
emamian
بعد 12 عاماً من الانقطاع.. حجاج سوريون يتوافدون بلهفة على بيت الله الحرام
سيدشّن الحجاج السوريون هذا العام عودة رحلات الحج المباشرة من سوريا إلى السعودية، إثر الاتفاق على عودة ملف الحج بالكامل إلى عهدة الحكومة السورية، بعد توقف دام 12 عاماً حُرِم خلالها السوريون في الداخل من الحج إلى بيت الله الحرام.
- الكاتب: ديب سرحان - سوری
- بعد 12 عاماً من الانقطاع.. حجاج سوريون يتوافدون بلهفة إلى بيت الله الحرام
للمرة الأولى في حياتها، تحزم السيدة فاتن الحافظ (أم محمد) حقائبها استعداداً للسفر إلى السعودية لأداء مناسك الحج، بعد أن أُعلِن عن اسمها ضمن قوائم المقبولين لأداء الفريضة هذا العام.
لا تتمالك الحافظ (66 عاماً) نفسها وتسرقها العبرة في أثناء حديثها للميادين نت: "إنها المرة الأولى في حياتي التي سأتوجه فيها لزيارة بيت الله الحرام؛ كان هذا الأمر بالنسبة لي أشبه بالحلم، أما اليوم فقد أصبح حقيقة؛ لا يمكن أن أصف شعوري لحظة وصول الموافقة من وزارة الأوقاف على قبولي لأداء مناسك الحج؛ لا أذكر شيئاً في ذلك اليوم إلا صوت الزغاريد التي عمّت أرجاء المنزل، والآن لا يسعني الانتظار حتى يحين موعد الرحلة من مطار دمشق الدولي إلى السعودية".
حلم (أم محمد) خلال السنوات الماضية بزيارة بيت الله كان مقترناً بالحسرة والحزن، خاصّة أن السوريين حُرِموا أداء هذه الفريضة لدواعٍ سياسية، ولم يكن باستطاعتهم فعل شيء لتغيير الواقع؛ تقول أم محمد: "كل عام، كنا نتابع مناسك الحج والشعائر عبر التلفاز، ونشاهد قدوم الحجاج من مختلف بقاع الأرض لأداء هذه الفريضة، بينما السوريون محرومون من التوجه إلى بيت الله الحرام، لكن اليوم تغيّر كل شيء وعادت الأمور إلى طبيعتها".
أم محمد واحدة من 17500 مواطن سوري أعلنت وزارة الأوقاف اختيارهم لتأدية فريضة الحج بعد مفاضلة إلكترونية أجريت على أكثر من 50 ألف مواطن قدموا طلباتهم لهذا الغرض، وأكدت الوزارة أن الاختيار تم بناء على مفاضلة الأعمار، إذ قُبل المتقدمون من مواليد 5 - 6 - 1957 مع مرافقيهم المسجلين بغض النظر عن تاريخ ميلادهم.
طلبات التقديم لأداء مناسك الحج لم تقتصر على العاصمة دمشق فقط، بل شملت مختلف المحافظات السورية، حيث أكد مدير أوقاف دير الزور الشيخ عبد الهادي العبوش للميادين نت أن عدد الذين قُبِلت طلباتهم لأداء الفريضة في المحافظة بلغ 157 شخصاً، سينطلقون ضمن قافلة واحدة من دير الزور باتجاه دمشق.
وفي الحسكة كشف مدير الأوقاف منصور عبد الباقي حسن للميادين نت، أن عدد الحجاج المقبولين لأداء الفريضة يصل إلى 1000 شخص، سيتم نقلهم إلى دمشق على دفعات؛ وعن التكلفة أشار حسن إلى أنها تقارب 5 آلاف دولار أميركي تشمل النقل من الحسكة إلى دمشق، وحجوزات الطيران، والخدمات، والطعام، وأماكن الإقامة في السعودية.
وسيدشّن الحجاج السوريون هذا العام عودة رحلات الحج المباشرة من سوريا إلى السعودية، إثر الاتفاق بين وزارة الأوقاف السورية وهيئة الحج السعودية على عودة ملف الحج بالكامل إلى عهدة الحكومة السورية، بعد توقف دام 12 عاماً حُرِم خلالها السوريون في الداخل من الحج إلى بيت الله الحرام.
وانطلقت يوم الثلاثاء 28 أيار/مايو أول رحلة حج جوية، من مطار دمشق الدولي إلى جدة في المملكة العربية السعودية، وعلى متنها 270 راكباً، لتكون هذه أول رحلة جوية مباشرة بين البلدين منذ 12 عاماً، على أن يتبعها نحو 70 رحلة إضافية لنقل كامل الحجاج السوريين إلى السعودية، بمعدل 4 رحلات يومياً.
مدير عام الطيران المدني في سوريا المهندس باسم منصور أكد للميادين نت أنه تم تخصيص صالة الركاب الثانية في مطار دمشق الدولي للحجاج، مع تجهيزها بالموازين، وأماكن الوضوء والصلاة، ومركز صحي متطور، وأجهزة تفتيش حقائب، مع تأمين بوابات مغادرة واسعة ومجهزة بأعداد كبيرة من مقاعد المسافرين، كما تم تجهيز صالة ثانية مهمتها استقبال الحجاج لدى عودتهم من الحج.
وأضاف منصور أن الرحلات الجوية المباشرة تتم حالياً بطائرات من طراز A340 التي تتسع لـ 280 مسافراً، وطائرات من طراز A320 التي تتسع لـ 150 مسافراً، وتتجه من دمشق إلى جدة مباشرة ومنها إلى مكة المكرمة، ورحلة العودة ستكون من المدينة المنورة أو جدة إلى مطار دمشق الدولي.
مع عودة رحلات الحج المباشرة من سوريا إلى السعودية، ستعود معها الطقوس الاجتماعية التي ترافق استقبال الحجاج لدى عودتهم، حيث اعتاد السوريون على الاحتفال ثلاثة أيام ابتهاجاً بعودة الحجاج من زيارة بيت الله الحرام، ومن المُتعارف عليه أيضاً أن يُقدّم الزوّار ما يطلق عليه "النُّقوط" للحجاج، وهو عبارة عن مبلغ مالي هدية لهم، بينما يعمد الحجاج إلى توزيع التمر والقهوة المرّة وماء زمزم على المهنئين، وغالباً ما يتم استقبال الحجاج بالعراضة الشامية عند منازلهم، بعد تزيين الشوارع بالصور والأضواء واللافتات التي تعبّر عن هذه المناسبة، بينما يكون دخول الحاج إلى منزله مقترناً بالذبائح التي تقدّم لحومها للفقراء.
ولطالما كان موسم الحج طقساً فريداً في العاصمة السورية دمشق، التي تشهد أحياؤها احتفالات متلاحقة للترحيب بالحجاج، الذين تتحوّل منازلهم إلى قاعات استقبال للمهنئين والزوّار، حيث يستمع الضيوف إلى تفاصيل ما عاشه الحاج خلال رحلته إلى الأراضي المقدسة؛ وغالباً ما يكون انتقال الناس من منزل حاج إلى آخر على شكل جماعات تعبيراً عن التعاضد الاجتماعي بين أبناء الحي أو المنطقة الواحدة.
سباق مع الزمن لإنجاز كامل الإجراءات
في العام 2012 كانت السعودية واحدة من الدول العربية التي قطعت علاقاتها بشكل كامل مع سوريا، وبناء على ذلك، تم إيقاف الرحلات المباشرة بين البلدين وسحب ملف الحج من الحكومة السورية، ما أدى إلى حرمان السوريين لمدة 12 عاماً من زيارة بيت الله الحرام، قبل أن يشهد العام 2023 عودة المياه تدريجياً إلى مجاريها بين دمشق والرياض.
العلاقات السورية - السعودية شهدت منذ العام الماضي تطورات نوعية عبر تبادل الزيارات الرسمية لمسؤولي البلدين، ولاحقاً مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في قمة جدة، قبل أن تشهد الأشهر الماضية خطوات متسارعة ومتلاحقة تمثلت بتسلّم دمشق ملف الحج بشكل كامل، وتبادل السفراء، والإعلان عن عودة الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين خلال موسم الحج.
مصدر في الأوقاف السورية أكد للميادين نت أنه ومنذ الإعلان عن تسلم الوزارة ملف الحج تم التنسيق مع مختلف الجهات المعنية في وزارات النقل والسياحة والداخلية، لتسهيل كامل الإجراءات الفنية واللوجستية أمام الأشخاص الراغبين في أداء فريضة الحج، كما تم الاتفاق مع الجانب السعودي على أن يكون الطيران من مطار دمشق الدولي حصراً إلى مدينة جدة.
بعد ذلك، عملت وزارة الأوقاف على إنشاء منصة إلكترونية لتسجيل الحجاج، عبر ملء معلوماتهم الشخصية إلكترونياً، ليتم فيما بعد التفاضل بينهم عن طريق السنّ، من خلال اختيار الأشخاص الأكبر سناً؛ ولاحقاً حددت الوزارة المكاتب السياحية المرخصة لتشرف على تنظيم الحملات الداخلية، على أن يتم نقل الحجاج من باقي المحافظات إلى دمشق عند تحديد موعد السفر، ليكون الانطلاق من مطار دمشق الدولي.
فرحة منقوصة
وبالرغم من أن عودة رحلات الحج المنتظمة من سوريا إلى السعودية تركت حالة إيجابية واسعة لدى الشعب السوري، فإن التكلفة المالية المرتفعة أرخت بظلالها على رغبة الكثير من السوريين في أداء الفريضة، حيث أكد عدد من أصحاب مكاتب الحج والعمرة في دمشق أن تكلفة الرحلة تبدأ من 75 مليون ليرة (5 آلاف دولار أميركي)، وتصل إلى ضعف هذا المبلغ، حسب الخدمات المقدمة والفنادق وحجوزات الطيران.
شاهر عبد الحميد، مدرس لغة عربية (56 عاماً)، يقول للميادين نت: "الفرحة بعودة رحلات الحج من سوريا إلى السعودية بشكلٍ مباشر منقوصة، فالتكلفة المالية المرتفعة التي تم الإعلان عنها من قبل الشركات المتخصصة لا تناسب جميع شرائح المجتمع السوري، فكيف يمكنني براتب لا يتجاوز 400 ألف ليرة (30 دولاراً أميركياً) شهرياً أن أجمع هذا المبلغ الفلكي الذي يقارب المئة مليون ليرة؟".
ويضيف عبد الحميد أن التكاليف لن تقتصر على ذلك فقط، فهناك مبالغ إضافية يجب تأمينها خلال رحلة الحج وعند العودة، مثل الهدايا وحفل الاستقبال، وهذا الأمر لا يتوافق أبداً مع الواقع المعيشي لأغلب السوريين، إذ يعتمد جزء كبير منهم على الحوالات المالية من الخارج.
المصدر :المیادین
السيد نصر الله: مستقبل جبهة المقاومة مشرق ومنتصر.. و"طوفان الأقصى" معركة وجود ومصير
الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، يتحدث، في خطاب متلفَز، عن معركة طوفان الأقصى وتأثيرها المصيري والمشرق في المنطقة، ويتطرّق إلى بعض القضايا في الشأن اللبناني.
- الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطاب اليوم
أكّد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، اليوم الجمعة، أنّ "جبهة المقاومة أصبحت أكبر وأوسع وأشمل وأقوى من أي وقت مضى".
وفي كلمة، خلال الاحتفال التكريمي للعلامة الشيخ علي كوراني، قال السيد نصر الله: "نحن في الجبهة التي مستقبلها واضح ومشرق ومنتصر، والمسألة مسألة وقت"، في حين أن "جبهة العدو تمرّ في حالة سيئة لم تمر في مثلها، باعتراف المسؤولين الصهاينة".
وأضاف: "يجب أن ننظر إلى هذه المعركة في منطقتنا على أنّها معركة وجود ومعركة مصير، ويجب أن نكون فيها جميعاً"، مشدداً على أنّ الانتصار في هذه المعركة "ستكون له آثار إيجابية في المنطقة في كل المستويات".
جبهة الجنوب.. ضاغطة ومؤثرة
وأشار السيد نصر الله إلى أنّ جنوبي لبنان هو في خضمّ هذه المعركة التي "تعني مستقبل لبنان والثروة والسيادة اللبنانيتين"، مؤكداً أنّ هذه الجبهة "ضاغطة وقوية ومؤثرة في العدو الصهيوني"، وهي "جبهة إسناد، وجزء من المعركة التي تصنع مصير فلسطين ولبنان والمنطقة، بعيداً عن الحسابات الضيقة التي يغرق فيها بعض اللبنانيين".
وتوجه إلى اللبنانيين بالقول: "لا تُصغوا إلى تقويمات من لا يعرفون، أو من يعرفون وينكرون، بل اصغوا إلى ما يقوله جنرالات العدو ومسؤولوه ومستوطنوه عن جبهة لبنان".
وأضاف أنّ "قادة الكيان أتوا إلى الشمال ليفاخروا في إبعاد المقاومة إلى كيلومترات بعيدة، ليأتي الرد بعملية على قرب أمتار قليلة من الموقع"، مردفاً: "لو أراد المقاومون دخول الموقع لدخلوا".
"تأييد جبهة لبنان عابر للطوائف"
وفي الإطار نفسه، تطرّق السيد إلى ما يجري تداوله بشأن "عدم تأييد اللبنانيين لعمليات المقاومة"، مؤكّداً أنّ "تأييد جبهة لبنان في إسنادها فلسطين عابر للطوائف، وليس محصوراً في فئة أو أخرى".
وتابع: "ليعرف كل شخص حجمه ويتحدث نيابة عمّن يمثل حين يتحدث عن رفض أغلبية الشعب اللبناني جبهة الإسناد"، سائلاً الذين يزعمون أنّ الشعب اللبناني يرفض إسناد غزة: "أين استطلاع الرأي الذي يثبت هذه المزاعم؟!".
ولفت إلى أنّ "هناك تحملاً لأعباء هذا الكيان وعدوانه منذ عام 1948، وما زالت البيئة حاضنة ووفية ومخلصة. وببركة صمودها كانت الانتصارات في أيار/مايو 2000 وفي تموز/يوليو 2006".
وأكّد السيد نصر الله أنّ "نتائج معركة الجنوب أعلى وأكبر من المكاسب السياسية الداخلية، تماماً كما كان التحرير عام 2000، والانتصار عام 2006".
"لا علاقة للمعركة بانتخاب رئيس للبنان"
وأكد السيد نصر الله أنّ الحديث عن أنّ الجبهة في لبنان "تمنع انتخاب رئيس للجمهورية مغالطة"، مؤكّداً أنّ "لا علاقة للمعركة في الجنوب وغزة بانتخابات الرئاسة".
وبيّن أنّ "ما عطل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان هو الخلافات الداخلية والفيتوات الخارجية"، مضيفاً: "منذ البداية، قلنا إنّنا لا نريد أن نوظف ما يجري في الجنوب بالشأن الداخلي، لكن ثمة من يعيش في الوهم".
وفي السياق، أوضح السيد نصر الله أنّ "ما سُرّب عن عروض وإغراءات بشأن التنقيب، في مقابل وقف الجبهة، يكشف شراكة الأميركي في صنع معاناة اللبنانيين، بحيث إنّ "الأميركي شريك في صنع معاناة الكهرباء في لبنان، وعطّل موضوع حقول النفط في المياه اللبنانية".
وأضاف أن "لا ترسيم للحدود البرية في لبنان، بل هناك تطبيق للحدود المرسَّمة، في حين أن هناك أماكن يحتلها العدو ويجب أن يخرج منها".
"نتنياهو يأخذ الكيان إلى الأسوأ"
وفيما يخصّ الفشل الإسرائيلي في غزة، أوضح السيد نصر الله أنّ رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "يأخذ الأمور إلى الأسوأ في الكيان، عبر إصراره على حربه".
وعلّق على تصريحات عضو "كابينت" الحرب، وصاحب "عقيدة الضاحية"، غادي آيزنكوت، والتي قال خلالها إنّ فرقة كاملة (تتألف من عدة ألوية) لـ "جيش" الاحتلال تخوض معارك ضد كتيبة كان أُعلن تفكيكها في جباليا"، وإنّ "القتال صعب".
يُشار إلى أنّ "عقيدة الضاحية"، يُعتقد أنها نشأت في أثناء حرب عام 2006 في لبنان، ضد حزب الله، وتنصّ على استخدام القوة على نطاق واسع وطويل الأمد ضد السكان المدنيين بصورة عامة.
وشدّد السيد نصر الله على أنّ هذه التصريحات "تُبيّن حال الجيش الإسرائيلي المنهَك"، مشيراً إلى أنّ "الجيش الإسرائيلي يضطر، مع معركة رفح، إلى دخول جباليا بفرقة كاملة".
وأضاف أنّ رئيس البنك المركزي الإسرائيلي "تحدّث عن كارثة ستلحق بالكيان، بينما قادة الجيش ومسؤولون إسرائيليون كبار في الشأن العسكري تحدثوا عن مثل هذه الأزمات والكوارث".
وفيما يخصّ مواقف الدول بشأن المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، أشار السيد نصر الله إلى أنّ "موقف هذه الدول بشأن إدانة العدوان والمجازر واعترافها بدولة فلسطين هو من بركات طوفان الأقصى"، لكن المعركة في غزة ما زالت قائمة، بينما العالم "يقف عاجزاً بسبب الحماية الأميركية، وهناك من لا يزال يراهن على المجتمع الدولي في الردع والحماية".
تعزية وتبريك بشهداء اليمن
وخلال كلمته، توجّه السيد نصر الله بالتعزية والتبريك بالشهداء اليمنيين الذين قضوا في العدوان الأميركي ليل الخميس - الجمعة، والذي أدّى إلى ارتقاء 16 شهيداً و41 جريحاً.
وأشار إلى أنّ الموقف اليمني واضح منذ البداية، وهو أنّ "أي عدوان أميركي لن يؤثر في الدعم اليمني وإسناده فلسطين وقطاع غزة".
نبذة عن مسيرة الشيخ كوراني
وتحدّث السيد نصر الله عن سيرة الشيخ كوراني، قائلاً إنّه "بذل جهوداً كبيرة في التبليغ الديني، من العراق إلى الكويت إلى لبنان وإيران، وإلى كثير من الدول الأفريقية والعربية، بالإضافة إلى مشاركته في عدد من المؤتمرات".
وأضاف أنّه "ألّف أكثر من 60 كتاباً في السيرة والعقائد وغيرها من المواضيع"، مضيفاً أنّ "إنجازات الشيخ كوراني مهمة، وعلى رأسها إدخاله التقنيات الحديثة للحوزة العلمية والبحث العلمي، كبرنامج مكتبة أهل البيت".
وتابع أنّ "أهم إنجاز في هذا السياق هو العمل الموسوعي الذي أنجزه، كالموسوعة التي جمع فيها كل المصادر في خصوص القضية المهدوية".
ولفت السيد نصر الله إلى أنّ الشيخ كوراني "لم يكن يَعُدّ نفسه معنياً بملف أو بحدود جغرافية معينة، وكان من المؤسسين في العمل الإسلامي الحركي بدايةً من العراق في الستينيات، وكان من المؤسسين لبدايات العمل الجهادي غير العلني في أواخر السبعينيات".
وذكر أنّ الشيخ كوراني "واصل جهاده على مدى أربعين عاماً، والذي أدّى إلى انطلاقة المقاومة الإسلامية، التي ما زالت مستمرة إلى اليوم".
وأكّد أنّ "إيمان الشيخ كوراني بالمقاومة ودعمه لها كانا مطلقَين، بياناً ومساندة ودعماً وبذلاً لفلذة الكبد، بحيث كان ابنه الشهيد الشيخ ياسر أحد أفراد الفريق الأول، وكان يشكل رابطاً أساسياً بالحرس الثوري في إيران".
وشدّد السيد نصر الله على أنّ الشيخ كوراني "كان التزامه مطلقاً بفلسطين من البحر إلى النهر، وكان يؤمن بشدة بانتصار المقاومة وزوال الكيان، وكان يستعجل ذلك".
السيد نصر الله يستقبل باقري كني: بحثٌ في تطورات جبهتي غزة ولبنان
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يستقبل وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري كني، ويبحث معه في الاحتمالات القائمة بشأن تطور الأحداث في غزة ولبنان.
- الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري كني والوفد المرافق له - 4 حزيران/يونيو 2024
استقبل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، اليوم الثلاثاء، وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري كني والوفد المرافق له.
واستعرض الطرفان خلال اللقاء آخر التطورات السياسية والأمنية في المنطقة، خصوصاً في جبهتي غزة ولبنان، وناقشا الحلول المطروحة والاحتمالات القائمة بشأن تطور الأحداث.
وكان كني قد التقى، أمس الاثنين، قيادات الفصائل الفلسطينية، مؤكّداً استمرار إيران في دعم المقاومة في فلسطين والمنطقة.
وقال باقري كني، على هامش زيارته الرسمية للبنان ولقائه والوفد المرافق له والسفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني وفداً من الفصائل الفلسطينية، إنّ القضية الفلسطينية في رأس أولويات وزارة الخارجية.
كذلك، التقى وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، وأكّد أنّ العلاقات الإيرانية - اللبنانية "هي مؤشر رئيسي على الاستقرار في المنطقة"، مشدّداً على أنّ بلاده لطالما دعمت الأمن والاستقرار في لبنان.
وبعيد اللقاء في مقرّ وزارة الخارجية اللبنانية، توجه إلى عين التينة، والتقى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري.
وبعد ذلك، استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي باقري كني في مقرّ مجلس الوزراء.
وأكّد بيان صادر عن رئاسة الحكومة اللبنانية أنّ المسؤولين بحثا خلال اجتماعهما العلاقات الثنائية بين طهران وبيروت، والأوضاع في جنوبي لبنان، حيث تتواصل المواجهات ضدّ الاحتلال الإسرائيلي.
وفي مؤتمر صحافي لوزير الخارجية في السفارة الإيرانية في العاصمة اللبنانية بيروت، تحدث عن سبب بدء زياراته الخارجية من لبنان، مؤكّداً أنّ "هذا البلد هو مهد المقاومة، وأن العلاقة بين الشعبين قوية".
المصدر :المیادین
أصول القيادة في الإسلام
القيادة التي يبحث عنها القرآن الكريم هي الزعامة المتجهة نحو الله تعالى في بعديها الاجتماعي والمعنوي، بخلاف ما يفهمه البشر في العالم المعاصر من القيادة بأنّها مجرّد زعامة اجتماعية، لأنّه يحتاج إلى القيادة بطبيعته، وقيمة هذه القيادة تبتني على ثلاثة أصول:
القيادة التي يبحث عنها القرآن الكريم هي الزعامة المتجهة نحو الله تعالى في بعديها الاجتماعي والمعنوي، بخلاف ما يفهمه البشر في العالم المعاصر من القيادة بأنّها مجرّد زعامة اجتماعية، لأنّه يحتاج إلى القيادة بطبيعته، وقيمة هذه القيادة تبتني على ثلاثة أصول:
1- أهميّة الإنسان والقوى المودعة فيه
فقد اهتم القران الكريم بتوجيه الإنسان إلى معرفة نفسه، وما أودع له الله من قوى كبيرةٍ كامنةٍ فيه، فهو أعرف من الملائكة بالأسماء ممّا جعلها تسجد له، وهو أرفع الموجودات جميعاً، كلّها مسخرة لخدمة مصالح الإنسان ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً﴾([1])، و﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً﴾([2]).
2- قيادة الغرائز المودعة في الإنسان والحيوان
فالإنسان يختلف عن الحيوان من حيث الغرائز وطبيعتها، وهو أضعف منها في هذا المجال، فالحيوانات مجهزة بمجموعةٍ من الغرائز تُسيِّرها وتقودها وتنظِّم لها حياتها، فهي لا تتعدّاها، إلا أن الإنسان ليس كذلك، فهو من جهة يمتلك قوى أكبر وأكثر من الحيوانات، لكن لم يودع الله فيه غرائز كثيرةً جداً، وإنما ألقى على عاتقه قيادة نفسه، فالإنسان يفتقر إلى الغرائز الداخلية التي تقوده، ولذلك احتاج للموجِّه الخارجي، وهذه فلسفة بعثة الأنبياء عليهم السلام، فإنهم بعثوا لأجل تربية هذه الغرائز، وتعريف الإنسان على النفائس المكنونة في أعماقه، وكيف يستخدمها ويستفيد منها بالشكل الصحيح، ومن ثم توجيه الإنسان والقوى البشرية لتسير على الطريق المستقيم، ويحثونه على الحركة والعمل، وبالتالي تتحقق القيادة الحكيمة للقوى البشرية.
3- القوانين الخاصة في الحياة البشرية
هناك مجموعة من القوانين والأصول الحاكمة على سلوك الإنسان وتصرفاته، والذي ينصّب نفسه قائداً وزعيماً للبشر عليه أن يتعرّف على هذه القوانين الحاكمة، لأنها مفتاح السيطرة على قلوب الناس، فيرسم لهم طريق العمل بها ويحثَّهم على الاستفادة منها بالشكل الصحيح، وتعبير القرآن الكريم بحقّ الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم مثير للدهشة حيث يقول: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيّ الْأُمِّيّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ﴾([3])، فهذه الأثقال ليست إلا التقاليد والخرافات، وهذه الأغلال ليست إلا عادات روحيّة تكبّل استعداداته وطاقاته المعنوية الزاخرة التي أدّت به إلى الجمود والشقاء واليأس، ويأتي دور النبي بالقيادة من بُعدها الاجتماعي ليطلق سراح هذه القوى المقيَّدة، ويبثّ فيها النشاط والحيوية، ويأخذ بيدها في المسار الصحيح، فيجعل من أضعف الشعوب، بسبب القيادة الحكيمة، أمّة قويّة لا يفوقها قوّة.
* المصدر:شبکة المعارف الإسلامية
كيف تجاوز الشعب الإيراني محنة فقدان الرئيس رئيسي؟
المتتبع للاعلام الامريكي والغربي والصهيوني والعربي المتصهين، يلاحظ ان هناك قاسما مشتركا بين هذا الاعلام في تغطيته للقضايا الايرانية، وهذا القاسم المشترك هو:"ان ايران غير مستقرة، وعلى فوهة بركان، وان هناك استياء شعبي من النظام، وان هناك هوة بين النظام والشعب، وان الشعب ينتظر اي فرصة ليعلن الثورة".العالم
هذا القاسم المشترك برز وبشكل لافت في احداث الشغب التي حدثت في ايران عام 2022، بعد وفاة المواطنة الايرانية مهسا اميني، حيث إجترت وسائل الاعلام تلك، جملة واحدة وحيدة وهي :"ان الجمهورية الاسلامية في طريقها الى السقوط"، بينما الحقيقة على الارض لم تكن كذلك، فرغم ان احداث الشغب استمرت لفترة طويلة نسبيا، الا انها اظهرت حقيقة المشاغبين، الذيم لم يكن لهم هدف سوى زرع الفوضى عبر استهداف الاماكن العامة والاعتداء على الشرطة وعناصر الامن واحراق السيارات والمساجد والبنوك والممتلكات العامة والخاصة، في محاولة لاظهار ان الاوضاع في ايران اصبحت خارج السيطرة، وان انعدام الامن، هو سيد الموقف.
الحكومة الايرانية، واتكالا على الشعب وحضوره الواعي في الساحة، تمكنت من السيطرة على اعمال الشغب واعتقلت المشاغبين، واطلقت سراح اغلبهم فيما بعد، خاصة المغرر بهم ، الا من ثبت تورطة بجريمة قتل، او انه كان يتحرك على ضوء اوامر تلقاها من اجهزة استخبارات اجنبية، او من المجموعات المعادية للثورة، وبذلك كشفت الحكومة الايرانية عن الوجه الحقيقي لوسائل الاعلام الامريكية والغربية، التي كانت ومازالت ترفع شعار الموضوعية والحيادية والشفافية، فاذا بها منابر للفتنة، ومعاول للهدم، ووسائل تنفذ مخططات اجهزة المخابرات في بلدانها، وخاصة السي اي ايه الامريكي والموساد الاسرائيلي.
اردنا من خلال هذه المقدمة ان نبين الدور التخريبي والخبيث لوسائل الاعلام الامريكية والغربية والاسرائيلية، في تعاملها مع الشأن الايراني وكيف تحاول استهداف امن واستقرار البلاد، من خلال بث ونشر الاكاذيب، وتضخيم القضايا العادية، واضفاء طابع سياسي وامني عليها، واظهار ايران على انها دولة مضطربة وغير مستقرة، ولكن ما اغنانا عن الاسهاب في هذا الموضوع أمران، الاول هو انكشاف الوجه القبيح للغرب وخاصة امريكا، عندما قمعت الحكومات الغربية، وبشكل همجي الاحتجاجات السلمية للطلبة والنخب الفكرية، على مجازر الكيان الاسرائيلي في غزة، وبذلك تكشف زيف شعارات الغرب بشأن حرية التعبير والديمقراطية وحقوق الانسان. والاقبح من ذلك هو تغطية وسائل الاعلام الغربية، التي طالما تباكت على حقوق الانسان وحرية التعبير في ايران والدول المناهضة لامريكا، لهذه الاحتجاجات الطلابية السلمية، وهو ما فضح الاعلام الغربي امام شعوبها، وخاصة نخبه الفكرية والطلابية.
الامر الثاني والاهم، هو ما حصل في ايران خلال الايام القليلة الماضية، عندما خسر الشعب الايراني في يوم واحد رئيسه ووزير خارجيته وعدد من مسؤولية في حادث تحطم الطائرة في محافظة اذربيجان الشرقية، فمثل هذه الحادثة، كان الغرب سيبني عليها حكايات واكاذيب لا حصر لها، لضرب الامن والاستقرار في ايران، الا ان الذي حدث جاء على عكس ما كان يتمناه الغرب وامريكا والكيان الاسرائيلي، فايران التي تم تصويرها على انها غير مستقرة ومضطربة، فاذا بها من اكثر دول العالم استقرارا وامنا، فقد نزل الملايين من ابناء الشعب الايراني الى الشوارع لتشييع مسؤوليه، بينما تقاطرت وفود من نحو 70 دولة في العالم على طهران للمشاركة في مراسم تشييع الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ورفاقه الابرار، كما وقف مجلس الامن الدولي دقيقة صمت حدادا على الرئيس الايراني، وفي ذات اليوم الذي تم اعلان استشهاد رئيس الجمهورية الايرانية، تم تحديد مهلة 50 يوما لاجراء انتخابات رئاسية جديدة، لانتخاب رئيس جديد، ولم تتمكن لا امريكا ولا الكيان الاسرائيلي، من استغلال ماحدث، خدمة لمصالحهما المشؤومة.
هذا الوجه الحقيقي لايران، القوية والمستقرة والامنة، التي طالما حاولت امريكا واذيالها تغييبه عن الراي العام العالمي، كما حصل خلال احداث الشغب عام 2022 ، ويعود الفضل في ثباتها الى النظام الاسلامي القائم على المؤسسات، وعلى الانتخابات، والتداول السلمي للسلطة، والسيادة الشعبية الدينية، وعلى راس كل هذه المؤسسات، وجود شخص قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي خامنئي، الذي يعتبر صمام امان جمهورية ايران الاسلامية، فقد كانت جملته القصيرة، التي قالها فور سماع الشعب الايراني خبر سقوط طائرة رئيس الجمهورية،:" "نؤكد للشعب الإيراني ألا داعي للقلق فلن يكون هناك أي خلل في عمل البلاد"، كافية لتغلق جميع المنافذ، امام المتربصين بإيران والشعب الايراني.
أحمد محمد
المصدر :العالم
قائد الثورة الامام الخامنئی مخاطبا الجامعيين الأمريكيين: أنتم تشكّلون جزءا من جبهة المقاومة
وجّه قائد الثورة الإسلاميّة، الإمام الخامنئي، رسالة إلى الشباب والطلاب الجامعيّين في الولايات المتحدة الأمريكيّة الذين نزلوا إلى الميدان للدفاع عن أطفال غزّة ونسائها، معرباً فيها عن تعاطفه معهم ومؤازرته لهم، ثمّ قال سماحته لهم أنّ التاريخ يطوي صفحاته وأنّهم في الجهة الصحيحة منه.
بسم الله الرّحمن الرّحيم
أكتبُ هذهِ الرّسالةَ للشّبابِ الذين حَثّتهُم ضَمائرُهُمِ الحيّةُ على الدّفاعِ عن نساءِ غزّةَ وأطفالِها المظلومين.
أيّها الشبابُ الجامعيّونَ الأعزّاءُ في الوِلاياتِ المتّحدةِ الأمريكيّة! إنّها رسالةُ تعاطفِنا وتآزِرنا معكم. لقد وقفتُمُ الآنَ في الجهةِ الصحيحةِ مِنَ التاريخِ، الذي يَطوي صفحاتِه.
أنتُم تُشكّلونَ الآنَ جزءًا من جبهةِ المقاومةِ، وقد شَرَعتُم بِنضالٍ شريفٍ تَحتَ ضُغوطِ حكومتِكم القاسيةِ، التي تُجاهِرُ بِدفاعِها عن الكيانِ الصهيونيِ الغاصبِ وعديمِ الرَّحمةِ.
إنَّ جبهةَ المقاومةِ العظيمةِ تُكافِحُ منذُ سنينَ، في نقطةٍ بَعيدةٍ [عنكُم]، بالإدراكِ نَفسِهِ وبالمشاعرِ ذاتِها التي تعيشونَها الآنَ. والهَدفُ من هذا الكفاحِ هوَ وَقفُ الظّلمِ الفاضِحِ الذي ألحَقَتهُ شبكةٌ إرهابيّةٌ عديمةُ الرّحمةِ تُدعى الصهيونية بالشّعبِ الفلسطينيِّ، مُنذُ أعوامٍ خَلَت، ومارسَت بِحقّهِ أقسى الضُّغوطِ وأنواعِ الاضطهادِ بعدَ أن احتَلّت بِلادَه.
إنّ الإبادَةَ الجَماعيَّةَ التي يَرتَكِبُها اليومَ نِظامُ الفَصلِ العُنصريِّ الصهيونيِّ، هيَ استمرارٌ لسلوكِه الظّالمِ جدًّا خلالَ العُقودِ الماضية.
إنَّ فِلسطينَ أرضٌ مستقلّةٌ ذاتُ تاريخٍ عَريقٍ، وَشعبٍ يَجمَعُ المُسلمينَ والمسيحيّينَ واليهودَ.
لقد أدخَلَ رَأسماليّو الشبَكَةِ الصَهيونيّةِ بعدَ الحربِ العالميّةِ الأولى، وَبدعمٍ مِنَ الحكومةِ البريطانيّة، عِدَّةَ آلافٍ من الإرهابيّينَ إلى هذهِ الأرضِ على نحوٍ تدريجيٍ، وَهاجَموا مُدُنَها وقُراها، وقَتلوا عشراتِ الآلافِ أو هَجّروهم إلى دولِ الجوارِ، وسَلبوهُمُ البيوتَ والأسواقَ والمزارعَ، ثُمّ أسّسوا في أرضِ فلسطينَ المُغتصبةِ كيانًا يُدعى "إسرائيل".
إنّ أكبَرَ داعمٍ لهذا الكيانِ الغاصبِ، بعد المساعداتِ البريطانيِّة الأولى، هو حكومةُ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيّةِ التي ما زالَت تُقدّمُ مُختلفَ أنواعِ الدّعمِ السياسيِّ والاقتصاديِّ والتَسليحيِّ لذاكَ الكيانِ بنَحوٍ متواصلٍ، كما أنّها بِمُجازَفَتِها التي لا تُغتَفَر، أشرَعَتِ الطريقَ أمامَهُ لإنتاجِ السلاحِ النوويِّ وأعاَنتهُ في هذا المسار.
لقد انتهَجَ الكيانُ الصَّهيونيُ، مُنذُ اليومِ الأوّل، سياسَةَ القَبضَةِ الحَديديّةِ في تَعاطيهِ مع شَعبِ فِلسطينَ الأعزَل، وضاعفَ، يومًا بعدَ يوم، قَسوتَهُ واغتيالاتَهُ وقَمعَه، مِن دونِ الاكتراثِ لكلِّ القيمِ الوجدانيّةِ والإنسانيّةِ والدينيّةِ.
كما أنَّ الحُكومَةَ الأمريكيّةَ وشركاءَها امتنعوا حتّى عن إبداءِ استيائِهم، ولو لمرّةٍ واحدةٍ، إزاءَ إرهابِ الدولةِ هذا، والظلمِ المتواصِل. واليومَ أيضًا، إنَّ بعضَ تَصريحاتِ حُكومةِ الولاياتِ المُتّحدةِ حَولَ الجريمةِ المروّعةِ في غزّة، هي نِفاقٌ لَيسَ إلّا.
لَقَد انبَثَقَت جَبهةُ المقاومةِ من قلبِ هذهِ الأجواءِ المُظلمةِ، التي يخيّمُ عليها اليأسُ، وعَزّزَ رَفعتَها وقُوّتَها تأسيسُ حكومةِ الجُمهوريّةِ الإسلاميّةِ في إيران.
لقد قدّمَ قادَةُ الصّهيونيّةِ الدوليّةِ، الذينَ يستحوذونَ على مُعظَمِ المُؤسساتِ الإعلاميّةِ في أمريكا وأوروبا أو يُخضِعونَها لنُفوذِ أموالِهم والرِشا، هذهِ المقاومةَ الإنسانيّةَ والشُّجاعةَ على أنّها إرهاب؛ فهَل الشَّعبُ الذي يدافعُ عَن نَفسِهِ في أرضِهِ أمامَ جَرائمِ المُحتلّينَ الصهاينةِ إرهابيٌّ؟! وهل يُعدُّ الدَّعمُ الإنسانيُّ لهذا الشّعبِ وتَعضيدِ أذرعِه دَعمًا للإرهاب؟!
إنَّ قادةَ الغطرسةِ العالميّة لا يَرحمونَ حتّى المفاهيمَ الإنسانيّةَ! إنّهُم يقدّمونَ الكيانَ الإسرائيليَّ الإرهابيَّ عَديمَ الرحمةِ مُدافعًا عن النّفسِ، ويَنعَتونَ مُقاومَةَ فِلسطينَ، التي تُدافِعُ عَن حُريَّتِها وأمنِها وَحقِّها في تقريرِ مَصيرها، بالإرهاب.
أودُّ أن أُطَمئِنَكُم بأنَّ الأوضاعَ في طَورِ التغييرِ اليوم، وأنَّ أمامَ منطقةِ غَربيِ آسيا الحساسةِ مصيرٌ آخَر. لقد صَحَت ضَمائِرُ كَثيرةٌ على مُستَوى العالَم، فالحقيقةُ في طَورِ الظُّهور.
كما أنَّ جبهَةَ المُقاومةِ باتَت قويّةً، وستَغدو أكثر قُوّةً.
التاريخُ يَطوي صَفَحاتِه أيضًا.
وبِمُوازاتِكُم أيّها الطلابُ مِن عشراتِ الجامعاتِ في الولايات المتحدة، نَهَضَتِ الجامعاتُ والنّاسُ في سائر الدولِ أيضًا. إنّ مؤازرةَ أساتذةِ الجامعاتِ ومُسانَدَتَهم لكم، أيّها الطلّاب، حدثٌ مهمٌّ ومؤثّرٌ، يُمكنُ له أن يُريحَ أنفُسَكُم بعضَ الشيءِ إزاءَ سُلوكِ الحكومةِ «البوليسيِّ» الفظّ، والضغوطِ التي تمارِسُها بحقِّكُم. أنا أيضًا أشعر بالتَّعاطِفُ مَعكُم، أيّها الشبابُ، وأُثمّنُ صمودَكُم.
إنّ درسَ القرآنِ الموجّهِ إلينا، نَحنُ المسلمين، وإلى جميعِ الناسِ حولَ العالمِ، هو الثّباتُ على طريقِ الحقّ: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} (هود، 112)، كما أنّ درسَ القرآنِ بشأنِ العلاقاتِ بين البشرِ هو: {لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} (البقرة، 279).
جبهةُ المقاومةِ، وبالاستلهامِ مِن هذهِ التعاليمِ والمئاتِ مِن مثيلاتِها والعملِ بها، تَمضي قُدُمًا، وسوفَ تُحقّقُ النّصرَ بإذن الله.
أوصيكُم أن تَتَعرّفوا إلى القرآن.
السّيد علي الخامنئي
25/05/2024
المصدر :العالم
صحوة الشرق تبدأ من غزة
أنور الهواري
كاتب وصحفي مصري
عشرات الطلاب يرفعون الأعلام الفلسطينية في جامعة ميشيغان خلال حفل تخرجهم (مواقع التواصل الاجتماعي)
أستعير مصطلح " صحوة الشرق " من مقال قديم يعود إلى 31 من أغسطس/آب 1997م، كتبه المفكر اليساري المصري الفرنسي الدكتور أنور عبد الملك 1924 – 2012م، تناول فيه ما أسماه " حضارة الغرب المتأزمة " و " صحوة الشرق "، وقد عرّف ما يقصدُه بالشرق بقوله: " وخاصةً ما يمتّ إلى القطاع المصري – العربي – الإسلامي".
وقد تذكرت المقال ورجعت إليه بعد أن توالت المفاجآت من العيار الثقيل في حرب الإبادة على غزة، حيث إن المقاومة ثبت أن أقوى سلاحها هو ما تملكه من رصيد هائل من قيم الفداء والثبات والتضحية في سبيل الحق والحرية والعدل، نور الضمير الفلسطيني الحي الذي ظنت إسرائيل أنها قد أحاطت به حتى دفعته لليأس، ثم الاستسلام لضرورات الواقع، نور الضمير الذي كشف الطابع العنصري الوحشي للدولة الصهيونية، كما بدَّد ظلمات التخاذل العربي الإسلامي، كما فضح تواطؤ العواصم الكبرى التي باتت خاضعةً لمصالح الصهيونيّة أكثر بكثير من خضوعها لمصالح شعوبها، نور الضمير الفلسطيني الذي أعادت المقاومة إشعاعه في لحظة كانت تبدو معاكسة وغير مواتية تمامًا.
احتجاج أخلاقي
هذا الضمير أخجل المتخاذلين من حكّام ونخب وذوي المصالح من العرب والمسلمين، كما أن هذا الضمير أيقظ حركة احتجاجٍ أخلاقيةٍ كبرى في عواصم الغرب الكبرى، هو احتجاج أخلاقي على السياسة الأوروبية – الأميركية في الشرق الأوسط، كما هو احتجاج أخلاقي على ما آلت إليه حضارة الغرب الرأسمالي من انفصال كامل عن منظومة القيم الجوهرية التي كانت أعمدة الثورات الفكرية والعلمية والسياسية في الغرب على مدى القرون الخمسة الأخيرة.
فالديمقراطية الغربية باتت وعاءً وأداةً لخدمة أقليات ذات مصالح تتداول على السلطة، هذه الأقليات ومعها الإعلام الذي يخدمها مجرد رهائن مربوطة بحبال مرئيّة أو غير مرئيّة في يد الصهيونيّة التي تموّل الحملات الانتخابية، كما تملك الإعلام، ومن ثَم تملك أخطر أمرَين: تملك صناعة النخب التي بدورها تصنع القرار، كما تملك توجيه الرأي العام، وبهذا وذاك يحدث ما يشبه التخدير، ثم التنويم الذي يضع المجتمعات الغربية في قبضة الصهيونيّة.
هذه الاحتجاجات الواسعة في جامعات أميركا بالذات لم تكن في الخيال، هي في احتجاجها ضد المؤسسة السياسية في الغرب أشبه ما تكون باحتجاجات مارتن لوثر 1483م – 1546م، ثم جون كالفن 1509م – 1564م، على المؤسسة الدينية؛ أي الكنيسة الكاثوليكية التي كانت صاحبة السيادة في شؤون الدين والدنيا على مدى ألف عام أو يزيد من تاريخ أوروبا. هذه الاحتجاجات نوّرت طريقَها قيمُ المقاومة وضميرها وبطولتها في نصرة قيم الحرية والحق والعدل، قيم الإنسانية الواحدة التي ضَمُرت تحت وطأة العنفِ والأثرة الموجهين الحاكمين للمؤسسة السياسية الغربية.
مقال الدكتور أنور عبدالملك في 31 من أغسطس/آب 1997م، كان قد كتبه – بعاطفة ممتّقدة – من وحي اليوم العالمي للشباب في 12 من أغسطس/آب من العام ذاته، حيث احتفل مليون ونصف المليون شاب من مختلف جنسيات العالم باليوم العالمي للشباب في باريس، فقد هزّ المشهد مشاعره من الأعماق، فكتب يتساءل: " هل الظواهر السلبية في العالم وما تحدثه من نزيف عميق في وجدان وفؤاد وقلوب الأجيال الجديدة يدفع بها دفعًا نحو الإيمانية، والقيم الأخلاقية، والتوجه الحضاري، في وجه أدعياء العلم باسم العلمانية، وفي وجه أعداء التحرر الوطني باسم الليبرالية الغربية، وفي وجه أنصار الصهيونية باسم الحداثة، وفي وجه التطبيع باسم الواقعية ؟ ". انتهى الاقتباس.
استنزاف معنى الإنسان
ولست أدري ماذا كان سيكتب لو عاش هذا الرجل العظيم ليرى نبوءته تتحقق على الأرض بعد ما يقرب من سبعة وعشرين عامًا على كتابتها، حيث جسارة المقاومة الشريفة في فلسطين توقظ ضمائر العالم في أكثر الأماكن التصاقًا بالضمير؛ أي: الشباب ومعاهد العلم ومدارس الفكر، حيث موطن الضمير ومنبعه. مثلما كانت حركة الإصلاح الديني قبل خمسة قرون تواجه فساد الكنيسة الكاثوليكية التي أضاعت جوهر الدين في سبيل مصالح البابوية ومن حولها من شبكات الانتفاع والنفوذ، فكذلك احتجاجات الجامعات ضد فساد المؤسسة السياسية ونخبها الرهينة لدى التمويل والإعلام وشبكات المنافع والمصالح والنفوذ الصهيونية.
وقد يسأل سائل: هل هذه صحوة الشرق أم صحوة الغرب ؟. هما كلتا الصحوتين في وقت واحد:
1- صحوة الشرق مما كان قد آل إليه قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023م من ظواهر سلبية لخصّها الدكتور أنور عبدالملك قبل سبعة وعشرين عامًا في: ادعاء العلم باسم العلمانية، والعداء للتحرر الوطني باسم الليبرالية، والانحياز للصهيونية باسم الحداثة، والسعي للتطبيع باسم الواقعية، لاشك أن المقاومة الشريفة وضعت كل ذلك في موضعه الصحيح من التاريخ، مجرد انتكاسة في تفكير حكام ونخب العرب والمسلمين، انتكاسة مرتدة لها سوابق في التاريخ بالذات في مراحل التخدير والتنويم، ثم تتوفر عوامل الإفاقة، فيزول أثر التخدير، كما يزول النوم، فيدرك الناس الحقّ والحقيقة على وجههما الصحيح.
2- ثم هي صحوة للغرب، بمعنى صحوة وعي ويقظة ضمير، أو بتعبير الدكتور أنور عبدالملك: اندفاع قلوب الأجيال الجديدة دفعًا نحو ثلاثة أشياء: الإيمانية، القيم الأخلاقية، التوجه الحضاري، والثلاثة لم يعد لها من مكان في حضارة الغرب بعد التطور غير المسبوق في التكنولوجيا مترافقًا مع استنزاف رأسمالي لمعنى الإنسان من لحظة مولده حتى لحظة وفاته، ثم مع أيلولة الحضارة الغربية للخضوع لتفوق اليهود في كل المجالات؛ حتى تمكّنوا من قيادة الحضارة الغربية ورسم ملامحها .
الفرق بين صحوة الضمير في الشرق والغرب، أن الشرق محكوم بدكتاتوريات لا تحتمل ولا تطيق مواجهة مع شبابها في معاهد العلم، أما الغرب – فرغم فساد ديمقراطيته الراهنة – فإن أهله يحصدون ويتمتعون بثمرات كفاح بطولي على مدى عدة قرون من أجل تحصين الحريات الفردية والعامة وغلّ يد الحكام عن المساس بها، لدى شعوب الغرب تاريخ من التمرين والتدريب على ممارسة الحرية والدفاع عنها، فكم قطعوا – في سبيلها – رقاب ملوك عظام أكابر كانوا يزعمون الحكم بالحق الإلهي، وأنهم نواب الله وظله على الأرض، ورغم هذا فلولا عظمة البطولة في غزة لما كانت هذه الصحوة للضمير في الغرب.
استدعاء الضمير في معالجة الحق الفلسطيني بات واجبًا، أقصد الضمير الغربي، ففي المائة والخمسين عامًا الأخيرة، أي من الربع الأخير من القرن التاسع عشر حتى يومنا هذا في خواتيم الربع الأول من القرن العشرين، وهي مجمل عمر وتاريخ الصهيونية كفكرة، ثم كمشروع، ثم كدولة في فلسطين، ثم كقائدة في الشرق الأوسط، ثم كقوة هيمنة في الحضارة الغربية، على مدى هذا التاريخ كله، كان الغائب دائمًا هو الضمير الغربي فيما يخصّ الحق الفلسطيني،.
استدعاء الضمير الغربي
المصالح المادية الآنية العاجلة كانت توجه قرارات الساسة ونخب الحكم، وكانت السطوة الإعلامية مع الدعاية الصهيونية توجه الرأي العام، فلم يفكر الحكام من بريطانيا الربع الأول من القرن العشرين حتى أميركا الربع الأول من القرن الحادي والعشرين في غير مطالب الصهيونية وإملاءاتها سواء وافقت الحق أو العدل، أم كانت محض باطل ومحض ظلم.
على مدى المائة والخمسين عامًا وحتى لحظتنا هذه أهواء الصهيونية تتم ترجمتها – في عواصم الغرب ومراكز الحكم فيه – إلى قرارات وسياسات وتوجهات ملزمة للغرب، ومن بعده تكون ملزمة للعالم كله، كان الظن – وما زال – هو أن القوةَ تُغني عن الحق والمال بديلًا عن الضمير، والسلاح يكفي لتسوية أعتى العقبات، ولكن صمود المقاومة الشريفة من 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023م حتى نشر هذه السطور في 9 مايو 2024م، ورغم وفرة المال والسلاح من كل عواصم الغرب في خدمة الجيش الإسرائيلي، ورغم تسوية عمران غزة بالأرض، ورغم عشرات الآلاف من الشهداء، رغم ذلك كله لم تفلح القوة ولا المال ولا السلاح ولا الإبادة في إسكات الحق الفلسطيني.
فالعكس هو الذي حدث، وحدث من تلقاء نفسه ودون قصد ولا تخطيط من أحد، الذي حدث هو أن الحق الفلسطيني أنطق ضمير الإنسانية، أنطق ضمائر شباب الغرب ليشهد أن ما يفعله حكام الغرب ليس أقل من جريمة منحطة يندى لها جبين كل إنسان سويّ النفس مستقيم الطبع سليم الفطرة.
لكن يواجهنا السؤال: هل يكفي احتجاج الجامعات لاستدعاء الضمير الغربي الغائب حتى الموت؟ ولو نجح في استدعائه فكيف يتعامل مع الواقع المعقّد على الأرض، حيث تمَّ تهجيرُ، ثم توطين نصف يهود العالم في فلسطين، وفي المقابل تمَّ تهجير نصف سكّان فلسطين منها ؟. يكفينا أن يتمَّ استدعاء الضمير الغربي، حتى ولو في دوائر المثالية الشبابية والأخلاقية الأكاديمية، هذا يكفي في هذه المرحلة من إعادة خلق مناخ دولي متفهم ومتعاطف مع الحق الفلسطيني، هذا في حدّ ذاته كسب كبير، وليس مطلوبًا أن يُثمر على الفور تغييرات عاجلة أو جذرية في سياسات العواصم الغربية الكبرى، يكفي أن يَحدث توقفٌ ومساءلةٌ ومراجعة ونقد ومحاسبة لمسار التحيّز الغربيّ لصالح الصهيونية في المائة والخمسين عامًا الأخيرة.
كسْب ضمائر الشعوب الحرة من شركائنا على ظهر الأرض هو – في حد ذاته – باب مهم من أبواب النضال الفلسطيني المشروع، لقد حدث وانفتح الباب من تلقاء نفسه دون تخطيط ولا جهد مقصود، وبقي أن ننتبه له، ونتقدم فيه، ونكسب مساحات جديدة، ونتمرّن على هذا اللون من ألوان العمل بما يستلزمه من إعادة تقديم القضية الفلسطينية كقضية لكل الإنسانية العادلة الحرّة، وليست فقط قضية لقومية بذاتها ولا دين بذاته ولا إقليم بذاته، قضية شعب لم يبدأ أحدًا بالعدوان، لم يغتصب أرض أحد، لم يظلم شعبًا آخر، قضية شعب ثائر، اغتُصبت أرضه، وأُخرج من دياره، ويتعرض لمخطط طويل المدى لأجل محوه من الوجود وإبادته. كسْب الضمائر هو – من الآن فصاعدًا – أوسع أبواب النضال الفلسطيني في القادم من الزمن، يلزم كسب ضمائر الأحرار لمحاصرة مثلث: القوة والمال والسلاح الصهيوني – الغربيّ.
تجربة فريدة
اليهود هم أفضل من نتعلم من تجربتهم في هذا النضال، فعندما سقطت غرناطة آخر مراكز الإسلام في شبه الجزيرة الإيبيرية 1492م كانت الكاثوليكية المنتصرة تسعى سعيها لاجتثاث اليهود والمسلمين معًا، وعبر ما يزيد قليلًا على خمسة قرون صار يهود العالم – وهم لا يمثلون أية نسبة عددية لها وزن من مجمل سكان العالم، فلا يزيدون على خمسة عشر مليونًا – مكونًا أصيلًا في بنية الحضارة الإنسانية، بحيث بات من المستحيل إلحاق الضرر بهم دون إلحاق الضرر بالحضارة ذاتها.
لليهود – عبر خَمسمائة عام – تجربة فريدة في كسب تعاطف القوى النافذة في العالم، بما يعني أن لديهم تجربة في تحويل قوى العداء إلى قوى تأييد. وخسارة اليهود الكبرى بعد تأسيس الدولة الصهيونية باسمهم ولهم وحصرًا عليهم، هي أن ما تمارسه من عدوانية وحشية بربرية بات يقلب المعادلة، بات يحوِّل قوى التأييد إلى قوى عداء.
نحن في صراع ممتدٍّ، يلزمنا فيه أن نفقَه كيف يفكّر العدوّ ؟ كيف انتقل في خمسمائة عام من رهائن محبوسين في حارات مظلمة مغلقة مهمشة ضيقة قذرة إلى قمّة العالم، حيث لا يجرؤ حكّام أعتى إمبراطورية معاصرة على أن يرفضوا للدولة الصهيونية طلبًا ؟.
المصدر :الجزیره
تفاصيل استهداف القوات المسلحة اليمنية 6 سفن دعمت الاحتلال
أعلنت القوات المسلحة اليمنية، تنفيذ عمليات استهدفت 6 سفن في البحرين الأحمر والعربي والأبيض المتوسط، لانتهاكها قرار حظر الوصول لموانئ فلسطين المحتلة.
واشارت في بيان لها، تنفيذ القوات البحرية وسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية بعون الله تعالى ست عمليات عسكرية وعلى النحو التالي: ثلاث عمليات عسكرية في البحر الأحمر استهدفت الأولى سفينة ( LAAX ) وقد أصيبت إصابة مباشرة وتضررت بشكل كبير .
وأضاف البيان، ان العملية الثانية استهدفت سفينة (MOREA ) والعملية الثالثة استهدفت سفينة ( Sealady). وقد نفذت العمليات الثلاث بعدد من الصواريخ البحرية والبالستية والطائرات المسيرة وأدت إلى تحقيق إصابات مباشرة بفضل الله.
وأكدت القوات المسلحة اليمنية تنفيذ عمليتين عسكريتين استهدفتا سفينتي ( ALBA ) و( Maersk HARTFOFD ) الأمريكية في البحر العربي، وتمت عملية الاستهداف بعدد من الصواريخ والطائرات المسيرة.
وأشارت الى استهداف العملية العسكرية السادسة سفينة ( MINERVA ANTONIA ) في البحر الأبيض المتوسط بعدد من الصواريخ المجنحة، وقد تم استهداف كافة السفن المذكورة لانتهاكها قرار حظر الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلة.
وأكدت القوات المسلحة اليمنية: أمام استمرار الجرائم الإسرائيلية بحق إخواننا في قطاع غزة لن تتردد بعون الله تعالى في استهداف كافة السفن التي تتعامل مع الكيان الإسرائيلي في منطقة العمليات المعلن عنها وبغض النظر عن وجهتها وكما جاء في بياناتها السابقة.
وحيت القوات المسلحة اليمنية في ختام بيانها، المقاومة الفلسطينية الباسلة في قطاع غزة وكافة الأحرار المساندين لها في لبنان والعراق وتؤكد استمرار عملياتها العسكرية حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
نص البيان الصادر عن القوات المسلحة اليمنية:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: { إن ینصرۡكم ٱلله فلا غالب لكمۡۖ وإن یخۡذلۡكمۡ فمن ذا ٱلذی ینصركم منۢ بعۡدهۦۗ وعلى ٱلله فلۡیتوكل ٱلۡمؤۡمنون } صدق الله العظيم
انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني وردا على جرائم العدو الصهيوني بحق النازحين في منطقة رفح، بقطاع غزة وفي إطار توسيع العمليات العسكرية في المرحلة الرابعة من التصعيد.
نفذت القوات البحرية وسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية بعون الله تعالى ست عمليات عسكرية وعلى النحو التالي:
ثلاث عمليات عسكرية في البحر الأحمر استهدفت الأولى سفينة ( LAAX ) وقد أصيبت إصابة مباشرة وتضررت بشكل كبير بفضل الله.
العملية الثانية استهدفت سفينة (MOREA ) والعملية الثالثة استهدفت سفينة ( Sealady ).
وقد نفذت العمليات الثلاث بعدد من الصواريخ البحرية والبالستية والطائرات المسيرة وأدت إلى تحقيق إصابات مباشرة بفضل الله.
ونفذت القوات المسلحة عمليتين عسكريتين استهدفتا سفينتي ( ALBA ) و( Maersk HARTFORD ) الأمريكية في البحر العربي، وتمت عملية الاستهداف بعدد من الصواريخ والطائرات المسيرة.
واستهدفت العملية العسكرية السادسة سفينة ( MINERVA ANTONIA ) في البحر الأبيض المتوسط بعدد من الصواريخ المجنحة، وقد تم استهداف كافة السفن المذكورة لانتهاكها قرار حظر الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلة.
إن القوات المسلحة اليمنية وأمام استمرار الجرائم الإسرائيلية بحق إخواننا في قطاع غزة لن تتردد بعون الله تعالى في استهداف كافة السفن التي تتعامل مع الكيان الإسرائيلي في منطقة العمليات المعلن عنها وبغض النظر عن وجهتها وكما جاء في بياناتها السابقة.
وتحيي القوات المسلحة اليمنية المقاومة الفلسطينية الباسلة في قطاع غزة وكافة الأحرار المساندين لها في لبنان والعراق وتؤكد استمرار عملياتها العسكرية حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
والله حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير
عاش اليمن حرا عزيزا مستقلا
والنصر لليمن ولكل أحرار الأمة
صنعاء 21 ذي القعدة 1445للهجرة
الموافق للـ 29 مايو 2024م
السعودية تصدر بيانا بشأن مجازر الإبادة الجماعية الإسرائيلية للفلسطينيين
أعلنت وزارة الخارجية السعودية مساء يوم الثلاثاء إدانة المملكة واستنكارها بأشد العبارات مواصلة قوات الإحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجازر الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني بلا رادع.
وقالت الوزارة في بيان لها: "تعرب وزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها بأشد العبارات مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلية ارتكاب مجازر الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني بلا رادع، وذلك عبر مواصلة استهداف خيام النازحين الفلسطينيين العزّل في رفح، وتحمّل المملكة السلطات الإسرائيلية كامل المسؤولية جراء ما يحدث في رفح وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وأضاف البيان: "كما تؤكد المملكة أن استمرار الانتهاكات السافرة لقوات الاحتلال الإسرائيلية لكافة القرارات والقوانين والأعراف الدولية والإنسانية، في ظل صمت المجتمع الدولي، يفاقم حجم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، ويضع مصداقية مؤسسات الشرعية الدولية على المحك".
وتابعت الخارجية السعودية: "وتشدد المملكة على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى، لوقف المجازر التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق ومحاسبة المسؤولين عنها".
المصدر :العالم
أطول يوم في التاريخ.. أحداث ووقائع
أنور الهواري
كاتب وصحفي مصري
لم يحدث في تاريخ الكيان الإسرائيلي أن وقع في فخّ استنزاف حربي متواصل على مدار الساعة ثمانية أشهر كما هو الحال مع طوفان الأقصى (غيتي)
ثلاثة أيام حاسمة في تاريخ الشرق الأوسط الحديث أو – بتعبير أدق – الشرق الأوسط الذي رسمه وهندسه وشكله الاستعمار الأوروبي وفق مصالح قواه المتنافسة على النفوذ والثروة والقوة .
- اليوم الأول: هو 23 يوليو/تموز 1798 لحظة دخول نابليون بونابرت القاهرة مُعلنًا نهاية آخر حصون المناعة الذاتية التي وفّرت لهذا الإقليم الحماية والأمان ستة قرون أو يزيد، فقد وصلت المملوكية – العثمانية إلى اضمحلال ظاهر ليس له علاج، بدأت بهزيمة وأسْر لويس التاسع في المنصورة عند منتصف القرن الثالث عشر، وانتهت الهزيمة أمام نابليون عند فاتحة القرن التاسع عشر.
صحيح أن غزوة نابليون قد أخفقت، لكنها كشفت لأوروبا عمق الاضمحلال والوهن الذي وصلت إليه قوى المناعة الذاتية المملوكية – العثمانية، ومن ثم انفتحت شهية أوروبا لاسترداد ما كانت قد فقدته في الحروب الصليبية، وكانت ذروة هذا الاسترداد يوم دخلوا القدس الشريف في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 1917م.
فخّ استنزاف
- اليوم الثاني: لحظة صدور وعد بلفور من البريطانيين بتمكين اليهود من وطن قومي لهم في فلسطين في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 1917م، أي في أسبوع واحد صدر الوعد وسقطت القدس، هذا الوعد هو القاعدة الأساس التي نهض عليها الشرق الأوسط في أكثر من مائة عام.
قرن أو يزيد من تدفق الهجرة اليهودية، ثم قيام الدولة، ثم توالي هزائم العرب، ثم تحول إسرائيل إلى ما يشبه إمبراطورية إقليمية هي صلب الإقليم، بما أنها من تمنح جواز المرور للأنظمة، وتشفع لها عند الإمبراطورية الأم (أميركا). باتت مسالَمة إسرائيل وكسب رضاها، جوهر السياسة الخارجية للدول العربية، بما يعني التصفية الضمنية أو الصريحة للحق الفلسطيني إلى الأبد، لقد صار الإقليم هرمًا رأسه وقمته إسرائيل، وقاعدته وأرضيته الأنظمة العربية.
- اليوم الثالث: 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أشرقت شمسه ولم تغرب بعد، أطول يوم في تاريخ إسرائيل، بل أطول يوم في تاريخ اليهود منذ التدمير الأول للهيكل على يد البابليين 586 قبل الميلاد، ثم التدمير الثاني على يد الرومان 70 ميلادية، فلم يحدث في تاريخ الصهيونية ولم يحدث في تاريخ اليهود أن وقعوا في فخّ استنزاف حربي متواصل على مدار الساعة ثمانية أشهر متواصلة، ومازال الاستنزاف المذل المهين يتواصل دون توقف من خصم، هم والعالم كله معهم يحاصرونه، ويمنعون عنه أسباب الحياة منذ ما يقرب من عشرين عامًا، وبعد ما ظنوا أن الحصار قد أنهك غزة، وأوهن المقاومة، وصفى القضية فوجئوا – على حين بغتة – أن غزة تقاومهم، وأن المقاومة تحاصرهم، وأن القضية تحيا ضد كل مشاريع التصفية، وتكسر حصارها، وتحلّق في آفاق العالم، وتحاصر أعداءها في كل شبر مأهول من الكرة الأرضية.
ابتكار معاني المقاومة
مثلما كان تاريخ وعد بلفور في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني1917 نقطة ابتداء صعود الموجة الصهيونية، فإن أطول يوم في تاريخ الإقليم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، هو التاريخ المضاد تمامًا، هو نقطة توقف الموجة الصهيونية بعد أن بلغت ذروة تجبرها وتكبرها، هو نقطة بداية صعود معاكس تمامًا، صعود الحق الفلسطيني، صعود من نقطة الصفر، صعود من أرضية خذلان عربي رسمي كامل شامل، صعود بأيدٍ فلسطينية تعيد ابتكار معاني المقاومة، والتحرُّر الوطني والثورة الشريفة.
إنّ ما قدمته المقاومة الفلسطينية في الثمانية أشهر ليس فقط روح الاستشهاد، فلطالما قدّم الفلسطينيون شهداء على مدى ثوراتهم التي لم تتوقف طوال قرن من الزمان، لكن الذي قدمه ويقدّمه الفلسطينيون على مدى ثمانية أشهر ولا يزالون هو ثورة ثقافية كبرى عميقة هزت أركان ثقافة القوة والطغيان والرأسمالية والأوليجارك الذين يحكمون العالم، وذروته عواصم الحضارة الغربية التي كمنت حتى تعفنت، ثم ترنخت، ثم فاحت روائحها الرديئة في كل مكان، أطول يوم في تاريخ العالم أطلق أعظم ثورة للضمير في التاريخ الحديث، أيقظت ضمير الإنسانية حيث وجدت إنسانية وحيث وجد ضمير.
ومثلما جاء في الأثر أن الشمس احتبست عن المغيب حتى يواصل يوشع بن نون قتاله ثم ينتصر، ثم يجمع غنائمه قبل غروب شمس الجمعة – يوم القتال – وقبل أن يدخل ليل السبت، حيث الشريعة اليهودية تحرم فيه القتال، فكذلك يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023م، مازال ممدودًا موصولًا تتجدد فيه الأرواح وتشتد فيه العزائم، ويصمد فيه الأبطال، وتمتد فيه مواكب الشهداء بعشرات الألوف، وتنكسر أنوفُ الصهاينة، وأنوف رعاتهم وحلفائهم وضامنيهم في أميركا والغرب وتابعيهم في الإقليم.
روح ملهمة
وسوف يظلّ تاريخ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023م، واحدًا من أكبر فتوح التاريخ ليس فقط بالمعنى العسكري أو السياسي، لكن بالمعنى الفلسفي أي فلسفة التاريخ ذاته، كيف يتحرك وكيف يتوقف وكيف يغير وجهته، وكيف يختار طريقه، وكيف يصبغ فترة معينة بلون ما، هذا يوم تاريخي بهذا، وصانع للتاريخ بهذا المعنى، صنع لحظة ذهول مدهشة ومستغربة ومحل تعجب في لحظاته الأولى عندما انقضّت النسور على أهداف كانت تبدو في أذهان العالم كله منيعة أشد المناعة، وحصينة أشد الحصانة فإذا بها أوهى من بيوت العنكبوت، ومازالت لحظات الذهول والدهشة تتوالى على مدار الساعة لما يقرب من 250 يومًا.
روح الجسارة الفلسطينية ملهمة للناس وللتاريخ معًا، يُذكر أن جنرالات نابليون أثناء غزو إيطاليا، أشاروا عليه بمزيد من التدبر قبل الاقتحام، فقال لهم: نقتحم ثم نتدبر، وثبت أنه كان على صواب. ثم القائد إبراهيم نجل محمد علي باشا، وهو من أعظم رجال الحرب في النصف الأول من القرن التاسع عشر، حدث في إحدى الغزوات الكبرى أن تتطاير مع الهواء شرر من نار فاحترقت كل معسكراته بما فيها الذخائر والأطعمة، سأله مساعدوه: ماذا خسرنا؟ أجاب: خسرنا كل شيء، ثم سألوه: ماذا بقي لنا؟ أجاب: بقيت سيوفنا وعزائمنا، وقاتل قبل أن تأتيه الأمداد من القاهرة وانتصر نصرًا مُبينا، إنها روح الاقتحام التي وهنت في نفوس العرب منذ فقدوا الحماية المملوكية، ثم العثمانية، ووقعوا تحت هيمنة التغلب الأوروبي، ثم الأميركي .
مثلما هيمن تاريخ اقتحام نابليون القاهرة 23 يوليو/تموز 1798م، على المنطقة قرنين من الزمان، ومثلما وضع وعد بلفور 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1917م أسس الشرق الأوسط لمائة عام، فإن السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023م هو بوصلة الإقليم لمائة عام مقبلة.