Super User

Super User

يعد المصحف النفيس والمعروف بالمصحف التتارى هو أغلى وثانى أكبر مصحف في العالم، لما يحتويه من جواهر ثمينة، ويبلغ طوله متراً ونصف المتر، وعرضه متران، ويزن المصحف 800 كجم وأبعاده: 2م×1.5م×25 سم، ويتألف من 632 صفحة.

فى قاعة صغيرة أنيقة بمبنى تذكارى في مدينة بولغار على نهر الفولغا، في تتارستان إحدى الجمهوريات الروسية الاتحادية تقبع النسخة الأكثر ثمناً في العالم من المصحف الشريف والتى ظهرت للنور لأول مرة عام 2011.

ويعد المصحف النفيس والمعروف بالمصحف التتارى هو أغلى وثانى أكبر مصحف في العالم، لما يحتويه من جواهر ثمينة، ويبلغ طوله متراً ونصف المتر، وعرضه متران، ويزن المصحف 800 كجم وأبعاده: 2م×1.5م×25 سم، ويتألف من 632 صفحة.

وغلافه يتزين بأوراق الذهب والفضة والمرمر ومرصع بالأحجار الكريمة مثل الفيروز وحجر الذهب.. وقد عرض المصحف الشريف لبضعة أشهر فى مسجد "غول شريف " فى مدينة قازان عاصمة تتارستان قبل أن يستقر فى موضعه النهائى.

وبداية التفكير فى طباعة المصحف الأغلى ثمناً فى العالم ترجع الى محاولة لإحياء الآثار التاريخية والثقافية لجمهورية تتارستان حيث قام منتيمير شايمييف رئيس الجمهورية السابق والرئيس الحالى لصندوق «الانبعاث (ياناريش)»، بتكليف شركة «ريفيرا» الإيطالية بطبع هذه النسخة من القرآن الكريم، وصرح حينها  الدوس فائزوف مفتى جمهورية تتارستان بأن هذه النسخة الفريدة من القرآن الكريم والمطعمة بالذهب والمرمر، هدية لجميع المسلمين لا فى تتارستان وحدها، بل وفى روسيا ككل.

ولقد انضمَّت جمهورية تتارستان إلى موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية باعتبارها مالكة أغلى مصحف فى العالم.

وقد زار المصحف التتارى منذ اتمامه، متاحف فرنسا وبريطانيا وسويسرا، كما تم تقديم عروض لذلك المصحف النفيس شهدها ملايين المسلمين والسائحين الأوروبيين والأجانب، ولكن دون ملامسة، طبقاً للاتفاق المبرم بين المسئولين عن المصحف التترى وتلك المتاحف.

من بين المصاحف النفيسة والتى لا تقدر بثمن لقيمتها التاريخية والروحية فى نفوس المسلمين، مجموعة المصاحف الأثرية الموجودة بضريح الإمام على بن ابى طالب(ع) فى مدينة النجف الأشرف العراقية، حيث يقول الباحث الدكتور سعيد الطريحى فى بحثه عن حاضرة النجف ومرقد الإمام علي(ع): إن أقدم النفائس من الهدايا فى ضريح الامام على(ع) فى النجف يرجع عهدها الى القرن الرابع الهجري، وتوجد الآن فى خزانة مبنية فى جدار الروضة الحيدرية نفائس لا تقدر بثمن أو مال، منها 550 مصحفا أثرياً نفيساً يرجع تاريخ أقدم مصحف فيها الى القرن الاول الهجري، وفيها مصاحف موشاة بالذهب، و420 قطعة من الحلى الذهبى المرصع بالجواهر النادرة كالزمرد والياقوت والماس واللؤلؤ.

من المصاحف النفيسة والغريبة فى كتابتها مصحف مكتوب بخيوط  ذهبية وفضية على قماش من الحرير الأسود الشفاف، ففى العام الماضى فاجأت فنانة أذربيجانية تدعى «تونزالا محمد زاده» بإعداد مصحف كتبته باللون الذهبى على قماش حريرى أسود شفاف.

واستخدمت الفنانة لإعداد مصحفها 50 متراً من القماش الشفاف الأسود، وألفا و500 مليمتر من الألوان الذهبية والفضية. واعتبرت الفنانة أن هذا المصحف هو أثرها الفنى الأهم الذى حاولت من خلاله تنفيذ فكرة جديدة بعد سنوات من العطاء الفنى. واستغرق صنع المصحف من قبل الفنانة ثلاث سنوات، وقررت إنجازه بعد أن أظهرت الأبحاث التى قامت بها أنه لم يسبق لأحد كتابة القرآن كاملاً على الحرير. واعتبرت تونزالا أن ما من مشكلة فى كتابة القرآن على قماش الحرير الذى ورد ذكره فى القرآن. وأعربت الفنانة عن سعادتها لإنجازها أول مصحف مكتوب على الحرير فى العالم، وأشارت إلى أنها لم تلق صعوبة كبيرة فى كتابته لأنها تعرف الحروف العربية.

وأخيراً يبدو أن رحلة المصاحف النفيسة لن تنتهى طالما أن هناك عشاق ومحبين لآيات الذكر الحكيم والمحفوظة بين دفتى المصحف الشريف، ففى نادرة من النوادر والتى تعتبر الأولى من نوعها على مستوى العالم قدمت مجموعة النمر للذهب والمجوهرات السعودية مصحفاً يكسوه الذهب الخالص، حيث يصل وزنه 2 كيلو من الذهب عيار 18 ومطعم بمجموعة من أنفس الأحجار الكريمة من الألماس والياقوت والزمرد والزفير والفيروز، وتم استخدام أفضل الأوراق وأجودها على مستوى العالم والذى دهن بماء الذهب فى أطرافه.

ولقد تمت ترجمة هذا المصحف الثمين الى اللغتين الانجليزية والفرنسية، مع وجود تفسير للقرآن الكريم، كما عمل على تصميمه وشغله أفضل المصممين العالميين منهم مصممة يونانية خبيرة فى مجال الذهب والمجوهرات.

أعلن ممثل قائد الثورة لشؤون الحج والزیارة حجة الإسلام السید علي قاضي عسکر أن شعار مناسك الحج في العام الحالي هو "الحج والمعنویات والقدرات الوطنیة والتضامن الإسلامي ".

وقال قاضي عسكر إنه تم إختیار  هذا الشعار  بعد إجراء دراسات دقيقة  مضیفا انه يبين أهم الفلسفة الإلهية والسياسية والاجتماعية في الحج وكذلك مسؤولية الحجاج في العلاقات مع ربهم والحجاج الآخرين داعیا الحجاج الإيرانیین إلی تعزيز المعارف الاسلامية ومكارم الأخلاق.

وتابع رئيس بعثة الحج الايرانية أن المتاع الأفضل في الحج هو تعزيز قدرات الشعب الايراني وتطویر الثقافة الشعبية والدينية وتعزيز مكانة الجمهورية الإسلامية الايرانية في المنطقة لاسيما مع الدول العربية المجاورة  معتبرا أن موسم الحج يمثل فرصة طيبة للتشاور بين الأمة الإسلامية حول أهم التحديات التي یواجهها العالم الإسلامي".

وصرح أن کلمة التضامن الإسلامي يعزز التقارب بين جميع المذاهب الإسلامية وهو أهم رسالة يحملها الحجاج ولا سيما العلماء والمثقفون خلال هذه الزیارة الإلهیة.

ودعا قاضي عسکر الحجاج الإيرانيين إلی المشارکة الواسعة والمنتظمة في صفوف صلاة الجماعة في الحرمین الشریفین والإکتراث بتعزیز عزة ومکانة إيران الإسلامية والمذهب الشیعي في سلوکهم مع حجاج الدول الإسلامية.

الموظف المصرفي الهندي "محمد حارث" الذي يعيش 30 عاماً في مالیزیا یختتم المصحف المذهب الذی یحتفظ به خلال لیالي شهر رمضان المبارك.

وقال محمد حارث انه حصل علی هذا المصحف منذ 5 سنوات مؤکداً أنه جلب له ولأسرته السعادة.

ووصف المصحف، قائلاً: ان هذا المصحف المذهب عبارة عن مجموعة نادرة مکونة من 28 قسماً کل منها يحتوي على 19 لغایة 20 صفحة کتبت بالخط العثماني، ویحفظ في 14 علبة ذهبیة مؤکداً أنه یمتلك إحدی الـ14.

وقال محمد حارث ان  صهره "إسماعیل کاظم" يحتفظ بالـ13 علبة الباقیات.

وأکد أن رئیس الوزراء المالیزي السابق "مهاتیر محمد" قام بتأیید صحة وسلامة هذا المصحف الشریف في نوفمبر عام 2009 للميلاد.

وقال محمد حارث انه ينوي تأسيس مركز للدراسات وتراث الثقافة الاسلامية من خلال بيع هذا المصحف المذهب.

الثلاثاء, 30 أيار 2017 16:29

عشر صفات سبب للمغفرة

الرجل والمرأة في الآيات

(إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا).(سورة الاحزاب).

تفسير
المسلمين: الّذين استسلموا لأمر الله وانقادوا له.
المؤمنين: المصدِّقين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)فيما أتاهم به من عند الله تعالى.

ذكر سبحانه في هذه الآية عشر خصال تسبّب المغفرة والعفو عن الزلاّت للموصوفين بها:

1 و 2: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ):ربّما يقال بأنّ المراد من الإسلام هو التسليم لساناً لا جَناناً، كما أنّ المراد من الإيمان هو التصديق قلباً، يقول العلاّمة الطباطبائي: إنّ الإسلام هو تسليم الدين حسب العمل وظاهر الجوارح، والإيمان أمر قلبي، ثم إنّ الإيمان الذي هو أمر قلبي، اعتقاد وإذعان باطن، بحيث يترتّب عليه العمل بالجوارح. الميزان في تفسير القرآن: 16 / 314. ويُريد رحمه الله تعالى بهذا الكلام وجود التسليمين معاً، أي التسليم لساناً، والتسليم اعتقاداً.

(3) وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَات :أي العابدين والعابدات والمطيعين والمطيعات. ومن المعلوم أنّ العبادة والطاعة من آثار الإيمان والتصديق، وبما أنّ الآية بصدد التكريم فالمراد الملازمة مع العبادة والطاعة، لا مجرّد التلبّس بهما ولو مرّة واحدة.

(4 )وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ: في النيّة والقول والعمل والوعد. والصدق ركن الاستقامة والصلاح، وسبب الفوز والفلاح، قال تعالى: (هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا المائدة: 119 .

(5)وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ: يتلبّسون بالصبر على الطاعة والصبر عن المعصية والصبر عند النائبة. قال الإمام علي عليه السلام): «والصَّبْرَ مِنَ الاْيمَانِ كَالرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ، وَلاَ خَيْرَ فِي جَسَد لاَ رَأْسَ مَعَهُ، وَلاَ فِي إِيمَان لاَ صَبْرَ مَعَهُ/ نهج البلاغة: قصار الحكم، برقم 82 . وقال الإمام الصادق (عليه السلام): «اصبروا على طاعة الله، وتصبّروا عن معصيته، فإنّما الدنيا ساعة، فما مضى فلست تجد له سروراً ولا حزناً، وما لم يأتِ فلست تعرفه، فاصبر على تلك الساعة، فكأنّك قد اغتبطْتَ الوافي: 3 / 63 .

(6) وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ: بالتذلّل باطناً، والخضوع هو التواضع ظاهراً بالجوارح.

(7)وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ : مَن يبذلون المال للفقراء ويُخرجون الصدقات تقرّباً إلى الله سبحانه. (والصدقة في اصطلاح الأحاديث والأخبار تطلق على معنيين: الصدقة الواجبة كالزكاة، والصدقة المستحبّة كالتي تُعطى إلى السائل مثلاً. وإذا ما كان الإنسان مخلصاً زكياً صادق التعامل مع الله وبعيداً عن رئاء الناس، فإنّ صدقاته مقبولة مرضية سواء دفعها سرّاً أم علناً، فلكلّ حال منهما مبرّراته ومسوّغاته المشروعة، فصدقة السرّ تطفئ غضب الربّ تبارك وتعالى، وصدقة العلانية تدفع ميتة السوء ومصارع الهوان، وقد تضافرت الروايات حول ذلك ، كما صحّح القرآن أصل الإنفاق سرّاً وعلناً، بيد أنّه ـ بصورة عامّة ـ صدقة السرّ أفضل الصدقتين.

(8)وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ : والصوم رياضة بدنية وروحية تقوّي في الإنسان ملكة ترك المعاصي والمحارم.

(9)وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ: يحفظون الفروج عمّا حرّم الله، وليس المراد ترك التزوّج والرهبانية، لأنّه مذموم، كما سيوافيك في سورة الحديد اية 27.

(10)وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ: والظاهر أنّه من الذُّكر ـ بضم الفاء ـ والمراد من يذكر الله قياماً وقعوداً وعلى عامّة الأحوال ففيه حياة القلوب.

وهذه الخصال العشر، هي الّتي تسبب شمول رحمة الله ومغفرته كما يقول: (أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيًما)

* اية الله جعفر السبحاني ، تفسير منية الطالبين

إنضمام "الناتو" إلى التحالف الدّولي ضد داعش، موضوع تكهّنه الكثيرون في الآونة الأخيرة. فقد طرحته الولايات المتحدة الامريكية، وترامب شخصيا بجدّية، لكنّه واجه مخالفة ألمانيا وفرنسا وبعض دول الحلف، إلا أن اجتماع قادته في بروكسل يوم الخميس أسفر عن اتخاذ قرار بالإنضمام إلى التحالف الدولي لمحاربة داعش والإرهاب.

 يمكن القول أن أحد أسباب موافقة أعضاء الناتو على الإنضمام هو الأعمال الإرهابية التي ضربت العمق الأوروبي، وخصوصا الهجوم الأخير الذي استهدف منشستر البريطانية. فقد عززت هذه الهجمات لدى الدول الغربية أهمية مواجهة داعش والمجموعات الإرهابية. لكن من المهم النظر إلى الموضوع من زاوية ثانية، والتفكير في الأهداف الأخرى التي دفعت الناتو إلى الإنضمام تحت قيادة أمريكية إلى تحالف لقتال داعش، لذلك تجدر الإشارة إلى بعض النقاط التي يجب أخذها بعين الإعتبار:

1- إصرار أمريكا على انضمام الناتو هو إعتراف غير مباشر بضعف التحالف الدولي ضد داعش

يوجد في المنطقة مجموعتين لهما نهج وأهداف مختلفة، مجموعة تضمّ الائتلاف الغربي - العربي ضد داعش والإرهاب، وتضمّ أكثر من 60 دولة تعمل تحت قيادة أمريكا، ومجموعة أخرى تضم الدول المعروفة بمحور المقاومة، والتي تشمل إيران والعراق وسوريا وروسيا. كان للائتلاف الغربي إلى جانب محاربة الإرهاب، أهداف معلنة أخرى كتنحية الرئيس بشار الأسد، الذي يرونه عنصرا مهما في محور المقاومة، وأهداف غير معلنة كمحاولة تهميش القضية الفلسطينية، وتحقيق الأمن والإستقرار للكيان الصهيوني في ظل الأزمات التي تعصف بالمنطقة.

على الرغم من الحملة الإعلامية التي يشنها التحالف على الارهاب، إلا أن وسائل الإعلام التابعة له تسعى دائما للترويج بأن محور المقاومة، وخصوصا إيران، هو سبب عدم الإستقرار في المنطقة. ويتزامن ذلك مع تقدم قوات المقاومة في الميدان وإلى جانبهم روسيا، ونجاحهم في تحرير حلب واستعادة أجزاء من المناطق التي كان الإرهابيون قد سيطروا عليها، مما يؤكد أن جهود الائتلاف الغربي - العربي باءت بالفشل، واللافت أن أغلب أعضائه لم يستطيعوا أن يحصدوا أي نتائج إيجابية في أعمالهم ضد الإرهاب.

وإن ضم الناتو إلى التحالف، هو عمل رمزي لإظهاره قويا بعد فشله المتكرر في مواجهة داعش، وبحسب رأي أحد كبار المسؤولين الروس، إن هذا الانضمام جاء بعد فشل أعضاء التحالف في تحقيق اي إنجاز ضد داعش.

في الحقيقة يجب الإذعان أن النجاحات التي تحققها روسيا إلى جانب محور المقاومة في سوريا، أثارت قلق الائتلاف الغربي بقيادة أمريكا، وأشعرته بالضعف، ولهذا السبب جاء الإصرار على حلف الناتو للإنضمام، بغية المحافظة على الائتلاف وترهيب منافسيه.

2- نوايا ترامب الإستغلالية

على مشارف الإنتخابات الأمريكية، توجهت الأنظار إلى مدى تأثير أمريكا ومشاركتها في دول المنطقة، وكان لذلك تأثير على نتائجها، وإن فشل التحالف الغربي - العربي أدى إلى إضعاف جبهة ترامب، لذلك أصر الأخير على انضمام الناتو إلى التحالف، ليظهر عزمه على حل المشاكل في المنطقة، ويعطي المحيطين به أملا بتحقيق مطامعهم.

وإن انضمام  منظمة عسكرية كحلف الناتو للتحالف الدولي، هو شكل من أشكال الإستعراض أمام محور المقاومة لتغطية الفشل في تحقيق الأهداف. وإن ترامب أظهر للعالم أنه رئيس يبذل كل جهوده في التنسيق من أجل مواجهة داعش، وبالتالي إن أي فشل في هذا المجال سينسب اليه. ويريد أيضا من خلال ذلك أن يوصل رسالة الى روسيا مفادها أن ظروف انتصارها لم تعد متوفرة كما كانت في السابق.

مع ذلك، يبدو أن ترامب لم يحسبها جيدا في هذا المجال، فإن عدم مشاركة الناتو في المواجهات البرية، هو دليل واضح على عدم تطور قوة الائتلاف. وهو في الوقت نفسه يسعى إلى توريط الدول الاوروبية في نزاعات المنطقة، وقد أعلن مرارا أن أمريكا لن تتحمل لوحدها تكلفة أمن العالم وأوروبا. وإن جلب الناتو الى هذه الأزمات والحديث حول مديونية الدول له ولأمريكا، يعزز ذلك.

3- المواجهة بين الناتو وروسيا

منذ بدء الأزمة الأوكرانية ومسألة شبه جزيرة القرم، باتت العلاقات غير متوازنة بين روسيا والناتو، وتصاعدت الخلافات بينهم. الآن وبعد تطور المنافسة بين روسيا والغرب في منطقة الشرق الأوسط، باتت النجاحات الروسية على حساب الائتلاف الغربي تعد استعراض عضلات روسي أمام أوروبا وحلف الناتو. وإن ذلك ساعد ترامب ومن معه على جلب الناتو إلى الساحة. ومع وجوده اليوم يوجه الائتلاف رسالة مضمونها أنّ على روسيا مواجهتهم مجتمعين في الخلافات الاوروبية، وأن الولايات المتحدة بإمكانها تشكيل هذا التحالف في مواجهة روسيا أيضا.  

اللافت أن وزير الخارجية الروسي أظهر قلقه من دخول الناتو إلّا أنه تحدث فقط عن تعميق الخلاف مع أوروبا حول المسائل المتعلقة بأوكرانيا. وهذا لم يكن خارج تصور الناتو، وإن اشتراطهم عدم المشاركة البرية جاء نتيجة الخوف من مواجهة وجها لوجه مع القوات الروسية في الشرق الأوسط.

بالتالي يمكن القول أن تشجيع الولايات المتحدة، بسبب غايات مختلفة، للناتو من أجل الانضمام إلى تحالفها، لا يمكنه أن يحقق مطامعها، وروسيا ستكون الفائزة في المعركة الراهنة.

الثلاثاء, 30 أيار 2017 09:07

أمور يجب التنبه إليها في الدعاء

الأمور مهمة جداً وأحببت أن أركّز عليها:

الأمر الأول ـ وهو أمر إذا حصل خطأ بالفهم؛ يعني بالمفهوم لدينا نقع في إشكالية كبيرة جداً. وهو أنَّ الدعاء ليس بديل العمل. لننتبه جيدا لأن البعض من الناس ربما يدخلون الناس بشكل خاطئ في هذا الاتجاه. الدعاء ليس بديل العمل وإنما هو مكمّل للعمل.

الدعاء قبل العمل. قبل ما تعمل العمل الذي تتجه للقيام به. بعد لحظات أتكلم بالتفاصيل: تطلب من الله أثناء العمل، تطلب من الله بعد العمل، تطلب من الله التوفيق. الدعاء يواكب العمل: قبله ومعه وبعده، ولكنه ليس بديلا من العمل.

مثلاً، موضوع طلب الرزق. الله سبحانه وتعالى ما قال إقبعوا في البيوت ودعوني حتى أرزقكم. لا يوجد نبي جاء بهذا الكلام؛ أبداً. هذا غريبٌ عن أنبياء الله عز وجل وعن رسالات الله عز وجل. بل دائماً: إطلب، إسعى، اعمل، إكدح؛ والكادح من أجل عياله كالمجاهد في سبيل الله عز وجل. لذلك نجد أن كل أنبياء الله عز وجل باشروا العمل بأيديهم: منهم من عمل بالزراعة، ومنهم من عمل بالتجارة. ومنهم من كان نجارا، ومنهم من كان راعيا يرعى الغنم. هكذا هي المهن التي كانت متوفرة في تلك الأزمنة. أحد الأنبياء كان يصنع سيوف ويصنع دروع مثل داوود (عليه السلام).

النبي داوود كان ملكا وكان يصنع دروعا من الحديد. في كل الأحوال، ليس هناك شي إسمه: إجلس في البيت وأدعو الله. أو أجلس في المسجد وأغلق الباب على نفسك: تصوم وتصلي وتقرأ القرآن ثم تدعو الله فينزل عليك الرزق في "السلة" من السماء.

هذا غريبٌ عن الإسلام وعن الأديان الإلهية. بل نحن مأمورين بطلب الرزق؛ بالسعي، بالعمل: بالزراعة، بالتجارة، بالصناعة، بالكد، بأي شيء يدرّ على الإنسان رزقاً من أجل نفسه ومن أجل عياله. وأيضاً نحن مأمورون بإدارة مالنا بطريقة موضوعية وعلمية وواقعية يعني، ما نسميه اليوم " الاقتصاد" يعني، حرمة الإسراف حرمة التبذير. ليس مسموحا لصاحب المال أن ينفق ماله في ليلة واحدة ثم يجلس ويطلب من الله أن يرزقه.

لذلك ورد في بعض الأحاديث الشريفة من المفيد أن اقرأ الحديث التالي، لان هاهنا أمر مهم يشير إلى حالة من الحالات؛ ممن لا يستجاب لهم: رجل جالسٌ في بيته يقول يا رب ارزقني، فيقول الله له:" ألم آمرك بالطلب ". ألم أقل لك إسعى واعمل كي أرزقك. الدعاء فقط لا يكفي. ورجلٌ كان له مالٌ فأفسده فيقول يا رب ارزقني فيقول له الله: ألم آمرك بالاقتصاد. فطلب الرزق يتطلب من الإنسان أن يعمل ثم يدعو الله أن يرزقه. كذلك الأمر في حالة من يكون مريضا. لا يجوز لك أصلا أن لا تعرض مرضك على الطبيب أو إذا أوصاك الطبيب بحمية ما أن تخالف وصيته أو تمتنع عن تناول الدواء الذي وصفه لك. أنا أتكلم هنا بالحلال والحرام: إذا قال لك الطبيب في شهر رمضان الصوم يضر بصحتك فلا يجوز لك أن تصوم. في بعض حالات المرض لا يجوز أن تصوم نهائيا. لا بد للمريض أن يراجع الطبيب. مع الطبيب ومع الدواء يصح الدعاء. الدعاء مكمّل للعمل. طلب العلم مثل عندما صدرت نتائج امتحانات "البروفيه" أهل الشباب الناجحين ملئوا الدنيا بالرصاص وبالمفرقعات. واقعاً كان أمرا محزنا ومزعجا جداً جداً جد هذه بين هلالين. حسنا؛ قبل امتحان البروفيه يقول لك: أدعو لنا الله أن يجعل النجاح من نصيب ولدنا. لا مانع من الدعاء من أجله، ولكن إذا هو لم يدرس ماذا ينفعه الدعاء. لا بد من أن تدرس. إذا طلبت العلم فلا بد أن تذاكر، ومن ثم ندعو. الله سبحانه وتعال ينوّر لك قلبك، ينشط حافظتك،يساعدك أن لا تنسى. لكن عليك أن تقوم بالخطوات الأولى. لا يصح أن يجلس أحدهم في المسجد ويقول: اللهم ارزقني علماً، واجعلني من العلماء ومن الفقهاء ومن العرفاء؛ مكتفيا بالدعاء فقط.

مثل آخر؛ النصر. أرضنا محتلة ها هم العرب لا يزالون يدعون على إسرائيل منذ أكثر من 65 سنة؛ خير إن شاء الله. هذا إذا دعوا ! في هذه الأيام لا أحد يدعو على إسرائيل. صار دعاؤهم في اتجاه الآخر حسنا؛ أرضك محتلة وعدوك يهددك ويريد أن ينهب مياهك والخيرات التي أعطاك إياها الله، ونفطك وغازك. إذاً، أنت ماذا فعلت: اللهم ادفع عنا هذا العدو؟ اللهم انصرنا على هذا العدو؟ اللهم أعد لنا أرضنا؟ اللهم أعد لنا أسرانا؟ حسنا؛ هناك تهديد قادم لاجتياح المنطقة، كلاَّ. اللهم ادفع عنا هذا التهديد. هذا لا يستجاب، لأن الله أمرك بالإعداد والله أمرك بالجهاد والله أمرك بالدفاع والله أمرك بالتضحية والله أمرك بالحضور في الميادين. تعد العدة وتجاهد وتدافع وتحضر في الميادين وتضحّي، فينزّل الله النصر عليك.

كذلك في حوائج الآخرة: يا رب أدخلنا الجنة، أعتق رقابنا من النار وأنت ترتكب المعاصي. هذا لا ينفع: لا تصلي، لا تصوم، لا تحج، لا تدفع زكاة أموالك؛ لا تقوم بالأعمال التي تدخلك الجنة بل بالعكس، تقوم بالأعمال التي تدخلك النار ثم تدعو الله وتقول يا رب أدخلني الجنة واعتق رقبتي من النار. هذا الدعاء لا ينفع.

فإذاً، لا في شأنٍ من شؤون الدنيا الدعاء يغني عن العمل ولا في شأنٍ من شؤون الآخرة الدعاء يغني عن العمل.

العمل مطلوبٌ على كل حال والدعاء متممٌ ومكمّل. بل ورد في بعض الأحاديث تعبير شعبي ولكن يقرب الفكرة "كالملح في الطعام". هل يوجد وجبة طعام فقط من الملح؟ هل إذا استضفت أحدا إلى الطعام تقدم له صحن ملح ؟ لا أحد يأكل ملح فقط. ولكن إذا قدمت له طعاما غير مملح فإنه سيطلب منك " رشة ملح". بالمثل يجب أن نعمل كي نرفعه بالدعاء؛ ندعمه بالدعاء.

فإذاً، النقطة الأولى بهذا العنوان هو أهمية العمل.

النقطة الثانية، أن لا ندعو الله سبحانه وتعالى فيما يكرهه. المعاصي مثلا. هذا الآن موجود حتى على ألسنة الناس العاديين. تسمع أحدهم يقول للآخر: لا بأس لو مزحنا؛ غدا نريد أن نسرق " مصرفا"؛ لو تدعو الله الليلة عسى الله أن يوفقنا. أو يقول لك مثلاً: إذا أردنا أن نسرق "مصرفا" فهل يجوز أن ندعو الله للتوفيق ؟ أو: نريد أن نقتل فلان بغير حق فادعو لنا الله أن يوفقنا فنقضي علية بضربة واحدة. ومثل ذلك من يريد أن يفتن بين الرجل وزوجته، وهكذا. هذا لا يجوز. التقرب إلى الله والتوجه إليه لا يكون بما هو مبغوض إليه أو مكروه لديه. ثالثا: لا تدعو بما لا يكون أو يخالف الحكمة الإلهية أو السنن الطبيعية إذا قلت: الله سبحانه وتعالى يطلب من عباده أن يدعوه: " أدعوني استجب لكم "فربما أحدهم يقول لك: أنا دعوته بالأمر الفلاني فما استجاب لي. ماذا دعوته؟ يا رب بحق ليلة القدر التي تقضي فيها وتقدّر اجعل السماوات السبعة ثمانية ؟! هذا تضييع وقت.

النظام الكوني قام على سبع سماوات. الله خلق سبع سماوات؛ هذه هي حكمته. أو مثلاً: يا رب أقم الساعة الآن. الآن أقمم القيامة على البشرية. الحكاية على مزاجك أنت ؟!. أو مثلاً: يا رب ابعثني نبياً فأنا عبدك الذي يحبك ويطيعك؛ ابعثني نبياً في هذا الزمن. الله بمشيئته ختم النبوة، وأنت تطلب منه أن يتخذك نبيا ؟ّ!

طبعاً. في هذا الزمن هناك ناس من يدعي لنفسه النبوة، وهناك من يدعي الإمامة ! على كلٍ؛ أن لا يدعو بما لا يكون أو بما يخالف الحكمة الإلهية والسنن الكونية. البند الرابع مهم جداً أيضاً، وهو عدم الاستعجال: أنه ليس بمجرد أن طلبنا من الله يعني أن الاستجابة ستقع غدا أو بعد غد. وهذا لا يتنافى مع الإلحاح بالطلب. الإلحاح شيء وعدم الاستعجال شيء آخر. الإلحاح مطلوب. الله سبحانه وتعالى يحب أن يسمع صوت عبدهُ؛ يحب أنَّ يلح عبده عليه في الطلب. ولكن عدم الاستعجال، بمعنى أن لا أشعر باليأس أو أمتنع عن الدعاء مجددا،إذا لم يحصل غدا ما طلبت. لأنَّ عدم الاستجابة قد يكون لها ظروف ومعطيات مختلفة: من أهمها أن الله سبحانه وتعالى كريم وجواد، لكن هو أيضاً لطيف رحيمٌ بعباده وخبيرٌ بعباده، يعرف ما يصلحهم؛ ما يصلح لهم في الدنيا وما يَصلح لهم ليكونوا من أهل الآخرة.

مثلاً، أنا قد أطلب مالا، لكن الله سبحانه وتعالى يعلم أنه لو أعطاني هذا المال لفسدت وفسدت عائلتي ولأنفقت هذا المال في المعاصي وليس في عمل الخيرات فيحجب عني هذا المال، لأنه يريد صلاحي في الدنيا وفي الآخرة. الله سبحانه وتعالى قد أطلب منه الرئاسة فيحجب عني هذه الرئاسة لإنه يعرف أن قلبي ضعيف وإذا صرت رئيسا سأغتر بالدنيا؛ بجاهها وزخارفها. وقد أظلم وأطغى وأكون من أهل جهنم. لذ ورأفةً بي الله سبحانه وتعالى لا يعطيني الرئاسة.

الله سبحانه وتعالى يعرف ما يَصلُح لعبده؛ لدنياه ولآخرته. قد أكون الآن مريضا فأطلب من الله شفاء. الله يعلم أن مصلحتي خلال السنتين أو الثلاثة، في أن أبقى مريضا. وأنني لو عوفيت سأقوم بأعمال سيئة: أقتل فأدخل السجن، وفي ألآخرة سيكون مصيري إلى جهنم. الله يعلم، فلذلك يجب أن لا أعجل على الله، والله لا يعجل لعجلة العباد. وإنما أطلب من الله سبحانه وتعالى ما هو حلالٌ، ما هو مطلوبٌ وما هو مرغوبٌ وألحّ بالطلب وأسلّم لله عز وجل؛ أسلّم له وهو الذي يختار ما فيه صلاحي في الزمان والمكان المناسب.

 

* سماحة السيد حسن نصر الله حفظه الله

قدم النائب محمد أبوحامد، عضو المكتب السياسى لائتلاف «دعم مصر» صاحب الأغلبية فى مجلس النواب، اليوم، مشروع قانون لمنع جرائم الكراهية ومكافحتها، إلى الأمانة العامة لمجلس النواب، متضمنا، أربع مواد للإصدار، وستة عشر مادة تفصيلية للمشروع، بالإضافة إلى مذكرة تفسيرية.
ويتضمن المشروع نصا لمعاقبة من «استغل الدين فى رمى أفراد أو جماعات بالكفر» بالسجن المؤبد أو الإعدام إذا ما تضمن حديثه الدعوة إلى قتل المتهم بالكفر ووقعت جريمة نتيجة هذه الدعوة.
من ناحيته قال أبوحامد إن عدد الموقعين على مشروع القانون بلغ نحو 80 نائبا من أعضاء البرلمان، فى حين يحتاج مشروع القانون إلى توقيع 60 نائبا فقط حتى يأخذ مساره فى البرلمان.
المشروع يتضمن تعديل بعض مواد قانون العقوبات ذات الصلة بجرائم التحريض على الكراهية وازدراء الأديان.
وقال أبوحامد: إن مشروع القانون يقدم تعريفات واضحة للأفعال المجرمة وبخاصة ازدراء الأديان حيث استثنى من الاتهام بازدراء الأديان المناقشات العلمية والقراءات النقدية لآراء وتفاسير العلماء».
وبحسب مشروع القانون فإنه، «يعد مرتكبا لجريمة ازدراء الأديان كل من تطاول على الذات الإلهية أو الطعن فيها أو المساس بها، أو تطاول على أحد الأنبياء أو الرسل أو زوجاتهم أو آلهم أو صحابتهم أو السخرية منهم أو المساس بهم، أو أساء إلى أى من الأديان أو إحدى شعائرها أو مقدساتها أو تجريحها أو التطاول عليها أو السخرية منها أو المساس بها أو التشويش على إقامة الشعائر أو الاحتفالات الدينية المرخصة أو تعطيلها بالعنف أو التهديد، ولا يدخل فى ذلك الحوار والنقاش العلمى بين الأديان و المعتقدات، وداخل كل منها، وكذلك لا يدخل فيه التفكير النقدى للتفاسير والآراء والمدارس الدينية للأئمة والعلماء والمفسرين.
كما يعد التعدى على أى من الكتب السماوية بالتحريف أو الإتلاف أو التدنيس أو الإساءة بأى شكل من الأشكال ازدراء للأديان، وكذلك يعد التخريب أو الإتلاف أو التدنيس لدور العبادة، وللمقابر، وللقبور أو ملحقاتها أو أى من محتوياتها ازدراء للأديان.
ويقضى مشروع القانون بعقوبة السجن مدة لا تقل عن خمس سنوات، وبالغرامة التى لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تزيد على مائتين وخمسين ألف جنيه كل من ارتكب فعلا من الأفعال المنصوص عليها فى البندين ( 1، 2 ) من المادة 3 من هذا القانون، بإحدى طرق التعبير أو غيرها من الصور الأخرى، وباستخدام أى من الوسائل، وبالسجن المشدد، وبالغرامة التى لا تقل عن خمسين ألف جنيه ولا تزيد على مائة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من ارتكب فعلا من الأفعال المنصوص عليها فى البنود (3، 4، 5) من المادة 3 من هذا القانون، بإحدى طرق التعبير أو غيرها من الصور الأخرى، وباستخدام أى من الوسائل.
كما يعاقب بالسجن المشدد والغرامة التى لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تزيد على مائتين و خمسين ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من ارتكب فعلا من شأنه إحداث أى شكل من أشكال التمييز بإحدى طرق التعبير، أو باستخدام أية وسيلة من الوسائل.
وفى المادة السادسة من مشروع القانون، يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات وبالغرامة التى لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تزيد على مائتين وخمسين ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من ارتكب فعلا من شأنه إثارة خطاب الكراهية بإحدى طرق التعبير، أو باستخدام أية وسيلة من الوسائل.
أما المادة الثامنة فتقضى بعقوبة السجن مدة لا تقل عن سبع سنوات، وبالغرامة التى لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تزيد على خمسمائة ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، إذا وقعت الجرائم التى تحض على الكراهية من موظف عام أثناء أو بسبب أو بمناسبة تأدية عمله أو شخص ذى صفة دينية أو مكلفا بها أو وقع الفعل فى إحدى دور العبادة.
وتقضى المادة التاسعة من مشروع القانون بعقوبة السجن المؤبد لكل من استغل الدين فى رمى أفراد أو جماعات بالكفر باستخدام إحدى طرق التعبير أو باستخدام أى من الوسائل، وتكون العقوبة الإعدام إذا اقترن الرمى بالكفر تحريضا على القتل فوقعت الجريمة نتيجة لذلك.
كما تقضى المادة العاشرة بعقوبة السجن المشدد، وبالغرامة التى لا تقل عن خمسين ألف جنيه ولا تزيد على مائتين وخمسين ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من أنتج أو صنع أو روج أو باع أو عرض للبيع أو للتداول منتجات أو بضائع أو مطبوعات أو تسجيلات أو أفلاما أو أشرطة أو أسطوانات أو برامج الحاسب الآلى أو تطبيقات ذكية أو بيانات فى المجال الإلكترونى أو أى مواد صناعية أو أشياء أخرى تتضمن إحدى طرق التعبير، وكان من شأنها ازدراء الأديان أو التمييز أو إثارة خطاب الكراهية.
ــ يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات كل من أنشأ أو أسس أو نظم أو أدار جمعية أو مركزا أو هيئة أو منظمة أو تنظيما أو جماعة أو فرعا لإحداها، أو استخدم لذلك أى وسيلة من الوسائل، بغرض ازدراء الأديان أو التمييز أو إثارة خطاب الكراهية أو تحبيذ ذلك أو الترويج له، وتحكم المحكمة بحل هذه الجمعيات والمؤسسات والمراكز والهيئات والمنظمات والتنظيمات والجماعات وفروعها، كما تحكم بمصادرة الأموال والأمتعة أو الأدوات أو الأوراق التى استعملت فى ارتكاب الجرائم المنصوص عليها فى هذا القانون.
ــ يعاقب بالسجن المشدد كل من انضم إلى أى من الجهات المنصوص عليها فى هذه المادة أو شارك فيها أو أعانها بأية صورة مع علمه بأغراضها.

مادة 12:
ــ يعاقب بالسجن المشدد كل من عقد أو نظم مؤتمرا أو اجتماعا فى الدولة وكان الغرض منه ازدراء الأديان أو التمييز أو إثارة خطاب الكراهية.
ــ ويعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر كل من شارك فى المؤتمر أو الاجتماع مع علمه بأغراضه، وللسلطات العامة فض المؤتمر أو الاجتماع مع استعمال القوة عند الاقتضاء.

مادة 13:
يعاقب بالسجن المشدد وبالغرامة التى لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تزيد على خمسمائة ألف جنيه كل من قدم أو عرض أو طلب أو قبل أو حصل أو سلم أو تسلم أموالا أو دعما ماديا بطريق مباشر أو غير مباشر، متى كان ذلك بقصد ارتكاب فعل من الأفعال المعاقب عليها بموجب أحكام هذا القانون.

مادة 14:
يعاقب ممثل أو مدير أو وكيل الشخص الاعتبارى إذا ارتكبت جريمة من الجرائم المنصوص عليها فى هذا القانون بواسطة أحد العاملين لديه باسمه ولصالحه بذات العقوبات المقررة عن الجريمة المرتكبة، إذا ثبت علمه بها، ويكون الشخص الاعتبارى مسئولا بالتضامن عن الوفاء بما يحكم به من عقوبات مالية أو تعويضات.

مادة 15:
يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبالغرامة التى لا تقل عن عشرة آلاف جنيه، ولا تزيد على ثلاثين ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من قام بهتافات الكراهية سواء بمفرده أو بمشاركة غيره، وسواء كان ذلك فى تجمعات سياسية أو رياضية أو غيرها.

مادة 16:
يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين وبالغرامة التى لا تقل عن ثلاثين ألف جنيه ولا تزيد على مائة ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من قام بالتشهير بشخصٍ أو هيئة.

 القرآن كتاب الدنيا والآخرة1
إذا كان الناس يطلبون العدالة و ينفرون من الظلم، فعليهم تعلم سبيل النضال ضد الظلم من القرآن. و إذا كان الناس يطلبون العلم و يرومون عن طريق المعرفة والاطلاع والعلم تطوير حياتهم و تحقيق الراحة و الرفاه لأنفسهم فإن القرآن يدل علی السبيل إلی ذلك. و إذا كان الناس ينشدون الاتصال بالله تعالی و الصفاء المعنوي والروحي والتعرف علی مقام القرب الإلهي فالسبيل إلی ذلك هو القرآن الكريم.

القرآن نظام متكامل للحياة 2
القرآن مصدر عزّة المسلمين . القرآن نابض بالحياة على الدوام، وهو يهتمّ بمتطلّبات الإنسان، هو نظام متكامل للحياة الاجتماعيّة. وبإمكانه أن يكون أفضل وصفة لسعادة الإنسانيّة.

حياة الأمم باتباع منهج القرآن3
حياة الأمم والشعوب بالاطلاع علی معارف القرآن والعمل بمقتضی هذه المعارف و العمل بالأحكام القرآنية. كل النواقص في العالم الإسلامي نتيجة‌ الابتعاد عن المعارف الإلهية والقرآنية.

الأنس بالقرآن مقدمة للتدبر فيه
إنّ من لم يكن واقفاً على المعارف القرآنية، ولا يتدبر في القرآن، ولا يأنس به، كيف يتسنى له أن يكون مرشداً في مجتمع يريد أن يسير قدماً على أساس القرآن؟ يجب على مثقفينا أن يتعرفوا على القرآن، وعلى شبابنا أن يتعلموا القرآن، ويكثروا من الأنس به.

القراءة الخاشعة مدخل للأنس بالقرآن 4
إن هذه الجلسات (جلسات تلاوة القرآن) وهذا التشجيع على التلاوات الجيدة هي مقدمة لجعل مجتمعنا يأنس بالقرآن الكريم، ويقترب منه. إذن، هذه مقدمات للأنس بالقرآن.

وإذا حصل الأنس بالقرآن عندئذ سيُفسح المجال أمام الإنسان لأن يستفتي القرآن ويطلب كلام القرآن في الميادين الحياتية المختلفة ويستمع إليه.

والشكل الآخر هو أن يقرأوا القرآن بنحو - بهذه الأصوات وهذه الألحان والأنغام - يبعث على خشوع القلوب وتذكيرها بالله: ﴿وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا. هكذا قراءة تقرب الإنسان إلى حالة الخشوع والتضرع. هناك من بين القراء المعروفين من هم من هذا النمط: قراءتهم قراءة خاشعة.

إذا خشع القلب أمام آيات القرآن سَرَت هدايته إليه
إذا حصل الخشوع أمام الآيات؛ عندئذ يتأثر القلب بالهداية القرآنية. ترون بعض القلوب لا تتأثر مهما قُرئ عليها من آيات القرآن وهداياته. والبعض الآخر على العكس: ﴿فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء.

نحن جميعًا نقرأ الآيات باستمرار ونكررها، ونذكرها لبعضنا، أنتم تذكرونها لي، وأنا أذكرها لكم. إذن يجب والحال هذه أن تتأثر قلوبنا بهذه المفاهيم. لنفترض مثلًا قوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا، هذه الآية تعليم قرآني ، وقد كررناها دائمًا ونقرؤها باستمرار. حينما تنزل هذه الآية الكريمة على قلوبنا كإلهام إلهي - إذا اجتذبها القلب وهضمها وانصبت الروح في قالبها - عندئذ ستكون قضية الوحدة قضية أساسية بالنسبة لنا، فلا نُفسد الوحدات الوطنية العظيمة لأغراض ومقاصد شخصية. لاحظوا أن الآية تترك أثرها هنا.

هذا هو أمر القرآن على كل حال، فلماذا لا نعمل به؟ أين هي المشكلة؟ المشكلة تكمن هنا.

إذا جعلنا قلوبنا أوعية تستضيف شآبيب [أمطار] رحمة القرآن وأمطار هدايته؛ إذا سلّمنا القلوب للقرآن، كانت تلك الأمور سهلة علينا. عندئذ لن تؤدي المقاصد الشخصية، والأغراض الشخصية، والمصالح المادية، وطلب السلطة، وحب المال، والصداقات الخاصة إلى أن ينسى الإنسان هذه التوصية القرآنية والهداية القرآنية، ويفقدها، ويتركها وراء ظهره.

لنقرأ القرآن دوما
إنّ فتح المصحف أمامنا، والاستماع لآيات القرآن، وقراءتها، يجب أن تأخذ بأيدينا إلى هذه المستويات درجةً درجةً. هذه هي الحال الصحيحة التي يجب أن نحققها. وهذه هي خصوصية القرآن الكريم. ليس القرآن كباقي الكتب العادية يقرؤها الإنسان مرةً واحدةً ثم يغلقها ويتركها. لا، إنه كماء الشرب؛ يحتاجه الإنسان دائمًا. تأثيره تدريجي ويستغرق زمنًا ولا نهاية له. لا نهاية لهداية القرآن. كلما تعلمتم من القرآن أكثر كلما انفتحت أمامكم أبواب، واتضحت مجهولات. هكذا هو القرآن. لذلك ينبغي قراءة القرآن دومًا. والوسيلة لذلك هو أن يكون لنا أُنسنا بالقرآن. ليقرأ شبابنا القرآن بأصوات حسنة وألحان جيدة ويراعوا فيه الجوانب المختلفة. وكما ألمحت، ليجعلوا الخشوع من العناصر البناءة في التلاوة.


تطهير القلب شرط للاهتداء بالقرآن5
إن من يريد السير في طريق القرآن عليه إعداد فؤاده لمواجهة الحقيقة القرآنية الخالصة. بمعنى أن عليه تطهير قلبه. إذا لم يكن القلب طاهرًا ولم يكن جاهزًا لتقبل الحق والحقيقة من لسان القرآن، وإذا كان متعلّقًا ومنجذبًا للأسس غير الإسلامية وغير الإلهية، ثمَّ واجه القرآن فسوف لن ينتفع منه شيئًا. يقول القرآن: ﴿يضلُّ به كثيرًا ويهدي به كثيرًا. حسنا، لماذا الإضلال بالقرآن؟ الهداية بالقرآن حالة معلومة وواضحة، ولكن لماذا الإضلال بالقرآن؟ السبب هو: "وأما الذين في قلوبهم مرضٌ فزادتهم رجسًا إلى رجسهم" . فالذين في قلوبهم مرض حينما يقرأون القرآن يتضاعف الرجس الذي في داخلهم؛ تزيدهم الآيات القرآنية أو السور القرآنية رجسًا. فما هو هذا الرجس؟ ما هو هذا المرض؟ إنه الأمراض الأخلاقية. حينما نكون مصابين بالحسد، والنوايا السيئة، والحرص، والتكالب على الدنيا، وحينما تتغلب علينا الشهوات وطلب السلطة، وحين نسحق الحق ونتجاهله ونكتمه؛ عندها لن ننتفع من القرآن. سوف نتلقّى من القرآن نقيض الشيء الذي ينبغي أن نأخذه منه. ينبغي التقرّب إلى القرآن بطهر لتؤثر أنوار القرآن ودعوة القرآن في قلوبنا، ونستطيع الانتفاع منها إن شاء الله.

 

(1) كلمته في حملة القرآن الكريم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك ـ 02/08/2011
(2)
ألإمام الخامنئي ـ الكلمات القصار
(3)
كلمته في لقائه المشاركين في المسابقات الدولية للقرآن الكريم 22-5-2015
(4)
من كلمة الإمام الخامنئي في قرّاء القرآن الكريم  22/08/2009
(5)
من كلمة الإمام الخامنئي أمام الباحثات القرآنيّات في إيران  20/10/2009

اعتبر مراقبون جزائريون أن كلاً من رئيس الحكومة السابق عبدالمالك سلال، ومدير ديوان الرئاسة أحمد أويحي، ووزير الخارجية السابق رمطان لعمامرة، شخصيات خسرت الكثير بعد آخر تعديل حكومي أجراه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة  الذي منح رئاسة الحكومة إلى حليفه المقرب عبدالمجيد تبون، مشيرين الى أن ابتعاد هؤلاء قد يرتبط من منظور آخر ببداية سباق الرئاسة على اعتبار أنهم مرشحون بقوة لتسلم منصب رئيس البلاد.

وأفادت مصادر مأذونة بأن وزير الخارجية السابق رمطان لعمامرة رفض عرضاً من الرئاسة بتعيينه سفيراً فوق العادة في باريس، وهو منصب شاغر منذ شهور، ما عكس شعوراً سلبياً لدى الأخير تجاه التغيير الحكومي الذي أطاح به من قيادة الديبلوماسية الجزائرية. وكان لعمامرة تولى حقيبة الخارجية قادماً من رئاسة مجلس الأمن والسلم الإفريقي، لكنه ظل وزيراً منقوص الصلاحيات بوجود عبدالقادر مساهل الذي أصبح بمثابة وزير ثانٍ للخارجية بعد أن رافق لعمامرة في إدارة ملفات الشؤون العربية والإفريقية والجامعة العربية.

ويلقى لعمامرة قبولاً واسعاً لدى نخب جزائرية، لذلك رشحته دوائر عدة ليكون خليفة بوتفليقة الذي تنتهي ولايته الرابعة في ربيع عام 2019، ويُعتقد على نطاق واسع أن الرئيس لن يجدد ترشحه رغم استباق حزب "جبهة التحرير الوطني" الحاكم، ذلك بترشيحه لولاية خامسة. ويصعب فهم مزاج محيط الرئاسة في إبعاد المرشحين المحتملين لخلافة بوتفليقة، إذ يقول بعضهم إن النظام الجزائري يتعمد عادةً إبعاد الشخصيات التي يرى أنها جاهزة لمنصب الرئيس كي تستمر الدائرة المتنفذة في تحضير الخليفة الذي يحقق أكبر إجماع ممكن، من دون مفاجآت.

في المقابل، يظن آخرون أن آخر تعديل حكومي قد يشكّل إبعاداً بغرض تحضير "فرسان سباق" لأول انتخابات رئاسية تعددية حقيقية منذ عام 1999، إذ حظي بوتفليقة في المحطات الانتخابية الـ4 السابقة بدعم الجيش والاستخبارات والمنظمات الجماهيرية والأحزاب الكبرى، إضافة إلى "جبهة التحرير الوطني".

ولا يختلف وضع سلال، عن الباقين، إذ قاد الحكومة لمدة 5 سنوات من دون أخطاء تُذكر من منظور مؤسسة الرئاسة، فظلّ وفياً للرئيس، بعد أن رافقه في الجهاز التنفيذي لـ18 سنة وقاد حملته الانتخابية في 3 مواعيد رئاسية بدءاً من عام 2004 باستثناء انتخابات 1999 حين كان علي بن فليس (رئيس حكومة سابق) تسلم إدارة حملة بوتفليقة الإنتخابية. وتوقعت مصادر مأذونة منح سلال منصباً استراتيجياً بعد انتهاء عطلته.

وكانت أوساط عدة رشحت أن يعيد بوتفليقة، مدير ديوان الرئاسة، أحمد أويحيى، إلى قيادة الحكومة. ويُعدّ أويحي شخصية أكثر براغماتية من سلال، وصاحب نظرة اقتصادية مغايرة تعتمد أساساً على صناعة الإنتاج مقابل زيادة الأجور. واعتمد أويحيى خلال الحملة الانتخابية الاشتراعية خطاباً مناهضاً لسياسات سلال، ما جعله بنظر صحف جزائرية مرشحاً بقوة لتولي الحكومة وفق نظرة اقتصادية أكثر تشدداً.

وأعاد بوتفليقة، أويحيى إلى ديوان الرئاسة منذ عام 2013، بعد شهور على إبعاده من الحكومة ثم من الأمانة العامة لحزبه "التجمع الوطني الديموقراطي"، بسبب خلافات أُشيع أنها نشبت بين أويحيى ومدير الاستخبارات السابق الفريق محمد مدين توفيق .

في سياق آخر، أنهى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة أمس، مهمات وزير السياحة مسعود بن عقون، بعد يومين على تسلمه مهماته في الحكومة الجديدة، ولم تكشف الرئاسة أسباب إقالة الوزير الوحيد المنتمي إلى الحركة الشعبية الجزائرية.

الإثنين, 29 أيار 2017 11:31

ترامب والإسلام بين خطابين

من تابع، ولو جزئيا، تصريحات دونالد ترامب المرشح للبيت الأبيض، وما بات يتحدث به عن الإسلام والمسلمين بعد مرور مائة يوم من تسلمه السلطة، يلاحظ، دون شك، حصول تحول في منطوق ما يفوه به، ويعلنه  جهرا في مناسبات كثيرة، لا سيما خلال زيارته مؤخرا للمملكة العربية السعودية، والتقائه بوفود قرابة خمسين دولة عربية وإسلامية. فهو في الواقع تَحوُّلٌ مفهوم ومعتاد في السياسة ولدى السياسيين على وجه التحديد.. إنه من قبيل ما يُقال عنه “كلام الليل يمحوه النهار”.

لنرجع إلى ما شكّل لازِمات ثابتة ومتكررة في الخطاب الانتخابي للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، ونُمعِن النظر في حمولاتها ومقاصدها، ولنُقارن بما حصل لاحقا بعد أن فاز ترامب، وشرع في اختبار تعقيدات السياسة من موقع الممارسة، وللممارسة ضروراتها، كما يُقال. فقد استعمل أكثر ما من مرة مصطلح الكراهية في سياق حديثه عن الإسلام والمسلمين والعالم الإسلامي عموما.. قال بالحرف الواحد: “المسلمون يكرهوننا”، وإن لديهم تجاه أمريكا “كماهائلا من الكراهية”. وفي  تكرار حديثه عن التطرف الديني، والإسلامي على وجه الدقة، تكلم بصفة المطلق، واعتبر كل ما له صلة بالإسلام والمسلمين مصدر تطرف وعنف وشرّ لأمريكا وللبشرية قاطبة، بل إنه أعطى الدليل على جدية قوله ونظرته تجاه الإسلام والمسلمين، حين دشّن ممارسة سلطته بعد أداء القسم مباشرة بإصدار قرار يمنع سبع دول إسلامية من دخول الأراضي الأمريكية، لولا اعتراض قضاء الولايات واستقلالية أعضائه في الامتناع عن تطبيقه.

تميز خطاب ترامب خلال الحملة الانتخابية بحدة لغة حديثه عن المسلمين، وإطلاقية الأوصاف التي ألصقها بالإسلام ومن يعتنقه في بقاع العالم، ولم يحصل أن ميز المرشح الجمهوري بين الإسلام كعقيدة، تدعو إلى السلام والتسامح وتنبذ العنف والقتل العمد، والحركات الممارِسة للتطرف باسمه، بل وضع الكل في سُلة واحدة، وألصق بالإسلام كل ما حصل ويحصل من فصول التطرف ومعاداة الحياة. والحقيقة أن قصده من هذا، وهدف من كانوا وراء صناعة خطابه الانتخابي، كان يروم استمالة الناخب الأمريكي، وتخويفه كي يصوت لمرشحهم الجمهوري  دونالد ترامب.. علما أن التاريخ الأمريكي ينطوي على مفارقات كثيرة بخصوص رؤية القادة الأمريكيين للإسلام والمسلمين، وحدود قدرتهم على التمييز بين الإسلام وما يُلصق به من أوصاف ونعوت. لنتذكر من الأمثلة القريبة زمنيا أن الرئيس كلينتون كان أول من أصدر تهنئة رسمية بحلول شهر رمضان، كما عين أول سفير أمريكي مسلم في “فيجي”، هو عثمان صديقي، أو الرئيس بوش الابن، الذي نقل نسخة القرآن الكريم من مكتبة جيفرسون إلى مكتبة البيت الأبيض عام 2005، ولا ننسى خطبة  أوباما في جامعة القاهرة سنة 2009، وما ورد فيها من رؤى إيجابية تجاه الإسلام والمسلمين، منها تحديدا قوله إن أول اعترف بأمريكا عند تأسيسها جاء من دولة مسلمة، أي المغرب، وليس من دولة مسيحية، وتشديده على أن الإسلام جزء من الواقع الأمريكي المتعدد، حيث هناك 1200 مسجد وبيت عبادة لقرابة سبعة ملايين مسلم في الولايات المتحدة الأمريكية.

ربما كان طبيعيا أن يعرف خطاب ترامب تحولا تجاه نظرته للإسلام والمسلمين بعد مرور وقت قصير من شروعه في ممارسة السلطة، وهذا ما حصل فعلا حين خصص أول زيارة له لعاصمة العالم الإسلامي وقبلة المسلمين المملكة العربية السعودية، وحديثه المميِّز بين الإسلام المتسامح والمسالم ونظيره المتطرف والمتشدد، وإشاراته الواضحة إلى عدم وضع الإسلام والمسلمين وما يحصل من أشكال التطرف والعنف في سلة واحدة. أما لماذا حصل التحول من خطاب إلى آخر مغاير له، فمرده إلى مصادر كثيرة وليس إلى باعث واحد.. فـ”ترامب” المرشح، الباحث عن كل ما من شأنه أن يستميل الناخبين إليه، ولو بالترهيب والترغيب والكذب، ليس هو ترامب الممارس للسلطة، والمحتك بضروراتها، وعلى رأسها بالنسبة إلى ترامب الضرورة الاقتصادية والمالية. فهذا المرشح الذي أطلقت في حقه كل أوصاف التجريح، ونُعت بالأبله، وغير الذكي، والمهرول نحو الصفقات وكسب المال، زار المملكة العربية السعودية، ليخرج منها بعد يومين بصفقة قدرت بـ 480 مليار دولار، لم يستطع الحصول عليها أي رئيس أمريكي سابق.. ولعل هذه مجرد بداية، وما هو مقبل يبقى في علم الله.