emamian

emamian

صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تشير إلى افتراضاتٍ عدّة دمّرتها معركة "طوفان الأقصى" التي انطلقت في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.

جرافة تفتح الطريق للمقاومين نحو المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة في معركة "طوفان الأقصى"

سلّطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، مساء الإثنين، الضوء على أربعة افتراضات تخص الصراع العربي الإسرائيلي، نجحت عملية "طوفان الأقصى" بتدميرها.

"إسرائيل" فشلت في احتواء حماس

الافتراض الأول، هو "إمكانية احتواء حركة حماس في قطاع غزّة"، وإدارة الصراع معها من قبل "إسرائيل"، وذلك عبر استراتيجية اتبعها رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، والتي تهدف إلى تقسيم الفلسطينيين بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

وكانت "إسرائيل" تعتقد أنّ حماس، سوف تُركّز بشكلٍ كبير على حكم القطاع مع ضمان عدم مواجهة "إسرائيل"، الأمر الذي من شأنه أن يقوّض قدرات حماس العسكرية.

وقالت الباحثة الإسرائيلية، نوا شوستيرمان دفير إنّ مفهوم "إدارة الصراع" أصبح مُعطلاً بعد "طوفان الأقصى".

"إسرائيل" فقدت تفوقها العسكري

ووفق "نيويورك تايمز"، فإنّ الافتراض الثاني الذي دّمرته "طوفان الأقصى"، هو أنّ "إسرائيل" لا تُقهر وتُحافظ على تفوقها العسكري، لافتةً إلى أن ذلك تم رغم أن "إسرائيل تملك الجيش الأفضل والأكثر تطوراً في الشرق الأوسط، مع التزام أميركي بإبقائه أكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية".

ومع اعتبار "إسرائيل"، وفق الصحيفة، بأنّ لديها معلومات استخباراتية جيدة عن حماس، إلا أنّ الحركة ذات الموارد الأقل بكثير من واشنطن، "نفّذت هجوماً لم يكن من الممكن تصوّره على الإطلاق، وبالتالي حققت مفاجأةً استراتيجية كبرى"، ونجحت بهزيمة التكنولوجيا المنتشرة على طول قطاع غزّة "التي يفترض أنها لا تقهر".

وتضيف: "اعتماد إسرائيل بشكلٍ مفرط على التكنولوجيا، كان عاملاً أساسياً في هزيمتها، إذ نجحت حماس بإبقاء خططها سريّة، وهو بمثابة ضربة قوية لقدرات "إسرائيل" الاستخباراتية البشرية على الأرض في غزة".

العالم العربي يقف مع القضية الفلسطينية

كذلك، رأت الصحيفة أنّ الافتراض الثالث الذي دّمره "طوفان الأقصى" هو أنّ "العالم العربي مُتجاهل للقضية الفلسطينية"، إذ افترضت "إسرائيل" أنّ الدول العربية "تعترف بـها كحقيقة لا يُمكن إزالتها من المنطقة".

لكن هذا الإفتراض الإسرائيلي "باطل"، وفق الصحيفة، ولا سيما أنّ إيران شكلت مع حلفاءها حزب الله، وحماس، والجهاد الإسلامي "محور المقاومة"، الذي يدافع بشكلٍ أساسي عن القضية الفلسطينية وحضورها. 

وحماس بعمليتها، أرادت إعادة القضية الفلسطينية إلى الطاولة، "وقد فعلت ذلك بكلّ قوّة"، بعدما أدّت العملية والعدوان الذي تلاها إلى اندلاع مظاهراتٍ ضخمة مؤيدة للفلسطينيين في المدن العربية "لم نشهدها منذ عقدٍ من الزمن".

الولايات المتحدة دخلت على خطّ الصراع

أما الافتراض الرابع، والأخير، هو أنّ الولايات المتحدة لا "يمكنها أن تتجاهل الشرق الأوسط". ورأى المؤرخ الإسرائيلي، غيرشوم جورنبرغ، إنّ إحدى "الروايات المُحطّمة هي أنّ أميركا، يُمكنها تحويل اهتمامها إلى القضايا الحقيقية في أماكن أخرى والتخلّي عن الشرق الأوسط".

وأضاف: "للأسف يا أميركا، الشرق الأوسط لم ينته بعد، ولا يمكنك تجاهل الحقائق الجيوسياسية، فإيران وروسيا ومصر لها مصالح في البحر الأبيض المتوسط ​​منذ قرون".

بدروه، رأى المحلل الإسرائيلي، عكيفا إلدار أنّ "نتنياهو يحتاج إلى الولايات المتحدة للقيادة، ولتوجيه إسرائيل وتقديم الدعم لها".

 

الأحد, 29 تشرين1/أكتوير 2023 15:33

كيف يبدو عالم ما بعد 7 أكتوبر؟

د. ياسين أقطاي

يحيى السنوار زعيم حركة حماس في قطاع غرة، تتهمه إسرائيل بأنه العقل المدبر وراء عملية "طوفان الأقصى"

لا جدوى من مقارنة يوم السّابع من أكتوبر 2023 بأي حدث آخر في التّاريخ. لا حرب الأيّام الستة في 1967، ولا حرب 1973 التي أعطت العربَ بعضَ الراحة، وساهمت في تأسيس نوع من الوضع الراهن المتمركز حول إسرائيلَ، ولا 11 سبتمبر 2011، أو غير ذلك من أحداث.

7  أكتوبر هو أيضًا حدثٌ فريد في تاريخ المقاومة ضدّ الاحتلال، فعلى مدى عقود كانت حماس تقود المقاومة ضد إسرائيل التي تلقى دعمًا غير مشروط من العالم المتحضّر. ولكن تبقى لعملية "طوفان الأقصى" خصوصيتُها سواء من حيث طريقة عمل رجال المقاومة، أو من حيث السياق التاريخيّ السياسيّ الذي تمّت فيه، وبالطبع من حيث الآثار التي ستترتب عليها.

من المعروف أنَّ الفلسطينيين كانوا يحافظون على مقاومتهم عند مستوى ردّ الفعل حتى الآن. في 7 أكتوبر، أخذوا زمامَ المبادرة، ربما للمرّة الأولى، وشنّوا هجومًا بهذا المستوى ضدّ قوات الاحتلال التي تمارس الإبادة الجماعية. وإذا كانوا لم يتمكّنوا من الإفلات من الوصم بـ"الإرهاب" رغم اكتفائهم بردّ الفعل في مواجهة هجمات بربرية، فمن الطبيعي أن ترتفع الأصوات اليوم لتوجّه لهم التهمةَ نفسَها بعد أن قاموا بمبادرتهم الهجومية الأولى، ولكن لن يكون لهذه الأصوات أثر فعّال هذه المرّة.

في الظّاهر لا يبدو أن شيئًا تغيّر، فإسرائيل ستلعب -كما اعتادت- دور ضحية الإرهاب الخسيس، وستتسوّل التعاطفَ العالميَّ بمآسيها نصف المكتملة، وكلما حصلت على قدر من هذا الدعم، استخدمته لرفع مستوى وحشيّتها وجرائمها ضدّ الإنسانية، ولمواصلة المجازر من حيث توقّفت.

 

لكنّ هناك شيئًا مختلفًا هذه المرّة، فزيادة إسرائيل ممارساتِها العدوانيةَ تشي بأنّها فقدت السيطرة على القوّة العقلية الاستراتيجية التي تنظّم استخدامَها القوَّةَ. وكما نعلم، القوة غير المنضبطة ليست قوّة. ويظهر استخدام إسرائيل هذه القوةَ غير المنضبطة، هدف حماس من القيام بهجومِها المباغت في هذا التوقيت الذي يجد الجميع صعوبةً في فهمه وتفسيره.

ويمكننا القول إنّ حماس التي تقود النضال، في قضية القدس والمسجد الأقصى والقضية الفلسطينية ككل، حقّقت مكاسب قويّة لا يمكن إنكارها بعد السّابع من أكتوبر. فقد كنّا في وضع استسلمت فيه معظم الدول العربية لنظام دولي كانت إسرائيل في مركزه. وقد بدأت قبول عملية "التّطبيع"، التي تعني الإقرار بشرق أوسط قائم على مركزية إسرائيلَ، وهذا يعني أنّ الضمّ الكامل للقدس التي تحتلّها إسرائيل كان سيعتبر "طبيعيًا". وانتهاكات إسرائيل للمسجد الأقصى- وهو من أهم المقدسات الإسلاميّة التي وردت في القرآن- سيتم قبولها في النهاية كحقّ "طبيعي" لإسرائيل، ولن يتم الطعن فيها بعد الآن. من أين أتت قدسية هذا المسجد على أي حال؟ هل قلتم سورة الإسراء؟ كيف يمكننا أن نعرف أنّ هذا المسجد هو المقصود في تلك السورة؟ أين علماء الدين الذين سيثبتون خلاف ذلك؟

لن يتم الاعتراض أيضًا على حصار غزة الذي تفرضه إسرائيل منذ 17 عامًا، ولن يتم طرحه على أي أساس، وسيُعتبر ترك القطاع تحت رحمة إسرائيل حتى يستسلم شعب غزة- البالغ عدده 2.5 مليون نسمة- أمرًا طبيعيًا. أليس شعب غزة يواصل مقاومته العبثيَّة التي لا تؤدي إلى أيّ نتيجة؟ يبدو الآن أنّه مجرد عناد فارغ، وبدلًا من ذلك، كان عليه أن يتخلّى عن المقاومة ويسلّم ويعطي الجميع وجهًا مريحًا.

بصراحة، كانت هناك رياح تهبّ لتجعل قضية فلسطين مملّة للعالم بأَسره، وتدفع الجميع لتوهّم أنّ إسرائيل على حقّ. بالطبع، كانت هذه الرياح هي التي حاولت إسرائيل وحاميتها الولايات المتحدة وأوروبا إثارتَها لسنوات بوسائلهم الإعلامية وسياساتهم ومكائدهم.

مع عملية السابع من أكتوبر، أظهرت حماس أولًا أن قضية فلسطين لن تنتهي بهذا الوضع الراهن. هناك انتهاكٌ فظيعٌ يكفي لقرن، ومذابح مستمرَّة، وانتهاك للمقدّسات الإسلامية، وحكم ديني متعصّب لا يتحمل أديانًا أخرى، والأهم من ذلك أن خطط الاحتلال الصهيونيّ لن تنتهي عند حدود فلسطين، بل ستنتشر تدريجيًا إلى دول المنطقة.

 

اعتبارًا من السابع من أكتوبر، عادت فلسطين وقبَّة الصخرة والقدس مرة أخرى أهم قضية في العالم كله. وفي مواجهة هذا العدوان واللامبالاة، هناك ضغط متزايد لتحقيق التضامن والتعاون والتقارب بين العالم الإسلامي، بعد أن توحَّد الغرب مع إسرائيل.

وهكذا، أظهرت حماس أيضًا أن قضية فلسطين هي تحذير من عقلية إجرامية تهدّد الأمن ليس في فلسطين وحدَها، بل في كل الشرق الأوسط، بل وفي العالم بأَسره. لم تكتفِ حماس بإظهار وجه إسرائيل الحقيقيّ للعالم مرّة أخرى، بل أظهرتهم في أبشع صور نواياهم ومؤامراتهم وحقائقهم التي كانوا يخفونها وراء مساحيق التجميل حتى الآن.

أسقطت العملية أيضًا ورقة التوت عن سوأة "العالم المتحضّر"، فهذا التسامح، بل والتشجيع، الذي تحظى به ممارسات الإبادة الجماعية الإسرائيلية من جانبهم، يدمّر سردية الحضارة الغربية الإنسانية والتقدمية والديمقراطية والتحررية التي يتشدّقون بها.

بالنسبة للغربيين، فإنّ حقوق الإنسان هي حقوق الأشخاص الذين ينتمون إلى نوعهم وحدَه. أما البقية فلا يُعتبرون بشرًا. الصمت الغربي تجاه هذا الوصف الذي قدّمه وزير الدفاع الإسرائيلي للفلسطينيين هو اعترافٌ بهذه الفكرة.

اعتبارًا من السابع من أكتوبر، أصبحت فلسطين وقبّة الصخرة والقدس مرة أخرى أهمّ قضية في العالم كله. في مواجهة هذا العدوان واللامبالاة، هناك ضغط متزايد لتحقيق التضامن والتعاون والتقارب بين العالم الإسلامي، بعد أن توحد الغرب مع إسرائيل. من المستحيل ألا تشعر جميع الدول الإسلامية بالإهانة والإقصاء من قبل الولايات المتحدة، التي تفضل إسرائيل على جميع الشعوب والبلدان الإسلامية. وحالة الإقصاء والإهانة تدفع بشكل لا مفرَّ منه إلى البحث عن تحالفات جديدة.

ثم هناك نتيجة اجتماعية أخرى لـ 7 أكتوبر لم يأخذها أحد في الاعتبار: إنها لحظة نهاية للاتجاه نحو العِلمانية. فها هي الولايات المتحدة وأوروبا- اللتان تدعيان العِلمانية- تتضامنان مع إسرائيل، استنادًا إلى ما جاء في الكتب المقدسة، وَفقًا لتفسيرات منحرفة. إن أمريكا ومن ورائها الغرب يفرضان تلك الرؤية الدينية على العالم دون السماح بمعارضة. ونتيجة لذلك، هناك رد فعل ديني لا مفرَّ منه في العالم الإسلاميّ، يدفع المسلمين أيضًا إلى دينهم وتاريخهم في مواجهة إسرائيل.

نحن نرى الآن رحابة ما لدينا من تعاليم جاء بها الإسلام لتسع كل الناس وتراعي حقوقهم مهما اختلفت دياناتهم، وهو ما نرى نقيضه من هؤلاء.

المصدر :الجزیره

الأحد, 29 تشرين1/أكتوير 2023 15:26

ما أسباب ‫انحناء العمود الفقري؟‬

قال الاتحاد العام الألماني لجمعيات طب ‫العظام إن انحناء العمود الفقري يعد من المتاعب الصحية الشائعة لدى كبار ‫السن، موضحا أنه يرجع إلى أسباب عدة، على رأسها ضمور العظام والعضلات ‫المرتبط بالتقدم في العمر؛ حيث يفقد الجسم بدءا من سن الأربعين حوالي ‫%1 من كتلة العظام والعضلات سنويا.

‫وأضاف الاتحاد أن الأسباب تشمل أيضا فقدان الأقراص الفقرية لمرونتها، ‫وكسور الجسم الفقري نتيجة لهشاشة العظام.

‫وأشار إلى أن انحناء العمود الفقري يؤدي إلى تقوس الظهر، مما يزيد ‫من صعوبة المشي بشكل منتصب؛ حيث يكون الجسم مائلا إلى الأمام. ونتيجة ‫لانحناء الهيكل العظمي عادة ما تتقوس البطن إلى الخارج.

‫وبشكل عام، تؤدي هذه التشوهات إلى تغيرات في وضعية الجسم وتصبح المشية ‫أبطأ وغير مستقرة، مما يرفع خطر السقوط، ومن ثم التعرض للكسور، التي قد ‫تؤدي إلى قيود حركية تؤثر بالسلب على جودة الحياة بسبب عدم القدرة على ‫الاعتماد على النفس في الحركة.

طرق العلاج

‫وعن طرق علاج انحناء العمود الفقري، أوضح الاتحاد أنه يمكن إعادة العمود ‫الفقري إلى وضعه المنتصب من خلال جهاز تقويمي على شكل مشد تدعيم. وفي ‫حالة الكسور الحادة والمؤلمة، يمكن اللجوء إلى الجراحة لتقويم الفقرات ‫مرة أخرى.

‫وإلى جانب هذه التدابير، يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي في تقوية العضلات ‫في منطقة الظهر والبطن، مما يعمل على تخفيف العبء الواقع على العمود ‫الفقري ويمنع المزيد من الكسور.

وفي حالة كسور العمود الفقري الناجمة عن هشاشة العظام، يمكن أيضا تناول ‫الأدوية المعالجة لهشاشة العظام؛ حيث إنها لا تعمل على إبطاء المرض ‫فحسب، بل يمكنها أيضا المساعدة في بناء العظام.

سبل الوقاية

وعن سبل الوقاية من انحناء العمود الفقري، أكد الاتحاد على أهمية تقوية ‫عضلات البطن والظهر بصفة خاصة، إلى جانب إمداد الجسم بالكالسيوم، الذي ‫يعمل على تقوية العظام، وكذلك البروتينات، التي تساعد على بناء العضلات.

ومن المهم أيضا شحن مخزون الجسم من فيتامين "د" المهم لصحة العظام، وذلك ‫من خلال التعرض لضوء الشمس بانتظام، بالإضافة إلى إمكانية تناول ‫المكملات الغذائية المحتوية عليه في حالة النقص الشديد، وذلك تحت إشراف ‫الطبيب.

المصدر : الألمانية

 

الأحد, 29 تشرين1/أكتوير 2023 15:02

غزة تفضح "إزدواجية المعايير" الغربية

نبيل الجبيلي

أوقع الهجوم الإسرائيلي على غزة مئات الضحايا وجلهم من النساء وأطفال

منذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى" في السابع من الشهر الجاري، والحكومات الغربية وسائل إعلامها، يمارسون إزدواجية فاضحة في المعايير، تكاد تصل إلى حدود النفاق والرياء: انحياز إلى إسرائيل لا يُوصف، وتبنّي أكاذيب وتلفيق أخبار زائفة مع تناقل قصص عن قتل أطفال وقطع رؤوس وذبح واغتصاب إسرائيليات.. وكل ذلك من أجل تصوير إسرائيل على أنّها ضحية مظلومة، وقعت فريسة سهلة بين أنياب الفلسطينيين "المجرمين"!

خلال الصراع في أوكرانيا، اتهمت الدول الغربية، أولاً وقبل كل شيء، موسكو بممارسة (العدوان على دولة ذات سيادة)، فضلاً عن اتهامها باحتلال وقصف مرافق البنى التحتية

هذا الانحياز، دفع بالعديد من السياسيين والصحافيين العرب والأجانب وكذلك المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى رفع شعار "إزدواجية المعايير". فأجرى العديد من بين هؤلاء مقارنات بين أسلوب تعاطي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مع حالات مشابهة ومنها مثلاً الحرب في أوكرانيا والمسارعة إلى اتهام موسكو زوراً بارتكاب الجرائم والضغط من أجل إعلاء معايير حقوق الإنسان واحترام القانون الدولي.. وكيف أنهم أنفسهم يغضون الطرف اليوم، عن كل المخالفات الإسرائيلية لتلك القوانين والمعايير في قطاع غزة.

خلال الصراع في أوكرانيا، اتهمت الدول الغربية، أولاً وقبل كل شيء، موسكو بممارسة "العدوان على دولة ذات سيادة"، فضلاً عن اتهامها باحتلال وقصف مرافق البنى التحتية، من مستشفيات ومدارس ومنشآت للطاقة ومراكز حكومية مدنية، بلا أدلة ومن أجل أجندات سياسية باتت واضحة اليوم.

بينما تستهدف إسرائيل المنشآت المدنية، وتنفّذ هجمات واسعة النطاق على البنى التحتية المدنية في غزة، وكذلك في الضفة الغربية، الخالية من حركة "حماس" التي تتحجج بها إسرائيل من أجل قتل الفلسطينيين، وهذا يدل أنّ "حماس" لم تكن سوى حجة من أجل تنفيذ ما تطمح إليه إسرائيل، وهو تهجير الفلسطينيين من غزة، والتخلّص منهم إلى الأبد.

فوق ذلك، يقوم الجيش الإسرائيلي بـ"قصف عشوائي" شامل، لا يستثني الأفران ولا المدارس ولا حتى دور العبادة من مساجد وكنائس، ولم يكن آخر جرائمه إستهداف مستشفى المعمداني، ثم بعد أيام كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس التي تُعدّ ثالث أقدم كنيسة في العالم، فأوقع الهجوم مئات الضحايا، وجلهم من النساء وأطفال.. وبرغم ذلك لم يرَ الغرب ولا إعلامه كل هذه الممارسات!

على مدى الأيام الـ19 لاندلاع الحرب في غزة، توسعّ استخدام مصطلح "إزدواجية المعايير"، فكانت الدوائر الروسية من بين أولى الجهات الرسمية التي نبّهت من مغبة ممارسة تلك الازدواجية.

عدد من الصحافيين العرب والأجانب وكذلك رواد التواصل الاجتماعي قد نشروا تصريحات لمسؤولين غربيين تفضح أكاذيبهم، وتكشف انحيازهم الأعمى إلى جانب إسرائيل، وذلك من خلال عرض مقاطع فيديو تظهر حماستهم المفرطة في الوقوف ضد روسيا، ثم دفاعهم عن إسرائيل في إبادة أهل غزة

ثم خرج ممثل فلسطين في مجلس الأمن ليتحدث عن تلك الإزدواجية وسلب فلسطين "حق الدولتين" الذي تنكر له الإسرائيليون منذ ما يقارب 75 سنة.

وكذلك فعل وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الذي قال بعيد جلسة مجلس الأمن المنعقدة للبحث في حرب غزة، إن إسرائيل تبدو كأنها فوق القانون الدولي، وحث على إنهاء ما وصفها بـ"المعايير المزدوجة" في التعامل مع الصراع في غزة.

وقبل السياسيين، كان عدد من الصحافيين العرب والأجانب وكذلك رواد التواصل الاجتماعي قد نشروا تصريحات لمسؤولين غربيين تفضح أكاذيبهم، وتكشف انحيازهم الأعمى إلى جانب إسرائيل، وذلك من خلال عرض مقاطع فيديو تظهر حماستهم المفرطة في الوقوف ضد روسيا، ثم دفاعهم عن إسرائيل في إبادة أهل غزة، ومنها تصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بداية الحرب في أوكرانيا.

في حينه أطلت فون دير لاين من كييف، واتهمت روسيا بقتل الأطفال وتفجير المدارس والمستشفيات والبنى التحتية، ودعت دول العالم إلى مواجهة ما اعتبرته في حينه "الإجرام الروسي"… ثم هي نفسها ظهرت قبل أيام في تل أبيب بمقطع فيديو وهي تعتمر خوذة، وتقف في صفّ الجهة القاتلة، وتقول: "نقدّم دعماً غير مشروط لإسرائيل من أجل الدفاع عن نفسها".

حتى إنّ موظفي الاتحاد الأوروبي لم يستطيعوا تحمّل هذه الازدواجية وتبرير القتل، فتوجهوا قبل أيام بكتاب إلى فون دير لاين (وقعه 842 مسؤولاً في المفوضية الأوروبية) واتهموها فيه بـ"إطلاق اليد لتسريع الجريمة في غزة"، كما انتقدوها على تهشيم مصداقية الاتحاد الأوروبي

على مدى تلك السنوات، أوجد الغرب لإسرائيل الحجج من أجل التمدّد استيطانياً، ثم اليوم يمنحونها الحق في "الدفاع عن النفس".. وكان آخر ذلك البيان المشترك المخزي، الذي وقعته كل من الولايات المتحدة الأميركية وكندا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا يوم الأحد الفائت

أمّا وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينك، فهو الآخر سقط في امتحان الحياد والموضوعية، حينما حضر على وجه السرع إلى تل أبيب معلناً وقوفه إلى جانب إسرائيل بصفته اليهودية قبل أن يكون وزيرَ خارجية الولايات المتحدة.

هذا الموقف المعطوف عن تبني البيت الأبيض بشكل متسرع روايات قتل الأطفال، ثم التراجع عنه بعد فضح الأكاذيب الإسرائيلية، أسقط صفة الولايات المتحدة كـ"وسيط نزيه ومحايد"، وجعلها طرفاً في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، مما وضعها بالمصاف نفسه مع إسرائيل حيال تحمّل مسؤولة الجرائم التي تُرتكب بحق الفلسطينيين في غزة.

على مدى تلك السنوات، أوجد الغرب لإسرائيل الحجج من أجل التمدّد استيطانياً، ثم اليوم يمنحونها الحق في "الدفاع عن النفس"… وكان آخر ذلك البيان المشترك المخزي، الذي وقعته كل من الولايات المتحدة الأميركية وكندا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا يوم الأحد الفائت، ومُنحت إسرائيل من خلاله المزيد من الموافقة على الاستمرار في إبادة الفلسطينيين، فكان أقوى غاراتها على قطاع غزة في اليوم نفسه.

أما اليوم، وبعد انقضاء قرابة 19 يوماً على بدء الحرب، بدأ العالم الغربي يعود شيئاً فشيئاً إلى رشده. بدأ يقتنع بأن العنف لا يولّد إلاّ العنف، خصوصاً بعد الإجرام المنقطع النظير الذي أظهرته إسرائيل في الردّ على عملية 7 تشرين الأول (أكتوبر). استطاعت تلك "الردّة" الإعلامية، أن تكشف بعض الحقائق حول مقاربة الغرب للجرائم الإسرائيلية ومحاولة البحث لها عن مبررات، مقابل اتهام الفلسطينيين زوراً بـ"الإرهاب"

الأحد, 29 تشرين1/أكتوير 2023 14:56

الفوبيا التي ترعبهم ويحاولون اخفاءها

 علم النفس يؤكد أن كثرة التوعد والهستيريا والهياط والتخبط والتصرفات العشوائية كل هذا يدل على أن صاحب هذه الصفات يعاني من عقدة نفسية وفوبيا من أمر معين ويخاف من أن يكتشفها الآخرون فيحاول المغالطة بافتعال ردود فعل عكسية ظنا منه أنه بهذا سيشغل المتلقي عن معرفة الحقيقة التي يعرفها ويؤمن بها ولكنه لا يستطيع مواجهة المجتمع بها فيضطر للحديث عن أمور كثيرة ويرتكب التصرفات الغبية الحمقاء التي ما كان بحاجة لأن يفعلها ولكنه بتلك التصرفات يلفت الأنظار أكثر ويجعل من حوله يشّكون في حقيقة ما يخفيه هذا الشخص المريض.

العالم - مقالات وتحليلات

وهذه حقيقة مسلمة لا خلاف حولها وقد جرّبها علماء النفس في اختبارات كانوا يجرونها على بعض اللصوص عندما يلاحظون تصرفاتهم الغريبة والمبالغ فيها محاولين نفي التهمة عنهم , فيجعلون من أنفسهم عرضة للشك دون أن يشعروا بعد أن كانوا بعيدين كل البعد عن التهمة.

لعلّي استطعت إيصال الفكرة لأقول لكم هل تلاحظون ردة الفعل المبالغ فيها من كل دول محور الشر في العالم وهي تعلن ما بين الوقت والآخر دعمها للكيان الصهيوني بكل ما تستطيع , وكأنها تواسيه وتطبطب عليه بأن لا تخاف نحن معك ؟ لا يخاف من ماذا ؟ ما الذي يجعله يتصرف بهذا الخوف والجنون ويسفك دماء المدنيين بهذه الصورة الوحشية المقيتة والتي رغم أنه يحاول اظهار قوته ويستعرض عضلاته ولكن الامر في الحقيقة هو استخدام قوة مفرطة تجاه مدنيين عزّل ما يدل على الخوف والضعف.. وأيضا الجُين !

وكلما زادت جرائم هذا الكيان الوحشية ونشرت على مستوى العالم وتعاطف الجميع مع غزة وخرجوا معبرين عن سخطهم تجاه تلك الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال , كلما زادت الطبطبة على هذا الكيان الدموي اللقيط من نفس الدول التي تمثل محور الشر في العالم وجرائمها معروفة ويرفعون أصواتهم بالتحالف لدعم هذا الكيان الاجرامي ! فكيف يكون هو القوي ومن يقتل مئات المدنيين في اليوم ومن يبيد الحجر والشجر ومن لا يردعه رادع ولا خلق ولا إنسانية وهو يستعرض عضلاته المفتوبة على الأبرياء ويعتقدون في نفس الوقت أنهم يحتاجون لرعاية ودعم نفسي ؟؟ فالقوي والشجاع المنتصر لا يحتاج لإعلانات ما بين الفينة والأخرى لدعمه معنويا ونفسيا إذ يفترض أنه يكون في نشوة النصر التي يعيشها بعد ارتكابه كل تلك المذابح وجرائم الإبادة الوحشية بحق أبناء فلسطين المظلومين !

مالذي يحصل ؟

ما هي العقدة التي يخفونها ويفعلون جهدهم أن لا يكتشفها أحد ؟ ما هذه التحالفات والاعلانات والتصريحات والقلق وتأكيدهم كل يوم أن من حق هذا الكيان الدفاع عن نفسه ؟؟؟

تصريحاتهم مؤشر أيضا على أن هذا الكيان رغم كل جرائمه لكنه لا يزال عاجزا عن الدفاع عن نفسه ! وهذا يؤكد المؤكد ويؤكد الفوبيا والعقدة التي يحاولون اخفاءها رغم أنهم مؤمنون بها , فجميع دول الشر أمريكا وفرنسا وبريطانيا وكندا وألمانيا كل هؤلاء يصنعهم ويحركهم اللوبي الصهيوني ويتحكمون في مراكز صنع القرار عندهم , وطبعا الصهاينة أهل عقيدة وكتاب والجميع يعرفون باقتراب موعد حتمية الزوال لكيانهم المغتصب , وهنا مربط الفرس زوال هذا الكيان من الشرق الأوسط يعني زوال الغدة السرطانية التي تدمر بلاد العرب والمسلمين وتقف عائقا دون التنمية ودون النهضة ودون العزة ودون التطور ودون العودة لكتاب الله ولعترة رسول الله ,

هذه الغدة السرطانية أفسدت الأمة الإسلامية بالحروب الطائفية والمذهبية ونشر العنصرية والحروب والفتن في كل الدول العربية والإسلامية، فهم من دمروا العراق وسوريا واشعلوا الحروب والفتن في اليمن وهم من تسببوا بحرب بين العراق وايران في مطلع الثمانيات استمرت 8 سنوات خوفا من نهوض الدولة الإسلامية في ايران بعد ثورة الامام الخميني (رضوان الله عليه).

فزوال هذه الغدة السرطانية من جسد الأمة العربية والإسلامية يعني تعافي تام لكل الأنظمة فالعضو عندما يصاب بمرض خطير سيؤثر على كل الجسد وعند استئصاله سيتعافى كل الجسد , وعند تعافي الجسد كاملا وانهاء الغدة السرطانية هذا يعني انهيار كل الدول التي تتدخل في الشرق الأوسط وانهاء مصالحها للأبد بإذن الله وهذا هو سر هياطها ونواحها ودعمها لكيان الاحتلال الصهيوني .

طوفان الأقصى مستمر في الردود وتأديب العدو رغم كل ما يرتكبه العدو من اجرام وأصبحت بشائر الطوفان ترصد وتنشر بشكل يومي بنفس رصد جرائم الاحتلال الوحشية بحق الأبرياء العزّل , التعاون والتنسيق بين محور الجهاد والمقاومة في لبنان واليمن والعراق وايران في استمرار , ولا يستطيع أحد تجاهله.

على مدى أكثر من سبعين عاما ظل الفلسطينيون يتعرضون للقتل والتهجير والمجازر والاقتحامات وحملات الدهم والاعتقالات وكان العالم يتابع ذلك بصمت وبصورة كأنها روتينية طبيعية مسلّم بها وكادت قضية فلسطين أن تموت في نفوس الشعوب إلا القليل منها وأصبحت الحقوق شبه ميتة.

واليوم وبعد طوفان الأقصى عادت قضية فلسطين لتحيا من جديد وعاد الجميع بمن فيهم غير المسلمين يخرجون في وسائل الاعلام ليتكلموا عن حقوق الشعب الفلسطيني وخرجت الشعوب لتهتف غاضبة من جرائم هذا الكيان المؤقت وتؤكد بأن الأرض هي لأصحاب الأرض وذلك بعد سنوات طويلة من الصمت حتى كاد كيان الاحتلال يصدق أنه فعلا دولة ولها حدود وله حق في البقاء في ارض ليست له.

شاهد العالم أجمع غضب واستنكار لجرائم الاحتلال حتى من بعض اليهود انفسهم وشاهدوا تضامنات مع فلسطين في دول ما كانت حتى تسمع بفلسطين واليوم يتحدثون عن أحقية الفلسطينيين في تحرير أراضيهم المحتلة , وكل هذا يزيد في رعب هذا الكيان ويزيد في تخبطه لأنه لم يكن يسمع أبدا بهذا الحديث من أحد سوى من حزب الله وانصار الله وايران واليوم أجمع كل العالم بتلك الحقيقة المّرة والقاسية على كيان العدو والتي لا بد منها، وأصبحت المسألة اليوم فقط مسألة وقت, ويكفينا من طوفان الأقصى هو توحد كل المسلمين الأحرار من كل المذاهب ونبذ الخلافات والفرقة واجماعهم على معاداة اليهود الصهاينة وعلى نصرة الفلسطينيين وهذه النتيجة هي من ثمار دماء الشهداء الأبرياء من النساء والأطفال والتي والله لن تذهب هدرا بل ستزيد وقودا للطوفان ليتحرك بشكل أسرع وأسرع حتى يتحقق الوعد الإلهي..

والحمدلله رب العالمين والعاقبة دائما هي للمتقين..

بقلم الباحثة والكاتبة اليمنية أمة الملك الخاشب (حفظها الله)

 )

وسائل إعلام إسرائيلية: هتافات المصريين لنصر الله غير مسبوقة

علّقت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الجمعة، على إطلاق المتظاهرين المصريين شعارات تطالب الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، بضرب "تل أبيب"، في أثناء مسيرة خرجت من المسجد الأزهر، شارك فيها عشرات الآلاف، تنديداً بالمذابح التي يرتكبها "جيش" الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو للمتظاهرين، طالبوا فيه السيد نصر الله بمهاجمة "إسرائيل"، الأمر الذي وصفنه "القناة الـ12" الإسرائيلية بـ"غير المسبوق".

وهتف المتظاهرون: "يا نصر الله يا حبيب، اضرب اضرب تل أبيب"، و"هيلا هيلا هيلا هالله، اضرب اضرب يا نصر الله".

ورأت القناة أنّ "إسرائيل أمام بركان"، وأن "القتال لن يكون في شوارع غزة فقط، بل سيكون هناك قتال آخر في شوارع القاهرة وعمّان وأماكن أخرى".

وشهد عدد من العواصم العربية والإسلامية، اليوم الجمعة، خروج تظاهرات شعبية تنديداً بالجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، منذ عملية طُوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/أكتوبر، بحيث تخطى عدد الشهداء 4000 شهيد و 13 ألف جريح حتى الآن، فضلاً عن تضرر ما لا يقل عن 30 في المئة من الوحدات السكنية في قطاع غزة.

قال الله العظيم في محكم كتابه الكريم: “فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ” (سورة غافر المباركة – آية:44).

بين (معرفة) الله تعالى و (تفويض) الأمر اليه مسيرة فيها كل مراحل تكامل الإنسان، ونقطة البداية هي أن يتعلم الإنسان (أدب العبودية) وبدونه لا يمكن أن يتقدم على هذا الطريق اللاحب الطويل.

والمرحلة الأخيرة هي التفويض وهو أن يذوب الإنسان في إرادة الله. وأكبر عائق أمام هذه المسيرة التكاملية هو صنم « الذات » و « الأنا » ، وإذا تم للعبد إفناء (الأنا) فقد وقع بالكامل في امتداد إرادة الله العزيز القهّار.

والغاء الأنا ليس تعطيلا للإرادة وإنما هو ارتفاع الإنسان إلى مستوى تسديد الله سبحانه لإرادة هذا الانسان، وبين المعرفة والتفويض مراحل تكاملية متوسطة تشدّ العبد بالله تعالى بوثاق الحبّ والهيام والوجد.

وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): « أول العلم معرفة الجبّار وآخر العلم تفويض الأمر إليه ».

المصدر: تأملات في السلوك والعرفان للشيخ محمد مهدي الآصفي (رض).

الخميس, 26 تشرين1/أكتوير 2023 07:20

العدل في روايات أئمة أهل البيت

في العدل في أصول الدین

إشتهر عليٌّ عليه‌ السلام وأولادُه بالعدل ، وعنه أخذت المعتزلة ، حتى قيل : « التوحيد والعدل علويان والتشبيه والجبر أمويان ».
واليك بعض ما أثِرَ عنهم عليهم‌ السلام:

1- سئل عليّ عليه‌ السلام عن التوحيد والعدل ، فقال : « التَوْحِيدُ أنْ لا تَتَوَهَّمَهُ والعَدْلُ أنْ لا تَتَّهِمَهُ » (1) وقد فُرض كونه سبحانه عادلاً فطلب معناه.

قال ابن أبي الحديد : « هذان الركنان هما ركنا علم الكلام وهما شعار أصحابنا المعتزلة لتفيهم المعاني القديمة التي يثبتها الأشعري وأصحابه ، ولتنزيههم الباري سبحانه عن فعل القبيح ، ومعنى قوله : « أنْ لا تتوهمه » : أنْ لا تتوهمه جسماً أو صورة أو في جهة مخصوصة أو مالئاً لكل الجهات ، كما ذهب إليه قوم ، أو نوراً من الأنوار ، أو قوة سارِيّة في جميع العالم كما قاله قوم ، أو من جنس الأَعراض التي تحل الحالّ أو تحل المَحَل وليس بعَرض ، كما قاله النصارى ، أو تحله المعاني والأعراض فمتى تُوُهّم على شيء من هذا فقد خولف التوحيد.

وأما الركن الثاني فهو « أنْ لا تتهمه » : أي أَنْ لا تتهمه في أنَّهُ أَجبرك على القبيح ويعاقبك عليه ، حاشاه من ذلك ولا تتهمه في أنَّه مكّن الكذّابين من المعجزات فأضل بهم الناس ، ولا تتهمه في أَنَّه كلّفك ما لا تطيقه وغير ذلك من مسائل العدل التي يذكرها أَصحابنا مفصلة في كتبهم ، كالعوض عن الأَلم فإِنه لا بدّ منه ، والثواب على فعل الواجب فإِنه لا بد منه ، وصدق وعده ووعيده فإِنه لا بد منه.

وجملة الأمر أَنَّ مذهب أَصحابنا في العدل والتوحيد مأخوذ عن أمير المؤمنين عليه‌ السلام. وهذا الموضع من المواضع التي قد صرّح فيها بمذهب أصحابنا بعينه وفي فرض كلامه من هذا النمط ما لا يحصى (2).

2- روى ( الصدوق ) عن الصادق عليه‌ السلام أَنَّ رجلاً قال له : إِنَّ أساس الدين التوحيد والعدل ، وعلْمُهُ كثيرٌ ، ولا بُدّ لعاقل منه ، فاذكر ما يَسْهُلُ الوقوفُ عليه ويتهيّأ حفظُه. فقال عليه‌ السلام : « أَمّا التّوحِيدُ فَأَنْ لا تُجَوِّزَ عَلى رَبِّك ما جازَ عليكَ ، وأَمّا العَدْلُ فَأَنْ لا تَنْسبَ إلى خَالِقِكَ ما لاَمَكَ عَلَيْهِ » (3).

٣ ـ وقال علي عليه‌ السلام : « وأَشْهَدُ أنَّه عَدْلٌ عَدَل ، وحَكَمٌ فَصَل » (4).

4- وقال عليه‌ السلام : « الذي صَدَقَ في ميعادِهِ ، وارتَفَعَ عن ظُلْمِ عبادِهِ ، وقامَ بالقِسْطِ في خَلْقِهِ ، وعَدَلَ عليهم في حُكْمِهِ » (5).

5- وقال صلوات الله عليه : « الذي أعْطى حِلْمُهُ فَعَفَا ، وعدَلَ في كل ما قَضَى » (6).

6- وقال عليه‌ السلام : « اللّهُمَّ احمِلني على عَفْوِكَ ، ولا تَحْمِلني على عَدْلِكَ » (7).

إلى غير ذلك من المأثورات عن أَئمة أَهل البيت ، وسيوافيك قسم منها عند البحث عن القضاء والقدر ، والبحث عن الجبر والاختيار.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- نهج البلاغة ـ قسم الحكم ـ رقم ٤٧٠.
2- شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد ، ج ٢٠ ، ص ٢٢٧.
3- التوحيد ، باب معنى التوحيد والعدل ، الحديث الأول ، ص ٩٦.
4- نهج البلاغة ، الخطبة ٢١٤.
5- نهج البلاغة ، الخطبة ١٨٥.
6- نهج البلاغة ، الخطبة ١٩١.
7- نهج البلاغة ، الخطبة ٢٢

 

الخميس, 26 تشرين1/أكتوير 2023 07:15

العمر واغتنام اللحظة

نُسِبَ إلى الإمام علي(ع) شعر لطيف هو:
لو عاش الفتى ستين عاماً               فنصف العمر تمحقه الليالي
ونصف النصف يذهب ليس يدري        لغفلته يميناً عن شمالاً
وباقي العمر أسقام وشيب               وهمٌّ بارتحال وانتقال
فحبُّ المرء طول العمر جهل              وقسمته على هذا المثال

في عملية حسابية أوليَّة نحسب أوقات إنسان في السادسة والخمسين من عمره:
-لهو الطفولة في السنوات الست الأولى 6 سنوات.
-النوم: 8 ساعات 17 سنة.
-تناول الطعام 2/1:1 ساعة 3 سنوات.
-الدراسة والعمل 8 ساعات 17 سنة.
-التنقل من مكان إلى آخر 1 ساعة سنتان.
-الاتصالات الهاتفية 2/1 ساعة سنة.
-مراجعات حكومية وقانونية 2/1 ساعة سنة.
-لقاءات وديّة مع آخرين 1 ساعة سنتان.
-أعمال منزلية ورحلات 2/1 ساعة سنة.
مجموع السنوات في هذه العناوين: 50 سنة.
الباقي 6 سنوات,كل ساعة بـ سنتين.
توجيهات مقابل الحقائق
1-الإمساك بزمام المبادرة
عن الإمام علي(ع):” إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما ، ويأخذان منك فخذ منهما” .
2-اغتنام عناصر القوَّة
قال النبي(ص) لأبا ذرّ(ره) : يا أبا ذر اغتنم خمساً قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، و صحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك” .
3-ملء الوقت بالعمل الصالح
عن النبيّ(ص):” يفتح للعبد يوم القيامة على كل يوم من أيام عمره أربع وعشرون خزانة عدد ساعات الليل والنهار ، فخزانة يجدها مملوءة نوراً وسروراً, فيناله عند مشاهدتها من الفرح والسرور ما لو وُزِّع على أهل النار لأدهشهم عن الإحساس بألم النار وهي الساعة التي أطاع فيها ربه ، ثم يفتح له خزانة أخرى فيراها مظلمة منتنة مفزعه فيناله منها عند مشاهدتها من الفزع والجزع ما لو قسم على أهل الجنَّة لنقص عليهم نعيمها وهي الساعة التي عصى فيها ربه ، ثم يفتح له خزانة أخرى فيراها خالية ليس فيها ما يسره ولا يسوؤه, وهي الساعة التي نام فيها ، أو اشتغل فيها بشيء من مباحات الدنيا فيناله من الغبن والأسف على فواتها حيث كان متمكِّناً من أنْ يملاها حسنات ما لا يوصف
4-المسارعة في عمل الصالحات
فالعمر السريع يوجب سرعة الاستفادة منه, قال الشاعر:
مضى أمسك الماضي شهيداً معدَّلاً وأصبحت في يومٍ عليك شهيدُ
فإن كنت بالأمس اقترفت إساءة فثنِّ بإحسانٍ وأنت حميدُ
ولا تُرجِ فعلَ الخير يوماً إلى غدٍ لعلَّ غداً يأتي وأنت فقيد
وورد أن ملك الموت إذا ظهر للعبد أعلمه أنّه بقي من عمره ساعة وأنّه لا يستأخر عنها, فيبدو للعبد من الأسف ما لو كانت له الدنيا كلُّها لخرج منها على أن يضمَّه إلى الساعة ساعة أُخرى, فيتدارك لا تفريطة فيها, فلا يجد إليها سبيلاً يقول لملك الموت: مهِّلني يوماً, يقول: ضيَّعت الأيام, فيقول العبد: مهّلني ساعة أتدارك فيها, فيقول: قد ضيّعت الساعات.
وورد عن الإمام علي(ع):” أيُّها الناس الآن الآن ما دام الوثاق مطلقاًَ, والسراج منيراً, وباب التوبة مفتوحاً من قبل أن يجفَّ القلم, وتطوى الصحف” .
5-القيام بأحسن الأعمال
قال تعالى:” الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ” .
العمل الحسن هو الذي يكون موافقاً للحكم الشرعي ويؤتي به بإخلاص لله تعالى.
وأحسن الأعمال هو ما جمع فيه الإنسان بين توجِّهه إلى الله تعالى وخدمة الناس, “الخلق كلهم عيال الله فأحب خلقه إليه أنفعهم لعياله” .
6-اغتنام اللحظة الوقتية
عن النبيّ(ص): “كنّ على عمرك أشحَّ منك على دِرْهَمِك ودينارك” .
وقد يحقِّق الإنسان هذا الاغتنام من خلال تحويل كلّ عمله لله تعالى, فينام ويتناول الطعام ويمارس الرياضة بنيَّة التقّوي على عبادة الله تعالى والعمل في سبيله وهكذا…
7-اغتنام اللحظة النوعية
عن النبيّ: “ألا إنَّ لربكم في أيام دهركم نفحات, ألا فتعرَّضوا لها, ولا تعرضوا عنها”.
من هذه النفحات مناسبات زمنية كشهر رمضان وموسم الحجّ وأيام الجمعة وعيد الغدير ومنها فرص قد لا تتكرّر.
فلنعتبر من هذه القصّة:
كان النبي صلى الله عليه وآله إذا سئل شيئًا فإذا أراد أن يفعله قال : نعم ، وإذا أراد أن لا يفعل سكت ، وكان لا يقول لشيء : لا ، فأتاه أعرابي فسأله فسكت ، ثم سأله فسكت ، ثم سأله فسكت ، فقال صلى الله عليه وآله كهيئة المسترسل : ما شئت يا أعرابي ؟ فقلنا : الآن يسأل الجنة ، فقال الأعرابي : أسألك ناقة ورحلها وزادا ، قال(ص) : لك ذلك ، ثم قال صلى الله عليه وآله : كم بين مسألة الأعرابي وعجوز بني إسرائيل ، ثم قال : إنَّ موسى لما أمر أن يقطع البحر فانتهى إليه وضربت وجوه الدواب رجعت ، فقال موسى(ع) : يا رب ما لي؟ قال : يا موسى, إنَّك عند قبر يوسف(ع) فاحمل عظامه ، وقد استوى القبر بالأرض ، فسأل موسى, قومه : هل يدري أحد منكم أين هو ؟ قالوا : عجوز لعلها تعلم ، فقال لها : هل تعلمين ؟ قالت : نعم ، قال : فدلينا عليه ، قالت : لا والله حتى تعطيني ما أسألك ، قال : ذلك لك. قالت : فاني أسألك أن أكون معك في الدرجة التي تكون في الجنة ، قال(ع) : سلي الجنة, قالت : لا والله إلا أنْ أكون معك ، فجعل موسى يراود, فأوحى الله إليه : أن أعطها ذلك ، فإنها لا تُنقصك ، فأعطاها ودلته على القبر .
عاشوراء واغتنام اللحظة
وعاشوراء مدرسة عظيمة في اغتنام اللحظة التي نقلت بعض من فيها من قعر جهنَّم إلى “عشّاقٍ, شهداء, لا يسبقهم من كان قبلهم ولا يلحقهم من بعدهم”.
فالحرّ بن يزيد الرياحي هو الذي حضر بالإمام الحسين(ع) إلى كربلاء, فهو الموطِّىء, والمهيئ لمذبحة كربلاء, لكنه اغتنم اللحظة حينما واجه الموقف الصعب.
ذهب إلى «عمر بن سعد» وسأله: أمقاتل أنت هذا الرجل؟،أي الحسين (ع).
فأجابه «عمر»: أي والله قتالاً أيسره أن تطيح الأيدي وتتقطع الرؤوس وتتطاير الأكفّ.
هنا اشتدّ الصراع في داخل «الحُرّ» وظلَّ يُفكّر في مصيره. وفيما هو يُفكّر أصابته رعشة فارتعد، ممّا أثار دهشة أحد رفاقه، فقال له:
إنّ أمرك لعجيب، فوالله لو سُئلت عن أشجع أهل الكوفة أو العراق لما عَدوْتُك، فماذا أصابك؟
فأجابه: إنّي مُخيّرٌ بين الجنّة والنار، فوالله لا أختار على الجنّة شيئاً أبداً، وإن قُطِّعتُ ومُزِّقتُ وأُحرقتُ.
بعد ذلك ذهب «الحُرّ» إلى خيمة الإمام الحسين(ع) وجاء منادياً: «اللهمَّ إليك تبتُ فتب عليَّ، لقد أرعبتُ قُلوب أوليائك وأولاد نبيّك..»
وعندما وقف أمام خيمة الإمام كان رأسه منحنياً على سرج فرسه، فقال للإمام: «أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع وسايرتك في الطريق وجعجعت بك الطريق، سيّدي ومولاي، جئتك تائباً إلى الله ممّا كانت منّي، فهل ترى لي من توبة؟ فقال له الإمام: نعم، يتوب الله عليك فأنت الحرّ في الدنيا وأنت الحرّ في الآخرة إن شاء الله» .

الخميس, 26 تشرين1/أكتوير 2023 07:12

تصريحات أردوغان حول حماس تثير غضب إسرائيل

رفضت إسرائيل تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد فيها أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ليست منظمة إرهابية.

وكتب المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية ليؤور حياط على منصة إكس "إسرائيل ترفض بشدة الكلمات القاسية للرئيس التركي بشأن منظمة حماس الإرهابية".

وأضاف "حتى محاولة الرئيس التركي الدفاع عن المنظمة الإرهابية وكلماته التحريضية لن تغير من الفظائع التي شهدها العالم أجمع".

بينما قال المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاجاري -أمس الأربعاء- إن ما فعلته حماس يوم السابع من الشهر الجاري "أسوأ من الإرهاب".

وقال هاجاري "سمعت ما قاله أردوغان" مضيفا "حماس أسوأ من كونها منظمة إرهابية، المسؤولون عن المذبحة أرادوا القتل والترويع، ومن واجبنا إظهار ذلك للعالم".

وكان أردوغان قد قال -في كلمة ألقاها باجتماع نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان- إن حماس ليست منظمة إرهابية، بل هي حركة تحرر ومجموعة مجاهدين تكافح من أجل حماية وتحرير أرضها وشعبها.

 وردا على تصريحات أردوغان، اتهم وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي ميكي زوهار -الرئيس التركي- "بدعم الإرهاب" وقال في حسابه على موقع إكس إنه حان الوقت "لإعادة حساب مسار علاقاتنا مع تركيا".

 وقالت القناة 12 العبرية إن إسرائيل تدين أردوغان بشدة، وإنها "ترفض باشمئزاز الكلمات القاسية للرئيس التركي. حماس منظمة إرهابية بغيضة أسوأ من داعش (تنظيم الدولة الإسلامية)" ولكنها لم تنسب تلك التصريحات إلى جهة بإسرائيل.

تصريحات الرئيس التركي لم تثر ساسة إسرائيل فقط فقد كان أول من انتقدها ماتيو سالفيني نائب رئيسة وزراء إيطاليا واصفا تصريحات أردوغان بأنها "خطيرة ومثيرة للاشمئزاز".

وجاءت تصريحات أردوغان بينما واصل الاحتلال غاراته المكثفة على قطاع غزة لليوم العشرين على التوالي مما أدى إلى استشهاد أكثر من 6500 مواطن، بينهم 2704 أطفال، في ظل حصار خانق يمنع دخول الوقود والغذاء والمياه للقطاع.

المصدر : وكالات