعاء منذ فترة، وهو سريع للغاية، مؤكدا أن هناك مشكلة تقنية في اعتراض هذا الصاروخ فائق السرعة.

وقال إن إحجام الأميركيين عن اعتراض الصاروخ اليمني يتعلق بوجود مشكلة تقنية في اعتراض هذا النوع من الصواريخ، لأنه سريع جدا، والأمر نفسه بالنسبة للدولة المنتجة له مثل ألمانيا وفرنسا وغيرهما.

وأضاف أن مشكلة الإسرائيليين أنهم كشفوا أغلب ما يملكون من منظومات في حربهم على قطاع غزة وعلى لبنان، لكن قوى المقاومة لديها ما تخفيه، ورغم أن اليمنيين استخدموه اليوم، لكنهم ربما يستخدمونه أكثر من مرة، لا سيما وأنهم يتحدثون عن مرحلة خامسة، وتساءل عن تأثير استخدام هذا الصاروخ على الكيان الإسرائيلي من جبهات أخرى، مثل سوريا ولبنان.

وقال فضل الله إن الكيان الإسرائيلي مهدد بالتعرض إلى وابل من هذه الصواريخ لو استمرت في حربها على قطاع غزة.

وبشأن تداعيات ضربة القوات المسلحة اليمنية على الموقف الإسرائيلي الداخلي، ذكر الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي، إيهاب جبارين أن استهداف العاصمة تل أبيب له اعتبارات سياسية وعسكرية لدى الإسرائيليين، مؤكدا أن نتنياهو الذي يحتكر القرارات الأمنية والسياسية كان أكثر انصياعا للولايات المتحدة بعد عملية طوفان الاقصى، وهو الآن في داخل الغرف المغلقة سيكون أيضا أكثر انصياعا لأن أمن الكيان مرتبط بقدرات الأميركيين.

الإثنين, 16 أيلول/سبتمبر 2024 18:35

الوحدة الإسلامية والعناصر المقوّمة لها

مفهوم هذه الوحدة وحقيقتها بخدمة نجده إذا رجعنا إلى الأصل اللغوي للفظة الوحدة، يعود هذا اللفظ إلى الانفراد يقول: وَحَد، يَحِدُ، وحداً، وحوداً، وحدةً، ووحدةً، أي بقي منفرداً، ومنه اتَحَدَ أي انفرد وعندما نقول تَوَحَّدَ أي توحّد الأمران والشيئان ليصبحا شيئاً واحداً، وكل شيءٍ على حِدِتهِ إن أردنا أن نميز الشيء عن الآخر، ويقصد بالوحدة الإنسانية، أي اتحاد الشعوب فكرياً وسياسياً، واجتماعياً واقتصادياً وكذلك إذا قلنا بالوحدة الإسلامية، أي اتحاد الشعوب المسلمة لهذه المحاور الأربع، أي وكأن الأمة المسلمة باتحادها وانفرادها تكونت مميزة عن الأمم الأخرى، وإن قلنا بالمستوى الأعم وهي الوحدة الإنسانية، فتكون الإنسانية مميزة عن باقي المخلوقات والموجودات بهذه الصفات الأربع.

العناصر المقوّمة للوحدة
إذا كان ذلك هو المفهوم بالإجمال فإن الأمر لهذه المسائل يحتاج إلى مزيد بيان لحقيقة الوحدة وطبيعتها من خلال إبراز أهم عناصرها ومقوماتها، وهي الأشياء الأربعة التي ذكرناها.

"الفكر والاعتقاد" فمعنى الفكر والاعتقاد كما ذكر صاحب المصباح المنير، أي تردد القلب بالنظر والتدبر لطلب المعاني، وفي العصر الحديث صار للفكر مدلول أوسع، وهو جملة النشاط الذهني من تفكير وإرادة ووجدان وعاطفة، كما ذكر صاحب المعجم الفلسفي، والمقصود بالفكر هنا الجانب العقلي من الإنسان، وهو التعليم والتربية والتفكير، وأما الاعتقاد فهو عقد القلب على الشيء وإثباته في نفسه، وأما العقيدة الإسلامية هي أعلى ما يمكن أن تقوم عليه وحدة المسلمين، فهي الوشيجة الحقيقية التي تقوم عليها الأمة، ثم تنطوي تحتها كل العلاقات الأخرى التي تقوم عليها باقي الأمم، كالأرض واللغة والجنس واللون وغير ذلك. فتكون هذه روافد إضافية إذا وجدت، ولكنها لا تكون هي التي تكوِّن أمة ولو اجتمعت كلها في غياب العقيدة، فلا تكون الأمة من خلال اللون واللغة وغير ذلك فحسب، بينما تكوِّن العقيدة وحدها لو غابت الروافد الأخرى كلها الأمة. فإذاً العقيدة والفكر هو أمر مهم في تكوين وحدة الأمة.

أما الشيء الثاني هو العمل من خلال المجتمع، فالمجتمع ضروري بوحدته لتشكيل الوحدة العامة، وأعني بالعمل الاجتماعي كل العلاقات التي تكون بين الفرد والفرد، وبين الفرد والمجتمع، وبين المجتمع والفرد، فإذاً هذا الأس الثاني الضروري لتكوين الوحدة في الأمة.

وأما الأس الثالث هي السياسة، السياسة أمرٌ مهم لتوحيد الأمة، وما يتصل بنظام الحكم والإدارة والعلاقات الدولية، كل هذا أمر ضروري لتتكون الأمة في وحدتها.

والأمر الرابع هو الاقتصاد، وما يتصل بالجوانب المادية ونظمها.

فإذا توافرت هذه الأمور ممكن أن نسمِّي المجموعة بكليتها هي أمة مجتمعة.

وهناك معوقات في أمة إن صحَّ أن يقال عنها أو إن أردنا أن نكون بها أمة واحدة متحدة، فإذا فقدت فلا يمكن للأمة أن تكون متحدة، بفقد السياسة الواحدة، أو بفقد التواصل الاجتماعي، أو بفقد التواصل العقدي، أو التواصل الفكري فيما بينها. لذلك نرى أن الله تعالى ركَّز علينا أن نكون أمة واحدة، وفرض أن نكون من خلال هذه الأمور على أمرٍ واحدٍ بمقابل الأمم الأخرى. فالوحدة بين المسلمين ليست أمراً اختيارياً بل هي فرضٌ دينيٌ إلزاميٌ.

صرح بذلك قائد الثورة الاسلامية لدى استقباله، اليوم الاثنين، جمعا من علماء وأئمة الجمعة ومدراء المدارس العلمية السنية في عموم البلاد داعيا ، إلى ضرورة حماية الهوية الثمينة لـ "الأمة الإسلامية".

وشدد سماحته على أهمية الوحدة الإسلامية ووحدة الأمة الإسلامية ومحاولات المغرضين لتشويهها وقال : قضية هوية الأمة الإسلامية هي قضية جوهرية تتجاوز القومية، والحدود الجغرافية لا تغير من حقيقة الأمة الإسلامية وهويتها.

وإشار إلى الجهود العدائية الرامية لجعل المسلمين غير مبالين بهويتهم الإسلامية، واضاف: تجاهل المسلم لمعاناة مسلم آخر سواء في غزة أو في جزء أخر من العالم يتعارض مع التعاليم الإسلامية

ودعا قائد الثورة الإسلامية علماء السنة إلى الاعتماد على الهوية الإسلامية والأمة الإسلامية، وأشار إلى مخططات والنشاطات التايخية للمناوئين بهدف تأجيج الخلافات الدينية في العالم الإسلامي وخاصة في إيران، وقال: انهم باستخدام الأدوات الفكرية، والدعائية والاقتصادية يسعون إلى الفصل بين الشيعة والسنة في بلادنا وفي أي منطقة إسلامية أخرى، ومن خلال أعمال مثل إجبار الناس من الجانبين على الافتراء تأجيج العناد والخلافات .

وشدد سماحة على ان الوحدة هي العلاج والطريقة المثلى للتعامل مع هذه المؤامرات مؤكدا بالقول : مسألة الوحدة ليست تكتيكا بل هي مبدأ قرآني.

وأعرب قائد الثورة الإسلامية عن أسفه لبعض التصرفات التي تهدف، بعلم أو بغير علم، إلى النيل من وحدة الشيعة والسنة، وقال: بالطبع، وعلى الرغم من كثرة المؤامرات، إلا أن مجتمعنا السني واجه بكل جدية هذه الدوافع العدائية، كما يتضح من الـ15 ألف شهيد سني الذين قضوا نحبهم خلال فترة الدفاع المقدس وغيرها واستشهاد عدد كبير من علماء السنة في طريق الحق والثورة.

وراى سماحته أن تحقيق الهدف المهم المتمثل بعزة الأمة الإسلامية لا يمكن إلا من خلال الوحدة وقال: اليوم من الواجبات المؤكدة نصرة المظلومين في غزة وفلسطين، ومن يخالف هذا الواجب المؤكد ، فهو حتما سيُسأل أمام الله.

وفي هذا اللقاء الذي حضره عبد الرحمن جابهاري من علماء السنة بمحافظة سيستان وبلوشستان وإمام جمعة جابهار، عبد الرحيم خطيبي من علماء السنة بمحافظة هرمزكان وإمام جمعة قشم، وعبد السلام إمامي من علماء السنة بمحافظة اذربيجان الغربية وامام جمعة مهاباد، ثمن الحضور التوجهات الوحدوية للجمهورية الإسلامية وقائد الثورة ودعمه للمجتمع السني، وتم التاكيد على تعزيز ارضيات الوحدة واستثمار القدرات المحلية، وخاصة في المناطق السنية، من أجل تحقيق التقدم في البلاد.

كما شدد علماء اهل السنة على ضرورة التصدي للتيارات التكفيرية والمتطرفة.

قائد الثورة : من الواجبات المؤكدة اليوم نصرة المظلومين في غزة وفلسطين
قائد الثورة : من الواجبات المؤكدة اليوم نصرة المظلومين في غزة وفلسطين
قائد الثورة : من الواجبات المؤكدة اليوم نصرة المظلومين في غزة وفلسطين

 

قائد الثورة : من الواجبات المؤكدة اليوم نصرة المظلومين في غزة وفلسطين
قائد الثورة : من الواجبات المؤكدة اليوم نصرة المظلومين في غزة وفلسطين
قائد الثورة : من الواجبات المؤكدة اليوم نصرة المظلومين في غزة وفلسطين
قائد الثورة : من الواجبات المؤكدة اليوم نصرة المظلومين في غزة وفلسطين
قائد الثورة : من الواجبات المؤكدة اليوم نصرة المظلومين في غزة وفلسطين
قائد الثورة : من الواجبات المؤكدة اليوم نصرة المظلومين في غزة وفلسطين
قائد الثورة : من الواجبات المؤكدة اليوم نصرة المظلومين في غزة وفلسطين

وزع الإعلام الحربي اليمني مساء الاثنين مشاهد إطلاق الصاروخ البالستي الفرط صوتي الذي استهدف هدفاً عسكرياً في منطقة يافا في فلسطين المحتلة.

 

 

وكشف الإعلام الحربي عن صاروخ "فلسطين 2" الفرط صوتي الذي ضرب هدفا عسكريا في منطقة يافا بفلسطين المحتلة.

واوضح ان صاروخ "فلسطين 2" له مدى 2150 كم ويعمل بالوقود الصلب على مرحلتين ويتميز بتقنية التخفي وسرعته تصل إلى 16 ماخ.

واضاف ان صاروخ "فلسطين 2" يمتلك قدرة عالية على المناورة لتجاوز أحدث منظومات الدفاعات الجوية بما فيها "القبة الحديدية".

 
مشاهد اطلاق الصاروخ الفرط صوتي اليمني نحو يافا المحتلة
مشاهد اطلاق الصاروخ الفرط صوتي اليمني نحو يافا المحتلة

 

مشاهد اطلاق الصاروخ الفرط صوتي اليمني نحو يافا المحتلة

وكانت القوات المسلحة اليمنية اعلنت امس تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت هدفاً عسكرياً للعدو الإسرائيلي في منطقة "يافا" في فلسطين المحتلة في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد.

وأوضحت القوات المسلحة في بيان، أن القوة الصاروخية نفذت العمليةُ بصاروخ باليستي جديد فرط صوتي نجح بعون الله في الوصول إلى هدفه وأخفقت دفاعات العدو في اعتراضه والتصدي له.

وأشار البيان إلى أن الصاروخ قطع مسافةً تقدر بـ 2040 كيلو متراً في غضون 11 دقيقة ونصف الدقيقة، وتسبب في حالة من الخوف والهلع في أوساط الصهاينة، حيث توجه أكثر من مليوني صهيوني إلى الملاجئ وذلك لأول مرة في تاريخ العدو الإسرائيلي.

وذكر البيان أن هذه العمليةَ جاءت في إطار المرحلة الخامسة وتتويجاً لجهود أبطال القوة الصاروخية الذين بذلوا جهوداً جبارة في تطوير التقنية الصاروخية، مؤكداً أن عوائق الجغرافيا والعدوان الأمريكي البريطاني ومنظومات الرصد والتجسس والتصدي لن تمنع اليمن من تأدية واجبه الديني والأخلاقي والإنساني انتصاراً للشعب الفلسطيني.

وقال بيان القوات المسلحة :"على العدو الإسرائيلي أن يتوقع المزيد من الضربات والعمليات النوعية القادمة ونحن على أعتاب الذكرى الأولى لعملية السابع من أكتوبر المباركة، منها الرد على عدوانه الإجرامي على مدينة الحديدة، ومواصلة عمليات الإسناد للشعب الفلسطيني المظلوم".

الإثنين, 16 أيلول/سبتمبر 2024 18:16

من يُحيي سيرة نبيه هو من يناصر المظلومين

المتأمل في وتيرة الأحداث في العام الأخير وتسارع عجلتها ومتغيراتها سيلاحظ أن هناك أمرا يحدث يرفع من شأن اليمنيين أنصار رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأن هناك إرادة الهية هي الماضية مهما كاد الأعداء ومهما تأمروا، ويتأمل كذلك بأن الوعود الإلهية تتحقق مهما كانت التضحيات أليمة وجسيمة ولكن من استجاب لله وللرسول ولبّى الدعوة الى الجهاد في سبيل الله وتنفيذ توجيهات الله تعالى في كيفية إعداد العدة والمواجهة والتهيئة النفسية والمعنوية واستقراء الأحداث التاريخية لا بد أن يكون الله معه ولن يخذله وفقا للسنن الكونية المعروفة.

 

منذ أحداث عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر في العام 2023 الذي قلب متغيرات كثيرة وأطاح بما كان يسمى مسلّمات منتشرة عبر وسائل الاعلام وعبر الأجيال وبثت في النفوس الإحباط والاستسلام وروح الهزيمة وكأنها قواعد لا يمكن الخروج عنها ومن هذه القواعد المكذوبة التي استخدموها كأنها مسلّمات أن أمريكا القوة العظمى التي لا يمكن أن تقهر ولا يمكن أن تهزم ولم يخلق بعد من يستطيع مواجهتها ,, وكذلك الأكاذيب التي كانت كالقواعد على الجميع أن يؤمن بها هو أن جيش الإحلال الإسرائيلي و"الموساد" لا يمكن أن يهزم أبدا لأن القائمين عليه عظماء وشجعان وأقوياء ومجرمين لا يرحمون بشرا .. الخ، تلك الأقاويل التي عشعشت في أدمغة ألاف بل ملايين البشر من أجيال العرب والمسلمين وحتى من غير العرب,

جاءت الأحداث الأخيرة لتثبت ضعف هذا الكيان وهشاشته وبأن اختراقه بل وهزيمته أمر ليس بالصعب أبدا رغم كل إمكاناته, إضافة الى ظهور وتجلّي حقيقة القوة الامريكية في البحر الأحمر التي عجزت تماما عن السماح بمرور سفينة واحدة الى كيان العدو الصهيوني عبر ما يسمى ميناء ايلات ام الرشراش حتى أعلن الميناء افلاسه تماما .

في البداية سخر كثير من المحللين من عمليات البحر الأحمر وشككوا في جدوائيتها وقللوا من أهميتها بحجة أن العدوان الصهيوني على غزة مستمر،، وطبعا هو سيستمر لأن اليهود بطبيعتهم معاندين ولا يعترفون بخسائرهم ويكابرون ويحاولون تطمين المستوطنين بان الأمور على ما يرام ولم تخرج الأمور عن سيطرتهم، حتى فاحت رائحة خزيهم وذلهم وخوفهم وتخبطهم وهشاشة الوضع الداخلي لهم وعدم رضاهم عن ما تفعله حكومة النتن ياهو في سرعة كتابة سطور النهاية الحتمية لهذا الكيان الزائل والمؤقت والذي تأسس على يد عصابات صهيونية تأمرت مع بعض حكام العرب ومع بريطانيا لإحتلال أرض ليست لهم وتهجير أهلها وتأسيس كيانهم على الدماء والأشلاء والجرائم التي لن ينساها التاريخ.

موقف اليمن تجلّى لكل ارجاء الكرة الأرضية حتى لدول لم تكن تسمع بهذا اليمن لا من بعيد ولا من قريب ! فلماذا يا ترى تصدر اليمانيون المواقف الشعبية في نصرة فلسطين في مظاهرات أسبوعية لمدة عام كامل دون ملل ولا كلل ولا فتور ؟؟ ولماذا تتجدد العزائم وتحيا الروح الثورية في النفوس وتتجلى الهوية الايمانية الثابتة والراسخة رسوخ الجبال في أبناء هذا الشعب اليمني الأصيل ؟

سأجيبكم بإختصار وفي سطور قليلة وهو أن من يباهي بنبيه بين الأمم ويحيي ذكرى مولده بكل لهفة وبكل شوق وبكل محبة في الأعوام الأخيرة منذ أكثر من عشر سنوات وبحشود مليونية مهيبة لم يشهدها التاريخ الإسلامي من قبل، حتى يتم تناقل تلك المشاهد المهيبة والرهيبة وهم يعلنون ولاءهم للنبي الأعظم محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) ويفخرون بسيرته الجهادية في مقارعة الكفار والمنافقين , وفي تعامله الراقي مع بقية الخلق كرحمة مهداة لكل العالمين ,هؤلاء أنفسهم ومن آثار احياءهم لكل المبادئ والقيّم النبوية هم من كانت مواقفهم تجاه إخوانهم في فلسطين تدهش العالم , فمن يحيا قلبه بحب النبي وبتجسيد سيرته لا يمكن أبدا أن تكون مواقفه متخاذلة وذليلة تجاه جرائم العدو الوحشية اليومية في قطاع غزة من فلسطين المحتلة.

سيرة النبي محمد (صلى الله عليه وآله) ليست مجرد فعاليات واحتفالات وألوان خضراء وتنتهي المناسبة , بل هي تجسيد عملي في الواقع وفي الميدان وهذا ما مثله السيد القائد عبدالملك الحوثي والشعب اليمني المستجيب لله ولرسوله ولداعي الحق إذا دعاه لما يحييه , فكانت الخطابات الأسبوعية التحفيزية المذكرة الأمة بواجباتها والمحذرة من عقوبة التفريط والتخاذل , كانت خطابات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي هي المساهم الأول في استمرار حالة السخط الشعبي ضد اليهود وحالة التضامن الشعبي المستمر مع فلسطين دون ملل.

صحيح أن الشعب اليمني يعاني من ويلات الصراعات والحروب التي يمولها العدو بل ويشارك فيها لغرض انهاك واشغال الجبهة الداخلية وافقار الشعب وتغييبه وابعاده عن قضايا الأمة المركزية واشغاله بشئونه الداخلية المتدهورة , ولكن هذا الشعب تصدر الموقف الأول بين شعوب المنطقة في اتخاذ موقف حق والتفاف حول القيادة وتفويض لاتخاذ أي خطوة عسكرية تصعيدية فيها جانب من الردع لهؤلاء السفلة القتلة في فلسطين المحتلة والذين يتباهون يوميا لارتكابهم أبشع الجرائم بحق المدنيين العزل الأبرياء ويعتبرون هذا نصرا لهم بعد فشلهم الذريع أمام ابطال المقاومة الفلسطينية الذين ضربوا أروع الأمثلة في الصبر والصمود في أحلك الظروف وهم يواجهون ألة الاجرام الامريكية الصهيونية وبدعم غربي وتخاذل بل وتأمر عربي من الدول المطبعة والمحيطة لفلسطين والتي جعلت من معابرها وطرقها جسورا لمد هذه العصبة الصهيونية بالبضائع والاطعمة التي عجزوا عن ايصالها لهم بسبب الحصار الذي فرضه اليمنيون في البحر الأحمر .

كان حتى دور الشعوب العربية ضعيف ولم يرق الى الموقف المطلوب منهم أمام الله وأمام واجبهم الديني والأخلاقي والإنساني في نصرة إخوانهم في الدين والعقيدة والعروبة وهم يذبحون يوميا ويتم حصارهم وتجويعهم واقتحام المستشفيات وتدمير المدارس والعمارات السكنية على رؤوس ساكنيها، ويتم تعذيب الأسرى بطرق لا تمت للإنسانية بصلة وكل هذا والعالم المنافق الذي يتغنى بالحقوق والحريات والديمقراطية والسلم الاجتماعي وغيره من المسميات يتفرج بصمت مخزي يجعل كل دراسي القوانين الدولية والمعاهدات والاتفاقيات الدولية يخجلون من أين يتكلموا عن أي قوانين أو حقوق أو يدرسوها لطلابهم وهي لا تتعدى من الصفحات المكتوبة عليها ولا تطبق حتى كأقل حد ممكن , لأن الجبروت الصهيوني والاجرام الأمريكي البريطاني تعدى كل حدود المعقول ...

فالاحتفاء بالمولد النبوي بكل حب ولهفة وشوق للاستماع بهذه السيرة العطرة الطاهرة التي تحيي القلوب وتشرح النفوس وتمثيل القدوة لكل الشعوب العربية والإسلامية التي بدأت تهتم بذكرى المولد النبوي الشريف منذ اطلالة ربيع الأول تأثرا وتأسيا باليمنيين سيكون لها الأثر في الواقع الفعلي.

ومن كان يغضب لمقدساته ولحرق القرآن ولكل قضايا الأمة المركزية هؤلاء هم من كانت لهم مواقف تاريخية وبطولية في دعم أبناء غزة لن تنساها الأجيال ولن تضيع عند الله سبحانه وتعالى فالله لا يضيع أجر العاملين ولا أجر المحسنين المجاهدين ,هؤلاء من ناصروا النبي قولا وعملا هم الأنصار في الماضي والحاضر , وهم من تخافهم إسرائيل وامريكا ليس لقوة سلاحهم وعزمهم فقط ولكن لقوة عقيدتهم الراسخة في أعماقهم والمتجذرة في وجدانهم والتي مفادها يقول بأن الله يقاتل معهم ولن يتخلى عنهم . فهو القائل سبحانه (ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) وهذا وعد إلهي ثابت لا يتغير بتغير الزمان أو المكان ومن أصدق من الله قيلا .

الخميس, 12 أيلول/سبتمبر 2024 13:50

الولاية والارتباط الوثيق بالناس

للولاية معنى عجيب. أصل معنى الولاية: عبارة عن قرب شيئين أحدهما من الآخر. لنفترض أنّ حبلين متينين رُبطا بعضهما بالبعض بحيث لا يمكن فصلهما بسهولة، هذا ما يُسمّى في اللغة العربيّة بـ "الولاية". الولاية تعني: اتّصال شيئين وارتباطهما وتقاربهما بنحوٍ لصيقٍ ومتين. جميع المعاني التي ذُكرت لـ"الولاية" في كتب اللغة ـ معنى المحبّة، ومعنى القيّوميّة وباقي المعاني، حيث يوجد في اللّغة العربيّة سبعة أو ثمانية معاني ـ من هذه الناحية ـ يوجد في كلّ واحد منها بشكلٍ ما هذا القرب والتقارب بين طرفي الولاية. كـ "الولاية" بمعنى المحبّة، ذلك لأنّ المحبّ والمحبوب لهما ارتباط واتّصال معنويّ لأحدهما بالآخر (يشدّ أحدهما إلى الآخر)، ولا يمكن فصلهما.
 
يذكر الإسلام الحكومة بتعبير "الولاية" ويعرّف الشخص الذي يقف على رأس الحكومة بـالوالي، الوليّ، المولى ـ أي: اشتقاقات كلمة الولاية ـ. ما معنى ذلك؟ معناه أنّ الشخص الذي يجلس على رأس السلطة وأولئك الأشخاص الذين تكون في يده سلطة الولاية عليهم، لهم ارتباط واتّصال وتواصل لا ينقطع. هذا هو معنى هذه المسألة. هذا، يفسّر لنا الفلسفة السياسيّة للإسلام في موضوع الحكومة. كلّ حكومة لا تكون هكذا فهي ليست ولاية، أي ليس الحاكميّة التي توقّعها الإسلام. لو افترضنا أنّ هناك أشخاصًا على رأس السلطة ليس لهم ارتباط بالناس، فهذه ليست ولاية، إذا كان هناك أشخاص علاقتهم بالناس علاقة خوف ورعب وليست علاقة محبّة ووئام وارتباط - فهذه ليست ولاية، إذا تزعّم أشخاص من خلال الانقلاب، فهي ليست ولاية، إذا تربّع أحد على عرش الحكم عن طريق الوراثة والخلافة النسبيّة، وهو يفتقر إلى الفضائل والشروط الحقيقيّة التي تُشترط في الحكومة - فهي ليست ولاية. الولاية تكون عندما يكون ارتباط الوالي أو الولي بالناس المولّى عليهم ارتباط قريب، شفّاف، مفعم بالمحبّة، وذلك كما كان الأمر عليه مع النبيّ  صلى الله عليه وآله وسلم ـ أي: ﴿بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ﴾[1]، أي: يكون هناك شخص من بين الناس أنفسهم يتولّى مسألة الولاية والحكومة. هذا هو أساس المسألة في حاكميّة الإسلام[2].
 
الولاية الإلهيّة ارتباطٌ بالناس
إذن، علاوة على تلك المعاني الحقيقيّة الموجودة، الحكومة في الإسلام هي حكومة ولائيّة، والولاية تعني: الحكومة التي عُبّر عنها بهذه العبارة اللطيفة والمتناسبة مع شخصيّة الإنسان. ولأنّ لأفراد المجتمع وأفراد بني البشر في الإسلام، أهميّة في حساب الإسلام السياسيّ، في الواقع، فالشعب هو كلّ شيء. الشعب هو من يُعتدّ بشخصيّته، وإرادته، ومصالحه، وجميع شؤونه في نظام الإسلام السياسيّ، عندها (عندما يتوفّر ذلك الشرط)، تأخذ الولاية الإلهيّة معناها من خلال هكذا مشاركة للشعب. حقيقة الولاية الإلهيّة هي: الارتباط بالشعب.
 
ارتباط أمير المؤمنين الدائم بالشعب
لذا، نرى أمير المؤمنين  عليه السلام الذي هو مظهر الولاية في الإسلام والمصداق التامّ للوليّ الذي نُصّب للناس، لم يخلُ في أيّ وقت من حالة الارتباط بالناس هذه، والتواصل والانسجام معهم. سواء في العهد الذي أُقصي فيه عمليًّا عن الحكم، وانفصل عنه الناس على نحو الارتباط الحكومتيّ، أي: سُلبت منه الحكومة عمليًّا، الولاية والحكومة والقيادة والسلطة التي يُعبَّر عنها في الإسلام بـ "الولاية" وكانت حقًّا له - سُلبَت منه ـ بالطبع، الولاية المعنويّة- ذلك الشيء المفروض والموجود في إمامة الشيعة - موجودة في كلّ الأحوال وليست مرتبطة بالولاية الظاهريّة - ولا في العهود الأخرى، ترك الارتباط والاتّصال بالنّاس. في ذلك الوقت كان أمير المؤمنين عليه السلام واحدًا من أفراد الشعب وجزءًا منهم، لم ينزوِ وينعزل ويبتعد عن الناس. وأيضًا، في الوقت الذي تسلّم فيه الحكم، كان حاكمًا شعبيًّا بكلّ ما للكلمة من معنى[3].
 


[1] سورة آل عمران، الآية 164
[2] خطاب القائد في لقاء الموظّفين الرسميّين (26/4/1997).
[3] خطاب القائد في لقاء الموظّفين الرسميّين (26/4/1997).