emamian

emamian

وقد يدخل الطالب فى مشاكل نفسية لا تعرف الأم كيف تتصرف معه. من المعروف أن القليل من الضغط أمر جيد حتى يكون فى حافز لدى الطالب ليذاكر دروسه استعدادًا للامتحان، ولكن الضغوط الكثيرة ليس كذلك بل العكس، ويوجد بعض الطرق التى يمكن مساعدة الطالب على تخطى أوقات الامتحان الصعبة بسلام، وفقًا لموقع "ucl".

التنفس العميق

يجب أن يعطى الطالب نفسه، فترة من الوقت حتى ولو قليلة لتمارين التنفس، مما يساعد الجسم فى تهدئة الضغط الذى يتعرض له وتحويل أى النتباه إلى اللحظة الراهنة، مما يمنح العقل المزيد من التفكير بكل عقلانى بعيد عن أى مخاوف مع تخليص النفس من شكل التفكير غير المفيد، مع التعامل على مراجعة العديد من الامتحانات المختلفة.

تناول الطعام والنوم مع ممارسة الرياضة

قد يحدث للطالب الذى يتناول طعام غير مفيد والسهر لوقت متأخر من الليل، وقلة الحركة على زيادة فى الشعور بالقلق، ولهذا يجب أن ينام الطالب ساعات نوم كافية حوالى من 8 إلى 9 ساعات مع شرب الماء، وتناول طعام به عناصر مفيدة للجسم والعقل، وممارسة الرياضة على الأقل نصف ساعة فى اليوم.

تغيير النظرة السلبية للامتحان

ينبغي تغيير النظرة السلبية للامتحان والتفكير فيه على أنه فرصة لإثبات المعرفة والتعلم، وليس تهديدًا.

الحصول على الدعم

ينبغي الحصول على الدعم من الأصدقاء والعائلة والمدرسين، والتحدث معهم وطرح المخاوف والقلق والحصول على المشورة والدعم. ويمكن للطالب إذا شعر بالمزيد من الضغط والإجهاد عليه أن يتحدث مع والدته أو مع والده أو مع أحد الصدقاء، أو مع المدرس حول ما يشعر الطالب به، ولا يجب من طلب المساعدة والدعم.

الأربعاء, 10 أيار 2023 05:20

اعرف شخصيتك عن طريقة نومك

وجاءت الاستنتاجات كما يلي:

الاستلقاء على الظهر

تعبر هذه الوضعية عن شخص يحب أن يكون مركز الاهتمام ومتفائلا ويستمتع بصحبة الأشخاص ذوي التفكير المماثل. كما يتمتع بحضور قوي وجريء وسط التجمعات، لكنه لا يشارك في محادثات تافهة أو يتطرق لأمور لا تلبي معاييره. ويتميز الشخص بالعمل بدقة شديدة واستمرار لتحقيق أهدافه بطريقة منظمة مع عقلية مدفوعة بالنجاح.

النوم على أحد الجانبين

إن السمات التي تعكسها تلك الوضعية للنوم عن الشخص تشمل كونه هادئا وموثوقا ونشطا وجذابا واجتماعيا. ويميل الشخص إلى عدم الخوف من المستقبل ولا يندم على الماضي، وهو قابل للتكيف بشكل كبير بغض النظر عن التغييرات أو المواقف.

ويوضح الخبراء أن الأشخاص الذين ينامون على جوانبهم وأذرعهم ممدودة يتشككون في الآخرين ويميلون إلى التمسك بقراراتهم وأفكارهم، في حين أن الأشخاص الذين ينامون على جوانبهم ووسادة محتضنة أو مطوية بين أرجلهم هم أفراد مفيدون للغاية ويعطون أهمية أكبر للعلاقات أكثر من جوانب الحياة الأخرى.

وضعية الجنين

إذا كنت الشخص ينام في وضع الجنين، فإن الاستنتاجات تشير إلى أنه ينشد الحماية ويتوق إلى أن يفهمه الآخرون. يساعد النوم في وضع نوم الجنين في الانفصال عن المشاكل الدنيوية ويعبر عن شخصية تجد صعوبة في الوثوق بالآخرين، لكن تشعر براحة أكبر في وجود أفراد العائلة. ويكون عادة شخصا خجولا وحساسا ومتسامحا. يستمتع بالقيام بأنشطة فردية مثل رسم اللوحات أو الكتابة.

النوم على المعدة

تشمل السمات الشخصية لمن ينامون على البطن قوة الإرادة والمجازفة والمغامرة بحيوية. كما تبين أنهم فعالون في قيادة أو تقديم التوجيه للآخرين. يفضلون النوم لمدة 8 ساعات كاملة إن لم يكن أكثر للبقاء في حالة نشاط وحيوية، لكنهم يتجنبون المواجهة ويحاولون إيجاد حلول وسط للمشكلات علاوة على أنهم نقاد للذات، وبالتالي فإنهم يشعرون بعدم الراحة عند سماع آراء من الآخرين.

وضعية نجمة البحر

وهي تعني النوم مستلقيا على الظهر واليدين مفرودتين فوق الوسادة، وتدل هذه الوضعية على أن الشخص اجتماعي ،ومستمع جيد للآخرين.

الأربعاء, 10 أيار 2023 05:19

كيف تتغلب على انتفاخ البطن؟

ووفقا لـ"كليفلاند كلينيك"، فإن "انتفاخ المعدة" هو الشعور بضيق أو ضغط أو امتلاء في البطن، وقد يكون مصحوبا أو لا يكون مصحوبا ببطن منتفخة بشكل واضح.

ويمكن أن يتراوح الشعور من الشعور بعدم الراحة إلى حد ما إلى الشعور بالألم الشديد. عادة ما يختفي بعد فترة، ولكن بالنسبة لبعض الناس، تكون هذه المشكلة متكررة، ويمكن أن تسبب مشاكل الجهاز الهضمي وتقلبات الهرمونات الانتفاخ الدوري. وإذا لم يختف انتفاخ البطن يجب عليك طلب الرعاية الطبية لتحديد السبب.

السبب الأكثر شيوعا لألم المعدة وانتفاخها هو زيادة الغازات المعوية. إذا أصبت بانتفاخ البطن بعد تناول الطعام، فقد يكون السبب مشكلة في الجهاز الهضمي؛ قد يكون الأمر يسيرا مثل تناول الكثير من الطعام بسرعة كبيرة، أو قد تكون لديك حساسية من الطعام أو حالة أخرى تتسبب في تراكم الغازات ومحتويات الجهاز الهضمي. والدورة الشهرية لدى النساء من الأسباب الشائعة الأخرى للانتفاخ المؤقت. في بعض الأحيان، يمكن أن تشير المعدة المنتفخة إلى حالة طبية أكثر خطورة.

صرحت خبيرة التغذية آشلي توش، بأن الخلل في ميكروبيوم الأمعاء يمكن أن يؤدي إلى نوبات متكررة من الانتفاخ - فكيف يمكنك منع حدوثه؟

وقالت توش: "صحة القناة الهضمية مهمة للغاية لرفاهيتنا بشكل عام. وإذا لم يتم الاعتناء بها، فقد يكون لها تأثير سلبي على حياتك اليومية. تمتص الأمعاء الصحية الفيتامينات والمعادن من الأطعمة التي تتناولها، فهل تتناول أطعمة تساعد أو تعيق صحة أمعائك؟"، وفقا لروسيا اليوم.

وأشارت إلى إن على الناس "تضمين الكثير من الألياف" في نظامهم الغذائي، لأنها "تساعد على نقل الطعام عبر الجهاز الهضمي".

وأضافت توش: "يمكن العثور على الألياف في أطعمة مثل الفواكه والخضروات والبقوليات والحبوب الكاملة، لذا تأكد من دمج هذه الأطعمة في نظامك الغذائي".

وتعد الأطعمة المخمرة خيارا آخر صديقا للأمعاء لتضمينه في نظامك الغذائي.

وأوضحت توش أن "الأطعمة المخمرة غنية بالبروبيوتيك التي تعزز بكتيريا الأمعاء الصحية وتدعم الهضم".

وبالإضافة إلى معرفة الأطعمة التي يجب إضافتها إلى نظامك الغذائي، من المفيد أيضا معرفة ما يجب الابتعاد عنه إذا كنت تفضل عدم الانتفاخ كثيرا.

وقالت توش: "يمكن أن يسبب الكافيين تهيجا لبطانة المعدة ويعيق امتصاص العناصر الغذائية، ما قد يؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ. ويمكن أن تتداخل أيضا مع توازن البكتيريا المفيدة، ما يؤدي إلى التهاب قد يؤدي إلى أعراض تشبه أعراض القولون العصبي".

وتشارك توش أيضا ثلاث توصيات للمساعدة في التغلب على الانتفاخ (أو منع حدوثه في المقام الأول).

وقالت: "من المهم أن تبقى رطبا بالماء أو المشروبات غير المحلاة مثل شاي الأعشاب طوال اليوم. ويضمن الترطيب المناسب التخلص من النفايات ويساعد على ضمان بقاء مستويات البكتيريا الجيدة في أعلى مستوياتها. وإذا كنت تشرب كمية كافية من الماء، أضف بعضا من عصير الليمون الطازج إلى كوبك للحصول على نكهة إضافية وجرعة إضافية من الفيتامينات والمعادن".

كما ينبغي "الحصول على قسط كاف من الراحة كل ليلة" حتى يتمكن الجسم من إصلاح نفسه.

ويقال إن النوم الجيد لمدة ثماني ساعات في الليلة يساعد على "تنظيم الهضم وامتصاص العناصر الغذائية من الطعام الذي نتناوله".

وقالت توش: "تساعد التمارين الرياضية في تحسين صحة الأمعاء من خلال تعزيز الدورة الدموية الجيدة".

وأضافت أن الدورة الدموية الأفضل تزيد من امتصاص العناصر الغذائية الهامة والماء والفيتامينات الأساسية، ما يقلل الالتهاب وينظم الهرمونات.

سبع طرق للتغلب على النفاخ:

- أدخل الألياف في نظامك الغذائي.
- تناول الأطعمة المخمرة.

- قلل من تناول الكافيين.
- حافظ على رطوبتك.

- احصل على قسط كاف من النوم.
- تمرن بانتظام.

- تحكم في مستويات التوتر.

مصادر متابعة ذكرت أن مشروع القرار الصادر عن وزراء الخارجية العرب نص على استئناف مشاركة الوفود السورية باجتماعات الجامعة اعتبارا من الاحد. يأتي ذلك قبيل موعد القمة العربية المقررة في مدينة جدة في التاسع عشر من هذا الشهر.

الخارجية السورية وفي بيان شددت على أهمية العمل المشترك والحوار للتصدي للتحديات التي تواجهها الدول العربية.

من جهته قال الناطق باسم الخارجية العراقية، أحمد ‏الصحاف، من القاهرة، أن دبلوماسية الحوار، ومساعي التكامل العربي التي تبناها العراق، كان لها جهد حقيقي في عودة سوريا لمقعدها في الجامعة.

وكانت الجامعة العربية جمدت عضوية دمشق فيها، في تشرين الثاني/ نوفمبر عام الفين واحد عشر ، بموافقة ثماني عشرة دولة، في حين اعترضت ثلاث دول هي سورية ولبنان واليمن، وامتنع العراق عن التصويت آنذاك.

وبعودة سوريا الى الجامعة العربية تطوى صفحة سوداء في طريقة تعاطي الجامعة مع سوريا التي واجهت وحلفاءها الارهاب العابر للحدود وللطوائف.

في شكل من اشكال الانتقاص من سيادة الدول التي تعامت عنها الجامعة العربية لا بل تداعت لاعطاء مقعد سوريا لجماعات متطرفة مسلحة كان همها الوحيد تقسيم سوريا وتدميرها خدمة لاجندات هدامة..

دمشق ومحور المقاومة الذي وقف معها في احلك الظروف ،ها هي اليوم تنتصر دعوتها التي اطلقتها واصرت عليها مرارا على ضرورة الوحدة العربية في مواجهة التحديات التي تعصف بالامة.

لقد وصلت الجامعة العربية الى هذا القرار متأخرة كثيرا بينما كانت سوريا تتمزق بفعل الارهاب والقتل والتدمير، وصدوره اليوم يعد انتصارا كبيرا للدولة السورية التي حاربت الإرهاب والتدخل الخارجي.

ربما يعكس البيان الصادر عن الجامعة العربية إدراكا لهذه الحقائق وحرصا على الأمن القومي العربي وحرصا أيضا على أن تكون هناك عملية سياسية في سوريا بعيدا عن الإرهاب والتآمر والتدخل الخارجي.

وجاء في بيان المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية، أن "مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية عقد اجتماعا عاديا اليوم الأحد، بناء على مذكرة مقدّمة من جمهورية مصر بخصوص الأوضاع في السودان".

وأضاف البيان أن المجلس اتّخذ عدة قرارت بخصوص السودان أهمها، ضرورة الاحترام الكامل لسيادة السودان ووحدة أراضيه والتعامل مع الأزمة بأعتبارها شأنا داخليا سودانيا، والحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية الوطنية ومنع انهيارها، بالإضافة إلى الحيلولة دون أي تدخّل خارجي في الشأن السوداني تجنبا لتأجيج الصراع وتهديد السلم والأمن الإقليمي.

كما قرّر المجلس الوزاري "تشكيل مجموعة اتصال عربية مكوّنة من السعودية ومصر والجامعة العربية تتولى التواصل مع الأطراف السودانية والدول المؤثرة إقليميا ودوليا بهدف التوصل لحل الأزمة".

كما قرّر المجلس "بذل المساعي من أجل التوصل لوقف إطلاق نار كامل ومستدام، وكذلك التواصل مع المنظمات والهيئات الإغاثية لتوفير الدعم الطبي والإنساني للمواطنين والنازحين داخل السودان عبر السلطات السودانية".

الإثنين, 08 أيار 2023 05:04

كيف ينبغي أن نقرأ القرآن؟

من الآداب المهمَّة لقراءة القرآن والتي تُكسب الإنسان نتائجَ كثيرةً وفوائدَ لا تُحصى هو التَّطبيق. وكيفيَّتُه أنَّه عندما يتفكّر الإنسان في كلّ آية من الآيات الشّريفة عليه أثناء التفكُّر وبعده أن يُطبّق مفاد هذه الآيات الشّريفة على حاله ونفسه، فيرفع نقصانه بواسطة هذا التطبيق ويشفي أمراضه من خلاله.
 
وبإمكاننا القول إنّ وظيفة وتكليف القارئ الحقيقي والسالك إلى الله هي أن يعرض نفسه على القرآن الشّريف من خلال تطبيق ما قرأهُ وتفكَّرَ فيه على نفسه. فكما أنَّ الميزان في صحَّة الحديث وعدم صحّته واعتباره وعدم اعتباره في أن يعرضَه على كتاب الله، فما خالف كتاب الله فهو باطل وزخرف وما وافق فهو حقّ. كذلك فإنَّ الميزان في الاستقامة والاعوجاج والشقاء والسعادة هو أن يكون مستقيماً وصحيحاً في ميزان كتاب الله. وكما أنّ خُلق رسول الله هو القرآن فعليه أن يجعل خُلقه موافقاً للقرآن حتَّى يكون مطابقاً لخُلق الوليّ الكامل أيضاً. وأمّا الخُلق الذي يكون مخالفاً لكتاب الله فهو زخرف وباطل. وكذلك جميع معارف الإنسان وأحوال قلبه، وأعمال الباطن والظاهر لا بدّ أن يُطبّقها على كتاب الله ويعرضها عليه حتَّى يتحقّق بحقيقة القرآن ويكون القرآن صورته الباطنية.
 
فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه قال: "أنا أول وافد على العزيز الجبّار يوم القيامة وكتابه وأهل بيتي ثمَّ أمّتي ثمَّ أسألهم ما فعلتم بكتاب الله وبأهل بيتي"[1].
 
وإذا لم يُحيي الإنسان أحكام القرآن ومعارفه من خلال العمل بها والتحقّق بحقيقتها، فإنَّه لن يتمكَّن من أنْ يُجيبَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك اليوم عمّا فعله بهذه الأمانة، لأنّه لا توجدُ إهانةٌ أعظمُ من أن ينبذَ الإنسان مقاصد القرآن ودعواته وراء ظهره. فليس إكرام القرآن وأهله وهم أهل بيت العصمة والطهارة  عليه السلام بتقبيل جلده أو أضرحتهم المطهّرة فقط، فهذه مرتبة ضعيفة من الاحترام والتكريم، وهي تُصبح مقبولة إذا عملنا بأوامره وأوامرهم عليهم السلام، وإلا فهو ضرب من الاستهزاء واللعب.
 
وقد حذّرت الأحاديث الشّريفة بشدّة من قارئ القرآن الذي لا يعمل به ولا يُطبّقه على نفسه، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه قال في حديث: "من تعلّم القرآن فلم يعمل به وآثر عليه حبّ الدُّنيا وزينتها استوجب سخط الله وكان في الدرجة مع اليهود والنصارى الذي ينبذون كتاب الله وراء ظهورهم، ومن قرأ القرآن وأراد به السمعة والوصول إلى الدُّنيا لقي الله ووجهه عظم لا لحم فيه وزجّه القرآن على قفاه حتَّى يدخل النَّار ويسقط في النَّار مع الذين سقطوا، ومن قرأ القرآن ولم يعمل به حشره الله يوم القيامة أعمى فيقول: ﴿رَبِّ لِمَ حَشَرْتَني‏ أَعْمى‏ وَقَدْ كُنْتُ بَصيراً * قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى﴾[2] فيؤمر به إلى النَّار، ومن قرأ القرآن ابتغاء وجه الله وتفقّهاً في الدِّين كان له من الثواب مثل جميع ما يُعطى الملائكة والأنبياء والمرسلون، ومن تعلّم القرآن يريده رياءً وسمعة ليُماري به السفهاء ويُباهي به العلماء ويطلب به الدُّنيا بدّد الله عزّ وجل عظامه يوم القيامة ولم يكن في النَّار أشدّ عذاباً منه، وليس نوع من أنواع العذاب إلا ويعذّب من شدّة غضب الله عليه وسخطه، ومن تعلّم القرآن وتواضع في العلم وعلّم عباد الله يريد ما عند الله لم يكن في الجنَّة أعظم ثواباً منه ولا أعظم منزلة منه ولم يكن في الجنَّة منزلة ولا درجة رفيعة ولا نفيسة إلا كان له فيها أوفر النصيب وأشرف المنازل"[3].
 


[1] الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص600.
[2] سورة طه، الآيتان 125-126.
[3] الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج6، ص183.

الإثنين, 08 أيار 2023 05:03

الغِنى والفقر الحقيقيان

بيّن مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّ حقيقة القناعة هي غنى القلب، وتلك حقيقة لا مرية فيها، فقد روى أبو ذرّ الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا أبا ذر، أترى كثرة المال هو الغنى؟" قُلتُ: نعم يا رسول الله، قال: "فترى قلّة المال هو الفقر؟" قُلتُ: نعم يا رسول الله. قال: "إنّما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب"[1].
 
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "ليس الغنى عن كثرة العَرَض[2]، ولكن الغنى غنى النفس"[3]. فكم من غنيّ عنده من المال ما يكفيه وولدَه ولو عُمِّر ألف سنة، يُخاطر بدينه وصحّته ويُضحّي بوقته يريد المزيد! وكم من فقير يرى بسبب قناعته أنّه أغنى الناس، وهو قد لا يجد قوت يومه! فالعلّة في القلوب: رضىً وجزعاً، واتساعاً وضيقاً، وليست في الفقر والغنى.
 
ومن أُشرِبَ اليأسَ كان الغنِيَّ      ومن أُشربَ الحرصَ كان الفقيرا
 
وبالقناعة يتحقّق شكر المنعم سبحانه وتعالى، وذلك أنّ من قنع برزقه شكر الله تعالى عليه، ومن لم يقنع قصَّر في الشكر، وربما جزع وتسخّط، والعياذ بالله، ولذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "كن ورعاً تكن أعبد الناس، وكن قنعاً تكن أشكر الناس"[4].
 
كما أنّ العزّ في القناعة، والذلّ في الطمع، وذلك أنّ القانع لا يحتاج إلى الناس، فلا يزال عزيزاً بينهم باستغنائه عنهم، والطمّاع يُذلّ نفسه من أجل المزيد، ومن حديث جبرائيل عليه السلام للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: ".. واعلم أنّ شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزّه استغناؤه عن الناس"[5].
 
الحياة الطيّبة
قال الله العظيم في مُحكم كتابه وجليل خطابه: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾[6].
 
سُئل مولانا أمير المؤمنين عليه السلام عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾، فقال: "هي القناعة"[7]، وروى الطبري في تفسيره عنه عليه السلام ﴿فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾ قال: "القنوع"[8].
 
وقال بعد أن ساق أقوال جملة من المفسّرين: وأولى الأقوال بالصواب قول من قال: تأويل ذلك: فلنُحيينه حياة طيبة بالقناعة، وذلك أنّ من قنعه الله بما قسم له من رزق لم يكثر للدنيا تعبه، ولم يعظم فيها نَصَبه ولم يتكدّر فيها عيشه باتباعه بغية ما فاته منها، وحرصه على ما لعلّه لا يُدركه فيها[9].
 خذ القناعة من دنياك وارضى بها    لو لم يكن لك فيها إلا راحة البدنِ
وانظُر إلى من حوى الدنيا بأجمعِها   هل راحَ منها بغير الحنط والكفنِ
[10].
 
إيثار القناعة
إذن ما الذي نصنع كي لا نسقط في فخّ الحرص العظيم؟ يُجيبنا الإمام عليه السلام على هذا السؤال بالقول: "ادْفَعْ عَظِيمَ الحِرْصِ بِإِيثَارِ القَنَاعَةِ".
 
"ومن أجل محاربة الحرص يتعيّن على المرء أن يُفكّر ويسأل نفسه: إلى أيّ مدى أنا متيقّن من بقائي على قيد الحياة؟ إنّني أستطيع، في كلّ لحظة من لحظات عمري، أن أجني ما لا نفاد له ولا حدّ يحدّه من الربح والفائدة، فإن قلتُ: "سبحان الله" مرّة واحدة غُرست لي في الجنّة شجرة تبقى إلى أبد الآبدين. إذن فإنفاق لحظة واحدة في قول: "سبحان الله" له مثل هذا النفع الأبديّ.
 
فإن كانت الحال هذه فهل من اللائق أن يُمضي الإنسان هذا العمر القيّم في اقتناء اللباس الأجمل، وشراء البيت الأوسع، وجمع الدخل الأكثر، وما إلى ذلك؟! فقد يندم المرء ويعتصره الغمّ الشديد حتّى في هذه الدنيا على الأوقات التي أنفقها في جمع بعض الأموال عندما يُشاهد أنّه قد آن أوان رحيله عن هذه الدنيا وستقع أمواله بأيدي ورثته، ولن يُصيب منها شيئاً على الإطلاق، بل وقد تُصبح سبباً للنزاع والشقاق بين الورثة أيضاً.
 
فما الذي يرمي إليه الإنسان من جمعه لكلّ هذه الثروة؟ وما الذي سيحصل إذا جمعها؟ إنّ غفلة الإنسان الحريص ورزوحه تحت وطأة أوهامه وتخيّلاته في أثناء جمع ثروته يبلغان من الشدّة بحيث إنّه يستمرّ في اللهث وراء جمع الثروة على الرغم من كونه غارقاً فيها"[11].
 
قال مولانا أمير المؤمنين عليه السلام: "خير الناس من أخرج الحرص من قلبه، وعصى هواه في طاعة ربّه"[12]، ولا يكون ذلك إلا عبر إيثار القناعة لأنّها واقية من الذنوب التي تفتك بالقلب كالحسد، والغيبة، والنميمة، والكذب، وغيرها من الخصال الذميمة والآثام العظيمة، ذلك أنّ الحامل على الوقوع في كثير من تلك الرذائل غالبًا ما يكون استجلاب دنيا أو دفع نقصها، فمن قنع برزقه لا يحتاج إلى ذلك الإثم، ولا يُداخل قلبه حسد لإخوانه على ما أوتو، لأنّه راضىٍ قانع بما قسم له.
 
روى مولانا الإمام الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي عليه السلام: "يا علي إنّ من اليقين أن لا تُرضي أحداً بسخط الله، ولا تحمد أحداً بما آتاك الله، ولا تذمّ أحداً على ما لم يؤتك الله، فإنّ الرزق لا يجرّه حرص حريص ولا تصرفه كراهة كاره، إنّ الله بعدله وقسطه جعل الروح والراحة في اليقين والرضا، وجعل الهمّ والحزن في الشكّ والسخط"[13].
 
قال مولانا أمير المؤمنين عليه السلام: "كيف يتخلّص من عناء الحرص من لم يصدق توكّله"[14].
 
نعم إنّ الإنسان إذا لم يّتقِ الحرص ويدفعه بإيثار القناعة وصدق التوكّل على الله تعالى، فإنّه سيبقى حريصاً متطلّعاً إلى المزيد من متاع الحياة الدنيا حتّى يُدفن تحت التراب، فالتراب وحده هو الذي يقطع طموحات الإنسان في الحياة الدنيا، ويحدّ من حرصه فيها.
 
اللهم صلِّ على مُحمد وآل مُحمد وتفضّل على الأغنياء بالتواضع والسعة، وعلى الفقراء بالصبر والقناعة، وعلى الغزاة بالنصر والغلبة، وعلى الأسراء بالخلاص والراحة بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
  
المهتدون، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


[1] محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري، المستدرك، ج 3، ص 47، حديث (7929 ) طبعة 1: دار الكتب العلمية.
[2] كثرة العَرَض: ما يصيبه الإنسان من حظوظ الدنيا وحطامها.
[3] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 74، ص 160.
[4] العلامة حسين بن محمد تقي النوري، مستدرك الوسائل، ج ‏11 ص 175، طبعة 1: مؤسسة آل البيت: نقلاً عن القطب الرواندي في لب الألباب، وأخرجه ابن ماجة في سننه برقم 4217، باب الورع والتقوى، طبعة: دار الفكر.
[5] الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج 1 ص 472، باب ثواب صلاة الليل.
[6] سورة النحل، الآية 97.
[7] عز الدين عبد الحميد بن هبة الله ابن أبي الحديد المدائني، شرح نهج البلاغة، ج 19، ص 55، طبعة 1: مكتبة آية الله المرعشي النجفي، قم.
[8] أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، جامع البيان في تأويل القرآن، ج 17، ص 290، ط 1: مؤسسة الرسالة.
[9] م.ن. ص 291 - 292.
[10] من قصيدة تُنسب للإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام مطلعها: لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشام واليَمَنِ..
[11] من محاضرة لسماحة آية الله الشيخ مصباح اليزديّ ألقاها في مكتب الإمام الخامنئي في قم بتاريخ 12 آب، 2011م.
[12] التميمي الآمدي، غرر الحكم ودرر الكلم، ج 1، ص 241.
[13] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 74، ص 61.
[14] التميمي الآمدي، غرر الحكم ودرر الكلم ، ج 1، ص 197.

الإثنين, 08 أيار 2023 05:02

أربعة أسباب لضعف الإيمان

أسباب ضعف الإيمان عديدة، ولكن أبرزها هو ما سنذكره فيما يلي:

1- الابتعاد عن مجالس العلماء والحضور في مجالس اللهو والفساد:
يقول الإمام زين العابدين في دعاء أبي حمزة: "سيّدي... أَوْ لَعَلَّكَ فَقَدْتَنِي مِنْ مَجالِسِ العُلَماءِ فَخَذَلْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ رَأَيْتَنِي فِي الغافِلِينَ فَمِنْ رَحْمَتِكَ آيَسْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ رَأَيْتَنِي آلِفُ مَجالِسَ البَطَّالِينَ فَبَيْنِي وَبَيْنَهُمْ خَلَّيْتَنِي،... "[1].
 
لقد حثّ النبيّ وأهل البيت على حضور المجالس الّتي يُذكر الله تعالى فيها وعدم الابتعاد عنها، لأنّها تُشكّل روضة من رياض الجنّة كما يقول رسول الله: "ارتعوا في رياض الجنّة، قالوا: يا رسول الله، وما رياض الجنّة؟ قال: مجالس الذكر"[2]. وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "ما قعد عدّة من أهل الأرض يذكرون الله إلّا قعد معهم عدّة من الملائكة"[3]. وأهمّ مجالس أهل الذكر مجالس العلماء، وفي وصيّة لقمان عليه السلام لابنه: "يا بُنيّ! جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك، فإنّ الله عزَّ وجلَّ يُحيي القلوب بنور الحكمة كما يُحيي الأرض بوابل السماء"[4].
 
في المقابل نهى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام بشدّة عن حضور مجالس البطّالين وأهل السوء، قال تعالى: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ﴾[5]. وقال الإمام الصادق عليه السلام: "لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَجْلِسَ مَجْلِساً يُعْصَى اللَّه فِيه ولَا يَقْدِرُ عَلَى تَغْيِيرِه"[6].
 
2- ارتكاب الذنوب والمعاصي:
إنّ من أبرز أسباب البُعد عن الله تعالى وضعف الإيمان ارتكاب الذنوب والآثام، وتجرُّؤ العبد وانتهاكه لحرمة الله. فكما هي من ظواهر ضعف الإيمان، كذلك هي من أسباب ضعف الإيمان.
 
عن الإمام الباقر عليه السلام قال: "مَا مِنْ شَيْءٍ أَفْسَدُ لِلْقَلْبِ مِنْ خَطِيئَةٍ إِنَّ الْقَلْبَ لَيُوَاقِعُ الْخَطِيئَةَ فَمَا تَزَالُ بِه حَتَّى تَغْلِبَ عَلَيْه فَيُصَيِّرَ أَعْلَاه أَسْفَلَه"[7].
 
فالذنوب تُكدّر القلب وتسوّده وتصيّره مائلاً كلّه إلى الباطل لأنّ أعلاه طرفه المائل إلى الحقّ وأسفله طرفه المائل إلى الباطل. فإذا جعلت أعلاه أسفله جعلت كلّه مائلاً إلى الباطل، أو جعلته كالكوز المنكوس لا يدخل فيه شيء من الحقّ، وخرج ما دخل فيه فيصير خالياً من الحقّ والمعارف، مظلماً قابلاً لجميع المفاسد نعوذ بالله من ذلك[8].
 
3- طول الأمل:
قال الله تعالى: ﴿ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾[9], وعن الإمام عليّ (عليه السلام): "إنّي أخاف عليكم اثنتين اتّباع الهوى وطول الأمل أمّا اتّباع الهوى فإنّه يصدّ عن الحقّ وأمّا طول الأمل فإنّه ينسي الآخرة"[10].
 
4- التعلّق بالدنيا:
عن الإمام الصادق: "مَنْ أَصْبَحَ وأَمْسَى، والدُّنْيَا أَكْبَرُ هَمِّه، جَعَلَ اللَّه تَعَالَى الْفَقْرَ بَيْنَ عَيْنَيْه، وشَتَّتَ أَمْرَه ولَمْ يَنَلْ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قَسَمَ اللَّه لَه، ومَنْ أَصْبَحَ وأَمْسَى، والآخِرَةُ أَكْبَرُ هَمِّه، جَعَلَ اللَّه الْغِنَى فِي قَلْبِه وجَمَعَ لَه أَمْرَه"[11]. والمقصود بالتعلّق بالدنيا الدنيا المذمومة، والمقصود بها دنيا الإنسان نفسه حيث يتعلّق بها ويحبّها حتّى تصبح منشأ كلّ المفاسد والخطايا النفسيّة والعمليّة.
 
قد أفلح المؤمنون، دار المعارف الإسلامية الثقافية


[1] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج95، ص 87.
[2] الحرّ العامليّ، وسائل الشيعة، مصدر سابق، ج7، ص 231، باب استحباب الجلوس مع الذين يذكرون الله، ومع الذين يتذاكرون العلم، ح (9199) 3.
[3]  المصدر نفسه، ص 153، باب استحباب ذكر الله في كلّ مجلس، والصلاة على محمّد وآل محمّد، ح (8982) 4.
[4] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج1، ص 204، باب 4مذاكرة العلم، ومجالسة العلماء، والحضور في مجالس العلم، وذمّ مخالطة الجهال، ح22.
[5] سورة النساء، الآية 140.
[6] الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج2، ص 374، باب مجالسة أهل المعاصي، ح1.
[7] المصدر نفسه، ص 268، باب الذنوب، ح1.
[8] المولى المازندرانيّ، شرح أصول الكافي، مصدر سابق، ج9، ص 242.
[9] سورة الحجر، الآية 3.
[10] الفيض الكاشانيّ، الوافي، تحقيق ضياء الدين الحسينيّ "العلّامة" الأصفهانيّ، مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، إيران - أصفهان، 1406ه، ط1، ج5، ص 902، باب اتباع الهوى، ح 3255 – 4.
[11] الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج2، ص 319، باب حبّ الدنيا والحرص عليها، ح15.

الإثنين, 08 أيار 2023 05:01

حقيقةُ الإيمان

عَنِ الإمامِ الباقرِ (عليه السلام): «بَيْنَا رَسُولُ اللَّه (صلى الله عليه وآله) فِي بَعْضِ أَسْفَارِه، إِذْ لَقِيَه رَكْبٌ فَقَالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّه، فَقَالَ: مَا أَنْتُمْ؟ فَقَالُوا: نَحْنُ مُؤْمِنُونَ يَا رَسُولَ اللَّه. قَالَ: فَمَا حَقِيقَةُ إِيمَانِكُمْ؟ قَالُوا: الرِّضَا بِقَضَاءِ اللَّه، والتَّفْوِيضُ إلى اللَّه، والتَّسْلِيمُ لأَمْرِ اللَّه، فَقَالَ رَسُولُ اللَّه (صلى الله عليه وآله): عُلَمَاءُ حُكَمَاءُ كَادُوا أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْحِكْمَةِ أَنْبِيَاءَ، فَإِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَلَا تَبْنُوا مَا لَا تَسْكُنُونَ، ولَا تَجْمَعُوا مَا لَا تَأْكُلُونَ، واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْه تُرْجَعُونَ»[1].

الإيمانُ المطلوبُ مِنَ الإنسان، والذي دعا اللهُ عزَّ وجلَّ إليه، هو الذي يؤثِّرُ في سلوكِه؛ وذلكَ مِنْ خلالِ بعضِ الصفاتِ التي تتحلّى بها هذهِ النفس. وبالاعتمادِ على هذهِ الصفاتِ، تسيرُ الجوارحُ، وتصلُ بذلكَ إلى غايتِها، وهي السلامةُ في الآخرةِ، ووراثةُ الجنّة.

وفي الروايةِ وَردَ ذِكرُ صفاتٍ ثلاثٍ للنفس، تؤثِّرُ في سلوكاتٍ ثلاث:

أمّا الصفاتُ فهي:

1. الرضا بقضاءِ الله:
يقولُ العلَّامةُ النراقيُّ (رحمهُ الله) عنه: «وهوَ مِنْ ثمراتِ المحبَّةِ ولوازمِها؛ إذِ المُحِبُّ يَستحسنُ كلَّ ما يصدرُ عنْ محبوبِه، وصاحبُ الرضا يستوي عندَه الفقرُ والغِنا، والراحةُ والعناء، والبقاءُ والفناء، والعزُّ والذلّ، والصِحّةُ والمرض، والموتُ والحياة؛ ولا يرجِّحُ بعضَها على بعض، ولا يُثقِلُ شيءٌ منها على طبعِه، إذ يرى صدورَ الكلِّ عَنِ اللهِ سبحانَه، وقدْ رسَخَ حبُّه في قلبِه»[2].

2. التسليمُ لأمرِ الله: ويُبيِّنُه الإمامُ الخمينيُّ (قُدِّسَ سرُّه) بقولِه: «التسليمُ عبارةٌ عَنِ الانقيادِ الباطنيّ، والاعتقادِ القلبيِّ في مقابلِ الحقّ، وهو ثمرةُ سلامةِ النّفسِ مِنَ العيوب، وخلوِّها مِنَ الملكاتِ الخبيثة... [وهو] انعدامُ إرادةِ العبدِ في مقابلِ إرادةِ الحقِّ تعالى، فهذا هو مقامُ التسليم».

عَنِ الإمامِ الصادقِ (عليه السلام): «إذا قالَ العبدُ: لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا بالله، قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ للملائكة: استسلمَ عبدي، اُقضُوا حاجتَه»[3].

3. التفويضُ إلى الله: إيكالُ الأمورِ إلى اللهِ عزَّ وجلّ، والردُّ إلى اللهِ عزَّ وجلّ، قالَ تعالى: ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إلى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾[4].

وأمّا السلوكاتُ، فهي ثلاث:

1. مِنَ البناءِ حاجتُه:
في فِطرةِ الإنسانِ السعيُ للاستغناءِ عَنِ الناسِ، والوصولِ إلى ما يحتاجُ إليه ممّا يجعلُه في مأمن، ولكنَّ العِبرةَ في أنْ يكونَ ذلكَ للآخرةِ، وليسَ للدنيا فقط، ففي المرويِّ عَنْ أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام): «مِنَ العَناءِ أنَّ المرءَ يجمعُ ما لا يأكل، ويبني ما لا يسكن، ثمَّ يخرجُ إلى اللهِ تعالى، لا مالاً حَمل، ولا بِناءً نَقل»[5].

2. مِنَ الطعامِ مَأْكَلُه: فحِرْصُ الإنسانِ على جمعِ الكثيرِ مِنَ القُوتِ بما يزيدُ على حاجتِه، يكونُ فيه عاملاً لغيرِه، فعنْ أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام): «يَابْنَ آدَمَ، مَا كَسَبْتَ فَوْقَ قُوتِكَ، فَأَنْتَ فِيهِ خَازِنٌ لِغَيْرِكَ»[6].

3. تقوى الله: فعَنْ أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام): «إنَّ التقوى أفضلُ كنز، وأحرَزُ حِرز، وأعزُّ عِزّ، فيه نجاةُ كلِّ هارب، ودَرْكُ كلِّ طالب، وظَفَرُ كلِّ غالب»[7].

وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين


[1] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج‏2، ص53.
[2] الشيخ النراقيّ، جامع السعادات، ج3، ص162.
[3] الشيخ البرقيّ، المحاسن، ج‏1، ص42.
[4] سورة غافر، الآية 44.
[5] السيّد الرضيّ، نهج البلاغة، ص170، الخطبة 114.
[6] المصدر نفسه، ص503، الحكمة 192.
[7] الشيخ الطوسيّ، الأمالي، ص684.

إنّ التمعّن في الروايات والآثار التي يرد فيها الحديث عن القرب من الله، يعيننا على إدراك المعنى الحقيقيّ لهذا القرب والطريق المؤدّية إليه.

ثَمّة رواية مشهورة في أصول الكافي، ولها أسانيد عديدة، وتحدّث عنها الشيخ البهائيّ أيضًا في كتابه "الأربعين"، تتضمّن هذه الرواية معارف سامية، وقد اهتمّ الأعلام من علماء الأخلاق بها كثيرًا. ونصُّ هذه الرواية طبقًا لنقل الشيخ الكلينيّ في أصول الكافي، عن الإمام الصادق عليه السلام عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، كما يلي: "قال الله عزّ وجلّ: مَن أهان لي وليًّا فقد أرصد لمحاربتي، وما تقرّب إليَّ عبدٌ بشيء أحبَّ إليَّ ممّا افترضتُ عليه، وإنّه ليتقرب إليَّ بالنافلة حتّى أحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يُبصِر به، ولسانَه الذي ينطِق به، ويَدَه التي يبطِش بها، إنْ دعاني أجبتُه، وإن سألني أعطيتُه..."[1].
 
إنّ العبارات الواردة في هذا الحديث كناية عن شدّة قرب الله سبحانه وتعالى من العبد، هذا العبد الذي وصل إلى مرتبة الطاعة من خلال أداء الفرائض والواجبات الإلهيّة بإخلاص، فإنّه سيكون مؤهَّلا للفوز بمقام القرب من الله. والله تعالى حدّد لنا هذا الأمر في كتابه الكريم، فلم يكن أمره وطلبه سوى الطاعة والعبوديّة لله بقيد الإخلاص، حيث قال: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء﴾[2]، وقال: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ﴾[3].
 
ومثل هذا الإنسان سوف يكون موضع عناية خاصّة من الله في كلّ آن، وسوف يكون الله إلى جانبه في كلّ مكان، وعلى كلّ حال، يهديه ويؤيّده ويفتح له باب القرب منه، فإنّ عنايات الله الخاصّة محدودة بالنسبة للعاديِّين من الناس، غير أنّ مثل هذا العبد يشمله لطف الله وعنايته، وهو عزّ وجلّ القائل ﴿وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾[4].
 
إذًا، خُلق الإنسان ليصل إلى السعادة والكمال، والطريق الوحيدة التي تضمن للإنسان الوصول إلى هذا الهدف السامي هي الطاعة، والعبوديّة لله، وأداء ما افترضه على عباده، وهو الذي يُصطَلح عليه في الدين الحنيف بـ "التقوى"، ﴿وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ﴾[5].

ونختم الكلام بما وصّى به أمير المؤمنين عليٌّ عليه السلام مالكَ الأشتر، حيث في وصيّته أبلغُ الكلام وأقلُّه، فقد وصّاه عندما ولّاه على مصر، فقال: "هذا ما أَمَر به عبدُ الله عليٌّ أميرُ المؤمنين مالكَ بن الحارث الأشتر في عهده إليه... فقد أمره بتقوى الله وإيثار طاعته، واتّباع ما أمر به في كتابه، من فرائضه وسننه التي لا يسعد أحد إلّا باتّباعها، ولا يشقى إلّا مع جحودها وإضاعتها..."[6]. التقوى والطاعة لله هي الطريق الوحيدة المؤدّية إلى كمال الإنسان وقربه من الله تعالى، وهذه الطاعة تتجلّى وتظهر من خلال اتّباع شريعته بكلّ تفاصيلها في حياة الإنسان.
 
التربية الإيمانية، دار المعارف الإسلامية الثقافية


[1] الكليني، الشيخ محمّد يعقوب، الكافي، تحقيق: عليّ أكبر الغفّاريّ، طهران-إيران، دار الكتب الإسلاميّة، ط4، ج2، ص352، باب الظلم، ح2.
[2] سورة البيّنة، الآية 5.
[3] سورة الإسراء، الآية 23.
[4] سورة النور، الآية 54.
[5] سورة محمّد، الآية 36.

[6] السيد الرضي، نهج البلاغة خطب الإمام عليّ عليه السلام-، تحقيق صبحي الصالح، لا.م، لا.ن، 1387-1967م، ط1، ص54.