emamian

emamian

القرآن والاعجاز: إن کلمة الإعجاز بمعناها البلاغیّ اليوم لم تکن معروفة فی عصر النبوة، ولکنّ المعنی اللغوی الذی یدل علی عدم تمکن أحد من البلغاء أن یأتی بمثل ما جاء به القرآن الكريم، کان ملموسا حينذاك، لأن القرآن الکریم قد فاجأ العرب جميعا بأسلوب لا عهد لهم به، فظلّوا حائرین یلمسون سحره الخلّاب دون أن یستطیعوا معارضته وقد تحداهم القرآن، أن یأتوا بسورة من مثله[1]، فبذلوا قصاری جهدهم فی ذلک فما استطاعوا، وهم بعد موصوفون بفرسان البلاغة وأئمة الکلام.

إن القرآن، قد فاجأهم بنمط من القول المعجز لا عهد لهم به، فهو وإن تألّف من کلماتهم وحروف لغتهم (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا)[2] فإنه ینصبّ فی قالب متفرّد یدرکون حلاوته ویحسّون روعته دون أن یستطیعوا محاکاته. وکان عهدهم بالکلام الجیّد هو أن یصوغه شاعر فصیح منهم، فیهبّ المنافسون لمعارضته فیقعوا منه قریبا، أو یسبقوه ظافرین بأحسن مما قال.

فما بالهم یتحداهم القرآن أن یأتوا بعشر آیات من مثله[3] فتضطغن نفوسهم غضبا حین یدرکهم البهر فلا یستطیعون.[4]

إنّ العهد بصاحب الأسلوب المتمیز من ذوی الفصاحة أن یکون غیر منقطع الصلة بما قبله، فهو يأتي بالجدید المستطرف بأقرب الوشائج إلی سلف قریب قد احتذاه بدءا ثم تفوّق علیه، أما أن تنقطع الصلة تماما بین ما یسمعون وما جاءوا به من قبل فی الشعر والخطب، فهذا هو موضع الدهشة والانبهار.

 

القرآن والحديث

إن النبیّ صلى الله عليه وآله الذی نزل علیه الوحی، یأتی بالقول المبین فی حدیثه وخطبه، ولکنّ أسلوبه فی الحدیث والخطب یبتعد ابتعادا شاسعا عن أسلوب الوحی المنزل.

وهذا فيه دلالة قاطعة علی أن القرآن، نمط إلهی لیس فی طوق البشر محاذاته. ولو جاز لأحد من بلغاء البشر أن یأتی بمثله لکان رسول اللّه صلى الله عليه وآله وهو أفصح العرب قاطبة أحقّ أن یکون هذا الذی یستطیع! فوجود هذا الفرق الشاسع بین أسلوب القرآن، وأسلوب الحدیث النبوی، دلیل قاطع علی أن القرآن من عند الله.

المصادر:

[1] . سورة القرة، الآية 23.

[2] . سورة يوسف، الآية 2.

[3] . سورة هود، الآية 13.

[4] . البیان القرآنی لمحمد رجب البیومی، ص 15.

الجمعة, 26 أيار 2023 06:44

القرآن كتاب هداية

إنه كتاب هداية لجميع المسلمين، وجوهر الهداية هو الفلاح والخلود.

في الآيات الأولى من سورة البقرة، كقوله تعالى" ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ"[2] ورد ذكر التوجيه والإرشاد كأهداف رئيسية للنبي صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم، بهما يصل الانسان في النهاية إلى الكمال من خلال الوصول إلى الحقيقة واكتشاف جوهر الوجود.

إنه يستكشف من آيات القرآن الكريم ثلاثة مجالات: الإنسان والطبيعة والتاريخ. ومن هذه الزاوية يمكن القول إن "التاريخ والإنسان والطبيعة، تذكر روايتها في القرآن في ضمن آيات.

إن توجه القرآن للتاريخ ليس لمجرد نقل ما حدث؛ بل يبين لنا القرآن نوعاً من الحكمة وراء كواليس الأحداث التاريخية وروايتها. وعليه يمكن القول إن جزءًا كبيرًا من القرآن مكرس للتاريخ، والتاريخ هو أحد مصادر المعرفة.

ولو قمنا بمقارنة نصوص القرآن بالكتب السماوية الأخرى، اتضح الفرق جليّاً، فعلى سبيل المثال، في جميع روايات التوراة، يتم التعبير عن تفاصيل الأحداث على مستويات مختلفة، الجزئية والعامة ؛ لكن القرآن الكريم يحاول أن يكشف عن الأمر العام من خلال المادة الجزئية.

فمثلا، عند ذكر قصة أصحاب الكهف، نجد القرآن لا يتوقف عند عدد أصحاب الكهف، على رغم من أن بعض الناس كان يظن أن عددهم خمسة ويظن بعضهم أن عددهم سبعة ، إلا أن القرآن قد ترك هذا الجزء من القصة غامضًا.[3]

وذلك لأن غرض القرآن ليس مقتصرا على نقل حدث، بل يسعى من خلال رواية الحدث إلى اكتشاف نوع من الحكمة والإرشاد و الهداية.

لقد أرسل الله الأنبياء باعتبارهم أعظم بناة البشر، لإرشاد الناس إلى السعادة ؛ ومع ذلك ، في نهاية المطاف ، فإن الاختيار يعود للإنسان، أن يسلك طريق السعادة أو يسير في طريق البؤس والضلال.

المصادر

[1] . قرآن فرهنگ و تمدن (بالفارسية) ص 38.

[2] . سورة البقرة، الآية 2.

[3] . سورة الكهف، الآية 9الى 26.

الإثنين, 22 أيار 2023 05:05

أهداف ومنافع الحج

 

◄(وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ) (الحج/ 27-28).

الحج ذلك المؤتمر الإسلامي الكبير، والتظاهرة الإيمانية الرائعة التي تشترك فيها صنوف متعددة من البشر، المختلفين في الأجناس والفئات والطبقات والقوميات، على موعدٍ واحدٍ وفي أرضٍ واحدة، يُردِّدون هتافاً واحداً، ويمارسون شعاراً واحداً، ويتجهون لغايةٍ واحدةٍ، وهي الإعلان عن العبودية والولاء لله وحده، والتحرُّر من كلِّ آثار الشِّرك والجاهلية، بطريقة جماعية حركية تؤثر في النفس، وتشبع المشاعر والأحاسيس بمستوحيات الإيمان ومداليل التوحيد.

وهذا مما يدلّ على أنّ الناس سواسية أمام القانون الإسلامي.

والحج، كما صرّح القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، إلى جانب كونه عبادة وتقرُّباً لله – تعالى – ، فإنّ فيه منافع اجتماعية، وفوائد ثقافية، واقتصادية، وسياسية، وتربوية تُساهم في بناء المجتمع الإسلامي، وتزيد في وعيه، وتوجيهه، وتُساهم في حلِّ مشاكله، وتنشيط مسيرته.

ففي الحج يشهد المسلمون أروع مظاهرة المساواة، والتواضع، والإخوة الإنسانية بإلغاء الفوارق والأزياء، وخلع أسباب الظهور الاجتماعي.. فالكلُّ يشترك باللباس العبادي الموحَّد (لباس الإحرام)، ويحسُّ الجميع بوحدة النوع الإنساني.. وبالأخوّة والمساواة، كما يشعر الحجّاج بوحدة الأرض ووحدة الوطن، ويُمثِّلون عملية إسقاط الحدود التي صنعتها الأنانيات البشرية والإقليمية والقومية والعنصرية والاستعمارية، فهم يقطعون آلاف الأميال، ويخترقون كلَّ الحواجز وكلَّ الموانع التي وضعها الإنسان على أرض الله – سبحانه – الواسعة...

وفي الحج إعداد وترتيب وسلوك الفرد، ففي الحج يتعوَّد الحاج على الصبر، وتحمُّل المشاق، وحُسن الخُلق من اللطف، والتواضع، واللين، وحُسن المحادثة، والكرم، والتعاطف، والامتناع عن الكذب، والغيبة والخصومة، والتكبُّر... إلخ.

وقد تحدّث الإمام جعفر بن محمّد الصادق (ع) عن منافع الحج وفوائده بإجابته البليغة على سؤال لأحد أصحابه حينما سأل الإمام (ع): ما العلّة التي من أجلها كَلَّف الله العباد الحج والطواف بالبيت؟ فقال (ع): "إنّ الله خلق الخلق... إلى أن قال: وأمرهم بما يكون من أمر الطاعة في الدين ومصلحتهم من أمر دينهم فجعل فيه الاجتماع من الشرق والغرب، ليتعارفوا ولينزع كلّ قوم من التجارات من بلد إلى بلد، ولينتفع بذلك المكاري والجمال، ولتعرف آثار رسول الله (ص) وتعرف أخباره، ويذكر ولا ينسى... إلخ".

وهكذا شاء أن يكون الحج محراباً للعبادة، وموسماً للتربية والتوجيه، ومجالاً للمنفعة، وتحقيق المصالح الاجتماعية والاقتصادية للإنسان.►

يصادف 10 ربيع الثاني ذكرى وفاة السيدة فاطمة المعصومة (ع) بنت الإمام موسى الكاظم (ع)، فهي بنت الإمام وأخت الإمام وعمة الإمام، كما أنها تحظى بمكانة رفيعة عند الأئمة عليهم وقد ورد فيها روايات تشير إلى ذلك…..

ابنا: يصادف ۱۰ ربيع الثاني ذكرى وفاة السيدة فاطمة المعصومة (ع) بنت الإمام موسى الكاظم (ع)، فهي بنت الإمام وأخت الإمام وعمة الإمام، كما أنها تحظى بمكانة رفيعة عند الأئمة عليهم وقد ورد فيها روايات تشير إلى ذلك، وهذا بعض أحوالها:

ولادتها:

بسبب الظروف الصعبة التي فرضتها السلطة العباسية على الإمام موسى الكاظم عليه السلام فقد أصبح من العسير جداً الوقوف بشكل دقيق على تاريخ ولادة السيدة المعصومة عليها السلام ولذلك فقد ذكر بعض المؤلفين أنّ ولادتها عليها السلام كانت سنة ۱۸۳ هـ، وهي السنة التي استشهد فيها والدها الإمام الكاظم عليه السلام، وهو قول أكثر المؤرخين(۱).

وعلى هذا فلم تحظ السيدة المعصومة بلقاء أبيها عليهما السلام ورعايته، وعاشت في كنف أخيها وشقيقها الإمام الرضا عليه السلام.

واستبعد بعض المؤلفين(۲) أن تكون ولادتها عليها السلام في تلك السنة، لأنّ السنوات الأربع الأخيرة من عمر الإمام الكاظم عليه السلام كان فيها رهين السجون العباسية.

فيما ذهب آخرون(۳) إلى أنّ ولادتها عليها السلام كانت في غرّة شهر ذي القعدة سنة ۱۷۳ هـ.

وبناء على هذا التاريخ تكون السيدة فاطمة قد عاصرت من حياة أبيها عشر سنوات، غير أنّ السنين الأربع الأخيرة من عمره عليه السلام كان فيها رهين السجون العباسية، فلم تحظ منه الاّ بست سنوات.

أسماؤها وألقابها عليها السلام

لما كانت السيدة المعصومة عليها السلام ربيبة الإمامة فقد حظيت بأحسن الأسماء، وأجمل الألقاب، وإن لأسمائها وألقابها من الدلالات والمعاني ما يشير إلى سمو مقامها ورفعتها عند الأئمة عليهم السلام:

۱.فاطمة

إن من تتبع حياة العترة الطاهرة عليهم السلام يعي بشكل واضح ما لهذا الاسم من خصوصية خاصة، وكم كان الأئمة عليهم السلام يولون هذا الاسم أهمية فائقة، لا نجدها في سائر الأسماء عندهم.

۲.المعصومة

ويقترن هذا الاسم باسم فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر عليه السلام، فيقال في الأعم الأغلب: فاطمة المعصومة، كما يقال عند ذكر أمّها الكبرى: فاطمة الزهراء عليها السلام.

وقد ورد هذا الاسم في رواية عن الرضا عليه السلام حيث قال: «من زار المعصومة بقم كمن زارني»(۴).

وهذه التسمية تدلّ على أنّ السيدة فاطمة عليها السلام قد بلغت من الكمال والنزاهة والفضل مرتبة شامخة، فالعصمة تعني: (الحفظ والوقاية، والمعصوم هو الممتنع عن جميع محارم الله تعالى، وهي أي: العصمة لا تنافي الاختيار، فتكون مرتبة من الكمال لا تهمّ النفس معها بارتكاب المعصية فضلاً عن الإتيان بها مع القدرة عليها عمداً أو سهواً أو نسياناً، ولا يكون معها إخلال بواجب من الواجبات، بل ولا مخالفة الأولى كما هو عند العترة النبوية عليهم السلام، وليست هي أمراً ظاهراً وإنّما هي حالة خفيّة من حالات النفس، ويستدلّ عليها بالنص أو القرائن القطعية الدالّة على ثبوتها، وهي ذات مراتب تتفاوت فيها القابليات والاستعدادات من شخص إلى آخر)(۵) كعصمة السيدة زينب وعصمة أبي الفضل العباس عليهما السلام.

۳.كريمة أهل البيت عليهم السلام

وهو من الألقاب الخاصة بهذه السيدة الجليلة، وقد عرفت به من دون سائر نساء أهل البيت عليهم السلام.

كما اشتهر الإمام الحسن المجتبى عليه السلام من قبلها بهذا اللقب من دون سائر الرجال، فكان يقال له كريم أهل البيت عليهم السلام.

(وقد أطلقه عليها الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف في قصة وقعت لأحد السادة الأجلاّء(۶) وقال له: «عليك بكريمة أهل البيت» مشيراً إلى هذه السيدة الجليلة)(۷).

سفرها عليها السلام إلى قم

ولهذا اللقب دلالة بعيدة الغور على شأن فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر عليهم السلام، فإنّ أهل البيت عليهم السلام قد جمعوا غرّ الفضائل والمناقب وجميل الصفات، ومن أبرز تلك الخصال الكرم، وقد عرفه اللغويون: (بأنّه إيثار الغير بالخير ولا تستعمله العرب إلاّ في المحاسن الكثيرة، ولا يقال كريم حتى يظهر منه ذلك)(۸)، والكريم هو الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل.

ومن ذلك يعلم أنّ للكريم معنى واسعاً لا ينحصر في بذل المال أو إقراء الضيف أو حسن الضيافة، فإنّها من مصاديق الكرم لا تمام معناه. وعلى ضوء هذا المعنى الشامل للكرم يتجلّى لنا المراد من وصف أهل البيت عليهم السلام بأنهم أكرم الناس على الإطلاق لما اشتملوا عليه من أنواع الخير والشرف والفضائل، وقد حفظ لنا التاريخ شيئاً من ذلك وحدّث به الرّواة. كما يتجلّى لنا أيضاً اتصاف هذه السيدة الجليلة بأنّها كريمة أهل البيت عليها السلام.

وإنّ من أبرز مظاهر كرمها أنّ مثواها المقدس كان ولا يزال منبعاً للفيض، وملاذاً للناس، ومأمناً للعباد، ومستجاراً للخلق، وباباً من أبواب الرحمة الإلهية للقاصدين إليه.

روى الصدوق بسنده عن مخوّل السجستاني، قال: لما ورد البريد بإشخاص الرضا عليه السلام إلى خراسان، كنت أنا بالمدينة، فدخل عليه السلام المسجد ليودّع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فودّعه مراراً، كل ذلك يرجع إلى القبر ويعلو صوته بالبكاء والنحيب، فتقدّمت إليه وسلّمت عليه فردّ السلام وهنّأته، فقال:

«زرني، فإنّي أخرج من جوار جدّي صلى الله عليه وآله وسلم فأموت في غربة وأدفن في جنب هارون»(۹).

ثم قام الإمام الرضا عليه السلام وجمع عياله فأمرهم بالبكاء عليه فانه لن يعود إليهم فأقاموا المأتم عليه قبل سفره إلى خراسان(۱۰).

وكان خروج الإمام الرضا عليه السلام من المدينة سنة ۲۰۰ هـ وشهادته سنة ۲۰۳ هـ(۱۱)، أما خروجها عليها السلام خلف الإمام الرضا عليه السلام فكان سنة ۲۰۱ هـ وخرج معها موكب قوامه اثنان وعشرون شخصاً من الأخوة وأبنائهم والغلمان(۱۲).

فلما وصل الركب إلى ساوة حوصر من قبل أزلام المأمون فقتلوا من قدروا عليه وشرّد الباقي وجرحوا هارون أخا الإمام الرضا عليه السلام ولم يبق مع فاطمة المعصومة عليها السلام غير أخيها هارون وهو جريح ثم هجموا عليه وهو يتناول الطعام فقتلوه(۱۳).

وكان ذلك كله بمرأى من السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام فقد شاهدت مقتل أخوتها وأبنائهم، ورأت تشرّد من بقي منهم، فماذا سيكون حالها آنذاك؟ ولذا فقد مرضت عليها السلام وقيل: قد دس إليها السمّ في ساوة فمرضت بسبب ذلك(۱۴)، فسألت عن المسافة بينها وبين قم فقيل لها عشرة فراسخ، فأمرت خادماً لها أن يحملها إلى قم فلما سمع أهل قم بما جرى عليها وعلى أخوتها وعلموا بمقدمها إلى قم خرجوا لاستقبالها يتقدمهم موسى بن خزرج الأشعري فتشرف بضيافتها، فمكثت في منزله سبعة عشر يوماً ثم ماتت عليها السلام(۱۵) وكان ذلك في اليوم العاشر من شهر ربيع الثاني.

فضل زيارتها عليها السلام

ورد في العديد من الروايات التأكيد على زيارتها عليها السلام، وأنّ الله تعالى قد جعل الجنّة ثواباً لمن زارها، ومن تلك الروايات:

اولاً:  أن عدّة من أهل الرّي دخلوا على أبي عبد الله الصادق عليه السلام فقالوا: نحن من أهل الرّي، فقال عليه السلام:

«مرحباً بإخواننا من أهل قم».

فقالوا: نحن من أهل الري، فأعاد الكلام، ثم قال عليه السلام:

«إنّ لله حرماً وهو مكة، وإنّ للرسول صلى الله عليه وآله وسلم حرماً وهو المدينة، وإنّ لأمير المؤمنين عليه السلام حرماً وهو الكوفة، وإن لنا حرماً وهو بلدة قم، وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمي فاطمة، فمن زارها وجبت له الجنة».

قال الراوي: وكان هذا الكلام منه عليه السلام قبل أن يولد الكاظم عليه السلام(۱۶).

ثانياً:  ما رواه الصدوق بسنده عن سعد بن سعد، قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن فاطمة بنت موسى بن جعفر عليهما السلام، فقال عليه السلام: «من زارها فله الجنة»(۱۷).

ثالثاً:  ما روي عن سعد عن علي بن موسى الرضا عليه السلام قال: قال: «يا سعد عندكم لنا قبر»، فقلت: جعلت فداك قبر فاطمة بنت موسى عليهما السلام، قال: «نعم، من زارها عارفاً بحقّها فله الجنة»(۱۸).

رابعاً:  ما روي عنه عليه السلام أيضاً، أنّه قال: «من زار المعصومة بقم كمن زارني»(۱۹).

خامساً:  ما روي عن أبي جعفر محمد بن علي الجواد عليه السلام أنّه قال: «من زار قبر عمّتي بقم فله الجنّة»(۲۰).

كرامتها عليها السلام

ينقل السيد أبو الفضل رضوي زاده ـ وهو أحد خدام السيدة المعصومة عليها السلام ـ عن أحد أصدقائه الخدمة فيقول:

في أوائل قدوم آية الله العظمى السيد المرعشي النجفي رحمه الله من النجف الأشرف وتشريفه إلى قم كان قلقاً جداً حيث كان يتقدم الخاطبون لابنته بكثرة ولكنه لعسر حاله لم يكن يستطيع تجهيزها، وفي أحد الأيام يأتي إلى الحرم ويخاطب السيدة المعصومة عليها السلام قائلاً: يا سيدتي! لماذا لا تتلطفين وتنظرين إلى حالي؟ وبعد ذلك يرى في عالم الرؤيا أحد خدمة السيدة المعصومة عليها السلام يقول له: إن السيدة المعصومة عليها السلام تطلبك.

فيقول المرحوم السيد المرعشي عن حلمه هذا: وفي عالم الرؤيا تشرفت بزيارة السيدة المعصومة عليها السلام (في الفور) وعندما أردت الدخول إلى الحرم المطهر من إيوان الذهب (الإيوان القديم) رأيت سيدتين تقومان بالكنس وكانت إحداهما السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام حيث كنت قد رأيتها في منام سابق والأخرى السيدة المعصومة عليها السلام حيث كانت أنحف من السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام.

وقد قالت لي: يا شهاب! إنك تحت (رقابتنا) وعنايتنا فلا تقلق حيث ما كنت سواء في النجف الأشرف أو في قم.

ويقول السيد المرعشي النجفي رحمه الله: وفي النهاية تحسنت أوضاعي ومعيشتي منذ ذلك اليوم أحسن فأحسن(۲۱).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(۱) أعلام النساء المؤمنات: ص ۵۷۶.

(۲) كريمة أهل البيت عليها السلام: ص ۱۰۳.

(۳) مستدرك سفينة البحار: ج ۸، ص ۲۶۱.

(۴) رياحين الشريعة: ج ۵، ص ۳۵.

(۵) فاطمة المعصومة لمحمد علي المعلم: ص ۶۸ ـ ۶۹.

(۶) وهو السيد محمود المرعشي والد آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي رحمه الله. (كريمة أهل البيت عليها السلام: ص ۴۳؛ سيدة عش آل محمد عليهم السلام: ص ۳۵ ـ ۳۷.

(۷) فاطمة المعصومة لمحمد علي المعلم: ص ۷۴ ـ ۷۵.

(۸) مجمع البحرين: ج ۶، ص ۱۵۲.

(۹) عيون أخبار الرضا: ج ۲، ص ۲۱۷.

(۱۰) عيون أخبار الرضا: ج ۲، ص ۲۱۷ ـ ۲۱۸.

(۱۱) منتهى الآمال: ج ۴۵۱ وص ۴۹۹.

(۱۲) الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام للسيد جعفر العاملي: ص ۴۲۸.

(۱۳) حياة الإمام الرضا عليه السلام للسيد جعفر مرتضى العاملي: ص ۴۲۸، نقلاً عن جامع الأنساب: ص۵۶.

(۱۴) الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام: ص ۴۲۸.

(۱۵) تاريخ قم: ص ۲۱۳.

(۱۶) تاريخ قم: ص ۲۱۵. وبحار الأنوار: ج ۶۰، ص ۲۱۶ ـ ۲۱۷.

(۱۷) عيون أخبار الرضا: ج ۲، ص ۲۶۷.

(۱۸) بحار الأنوار: ج ۹۹، ص ۲۶۶.

(۱۹) رياحين الشريعة: ج ۵، ص ۳۵.

(۲۰) كامل الزيارات: باب ۱۰۶، فضل زيارة فاطمة بنت موسى بن جعفر عليهما السلام: الحديث ۲، ص ۵۳۶.

(۲۱) حياة وكرامات فاطمة المعصومة عليها السلام للبقاعي: ص ۱۱۷.

فاطمة المعصومة هي السيّدة الجليلة الفاضلة بنت الإمام موسى بن جعفر وهي الأخت الشقيقة للإمام الرضا (ع)، وهي تشترك معه في أمٍّ واحدة وهي أمُّ ولد، وقد ذُكر لها العديد من الأسماء كنجمة وأروى وَسَكن وَسُمَّان وَتُكْتَم.

ولم يكن في وُلد الكاظم- مع كثرتهم- بعد الرضا مثل هذه السيّدة الجليلة، وقد قيل في حقّها: إنّها رضعت من ثدي الإمامة والولاية، ونشأت وترعرعت في أحضان الإيمان والطهارة تحت رعاية أخيها الإمام الرضا (ع) وقد تكفّل أخوها الرضا برعايتها ورعاية العوائل من بني هاشم بعد أن سُجن أبوهما الكاظم بأمرٍ مِن الرشيد.

كانت في غاية الورع والتقوى والزهد والعبادة حتى أضحت في عداد القلائل من النساء العابدات القانتات.

علة لقبها بالمعصومة:

لقد ذكر لذلك وجوهٌ متعددة أشهرها ما رواه الإمام علي بن موسى الرضا (ع) في فضلها وفضل زيارتها، فقال

مَنْ زَارَ المَعْصُوْمَةَ بقم كَمَنْ زَارَنِيْ[1] .

إلى أي قسم من أقسام العصمة يشير هذا اللقب (المعصومة) الذي أُطلق على السيدة فاطمة من أخيها الامام الرضا (ع) ؟ هل يشير إلى العصمة الذاتية أو يشير إلى العصمة الكسبية بمعنى مجاهدة النفس؟

في مقام الاجابة على هذا السؤال لا بد من القول بأن ظاهر العبارة الواردة عن لسان الامام (ع) بشأنها يدل على أن العصمة هنا هي كسبية وإفاضية وليست ذاتية.

مضافا إلى أن هذه الافاضة ليست مفاضة عليها ابتداءً و حين الخلق كالأئمة المعصومين عليهم السلام لأن الله عز وجل خلق الأئمة (ع) معصومين بل أفيضت عليها لما ارتقت إليه من مراتب التقوى العالية من خلال العبودية لله عز وجل.

وجه لقبها بكريمة أهل البيت (ع):

لقبت السيدة فاطمة المعصومة بكريمة أهل البيت، وذلك لرؤيا صادقة رآها أحد العلماء الأتقياء، وهو المرحوم آية الله السيد محمود المرعشي النجفي والد آية الله السيد شهاب الدين المرعشي النجفي، وقد دعا الله كثيراً في حياته بأن يلهمه التعرف على مكان قبر السيدة الزهراء (ع)، وقد بدأ بالذكر والتوسل أربعين ليلةً، وفي الليلة الأربعين رأى في منامه أنّه قد تشرف بزيارة الإمامين الباقر والصادق‘ فقال له الإمام: عليك بكريمة أهل البيت، وقد اعتقد السيد أنّ الإمام إنّما عنى بقوله السيدة الزهراء، فقال له: فداك نفسي لقد قمتُ بأداء هذا الذكر لأتعرّف على مكان قبرها وأتشرّف بزيارتها. فقال له الإمام (ع): «لقد عنيت بقولي قبر فاطمة المعصومة »، ثم قال: لقد أخفى الله تعالى قبر الزهراء لحكمة يعلمها<. وعليه فإن قبر السيدة المعصومة هو مظهرٌ لتجلي قبر السيدة الزهراء. ولو قُدّر أن يظهر قبر الزهراء ويكون له احترامٌ وإجلال فإنّ ذلك لا ينقص قدر ومكانة مقام وضريح السيدة المعصومة. وبعد هذه الرؤية الشريفة المباركة قرر السيد المرعشي السفر إلى إيران لزيارة السيدة المعصومة، فشد الرحال هو وأسرته من النجف الأشرف قاصداً مدينة قُم لزيارة كريمة أهل البيت السيدة المعصومة.

شفاعتها للخلق:

روي أنّ عِدَّةً مِن أهل الرّي دخلوا على أبي عبد الله الصادق فقالوا: نَحْنُ مِنْ أَهْلِ الرَّيّ، فقال: مَرْحَبَاً بِإِخْوَانِنَا مِنْ أَهْلِ قُمّ. قَالُوْا: نَحْنُ مِنْ أَهْلِ الرَّيّ، فَأَعَادَ الكَلاَمَ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ للهِ حَرَمَاً وَهُوَ مَكَّةَ، وَإِنَّ لِلْرَّسُوْلِصلی‌الله علیه و آله حَرَمَاً وَهُوَ المَدِيْنَةُ، وَإِنَّ لأمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ حَرَمَاً وَهُوَ الكُوْفَةُ، وَإِنَّ لَنَا حَرَمَاً وَهُوَ بَلْدَةُ قُمّ، وَسَتُدْفَنُ فِيْهَا امْرَأَةٌ مِنْ أَوْلاَدِيْ تُسَمَّيْ فَاطِمَةُ، فَمَنْ زَارَهَا وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ.وفي نقل آخر: تُقْبَضُ فِيْهَا امْرَأَةٌ مِنْ وُلْدِيْ اسْمُهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُوْسَىْ، وَتَدْخُلُ بِشَفَاعَتِهَا شِيْعَتِيْ الجَنَّةَ بِأَجْمَعِهِمْ. [2]

قال الراوي: وكان هذا الكلام منه قبل أن يولد الكاظم (ع).

فضل زيارتها:

قد اهتم ببيان فضل زيارة السيدة المعصومة خمسةٌ من الأئمة المعصومين بدايةً من الصادق إلي الهادي ومثل هذا الاهتمام في غاية الندرة، فقد روى الشيخ الصدوق بسنده عن سعد بن سعد، قال: سَأَلْتُ أَبَا الحَسَنِ الرَّضا عَنْ فَاطِمَةَ بنِتْ مُوْسَىْ بْنِ جَعْفَرٍ‘؟ فَقَالَ: مَنْ زَارَهَا فَلَهُ الجَنَّةُ. [3]

وروي عن أبي جعفر محمد بن علي الجواد‘ أنّه قال: مَنْ زَارَ قَبْرَ عَمَّتِيْ بِقُمٍّ فَلَهُ الجَنَّةُ. [4]

نعم قد ورد في زيارة السيدة فاطمة المعصومة (ع): (فإنّ لك عند الله شأنا من الشأن.

والسؤال الذي يمكن أن يخطر في ذهن الانسان الذي يزور السيدة المعصومة عليها السلام هو ما هو المقام والشأن الذي نالته هذه السيدة الجليلة عند الله تعالى؟

بما أنه ورد في هذه الفقرة من الزيارة مفردة “الشأن” في المرّة الأولى بصيغة النكرة وفي المرّة الثانية بصيغة المعرفة، فهذا يدل على أن المقصود بـ “الشأن المعرفة” وهو مقام الكمال الخاص وهو العصمة، والمقصود من “الشأن النكرة” بيان أن السيدة المعصومة عليها السلام حازت قسماً من هذا المقام العالي.

[1] رياحين الشريعة، ج1، ص535.

[2] بحار الأنوار – ط دارالاحیاء التراث، العلامة المجلسي، ج57، ص216.

[3] عيون أخبار الرضا(ع)، الشيخ الصدوق، ج1، ص299.

[4] بحار الأنوار – ط دارالاحیاء التراث، العلامة المجلسي، ج48، ص316.

سماحة آية الله العظمى الشيخ مكارم الشيرازي (دام ظله)

الخلاصة: إن شخصية هذه السيدة الرفيعة وعلوّ شأنها في عالم الكشف والشهود ليس مبنيّاً على كونها ابنة الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام) أو لأنها أخت الإمام الرضاعليه السلام وحسب بل يأتي أساساً من مرتبتها المعرفية الرفيعة المفردات المفتاحية

السيدة المعصومة

ولدت كريمة أهل البيت؛ السيدة فاطمة المعصومة (سلام الله عليها) سليلة الدوحة النبوية الشريفة، للإمام موسى بن جعفر(عليه السلام) في غرة شهر ذي القعدة الحرام من عام 173 في المدينة المنورة؛ وقد كان الإمام جعفر بن محمد الصادق(عليه السلام) قد بشّر بهذه الولادة مسبقاً. وفي هذه الذكرى العطرة والخيرة تشتدّ ضرورة إعادة قراءة جوانب هذه الشخصية الفريدة من خلال الاستعانة بآراء وأفكار سماحة آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي ليتحفنا ويعرفنا ببيانه الوافي والبليغ بميزات هذه الشخصية الرفيعة ومكانتها لدي الأئمة المعصومين عليهم السلام لتكون منهلاً عذباً لعطاشى معارف أهل البيت عليهم الصلاة والسلام عامة؛ لا سيما زوار مقامها الشريف. وبناء على هذا سنقدم للقارئ والمتصفح الكريم جانباً من ميزات شخصية هذه السيدة العظيمة وفق ما تحدث به سماحة آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي حفظه الله ورعاه ببيانه العميق والدقيق.

 

المرتبة العلمية الرفيعة للسيدة المعصومة(سلام الله عليها)

إن السيدة المعصومة تمثّل ينبوعاً للمحامد والكمالات اللامتناهية وتنتسب لثلاث من الأئمة المعصومين وتكريمها وتبجيلها إنما هو تكريم وتبجيل لمكانة أهل بيت النبوة(صلى الله عليهم أجمعين) الرفيع، لا سيما أئمة الشيعة؛ الإمام موسى بن جعفر والامام علي بن موسى الرضا والإمام محمد بن علي الجواد عليهم السلام. فالتعرف على مكانة هذه السيدة العظيمة وشأنها واجب علي كل محب لهذه العترة الطاهرة.

أوضح سماحة آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي شأن هذه الشخصية ومكانتها حيث قال: كانت السيدة المعصومة(سلام الله عليها) على جانب كبير من المكانة والشأن لاسيما من الناحية العلمية والمعرفية. وبينما كان الإمام الكاظم(عليه السلام) مسافراً خارج المدينة المنورة، دخلها جمع من الشيعة لغرض زيارته وتوجيه بعض الأسئلة إليه والحصول على الإجابات. فسلّموا أسئلتهم إلى أسرة الإمام(عليه السلام) ليحصلوا على الإجابة في فرصة أخرى. وعند اتخاذهم القرار بالعودة إلى أوطانهم ذهبوا نحو دار الإمام لغرض الوداع فقامت السيدة المعصومة بتقديم الأسئلة المطروحة مع الإجابات المطلوبة إليهم. فقصد الشيعة أوطانهم فرحين بما تلقوه من الإجابات الشافية، غير أنهم في طريق العودة التقوا بالإمام(عليه السلام) بمحض الصدفة وهو في طريق العودة نحو المدينة وحدثوه بما جرى لهم. فتسلّم الإمام الإجابات منهم و نظر إليها فوجدها صحيحة ثم قال ثلاثاً: «فداها أبوها… فداها أبوها… فداها أبوها». والملفت للنظر أن السيدة فاطمة المعصومة لم تبلغ من العمر كثيراً آنذاك، مما يدلّ على شأنها العلمي والمعرفي الرفيع أبان طفولتها[1][2].

 

مكانة السيدة المعصومة(سلام الله عليها) الروحي والقدسي

أشار سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي في معرض حديثه إلى مكانة السيدة فاطمة المعصومة(سلام الله عليها) الروحية والقدسية قائلاً: إن شخصية هذه السيدة الرفيعة وعلوّ شأنها في عالم الكشف والشهود لم يأتي من منطلق إنها ابنة الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام) أو لأنها أخت الإمام الرضا(عليه السلام) وحسب بل يأتي أساساً من مرتبتها المعرفية الرفيعة[3].

وأضاف سماحته عند شرحه لهذه المنزلة والمكانة الرفيعة والفريدة بأن «هناك روايات لافتة للنظر حول جلالة وسمو السيدة فاطمة المعصومة(سلام الله عليها) ومنها ما نقله المحدث القمي عن زيارة أحد أكابر قم للإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام)، يقول فيها بأن سعداً وهو من أجلاء قم دخل علي الإمام(عليه السلام) فقال له الإمام: يا سعد عندكم لنا قبر. فقال سعد قلت: جعلت فداك قبر فاطمة بنت موسى؟ قال الإمام(عليه السلام): نعم! من زارها عارفا بحقها فله الجنة…[4].

والحديث عن العرفان بالحق قد ورد ضمن روايات متعددة تتعلّق بالإمام الحسين(عليه السلام) وفاطمة المعصومة عليها السلام، وبما أننا نعلم أن أجداد فاطمة المعصومة وأباها وأخاها واجبو الطاعة. فوقوفنا على هذه المعرفة تعني بأننا مقيدون وملتزمون وعاملون بكل ما أتوا به من تعاليم وناتج هذا الالتزام هو دخول الجنة[5].

 

سلسلة النسب؛ معيار لجلالة مكانة السيدة المعصومة(سلام الله عليها)

واسترسل سماحته في حديثه عن هذه السيدة الجليلة حتي توقف عند نسبها الشريف حيث قال بأن النظر إلى سلسلة نسب السيدة المعصومة سلام اله عليها يظهر بأنه ينتهي إلى تسعة من المعصومين سلام الله عليهم أجمعين مما يدل على شموخ مرتبتها الرفيعة[6].

 

الحقيقة من مكانة زيارتها العظيمة

ومن الواضح أنّ لزيارة السيدة المعصومة(سلام الله عليها) مكانة خاصة في آراء سماحة الشيخ مكارم الشيرازي حيث يصرح بأن: كفى لزيارة هذه السيدة إجلالاً وإكراماً ما تضمنته زيارتها الخاصة من معاني وتعبيرات خاصة.

 

ثواب زيارة السيدة فاطمة المعصومة(سلام الله عليها)

وأضاف سماحته مبيناً آثار وبركات زيارة السيدة المعصومة عليها السلام بأن مؤلف كتاب «كامل الزيارات» يروي نقلاً عن أبيه وأخيه رواية عن الإمام الجواد(عليه السلام) جاء فيها بأن «من زار عمتي بقم فله الجنة»[7].

زيارة تعادل الجنة

وذكر سماحته في بيان فضل زيارتها حديثاً عن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) في حق السيدة فاطمة المعصومة(سلام الله عليها)؛ جاء فيه أن لي بضعة ستدفن في قم فمن زارها وجبت له الجنة. ومفردة «البضعة» قد جرت على لسان النبي(صلى الله عليه وآله) وسلم خصيصاً لفاطمة الزهراء(سلام الله عليها)، وهنا تكرر ذكرها للإشارة إلى السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام ومن البديهي والقطعي أن من زار بضعة الرسول(صلى الله عليه وآله) في هذه البلدة فقد وجبت له الجنة.

 

انتشار التشيع؛ النتاج الأعظم لنزول السيد فاطمة المعصومة(سلام الله عليها) أرض قم

وانتقل سماحة المرجع وصاحب تفسير «الأمثل» في مقطع آخر من حديثه إلى انعكاسات وآثار نزول السيدة المعصومة(سلام الله عليها) بلدة قم ودوره في نشر وتعزير الوجود الشيعي فيها قائلاً: إن النواة الأولى لانتشار المذهب الشيعي قد أودعت في هذه البلدة في أوائل القرن الهجري الأول، وما برح الزمان حتى أصبحت هذه البلدة مدينة شيعية بامتياز ومأمنا وملجأ لأتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام.

فمدينة قم في هذه الفترة كانت مستعدة ومهيئة لاستقبال واحتضان ذرية علي بن أبي طالب(عليه السلام) وما إن وطأت أقدام أحد من هذه الذرية العطرة أرض قم حتى قام أهلها بالترحيب به واستقباله لينعم بالعزة والاحترام وليأمن شر أعدائه المتربصين. وعلى هذا النحو فقد قصد هذه المدينة كثير من السادة الأجلاء وأحفاد آل البيت عليهم السلام وعلى رأسهم السيدة الجليلة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر عليه وعليها السلام[8].

وقد قصدت السيدة المعصومة(سلام الله عليها) مدينة قم بنية الالتحاق بأخيها الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام) وزيارته بخراسان. وعندما بلغ المسير بها إلى مدينة ساوة القريبة من قم، ألمّ بها المرض حتى خضعت للعلاج وكانت على علم بوجود الشيعة في مدينة قم فنادت خادمها وأمرته بالتوجه نحوها. ومن جانب آخر عندما سمع أهل قم نبأ نزول السيدة الجليلة مدينة ساوة قرروا دعوتها إلى مدينتهم. فتوجه أبناء وأحفاد سعد الأشعري ودخلوا عليها ودعوها للمدينة ثم أتوا بها إلى قم وأتموا لها الضيافة وأكنوا لها الاحترام ولكنها وللأسف توفيت بعد فترة وجيزة من دخولها مدينة قم حيث ووري جثمانها الطاهر الثرى فيها. إن لنزول السيدة فاطمة المعصومة(سلام الله عليها) مدينة قم ووفاتها ودفنها فيها أثر بليغ في تعزيز وانتشار التشيع، حيث تتابع نزول أولاد الأئمة وأحفادهم في هذه المدينة وقصدها الكثير من رواة الحديث وعلماء الكوفة وسائر البلاد وأصبحت قم منارة متبرّجة للمذهب الشيعي[9].

 

ازدهار الحوزة العلمية في ظل أنوار السيدة المعصومة(سلام الله عليها)

وشرح سماحة آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي بركات وجود هذه السيدة العظيمة القدسي؛ لاسيما فيما يتعلق بتعزيز حوزة قم العلمية وازدهارها المطرد وازدياد رصانتها في ظل عناية تلك السيدة الجليلة الخاصة مؤكّداً علي أن قدوم هذه السيدة الفريدة الفذة فتح فصلاً جديداً في تاريخ قم حيث استقطبت شخصيتها الكثير من العلماء والمفكرين نحو هذه المدينة مما ترك آثاراً جمة وبركات كثيرة كان أهمها انتشار المراكز العلمية[10].

إذن فقدوم السيدة فاطمة المعصومة(سلام الله عليها) تسبب في استقرار وتعزيز وانتشار الحوزة العلمية وتوافد الكثير من العلماء والرواة وتلامذة الأئمة البارزين نحو هذه المدينة المباركة[11].

 

مسك الختام

لقد بارك سماحة آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي خطوة إطلاق «عشرة الكرامة» في التقويم الهجري القمري والتي تبدأ بميلاد السيدة فاطمة المعصومة(سلام الله عليها) وتنتهي بذكرى مولد الإمام الرضا(عليه السلام)[12].

إن هذه العشرة المباركة تلقن أعداء ومخالفي الشيعة والحاقدين على الشعب الإيراني درساً ليعلموا مدى الولاء والحب والود الذي يبرزه الشيعة لأهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم. فأتباع هذه المدرسة لن يتوانوا في حبهم وولاءهم لهذه الدوحة الشريفة ولن يتراجعوا عن المسار الولائي الذي اختاروه في حياتهم قيد أنملة[13].

ومما لاشك فيه فإن إقامة الاحتفالات والبرامج والمهرجانات الثقافية والفنية المختلفة في عشرة الكرامة لها دور فاعل في نشر معارف أهل البيت عليهم السلام واتّساع رقعته. لأن الاحتفال بمولد السيدة المعصومة(سلام الله عليها) وميلاد الإمام الرضا(عليه السلام) إنما هو شوكة في عين الوهابيين وقرة عين لأتباع مذهب أهل البيت عليهم الصلاة والسلام.

إذن فاحتفالات عشرة الكرامة تعتبر من الخطوات المباركة والمجيدة التي يملأ عطرها العالم بأسره من عبق أزهار الشيعة وولاءهم الأبدي لأهل بيت النبوة والرسالة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

المصادر:

الهوامش:

 [1] السيدة المعصومة، فاطمة ثانية، ص 166.
[2] دليل زوّار قم وجمكران، ص: 61،60 .
[3] كلمة سماحته في درس خارج الفقه، المسجد الأعظم بمدينة قم، 6/3/1389.
[4] بحارالانوار، ج‏48، ص: 317.
[5] كلمة سماحته في درس خارج الفقه، المسجد الأعظم بمدينة قم، 15/10/81.
[6] كلمة سماحته في مراسم انطلاق عشرة الكرامة، حرم السيدة المعصومة(س)، 16/6/1392.
[7] دليل زوّار قم وجمكران، ص: 62.
[8] نفس المصدر، ص: 25.
[9] نفس المصدر، ص: 40.
[10] نفس المصدر، ص: 26.
[11] نفس المصدر، ص: 40.
[12] كلمة سماحته في مراسم انطلاق عشرة الكرامة، حرم السيدة المعصومة(س)، 16/6/1392.
[13] كلمة سماحته في مراسم انطلاق عشرة الكرامة، حرم السيدة المعصومة(س)، 16/6/1392.
[14] كلمة سماحته في مراسم انطلاق عشرة الكرامة، حرم السيدة المعصومة(س)، 16/6/1392

الإثنين, 22 أيار 2023 04:56

من زارها وجبت له الجنّة!!

قال العلّامة المجلسيّ قدّس سرّه: "إعلم أنّ المشاهد المنسوبة إلى أولاد الأئمّة الهادية والعترة الطاهرة وأقاربهم صلوات الله عليهم، يستحبّ زيارتها والإلمام بها، فإنّ في تعظيمهم تعظيم الأئمّة وتكريمهم.." ثمّ ذكر من بين المعروفين منهم بالجلالة السيّدة فاطمة بنت موسى بن جعفر عليهم السلام([1]). كما نصّ على استحباب زيارتها أيضاً الشيخ محمّد حسن صاحب الجواهر([2]).
 
وقد وردت روايات عديدة تحثّ على زيارتها فعن ابن الرضا - الإمام الجواد عليه السلام - أنّه قال: "من زار قبر عمّتي بقمّ فله الجنّة"([3]).
وعن سعد بن سعد قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن زيارة فاطمة بنت موسى بن جعفر عليهما السلام، فقال: "من زارها فله الجنّة"([4]).
 
وعن الحسن بن محمّد بن الحسن القمّي في تاريخ قم: روى عدّة من أهل الريّ، أنّهم دخلوا على أبي عبد الله عليه السلام وقالوا: نحن من أهل الري، فقال عليه السلام: "مرحباً بإخواننا من أهل قمّ"، فقالوا: نحن من أهل الريّ، فأعاد عليه السلام الكلام، قالوا ذلك مراراً، وأجابهم بمثل ما أجاب به أوّلاً، فقال: "إنّ لله حرماً وهو مكّة، وإنّ للرسول حرماً وهو المدينة، وإنّ لأمير المؤمنين عليه السلام حرماً وهوالكوفة، وإنّ لنا حرماً وهو بلدة قمّ، وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمّى فاطمة، فمن زارها وجبت له الجنّة". قال الراوي: وكان هذا الكلام منه عليه السلام قبل أن يولد الكاظم عليه السلام.
 
وفيه أيضاً: وفي رواية أخرى، عن الصادق عليه السلام: إنّ زيارتها تعادل الجنّة([5]).
 
وعن سعد عن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام، قال: قال: "يا سعد عندكم لنا قبر"، قلت: جعلت فداك قبر فاطمة بنت موسى عليهما السلام؟ قال: "نعم، من زارها عارفاً بحقّها فله الجنّة، فإذا أتيت القبر فقمّ عند رأسها مستقبل القبلة، وكبّر أربعاً وثلاثين تكبيرة، وسبّح ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، واحمد ثلاثاً وثلاثين تحميدة ثمّ قل:
 
"اَلسَّلامُ عَلى آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى نُوحٍ نَبِىِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى اِبْراهيمَ خَليلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى مُوسَى كَليمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى عِيسَى رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَيْرَ خَلْقِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِىَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ خاتَمَ النَّبِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ عَلِيَّ بْنَ أبي طالِب وَصِيَّ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُما يا سِبْطَي نَبِيِّ الرَّحْمَةِ وَسَيِّدَيْ شَبابِ اَهْلِ الْجَّنَةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَليَّ بْنَ الْحُسَيْنِ سَيِّدَ الْعابِدينَ وَقُرَّةَ عَيْنِ النّاظِرينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ باقِرَ الْعِلْمِ بَعْدَ النَّبِيِّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّد الصّادِقَ الْبارَّ الاْمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُوسَى بْنَ جَعْفَر الطّاهِرَ الطُّهْرَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلِيَّ بْنَ مُوسَى الرِّضا الْمُرْتَضى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ التَّقِيِّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّد النَّقِيَّ النّاصِحَ الاْمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، اَلسَّلامُ عَلَى الْوَصيِّ مِنْ بَعْدِهِ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى نُورِكَ وَسِراجِكَ وَوَلِىِّ وَلِيِّكَ وَوَصِيِّ وَصِيِّك، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ فاطِمَةَ و خَديجَةَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ اَميرِالْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ وَلِيِّ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا اُخْتَ وَلِيِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا عَمَّةَ وَلِيِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ مُوسَى بْنِ جَعْفَر وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ عَرَّفَ اللهُ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ فِى الْجَنَّةِ، وَحَشَرَنا فى زُمْرَتِكُمْ وَاَوْرَدَنا حَوْضَ نَبِيِّكُمْ، وَسَقانا بِكَأسِ جَدِّكُمْ مِنْ يَدِ عَلِيِّ بْنِ اَبى طالِب صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكُمْ اَسْأَلُ اللهَ اَنْ يُرِيَنا فيكُمُ السُّرُورَ وَالْفَرَجَ، وَاَنْ يَجْمَعَنا وِاِيّاكُمْ فى زُمْرَةِ جَدِّكُمْ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَاَنْ لا يَسْلُبَنا مَعْرِفَتَكُمْ اِنَّهُ وِلِيٌّ قَديرٌ، اَتَقَرَّبُ اِلَى اللهِ بِحُبِّكُمْ وَالْبَرائَةِ مِنْ اَعْدائِكُمْ، وَالتَّسْليمِ اِلَى اللهِ راضِياًبِهِ غَيْرَ مُنْكِر وَلا مُسْتَكْبِر وَعَلى يَقين ما اَتى بِهِ مُحَمَّدٌ وَبِهِ راض، نَطْلُبُ بِذلِكَ وَجْهَكَ يا سَيِّدى اَللّـهُمَّ وَرِضاكَ وَالدّارَ الاْخِرَةَ، يا فاطِمَةُ اشْفَعي لي فى الْجَنَّةِ فَاِنَّ لَكِ عِنْدَ اللهِ شَأناً مِنَ الشَّأنِ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ اَنْ تَخْتِمَ لي بِالسَّعادَةِ فَلا تَسْلُبْ مِنّي ما اَنـَا فيهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ، اَللّـهُمَّ اسْتَجِبْ لَنا وَتَقَبَّلْهُ بِكَرَمِكَ وَعِزَّتِكَ وَبِرَحْمَتِكَ وَعافِيَتِكَ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ اَجْمَعينَ وَسَلَّمَ تَسْليماً يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ""([6]).
 
كريمة أهل البيت فاطمة المعصومة بنت الإمام الكاظم عليه السلام، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


([1]) المجلسيّ: بحار الأنوار ج 99 ص 273.
([2]) النجفيّ الشيخ محمّد حسن: جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام ج 20 ص 103.
([3]) ابن قولويه: كامل الزيارات ص 536.
([4]) الصدوق: عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 2 ص 299.
([5]) النوريّ: مستدرك الوسائل ج 10 ص 368.
([6]) المجلسيّ: بحار الأنوار ج 99 ص 265- 266.

رغم اهمية القضايا التي تناولها البيان الختاني لقمة جدة، إلا ان القضية الاهم هي ظهور بوادر لبلورة إرادة ، لتعريب الحلول للازمات العربية، ومن اهم تمظهرات هذه الارادة، هو مشاركة الرئيس السوري بشار الاسد في القمة العربية بعد قطيعة دامت 12 عاما، رغم معارضة امريكا ودول غربية لهذه المشاركة، الامر الذي يكشف عن حصول تحول في السياسة، لدى الدول العربية الحليفة لامريكا، ازاء طريقة معالجة الازمات والمشاكل التي تعصف بالمنطقة.

من بين الكلمات التي القيت في القمة، سنتوقف امام ما جاء في كلمة الرئيس السوري بشار الأسد، و كلمة الامين العام للجامعة العربية احمد أبو الغيط، لانهما لامسا الحلول التي يجب اعتمادها لحل الازمات والمشاكل العربية، فالرئيس السوري قال"ان العرب أمام فرصة تاريخية لإعادة ترتيب البيت العربي بأقل قدر من التدخل الأجنبي". من جهته قال ابو الغيط ان "قمة جدة فرصة لاستعادة قضايا عربية تركت للآخرين منذ زمن".

قمة جدة اعتبرت فرصة ليبحث العرب مشاكلهم بانفسهم بعيدا عن تدخل الاخرين، بعد ان اتضح لهم ان جُل هذه المشاكل هي من صنع جهات من خارج المنطقة، تكمن مصالحها في اثارة الازمات والفتن والحروب بين دولها، وقد اتضح ذلك لكل ذي عين، بعد ان اتخذت امريكا والغرب والكيان الاسرائيلي، موقفا رافضا من التقارب الايراني السعودي، ومن التقارب العربي السوري، وهذا الرفض جاء كتأكيد اضافي على هذه الجهات هي وراء كل الكوارث والمآسي، التي شهدتها المنطقة.

اللافت انه وقبل انعقاد القمة العربية في جدة، هدد نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، العرب بقوله:"انه لا ينبغي السماح بإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وانه يجب عدم رفع العقوبات عنها، ولا ندعم شركاءنا في القيام بذلك".

التهديد الامريكي انتقل من التصريح الى التنفيذ، بعد ان قدمت مجموعة من نواب الكونغرس الامريكي عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي مشروع قانون يهدف إلى تعزيز قدرة واشنطن على فرض عقوبات على الدول العربية التي تطبع مع سوريا.

في الكيان الاسرائيلي نُصبت سرادق العزاء، بسبب مشاركة الرئيس السوري بشار الاسد في قمة جدة، فقد نشرت وسائل اعلام هذا الكيان صورة مصافحة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للرئيس السوري بشار الأسد، وكتبت تقول ان ما يجري هو "انتصار هائل لسوريا"، وأن "كل ما تبقى هو إعادة العلاقات مع تركيا الى سابق عهدها".

هناك من يرى ان العدوان الاسرائيلي على غزة، ومسيرة الأعلام والاقتحامات المتكررة للاقصى، والاعتداءات على الفلسطينيين، وتبني مشروع قانون يجرم رفع العلم الفلسطيني، هي ردو فعل اسرائيلية، على التقارب العربي العربي، والايراني السعودي، والايراني المصري، وهي ردود فعل، تحتاج الى افعال عربية، اقلها تعزيز هذا التقارب بشكل اوسع واعمق، فليس هناك ما هو اخطر على الكيان الاسرائيلي، والتواجد الامريكي غير المشروع في المنطقة، من التقارب العربي العربي والعربي الايراني.

قد يكون هذا بمثابة مفاجأة، ولكن الاختلاف الفعلي الوحيد بين البيض البني والأبيض هو بالضبط اللون، كما تقول كريستال سكوت خبيرة التغذية المسجلة Top Nutrition Coaching، وفق موقع Eat This, Not That المتخصص في الشؤون الصحية والغذائية.

وأوضحت سكوت: "يتم وضع البيض البني بواسطة سلالات من الدجاج ذات الريش الأحمر أو البني، بينما يتم وضع البيض الأبيض بواسطة سلالات من الدجاج ذات الريش الأبيض (..) تحدد سلالة الدجاج لون قشر البيض".

بغض النظر عن لون القشرة، فإن جميع البيض مصدر قوي للبروتين والسيلينيوم وفيتامين A وفيتامينات B، بالإضافة إلى الكولين الداعم للدماغ.

لذلك إذا كان هدفك هو شراء أكثر أنواع البيض الصحي، فلا يجب أن تبحث في العوامل الخارجية. تقول سكوت: "النظام الغذائي للدجاج وظروفه المعيشية يمكن أن تخبرك عن فوائد البيض أكثر من لون القشرة".

من الناحية الغذائية، لا يستحق البيض البني السعر الأعلى. فلماذا هي أكثر تكلفة في المقام الأول؟

تقول سكوت: "السبب في أن البيض البني غالبًا ما يكون أكثر تكلفة من البيض الأبيض، هو أن سلالات الدجاج التي تضع بيضًا بنيًا تميل إلى أن تكون أكبر وتتطلب المزيد من الطعام والمساحة والعناية من السلالات التي تضع البيض الأبيض".

والأكثر من ذلك، أن الدجاج الذي يضع بيضًا بنيًا يضع بيضًا أكبر قليلاً، وعادةً ما تضع الدجاجات التي تضع بيضًا بنيًا عددًا أقل من البيض بشكل عام.

كل هذه العوامل يمكن أن تجعل تربية الدجاج البياض البني والمحافظة عليه أكثر تكلفة، وهو ما ينعكس في سعر بيضها.

وقد التقى قائد الثورة الإسلامية بوزير الخارجية "حسين امير عبد اللهيان " وكبار مديري وزارة الخارجية وسفراء ورؤساء بعثات الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الخارج صباح اليوم السبت على اعتاب التجمع الوطني لرؤساء المكاتب التمثيلية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الخارج.

وقد لفت قائد الثورة انه قد أساء بعض الناس فهم "المرونة البطولية" وقاموا بحسابات أخرى.واوضح بأن التقية تعني أنك عندما تتحرك في مكان ما فإنك تصل إلى صخرة لا يمكنك تجاوزها وتبحث عن طريق اخر لتمر بجانب الصخرة. المرونة تعني أننا لم نخوض حرباً صخرية ولكننا تمكنا من إيجاد طريقة أخرى.

واضاف: سماحته ان العزة في السياسة الخارجية تعني نفي الدبلوماسي الذي يرافقه الطلب والاستجداء بل ان العزة تعني الالتزام بمبادئنا بعيدا عما يقوله الاخرون وما يقومون به.

واضاف: ان الحكمة تستدعي التحلى بالعقل في كافة التفاعلات الثنائية والتجنب عن اراء غيرمدروسة.

وتابع سماحته: ان المصلحة قد تستلزم المرونة في بعض الحالات وانها لا تتعارض مع المبادئ لان المرونة ضرورية في بعض الحالات.

وجدد اية الله خامنئي تأكيده على اهمية السياسة الخارجية ودورها الهام في ادارة و تحسين اوضاع البلاد وقال رغم الاهتمام بالمجالات الاقتصادية والثقافية عند دراسة الاوضاع في البلاد، يتم تجاهل السياسة الخارجية بينما السياسة الخارجية الجيدة والناجحة ستسهم في تحسين اوضاع البلاد وفي المقابل الخلل فيها سيؤدي الى خلق مشاكل في الوضع العام مؤكدا هناك نماذج كثيرة عنها موجودة.

وفي جانب اخر من تصريحاته اشار قائد الثورة الاسلامية الى الحدود الايرانية المشتركة مع دول متعددة من ضمنها دول مهمة وفاعلة واضاف ان سياسة الحكومة الحالية لمد جسور التواصل والعلاقات مع دول الجوار هي سياسة مهمة للغاية و صحيحة.

وتابع قائلا ان ايادي الاجانب تعمل على خلق مشاكل بين ايران وجاراتها مؤكدا علينا ألا نسمح بتحقيق هذه السياسة.

واعتبر سماحته سياسة اقامة العلاقات مع الدول الاسلامية وحتى تلك التي بعيدة عن ايران وكذلك اقامة العلاقات مع الدول التي لها سياسة مشتركة مع ايران، بانه يحظى باهمية واضاف ان تماشي بعض الدول الكبرى والمهمة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية فيما يخض بعض الخطوط العريضة للسياسة الدولية هو ظاهرة لا سابق لها ويجب اغتنام هذه الفرصة لتعزيز العلاقات مع هذه الدول.
يذكر ان وزير الخارجية حسين اميرعبداللهيان قدم في بداية لقاء اليوم تقريرا عن اجراءات و برامج واولويات السياسة الخارجية في الحكومة الحالية بهدف تحقيق التطور والتقدم في البلاد.

واكد ان الخروج من السياسة الخارجية الاحادية بشأن خطة العمل المشترك الشاملة (الاتفاق النووي) من اجل تحقيق التوازن في السياسة الخارجية والتركيز على توسيع صادرات السلع غيرالنفطية والاهتمام بامكانيات البلاد في مجال الترانزيت والاهتمام الخاص باسيا وجعل دول الجوار و الدول الاسلامية في اولوية السياسة الخارجية يندرج ضمن استراتيجيات الخارجية الايرانية.

وتابع قائلا ان دعم محور المقاومة و المشاركة في التحالفات المفيدة في المنطقة بما فيها الاتحاد الاقتصادي في اوراسيا ومنظمة شانغاي و اعتماد استراتيجية تحييد العقوبات واجراء مفاوضات لالغاء الحظر يأتي ايضا ضمن اهم استراتيجيات الخارجية في الحكومة الحالية.