
emamian
مورا: سنعود الى فيينا الاربعاء أو الخميس لاستئناف المفاوضات
قال مندوب الاتحاد الاوروبي في مفاوضات فيينا انريكي مورا ان الوفود الدولية ستعود الى فيينا لاستئناف المفاوضات يوم الاربعاء أو الخميس المقبل.
وقال مورا، عقب انتهاء الاجتماع الختامي لمفاوضات فيينا اليوم الجمعة، إن المشاورات ستستمر وستدرس جميع الاطراف المقترحات المقدمة.
واضاف: إن مشاورات مفيدة قد بدأت مع الوفد الايراني المفاوض الجديد.
وتابع: إن الوقت لن يكون الى مالانهاية وثمّة شعور بالحاجة الى اتخاذ خطوة عاجلة.
ويشار الى ان وفود ايران ومجموعة 4+1 (المانيا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين) قد عقدت بفيينا اليوم الجمعة اجتماعها الختامي وقررت العودة الى بلدانها لدراسة مقترحات ايران وإعداد الردود عليها ومن ثم استئناف المفاوضات الاسبوع المقبل.
وصية الله عز وجل لنا بالقسط والعدل
﴿وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّی يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها وَإِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كانَ ذا قُرْبی وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾([1])
إشارات:
- الله تعالی ينجز أعماله علی أفضل وجه: «أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ»([2])، «أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ»([3])، «نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ»([4])...إلخ، وهو عزّ جلّ يطلب منّا أن نکون کذلک وننجز أعمالنا علی أحسن صورة، «لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً»([5]) سواء في السلوکيات والنشاطات الاقتصادية، «إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ»([6])، أو في التخاطب مع المناوئين «وجَادِلْهُمْ بِالتي هِيَ أَحْسَنُ»([7])، أو القبول بکلام الآخرين «يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ»([8])، أو دفع شرور الناس من خلال تقديم الجواب الأفضل والأنسب «ادْفَعْ بِالتي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ»([9])، ونلاحظ استخدام لفظة "أحسن" في جميع هذه الآيات الکريمة.
- لقد ذاق قوم النبي شعيب عليه السلام عذاباً شديداً بسبب تطفيفهم، وقد ورد النهي عن التطفيف في القرآن الکريم ثلاث مرات.
- کلمة "كيل" تأتي في صيغتي الاسم والفعل، (کيل الطعام)، و(کلتُ له الطعام). يمکن أن يکون متعلّق "قسط" هو "اوفوا" أي بمعنی أعطوا الکيل حقّه، أو يتعلّق بالکيل والميزان، أي أن يکون الميزان سليماً لا يبخس الوزن. طبعاً، النتيجة واحدة في کلتا الحالتين.
التعاليم:
١- حذار أن نقرب مال اليتيم فليس هناک من يدافع عنه، کما أنّ ماله عبارة عن منزلق، «ولَا تَقْرَبُوا».
٢- من أجل المحافظة علی حقوق اليتيم يجب اختيار أفضل السبل لتنمية أمواله، «بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ»؛ لا ينبغي لأحد أن يقرب مال اليتيم إلّا من امتلک الجدارة الاقتصادية والتقوی اللازمة، «ولَا تَقْرَبُوا ... إِلَّا».
٣- يجب رفع الوصاية عن اليتيم عندما يبلغ مرحلة الرشد ويکتسب الخبرة اللازمة، «حَتَّی يَبْلُغَ أَشُدَّهُ».
٤- يجب أن يبتني النظام الاقتصادي للمجتمع المسلم علی القسط والعدل، «بِالْقِسْطِ».
٥- إذا لم يتيسّر تطبيق العدالة في حدّها الأعلی، فلا نترک الحدّ الأدنی والعمل بالممکن، «لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا».
٦- لا يوجد في التعاليم والأوامر والنواهي الإلهية ما يفوق وسع الإنسان وطاقته، «لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا».
٧- لا تکليف دون تمکين، «لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا».
٨- العدالة هي الأساس، إن في السلوک أو في القول، «وأَوْفُوا الْكَيْلَ... قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا»، لا بدّ من مراعاة العدالة في الشهادة أو الوصية أو القضاء أو صدور الأحکام أو النقد أو المدح.
٩- يجب الوفاء بالعهود الإلهية بما في ذلک أوامر العقل والوحي والضمير والفطرة، تشمل عبارة «وبِعَهْدِ اللهِ» عهود الله تعالی مع الإنسان، أو العهود التي يقطعها الإنسان مع ربّه، «وبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُوا».
١٠- حذار من تغليب علاقة القربی علی ضوابط الحقّ والعدل، «فَاعْدِلُوا ولَوكَانَ ذَا قُرْبی».
تفسير النور، سماحة الشيخ محسن قراءتي
([1]) الأنعام: 152
([2]) سورة المؤمنون، الآية ١٤.
([3]) سورة التين، الآية ٤.
([4]) سورة الزمر، الآية ٢٣.
([5]) سورة هود، الآية ٧.
([6]) سورة الأنعام، الآية ١٥٢.
([7]) سورة النحل، الآية ١٢٥.
([8]) سورة الزمر، الآية ١٨.
([9]) سورة المؤمنون، الآية ٩٦.
مفاوضات فيينا.. إيران ترهن التقدم برفع العقوبات وتلوح بخيارات أخرى وأنباء عن قرب التوصل لاتفاق
الوفود المشاركة في المفاوضات خلال الجلسة الأولى
قال مسؤول إيراني إن لدى بلاده خيارات أخرى في حال فشلت مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي، كما أكدت الخارجية الإيرانية أن هدف المشاركة هو التنفيذ الكامل للاتفاق النووي والتطبيع التجاري والاقتصادي.
ونقلت رويترز عن دبلوماسي أوروبي مساء اليوم الثلاثاء قوله "انتهينا من صياغة نحو 80% من نص اتفاق في محادثات إيران النووية".
وعلى هامش جلسات اليوم الثاني من الجولة السابعة من المفاوضات النووية، قال مصدر إيراني مسؤول للجزيرة إن لدى بلاده خيارات أخرى في حال فشل التفاوض، وإن الأطراف الأخرى تعلم ذلك.
ورأى المصدر أن التقدم في مفاوضات فيينا يعتمد على تقديم ضمانات حقيقية بشأن العقوبات، وأنه لا نقاش في أي ملفات سياسية وأمنية في فيينا، وأن الأولوية لرفع العقوبات.
وقال المسؤول الإيراني أيضا "نرفض الاتفاق المؤقت في فيينا لأنه يتعارض مع مصالحنا ويقيد برنامجنا النووي".
واتهم المصدر بعض الأطراف الغربية المشاركة في المفاوضات (لم يسمها) بأنها تسعى لفتح ملفات لا علاقة لها بالاتفاق النووي.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان -عبر تغريدة في تويتر- إن الهدف الرئيسي للمفاوضات هو التنفيذ الكامل والفعال للاتفاق، والسعي لتطبيع العلاقات التجارية والتعاون الاقتصادي مع بلاده.
كما أكد عبد اللهيان في تغريدات أخرى جدية بلاده في المفاوضات، وقال أيضا إنه أجرى محادثات عبر الهاتف مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول قضايا عدة، بما فيها المفاوضات النووية في فيينا.
وفي وقت سابق اليوم، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إن بلاده لن تقبل أي التزامات نووية جديدة خارج بنود الاتفاق النووي المبرم في 2015، وإن تركيزها في فيينا سيكون على رفع العقوبات.
وأعرب كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري عن تفاؤله بعد اختتام الجلسة الأولى أمس الاثنين، مشيرا إلى أن رفع جميع العقوبات هو الأولوية، وأن إحياء الاتفاق سيكون صعبا إذا استمرت "سياسة الضغوط الأميركية القصوى".
مواقف القوى الكبرى
وفي ما يتعلق بمواقف الدول المشاركة، قالت وزارة الخارجية الروسية إن المشاركين في فيينا قرروا استئناف عمل مجموعتي الخبراء بشأن العقوبات والمسائل النووية، مضيفة أنهم أكدوا سعيهم لتحقيق نتيجة إيجابية في أقرب وقت.
كما قال ممثل روسيا في المفاوضات ميخائيل أوليانوف إن واشنطن تؤكد استعدادها لرفع جميع العقوبات غير المتوافقة مع الاتفاق النووي مقابل عودة طهران للامتثال الكامل للاتفاق، موضحا أن القائمة الملموسة للعقوبات التي سيتم رفعُها هي موضوع المفاوضات.
وأبدى منسق الاتحاد الأوروبي في المفاوضات إنريكي مورا تفاؤله إزاء ما شاهده في اجتماع أمس، موضحا أن لجنة خاصة ستبدأ العمل اعتبارا من اليوم بشأن موضوع العقوبات.
أما موقف الولايات المتحدة فيتضح في بيان للبيت الأبيض مساء أمس، حيث قال إن الدبلوماسية هي السبيل الأمثل للتعامل مع إيران، وإن هدف واشنطن ما زال العودة المشتركة للاتفاق النووي، في حين قالت الخارجية الأميركية إن استمرار إيران بالتصعيد النووي ليس بنّاء، ويتعارض مع هدف العودة للاتفاق.
وفي سياق متصل، قال المتحدث الرسمي للجيش الإسرائيلي ران كوخاف إن الجيش يسرّع الخطى لمنع إيران من أن تُصبح دولة ذات عتبة نووية.
وردا على استئناف المفاوضات النووية في فيينا، قال كوخاف "لا أتدخل في الشؤون السياسية، ولكن كما قلنا من قبل، نحن نستعد لكل الاحتمالات".
المصدر: الوكالات
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظله) في لقاء مع النخب وأصحاب المواهب المتفوّقة
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظله) في لقاء مع النخب وأصحاب المواهب المتفوّقة (2021/11/17م)
يجب أن نجعل إيران منبعاً للعلم في العالم في غضون خمسين عاماً
بسم الله الرحمن الرحيم[1]
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين، ولا سيّما بقيّة الله في الأرضين.
إنّني مسرور أنّ هذا اللقاء تحقق هذا العام، بحمد لله. بالطبع، كنا في السنوات السابقة نلتقي بالنّخب كل عام، [لكن] العام الماضي لم نُوفَّق لذلك. لقد كان لقاء اليوم مفيداً لي، أعني: لقد استفدت حقاً من المواضيع التي طرحها هنا أصدقاؤنا وأعزاؤنا الشّباب والفتيات. طبعاً مسألة الحكم على دقة الكلام وعمقه وصحته تأتي لاحقاً؛ ينبغي للمرء أن يتأمل أكثر في ما قلتموه. لكن على عجل، إنّ ما سمعته هنا كان مفيداً لي وقد استفدت منه. أوجّه جزيل الشكر إلى الأصدقاء الذين بذلوا العناء وأدلوا بكلماتهم. أودّ أن أحدثكم في بضع نقاط حول النّخبوية والنّخب، إذا أتيح المجال والوقت، وأودّ أيضاً أن أتحدث قليلاً عن الشركات القائمة على المعرفة في ختام كلمتي.
النّخبوية هبة إلهيّة تستوجب شكر الله
أعزائي، النقطة الأولى هي أن النّخبوية نعمة إلهية، وهي هبة إلهية، والنعمة الإلهية يجب شكرها. ينبغي أن يكون أول ما يتبادر إلى أذهانكم هو أن تكونوا شاكرين هذه النعمة؛ {وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}[2] في سورة النحل. وفي مواضع أخرى من القرآن [وردت] هذه أيضاً: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّه}[3]. هذا تكليف دائم. سأتحدّث عن كيفية الشكر في أحد العناوين اللاحقة التي سوف أطرحها. النقطة الأولى هي أن تكونوا ملتفتين إلى الشكر على نعمة النّخبوية، وأن تشكروا هذه الهبة الإلهية.
الاستفادة من القابليّات شرطٌ ليصير الأشخاص الموهوبون نُخَباً
النقطة الثانية: ما يجعل النّخبة نخبةً ليس مجرّد الموهبة والقابلية الذهنية. هناك كثيرون لديهم الموهبة والقدرة الذهنية أيضاً، لكنها تُضَيّع ولا تبرز إطلاقاً أو لا يستفاد منها بصورة صحيحة ولائقة ولا تتحول إلى نخبة. ما يجعل النّخبة نخبةً، بالإضافة إلى الموهبة والقابلية الذهنية، هو تقدير هذه الحقيقة والنعمة. يجب تقدير النعمة والعمل والسعي على أساسها. فالإنسان الموهوب وصاحب القدرات إذا لم يفعّل هذا الذهن ولم يستفد من هذه القابلية، وقضّى [الحياة] بالكسل والخمول وقلة الاهتمام والغفلة، فمن المسلَّم به أنه لن يصير نخبة. النّخبة هو مَن يُقدِّر، أي يعرف قدر الموهبة، ويفعّلها، ويحوّل نفسه إلى نخبة بالهمّة العالية وقبول العناء والمثابرة. طبعاً هذا التقدير هو أولاً على عاتقه، وثانياً على عاتق البيئة. والبيئة تعني مجموعة الحكم أو مجموعة المسؤولين، وفي مرحلة ما الوالدين، وفي مرحلة [أخرى] المعلّم أو أستاذ الجامعة. هؤلاء يجب عليهم التقدير، [لكن] مجمل التقدير يجب أن يكون من النّخبة أنفسهم.
الحرب النّاعمة للمستعمرين ضدّ مواهب الشّعوب
بالطبع هذا في ما يتعلق بشخص النّخبة. وينطبق الشيء نفسه على البلد عامة. بلدنا أعلى من المتوسط العالمي من حيث الموهبة الذهنية. هذا ليس ادعاءً بل شيء مثبت ومحتوم؛ وهو يعني أن شعبنا نخبوي بالقوة (مقابل بالفعل).
جزء مهمّ من الحرب النّاعمة للمستعمرين اليوم وعلى الدّوام أيضاً - هذا مشهود اليوم وكان في السّابق أكثر - هو أن يجعلوا شعبنا أو أيّ شعبٍ يملك المواهب غافلاً عن مواهبه، أو غير مبالٍ بتلك المواهب، أو حتى يوصلوه إلى وضع يُنكر فيه هذه المواهب بنفسه، إذ يكرّرون قول: أنت لا تستطيع، لا تستطيع، لا تستطيع... حتّى يُصدّق أنه لا يستطيع، ويقول بنفسه: أنا لا أستطيع! لقد كان ذلك إحدى الممارسات الرائجة. منذ بداية دخول الاستعمار إلى البلدان كان ذلك إحدى الممارسات. ففي أفريقيا، كانت هناك حضارات عظيمة - في جزء من أفريقيا، غربي أفريقيا ونقاط أخرى – وقد دُمرّت بالكامل، واندثرت.
يتحدّث نهرو[4] في مذكّراته فيقول في [كتابه] «لمحات من تاريخ العالم» إنّ الهند كانت قبل دخول البريطانيّين إليها بلداً مكتفياً ذاتيّاً في صناعاته المحليّة - الصناعات ذاك اليوم، أوائل القرن التاسع عشر - ثم عندما دخل البريطانيّون، شركة الهند الشرقيّة في البداية وبعدها الحكومة البريطانيّة... عندما دخلوا أوصلوا الوضع إلى نقطة صار الهنود يشعرون فيها أنه لا يمكن العيش إلّا بالمنتجات البريطانية والأجنبية، أيْ إنكار الشعب قدراته!
هذا ما كانت عليه الحال في بلدنا أيضاً؛ نحن كنّا مبتلين بهذه البليّة قبل أكثر من مئتي عام تقريباً، أي حتّى قبل انتصار الثورة الإسلاميّة. لا بدّ أنّكم سمعتم أنّه حين طُرحت قضيّة تأميم النّفط، وقيل أن الإيرانيّين يملكون النّفط ويجب أن يُديروه بأنفسهم وما إلى ذلك، كان يقول رئيس وزراء عهد الطاغوت لانتقاد هذه الفكرة: فليذهب الإيرانيّون ويصنعوا «لولهنغ»[5]! أنتم لم تروا «لولهنغ»! «لولهنغ» هو الإبريق الذي لا يُصنع حتى من التَّنك بل من الطّين. في تلك الأيام، في مرحلة صبانا وطفولتنا، كان «لولهنغ» لا يزال موجوداً. فقال: ليذهب الإيرانيّون ويصنعوا إبريق الطّين [أولاً]! لقد كانوا يوصلون شعباً إلى هذا المستوى!
الغفلة مقدّمة لنهب الشّعوب
عندما تسود الغفلة عن القدرات الذاتية لدى شعب ما، يصير نهب ذلك الشعب سهلاً. التفتوا! إن الغفلة والنهب يكملان بعضهما بعضاً. الغفلة مقدمة للنهب، والنهب يزيد الغفلة. الغفلة والنهب مترافقان. هذا يصدق على البلدان التي كانت تحت نير الاستعمار مباشرة، وأيضاً على مكان مثل بلدنا الذي لم يكن مستعمراً مباشرة. لهذا، يريدون منا أن نكون غافلين. مبحث الغفلة في القرآن لافت، فقد جرى التطرّق إلى قضيّة الغفلة بمنتهى الصّراحة: {وَدَّ الَّذينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَميلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً واحِدَةً}[6]. العدو يريدكم أن تغفلوا عن أسلحتكم وممتلكاتكم. تلاحظون قضيّة الطائرات دون طيار والصواريخ وأمثال هذه [الأشياء] كيف تُثار في العالم هذه الأيّام كقضيّة أساسيّة ومهمّة. العدو يريدكم أن تغفلوا عن هذه [الأمور] وتغضّوا الطّرف عن هذه القدرات حتّى يهاجمكم بسهولة. هذا [كلامي] بشأن هذه القضية. حسناً الآن... حتى لا تُبعدنا قضية الصواريخ عن قضية النّخب.
الشّعور بالمسؤوليّة عند النّخب تجاه قضايا البلاد
النقطة التالية حول النّخبوية والنّخب هي مناقشة إحساس النّخب بالمسؤولية... الشعور بالمسؤولية. طبعاً جهاز حُكم الدولة لديه مسؤوليات مهمة تجاه وضع النّخب - لا شك في ذلك، وأتمنى أن يتمكن مسؤولو الدولة وأنا والآخرون من القيام على مسؤوليتنا هذه على أفضل وجه إن شاء الله - ولكن شخص النّخبة، الشاب النّخبة، يجب أن يشعر بالمسؤولية أيضاً تجاه قضايا البلد، وفي بعض الأحيان من الضروري أن يتأقلم الشاب النّخبة مع الصعوبات. هذه واحدة من أهم النقاط الأخلاقية التي يجب أن تكون محط اهتمام. إن هذا الانطباع بأن كل شيء يجب أن يكون جاهزاً وفي مكانه حتى تتمكن النّخبة من العمل هو غير صائب؛ في بعض الأحيان عليكم أن تحاربوا الموانع، وهذا ما جاء ضمن كلام بعض الأصدقاء. بالطبع، يُشاهَد بعض القسوة في أجهزة إدارة البلاد والحكم المختلفة، وأحياناً يُمارس شيءٌ من القسوة بحق النّخب. نعلم هذا، ونحن مطّلعون، لكن لا ينبغي أن يثني ذلك النّخب عن مواصلة الطريق والفعّالية والسعي، ولا أن يثبّط عزيمتهم. هناك من يقول: «يا سيد! ذهبنا إلى الدائرة الفلانية، أو الجامعة الفلانية، وعاملونا بتلك الطريقة». هذه [الحالات] لا ينبغي أن تثبّط عزيمة النّخبوي، [بل] يجب أن يشعر بالمسؤولية ويسعى ويتابع. هذا هو الشكر الذي أشرنا إليه. شكر نعمة النّخبوية هي من جملة هذا [الشكر]. لا بدّ أن يشكر؛ الشكر العملي هو في أن يسعى وينشط. بالطبع جزء آخر من الشكر هو الانتباه إلى حقيقة أن نعمة النّخبوية هذه قد منحها له الله المتعالي، وأيّ نتيجة تترتب على النّخبوية [ينبغي] أن تكون في اتجاه الإرادة الإلهية واتجاه رضى الله، وهذا بالطبع مهم جداً، وهو ما يوجّه حركة النّخبة.
دور النّخب في وصول البلاد إلى صدارة العلم في العالم
النقطة الأخرى حول النّخب هي أن النّخبة العلمية – طبعاً حديثنا الآن عن النّخب العلمية - يجب أن تنظر إلى المستقبل والأفق المرسوم للعلم في البلاد، وأن تهتم به. قلنا إننا يجب أن نتحرك بطريقة تجعل إيران في مدة معقولة - قبل بضع سنوات قلتُ بعد خمسين عاماً – منبع العلم في العالم، أي إذا أراد الناس الحصول على أحدث الاكتشافات العلمية، فسيضطرون إلى تعلّم اللغة الفارسية. هذا مستقبل ممكنٌ. لا تتعجبوا منه. فقد كان الوضع كذلك في يوم من الأيام في العالم. كان علماؤنا ذات يوم، في فترة ما من التاريخ، فوق قمة العلم في العالم، وكانت كتبهم محط الاهتمام والاستناد إليها في جامعات العالم كافة، جامعات الغرب والشرق، أي الهند والصين وما إلى ذلك، وقد كان لديهم علمٌ أيضاً. يجب أن ننظر إلى هذا الأفق.
ترسيم مراحل الوصول إلى القمّة العلميّة للعالم
بالطبع هناك مراحل. المرحلة الأولى هي أن نجتاز المسافة التي تفصلنا اليوم عن حدود العلم في العالم، فنحن بعيدون. في إحصاءاتنا التي تعتمد على الإحصاءات العالمية، نُثني على تقدمنا العلمي، فهو جدير بالثناء وقد أحرزنا تقدماً حقاً، لكن مسافتنا بعيدة من الخطوط الأمامية للعلم في العالم. لقد أخّرونا مئتي عام. بعد انتصار الثورة الإسلامية، حدثت حركة ما، وبدأنا حركة أسرع منذ نحو عقدين وحققنا تقدماً جيداً، لكن مسافتنا لا تزال بعيدة. الخطوة الأولى هي سد هذه الفجوة. المرحلة الثانية هي تخطي خطوط العلم العالمي وحدوده. هذا يعني أنه يمكننا تقديم خدمات واكتشافات علمية جديدة إلى العالم. وسوف أتحدث أيضاً حول نقطة في هذا الشأن لاحقاً. والمرحلة التالية هي أن نسعى وراء حضارة إسلامية جديدة. من المؤكد أنه من أهم ركائز أيّ حضارة العلم - العلم النافع - ونحن الذين نكرر [مقولة] «الحضارة الإسلامية الجديدة»[7]، فبالتأكيد إحدى ركائزها التقدّم العلمي. فلنعدّ أنفسنا لذلك. إذا كانت أعينكم - بصفتكم نخبة - على هذا الأفق حتماً ستكون حركتكم العلمية ذات اتجاه صحيح، وستختفي هذه المشكلات التي تُقال أحياناً - قضية المقالات [العلمية] وهذه الأشياء التي ذكرها الأصدقاء - ومن ثمَّ سيتحدّد الاتجاه الصحيح ويُحرز تقدّم صحيح.
أهمّيّة دور النّخب في الإبداعات العلميّة
بالنسبة إلى النقطة التي أشرت إليها، أنا أتحدّث عن الإبداع العلمي، هذا مهم. اليوم هناك أعمالٌ علميّة كثيرة تُنجز في البلاد لكنّ غالبية هذه الأعمال متفرّعة عن علومٍ أنشأها الآخرون. خذوا مثالاً الطاقة النوويّة التي اكتشفها أحدهم، وها نحن نعمل عليها الآن. ما يُشكّل حاجة ولا بدّ أن يجري العمل عليه هو إبداع العلم. لا بدّ أن تكونوا مبدعين. عليكم أن تُنتجوا العلم الذي يتكوّن غالباً باكتشاف طاقة ما في الطّبيعة. الإبداع في العلم غالباً ما يكون ناجماً عن قانون موجود في الطبيعة لم يجرِ اكتشافه حتّى اليوم. فتعملون على اكتشاف معيّن لينتج ذاك العلم، وبناء عليه تتكوّن تقنيّات متعدّدة. علينا أن نتابع هذا الأمر. يجب على شبابنا النّخبويين أن يتابعوا ذلك، أي الإبداع في العلم. لنفترض مثالاً وجود الجاذبية - هذه أمثلة قديمة ونحن نضرب هذه الأمثلة منذ القدم - اكتشفها أحدٌ ما وجرى إيجاد المعرفة بناءً عليها. الطاقة الكهربائية كانت موجودة في الطبيعة، ولم يكن يعرفها أحد. اكتشفها شخص ما، وبناءً على ذلك تم إنشاء هذا المجال الواسع من العلوم والتكنولوجيا... أو في المجالات الأخرى والقضايا الجديدة مثل النانو والخلايا الجذعية والطاقة النووية. إن اكتشاف حقيقة ما في الطبيعة، أو سنّة ما، أو قانون ما، أو عنصر في الطبيعة الإلهية والصّنعات الإلهية، سيجعلكم تدركون مسألة علمية ما، وستكون هذه المسألة علماً، وسيجري تدوينها وتتوسع، ثم سوف تنتهي إلى التكنولوجيا وما شابه.
التّوجّه لحلّ المشكلات في المجامع العلميّة، ونشاط النّخب
ثمة نقطة أخرى حول النّخب، وقد أشرت إليها في بعض الأحيان من قبل[8]، وهي أن واحداً من أهداف المجتمع العلمي في البلاد - ليس النّخبة فقط [لكن] المجتمعات العلمية كافة، وبالطبع هذا ضروري أكثر في حالة النّخب - أن عليهم التفكير في قضايا البلد، والعمل الموجّه لحل المشكلات. التوجّه الذي محوره المشكلة مهمٌّ. توجد في البلاد قضايا أساسية يجب أخذها بالاعتبار وحلها بالأساليب والطرق العلمية. هناك حلٌّ لها. الآن قد أثار أصدقاؤنا هنا بعض هذه القضايا واقترحوا حلولاً. [بالطبع] أشرت إلى أن الحكم على هذه الحلول يتطلب تأمّلاً ودقّة، لكن من الممكن إيجاد حل علمي لمشكلات البلد جميعاً حتى يسعى [المرء] باطمئنان إلى حل المشكلة.
على سبيل المثال، إنّ أحد الموضوعات الذي نُبتلى به اليوم قضية المياه في البلاد. إنها إحدى القضايا. مشكلة المياه هي قضية البلاد، وستصبح مشكلة المياه مشكلة أكثر أهمية على مستوى العالم في المستقبل القريب جدّاً. حسناً، لهذا، يجب التفكير بطريقة علمية في هذا الأمر... أو قضية البيئة وحتى ازدحام السّير. ازدحام السّير من مشكلات الحياة. عندما تنتقل من زاوية إلى أخرى في طهران عليك أن تقود سيارتك ساعة وساعة وربع، فضلاً عن المشكلات [الأخرى]. حسناً هذا له حل. يجب إيجاد الحل بالعلم. الآفات الاجتماعية، ومشكلات الإدمان والطلاق والضواحي الحضرية والهجرة من القرى وتدميرها... هناك حلول لها كلها. قد يكون هناك مدير غير مبالٍ ولا يريد أن ينظر في هذه القضايا إطلاقاً، وهذا ليس موضوع حديثنا، ولكن عندما يُفترض أن المديرين يريدون حل المشكلة، يجب إيجاد حل علمي لها، وهناك حلّ بالتأكيد... أو قضايا الإدارة في البلاد، ومشكلات النظام النقدي والنظام المالي، ومشكلات النظام الضريبي والبنوك، وموانع نمو الإنتاج! لقد أطلقنا على هذا العام [شعار] «إزالة الموانع»[9]. لها [كلها] حلّ علمي. إنها تحتاج إلى توضيح بالعلم - سأشير إلى هذا الأمر لاحقاً - وعشرات من القضايا الأخرى. في النتيجة، فكّروا في المشكلات.
قدّموا إليّ تقريراً جاء فيه أنه في بعض البلدان المتقدمة في العالم غالباً ما تكون الجامعات غير حكومية، أي خاصة، لكن هذه الجامعات غير الحكومية تتلقى كثيراً من التمويل من الحكومات. لماذا؟ هم لا يعطون الأموال كيفما اتّفق للجامعات. لا، هم يحدّدون المشكلة للجامعة ويطلبون منها حل المشكلة، وبقدر ما تتمكن تلك الجامعة من حل هذه المشكلة لهم، سيكون لها دخل مالي من الحكومة والأجهزة الحاكمة. حسناً هذا جيّد جداً، فالتوجّه المحوريّ المشكلة في مجال الأعمال العلمية وأعمال النّخب أمرٌ مهمّ وضروري.
ارتقاء رتبة البلاد في موضوع الذّكاء الاصطناعيّ
لقد دوّنت [مُلاحظة] عن الذكاء الاصطناعي في ذيل التوجّه المحوريّ المشكلة هذا، وقد تحدث عنه أحد الأصدقاء اليوم. أقترح أن يكون الذكاء الاصطناعي واحداً من القضايا التي يجري التركيز عليها والاهتمام بها والتعمّق فيها، إذ سيكون له دورٌ في التحكّم في مستقبل العالم. علينا أن نعمل بما يجعلنا على الأقلّ في عِداد الدّول العشر الأولى في العالم في قضيّة الذكاء الاصطناعي، فنحن لسنا كذلك اليوم. في الدول التي تعمل أساساً في مجال الذكاء الاصطناعي اليوم وتتصدر القائمة، باستثناء أمريكا والصين وما شابههما، هناك بعض الدول الآسيوية والأوروبية [لكن] نحن لسنا منها. يبدو أن الدول الآسيوية أكثر. ويبدو أن تعداد الدول الآسيوية أكثر في المراكز العشرة الأولى. يجب أن نعمل على نحو يجعلنا على الأقلّ في عِداد الدّول العشر الأولى في العالم في هذه قضيّة.
تيئيس النّخب وتشجيعهم على الهجرة خيانة الوطن
نقطة أخرى عن النّخب هي موضوع الهجرة التي ورد ذكرها أيضاً في إحدى الكلمات اليوم. حسناً، في وقت ما، قد يرغب الطالب في أن يذهب للدراسة في بلد ما بناءً على احتياجاته أو احتياجاته الفكرية أو أسرته، ولا مشكلة في ذلك. لقد قلت مرات عدة إنه لا مانع من ذلك. المهم ألا ينسى أنه مَدين لبلده وأن يدرس ويعود، لكن المشكلة في ذلك الذي يحثّ على الهجرة. قدّموا إليّ تقريراً – بالطبع المسألة ليست جديدة، فمنذ مدّة طويلة هناك شيء من هذا القبيل – أنه في بعض الجامعات هناك عناصر يشجعون الشاب النّخبوي على مغادرة البلاد. أقولها بصراحة: هذه خيانة للوطن وعداوة معه وليست صداقة مع ذلك الشاب. يمكن للشباب النّخبويين اليوم أن ينمُوا في بلدنا، وفي بعض الأوقات، يمكنهم أن يذهبوا ويستفيدوا من بلد آخر ويعودوا، ولكن أن نخيّب آمال شاب ما في مستقبل البلد، ونحبطه، ونصوّر له المستقبل مرّاً ومظلماً، ليذهب ويهاجر، أرى أن هذا خيانة حقاً! علينا متابعة هذا الأمر.
الموانع الثّقافيّة أهمّ موانع الإنتاج في البلاد
ما دوّنته هنا حول إزالة موانع الانتاج - قلت إنّني سأشير إليه، وهو شعار هذا العام - هو أن الموانع الثقافيّة هي أهمّ الموانع أمام الإنتاج، وتمنعه أكثر من الموانع العمليّة والماديّة وأمثالها، وهي مثل الشعور باليأس أو بالعجز أو بفقدان المستقبل، والكسل، وفقدان الهمّة، والتسلية المضرّة. هذه الأشياء هي التي تعيق حقاً تقدّم الإنتاج. فالشّاب لدينا القادر مثلاً على تأسيس شركة قائمة على المعرفة وإنجاز جزء مهمّ من الأعمال يُكسبه مدخولاً ماديّاً ويعود بالنّفع على البلاد أيضاً، بدلاً من العمل والجهد وهذه الأشياء يلجأ إلى التسلية الإضافيّة. كثيرون من الناس مهووسون بأجهزة الكمبيوتر وما شابه. وغالباً ما يقضون وقتهم من المساء إلى الصباح، أو الصباح إلى المساء، في المواقع الافتراضيّة ويجولون فيها بعبثيّة ودون هدف وبلا نفع وفائدة. طلب الراحة، وغياب الهمّة، والهرب من المخاطرة... هذه هي الأشياء التي تُعدّ موانع رئيسيّة أمام الإنتاج.
الحاجة إلى الالتزام الصّارم بمعايير الشّركات القائمة على المعرفة
في ما يتعلّق بالشركات القائمة على المعرفة... حسناً، لحسن الحظ، ارتفع عدد الشركات القائمة على المعرفة وشهد تقدّماً جيّداً. [لدينا] نحو ستة آلاف شركة، كما في ذاكرتي. اليوم قال الدكتور ستّاري[10] إنها سبعة آلاف شركة. هذا أمر جيد جداً وعمل مهم تم إنجازه - بحمد الله - ويجب أن يزداد أيضاً. لا بدّ أن يكون هناك تشديد في مراعاة معايير أنها شركات قائمة على المعرفة، وأعتقد أنني أشرت إلى هذا [الأمر] سابقاً في مثل هذه الجلسة[11]، أي ألا يكون الأمر على هذا النحو، أن يرتفع عددها بسهولة دون الالتفات إلى كيفيّة العمل. للشركات المعرفية ضوابطها، ويجب التزام هذه الضوابط.
بالطبع الصّناعات الكبرى في بلدنا ليست قائمة على المعرفة، وهذا خللٌ كبير. أخبرني أشخاص، أصحاب رأي على ما يبدو، أن هذه الشركات الصغيرة القائمة على المعرفة يمكنها التأثير وجعل الصناعات الكبيرة في البلاد قائمة على المعرفة مثل صناعة السيارات وما شابه. إذا كان هذا العمل ممكناً، فيجب إنجازه حتماً.
شروط تقوية الشّركات القائمة على المعرفة:
التّرويج لمنتجاتها ومنع استيراد المنتجات الأجنبيّة المماثلة
الشرط الضروري لنمو الشركات القائمة على المعرفة وتقويتها هو إمكانيّة ترويجنا منتجاتها في البلاد – سأشير إلى موضوع الخارج والصادرات لاحقاً – واستهلاكها داخل البلد. الطريقة هي وقف الاستيراد لتلك المنتجات التي يصنعونها. لا أن يكون هناك مَن يثيرون الضجة مرّة أخرى، مثل مسألة الأجهزة المنزلية، ويقولون: «لماذا تقولون إنه يجب ألا يستوردوا الأجهزة المنزلية من بلد معيّن مثلاً؟». إنّ شرط نمو الشركات المحلية وتقويتها هو أن نوجد سوقاً داخلياً لها حتى تتمكن من الوقوف على قدميها. السوق المحلي ليس صغيراً. لا بدّ من إتاحة هذا السوق للإنتاج المحلي خاصّة الحكومات والمؤسسات الكبيرة التي تُعدّ أكبر عملائها.
على الحكومات، التي تعدّ أكبر مستهلك لهذه الصناعات والمنتجات الصناعية وأمثالها، أن توفر [ما تستهلكه] من هذه الشركات المعرفية وأن تستخدم المنتجات المحلية حتى لا يحطّم الاستيرادُ ظهورَ تلك الشركات. بالطبع عندما نقول: أوقفوا الاستيراد، نتحدث في الحقيقة عن مساعدة المصانع والشركات المحلية، فهذه الشركات المحلية لديها واجبات أيضاً. ينبغي لهم ألا يرفعوا الأسعار أو يخفضوا الجودة فتصير النصيحة التي تم تقديمها عديمة الفائدة بالكامل.
أهمّيّة التصدير ودور المؤسّسات المختلفة
لذا، إن إحدى القضايا هي الأسواق المحلية، ومن القضايا الأخرى قضية الصادرات. إذا لم يكن هناك صادرات كما يجب، فلن يحدث تطوّر كما ينبغي. وفي ما يخصّ الصادرات، يمكن لتلك الشركات أن تعمل بنفسها، وكذلك يمكن للحكومات أيضاً، لوزارة الخارجية ووزارة الصناعة والمعادن والتجارة وغيرهما، المساعدة وإيجاد أسواق خارجية. مؤسسة الإذاعة والتلفزيون يمكنها المساعدة أيضاً. هناك بعض الدول الأجنبية لديهم ذكريات طيّبة عن إيران، لكن إذا قالوا لهم: اذكروا اسم منتجين إيرانيين، فلا يمكنهم ذلك. فليعمل القسم الدولي في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون على الترويج لهذه المحصولات. إنها إحدى القضايا أيضاً.
الحاجة إلى زيادة حصّة الشّركات القائمة على المعرفة
في النّاتج المحلّيّ الإجماليّ
مسألة أخرى هي أن حصة الشركات القائمة على المعرفة في الناتج المحلي الإجمالي أقل من واحد في المئة كما أخبرني الدكتور ستاري. حسناً هذا قليل جداً. هذه الحصة من الإنتاج المحلي يجب أن ترتفع بالتأكيد. يجب أن تصل بعد ثلاث سنوات أو أربع إلى نسبة خمسة في المئة على الأقل. لا بدّ من بذل الجهود وأداء هذا العمل بجدّ، إن شاء الله. ونسأل الله المتعالي أن يوفقكم جميعاً. اقترب وقت الأذان وسأنهي حديثي.
الاستعانة بالشّباب النّخبويّين في مختلف الإدارات
أسال الله المتعالي التوفيق لكم. المستقبل لكم. اعلموا هذا، هذا البلد ملك لكم. أنتم من يصنع مستقبل هذا البلد وأنتم مديرو الغد فيه. أعدّوا أنفسكم وجهّزوا بلدكم أيضاً. إنّكم قادرون. بالطبع أنا [أوصي] المسؤولين والوزراء بالاستفادة من الشّباب النّخبويّين. لقد أوصيت كثيراً الحكومة السابقة – كانت مؤثرة في بعض الأحيان – [وأوصيت] هذه الحكومة أيضاً بالاستفادة من الشّباب في مختلف الإدارات: الإدارات المتوسطة والأدنى منها، التي تلعب دوراً مهماً أيضاً. وقد أشار إلى هذا أحد الأصدقاء هنا [أيضاً]، وحتى في الإدارات العليا الأمر كذلك. أنا أوصي [بذلك]، وهذا الأمر سيحدث، إن شاء الله. لكن عليكم أن تعدّوا أنفسكم وتجدوا مكانكم. ابحثوا عن الدور الذي يمكن أن تؤدّوه في تقدم البلاد. هنا يجب أن تظهر نخبويتكم وتحدّدوا موقعكم أين. استقروا في ذلك الموقع، وثابروا واعملوا.
أسأل الله المتعالي أن يحفظكم، إن شاء الله. أنتم نور عيون الوطن والشعب، وأنتم أبناء الشعب الأعزاء. حفظكم الله لهذا البلد، إن شاء الله. نسأل الله المتعالي أن ترضى عنا الأرواح الطيّبة لشهدائنا والروح الطاهرة لإمامنا [الخميني] العظيم، وأن تشملنا وإياكم جميعاً الأدعية الزاكية لبقيّة الله، أرواحنا فداه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[1] في بداية هذا اللقاء، قدّم تقريراً معاون رئيس الجمهورية للعلوم والتكنولوجيا السيد سورنا ستّاري. كما تحدث ستّة من النّخب عن وجهات نظرهم وقضاياهم.
[2] سورة النحل، الآية 114.
[3] سورة المائدة، الآية 7.
[4] جواهر لال نهرو (أوّل رئيس وزراء للهند وأحد قادة حركة الاستقلال الهندية).
[5] الفريق حاجعلي رزم آرا، وهو رئيس وزراء النظام البهلوي آنذاك، وقد تولى هذا المنصب في حزيران/ يونيو 1950. جاء كلامه في تصرّف استبدادي ضد بعض أعضاء البرلمان رداً على طلبهم تأميمَ صناعة النفط. ولإثبات عجز الشعب الإيراني في إدارة موارده النفطية، صاح: «كيف يمكن لشعب لا يستطيع صناعة إبريق الطين أن يدير صناعة النفط؟».
[6] سورة النساء، الآية 102.
[7] من جملتها بيان الإمام الخامنئي الموجّه إلى الشعب الإيراني بمناسبة الذكرى السنوية الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية (11/2/2019م).
[8] من جملتها كلامه في لقاء مع الأساتذة والنخب والباحثين في الجامعات (10/06/2018م).
[9] إشارة إلى شعار عام 1400 هجري شمسي «الإنتاج والدعم وإزالة الموانع».
[10] معاون رئيس الجمهورية للشؤون العلمية والتكنولوجيّة.
[11] من جملتها كلامه في لقاء مع النّخب وأصحاب المواهب المتفوّقة (18/10/2017م).
عبد الله حمدوك يعين نوابا جددا للوزراء في معظم الوزارات
عين رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك نوابا جددا للوزراء في معظم الوزارات.
ونشرت صحيفة "الراكوبة" السودانية نص قرار أصدره حمدوك وقالت إنه "أنهى بموجبه تكليف وكلاء الوزارات الذين قام رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان بتعيينهم عقب قرارات 25 أكتوبر الانقلابية".
وأضافت أن حمدوك عيّن 20 وكيل وزارة بحسب قرار صادر من مجلس الوزراء بالرقم 616

المصدر:العالم
حلف عسكري جديد يضم نصف البشرية.. ماذا تعرف عن منظمة شنغهاي للتعاون؟
تعد إيران العضو الرئيسي التاسع والأحدث في المنظمة، رفقة روسيا والصين وكازاخستان وقرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان والهند وباكستان.
قمة منظمة شنغهاي الأخيرة عقدت في سبتمبر/أيلول 2021 بالعاصمة الطاجيكية دوشنبه (الفرنسية)
بدعم كبير من روسيا والصين، أصبحت إيران عضوا في منظمة شنغهاي للتعاون، التي تعد ـحسب كثير من المحللين- حلفا عسكريا جديدا في مواجهة حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO).
وخلال قمة المنظمة التي عقدت بالعاصمة الطاجيكستانية دوشنبه يوم 17 سبتمبر/أيلول 2021، وافق الأعضاء على تعديل وضع إيران بالمنظمة من عضو "مراقب" إلى عضو "كامل".
وتعد إيران العضو الرئيسي التاسع والأحدث في المنظمة، رفقة روسيا والصين وكازاخستان وقرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان والهند وباكستان.
التأسيس.. "خماسية شنغهاي"
ـ 26 أبريل/نيسان 1996: تأسست منظمة شنغهاي للتعاون "إس سي أو" (SCO) بوصفها تكتلا إقليميا أوراسيا باسم "خماسية شنغهاي"، يضم الصين وكازاخستان وقرغيزستان وروسيا وطاجيكستان.
ـ توقيع رؤساء الدول الخمس على معاهدة تعميق الثقة العسكرية في المناطق الحدودية.
ـ 24 أبريل/نيسان 1997: وقعت الدول نفسها في اجتماع موسكو على معاهدة الحد من القوات العسكرية في المناطق الحدودية.
ـ عام 2000: اتفق الأعضاء في قمة دوشانبي على معارضة التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بحجة الإنسانية وحماية حقوق الإنسان، ودعم جهود بعضهم بعضا في حماية الاستقلال الوطني للدول الخمس والسيادة والسلامة الإقليمية والاستقرار الاجتماعي.
ـ 15 يونيو/حزيران 2001: أُعلن رسميا عن تأسيس منظمة شنغهاي للتعاون بشكلها الجديد بعد انضمام أوزبكستان إلى المنظمة.
ـ تبنت قمة شنغهاي مشروع قرار يدعم الاستمرار في معاهدة حظر الصواريخ الباليستية الموقعة بين موسكو وواشنطن عام 1972 باعتبارها "حجر الزاوية لتحقيق الاستقرار العالمي والحد من التسلح" في مواجهة المشروع الأميركي المضاد للصواريخ.
قمة سانت بطرسبرغ.. توقيع الميثاق
ـ يونيو/حزيران 2002: في قمة سانت بطرسبرغ تم توقيع ميثاق المنظمة الذي يشرح أهداف المنظمة ومبادءها وهياكلها وأشكال عملها، للاعتراف بها في القانون الدولي.
ـ 19 سبتمبر/أيلول 2003: دخل ميثاق المنظمة حيز التنفيذ.
ـ وفقًا لميثاق منظمة شنغهاي للتعاون، تُعقد قمم مجلس رؤساء الدول سنويًا في أماكن محددة بالتناوب، حسب الترتيب الأبجدي لاسم الدولة العضو باللغة الروسية.
ـ ينص الميثاق أيضًا على أن يجتمع أعضاء مجلس رؤساء الحكومات (أي رؤساء الوزراء) سنويًا في مكان يقرره أعضاء المجلس.
ـ يعقد مجلس وزراء الخارجية بالمنظمة قمة قبل شهر من انعقاد مؤتمر القمة السنوي لرؤساء الدول.
ـ يمكن لأي دولتين عضوين أن تدعوا إلى عقد اجتماعات غير عادية لمجلس وزراء الخارجية.
أستانا.. بداية الانطلاق
ـ يوليو/تموز 2005: خلال قمة أستانا شارك ممثلون عن الهند وإيران ومنغوليا وباكستان بصفة "مراقب".
ـ استهل رئيس الدولة المضيفة نور سلطان نزارباييف حديثه قائلا "قادة الدول الذين يجلسون على طاولة المفاوضات هم ممثلون لنصف البشرية".
ـ عام 2004: أصبحت المنظمة مراقبا في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ـ عام 2005: أصبحت عضوا برابطة الدول المستقلة ورابطة دول جنوب شرق آسيا.
ـ عام 2007: وقعت دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي -التي تضم كلا من بيلاروسيا وكازاخستان وأرمينيا وقرغيزيا وطاجكستان وأوزبكستان لإضافة إلى روسيا- أكثر من 20 وثيقة مشتركة، من أبرزها ربط المنظمة بمنظمة شنغهاي للتعاون الأمني التي ترأسها الصين.
ـ عام 2011: انضمت لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.
ـ عام 2014: انضمت للمؤتمر المعني بالتفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا.
ـ عام 2015: انضمت للجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادي التابعة للأمم المتحدة.
ـ يوليو/تموز 2015: قررت المنظمة قبول الهند وباكستان بوصفهما عضوين كاملين.
ـ يونيو/حزيران 2016: ووقعت الهند وباكستان مذكرة الالتزامات في طشقند، وبذلك بدأت العملية الرسمية للانضمام إلى المنظمة عضوين كاملين.
ـ 9 يونيو/حزيران 2017: انضمت كل من الهند وباكستان إلى المنظمة عضوين كاملي العضوية في قمة أستانا.
ـ دول مراقبة: أرمينيا، وأذربيجان، وبنغلاديش، وأفغانستان، وبيلاروسيا، ومنغوليا.
ـ تقدمت كل من مصر وسوريا بطلب للحصول على صفة مراقب.
ـ لغات العمل الرسمية للمنظمة هي الصينية والروسية.
ـ مقر الأمانة العامة للمنظمة في العاصمة الصينية بكين.
شركاء الحوار
ـ عام 2008: تم إنشاء منصب شريك الحوار وفقًا للمادة 14 من ميثاق المنظمة، وتتناول هذه المادة شريك الحوار على أنه دولة أو منظمة تتشارك أهدافها ومبادئها مع منظمة شنغهاي للتعاون، وترغب في إقامة علاقات شراكة معها.
ـ حصلت بالفعل كل من كمبوديا ونيبال وسريلانكا على صفة شريك الحوار، في حين تقدمت كل من إسرائيل والعراق وجزر المالديف وأوكرانيا وفيتنام بطلب للحصول عليها.
ـ عام 2012: منحت تركيا، وهي دولة عضو بحلف الناتو، صفة شريك الحوار خلال قمة المجموعة التي عُقدت في بكين.
ـ صرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان (وقتها) بإمكانية تخلي تركيا عن ترشحها للعضوية في الاتحاد الأوروبي مُقابل العضوية الكاملة في منظمة شنغهاي للتعاون.
ـ 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2016: بعد سلسلة من التوترات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، أكد الرئيس أردوغان مرة أخرى إمكانية تخلي تركيا عن ترشحها للعضوية في الاتحاد مُقابل العضوية الكاملة في منظمة شنغهاي.
ـ 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2016: مُنحت تركيا رئاسة نادي الطاقة لمنظمة شنغهاي للتعاون للفترة 2017، مما جعل تركيا أول دولة ترأس ناديا في المنظمة دون حصولها على العضوية الكاملة.
ـ تفتح عضوية منظمة شنغهاي المزيد من آفاق التعاون التجاري والاقتصادي لأنقرة بالنظر إلى أن أكبر 4 شركاء تجاريين لها هم الولايات المتحدة والصين وسويسرا وروسيا، بينما يمثل الاتحاد الأوروبي خامس أكبر شريك.
منظمة شنغهاي.. المهام والأهداف
ـ تهدف منظمة شنغهاي للتعاون إلى تعزيز سياسة حسن الجوار بين الدول الأعضاء، إلى جانب دعم التعاون بينها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، ومواجهة التكتلات الدولية بالعمل على إقامة نظام دولي "ديمقراطي وعادل".
ـ منذ تأسيسها، كان التعاون الأمني أحد المهام الرئيسية للمنظمة، ولا تزال على قمة أولوياتها وهدفًا رئيسيا في المستقبل.
ـ تصرح المنظمة بأنها تعمل على مكافحة الإرهاب ومواجهة التطرف والحركات الانفصالية، والتصدي لتجارة الأسلحة والمخدرات.
ـ المنظمة ضمت إلى حدود نوفمبر/تشرين الثاني 2016 ربع سكان الأرض، وبعد انضمام الهند وباكستان وإيران إليها، أصبحت تضم نصف البشرية تقريبا، مما يجعلها حجر الأساس في نظام عالمي تعددي جديد.
المصدر : الجزيرة + ويكيبيديا
السيادة الشعبية الدينية والحفاظ على حقوق الناس
السيادة الشعبيّة الدينيّة مصطلح جديد في الخطاب السياسيّ العالميّ، نشأ في مهد المباني السياسيّة للإسلام وتأثّر بالتعاليم النبويّة والعلويّة. تقوم مضافًا إلى الحفاظ على حقوق الناس على الصعيد السياسيّ، وإدارة أمور المجتمع واجتناب نماذج الحكومات الاستبداديّة، على مراعاة الأصول والمباني القيميّة، وبهذا، يتميّز النظام الإسلاميّ عن نماذج العلمانيّة الغربيّة. وبهذا الهدف، وُضع في الحكومة الإسلاميّة نهج جديد، ليس هو بالاستبداديّ ولا بالليبراليّ. وقد عبّر قائد الثورة المعظّم عن نهج الحكم هذا بـ "السيادة الشعبيّة الدينيّة":
لسيادة الشعب الدينيّة وجهان: الوجه الأوّل لها هو دور الشعب في تشكيل الحكومة وانتخاب المسؤولين، والوجه الآخر لها هو حلّ مشاكل الشعب، وعلى هذا الأساس ينبغي على المسؤولين متابعة مشاكل الناس بنحو جدّي وحلّها[1].
بعبارة أخرى، السيادة الشعبيّة لا تتجلّى في النظام فقط من خلال حضور الجماهير المليونيّة عند صناديق الاقتراع، بل مضافًا إلى ذلك، يمكن مشاهدتها في العمل الدؤوب للنظام على خدمة الشعب. في هذا التعريف لسيادة الشعب، يحظى الناس بشأن ومنزلة أعلى من تلك التي يحظون بها في الديمقراطيّة الغربيّة. في هذا التعريف للسيادة الشعب، تستحقّ الشعوب المثقّفة والواعية الاهتمام بآرائها وأفكارها في الدولة والعناية بها.
لذا لا يمكن للدولة الإسلاميّة التي هي نتيجة ثورة شعبيّة واعية لشعبٍ شجاعٍ وغيور، سوى أن تكون "دولة الشعب". ولهذا تمامًا، كان تأكيد قائد الثورة المعظّم على عنصر الوعي وضرورة التفات المسؤولين وحتّى المتنوّرين، وامتثالهم لأهداف الشعب العليا: "الشعب الإيرانيّ قويّ ومقتدر. لماذا؟ لأنّه شعب يمتلك الذكاء والاستعداد، ويمتلك جيلًا عظيمًا من الشباب في هذه الفترة المعاصرة، والذي نفسه، رأسمال عظيم جدًّا... هو شعب مؤمن"[2].
يعمل العدوّ، من خلال سلب الثقة بدور الجامعيّين، على ترسيخ نظريّات مترجمة (غربيّة) في أذهانهم، وسلخهم عن الشعب، إذ من أهمّ الطرق لمواجهة هذه المساعي، المحافظة على الارتباط والتواصل الفكري بين الطلبة والأساتذة الجامعيّين وبين الشعب، والتمسّك أكثر فأكثر بمبادىء الثورة الإسلاميّة وأصولها[3].
كما أنّ إهابة القائد بالشعب وتوصيته نخب المجتمع بالارتباط بعامّة الشعب والتقرّب منهم، هو وجه بارز من وجوه السيادة الشعبيّة. التأكيد على وعي الشعب وريادته مقارنةً بالمسؤولين والنُّخب، هو في الواقع، مبيّن لجوهرة السيادة الشعبيّة الدينيّة التي هي ليست مقبولة كثيرًا لدى المفكّرين الغربيّين ـ خاصّة أتباع الاتّجاه النخبويّ: "الشعب مقدّم على جميع المسؤولين، الأجنحة والأحزاب"[4].
وبالطبع، وكما سبق وأوضحنا، مع أنّ السيادة الشعبيّة الدينيّة تراعي جانب رضا الشعب، فإنّها أيضًا لا تتعدّى حدود المباني والأصول القانونيّة للمجتمع، وتتجلّى في الواقع، كإرادة للشعوب المسلمة، المطالبة بتحقّق الأهداف الإسلاميّة العليا. هذا النوع من حاكميّة الشعب المنسجمة مع محوريّة القيم، تُعدّ السند القويّ للحكومة الإسلاميّة، التي يرى سماحته أنّه بإمكانها رفع المشكلات والعيوب كافّة في ظلّ تحقّق المجتمع الإسلاميّ الأصيل:
النظام الإسلاميّ قادر من خلال السند العظيم والحماية الشعبيّة المنقطعة النظير، واستحكامه البنائيّ والتنظيميّ، وإحساس المسؤولين بالتكليف أمام الله، على حلّ جميع المشاكل والتحدّيات الموجودة جيّدًا، وأن يسطّر عهدًا جديدًا في تاريخ هذا البلد[5].
وهذه الحقيقة، قد شهدها نظام جمهوريّة إيران الإسلاميّة كنظام يعتبر السيادة الشعبيّة عضدًا مؤازرًا لـمحوريّة القيم، مرارًا منذ بدايات انتصار الثورة وتأسيس الجمهوريّة الإسلاميّة، إلى اليوم. لقد شكّلت مشاركة الشعب العظيمة في ساحات الثورة، والانتخابات، والحرب، والمظاهرات، عاملًا مؤثّرًا في حفظ هذه الثورة، ويمكن مشاهدة النموذج الأخير لها في حادثة كوي دانشكاه. هناك سدّ الظهير الشعبيّ للحكومة طريق الفتنة على مثيري القلاقل، وشوهد مرّة أخرى نموذج عن حاكميّة الشعب في مجتمعنا: "على الرغم من جهود الأعداء الحثيثة لإحداث شرخ وشكّ في الرأي العامّ للشعب الإيرانيّ، نزلت الطبقات المختلفة للشعب الراسخ، المؤمن، والعازم، كسيل هادر إلى الطرقات، وأظهروا وحدتهم من جديد"[6].
وبهذا، طُرحت "السيادة الشعبيّة الدينيّة" كبديل مناسب للديمقراطيّة الغربيّة في الحكومة الإسلاميّة، والنموذج العمليّ الذي يكون الشعب فيه المبنى والمحور، والحكومة، والنخب والمسؤولون مكلّفون بشكر وليّ نعمتهم وخدمته. في الوقت عينه، يسعى الشعب أيضًا من خلال الالتزام بالأصول والمباني القيميّة، إلى تحقيق الأهداف الإسلاميّة وحاكميّة الفكر الإسلاميّ.
حاكميّة الشعب الدينيّة في خطاب القائد الخامنئي (دام ظله)، علي فيّاض
[1] صحيفة الجمهوريّة الإسلاميّة، 1 آذر 1379.
[2] صحيفة كيهان، 25 آبان 1379.
[3] صحيفة الجمهوريّة الإسلاميّة، 10 إسفند 1379.
[4] للمطالعة حول أصول الدين ومبانيه ومكانة الشعب فيه، ر. ك: حسين بشريّة، علم الاجتماع السياسيّ، (طهران: ني، 1374).
[5] المصدر نفسه.
[6] المصدر نفسه.
ادع الله عز وجل لكل صغيرة وكبيرة
قد يكون من المعيب أن يطلب بعضنا من بعض حاجاته الطفيفة والصغيرة، ولكن عند ما يكون وجه العبد الى الله تعالى في الطلب والسؤال يختلف الأمر، فلا يكون الطلب معيباً، مهما صغرت الحاجة، وخفت.
فإن العبد مكشوف لربه سبحانه وتعالى، بكل حاجاته، ونقصه وضعفه، وبكل سوأته وعوراته، ولا يخفى عليه سبحانه شيء من فقرنا ونقصنا حتى نخجل أن نعرض عليه، سبحانه، ضعفنا وعجزنا وحاجاتنا التي نخجل أن نعرضها على غيره سبحانه.
فلا ينبغي أن تحجب جلائل الحاجات والطلبات عنه سبحانه صغار الحاجات وخفافها.
والله تعالى يحب أن يرتبط به عبده في كل حاجاته وشؤونه، صغارها وكبارها، حتى يكون ارتباطه به ارتباطاً دائماً، ولن يدوم هذا الارتباط، ويستمر ويتصل بين العبد وربه، إلا إذا كان العبد يشعر بالحاجة الى ربه، في كل شؤونه وحاجاته في جلائل الحاجات وصغارها، حتى في مثل شسع نعله إذا انقطع.
عن رسول الله صلي الله عليه واله وسلم قال: «سلوا الله عز وجل ما بدا لكم من حوائجكم، حتى شسع النعل، فإنه إن لم ييسره لم يتيسر».
وعنه صلى الله عليه واله وسلم قال: «ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها، حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع»([1]).
وعنه صلي الله عليه واله وسلم: «لا تعجزوا عن الدعاء؛ فإنه لم يهلك أحد مع الدعاء، وليسأل أحدكم ربه حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع، واسألوا الله من فضله؛ فإنه يحب أن يسأل»([2]).
وعن سيف التمار قال: «سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
عليكم بالدعاء؛ فإنكم لا تتقربون بمثله، ولا تتركوا صغيرة لصغرها أن تسألوها؛ فإن صاحب الصغائر هو صاحب الكبائر»([3]).
وفي الحديث القدسي: «يا موسى، سلني كلما تحتاج إليه، حتى علف شاتك وملح عجينك»([4]).
ولسنا بحاجة الى التأكيد على أن هذا المبدأ في الدعاء لا يعني التخلي عن العمل والحركة والسعي. ولكن على الانسان في حركته وسعيه أن لا يضع أولاً ثقته ورجاءه في عمله وحركته، بل يحافظ على رجاءه وثقته بالله تعالى، وعلى الإنسان ثانياً أن لا يقطع علاقته وارتباطه واحساسه بالحاجة الى الله تعالى في خلال تحركه وعمله وسعيه.
وهذا وذاك يتطلبان من الإنسان أن يسأل الله تعالى كل حاجاته وشؤونه حتى شسع نعله وعلف دابته وملح عجينه، كما ورد في الحديث القدسي.
الدعاء عند أهل البيت (عليهم السلام)، سماحة الشيخ محمد مهدي الآصفي (رحمه الله)
([1]) مكارم الأخلاق: 312، جار الانوار 93: 295.
([2]) بحار الانوار 93: . . 3.
([3]) بحار الانوار 293: 93، المجلس: 19، وسائل الشيعة 4: 1090، ح 8635 اصول الكافي: 516.
([4]) عدة الداعي: 98.
منظمة التحرير الفلسطينية تدين الاتفاق بين المغرب وإسرائيل: "خطوة خطيرة"
دانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية توقيع اتفاقية عسكرية وأمنية بين المغرب وإسرائيل، ووصفتها بالخطوة الخطيرة.
وقالت اللجنة في بيان: "كنا نأمل من المملكة المغربية والتي ترأس لجنة القدس ألا تقدم على هذه الخطوة الخطيرة في ظل ما تمارسه إسرائيل من إجراءات عنصرية ضد الشعب الفلسطيني، وتنصلها من كل اتفاقيات السلام ورفضها للمفاوضات وحل الدولتين، وفرضها سياسة الأمر الواقع على الأرض باستمرار الاستيطان والتهجير القسري بالقدس المحتلة، والضم التدريجي للأراضي الفلسطينية، والمساس بعروبة وإسلامية القدس ومقدساتها".
ووصف البيان الاتفاقية بأنها "تشكل خروجا عما نصت عليه القمم العربية والإجماع العربي ومبادرة السلام العربية، وتضر بالأمن القومي العربي ومصالح الأمة العربية".
وناشدت اللجنة التنفيذية المغرب بالتراجع عن هذه الاتفاقية، وختمت بالقول "إن أي خروج عربي عن مبادرة السلام العربية والتي نصت على أن التطبيع يأتي بعد إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية أمر غير مقبول ومكافأة للاحتلال".
المصدر: وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)
كلمة السيد نصر الله المتلفزة حول آخر المستجدات السياسية
قال الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله نبارك لجيمع اللبنانيين بعيد الاستقلال وندعو الله أن يمكّن الشعب اللبناني دائمًا أن يحافظ ويصنع ويصون استقلاله وسيادته وحريته واستقلال دولته وحريتها.
وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه قال سماحة الامين العام لحزب الله نبارك لجيمع اللبنانيين بعيد الاستقلال وندعو الله أن يمكّن الشعب اللبناني دائمًا أن يحافظ ويصنع ويصون استقلاله وسيادته وحريته واستقلال دولته وحريتها.
صرح سماحة السيد ان مسؤولية اللبنانيين جميعًا أن يحافظوا على استقلالهم وإذا كان استقلالهم شكليًا أن يحولوه الى استقلال حقيقي وكامل. جزء كبير من الشعب اللبناني قاوم وآمن بالمقاومة بأشكالها المختلفة وصولًا الى الانتصار الكبير عام 1985 عندما خرجت قوات الاحتلال من العاصمة ومن جبل لبنان وصيدا وراشيا وصولًا الى الانتصار الأعظم عام 2000 بالهروب الاسرائيلي من جنوب لبنان.
عندما يُمنع لبنان من الاستفادة من ثرواته يعني نحن أمام سيادة منقوصة عندما نشهد في كل يوم التدخل الأميركي السافر في القضاء والسياسة والامن والانتخابات النيابية المقبلة هذا يعني سيادة منقوصة.
ما دام لبنان في دائرة التهديد الاسرائيلي المتواصل يعني نحن في قلب معركة الاستقلال والسيادة وكنا قد انتصرنا في العديد من مراحلها ونحن واثقون اننا ان واصلنا الطريق بعزم وثبات فأمامنا مزيد من الانتصارات. سوف يأتي اليوم بالتعاون مع كل المخلصين الذي نحقق فيه لبلدنا الاستقلال والسيادة والحرية التي لا نقاش فيها.
وأضاف سماحته السيد انه نشهد مسار تسريع عمليات التطبيع مع العديد من الدول العربية وكان آخر مشهد معيب ووقح هو ما شهدناه في المغرب. وضع حزب الله على لوائح الارهاب قد يكون له علاقة بتطورات المنطقة أو بالانتخابات النيابية.
كما انه ارتفاع عدد إصابات كورونا في لبنان والوفيات أيضًا هو أمر خطير، نحن في بداية كورونا كنا قد أعلنا عن خطة ونفذناها ونجحنا والليلة أقول قد قررنا تفعيل هذه الخطة 100 %.
وزارة الصحة معنية بالمزيد من بذل الجهود والعمل أيًا تكن الصعوبات.
وأكد سماحة السيد حسن نصرالله لوزير الصحة نحن جاهزون لأي مساعدة في مختلف المجالات، ليس مهمًا وزير الصحة لأي خط سياسي ينتمي فالبلد في خطر وكما في الوزارة السابقة نضع كل امكانياتنا حاليًا في خدمة الوزارة الحالية.
أدعو رئيس الحكومة والجهات المعنية إلى إعادة النظر في القرارات الأخيرة المتعلقة برفع الدعم عن بعض الأدوية، يجب إعادة النظر بالقرارات الأخيرة فلا يجوز رفع الدعم عن بعض الأدوية فليس مبررًا أنه ليس في الدولة المال الكافي لذلك.
هناك آلاف الأشخاص نتيجة هذه القرارات غير المحسوبة هم في معرض الموت، لإلغاء وزارات وموازنات فهناك آلاف من الناس عرضة للموت وهذا الشيء ليس له علاقة بالمزايدات السياسية، هذا الانفلات في سعر الدولار لا يجوز السكوت عنه فالدولة قادرة أن تعمل شيئا وما نحتاجه هو إرادة وقرار وتحمل مسؤولية.
يتبع..