
emamian
هل تتعرق أثناء تناول الطعام؟ هذه الأسباب
هل لاحظت أنك تتعرق أثناء تناول الطعام؟ ما السبب وراء ذلك؟ وما العلاج؟
تُعرف ظاهرة التعرق أثناء تناول الطعام طبيا باسم التعرق الذوقي gustatory sweating . أو متلازمة فراي Frey Syndrome. ومن الشائع بين من يعانون من هذه الحالة أن يتعرقوا أثناء تناول الطعام أو بعده، خاصة بعد تناول الطعام الساخن والتوابل بسبب الارتفاع الطبيعي في درجة حرارة الجسم.
ويحتوي الطعام الحار على الفلفل الأحمر أو الأسود الذي يحتوي على الكابسيسين الذي يحفز النظام الحراري ليشعر الإنسان بالدفء. وللحد من التعرق الذوقي، يجب معرفة الأسباب الكامنة وراءه.
لماذا يحدث التعرق أثناء الأكل؟
قد يحدث التعرق الذوقي لأسباب متعددة:
1- تلف في العصب
أثناء تناول الطعام، قد يكون هناك احمرار في الوجه وتعرق بسبب تلف العصب الأذني الصدغي، أو مرض مثل القوباء المنطقية shingles، كما يقول الطبيب الاستشاري وأخصائي العناية المركزة الدكتور روحي بيرزادا، لموقع هيلث شوتس.
2- جراحة الرأس أو الرقبة
أحد الأسباب الأكثر شيوعا للتعرق الذوقي هو وجود تاريخ من جراحة الرقبة أو الرأس.
ومن المعتقد بشكل عام أن جراحة الغدة النكفية يمكن أن تلحق الضرر بالأعصاب القريبة عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى ظهور إشارات عصبية مختلطة معينة، مثل تلك الخاصة بالتعرق.
وينتج جسمنا بشكل طبيعي المزيد من اللعاب عندما نأكل. ولكن، في حالة تلف أعصاب الغدد النكفية، قد يبدأ جسمك بالتعرق بدلا من إفراز اللعاب.
3- تناول غذاء غني بالبروتين
قد يحدث ما يسمى تعرق اللحوم، وهو التعرق المفرط بعد تناول وجبات غنية بالبروتين وليس اللحوم فقط.
لذا فإن موازنة البروتين في النظام الغذائي أو تناول كميات أقل على فترات متكررة قد يساعد في تقليل نوبات التعرق هذه.
خيارات العلاج لهذا النوع من التعرق محدودة. ومع ذلك، فإن العديد من العلاجات قد تقلل أو توقف التعرق الذوقي، وبعضها يتمثل في:
1- العلاجات المتاحة دون وصفة طبية
في بعض الأحيان، قد يصف طبيبك علاجات موضعية بدون وصفة طبية وأدوية عن طريق الفم. وقد تشمل هذه مضادات التعرق التي يمكن تطبيقها على الوجه أو المناطق الأخرى التي تتعرق فيها. كما أن الأدوية مثل مضادات الكولين قد تحد أيضا من التعرق.
2- حقن البوتوكس
حقن البوتوكس هي خيار العلاج الأساسي لمتلازمة فراي.
3- اليوميات
من النصائح تدوين الطعام الذي يسبب التعرق، وتتم ملاحظة هذا النمط. ويمكنك تحليل المعلومات التي تم جمعها بحلول نهاية الأسبوع لمعرفة أنماط الطعام التي تسبب لك التعرق أكثر. ويمكنك إيقاف هذه الأطعمة لمعرفة ما إذا كان الامتناع عن تناولها قد يساعد في الحد من التعرق.
كيف يحدث التعرق؟
يتم إنتاج العرق عن طريق الغدد الموجودة في الطبقة العميقة من الجلد، الأدمة. وتوجد الغدد العرقية في جميع أنحاء الجسم، ولكنها أكثر عددا في الجبهة والإبطين والكفين وأخمص القدمين، وذلك وفقا لدائرة الصحة بولاية فيكتوريا الأسترالية.
ويتكون العرق أساسا من الماء، ولكنه يحتوي أيضا على بعض الأملاح. وتتمثل مهمتها الرئيسية في التحكم بدرجة حرارة الجسم. ومع تبخر الماء الموجود بالعرق، يبرد سطح الجلد. وهناك وظيفة إضافية للعرق هي المساعدة في الإمساك عن طريق ترطيب راحة اليد قليلا.
التعرق الطبيعي
التعرق الطبيعي والصحي يحدث بسبب:
- درجات الحرارة المرتفعة، كما هو الحال في الصيف.
- تمرين جسدي.
- ضغط عاطفي.
- تناول الأطعمة الساخنة أو الحارة.
- الحمى المرتبطة بالمرض.
فرط التعرق
يُعرف التعرق الزائد بفرط التعرق الذي يعد الأكثر شيوعا، وهو مجهول السبب لأنه لا يمكن العثور على سبب له. ويمكن أن يتطور خلال مرحلة الطفولة أو في وقت لاحق من الحياة، وقد يؤثر على أي جزء من الجسم، ولكن الراحتين والأخمصين أو الإبطين هي المناطق الأكثر إصابة. وقد يحدث التعرق الزائد حتى أثناء الطقس البارد، ولكنه يصبح أسوأ أثناء الطقس الدافئ وعندما يكون الشخص تحت ضغط عاطفي.
وبعض الأسباب المعروفة تشمل:
- البدانة.
- التغيرات الهرمونية المرتبطة بانقطاع الطمث (الهبات الساخنة).
- الأمراض المرتبطة بالحمى، مثل العدوى أو الملاريا
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- السكري.
- بعض الأدوية.
وفي معظم الحالات، لا يلزم إجراء أي فحوص خاصة لتشخيص فرط التعرق. وفي بعض الأحيان، يوصى بإجراء فحص الدم لمرض الغدة الدرقية.
علاج فرط التعرق
يعتمد علاج التعرق الزائد حسب السبب، وقد يشمل العلاج:
- تخفيض الوزن، إذا كان الشخص يعاني من زيادة الوزن.
- التطبيقات الموضعية (وضع المواد الموصوفة على الجلد) مثل: مضادات التعرق التي تحتوي على 10-25% من أملاح الألومنيوم، أدوية "مضادات الكولين" التي قد تكون متاحة على شكل كريم أو رذاذ أو مسحوق أو عصا أو رول أون أو مسح أو طلاء.
- يمكن وصف أدوية "مضادات الكولين" عن طريق الفم لمنع تنشيط الغدد العرقية.
- يمكن وصف العلاج بالهرمونات البديلة للحد من الهبات الساخنة لانقطاع الطمث.
- الرحلان الأيوني، حيث يتم تقليل نشاط الغدد العرقية مؤقتا عن طريق تمرير تيار كهربائي منخفض المستوى عبر الجلد.
- حقن البوتوكس لشل الغدد العرقية. ويستمر تأثير حقنة واحدة من 6-9 أشهر
- يمكن إجراء عملية جراحية للأعصاب التي تتحكم في الغدد العرقية، وفي الحالات الشديدة التي لم تنجح فيها جميع العلاجات الأخرى.
نقص التعرق
يسمى انخفاض التعرق بنقص التعرق إذا كان هناك فقدان جزئي للتعرق، أو عدم التعرق إذا كان هناك نقص كامل في التعرق. ويمكن أن يحدث هذا لعدد من الأسباب، تشمل:
- بعض الاضطرابات الجلدية.
- حروق في الجلد تؤدي إلى تلف الغدد العرقية.
- قصور الغدة الدرقية.
- الجفاف.
- الحرارة المفرطة لفترة طويلة أو ممارسة الرياضة أثناء الطقس الحار.
وقد تخلف قلة التعرق مشاكل في التحكم بدرجة الحرارة، وتؤدي إلى ارتفاع حاد في درجة حرارة الجسم أثناء الطقس الحار. وفي بعض الأحيان، يمكن أن يكون هذا مهددا للحياة.
ضربة الشمس والإرهاق الحراري
يمكن أن تحدث ضربة الشمس في الطقس الحار عندما لا يتم إنتاج كمية كافية من العرق للحفاظ على برودة الجسم. ويمكن أن تشمل الأعراض ما يلي:
- تشنجات العضلات.
- صداع.
- غثيان.
- قيء.
ويمكن أن يؤدي الفقد المفرط لأملاح الجسم ومياهه إلى مضاعفات تهدد الحياة. ويجب عندها البحث عن مكان بارد ومظلل، وشرب الكثير من السوائل، وغمر الجسم بالماء، إذا لزم الأمر.
مجلس جامعة الأزهر يدين مجازر "إسرائيل" بحق الفلسطينيين في قطاع غزة
دان مجلس جامعة الأزهر، في مصر، خلال اجتماعه الشهري الذي عقد اليوم الأربعاء، برئاسة رئيس الجامعة، سلامة جمعة داود، المجازر الصهيونية التي ترتكبها "إسرائيل" يومياً ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
كما أشاد المجلس بجهود مؤسسة الأزهر الشريف جامعاً وجامعة، في إرسال قوافل طبية وإغاثية إلى غزة.
وثمّن مجلس الأزهر أيضاً جهود مستشفيات جامعة الأزهر في علاج الجرحى والمصابين من غزة، في مستشفيات الحسين وسيد جلال ودمياط وأسيوط.
كذلك، ثمّن استضافة الجرحى الفلسطينيين وذويهم، دعماً لجهود الدولة المصرية، وطبقاً لتوجيهات رئاسة الأزهر الشريف بشأن مساعدة الفلسطينيين.
السيد نصرالله للإمام الخامنئي: نشارككم مشاعر فقد هؤلاء القادة والأمل بوجودكم وقياداتكم المسددة
وقال السيد نصر الله “إننا نشارككم كل مشاعر ومعاني فقد هؤلاء القادة في هذه المرحلة الحساسة”، وأضاف “كل العزاء لنا ولجميع المظلومين والمقاومين والمجاهدين والأمل بوجودكم وقياداتكم المسددة”.
وسأل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الله تعالى أن يمد في عمر الإمام الخامنئي، وأن يعين قلبه على تحمل هذا الفقد وان يمن على عائلاتهم بالصبر.
كما تقدم السيد نصرالله للإمام الخامنئي بأحر التعازي بإسم حزب الله ومجاهديه وجرحاه وعوائل شهدائه وجمهور المقاومة.
وفيما يلي نص البرقية
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
جانب سماحة آية الله العظمى القائد الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله الوارف).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إنني أتقدم من سماحتكم باسم حزب الله ومجاهديه وعوائل شهدائه وجرحاه وعامة جمهور المقاومة في لبنان بأحر التعازي ومشاعر المواساة بمناسبة استشهاد هذا الجمع من القادة الأبرار وفي مقدمهم سماحة آية الله السيد إبراهيم رئيسي رئيس الجمهورية الإسلامية المجاهد والخدوم والوفيّ ووزير خارجيته الأخ العزيز الدكتور حسين أمير عبد اللهيان حامل راية الدفاع عن المقاومة في كل المحافل الدولية وسماحة آية الله آل هاشم ممثل سماحتكم في آذربايجان الشرقية ومحافظها السيد رحمتي ورفاقهم الذين كانوا معهم.
إننا نشارككم كل مشاعر ومعاني فقد هؤلاء القادة الكرام في هذه المرحلة الحساسة وانتم تقودون الأمة الإسلامية في صراعها المرير مع قوى الاستكبار والهيمنة والاحتلال الأميركي والصهيوني لمقدساتنا وبلادنا وشعوبنا.
لنا ولجميع المظلومين والمقاومين ومجاهدي طريق الحق كل العزاء والأمل بوجودكم المبارك وقيادتكم الحكيمة والمسددة والشجاعة.
أسأل الله تعالى أن يمد في عمركم الشريف وأن يعين قلبكم الطاهر على تحمل ألم هذا الفقد لهؤلاء القادة الأوفياء والمخلصين وأن يمن على عائلاتهم الكريمة والشريفة وعلى شعبنا الإيراني العزيز والكبير وعلى جميع المسؤولين المحترمين في الجمهورية الإسلامية بالصبر والسلوان وعظيم الأجر وقرب الفرح والنصر إنشاء الله وان يتغمد هؤلاء الشهداء الأخيار جميعاً بواسع رحمته ويجمعهم مع ساداتنا رسول الله وآله الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين.
المصدر: موقع المنار
الإمام الخامنئي يعزي باستشهاد آية الله رئيسي ويعلن الحداد 5 أيام.. مخبر يتولى إدارة السلطة التنفيذية
قائد الثورة الإسلامية تقدم بالتعازي إلى الشعب الإيراني العزيز. وأعلن الحداد العام لمدة خمسة أيام على أرواح الشهداء.
وقال، بحسب المادة 131 من الدستور، يتولى السيد مخبر إدارة السلطة التنفيذية ويتعين عليه الترتيب مع رئيسي السلطتين التشريعية والقضائية لانتخاب رئيس جديد خلال مدة أقصاها خمسون يوما.
وقال سماحته، ببالغ الحزن والأسى تلقيت النبأ المرير وشهادة العالم المجاهد رئيس الجمهورية الشعبي خادم الرضا عليه السلام، حجة الإسلام والمسلمين السيد الحاج إبراهيم رئيسي ورفاقه الأعزاء رضوان الله عليهم.
وأضاف، وقع هذا الحادث المؤسف أثناء تقديمه الواجب؛ إن كامل فترة مسؤولية هذا الشخص النبيل والمتفاني، سواء خلال فترة الرئاسة القصيرة أو قبلها، قضيت بالكامل في جهود متواصلة في خدمة الشعب والوطن والإسلام.
وتابع، رئيسي العزيز لم يعرف التعب. ففي هذا الحادث المأساوي، فقد الشعب الإيراني خادمًا مخلصًا وقيمًا. كانت مصلحة الناس ورضاهم، التي تدل على رضا الله، مفضلة بالنسبة له على كل شيء، فلم يمنعه طعن بعض الحاقدين من العمل ليل نهار لتحسين الأمور واصلاحها.
واستشهد الرئيس الإيراني آية الله إبراهيم رئيسي، برفقة وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان أمس الأحد، إثر تحطم مروحية كانت تقلهما في منطقة ورزقان في محافظة أذربيجان الشرقية.
وكان على متن هذه المروحية رئيس الجمهورية آية الله ابراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، وإمام جمعة تبريز آية الله آل هاشم ومحافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتي، والعميد سيد مهدي موسوي رئيس وحدة حماية الرئيس، وعنصر من عناصر الحرس الثوري من فيلق أنصار المهدي، والطيار ومساعد الطيار ومسؤول فني.
وبحسب تسنيم، زار آية الله رئيسي، أمس الأحد، محافظة أذربيجان الشرقية، وافتتح مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف سد "قيز قلعة سي"، وهو مشروع مشترك بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية أذربيجان.
وكان آية الله رئيسي ومرافقوه في طريقهم إلى تبريز بطائرة هليكوبتر بعد مراسم تدشين سد "قيزقلعة سي" التي أقيمت بحضور الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، لكن هذه المروحية تعرضت لحادث في منتصف الطريق وسقطت في منطقة ورزقان.
ما هي رسالة حضور الرئيس السوري في القمة العربية؟
انهت القمة العربية في الدوحة اعمالها، وقرأ البيان الختامي على وقع القصف الإسرائيلي العنيف في مختلف محافظات غزة، ناسفة كل رهان على إصدارها قرارات حاسمة، بحجم الكارثة التي تلحق بأهل غزة والضفة الغربية. لكن الرهان بدا صعبا في قمة عربية جاءت في ظروف غير عادية، وفي مقدمها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والتداعيات المترتبة عليه على مستوى الإقليم وأبعد نحو حدود العالم.
بالرغم من كثرة الملفات التي حملت مع القادة العرب الى الدوحة، فرضت غزة الواقع على القمة الثالثة والثلاثين المنعقدة في البحرين وحمل البيان الختامي للقمة دعوة إلى وقف العدوان الإسرائيلي على القطاع وخروج قوات الاحتلال الإسرائيلي من جميع مناطقه ودعوة إلى نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية أممية في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين.
إن القمة التي انهت اعمالها في المنامة، جاءت في ظل صراعات وازمات تعاني منها الدول العربية، شكلت الازمات الداخلية في بعض الدول العربية جزء من هذه الملفات، تليها الازمات البينية بين بعض الدول العربية، واما الملفات الاهم فهي الاخطار الاقليمية المحدقة بالدول العربية ومنها قضية غزة.
لذلك ان تعقد قمة عربية في ظل هذه الظروف القاسية، بداية هو انجاز للقادة العرب، وان يجتمع القادة العرب بعد ما تتعرض له الدول العربية من عدوان خارجي وازمات داخلية وخلافات بينية، يعتبرحدث يجب الوقوف عنده، بالذات بعد تصدير مشهد وجود اتفاق على جدول اعمال محدد بعيد عن كل تلك الازمات التي تحدثنا عنها، وان هناك محاولة هذه المرة للدخول لعمق القضايا المصيرية والملحة في العالم العربي، بعد محاولة انهاء العنوان الجامع للدول العربية، وكسر ارادة الاتفاق بين القادة العرب على الاقل بعد مشهد المجزرة الكبرى في غزة، نعم غزة التي تختصر عناوين كثيرة كان يجب ان تصدر من القمة الى العالم الاسلامي والانسانية جمعاء.
في نقاش الازمات، ولن نناقش ما جاء به البيان الختامي الذي كان مخيبا لكل صاحب ضمير وحر وشريف في العالم العربي والاسلامي، لكن واقعياً، في العنوان الاول، الجميع بحاجة ضرورية لعلاقات عربية عربية، سليمة، مهما كان الظرف، هذه العلاقات تسمى في علم السياسة علاقات الضرورة بين الدول، ودوائر القرار في الانظمة العربية استطاعت ان تستثمر باجزاء من صمود سوريا في وجه ما يسمى بالربيع العربي، ما حدد هذا الصمود خطوط على مستوى الجغرافية السياسية في الاقليم والعالم، لتأتي خطوة استثمار سورية باعادة العلاقات مع بعض الدول العربية، و حضور الرئيس بشار الاسد في قمة المنامة، حضور ذو قيمة كبيرة جدا في ظروف مؤلمة تمر بها الامة العربية في غزة وسورية وغيرها من المناطق، فالرئيس الاسد هو رئيس دولة جزء من محور المقاومة، رتبت بانتصارها على الارهاب، كل الاصطفافات السياسية على مستوى المنطقة والاقليم، لذلك خطف الرئيس الاسد الاضواء بحضوره في القمة العربية في الدوحة، ويتفق معظم الخبراء ان الرئيس بشار الأسد ركز في مشاركته بقمة البحرين، على أهمية النقاش والبحث في الملفات المُدرَجة خلال جلسة القمة، وليس على إلقاء الكلمات؛ فلم يُلقِ كلمة وكان ذلك مقرَّرَاً منذ دعوة الرئيس الأسد إلى القمة. حيث عقد الرئيس السوري عدد من اللقاءات الثنائية حملت مشاورات مع الزعماء العرب، منهم ملك البحرين، وولي العهد السعودي، والرئيس العراقي. ويرى الهتمون بملف العلاقات العربية البينية، ان ذلك كان أكثر أهمية من الكلمات بالنسبة للرئيس الأسد، خاصة وأن رئاسة القمة سبق وحددت زمن الكلمة لأي زعيم بثلاث دقائق فقط، وهي مدة لا تكفي للغوص في العناوين أو القضايا التي تحمله أي كلمة.
من هنا كان الاتفاق ان الرئيس الاسد ان كان سيتكلم في الاولويات التي سيناقشها الزعماء العرب، فالرئيس السوري كان قد عبر عن موقف سورية من المقاومة، وهذا الامر ثبت في اكثر من مناسبة، وكان اخرها ان سورية سبتقى تدعم المقاومة الفلسطينية بكل عمق، وقبل ايام وجه رسالة ان سورية مستمرة بدعم المقاومة.
لذلك لا يمكن ان يقرأ حضور الرئيس في القمة العربية الا انه حضور بكامل قوة الرئيس الاسد وبكامل مواقفه، هو انجاز بحد ذاته، لسان حاله يقول انه لم يأت اليوم الى القمة العربية، بل هو قد حضر من عشرات، وان سوريا وشعبها قاتلت من اجل العناوين الكبرى التي يقاتل من اجلها اهل غزة اليوم، وان الرهان على الفعل المقاوم، هو الرهان الحقيقي، وان ثوابت سورية هي ذاتها لم تتبدل، وان دمشق لن تناور على الثوابت التي قاتلت من اجلها منذ انشاء هذا الكيان، وصمته كان هاما ورسالة للجميع.
* العالم/ حسام زيدان
ذكرى ولادة الإمام الرضا(عليه السلام)
ولد بالمدينة يوم الجمعة أو يوم الخميس الحادي عشر من شهر ذي الحجة، أو شهر ذي القعدة ،أو شهر ربيع الأول، على اختلاف الروايات، من سنة 153، أو سنة 148، للهجرة النبوية المباركة ، في السنة التي توفي فيها جده الإمام الصادق عليه السلام، أو بعدها بخمس سنين.
و توفي يوم الجمعة أو الإثنين آخر شهر صفر، أو 17 أو 21 من شهر رمضان، أو 18 جمادى الأولى، أو 23 من ذي القعدة، أو آخر شهر ذي القعدة من سنة203 للهجرة، أو سنة 206، أو 202، قال الصدوق في العيون: الصحيح أنه توفي في شهر رمضان لتسع بقين منه يوم الجمعة سنة 203 للهجرة، وكانت وفاته بطوس من أرض خراسان، في قرية يقال لها (سنا آباد) من رستاق نوقان.
وقد بلغ سلام الله عليه من العمر «48» أو«47» أو«50» أو«51» أو «57 سنة و49 يوما أو 79 يوما أو بزيادة 9 أشهر عليها أو 6 أشهر و10 أيام» على حسب الاختلاف في تأريخ المولد والوفاة.
أقام منها مع أبيه «24 سنة وأشهرا» كما في مطالب السؤول، و«25 سنة إلا شهرين» في قول ابن الخشاب، والارجح أن يكون عمره يوم وفاة أبيه «35 سنة» أو «29 سنة وشهرين»، وقد بقي عليه السلام بعد أبيه الامام موسى بن جعفر 25 سنة كما في مطالب السؤول، والارجح ان يكون بقاؤه بعد ابيه عليه السلام 20 سنة كما في الإرشاد، او قريب من ذلك، وهذه هي مدة إمامته وخلافته، وهي بقية ملك الرشيد عشر سنين وخمسة وعشرين يوما، ثم خلع الأمين وأجلس عمه إبراهيم بن المهدي أربعة وعشرين يوما، ثم أخرج محمد ثانية وبويع له وبقي سنة وسبعة أشهر وقتله طاهر بن الحسين، ثم ملك المأمون عبد الله بن هارون بعده عشرين سنة، واستشهد عليه السلام بعد مضي خمس سنين أو ثمان سنين من ملك المأمون.
أمه:
ورد في كتاب مطالب السؤول ان: أمه أم ولد تسمى الخيزران المرسية، وقيل شقراء النوبية، وقيل ان اسمها أروى وشقراء لقب لها.
قال الطبرسي في إعلام الورى: أمه أم ولد يقال لها أم البنين واسمها نجمة، ويقال سكن النوبية، ويقال تكتم، قال الحاكم أبو علي قال الصولي والدليل على أن اسمها تكتم قول الشاعر يمدح الرضا عليه السلام:
ألا أن خير الناس نفسا ووالدا *** ورهطا وأجدادا علي المعظم
أتتنا به للعلم والحلم ثامنا *** إماما يؤدي حجة الله تكتم
قال أبو بكر: وقد نسب قوم هذا الشعر إلى عم أبي إبراهيم بن العباس ولم أروه وما لم يقع لي رواية وسماعا فإني لا أحققه ولا أبطله، قال وتكتم من أسماء نساء العرب قد جاءت في الأشعار كثيرا منها في قول الشاعر:
طاف الخيالان فزادا سقما *** خيال تكنى وخيال تكتما
(اه) وصحح الفيروز آبادي تكنى وتكتم على بناء المجهول وقال كل منهما اسم لامرأة.
كنيته :
(أبو الحسن) وهي أشهر كناه، وكنيته عند الرواة وأهل الحديث (أبو الحسن الثاني). وروى أبو الفرج في مقاتل الطالبيين ما يدل على أنه يكنى بأبي بكر فروى بسنده عن عيسى بن مهران عن أبي الصلت الهروي قال: سألني المأمون يوما عن مسألة فقلت قال فيها أبو بكر كذا وكذا فقال من أبو بكر أبو بكرنا أو أبو بكر العامة قلت بل أبو بكرنا فقال عيسى لأبي الصلت من أبو بكركم فقال علي بن موسى الرضا كان يكنى به.
أقول: ولعل كنية أبي بكر هي كنيته التي كان العامة وأهل السنة يكنونه بها، ولعل رضا الإمام بالتسمي بهذه الكنية كان للتقية وبشكل مؤقت لذلك لم يعرفها عيسى وسأل (من أبو بكركم)، او هي من الكنى التي أطلقها عليه المأمون واجبر الإمام على قبولها، وعلى أي حال فالرواية بحسب الظاهر قد انفرد بها أبو الفرج الأصفهاني وهو من العامة .
لقبه:
ورد في كتاب مطالب السؤول انه عليه السلام لقب بألقاب كثيرة فمن ألقابه: الرضا والصابر والرضي والوفي وأشهرها الرضا، ومثله في الفصول المهمة مع إبدال الرضي والوفي بالزكي والولي.
وفي مناقب ابن شهر آشوب: قال أحمد البزنطي: إنما سمي الرضا لأنه كان رضاً لله تعالى في سمائه ورضاً لرسوله والأئمة عليهم السلام بعده في أرضه، وقيل لأنه رضي به المخالف والمؤالف وقيل لأنه رضي به المأمون. أقول: والقول الأول هو الصحيح الموافق للحق.
نقش خاتمه:
في الفصول المهمة: (حسبي الله).
وفي الكافي بسنده عن الرضا عليهالسلام: نقش خاتمي (ما شاء الله لا قوة إلا بالله).
وفي العيون: نقش خاتمه (وليي الله).
شاعره:
دعبل الخزاعي، وأبو نواس، وإبراهيم بن العباس الصولي.
أولاده:
قال كمال الدين محمد بن طلحة في مطالب السؤول: أما أولاده فكانوا ستة: خمسة ذكور وبنت واحدة وأسماء أولاده: محمد القانع، الحسن، جعفر، إبراهيم، الحسن، عائشة .
ونحوه ذكر عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي في معالم العترة الطاهرة، وابن الخشاب في مواليد أهل البيت، وأبو نعيم في الحلية.
وفي تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي: أولاده: محمد الإمام أبو جعفر الثاني، وجعفر، وأبو محمد الحسن، وإبراهيم وابنة واحدة.
و قال المفيد في الإرشاد: مضى الرضا عليه السلام ولم يترك ولدا نعلمه إلا ابنه الإمام بعده أبا جعفر محمد بن علي عليه السلام.
وقال ابن شهر آشوب في المناقب: أولاده محمد الإمام فقط.
وقال الطبرسي في إعلام الورى: كان للرضا من الولد ابنه أبو جعفر محمد بن علي الجواد لا غير.
وعن العدد القوية: كان له ولدان محمد وموسى لم يترك غيرهما.
وعن قرب الإسناد أن البزنطي قال للرضا عليه السلام إني أسألك منذ سنين عن الخليفة بعدك وأنت تقول ابني ولم يكن لك يومئذ ولد [و] اليوم قد وهب الله لك ولدين فأيهما هو؟. أقول: وفي هذا الحديث تقوية لمن يقول ان له ولدان.
ونقل المجلسي في البحار في باب حسن الخلق عن عيون أخبار الرضا عليه السلام حديثا عن فاطمة بنت الرضا عن أبيها الخ. أقول ان في هذا الحديث تقوية لمن يذهب إلى أن للإمام عليه السلام بنت ولكن ليس اسمها عائشة البعض بل هي فاطمة بن علي الرضا.
فضائله ومناقبه:
و هي كثيرة وقد تكلفت بها كتب الأخبار والتأريخ. قال اليافعي في مرآة الجنان: فيها (أي سنة 203) توفي الإمام الجليل المعظم سلالة السادة الأكارم أبو الحسن علي بن موسى الكاظم أحد الأئمة الاثني عشر ولي المناقب الذين انتسبت الإمامية إليهم وقصروا بناء مذهبهم عليهم .
ولا بد من ملاحظة ما مر من تنبيه في سيرة الإمام الصادق عليه السلام من اشتراك الكل في أنهم أكمل أهل زمانهم ونحن نذكر هنا طرفا من مناقبه وفضائله لتعسر استقصائها.
أحدها: العلم :
مر عن إبراهيم بن العباس الصولي أنه قال: ما رأيت الرضا عليه السلام سئل عن شيء إلا علمه ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان إلى وقته وعصره وأن المأمون كان يمتحنه بالسؤال عن كل شيء فيجيب عنه وأن جوابه كله كان انتزاعات من القرآن المجيد.
وفي إعلام الورى: عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال: ما رأيت أعلم من علي بن موسى الرضا، ولا رآه عالم إلا شهد له بمثل شهادتي، ولقد جمع المأمون في مجلس له عددا من علماء الأديان وفقهاء الشريعة والمتكلمين فغلبهم عن آخرهم، حتى ما بقي منهم أحد إلا أقر له بالفضل وأقر على نفسه بالقصور، ولقد سمعته يقول كنت أجلس في الروضة والعلماء بالمدينة متوافرون، فإذا أعيا الواحد منهم عن مسألة أشاروا إلي بأجمعهم، وبعثوا إلي المسائل فأجبت عنها، قال أبو الصلت ولقد حدثني محمد بن إسحاق بن موسى بن جعفر عن أبيه، أن موسى بن جعفر كان يقول لبنيه: هذا أخوكم علي بن موسى عالم آل محمد فسلوه عن أديانكم، واحفظوا ما يقول لكم.
و في مناقب ابن شهر آشوب: عن كتاب الجلاء والشفاء قال محمد بن عيسى اليقطيني: لما اختلف الناس في أمر أبي الحسن الرضا عليه السلام، جمعت من مسائله مما سئل عنه وأجاب فيه ثمانية عشر ألف مسألة.
وروى الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة عن الحميري عن اليقطيني مثله إلا أنه قال خمسة عشر ألف مسألة.
وفي المناقب ذكر أبو جعفر القمي في عيون أخبار الرضا أن المأمون جمع علماء سائر الملل مثل الجاثليق ورأس الجالوت ورؤساء الصابئين منهم عمران الصابي والهربذ الأكبر وأصحاب زردشت ونطاس الرومي والمتكلمين منهم سليمان المروزي ثم أحضر الرضا عليه السلام فسألوه فقطع الرضا واحدا بعد واحد وكان المأمون أعلم خلفاء بني العباس وهو مع ذلك كله انقاد له اضطرارا حتى جعله ولي عهده وزوج ابنته.
ثانيها: الحلم:
و كفى في حلمه تشفعه إلى المأمون في الجلودي، الذي كان ذهب إلى المدينة بأمر الرشيد ليسلب نساء آل أبي طالب، ولا يدع على واحدة منهن إلا ثوبا واحدا، ونقم بيعة الرضا عليه السلام فحبسه المأمون، ثم دعا به من الحبس بعد ما قتل اثنين قبله، فقال الرضا يا أمير المؤمنين هب لي هذا الشيخ، فظن الجلودي أنه يعين عليه، فأقسم على المأمون أن لا يقبل قوله فيه، فقال والله لا أقبل قوله فيك، وأمر بضرب عنقه، وسيأتي ذلك مفصلا في خبر عزم المأمون على الخروج من مرو.
ثالثها: التواضع :
مر في صفته عليه السلام عن إبراهيم بن العباس أنه كان إذا خلا ونصبت الموائد أجلس على مائدته مماليكه ومواليه حتى البواب والسائس.
وعن ياسر الخادم: كان الرضا عليه السلام إذا خلا جمع حشمه كلهم عنده الصغير والكبير فيحدثهم ويأنس بهم ويؤنسهم.
وروى الكليني في الكافي بسنده عن رجل من أهل بلخ قال: كنت مع الرضا عليه السلام في سفره إلى خراسان فدعا يوما بمائدة له فجمع عليها مواليه من السودان وغيرهم فقال له بعض أصحابه جعلت فداك لو عزلت لهؤلاء مائدة فقال عليه السلام: إن الرب تبارك وتعالى واحد والأم واحدة والأب واحد والجزاء بالأعمال.
رابعها: مكارم الأخلاق :
مر في صفته عليه السلام عن إبراهيم بن العباس أنه عليه السلام ما جفا أحدا بكلام قط ولا قطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه وما رد أحدا عن حاجة قدر عليها ولا مد رجليه ولا اتكأ بين يدي جليس له قط ولا شتم أحدا من مواليه ومماليكه ولا تفل قط ولا قهقه في ضحكه بل يتبسم.
وروى الكليني في الكافي بسنده : أنه نزل بأبي الحسن الرضا عليه السلام ضيف، وكان جالسا عنده يحدثه في بعض الليل فتغير السراج، فمد الرجل يده ليصلحه فزبره أبو الحسن عليه السلام، ثم بادره بنفسه فأصلحه، ثم قال إنا قوم لا نستخدم أضيافنا.
وبسنده عن ياسر ونادر خادمي الرضا عليه السلام أنهما قالا: قال لنا أبو الحسن عليه السلام إن قمت على رءوسكم وأنتم تأكلون فلا تقوموا حتى تفرغوا ولربما دعا بعضنا فيقال هم يأكلون فيقول دعوهم حتى يفرغوا.
خامسها: الكرم والسخاء:
سيأتي عند ذكر ولايته للعهد أنه وفد عليه من الشعراء إبراهيم بن العباس الصولي فوهب له عشرة آلاف من الدراهم التي ضربت باسمه، وأجاز أبا نواس بثلاثمائة دينار لم يكن عنده غيرها وساق إليه البغلة، وأجاز دعبلا الخزاعي بستمائة دينار واعتذر إليه.
و في المناقب عن يعقوب بن إسحاق النوبختي قال: مر رجل بأبي الحسن الرضا عليهالسلام فقال له أعطني على قدر مروءتك قال لا يسعني ذلك فقال على قدر مروءتي قال أما هذا فنعم. ثم قال يا غلام أعطه مائتي دينار. قال وفرق عليه السلام بخراسان ماله كله في يوم عرفة فقال له الفضل بن سهل أن هذا لمغرم فقال بل هو المغنم لا تعدن مغرما ما ابتعت به أجرا وكرما.
وروى الكليني في الكافي بسنده عن اليسع بن حمزة: كنت في مجلس أبي الحسن الرضا عليه السلام وقد اجتمع إليه خلق كثير يسألونه عن الحلال والحرام إذ دخل عليه رجل طوال آدم فقال السلام عليك يا ابن رسول الله، رجل من محبيك ومحبي آبائك وأجدادك ،مصدري من الحج وقد افتقدت نفقتي وما معي ما أبلغ به مرحلة، فإن رأيت أن تنهضني إلى بلدي ولله علي نعمة فإذا بلغت بلدي تصدقت بالذي توليني عنك، فلست موضع صدقة، فقال له اجلس رحمك الله، وأقبل على الناس يحدثهم حتى تفرقوا، وبقي هو وسليمان الجعفري وخيثمة وأنا، فقال أتأذنون لي في الدخول، فقال له سليمان قدم الله أمرك، فقام فدخل الحجرة وبقي ساعة ثم خرج، ورد الباب وأخرج يده من أعلى الباب، وقال: أين الخراساني، فقال ها أنا ذا، فقال خذ هذه المائتي دينار واستعن بها في مئونتك ونفقتك، وتبرك بها ولا تتصدق بها عني، واخرج فلا أراك ولا تراني، ثم خرج، فقال سليمان جعلت فداك لقد أجزلت ورحمت فلماذا سترت وجهك عنه، فقال مخافة أن أرى ذل السؤال في وجهه لقضائي حاجته، أما سمعت حديث رسول الله صلى الله عليه وآله: المستتر بالحسنة تعدل سبعين حجة، والمذيع بالسيئة مخذول، والمستتر بها مغفور له، أما سمعت قول الأول:
متى آته لأطلب حاجة *** رجعت إلى أهلي ووجهي بمائه
سادسها: كثرة الصدقات:
مر عن إبراهيم بن العباس أنه عليه السلام كان كثير المعروف والصدقة في السر وأكثر ذلك منه لا يكون إلا في الليالي المظلمة.
سابعها: الهيبة في قلوب الناس :
فسيأتي أنه لما خرج للصلاة في مرو ورآه القواد والعسكر رموا بنفوسهم عن دوابهم ونزعوا خفافهم وقطعوها بالسكاكين طلبا للسرعة لما رأوه راجلا حافيا، وأنه لما هجم الجند على دار المأمون بسرخس بعد قتل الفضل بن سهل وجاءوا بنار ليحرقوا الباب وطلب منه المأمون أن يخرج إليهم فلما خرج وأشار إليهم أن يتفرقوا تفرقوا مسرعين.
صفته في أخلاقه وأطواره
في إعلام الورى: قال إبراهيم بن العباس (يعني الصولي ): ما رأيت الرضا عليه السلام سئل عن شيء إلا علمه، ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان إلى وقته وعصره، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شيء فيجيب عنه، وكان جوابه كله وتمثله انتزاعات من القرآن المجيد، وكان يختمه ــ أي القران ــ في كل ثلاث، وكان يقول لو أني أردت أن أختمه في أقرب من ثلاث لختمت، ولكنني ما مررت بآية قط إلا فكرت فيها، وفي أي شيء أنزلت،
(وعنه) قال: ما رأيت ولا سمعت بأحد أفضل من أبي الحسن الرضا، وشهدت منه ما لم أشاهد من أحد، وما رأيته جفا أحدا بكلام قط، ولا رأيته قطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه، وما رد أحدا عن حاجة قدر عليها، ولا مد رجليه بين يدي جليس له قط، ولا اتكى بين يدي جليس له قط، ولا رأيته يشتم أحدا من مواليه ومماليكه، ولا رأيته تفل قط، ولا رأيته يقهقه في ضحكه، بل كان ضحكه التبسم، وكان إذا خلا ونصبت الموائد أجلس على مائدته مماليكه ومواليه حتى البواب والسائس، وكان قليل النوم بالليل كثير الصوم لا يفوته صيام ثلاثة أيام في الشهر، ويقول أن ذلك يعدل صيام الدهر، وكان كثير المعروف والصدقة في السر، وأكثر ذلك منه لا يكون إلا في الليالي المظلمة، فمن زعم أنه رأى مثله في فضله فلا تصدقوه.
قال: وعن محمد بن أبي عياد: كان جلوس الرضا عليه السلام على حصير في الصيف، وعلى مسح في الشتاء، ولبسه الغليظ من الثياب، حتى إذا برز للناس تزين لهم.
وقال الصدوق في كتاب عيون أخبار الرضا: كان عليه السلام خفيف الأكل قليل الطعام .
وفي خلاصة تذهيب الكمال للمزي عن سنن ابن ماجة: كان سيد بني هاشم وكان المأمون يعظمه ويجله وعهد له بالخلافة وأخذ له العهد .
وقال الحاكم في تأريخ نيسابور: كان يفتي في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وهو ابن «نيف وعشرين سنة» .
وفي تهذيب التهذيب: كان الرضا من أهل العلم والفضل مع شرف النسب .
وروى الصدوق في عيون أخبار الرضا بسنده عن رجاء بن أبي الضحاك وكان بعثه المأمون لأشخاص الرضا عليه السلام قال: والله ما رأيت رجلا كان أتقى لله منه، ولا أكثر ذكراً له في جميع أوقاته منه، ولا أشد خوفا لله عزل وجل...وكان لا ينزل بلدا إلا قصده الناس يستفتونه في معالم دينهم، فيجيبهم ويحدثهم الكثير عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله، فلما وردت به على المأمون سألني عن حاله في طريقه، فأخبرته بما شاهدت منه في ليله ونهاره وظعنه وإقامته، فقال بلى يا ابن أبي الضحاك هذا خير أهل الأرض وأعلمهم وأعبدهم «الحديث».
جامعة "الامام الحسين": مستعدون لاعطاء منح دراسية للمطرودين من الجامعات الاميركية والاوروبية
اعلن رئيس جامعة "الامام الحسين (ع)" الشاملة في الجمهورية الاسلامية الايرانية ، استعداد الجامعة لاعطاء منح دراسية للطلبة المطرودين من جامعات اميركا وكندا واوروبا بسبب دعمهم لفلسطين.
العالم - ايران
وفي بيان اصدره السبت، وجّه رئيس جامعة "الامام الحسين (ع)" الشاملة الدكتور محمد رضا حسني آهنكر، التحية لكل الأساتذة والطلبة المناضلين والمحبين للحرية والسلام في الجامعات الأمريكية والأوروبية، وقال: إن تاريخ الحركات المطالبة بالعدالة ومناهضة الاستكبار مدين للبيئة الجامعية والطبقة الأكاديمية؛ وقد شهدت فرنسا وإيطاليا وألمانيا وأمريكا، بعد الحرب العالمية الثانية، تظاهرات واسعة النطاق وطويلة الأمد ودامية، أدارها أكاديميون، أي طلاب وأساتذة أحرار.
واضاف: في التاريخ الأكاديمي لإيران، تعتبر حادثة 16 آذر 1332 هـ.ش (7 ديسمبر عام 1953) بعد الانقلاب الأمريكي البريطاني في 28 مرداد 1332 هـ.ش (19 اغسطس عام 1953) ضد الحكومة الوطنية آنذاك، والتي أدت إلى استشهاد ثلاثة طلاب مظلومين احتجوا على حضور ريتشارد نيكسون نائب الرئيس الاميركي آنذاك في جامعة طهران، إحد منعطفات تاريخ النضال الطلابي.
وتابع: في كل هذه السنوات، كانت معارضة اثارة الحرب والعنف من قبل القوى العظمى ضد الدول المضطهدة، وكذلك معارضة انتشار الأسلحة الذرية والابادة الجماعية وتدبير التمردات والانقلابات ضد الحكومات الشعبية المناهضة للإمبريالية في جميع أنحاء العالم، أو الاحتجاج ضد التمييز العنصري والقوانين المناهضة للنساء والملونين والأقليات القومية والعرقية وحتى تدمير البيئة بسبب تطور الصناعات الملوثة، هي الموضوعات الرئيسية للنضالات المحقة للطلاب الشباب وأساتذتهم.
واضاف: منذ عقد الثمانينيات من القرن العشرين وحتى العقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين، أصبح كتاب تاريخ الحركات الطلابية فصلًا ضئيلا، وحتى الأحداث والامور السيئة التي حلت بالبشرية لم تعط هذا الفصل (التحرك الطلابي) دفعة الى الامام، ورغم ذلك فأن إساءة الحضارة الغربية الحديثة لمفاهيم مثل حقوق الإنسان والديمقراطية والكرامة الإنسانية وحرية الأمم وتقرير المصير، وتصرفات الحكومات الغربية الاستبدادية ضد هذه المبادئ قد أثارت الكثير من الانتقادات في الجامعات و الدوائر العلمية في العالم.
واردف: إن دعم وتأييد المسؤولين الحكوميين الغربيين للحصار الإسرائيلي والهجوم والإبادة الجماعية في غزة والعنصرية والتمييز الهيكلي في الضفة الغربية، أجبر الكثير من دعاة الحق لعدم الاكتفاء بالسلبية السياسية والإدانات المنافقة من قبل هذه الحكومات للكيان الإسرائيلي.
وتابع: الآن بدأ يتشكل فصل جديد من حركات الاحتجاج الطلابية. فالصرخات المحبة للحرية والمطالبة بالعدالة التي يطلقها الطلاب والأساتذة غير المسلمين دفاعاً عن شعب فلسطين المسلم المضطهد والكراهية للعنصرية الصهيونية، تذكرنا بالحركات الشعبية والطلابية الكبرى في القرن العشرين، كما أنها صدى لجبهة المظلومون في العالم ضد الاستكبار العالمي.
واكد إن شجاعة الفلسطينيين وتضحياتهم، وصبر ومثابرة النساء والأطفال في أنقاض قطاع غزة، من أجل حماية تراب وطنهم، قد قرع مرة أخرى جرس الضمير الإنساني واضاف: الآن، في هذه المرحلة، هناك واجب ثقيل ملقى على عاتق مسؤولي الجامعات وأعضاء هيئة التدريس والأساتذة والطلاب، فيما يتعلق بإدانة الإبادة الجماعية الصهيونية وتنوير الرأي العام.
واشار الى استشهاد أكثر من 35 ألف فلسطيني، لغاية الان، معظمهم من النساء والأطفال، نتيجة للعدوان العسكري الإسرائيلي، بدعم من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية "ولسوء الحظ، لم تتمكن الآليات التقليدية في القانون الدولي واجراءات المنظمات الدولية من وقف هذه الجريمة ، علاوة على ذلك، لم يقبل الكيان الإسرائيلي وساطات العديد من الدول لحل هذه الأزمة".
واضاف: في مثل هذا الوضع، فإن الحضور النشط والمستمر للأكاديميين، وخاصة أساتذة وطلاب الجامعات الأمريكية والأوروبية، للاحتجاج على سلوك "إسرائيل" القمعي ودعم الحكومات الغربية لها، ستكون له آثار بعيدة المدى على طريق الخروج من هذه الأزمة. وخاصة إذا كانت البيئات الأكاديمية، باعتبارها الحركات الرائدة، قادرة على كسر اللامسؤولية والصمت العالمي الذي يحكم هذه الجرائم، فمن الطبيعي أن تنضم حركات أخرى أيضًا إلى هذا المطلب الإنساني الواسع النطاق.
واوضح انه على الرغم من أن بعض السياسيين الأمريكيين يريدون تجريم التضامن مع الفلسطينيين وإلغاء تأشيرات الطلاب وطرد الطلاب الأجانب الذين يحتجون على جرائم الحرب الإسرائيلية، فقد حان الوقت لأن يصبح الأساتذة والطلاب امتدادًا للأصوات المضطهدة للنساء والأطفال الفلسطينيين، وان يحثوا هذه الحركات الجامعية في جميع أنحاء العالم على التحرك والاحتجاج من أجل الأشخاص المحرومين من الحد الأدنى من حقوق الإنسان والتسهيلات اللازمة للبقاء على قيد الحياة.
وختم بيانه بالقول: إنني بصفتي رئيس جامعة "الإمام الحسين (ع)" الشاملة ، أعلن استعداد هذه الجامعة لاعطاء منح دراسية بصورة مجانية من قبل حكومة الجمهورية الاسلامية الايرانية لكافة الطلاب الذين جرى طردهم او تعليقهم من جامعتهم اثر المعاملة الجائرة وغير العادلة تجاههم من قبل المسؤولين الحكوميين في دول اميركا وكندا واوروبا.
16 عادة تدمر ثقتك بنفسك
من كتابة فريق بابونج
الثقة بالنفس من النقاط التي قد تحول حياتك إلى النجاح أو الفشل، وتلعب دوراً كبيراً في الرضا عن حياتك، وطريقة تفكيرك، والأشخاص الذين لديهم القليل من الثقة بالنفس، غالبًا ما يمتلكون قوة لا يدركونها، أو لا يمنحون أنفسهم الفرصة لتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
غالباً ما يتم التركيز على كيفية تعزيز الثقة بالنفس لكن أولاً يجب التوقف عن عادات تدمر ثقتك بنفسك نتعرف إليها فيما يلي:
الإفراط في الاعتذار
الإفراط في الاعتذار واستخدام كلمة "آسف" باستمرار تجعل الشخص يخبر ذهنه أن لديه سبباً للاعتذار حتى لو لم يكن هناك سبب، مع مرور الوقت ستشعر بأنك مدين للاعتذار لكل من حولك.
الإفراط في التهذيب أو الاعتذار طوال الوقت يضر ثقتك بنفسك حيث يجعلك تبدو غير واثق في قدراتك أو أفعالك، وتجعل الآخرين يعتقدون أنك مخطئ وتحتاج دائماً إلى الاعتذار.[1][2]
الملابس
أكثر ما قد يدمر ثقتك بنفسك هو مظهرك الخارجي خاصة الملابس لأننا والآخرون نحكم على الشخص من ملابسه إذا كانت متسخة أو غير متناسقة أو غير مرتبة ينظر إليك الآخرين بأنك غير جدير بالثقة، كما أنها أيضاً تنعكس على الطريقة التي ترى بها نفسك بالتالي تشعر بانعدام الثقة.[1]
المبالغة في مدح الآخرين
الإفراط في مدح الآخرين يجعلك تلقائياً تقلل من نفسك عن طريق المقارنة السلبية، عندما تبالغ في مدح الآخرين، فأنت تخبرهم أنهم أفضل منك بكثير، وتبدأ في تصديق أنك الأقل وهم الأفضل.
بالطبع الحديث الإيجابي مع الآخرين ضروري لبناء العلاقات لذلك يمكنك إبراز الصفات الإيجابية في الآخرين دون إفراط، أو تكرار المدح.[1][2]
الهوس بالعيوب الصغيرة
هل عندما تنظر إلى المرآة تلاحظ على الفور أي عيب بسيط في مظهرك الخارجي مثل عدم تناسق الحاجبين أو بثور! يعد ذلك الأمر خطراً على الثقة بالنفس لأنك تضخم من عيوب بسيطة بالتالي تقلل من ثقتك بنفسك، كما أن النقد الذاتي يؤدي إلى الحزن، والخجل مما يزيد من تدمير الثقة بالنفس.[1][2]
الكشف عن نقاط ضعفك
الجميع لديه نقاط ضعف لكن الحديث عنها مع الآخرين قد يؤدي إلى نتائج عكسية، ويقلل من ثقتك بنفسك، والتحدث عن نقاط الضعف قد يبدو بمثابة انعدام للأمان، وإذا كنت تقول تعليقات سلبية عن نفسك باستمرار، فسوف يلاحظ الناس ذلك ويملون من سماعها، ويبدءون في التفكير أنك ربما لست شخصا جيدا.[1][2]
السماح للآخرين باتخاذ القرارات
الشخص الواثق من نفسه هو من يستطيع اتخاذ القرارات، ويعرف جيداً ماذا يريد حيث يتم بناء الثقة من خلال التعبير عن رغباتك بطرق صادقة لذلك عندما يحاول شخص ما أن يدفعك إلى اتخاذ قرارات لا تريدها فإنه يحاول السيطرة عليك أو التلاعب بك بالتالي ستتأثر ثقتك بنفسك.[1][2]
الحديث السلبي مع النفس
أخطر ما يقوم به الإنسان لتدمير ثقته بالنفس هو الحديث السلبي مع نفسه مثل "لا يمكن أن يحدث هذا الشيء الجيد لي" أو "من أنا لأنجح" وغيرها من العبارات والأفكار السلبية لأننا نصدق تلك العبارات وكأنها حقيقة، وبمرور الوقت تنعدم لدينا الثقة بالنفس.[1][2]
خفض معاييرك
يجب أن يضع كل شخص مجموعة من المعايير التي تعكس استحقاقه مع ذلك القبول بمعايير منخفضة قد يصبح أكثر راحة للبعض مما يجعلهم يتنازلون عن معاييرهم الخاصة لكن في الواقع بمرور الوقت يؤدي خفض المعايير إلى تقليل قيمتك الشخصية بالتالي يؤدي إلى تقليل الثقة بالنفس.[1][2]
مقارنة نفسك بالآخرين
الأشخاص الذين يقارنون أنفسهم بشخص يعتبرونه أفضل منهم يقللون من ثقتهم بأنفسهم، وكأنهم يخبرون أنفسهم بأنهم لا يستحقون الوظائف أو الحصول على الترقية وغيرها بالتالي لن تشعر بأنك تستحق المحاولة لأن ثقتك بنفسك تنخفض.[1]
قول "نعم" لكل شيء
إذا كنت تقول "نعم" للجميع فهذا يدل على شعورك بالحاجة لأن "نعم" لكل شيء تجعلك تخضع لرغبات الآخرين مما يؤدي إلى ربط ثقتك بنفسك بموافقة ورضا الآخرين عنك لذلك يجب أن تحافظ على الاستقلالية، وتجنب قول "نعم" لكل شيء لإرضاء من حولك.[1][2]
الكلمتان "دائمًا" و"أبدًا"
قول الكلمات مثل "دائمًا" و"أبدًا" باستمرار يدمر الثقة بالنفس لأن تلك الكلمات التي تشير إلى الجمود تجعلك تشعر بأنك لا تمتلك القدرة على التغيير، وتدمر ثقتك بنفسك لأنها تهيئك لليأس، وتسبب الاكتئاب لذلك يجب أن تتحلى بقدر من المرونة.[1][2]
العلاقات السامة
يعكس الأشخاص من حولنا طبيعة علاقتنا مع أنفسنا لذلك إذا كنت محاطاً بأشخاص كسالى أو غاضبين طوال الوقت أو لديهم عقلية الضحية والشعور بالاضطهاد الدائم أو الأشخاص الذين يوجهون لك الانتقادات باستمرار، وينشرون اليأس من حولهم سيؤدي ذلك في النهاية إلى تدمير ثقتك بنفسك.[1][2]
التقليل من الإنجازات
يميل الناس دائماً إلى التقليل من صفاتهم الإيجابية والإنجازات على سبيل التواضع، وهو أمر جيد لأن التباهي المُفرط يعد أمراً سلبياً ومنفراً مع ذلك لا يجب التقليل من الإنجازات والمميزات في شخصيتك بل معرفتها جيداً، وإبرازها عند الحاجة، ويؤدي التقليل من إنجازاتك ومميزاتك بمرور الوقت إلى تدمير ثقتك بنفسك.[1][2]
العقلية الانهزامية
العقلية الانهزامية التي تقبل الهزيمة، وتبتعد عن الكفاح والمثابرة هي ما ينتهي بها الأمر في أسوأ حالة من انعدام الثقة بالنفس، وتعمل تلك العقلية عن طريق ترديد عبارات وأفكار مثل "حظي سىء دائماً" أو "كنت أعلم أن هذا الأمر ليس لي".[1][2]
البقاء في الماضي
إذا كنت عالقاً في الماضي خاصة في المواقف السلبية التي حدثت لك في أثناء الطفولة فهذا يؤدي إلى تدمير ثقتك بنفسك لأننا نجعل الجزء الماضي السلبي يتواجد في حاضرنا عن طريق التفكير فيه لذلك يجب تجاوز ما حدث في الماضي، واستخلاص الدروس منه فقط، والمضي قدماً في الحياة.[1]
حياة وسائل التواصل الاجتماعي
تصفح مواقع التواصل الاجتماعي باستمرار دون وجود الوعي الكافي لدى الشخص بأن ما يراه هو انتقائياً أي أن الأشخاص يشاركون على حساباتهم الأشياء الجيدة فقط التي تجعل حياتهم تبدو مثالية مثل أفضل الأزياء، والسفرات الخارجية، وغيرها مما قد يؤدي إلى نتائج سلبية لدى المتابعين الذين قد يشعرون بانعدام الثقة بالنفس مقارنة بالآخرين.
لا تحتاج إلى الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي بل كل ما تحتاجه هو الوعي بأن تلك الصور منتقاة بعناية لإبراز الجانب الإيجابي فقط.[3]
تم نشر هذا المقال على موقع بابونج
الإمام الخامنئي يستقبل أعضاء الهيئة العلمية لمؤتمر الإمام الرضا (ع)
استقبل قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، في تاريخ 8/5/2024، أعضاء الهيئة العلمية لمؤتمر الإمام الرضا (عليه السلام) الدولي الخامس.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن حديث قائد الثورة الإسلامية خلال استقبال الهيئة العلمية للمؤتمر الإمام الرضا (عليه السلام) الدولي الخامس والذي عقد في تاريخ 8/5/2024، نشر اليوم (الاثنين) في مكان انعقاد هذا المؤتمر بالحرم الرضوي المقدس.
وفي ما يلي نص حديث قائد الثورة:
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
بداية أودّ الإشادة بإحياء هذا المؤتمر وهذا الملتقى، فمعرفتنا بالأئمّة (عليهم السلام) – نحن في المجتمع الشيعيّ قبل الحديث عن الآخرين – يشوبها كثير من النقص. أحياناً نبالغ بالاهتمام بجانب معيّن، ولكنّ ذلك يكون على حساب الجوانب الأخرى ومن دون أن يقترن هذا الاهتمام بالإتقان والإحكام المطلوبين، وأحياناً لا نبدي حتّى هذا النحو من الاهتمام ونقنع بالقشور والاهتمام السطحيّ والأمور الشكليّة.
باعتقادي إنّ إحدى المسؤوليّات الكبرى التي على عاتقنا نحن الشيعة وأهل التشيّع هي تقديم أئمّتنا (عليهم السلام) للعالم، طبعاً بعض الأئمّة (عليهم السلام) – لأسباب معيّنة – معروفون، كالإمام الحسين وأمير المؤمنين (عليهما السلام)، فقد كتب عنهم الآخرون وتحدّثوا عنهم وهناك معرفة نسبيّة بهم خارج الدائرة الشيعيّة، بل حتّى خارج الدائرة الإسلاميّة، ولكنّ أكثر أئمّتنا (عليهم السلام) غير معروفين للآخرين. الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) بتلك العظمة غير معروف والإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) والإمام الهادي (عليه السلام) والإمام الصادق (عليه السلام) مع تلك المنظومة العظيمة والنشاط الاستثنائيّ، هؤلاء لا زالوا مجهولين للآخرين. وإن تعرّض لهم غير الشيعة - حينما يكون المتحدّث ليس شيعيّاً، لن يتحدّث عن الإمام (عليه السلام) من حيث هو إمام الشيعة -، فإنّ ذلك قليل ومحدود. مثلاً يستحضر مؤلّف من العرفاء اسم الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) في زمرة العرفاء فيتحدّث عنه في نصف صفحة أو أقلّ أو أكثر بصفته واحداً من العرفاء. المسألة في هذه الحدود لا أكثر.
في رأيي هناك ثلاثة أبعاد في حياة الأئمّة (عليهم السلام) ينبغي العمل عليها، أحدها البعد المعنويّ والإلهيّ، أي تلك القداسة، من حيث قدسيّة الأئمة (عليهم السلام)، فهذه الجهة لا يمكن إهمالها ولا بدّ من تناولها والحديث عنها، وغاية الأمر أنه ينبغي أن نفعل ذلك بإتقان. أحياناً تُطلق بعض الكلمات ثمّ يُؤتى ببعض الروايات لتأييدها، ولكنّ الضعف في تلك الكلمات نفسها. علينا بيان الجانب الملكوتيّ للأئمّة (عليهم السلام)، الجانب المعنويّ والعرشيّ، إذ هذه ليست من المسائل التي نعمل فيها بالتقية، بل لا بدّ لنا من ذكر هذه المسائل وبيان الجانب المعنويّ والعرشيّ عند الأئمّة (عليهم السلام). كما هو الحال في خصوص النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، لا بدّ من تناول هذه القضايا: عصمتهم وعلاقتهم بالله تعالى وعلاقتهم بالملائكة وولايتهم بذلك البعد المعنويّ فيها، مثل هذه الجوانب التي تكتنفها شخصيّتهم (عليهم السلام)، فلا بّد أن يُعمل عليها على نحو علميّ ومحكم وجميل.
البعد الثاني الذي ينبغي العمل عليه هو كلماتهم ودروسهم (عليهم السلام) - ما أشار إليه السادة في الجوانب المختلفة نفسه - في الأمور التي ترتبط بحياة الإنسان وفي المسائل المختلفة التي يحتاجها: الأخلاقيّات والمعاشرة والدين والأحكام، فلأئمتنا (عليهم السلام) كلام في هذه المسائل ولهم مدرستهم في ذلك ولا بدّ من تقديمها وبيانها. هناك جوانب قد لا نهتمّ بها كثيراً، ولكنّها أمور لها حيثيّتها في العالم، لو جئنا فرضاً إلى مسألة حماية الحيوان – من باب المثال -: انظروا حجم الروايات الواردة عن الأئمّة (عليهم السلام) عن هذه القضيّة، كم تُنووِلَت مسألة رعاية الحيوان وحمايته؟ فمن المهمّ طرح هذه المسألة وقولها ومعرفتها على مستوى العالم! من فينا اليوم يفكّر في هذا الجانب، وأيّنا يعمل على هذه القضيّة؟ في قضيّة المعاشرة، مثلاً المضامين التي تتناول العلاقة بغير الشيعّي أو بغير المسلم، فهذه المسائل جميعها تُعرِّض لها في رواياتنا تبعاً للقرآن الكريم. {لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لم يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّين} (الممتحنة، 8)، هذه أمور دائماً ما ذكرناها وقلناها مراراً وتكراراً. لا بدّ من بيان هذه المسائل من كلمات أهل البيت (عليهم السلام) ونقلها للآخرين. لدينا هذه الكتب كلّها، مثلاً لدينا بحار الأنوار مئة جزء وغيره كثير من هذا القبيل، ولكنّها في النهاية ضمن دائرة خاصّة. ذات يوم قرأت أبياتاً من الشعر:
شراب أنت خالص معتّق ليَ / خبيء أنت في قعر الخابية
ما دمت في العزلة الآبدة / ولا تملأُ الكأس ما الفائدة؟
لا بدّ للشراب الزلال الصافي أن يُسكب في الكأس ليروي، ولكنّه حبيس الجرّة. إنّ شرابنا الخالص هذا، هذا الشراب المعرفيّ لحياتنا الذي وصلنا من أئمّة أهل البيت (عليهم السلام)، لا زال في جراره، وليس ذلك فقط، بل ختمنا على رأس الجرة وأقفلناه. خُتم رأس الجرّة، إذ قديماً كانوا يختمونه. هكذا نحن فعلنا. هذا أمر غير سليم، فلا بدّ أن نظهر هذه الأمور للعالم بلغة اليوم وبأسلوب "فنيّ" وطُرقٍ صحيحة. لقد غدا التواصل مع العالم اليوم أمراً هيّناً، إذ إن أردت أن تتحدّث لبضع دقائق، يكفي وأنت جالس هنا في مكانك أن تضغط على مفتاح معيّن حتّى يسمع صوتك كلّ من تريد في أقصى نقاط العالم، في أستراليا وفي كندا وفي أيّ مكان. هذا أمر مهمّ جداً وعلينا أن نستثمر ذلك، ولكن تبقى مسألة اللغة مهمة جداً، فبأيّ لغة تريد أن توصل صوتك إلى العالم؟ هذا هو الشقّ الثاني الذي علينا العمل عليه في مسألة التعريف بالأئمّة (عليهم السلام).
الجانب الثالث هو الجانب السياسيّ، وهذا ما كان يهتمّ به هذا العبد ويعمل عليه بصورة أساسيّة في حياة الأئمّة (عليهم السلام) والسنوات التي عاشوها. ما الذي فعله الأئمّة (عليهم السلام)؟ ما الذي أرادوا فعله؟ إنّ الشقّ السياسيّ مهمّ جداً. ما كانت سياسة الأئمّة؟ أن يقتصر دور الإمام (عليه السلام) على بيان بعض الأحكام وذكر بعض التوجيهات الأخلاقيّة مع ما له من مقامات ومراتب إلهيّة أمرٌ لا يمكن للإنسان تعقّله إذا ما تأمّله جيّداً. لقد كان الأئمّة (عليهم السلام) يتطلّعون إلى أهداف كبرى، ويأتي على رأسها تأسيس المجتمع الإسلاميّ، الذي بدوره لا يمكن أن يتحقّق من دون إقامة الحكم الإسلاميّ، ما يعني أنّهم (عليهم السلام) كانوا يسعون إلى تحقيق حاكميّة الإسلام. هذا هو أحد الأبعاد المهمَّة للإمامة، فالإمامة تعني رئاسة الدين والدنيا ورئاسة المادة والمعنى، ومادّة الرئاسة هي هذه السياسة وإدارة البلاد وإدارة الحكومة، والأئمّة كلُّهم (عليهم السلام) كانوا يسعون وراء ذلك، كلّهم من دون استثناء. غاية الأمر، تختلف الأساليب تبعاً للمراحل المختلفة وتختلف المناهج وتختلف الأهداف القصيرة المدى، ولكنّ الهدف على المدى الطويل كان واحداً. هكذا هي القضيّة بطبيعة الحال.
في سياق الحديث عن الإمام الرضا (عليه السلام) - الذي سأختم كلامي به -: لو جئنا مثلاً إلى زمن الإمام الصَّادق (عليه السلام)، كانوا يأتون إلى الإمام (عليه السلام) ويسألونه عن علّة قعوده وعدم قيامه. هذا موجود في الروايات ولا بدّ أنّكم مررتم عليه: لمَ لا تخرج يا ابن رسول الله؟ وكان (عليه السلام) يجيب كلّ سائل على نحو ولا يذكر السبب نفسه في كلّ مرّة. لماذا كانوا يكرّرون السؤال عن القيام؟ السبب في ذلك أنّه كان يُفترض بالإمام (عليه السلام) القيام. كان الشيعة يعلمون ذلك وكان أمراً مسلّماً بينهم. عندما اعترضوا على الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) في مسألة الصلح، كان من بين الكلمات التي نُقلت مراراً عنه (عليه السلام) في جوابهم: «ما تدري لعلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُم ومتاعٌ إلى حين»، فلهذا الأمر وقته وأَمَدُه وأجله. ما يُدريكم؟ أفهذا موعد وأجل؟ لقد حدّدت هذا الموعد رواية الإمام التي يقول فيها: «إنَّ اللهَ جعلَ هذا الأمر في عام أو في سنة سبعين»، كان يُفترض أن يحدث ذلك سنة سبعين، فالإمام المجتبى (عليه السلام) قال هذا الكلام في العام الأربعين أو الحادي والأربعين [للهجرة]، وكان من المقرَّر حدوث القيام في سنة سبعين وإقامة الحكومة الإسلامية، هكذا كان التقدير الإلهيّ. ثم يقول: «فَلمَّا قُتِلَ الحُسين (عليه السلام)، اشتَدَّ غضبُ اللهِ على أهلِ الأرضِ فَأَخَّرَهُ»، وباستشهاد الإمام (عليه السلام) (في المحرم من عام 61)، تأخَّر هذا الأمر. بعد أن كان مقدّراً حصوله سنة سبعين، تأخّر بسبب شهادة سيّد الشهداء (عليه السلام) والعوامل الخارجية التي كان من الطبيعي أن تترتَّب على هذه الحقيقة. هذا وفي تعبير الرواية «اشتَدَّ غضبُ اللهِ على أهلِ الأرضِ»، ولكنَّنا نعلم أنَّ اشتداد الغضب هذا وما يترتَّب عليه يتوافقان مع هذه العوامل الظَّاهرية أو العوامل العادية، وعواملهما العادية نجدها في رواية أخرى أيضاً: «ارْتَدَّ النَّاسُ بعد الحُسين إلَّا ثلاثة» – طبعاً الارتداد هنا ليس بمعنى الرجوع عن الدين، بل إنّهم تردّدوا في مواصلة الطريق الذي كانوا يمضون فيه، فكيف لهم بتلك الأوضاع والظروف مواصلة الطريق؟ – [ارتدّ الناس] «ارْتَدَّ النَّاسُ بعد الحُسين...» كم عدد غير المرتدّين؟ ثلاثة أفراد: لا أعرف من، ومن، ويحيى بن أم الطويل. لم يبقَ أكثر من ثلاثة أفراد. «ثمَّ إنَّ النَّاسَ لَحِقُوا وكَثُرُوا»كما يذكر الإمام الصادق (عليه السلام)، ثلاثون عاماً من مشقَّة الإمام السجّاد ومن بعده الإمام الباقر (عليهما السلام)، ثم هذا ما انتهى إليه الأمر وآلت إليه الأحوال.
إذاً بحسب الرواية التي تقدّم ذكرها، «أخَّرَ» الله المتعالي أمر الحكومة ذاك «إلى العام مئة وأربعين». كان يُفترض حدوث هذا الأمر عام 140، أي إنّ ما كان يُفترض حدوثه عام 70، أخَّره الله تعالى إلى العام 140. تلك المدة كانت مدة حياة الإمام الصادق (عليه السلام) الذي كانت وفاته سنة 148. لقد كانت هذه المسألة تُثار ويتكرر الحديث عنها بين الشيعة، بين خواصِّ الشيعة. ثمّ بعد ذلك يذكر الإمام (عليه السلام) في الرواية نفسها السبب وراء تأخّر هذا الأمر. لذا ترون أنَّ زُرارة الذي كان من أقرب المقرّبين من الإمام (عليه السلام) كما هو معلوم – هو من أهل الكوفة وكان يسكن فيها –، يبعث رسالة إلى الإمام (عليه السلام) يذكر فيها أنّ: ثمَّة شخصٌ من أصحابنا – من الشيعة - مطلوبٌ للسلطة بسبب دين كبير في عنقه، وقد مضى زمن وهو بعيد عن زوجه وأولاده بعد أن لاذ بالفرار وبات مشرّداً كي لا يُلقى القبض عليه، ويسأل زرارة الإمام (عليه السلام) إن كان هذا الأمر – كلمة الأمر هذه تتكرّر كثيراً في الروايات وهي تشير إلى الحكومة – سيحدث في عام أو عامين، صبرنا إلى حين حدوثه وتسلّمِكم زمام الأمور ويُقضى الأمر، أما إن كان سيطول أكثر، فنتظافر في ما بيننا على جمع هذا المبلغ وسداد دين هذا المسكين ليعود إلى منزله وأهله. هذا ما سأل عنه زرارة، وليس هذا بالأمر البسيط أو العابر. ما الذي يدعو زرارة إلى احتمال حدوث هذا الأمر في عام أو عامين؟ في رواية أخرى عن زرارة أيضاً، يقول: «واللهِ لا أرى على هذه الأعواد - يعني أعمدة المنبر - إلّا جعفر [الصادق]»، أي كان على يقين من أنَّ الإمام سيأتي ويجلس على منبر الخلافة، أي إنَّ هذا [الاعتقاد] كان موجوداً. ثمّ {يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الكِتابِ} (الرَّعد، 39)، فهذا هو القدر الإلهيّ ولكنّه ليس القضاء الإلهيّ، إذ القضاء الإلهيّ هو ذلك القَدَرُ المُثبَّت. بعبارة أخرى، لم يكن ذلك الموعد موعداً حتميّاً لهذا الأمر بسبب العوامل الخاصّة وما إلى ذلك.
إذاً الأئمّة (عليهم السلام) كانوا يسعون خلف هذا الأمر، وهذه مسألة مهمة جداً. انظروا إلى دور الإمام الرضا (عليه السلام) في هذا المجال. أنا الآن لا أذكر طبعاً ما جاء في تلك الخطبة التي تتحدَّثُون عنها، وكنت قبلها قد بعثت رسالةً إلى مشهد في السنة الأولى، حلَّلتُ فيها مسألة قبول الإمام الرضا (عليه السلام) ولاية العهد، أي قلتُ: كان هذا في الحقيقة صراعاً بين المأمون، المأمون العاقل والدَّاهية جداً والذكي، والإمام الرِّضا (عليه السلام). السبب في أنَّ المأمون دعا الإمام الرضا (عليه السلام) إلى خراسان وقرَّر [ذلك] وقال في البداية: أعطيك الخلافة. لم تُطرح مسألة ولاية العهد في البداية، إنَّما قال: أنا أعطيك الخلافة. لم يقبل الإمام، فأصرَّ فلانٌ، ثُمَّ قال: بما أنَّك لا تقبل، [فاقبل] إذن ولاية العهد. ما كان سبب إصرار المأمون على هذا الأمر؟ ذكرتُ أربعة إلى خمسة أسباب. كان المأمون يفكر في هذه الأهداف وكان يسعى وراء هذه الأمور. قَبِل الإمام (عليه السلام)، وقد ذكرت خمسة إلى ستة أسباب، أنَّه كيف حدث أنَّ الإمام قَبِل أيضاً، ولماذا فعل ذلك، وما كانت فوائد هذا الأمر. في الحقيقة، لقد انطلقت حركة عظيمة واستعرت حرب غير عسكريّة. في الواقع، اندلعت حرب سياسيّة بين الإمام (عليه السلام) والمأمون، وقد سحقه الإمام (عليه السلام) في هذه الحرب وهزمه عبر ما أقدم عليه، ما أجبر المأمون على قتل الإمام (عليه السلام)، وإلّا فالأمور بداية لم تكن على هذا النحو، فقد كان يجلّه ويطلب منه إقامة الصلاة وما شابه ذلك. حينها ذكرت السبب وراء فعل المأمون لما فعله والأهداف التي كان يصبو إليها والمنافع التي كان يتوخّاها، فيومها كان لدينا الصبر والجلد على هذه الأعمال كما هما لديكم اليوم، بحمد الله، أمّا الآن، فنحن بعيدون البعد كلّه عن هذه القضايا.
بناء عليه، ينبغي توضيح هذه الأبعاد الثلاثة في حياة الإمام الرضا (عليه الصلاة والسلام) وسائر الأئمّة (عليهم السلام). براعتكم في استخراج هذه الأبعاد الثلاثة أولاً، وتهذيبها من الإطناب وفضول الكلام والكلام الضعيف ثانياً، وثالثاً – أهمّها – اختيار اللغة المناسبة والمعاصرة والواضحة للمخاطب غير الشيعيّ، بل حتّى للمخاطب الشيعيّ، فإنّ بُعد بعض شبابنا عن هذه المعارف ليس بأقلّ من بُعد غير الشيعة وغير المسلمين، وهم غير مطّلعين على تلك المعارف، فبيّنوها لهم. في اعتقادي إن تحقَّق ذلك، فلن تبقى الأمور في حدود عقد المؤتمرات والخطب وما إلى ذلك، بل سيثمر ذلك فوائد ملموسة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل كانت مسرحية؟
سعيد السني
كاتب وصحفي
المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري يقف بجوار صاروخ باليستي إيراني سقط في جنوب إسرائيل (الفرنسية)
يوم 2 أغسطس/ آب عام 1990، اندلعت حرب الخليج الثانية.. قام "العراق"، في عهد رئيسه السابق صدام حسين بـ "غزو الكويت"، على خلفية مزاعم استيلاء الأخيرة على النفط العراقي. ثم تشكل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، يضم 38 دولة، تحت غطاء أممي، للتحرك بحملة "عاصفة الصحراء" العسكرية (17 يناير/ كانون الثاني- 28 فبراير/ شباط 1991)، التي انتهت بإعلان تحرير الكويت، وانسحاب الجيش العراقي.
قصف الأراضي المحتلة
يعنينا، أن الجيش العراقي، ومع انطلاق عاصفة الصحراء، راح يقصف مواقع إسرائيلية، بصواريخ سكود.. فرحت الجماهير العربية باستهداف الكيان الصهيوني، رغم مرارة الغزو العراقي للكويت. وقتها، أنكر "الاحتلال"، وقوع أي خسائر مادية، أو بشرية، فكانت صدمة للشعوب العربية.
عام 2021، أي بعد 30 عامًا.. اعترف الاحتلال، بأن صواريخ سكود التي أطلقها العراق (43 صاروخًا)، أسفرت عن مقتل 14 إسرائيليًا، وإصابة المئات، وتدمير الكثير من المنشآت. كما أقر "الكيان"، بإثارة هذه الصواريخ الرعبَ في كل الأراضي المحتلة، وأنها كانت تُطلق ليلًا، وتضرب أهدافها بدقة. فـ "الكيان الصهيوني"، يكذب، ويتنفس كذبًا.. هذا أمر معلوم.
ما أشبه الليلة بالبارحة، حين يُعلن الكيان الصهيوني، إسقاط 99% من الصواريخ والمُسيرات الإيرانية (300 طائرة وصاروخ تقريبًا)، التي هاجمته (ليل 13- 14 أبريل/ نيسان)، وأنها لم تُصب أهدافًا في العمق الإسرائيلي، ولم تلحق بالكيان أي خسائر بشرية كانت، أو مادية. لماذا علينا تصديق "جيش الاحتلال" أو حكومته، في إنكار فاعلية الهجوم الإيراني؟. لماذا، وهو يكذب على الدوام، والأمثلة لا تقع تحت حصر؟.
بايدن.. ووعيد (الامام )خامنئي
هل كان الهجوم الإيراني "مسرحية"؟ بالفعل، ولماذا؟. وهل هذا الهجوم بلا فاعلية؟. إجابة عن السؤال نرصد عددًا من النقاط؛ أولًا: أن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإمام علي خامنئي، استبقه، مُعلنًا، أن عقاب إسرائيل، قادم لا محالة.. ردًا، على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق (1/4/2024)، واغتيال قادة في الحرس الثوري الإيراني، على رأسهم الجنرال محمد رضا زاهدي. وعيد خامنئي، أثار حالة من الرعب والفزع، والارتباك، انتابت "الكيان"، أيامًا، انتظارًا للرد.. إدراكًا لجدية الوعيد.
ثانيًا: أن الرئيس الأميركي جو بايدن، حذرَ "الإيرانيين" مرارًا، وعلنًا، بألا يهاجموا إسرائيل.. قائلًا: لا تفعلوا.. مُشددًا، على التزام "أميركا" بأمن إسرائيل والدفاع عنها، ومارس عليهم ضغوطًا عبر وسطاء، لإثنائهم عن المُضي قدمًا فيما قرروه من رد على إسرائيل.. دون جدوى. فلم تمتثل "إيران" للتحذيرات والضغوط الأميركية، ولم ترتدع، أو تتراجع.
دلالة إسقاط الصواريخ
ثالثًا: أن الولايات المتحدة، سارعت إلى تفعيل "شبكة دفاع" لصد الهجوم الإيراني، شاركت فيها بريطانيا، وفرنسا، وربما غيرهما من دول أوروبا، و"دول عربية"، للأسف. وقد أعلن "بايدن" شخصيًا، أن بلاده أسقطت غالبية المُسيرات والصواريخ قبل وصولها إلى إسرائيل.
وهذا له دلالة شديدة الوضوح، على أن "الكيان الصهيوني"، ليس بوسعه منفردًا، التصدي لهذا الهجوم الكبير الذي شنته إيران بالمسيرات والصواريخ الباليستية والمُجنحة.. لولا التصدي الأميركي والأوروبي. سواء هاجمت إسرائيل، وردت على إيران.. أم لم ترد، فهذا لا يغير شيئًا، من فاعلية الهجوم الإيراني، ورسالته، بأن العمق الإسرائيلي، لم يعد بمنأى عن الاستهداف، حال تجاوز الاحتلال بحقّ إيران.
اختبار إيراني
رابعًا: أن "الهجوم الإيراني" محسوب بدقة، فإيران، لا تريد التورط في حروب مفتوحة، ترهقها وتُعطل امتلاكها السلاحَ النووي، إن لم تكن قد امتلكته فعلًا. كما، قد يكون هادفًا، لتجريب الصواريخ والمسيرات في عملية عسكرية فعلية، فالأسلحة، يلزمها اختبار عملي للوقوف على مدى فاعليتها.. واختبار دفاعات وقدرات الأعداء أو الأطراف الأخرى في ميدان المعركة المُحتملة.
هذا الهدف الأخير، يستحق بحد ذاته الإقدام على هذا الهجوم.. في ظل توفر سند من القانون الدولي (كون القنصلية المستهدفة في دمشق.. تُعادل الهجوم على الأراضي الإيرانية). هذا الكم من الصواريخ والمُسيرات، لا يعني أن "إيران" استخدمت، كل ما لديها، فقد يكون لديها، ما هو أحدث، وأمضى توفره لوقته، وقد قالت ما يفيد هذا المعنى.
انسياق أعمى
"إيران"، دولة قوية ومهمة، فاعلة في الإقليم، وفي القضية الفلسطينية.. تعرف ما تريد، وكيف تصل لما تريده. بعض الناقمين عليها، في تهوينهم شأن هجومها على إسرائيل.. تُحركهم نزعات طائفية مذمومة، تُسهم عمدًا، أو بدون قصد في توليد، وإشعال نيران الحقد والكراهية بين المسلمين، والعرب، وتمزيقهم إلى سُنة وشيعة.
البعض الآخر، مُنقاد، بلا إدراك، وراء السخافات التي تبثها فضائيات عربية "متصهينة"، تُخاصم المهنية، و"مليشيات إلكترونية".. ربما "يُديرها" إسرائيليون، أو عرب مثلنا، يحبون "الاحتلال" حبًا جمًا، ويرونه أقرب إليهم من إيران، وبني جلدتهم.
لدينا مشكلة "تربوية" في بيوتنا، ومدارسنا، وبلادنا العربية، اعتمادًا للتلقين والحفظ والاسترجاع، والسمع والطاعة، والولاء.. بما يُنتج أفرادًا، يميلون إلى الانسياق الأعمى وراء "الرأي المُعلب"- الهجوم، مسرحية إيرانية، مثالًا-، يعتنقونه، ويرددونه، مهما كان ساذجًا أو ملفقًا، بما يُغني الفرد عن تشغيل عقله، لتكون كثرة من الناس، يحفظون ولا يفقهون.
الهجوم الإيراني على الكيان الصهيوني، ليس "مسرحية"، بالتأكيد.. بل يتضمن رسائل قوية اللهجة.. نارية، شديدة الاشتعال.. مفادها، أن هذا الكيان، مجرد "أكذوبة كبرى"، وأنه لم يعد في منعة ومأمن، وحصانة. فالمنعة التي استقرت في الأذهان لعقود.. أسقطها "طوفان الأقصى" في الساعات الأولى من صباح 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وها هو المُتبقي منها يتبدد مُجددًا، على خلفية الرعب، والهلع اللذين اجتاحا "الكيان"؛ تحسبًا للهجوم الإيراني، والارتباك الحاصل حاليًا، بشأن الرد على إيران، من عدمه.. إدراكًا بأن الدنيا تغيّرت، وأن ما قبل "طوفان الأقصى" ليس كما بعده.
المصدر :الجزیره