
emamian
طالبان: 'شكل الحكم الجديد في أفغانستان لن يطبق على التعريف الغربي'
قالت حركة طالبان، إنها تهدف إلى الكشف عن إطار حكم جديد لأفغانستان في الأسابيع القليلة المقبلة، لافتة إلى أنه "قد لا يكون ديمقراطيا بالتعريف الغربي الدقيق".
وقال متحدث باسم حركة طالبان، لوكالة رويترز للأنباء إن "خبراء قانونيين ودينيين وخبراء في السياسة الخارجية في طالبان يهدفون إلى طرح إطار حكم جديد في الأسابيع القليلة المقبلة".
وأضاف المسؤول إن "نموذج طالبان الجديد للحكم في أفغانستان قد لا يكون ديمقراطيا بالتعريف الغربي الدقيق ولكنه سيحمي حقوق الجميع".
ولفت المسؤول إلى أن الحركة "تواصل إجراء المشاورات مع كبار الزعماء الأفغان السابقين، وقادة الميليشيات الخاصة".
وحول خروج القوات الأجنبية من البلاد، قال إن "الحركة تناقش خلال محادثات كيفية ضمان مغادرة القوى الغربية لأفغانستان بشروط ودية"، لافتا إلى أن "الفوضى في مطار كابول لم تسببها طالبان وكان يمكن للغرب ترتيب خطة أفضل للإجلاء".
وأشار إلى أن "الحركة ستحقق في مشاكل القانون والنظام التي سببها أعضاء بعد علمها بارتكاب بعض الفظائع والجرائم ضد المدنيين".
وتحاول الولايات المتحدة يائسة إجلاء آلاف الأشخاص من أفغانستان بحلول موعد نهائي في 31 أغسطس/ آب، رغم أن بايدن قال هذا الأسبوع إن القوات الأمريكية في مطار كابول التي توفر الأمن للإجلاء قد تبقى لفترة أطول إذا لزم الأمر.
وتعهد الرئيس الأمريكي بإخراج أكبر عدد ممكن من الحلفاء الأفغان، حيث يواجه الكثيرون صعوبات في تجاوز نقاط التفتيش التابعة لطالبان إلى مطار كابول من أجل رحلات الإجلاء.
وسيطرت حركة طالبان على العاصمة الأفغانية كابل، ومناطق واسعة من أفغانستان، فضلا عن معظم المعابر مع الدول المجاورة، جاء ذلك متزامنا مع إنتهاء الإحتلال الأمريكي وحلف الناتو في هذا البلد، والذي بدأ، مطلع أيار/ مايو الماضي؛ ومن المقرر انتهائه بحلول الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر القادم.
سفينة الوعد الصادق في طريقها الى لبنان.. خطة فك الحصار قد بدأت
بعد أن وسع سيد المقاومة السيد حسن نصر الله معادلة الردع لتشمل السفن التي تصل الى لبنان، وأعلن خلال مراسم العاشر من محرم، أمس الخميس، انطلاق سفينة المحروقات الاولى من ايران الى لبنان، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي مسمية ناقلة النفط الايرانية بسفينة الوعد الصادق.
السيد نصر الله في خطابه من على منبر الامام الحسين (عليه السلام)، أعلن ان السفينة الأولى المحملة بالمشتقات النفطية، والتي ستنطلق من إيران، “أنجزت كل أعمالها، وستبحر خلال ساعات”، مؤكداً أن “هذه السفينة ستتبعها سفينة أخرى وسفن أخرى والمسألة ليست مسألة سفينة واحدة”. ولفت سيد المقاومة إلى أنه “أعطينا الأولوية في السفينة الأولى لمادة المازوت لأنها اولوية قصوى وترتبط بحياة الناس”.
وحذر سيد المقاومة الأميركيين والإسرائيليين من مغبة المساس بالناقلة الإيرانية، وقال إن السفينة بمجرد إبحارها من السواحل الإيرانية ستصبح أرضا لبنانية.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي اثر تصريحات السيد نصر الله وتصدرت وسوم #لبيك_يا_نصرالله و #سفينه_الوعد_الصادق ووصلت الى الترند الاول في لبنان.
"الشيخ صالح فياض" غرد قائلا: "خطوة السفينة هي جزء بسيط من التوجه شرقا .. فكيف لو اعقبتها بقية الاجزاء من التوجه شرقا ..صينيا ..وروسيا ..وهنديا ..الخ.. لفاضت واستفاضت الخيرات على لبنان . #سفينة_الوعد_الصادق #لبيك_يا_نصرالله".
رئيسي: لا مبرر للتاخير في الافراج عن الارصدة الايرانية المجمدة في اليابان
اكد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله ابراهيم رئيسي ضرورة الافراج عن الارصدة الايرانية من العملة الصعبة المجمدة في بنوك اليابان، معتبرا انه لا مبرر للتاخير في الافراج عن هذه الارصدة.
وخلال استقباله وزير خارجية اليابان توشيميتسو موتيغي في طهران اليوم الاحد، ثمّن الرئيس رئيسي مساعدات اليابان الانسانية لمواجهة فيروس كورونا، معربا عن امله بان يؤدي استمرار التعاون بين البلدين في هذا المجال الى اقتلاع جذور هذه الجائحة العالمية في البلدين والعالم.
واكد رئيس الجمهورية ضرورة الافراج عن ارصدة العملة الصعبة الايرانية المجمدة لدى اليابان وقال: ان التاخير في الافراج عن الارصدة الايرانية في بنوك اليابان امر غير مبرر.
وفي الرد على تصريحات وزير خارجية اليابان حول ضرورة واهمية تنفيذ الاتفاق النووي كاتفاق دولي قال: ان ايران التزمت بجميع تعهداتها وان الاميركيين هم الذين لم يلتزموا بتعهداتهم وخرجوا من هذا الاتفاق الدولي بصورة احادية ووسعوا اجراءات الحظر.
واشار آية الله رئيسي الى ان الاوروبيين تخلوا ايضا بعد اميركا عن العمل بالتزاماتهم في الاتفاق النووي واضاف: من الطبيعي انه ينبغي الاشادة بالدولة الملتزمة بتعهداتها وان الدولة التي خرجت من الاتفاق النووي ولم تنفذ التزاماتها يجب مؤاخذتها ويتوجب على الاميركيين الرد على تساؤلات الراي العام العالمي انه لماذا لم تلتزم بتعهداتها في الاتفاق النووي وخرجت منه.
واكد رئيس الجمهورية بان ايران لا مشكلة لها مع مبدا المفاوضات وتساءل قائلا: بأي مبرر يجب ان تستمر اجراءات الحظر الاميركية ضد الشعب الايراني؟.
وفي جانب آخر من حديثه اشار آية الله رئيسي الى التطورات الاخيرة في افغانستان ورحب بجهود اليابان وسائر دول المنطقة للمساعدة بارساء السلام والاستقرار في افغانستان والمنطقة واضاف: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية دعمت وتدعم على الدوام السلام والاستقرار في افغانستان وبطبيعة الحال نعتقد بان الافغانيين هم من ينبغي ان يتخذوا القرار بشان بلادهم.
واكد رئيس الجمهورية بان تدخلات الاجانب ادت الى استمرار مشاكل افغانستان وقال: ان تواجد الاميركيين في دول المنطقة ومنها افغانستان لم يجلب الامن بل شكل تهديدا ايضا واليوم فان الاميركيين وبعد 20 عاما يعترفون بان تواجدهم في افغانستان كان خطأ ولاشك اننا سنشهد مثل هذا الاعتراف في المستقبل القريب حول تواجدهم في الدول الاخرى في المنطقة وكذلك في الخليج الفارسي.
واعتبر آية الله رئيسي توفير الامن في المياه الاقليمية والدولية بانه يخدم مصالح الجميع وقال: اننا نعتبر اي زعزعة للامن في المنطقة بانه يشكل خطرا على الامن الاقليمي والدولي ونعارض ذلك.
واكد رئيس الجمهورية بان نهج الهيمنة باي طريق يتبلور في العالم لن يخدم اي شعب ومنطقة وقال: ان غطرسة الاميركيين تهدد استقلال وحرية وهوية الشعوب ومن الضروري التصدي لنهج الاحادية والتفرد من جانب قوى الغطرسة.
من جانبه هنأ وزير خارجية اليابان خلال اللقاء لمناسبة بدء مهام آية الله رئيسي في منصب رئاسة الجمهورية واكد على تنمية وتعميق العلاقات العريقة بين البلدين وقال: ان ايران واليابان تربطهما علاقات ودية وطيبة منذ الماضي ولا يساورني الشك باستمرار هذه العلاقات في مرحلة الحكومة الجديدة وانها ستشهد المزيد من النمو والتطور.
واكد موتيغي جهود بلاده لارساء السلام والاستقرار في المنطقة واضاف: ان طوكيو تدعم الاتفاق النووي دوما كاتفاق دولي ونعتقد بان احياء هذا الاتفاق يخدم مصلحة الجميع وبامكانه حل وتسوية المشكلات عن طريق الحوار والتفاوض.
واعرب وزير خارجية اليابان عن القلق تجاه التطورات الاخيرة في افغانستان واكد ضرورة وقف العنف والحفاظ على ارواح الناس وقال: ان طوكيو تدعم الجهود الدبلوماسية لدول المنطقة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وان موقفنا المبدئي هو ان المشاكل والقضايا يجب حلها وتسويتها بالطرق السلمية والحوار.
حسن السيرة حلية وزينة
السيرة: هي الطريقة والاُسلوب. وحسنها: يقصد به حُسن سيرة الإنسان في حياته، وطريقة معاشرته مع أهله وأولاده وأقربائه وأصدقائه، في بيته ومجتمعه.
فاُسلوب المتّقي والصالح يكون اُسلوباً طيّباً حسناً في جميع مجالات حياته، فيكون له حلية وزينة.
وقد رُوي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: (حُسن السيرة عنوان حسن السريرة).
فإنّ حُسن سيرة الإنسان مظهرٌ لحُسن باطنه وروحه.
فإذا كان الشخص حسن الباطن حسنت سيرته..
فيكون حسن سيرته كاشفاً عن حسن باطنه..
ومن مكارم أخلاق الصُّلحاء والأتقياء أن تكون سيرتهم في حياتهم حسنة مع جميع من يعيشون معه من بني نوعهم.
بل حتّى مع الحيوانات التي يلزم الإرفاق بها ومراعاتها. فإنّ الإسلام جعل أحكاماً وحدوداً حتّى بالنسبة إلى الحيوانات..
وبنى على الرفق حتّى في غير البشر.
ففي الحديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ـ (للدابّة على صاحبها ستّ خصال: يبدأ بعَلفِها إذا نزل، ويعرض عليها الماء إذا مرّ به، ولا يضرب وجهها فإنّها تسبِّح بحمد ربّها، ولا يقف على ظهرها إلّا في سبيل الله عزّ وجلّ، ولا يحمّلها فوق طاقتها، ولا يكلّفها من المشي إلّا ما تُطيق)([1]).
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (قال عليّ بن الحسين لابنه محمّد (عليهم السلام) حين حضرته الوفاة: إنّي قد حججتُ على ناقتي هذه عشرين حجّة، فلم أقرعْها بسوطٍ قرعة، فإذا نفقَت ـ أي ماتت ـ فادفنها لا يأكل لحمها السباع)([2]).
هذه هي السيرة الحسنة، والطريقة المستحسنة في الحياة، وفي أسلوب المعاشرات.. حتّى مع البهائم والحيوانات، فكيف بالمعاشرة مع الناس، خصوصاً المؤمنين، خصوصاً الأرحام والأقربين.
فيلزم علينا تحسين السيرة قولاً وعملاً مع الآخرين، حتّى التكلّم بهدوء لا بصياح، والنظر بلطف لا بشَزَر.
وهذه السيرة الطيّبة من مكارم أخلاق المؤمن الصالح التقيّ، ومن مقوّمات صلاحه وتقواه، وممّا يدلّ على حُسن باطنه وطيب نفسه.
والمدرسة العليا لهذه السيرة هي مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، والمَثَل الأعلى لهذه السجيّة هم النبيّ والعترة صلوات الله عليهم أجمعين. ولذلك تلاحظ:
1 ـ إنّ القرآن الكريم يمدح الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) بقوله تعالى: (وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)([3]).
2 ـ والرواية الشريفة تفسّر سيرته صلوات الله عليه بأنّه: (كان يخدم في أهله، ويُجيب دعوة الحرّ والعبد ولو على كراع، ويشيّع الجنازة، ويعود المرضىٰ، ويُجالس الفقراء، ويؤاكل المساكين، ويناولهم بيده المباركة، ويبدأ بالسلام، ويبدأ المسلمين بالمصافحة، ويكرم الداخل عليه، وربما بسط له ثوبه ليجلس عليه، ويُؤثِر على نفسه فيكرمه بالوسادة، وما جفا على أحدٍ قطّ)([4]).
3 ـ والحديث يذكر أمير المؤمنين (عليه السلام) بأنّه حينما يشتري ثوباً يشتري ثوبين، يعطي أجودهما لقنبر ويختار دونه لنفسه([5]).
ويُوصي بالإرفاق حتّى عند شهادته بالأوز التي كانت في بيته، واُهديت للحسنين (عليهما السلام).
وقد جرىٰ شيعتهم الأبرار على سيرة قدوتهم الأطهار، في معاشراتهم الحسنة، وعدم تعاليهم على الناس.
كالذي يُنقل عن المرحوم المحدِّث القمّي (قدس سره) أنّه في أحد أسفاره من العراق إلى خراسان لزيارة الإمام الرضا (عليه السلام)، رافقه في السيّارة الحافلة بعض القرويّين الذاهبين إلى الزيارة أيضاً. والمحدّث القمّي بالرغم من كونه آيةً في العلم والتقوى والحديث والمعارف، لم يكن يتظاهر بالعظمة، ولم يتفوّق على اُولئك المسافرين، بل كان يعاشرهم كأحدهم.
فكان اُولئك في طيلة الطريق يطلبون من الشيخ أن يشتري لهم الخبز والفاكهة وغير ذلك، ظنّاً منهم أنّ الشيخ كسائر الناس العاديّين.
والشيخ أعلى الله مقامه كان يشتري لهم ما يريدون، وهم مستريحون في مكانهم، لا يتكلّفون بشيء، ولا يُتعبون أنفسهم بعمل.
وتمّ المسير وانتهى سير السفر على هذا المنوال، وهذه الطريقة..
وفي خراسان بعد أن وصل اُولئك وزاروا الإمام الرضا (عليه السلام)، ذهبوا لزيارة المرجع الديني السيّد حسين القمّي (قدس سره) الذي كان آنذاك مقيماً في مشهد الرضا (عليه السلام)، فسلّموا على السيّد، وجلسوا في طرف المجلس، والمجلس غاصّ بأهله.
وبينما هم كذلك إذ رأوا أنّ السيّد القمّي قام من مكانه، وقام معه جميع أهل المجلس لاستقبال شخص ورد إلى المجلس، فاستقبلوه بكلّ حفاوة وتكريم واحترام.
ونظر هؤلاء إلى ذلك الشخص الوارد، فإذا هو نفس صاحبهم في السفر الذي كانوا يكلّفونه الشراء والخدمة، فيخدمهم بكلّ رغبة، ويعاشرهم بأحسن سيرة.
فاعتذروا منه كثيراً على ما سلف منهم، لكنّه قال لهم إنّه لا داعي للاعتذار؛ لأنّه كان ما سلف من الخدمة لهم هو ما ينبغي له وحثّ الشارع المقدّس عليه، في آداب السفر، واُمور الطريق.
هذا نموذج من حسن السيرة الذي يلزم أن يكون عليه جميع الناس.. خصوصاً أصحاب العلم، وأصحاب الوجاهة، وأصحاب المقامات..
وقد كان علماؤنا الأبرار على أحسن سيرة، وأحسن طريقة، مع المؤمنين والمعاشرين.
من ذلك ما حكي عن المرحوم كاشف الغطاء الكبير تلميذ السيّد بحر العلوم، واُستاذ صاحب الجواهر، صاحب المقام العلمي الشهري، والدرجة المرجعيّة المعروفة، حيث لُقِّب بشيخ الفقهاء، ورئيس الإسلام، لتضلّعه وإحاطته بفقه الإسلام وأحكام الشرع.
حكي عنه (قدس سره) أنّه تأخّر يوماً عن صلاة الجماعة التي كان يُقيمها ظهراً في أحد المساجد الشريفة في النجف الأشرف.
واستوجب هذا التأخير أن يقوم كلّ واحدٍ من المصلّين المأمومين فيُصلّي صلاة الظهر فرادىٰ، لأنّهم يئسوا عن مجيء الشيخ.
وفجأةً دخل الشيخ كاشف الغطاء إلى المسجد، ورأى جمعاً من المأمومين يصلّون فرادىٰ..
فقال للباقين: أما كان فيكم رجلاً موثوقاً تصلّون خلفه؟!
ثمّ التفت الشيخ إلى أحد التجّار الذي كان رجلاً صالحاً موثوقاً، وكان هو أيضاً يُصلّي صلاة الظهر، فاقتدى به الشيخ واقتدى به الباقون كذلك.
والتفت ذلك التاجر بعد الصلاة أنّ الشيخ اقتدىٰ به فخجل كثيراً، وعرق من الخجل.
لكن الشيخ قال له: قُم فصلِّ العصر لنقتدي بك أيضاً.
فأبى ذلك التاجر، فكان من الشيخ الإصرار على ذلك، ومن التاجر الاستعفاء منه، حتّى انتهى الكلام بأن قال له الشيخ: اختر أحد اثنين: إمّا أن تصلّي بنا العصر، وإمّا أن تعطي مقداراً من المال للفقراء.
فتقبّل التاجر إعانة الفقراء، وأعفاه الشيخ عن صلاة الجماعة لتقبّله عمل الخير وعون المؤمنين، فقام هو وصلّى في المحراب([6]).
أخلاق أهل البيت (عليهم السلام)، السيد علي الحسيني الصدر
([1]) الخصال / ص 330 / باب الستّة / ح 28.
([2]) الوسائل / ج 8 / ب 51 / من أحكام الدوابّ / ح 1.
([3]) سورة آل عمران: الآية 159.
([4]) بحار الأنوار / ج 16 / ص 226.
([5]) بحار الأنوار / ج 41 / ص 102.
([6]) لاحظ: الكنى والألقاب / ج 3 / ص 83
ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) وتجسيد القيم
الاستقامة الحسينية؛ وتشكيك الآخرين
كان لدى الإمام الحسين هدفٌ واضح؛ لكن الآخرين[1] كانوا يشككون بهذا الهدف الواحد تلو الآخر. وهؤلاء لم يكونوا من عامة الناس؛ كانوا من شخصيات الدرجة الأولى في عالم الإسلام؛ مثل: عبد الله بن الزبير وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن عباس؛ أشخاص لو طالعتم اليوم تاريخهم لرأيتم أنهم على قدر كبير من الشأن في عالم الإسلام.
وهؤلاء كانوا يلتقون الإمام الحسين (عليه السلام) الواحد تلو الآخر، ويناقشونه في هذا الهدف ويشككون فيه[2]! قالوا له: أيها السيد! ما هو الدليل على أن هذا اليوم هو اليوم الذي يجب عليكم أن تذهبوا وتقفوا في وجه يزيد؟ وعددوا شواهد كثيرة لإثبات نظريتهم بحيث كانت تهزّ من يسمعها!
قالوا له: أنت كابن النبي اذهب وبلّغ الأحكام الإلهية؛ أليس هذا أفضل لك من أن تُقتل؟ أليس الأفضل أن تبقى حيًا، - تحدّث وتبين الاحكام وتعظ؟ - من أن تُقْتَلْ ثمّ يأتي ذلك الرجل الظالم وينشد الزغاريد والأشعار على قبرك ويبدّل كلماتك؟ وإذا مدّ الله تعالى في عمرك 20 سنة أخرى؛ ففي هذه السنوات سيكون حجم المعارف التي ستبينها عظيمًا وكبيرًا؛ وهذا أفضل من ذاك!
انظروا، ليس من السهل أبدا ان يخلص الإنسان نفسه من ورطة هذه إشكالات ومصيدة هذه التشكيكات!
كانوا يقولون للإمام عليه السلام: الآن وقد عزمت على الرحيل؛ إرحل؛ في ختام المطاف سَتَرِدْ ميدان الجهاد وتبرز إلى القتل؛ لكن إلى أين تأخذ هذه النسوة وأولئك الأطفال؟ كيف ستكون عليه الحال؟ لماذا تذهب وتضع الناس على المذبح؟ لماذا تذهب إلى الكوفة؟
نعم؛ هذه الإشكالات ترتعد لها فرائص الإنسان. لقد أدرك الإمام الحسين (عليه السلام) وفهم حجم ومدى صعوبة القضية. قالوا له: حسن؛ أيها الإمام، عد وبايع يزيدًا. في النهاية قم وبايع؛ أأنت أفضل من الإمام الحسن (عليه السلام)! ما هي الموجبات والأسباب التي تدفعك لأن تذهب وتضع نفسك في هذه المعركة الكبيرة؟!
لقد واجه الإمام الحسين (عليه السلام) هذا النوع من الشبهات والإشكالات بشكل مستمر ومتواصل[3] - من حين خروجه من المدينة وحتى لحظة وصوله إلى مكة وإلى أن وصل إلى كربلاء، ومن لحظة وروده كربلاء والى يوم عاشوراء- من قبل شخصيات عاقلة لها شأنها، وناقشته بخلفية العقل المدبّر الناظر إلى المصالح وهو ليس غريبًا أبدًا عن العناصر القيمية!
في ذلك الوقت وقف الإمام الحسين (عليه السلام) أمامهم ثابتا- وهو الشخصية المجسّدة للقيم-؛ أي أنه لم ينس الهدف، ولم تدفعه هذه الكلمات إلى ترك الخط المستقيم الذي يعرفه هو؛ وهم لا يعرفونه[4].
الاستقامة الحسينية والأعذار الشرعية
فالإمام الحسين (عليه السلام) وقف أوّل الأمر بوجه هذه الحكومة، في وقت لم تكن المشاكل قد برزت بعد، ثم غدا يواجه المشاكل الواحدة تلو الأخرى. فكانت مسألة الاضطرار للخروج من مكة، ثم اندلاع المعركة في كربلاء وما تلاها من الضغوط التي تعرّض لها في تلك الواقعة.
أحد الأمور المهمة التي تعترض سبيل المرء في المواقف الكبرى هي الأعذار الشرعية. فالفروض أو التكاليف توجب على الإنسان أن يؤدّيها، ولكن حينما يستلزم مثل هذا العمل وقوع إشكال كبير- كأن يقتل فيه على سبيل المثال أشخاصٌ كثيرون - هنا يشعر المرء أنّه لم يعد مكلّفًا.
معروفة هي الأعذار الشرعية التي تتالت في وجه الإمام الحسين (عليه السلام) وكانت كفيلة بصرف أي إنسان سطحي الرؤية عن هذا السبيل؛ فقد واجه أولًا نكول أهل الكوفة ومقتل مسلم بن عقيل. وهنا كان بإمكان الإمام الحسين (عليه السلام) أن يقول: أنَّ العذر بات شرعيًا وقد سقط التكليف، فأنا كنت عازمًا على عدم البيعة، ولكن تبيّن لي أنّ موقفًا كهذا لا يمكن الاستمرار عليه في مثل هذه الأوضاع والظروف، والناس لا طاقة لهم على التحمّل. إذن فالتكليف ساقط وأنا أبايع مكرهًا.
المرحلة الثانيّة هي واقعة كربلاء بذاتها، حيث كان بمقدور الإمام الحسين (عليه السلام) عند مواجهة ذلك الموقف أن يتصرف على شاكلة الإنسان الذي يحلّ معضلة المواقف الكبرى بمثل هذا المنطق ويقول: إنّ هؤلاء النسوة والصبية لا قبل لهم بتحمل هذه الصحراء المحرقة، وعلى هذا فالتكليف مرفوع. فيميل نحو التسليم ويقبل بما لم يكن قبله حتى ذلك الحين. أو حتى بعد اندلاع القتال في اليوم العاشر واستشهاد ثلة من أصحابه فهناك تكاثرت عليه المصائب وبات بإمكانه التذرع بأنَّ القتال لم يعد ممكنًا، ولا إمكانية للاستمرار، ولا محيص من التراجع. أو حينما تكشّف للإمام الحسين (عليه السلام) بأنّه سيستشهد، ومن بعد استشهاده ستبقى حُرَم الله وحُرَم النبي (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) بيد الرجال الأجانب. وهنا يعرض له موضوع الشرف والعرض. وكان له - باعتباره إنسانًا ذا غيرة - القول بارتفاع التكليف: لأنني إذا واصلت هذا الطريق وقُتِلتُ فإنَّ النساء من آل الرسول وبنات أمير المؤمنين وأطهر نساء الإسلام سيقعن سبايا بيد الأعداء من الرجال الذين لا أصل لهم ولا فصل ولا يفقهون شيئًا من معاني الشرف والغيرة؛ إذن فالتكليف مرفوع.
لو شاء الإمام الحسين (عليه السلام) النظر إلى بعض الحوادث الشديدة الألم والمصائب المرة كحادثة استشهاد ابنه "علي الأصغر" وسبي النساء وعطش الصبية ومقتل الشبان وغيرها من الحوادث الأخرى المروّعة في كربلاء، بمنظار المتشرّع العادي ويتغاضى عن عظمة دوره ورسالته، كان باستطاعته التراجع خطوة بعد خطوة، ثم يقول سقط التكليف عني، والآن لا مناص من مبايعة يزيد، وإنّ «الضرورات تبيح المحظورات». إلاّ أنّه (عليه السلام) لم يتصرف على هذه الشاكلة. هذه هي استقامة الإمام الحسين (عليه السلام) وهذا هو معنى الاستقامة.
ليست الاستقامة بمعنى تحمّل المشاكل في أي موضع كان، لأنّ تحمّل المصائب بالنسبة للإنسان الفذ العظيم أيسر من تحمل المسائل التي تبدو في المقاييس- المقاييس الشرعيّة والعرفيّة والعقليّة البسيطة- خلافًا للمصلحة، وإن تحمّلها أصعب من تحمّل سائر المصائب.(14/3/1375).
افرضوا أنهم عرضوا القضية على الإمام الحسين (عليه السلام) على الشكل التالي: تريد أن تجاهد في سبيل الله، هذا جيد جدًا، تريد مواجهة يزيد، بالطبع هذا جيد أيضا، تريد ان تضحي بنفسك، وأنت مستعد وحاضر، هذا جيد جدا، لكن ذلك الطفل ذي الستة أشهر الذي كان يتململ من شدة العطش، بأي مقياس ودليل يظهر على هذا النحو؟! قل كلمة وأرح هذا الطفل!
لاحظوا، فالاستقامة تظهر وتتجلى على هذا النحو، أي عندما تعترض طريق الإنسان فجأة مسألة، يمكن أن تجعل الإنسان، حتى الفذ والفطن[5]، عرضة للشك والتردد.(14/3/1375).
الاستقامة والبصيرة، مقتطف من كلمات سماحة الإمام القائد السيد علي الخامنئي (دام ظله) حول البصيرة والاستقامة
[1] -(من الصحابة والوجوه)
[2] - مناقشة عبد الله بن الزبير مع ابي عبد الله الحسين (عليه السلام): شرح الأخبار، ج3، ص143؛ الكامل، ج4، ص38؛ بحار الانوار، ج44، ص364. مناقشة عبد الله بن جعفر مع ابي عبد الله الحسين: الفتوح، ج5، ص67؛ الارشاد، ج2، ص 68-69.
[3] - الطبقات الكبرى، الخامسة1، صص 444-447؛ أنساب الاشراف، ج3، صص163؛ تاريخ الطبري، ج4، ص 253، و 286-287؛ مروج الذهب، ج3، ص67؛ مناقب آل أبي طالب، ج3، ص56 و60؛ دلائل الامامة، ص182؛ مقتل الحسين، الخوارزمي، ج1، صص 271-273؛..
[4] -في لقاء أعضاء الشورى المركزية، الجهاد الجامعي، 8/10/1376. (29/12/1997).
[5] - في لقاء قادة ومسؤولي الحرس الثوري،14/12/1376 – 5/3/1998
تقسيم مراحل الطفولة
تمهيد
إنّ تقسيم مراحل الطفولة له دور رئيس في العمليات التربوية؛ لأنّ كلّ مرحلة من المراحل التي يمرّ بها الطفل تُعتبر ظرفاً لبعض الأحكام التربوية الخاصّة بها. وهناك عدّة تقسيمات لمراحل الطفولة عند علماء النفس والتربية، وضعت وفق معاييرهم التي اعتمدوها في المقام ليستفيدوا منها في التربية والتحليل النفسي. وهذه التقسيمات وإن كانت ذات فائدة عملية من بعض الوجوه، إلا أنّنا نُريد تقسيم مراحل الطفولة بنحوٍ يُمكننا من الاستثمار الإيجابيّ فيه بالنسبة لتربية الطفل في ضوء المنهاج الإسلاميّ. وفي هذا الدرس سنتوقّف عند النظرة الإسلامية إلى مراحل الطفولة1، ثم نعرض في الفقرات الأخيرة ثلاث نماذج من التقسيمات الأخرى للطفولة.
تقسيم مراحل الطفولة في النصوص الإسلامية
يُمكن ملاحظة مراحل الطفولة من زاويتي نظر في النصوص الإسلامية:
التقسيم الاستقرائيّ حسب المراحل
نقصد بالتقسيم الاستقرائيّ: تتبّع النصوص الشريفة للخروج بخلاصات عامّة عن تقسيم مراحل الطفولة - بالمعنى الأعم من الحقيقيّ والمجازيّ - بالنسبة لما يتعلّق بالتربية. ويُمكن تصنيفها بالاستقراء على النحو التالي:
1- مرحلة حسن اختيار كلٍّ من الزوجين للآخر.
2- مرحلة الجماع، ما قبل الحمل الواقع منه تكوين الجنين.
3- المرحلة الصلبية، وحياة الطفل - بصورتها الأوّلية - تبدأ من النطفة التي هي مادّة حاملة للفعلية القريبة الواقعة على صراط تكوين طفل فعليّ الوجود لاحقاً، يقول تعالى: ﴿فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ﴾2.
4- المرحلة الجنينية أي مرحلة الحمل.
5- المرحلة من 0 يوم حتى 7 أيام.
6- مرحلة الرضاع، من 0 سنة حتى 2.
7- مرحلة الحضانة، مرحلة ما قبل التمييز، من 0 سنة حتى 2/7 سنوات.
8- مرحلة التمييز، من 7 حتى البلوغ.
وقد تُضاف إليها بالاعتبار حكماً لا موضوعاً مرحلة تاسعة، هي:
9- مرحلة البلوغ السفهيّ غير الرشيد، التي يُمكن اعتبارها ملحقة بمرحلة الطفولة في بعض أحكام فقه التربية، لأنّ دخول الطفل إلى مرحلة البلوغ يكون على نحوين:
الأوّل: أن يدخل مرحلة البلوغ وهو رشيد، بمعنى أن تكون للبالغ ملكة نفسانية تقتضي تصرّفه ضمن حدود الصلاح اللائق بأفعال العقلاء، أي المرحلة التي يُحسن فيها التصرّف في شؤون نفسه وبدنه وماله بنحو يراه العقلاء عملاً مقبولاً، فلا يكون لأحد ولاية عليه.
الثاني: أن يدخل مرحلة البلوغ وهو غير رشيد، بمعنى أنّه لا يُحسن التصرّف في نفسه وماله وشؤونه، فلا تنفذ جميع تصرّفاته بحقّ نفسه بشكل مستقلٍّ على نحو الموجبة الكلية، بل يحتاج إلى رعاية الوليّ الشرعيّ، ويلحق بالطفل من جهة بقاء وليّه السابق مستمرّ الولاية عليه3. - سيأتي بحث هاتين النقطتين في الدرس الخامس عشر -.
ونُعيد التذكير، بأنّ هذا التقسيم للمراحل، ليس استنسابياً أو جزافياً، بل يترتّب على كلّ مرحلة منه أحكام وتشريعات فقهية وتربوية خاصّة4.
الطفولة في اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل
ورد في المادّة الثانية من ميثاق الطفل في الإسلام، الصادر عن اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل5، ما نصّه:
1 - تشمل رعاية الشريعة الإسلامية للطفل المراحل التالية:
1- اختيار كلٍّ من الزوجين للآخر.
2- فترة الحمل والولادة.
3- من الولادة حتّى التمييز (مرحلة الطفل غير المميّز).
4- من التمييز حتّى البلوغ (مرحلة الطفل المميّز).
وتنشأ للطفل في كلّ من هذه المراحل حقوق تُلائمها6.
وهو تقسيم مقبول إلى حدٍّ ما، ونُسجّل عليه ملاحظة، وهي أنّه لم يُفصّل في ذكر عناوين المراحل، كالمرحلة الصلبية، والجُماعية، والأسبوعية، والرضاعية، والحضانية و... بل بقيت مطوية في تقسيم المراحل الأخرى، مع أنّ لها أحكاماً وتشريعات خاصّة بها بعنوانها.
2- تقسيم الـ: "ثلاث سبعات"
التقسيم الثاني الذي يُمكن أن يُستفاد من الروايات بشكل واضح هو التقسيم المعروف بـ: "ثلاث سبعات".
- عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: "الولد سيّد سبع سنين، وعبد سبع سنين، ووزير سبع سنين، فإن رضيت خلائقه7 لإحدى وعشرين سنة، وإلا ضرب على جنبيه8، فقد أعذرت إلى الله"9.
- وعن الإمام عليّ عليه السلام، قال: "يُربّى الصبي سبعاً، ويؤدّب سبعاً، ويُستخدم سبعاً..."10. وفي لفظ آخر: "يُرخى الصبي سبعاً..."11.
- وعن الإمام جعفر الصادق عليه السلام، قال: "دع ابنك يلعب سبع سنين، ويؤدّب سبع سنين، وألزمه نفسك سبع سنين، فإن أفلح، وإلا فلا خير فيه"12.
- وعنه عليه السلام، قال: "الغلام يلعب سبع سنين، ويتعلّم الكتاب سبع سنين، ويتعلّم الحلال والحرام سبع سنين"13.
وقريب منها:
- عنه عليه السلام، قال: "دع ابنك يلعب سبع سنين، وألزمه نفسك سبعاً، فإن أفلح وإلا فإنّه ممّن لا خير فيه"14.
- وعنه عليه السلام، قال: "أمهل صبيّك حتّى يأتي له ستّ سنين، ثمّ ضمّه إليك سبع سنين، فأدّبه بأدبك، فإن قبل وصلح، وإلا فخلِّ15 عنه"16.
سرّ السنوات السبع الأولى
يظهر من خلال الروايات السابقة أنّ مرحلة السبع الأولى من حياة الطفل لها ميّزة خاصّة، لأنّ الطفل في هذه المرحلة قد خرج إلى عالم الحياة جاهلاً ضعيفاً فاقداً لكلّ كمال فعلي لا يملك أيّ تصوّر عن هذا العالم وليس لديه أيّ انطباع أو شعور واتّجاه نفسيّ انفعاليّ عنه أو أيّ مهارة سلوكية فيه، ويبدأ رحلته في اكتساب المعارف والقيم والاتجاهات والميول والمهارات والسلوكات المختلفة في الساحات المتعدّدة بالتدريج، وبطبيعة الحال يحتاج إلى فترة زمنية معيّنة ليتمّ له اكتساب تلك الأمور بنحو يصل إلى مرحلة عمرية يُصبح فيها قادراً على التمييز بين ما هو إيجابيّ وسلبيّ ولو بنحو إجماليّ، ويكوّن صورة أوّلية عن مفهوم الخطأ والصواب والحسن والقبيح والضارّ والنافع من تلك الأمور، فيحتاج في هذه المرحلة الأولى إلى إعطائه هامشاً من الحرّية والفسحة لأجل اكتشاف نفسه والأشياء المحيطة به، ولبناء خطوط علاقاته معها.
لذا، كان التوجيه التربويّ الإسلاميّ لوليّ أمر الطفل نحو إعطاء الطفل هامشاً من الحرّية وعدم تقييده بلوائح كثيرة من الممنوعات حتّى لا تُحاصر قدرته على اكتشاف الأشياء والتعرّف إليها ولمسها واختبارها بشكل شخصيّ، فعبّرت الروايات عن هذه المرحلة بعبارات مثل: "سيّد"، "أمهل"، "يرخى".
وباعتبار أنّ القدرة الاستكشافية لدى الطفل يتمّ إشباعها من خلال ما فطره الله تعالى عليه من أسلوب اللعب والنشاط الحركيّ، حثّت الروايات على ترك الطفل يعيش حياته بمناخ من اللعب، وبعد أن يمرّ الطفل بهذه المرحلة من اللعب والإمهال والإرخاء ليكتشف العالم المحيط به ويختبره يصل إلى مرحلة امتلاك قدرة التمييز بين الإيجاب والسلب، فيخرج من تلك المرحلة الأولى ويدخل في الثانية. وقد قدّرت الروايات المرحلة الأولى بـ 7 سنوات، وهذا ما أثبتته التجربة التربوية والنفسية كما سنوضحه في درس التربية باللعب، فترك الطفل في المرحلة الأولى من حياته بهذا النحو هو بحدّ نفسه تربية.
خصوصية دخول الطفل في سنّ السابعة
إنّ لسنّ السابعة ميّزة خاصّة في النصوص الدينية، وهذا يُشير إلى أنّها نهاية مرحلة عمرية خاصّة وبداية أخرى بالنسبة للطفل، فالسبع الأولى هي مرحلة اللعب والإمهال (لا الإهمال)، أمّا السبع الثانية فهي بداية مرحلة التعليم والتأديب (الانتقال إلى مرحلة جديدة من التربية) كما اتّضح من النصوص السابقة. ونذكر بعض الروايات التي توضح خصوصية هذا السنّ.
ففي التربية الجنسية:
- عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، قال: "فرّقوا بين أولادكم في المضاجع إذا بلغوا سبع سنين"17.
- وعن الإمام الصادق عليه السلام، قال: "... الغلام لا يُقبِّل المرأة إذا جاز سبع سنين"18.
وفي التربية العبادية:
- عن الإمام الصادق عليه السلام، قال: "... مروا صبيانكم بالصلاة إذا كانوا بني سبع سنين"19.
لذا، عبّرت الروايات عن السبع الثانية بـ: "العبد"، "أدّبه"، "ألزمه نفسك"...، لأنّها مرحلة جديدة تحتاج إلى أصول وأساليب وتقنيات مختلفة.
معايير تحديد مرحلة التمييز
نُركّز النظر حول معايير تحديد مرحلة التمييز بسبب الخصوصية التي تتمتّع بها مرحلة دخول الطفل في سنّ السابعة، بحيث يُصبح في الأغلب طفلاً مميّزاً. ومفردة الطفل المميّز أو التمييز لم ترد في نصٍّ دينيٍّ يدلّ على تحديد معناها حتّى يُعتمد كمعيار في المقام، لذا لا بدّ من الرجوع إلى مدلول الكلمة في اصطلاح الفقهاء، ومع استقراء نصوص الفقهاء نخرج بالآراء التالية:
المعيار الأول: 6-7 سنوات حتّى البلوغ
تبنّى غالبية فقهاء أهل السنّة المعيار الزمانيّ لتحديد مرحلة التمييز، فهي تمتدّ من سنّ الـ6-7 حتّى مرحلة البلوغ20، وهو رأي بعض فقهاء الإمامية، ولعلّ منشأ ذلك عندهم هو الروايات السابقة التي تُفيد كون سن الـ7 يُشكّل مرحلة جديدة لها مستلزمات خاصّة في حياة الطفل.
قال الشيخ الطوسيّ: "... وإن كان طفلاً يُميّز وهو إذا بلغ سبع سنين أو ثمان سنين فما فوقها إلى حدّ البلوغ..."21.
وقال العلّامة الحلّي: "إذا بلغ الطفل سبع سنين،... لأنّ هذا السنّ يحصل فيه التمييز من الصبي..."22.
وقال الشيخ جواد التبريزي: "التمييز هو أن يُميّز الشيء القبيح من غيره، ويكون غالباً إذا بلغ الولد ستّ سنين... إذا أكمل الطفل ستّ سنوات فهو مميّز"23.
وسُئل الشيخ التبريزي: هل هذا - تحديد ضابط الصبيّ المميّز بالستّ سنوات - من باب تشخيص الموضوع؟ فلو شخّص المكلّف أنّ ابنه لم يُميّز (حتّى بعد بلوغ الستّ) يعتمد على تشخيصه أم لا؟ أجاب: "هذا التحديد وارد في الروايات"24.
المعيار الثاني: معرفة الحسن من القبح
قال الشهيد الثاني: "المراد بالمميّز مَنْ يعرف الأضرّ من الضارّ والأنفع من النافع، إذا لم يحصل بينهما التباس بحيث يخفى على غالب الناس"25.
وقال السيد محمد رضا الكلبايكاني: "الصبيّ إذا ميّز الحسن من القبيح، وفهم ما يفهمه الكبار فهو مميّز"26.
وقال الشيخ محمد علي الآراكي: "المميّز هو القادر على تشخيص القبيح والحسن"27.
وليس المراد من التمييز أن يكون الطفل قادراً على التفرقة بين الحسن والقبيح والضارّ والنافع بشكل تفصيليّ وإنّما يكفي التمييز الإجماليّ.
وقد يُقال إنّ المعيار السابق لا يختلف عن هذا المعيار، لأنّه وكما عبّر الشيخ جواد التبريزي: التمييز هو أن يُميّز الشيء القبيح من غيره ويكون غالباً إذا بلغ الولد ستّ سنين، فيكون تحديد الفقهاء له بـ6 أو 7 سنوات من باب تشخيص المصداق، ولكن ينفيه أنّ جوابه بكونه وارداً في الروايات يوحي بأنّه من باب التعيين لا التشخيص.
ولكن مع ذلك، فإنّ صريح عبارات بعض الفقهاء ممّن يتبنّى هذا الرأي يُفيد كون تحديد مرحلة التمييز بالـ 7 من باب تطبيق المعيار (وهو قدرة الطفل على التفرقة بين النافع والضارّ) على الطفل الخارجيّ والتشخيص للمصداق، لا من باب التحديد والتعيين.
المعيار الثالث: مرجعية النظرة العرفية
قال السيد محمد جواد العاملي: "المرجع في المميّز إلى العرف، لأنّه المحكّم في مثله"28.
المعيار الرابع: اختلاف التمييز باختلاف متعلّق التكليف
سُئِل السيد علي السيستاني: ما هو ضابط الصبيّ المميّز في مسألة جواز النظر إلى عورته، وجواز نظره إلى عورة الغير، وكون عباداته صحيحة، والاعتماد على أخباره؟
أجاب: "يختلف المميّز في كلّ مكان، ففي الأول المراد بالمميّز الذي يتأثّر من النظر إلى العورة أو النظر إلى عورته لو التفت وتتحرّك غريزته نسبياً، وفي اعتبار صحّة عباداته الذي يُميّز التكاليف وأنّ الأمر من قِبَل الله تعالى ويُمكنه قصد القربة، وفي الاعتماد على إخباره بالنجاسة إذا كان ذا اليد، إذا كان مميّزاً قوي الإدراك لها"29.
المعيار الخامس: اختلاف المميّز باختلاف الزمان والمكان والأفراد
سُئل السيد علي الخامنئي دام ظله: جاء في بعض الأحكام للصبيّ المميّز بأنّه الصبيّ الذي يُميّز الحسن من القبيح، فما هو المراد من الحسن والقبيح؟ وما هي سنّ التمييز؟
أجاب: "المراد من الحسن والقبيح هو ما يكون كذلك بنظر العرف، مع ملاحظة ظروف حياة الصبيّ والعادات والآداب والتقاليد المحلّية، وأمّا سنّ التمييز فهو مختلف تبعاً لاختلاف الأشخاص في الاستعداد والإدراك والذكاء"30.
الاستنتاج:
إنّ ما تقدّم في أقوال الفقهاء ليس معايير متعدّدة، وإنّما هو معيار واحد تمّ تسليط الضوء عليه من زوايا مختلفة، والمعيار هو: أن يصل الطفل إلى مرحلة عمرية تُصبح لديه ملكة التمييز بنحو إجمالي بين الحسن والقبيح والضارّ والنافع في الحياة. وممّا لا شك فيه أنّ متعلّقات الحسن والقبح تختلف مجالاتها وساحاتها، فقد تتعلّق بأمور جنسية وأخرى سياسية وثالثة اجتماعية ورابعة مالية وخامسة عبادية... إلخ، وعليه سيختلف التمييز بلحاظ المتعلّق، كما سيتفاوت التمييز في الطفل نفسه بين شيء وآخر، وكذلك الأمر سيختلف التمييز بين طفل وآخر، وبين منطقة وأخرى... إلخ، ويكون مرجع تحديد أنّ هذا الطفل مميّز في هذا المجال أو ذاك هو النظرة العرفية الاجتماعية التي يعيش ويتحرّك الطفل داخل محيطها.
نعم، في الأعمّ الأغلب قد يكون بلوغ الطفل سنّ السابعة هو المُدخِل له إلى مرحلة التمييز لما ذكرناه في فقرتي: سرّ السنوات السبع الأولى وخصوصية دخول الطفل في سنّ السابعة، ولهذا ركّزت الروايات على هذه السنّ.
وعليه، فإنّ الضابط الكلّي لتحديد التمييز ليس زمانياً بل معرفيّ، إلا بناءً على المعيار الأول، على تفسير، أي تُحدّد مرحلة التمييز بالسنّ 6-7 من باب التعبّد بالنصّ الشرعيّ، فيكون ميزان دخول الطفل في مرحلة التمييز هو نفس السنّ بغضّ النظر عن الحالة المعرفية لابن سبع سنوات.
تقسيم الطفولة على أساس مراحل نمو المعرفة وتأثير البيئة على النموّ31
اعتمد هذا التقسيم جان بياجيه (1896-1980)، حيث سلّط الضوء في أبحاثه على مراحل الطفولة من خلال ربطها بعملية تكوين المعرفة المتأثّرة بالبيئة المحيطة بالطفل، فقسّمها إلى خمس مراحل، هي:
1- المرحلة الأولى: الذكاء الحسّيّ- الحركيّ: من صفر يوم إلى سنتين (0-2).
2- الثانية: مرحلة الصور العقلية: (2-4 سنوات).
3- الثالثة: مرحلة الذكاء الحدسيّ: (4-7 سنوات).
4- الرابعة: مرحلة العمليات الحسّية أو الذكاء المحسوس: (7-12 سنة).
5- والخامسة: الذكاء المجرّد، سنّ 13 وما فوق.
تقسيم مراحل الطفولة في مدرسة التحليل النفسيّ32
وهو التقسيم المعتمد عند سيجموند فرويد (1856-1939) وأتباع مدرسة التحليل النفسيّ:
1- ما قبل الولادة: صفر يوم إلى 250-300 يوم.
2- حديث الولادة: الأسابيع الأولى عقيب الولادة.
3- المرحلة الفميّة: السنة الأولى.
4- المرحلة الشرجية: 1-3.
5- المرحلة القضيبية: 2-5.
6- مرحلة الكمون: 5-10.
7- مرحلة ما قبل البلوغ: 10-12 سنة.
8- مرحلة المراهقة: 13-20 سنة.
تقسيم مراحل الطفولة على أساس الخصائص الجسمية33
1- المرحلة الجنينية: ما قبل الولادة: وتمتدّ من صفر يوم إلى 250-300 يوم.
- بويضة: من صفر يوم إلى أسبوعين.
- جنين: من أسبوعين إلى 10 أسابيع.
- جنين متكامل: من 10 أسابيع إلى الولادة.
2- مرحلة الولادة:
- حديث الولادة: الأسبوعان الأوّلان عقيب الولادة.
- المهد: من أسبوعين إلى عامين.
3- الطفولة: تمتدّ من: 3-12 سنة.
- المبكرة: 3-5 سنوات.
- الطفولة الوسطى: 6-10 سنوات.
- الطفولة المتأخّرة: 10-12 سنة.
4- المراهقة:
- المبكرة: 12-14.
- الوسطى: 14-17.
- المتأخّرة: 17-20.
وهذا الاختلاف بين الباحثين في تحديد مراحل الطفولة وتعيين أدوارها، إنّما هو بسبب اختلاف المعايير المعتمدة في هذا المجال، فمنها معايير معرفية، ومنها نفسية، ومنها فيزيولوجية...
* المنهج الجديد في تربية الطفل، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
1- أنظر: عجمي، سامر توفيق، عقوبة الطفل في التربية الإسلامية، الفصل الثالث.
2- سورة الطارق، الآيات 5-7.
3- الصدر، محمد صادق، ما وراء الفقه، ج5، ص58.
4- مع الإشارة أيضاً إلى أنّ هذا التقسيم لا يعني الفصل الهندسي بين المراحل، بل قد تتداخل بعض المراحل من حيث الزمان والأحكام، ولكن كلّ مرحلة لها علامات مميّزة لها في فقه التربية ستظهر في موضعها الخاص كانت هي الميزان والملاك في تبويب هذا التقسيم، فمثلاً مرحلة أسبوع الطفل هي جزء من مرحلة الرضاع لكن لها أحكام تربوية خاصّة بها من غير جهة الرضاع، ومرحلة الرضاع هي جزء من مرحلة ما قبل التمييز لكن لها أحكام خاصة بها من جهة الرضاع، وهكذا.
5- وهي إحدى لجان المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة.
6- يراجع: مناع، حقوق الطفل-الوثائق الإقليمية والدولية الأساسية، ص79.
7- في نسخة مكارم الأخلاق: "أخلاقه".
8- في نسخة مكارم الأخلاق: " فاضرب على جنبه".
9- العاملي، محمد بن الحسن، تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة، ج21، ص476، ح27627. والطبرسي، الحسن بن الفضل، مكارم الأخلاق، ص222.
10- من لا يحضره الفقيه، ج3، ص493، ح4746.
11- مكارم الأخلاق، ص223.
12- من لا يحضره الفقيه، ج3، ص493، ح4743.
13- الكافي، ج6، ص47، باب تأديب الولد، ح3.
14- م.ن، ح1.
15- خلِّ: فعل أمر من خلى يخلي، بمعنى ترك.
16- الكافي، ج6، ص47،ح2.
17- مكارم الأخلاق، ص223.
18- من لا يحضره الفقيه، ج3، ص437، ح4510.
19- الكافي، ج3، ص409، باب صلاة الصبيان، ح1.
20- يراجع: ابن حجر العسقلاني، فتح الباري في شرح صحيح البخاري، ج1، ص158. والنووي، يحيى بن شرف، المجموع شرح المهذب، ج9، ص361.
21- الطوسي، محمد بن الحسن، الخلاف، ج5، ص131.
22- تذكرة الفقهاء، ج4، ص335.
23- التبريزي، جواد بن علي، صراط النجاة، ج6، ص65.
24- صراط النجاة، م.ن.
25- العاملي، زين الدين بن علي، روض الجنان في شرح ارشاد الأذهان، ج2، ص648.
26- الكلبايكاني، محمد رضا، إرشاد السائل، ص128.
27- الآراكي، محمد علي، المسائل الواضحة، ج2، ص91.
28- العاملي، محمد جواد، مفتاح الكرامة، ج6، ص432.
29- السيستاني، علي، الاستفتاءات، ص125-126.
30- الخامنئي، علي، أجوبة الاستفتاءات، ج2، ص300، مسألة 822.
31- يراجع: سليم، مريم، علم نفس النمو، ص44-45.
32- للتفصيل يراجع: ن.م.
33- يراجع: الأشول، عادل عز الدين، علم نفس النمو من الجنين إلى الشيخوخة، ص38.
هل وضع الرئيس سعيد اصبعه على جرح تونس؟
يمضي الرئيس التونسي في قراراته بعد تجميد عمل البرلمان واقالة الحكومة، واعداً بخطوات تنفيذية جديدة، فيما حركة النهضة المستهدف الرئيس من اجراءات سعيد، تحاول احتواء هذه القرارات بدل مواجهتها، في ظل واقع قد ينعكس على دول الجوار والمنطقة في حال تفاقمه.
ويرى محللون تونسيون، ان حركة الرئيس التونسي قيس سعيد جاءت بناءاً على خطة طريق لم يتم الاعلان عنها لكن ملامحها بدأت تتضح.
وقالوا: ان الرئيس سعيد يريد تطبيق فصل 80 من الدستور والبدء بمرحلة تأسيسية، بعدما تعفنت الاوضاع السياسية في تونس، وصنّاع القرار السياسي لم يكونوا في مستوى انتظارات وتطلعات الشعب التونسي الذي نادى برحيل هذه المنظومة السياسية منذ اشهر عديدة، ما وقعت عملية الاصلاح على كاهل رئيس الجمهورية الذي اختار ان يعلن عن قراراته تزامناً مع احتجاجات عارمة عمت جل المحافظات التونسية.
واكدوا، ان النظام السياسي التونسي الهجين الخليط بين البرلمان ورئاسة الحكومة في تونس قد ثبت عجزه عن ادارة شؤون البلد منذ 7 سنوات، ولذا طرح الرئيس سعيد مشروعاً الانتخابيا بتغيير هذا النظام السياسي واجراء استفتاء على طبيعة النظام السياسي القادم، هل سيكون برلماني بحتاً، أم ستكون الرئاسة بحتة؟ واعتبروا ان تونس على اعتاب بناء الجمهورية الثالثة من اجل تقديم الاسعافات اللازمة للداخل التونسي لمواجهة المشاكل الصحية والاقتصادية والاجتماعية.
من جانبهم بين مراقبون سياسيون، بان ما حصل في تونس مؤخراً كان نتيجة منطقية للسياسة التي انتهجتها المنظومة السياسية الحاكمة، وهي منظومة صفاتها الفساد والارهاب والتي مارستها حركة النهضة طيلة السنوات العشر الماضية.
واوضحوا، ان الشعب التونسي فرح فرحاً شديداً حين اطاح بالنظام الديكتاتوري السابق واعتقد ساذجاً بان ثورته ستلبي كل متطلباته سواء في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، لكن الثورة التي قام بها الشباب التونسي والطبقة الوسطى والفئات الاجتماعية الفقيرة سرعان ما تبخرت احلامهم فيما يتعلق بانتظاراتهم الاستراتيجية، لا لشي وانما بسبب المنظومة السياسية التي حكمت منذ 2011 والى الان حيث شكلت حركة النهضة العمود الفقري فيها.
وقال المديني: للاشف الشديد اثبتت هذه المنظومة بانها انتجت الفقر وقادت البلاد الى الخراب، وعجزت بشكل فاضح ومكشوف عن ادارة دواليب الدولة، وتحولت تونس من دولة مرموقة على الصعيد الاقليمي الدولي الى دولة متسولة، وان حركة النهضة هي المسؤولة الاولى لما آل اليه الوضع التونسي، بعدما دخلت بتحالفات مشبوهة مع لوبيات ومافيات التي تجسد الفساد وعجزت عن اجراء تنمية حقيقية في تونس.
واعتبروا، ان الرئيس سعيد بادر باتخاذ اجراءات في غاية الاهمية تتناغم مع تطلعات الشعب التونسي الذي سئم من هذه المنظومة السياسية الحاكمة الموسومة بالفساد والارهاب وارتكبت جرائم ارهابية في سوريا بعد تسفير 8 آلاف ارهابي للقتال في سوريا.
ما رأيكم...
- الى أين يتجه الوضع في تونس في ضوء قرارات الرئيس؟
- هل سيتمكن من الاستمرار في اجرائاته حتى النهاية؟
- لماذا تتبع حركة النهضة سياسة الاحتواء بدل المواجهة؟
نصّ حكم الإمام الخامنئيّ في تنفيذ رئاسة الجمهوريّة للسيّد إبراهيم رئيسي
نصّ حكم الإمام الخامنئيّ في تنفيذ رئاسة الجمهوريّة لحجّة الإسلام السيّد إبراهيم رئيسي؛ بتاريخ 2021/08/03م
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطاهرين، ولا سيما بقيّة الله في الأرضين.
أشكر الله العليم القدير الذي جعل إيران بفضله وعنايته مرفوعة الرأس مرة أخرى في الامتحان السياسي والاجتماعي للانتخابات. الشعب العظيم في وضع معقّد وصعب، لكنه أثبت بحضوره المهم والمُعز حاكمية اختيار الشعب لإدارة أمور البلاد. وأظهر عزمه الراسخ على اتباع طريق الثورة الإسلامية النوراني، طريق العدالة والتقدّم والحرية والعزة، وذلك باختيار شخصية شعبية وجليلة من سلالة السيادة والعلم، متزيّنة بالتقوى والحكمة، وتتمتّع بسوابق إداريّة لامعة.
وطننا العزيز متعطش اليوم للخدمة، ومستعد لحركة الطفرة إلى الأمام في جميع المجالات، ويحتاج إلى إدارة كفؤة وجهادية وحكيمة وشجاعة تستطيع تعبئة قدرات الشعب الواضحة والمخفية -خاصّة الشباب الذين تفوق قدراتهم المشكلات بأضعاف- وتجلبها إلى ميدان العمل والسعي البنّاء، وتزيل الموانع أمام الإنتاج، وتتابع أيضاً سياسة تقوية العملة الوطنية بنحو جاد، وتمكّن الفئات المتوسطة والفقيرة من المجتمع التي يقع ثقل المشكلات الاقتصادية فوق كاهلها. فالإدارة ذات النهج الثقافي الحكيم تمهّد الطريق للارتقاء المادي والمعنوي للشعب الإيراني، ويجب أن تسرّع حركة البلاد نحو موقعها الجدير.
الآن، مع التوجّه بالشكر إلى الناس الأعزاء، وتبعاً لتصويتهم وانتخابهم العالمَ الحكيم الذي لا يعرف الكلل، ذا الخبرة والشعبية، أنصّب حجة الإسلام السيد إبراهيم رئيسي رئيساً لجمهورية إيران الإسلامية. وأسأل الله -تعالى- التوفيق والعزة له ولزملائه، وأذكّره أن تصويت الشعب وتنفيذي له سيستمران ما دام نهجه دائماً في اتباع صراط الإسلام المستقيم والثورة الإسلامية، وسوف يكون هكذا بفضل الله، إن شاء الله.
والسلام على عباد الله الصالحين
السيّد عليّ الخامنئيّ
03/08/2021م
معادلة الردع تفرض نفسها.. الاحتلال يختار عدم التصعيد بوجه حزب الله
بعد أن ردّت المقاومة الاسلامية في لبنان على الغارات الجوية الإسرائيلية، الاحتلال يختار عدم التصعيد بوجه حزب الله.
بعد أن ردّت المقاومة الاسلامية في لبنان على الغارات الجوية الإسرائيلية على أراضٍ مفتوحة في منطقتي الجرمق والشواكير ليلة الخميس الماضي، وقامت مجموعات الشهيد علي كامل محسن والشهيد محمد قاسم طحان بقصف أراضٍ مفتوحة في محيط مواقع الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا، نقل مراسل الجبهة الشمالية في قناة كان الاسرائيلية روبي هامرشلاغ على حسابه في موقع "تويتر" عن قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال اللواء أمير برعام قوله لرؤساء "السلطات المحلية" إن "إطلاق حزب الله للصواريخ وُجّه باتجاه مزارع شبعا، وهو لم يعتزم اطلاق الصواريخ باتجاه المستوطنات".
وأضاف برعام إن "صفارات الإنذار جرى تفعيلها بسبب الصواريخ الاعتراضية للقبة الحديدية.. لذلك تمّ توجيه السكان بالحفاظ على الروتين".
بالموازاة، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال "لا يوجد لدينا رغبة بالتصعيد على الحدود الشمالية"، مضيفًا إن "حزب الله أطلق الصواريخ تجاه مناطق غير مأهولة، لذلك لا رغبة لدينا في التصعيد والشمال بدون قيود حيث الحياة الروتينية".
المصدر:العالم
مراسم القسم الدستوري أكبر فشل للمؤامرة الامريكية الاسرائيلية ضد ايران
رغم كورونا والظروف الخاصة التي يشهدها العالم حضر أكثر من 115 شخصية سياسية من 73 دولة من بينهم رؤساء جمهورية ورؤساء برلمانات ورؤساء حكومات ووزراء خارجية ووزراء اخرين، وعشرات الشخصيات السياسية المرموقة حول العالم مراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس الايراني الجديد السيد ابراهيم رئيسي.
يأتي هذا في وقت تحاول فيه أمريكا والكيان الاسرائيلي بمساعدة بريطانيا ووسائل الإعلام العربية المأجورة، تأليب الرأي العالمي ضد ايران تحت مزاعم شتى كان آخرها الهجوم الذي تعرضت له ناقلة نفط اسرائيلية قبالة ساحل عمان الاسبوع الماضي، ويحاول الكيان الاسرائيلي استغلال هذا الحادث لعرض ايران كتهديد وتسانده امريكا وبريطانيا في هذا، وفي هذا الامر يمكن مناقشة عدة اعتبارات:
أولا: لم يكن أمام الكيان الاسرائيلي بعد فشل محاولاته المتكررة في تشويه صورة الجمهورية الاسلامية وعرضها كتهديد نووي تارة وتهديد اقليمي تارة أخرى، علاوة على فشله في ثني الدول العظمى التي تدرك قدرات وطاقات ايران الاقتصادية والعلمية عن فكرة التوافق مع ايران نوويا، لم يكن امامه سوى ان ينتقل الى مرحلة جديدة تتحدث عن أمن المياه الدولية.
ثانيا: يروق لأمريكا التي ترفض الامتثال لرغبة الكيان الاسرائيلي في عدم مناقشة اتفاق نووي مع ايران ان ترضي رغبات هذا الكيان في عرض ايران كتهديد من منظور آخر وهو الامن البحري مثلا، أو التكلم عن برنامج ايران الصاروخي ومحاولة ايقاف تطويره على الرغم من أنه برنامج دفاعي ويتعلق بأمن ايران القومي ولايحق لأحد الحديث عنه خاصة من قبل من يهدد امن المنطقة ويعتدي على اهلها ويحتل أراضيها كأمريكا والكيان الاسرائيلي.
ثالثا: تحاول امريكا عبر الضغط على ايران سياسيا، خاصة بعد فشلها في عزل ايران عن محيطها الاقليمي وفشل عقوباتها الاقتصادية على الشعب الايراني، تحاول اقناع الجمهورية الاسلامية في تليين موقفها في ما يتعلق بالاتفاق النووي، من هنا يأتي تأكيد امريكا على "رد جماعي" على الهجوم الذي استهدف الناقلة الاسرائيلية رغم عدم وجود أي دليل بيد هؤلاء حول من نفذ الهجوم ومن هنا يمكن معرفة ان الامر سياسي بحت.
رابعا: ليس أمام بينيت ومعه لابيد اللذين تغلبا على معارضهم الحالي ومنافسهم السابق نتنياهو بصعوبة فائقة سوى البروباغندا الاعلامية لتثبيت اقدامهما أمام الرأي العام الاسرائيلي والنجاة من الانتقادات حول ضعفهم، خاصة بعد الفشل الاخير للعدوان الصهيوني على سوريا والذي كان موضوع الاعلام الاول لاكثر من 10 أيام.
خامسا: لماذا ستنكر ايران هجوما نفذته بنجاح على مصالح اسرائيلية ان كان الكيان الاسرائيلي يفتخر باغتيال علماء ايرانيين ويفتخر بتنفيذ عمليات تخريب في الجمهورية الاسلامية ويفتخر بقصف رجال المقاومة في سوريا، وهل الانتهاكات الاسرائيلية هذه مشروعة والرد الايراني "المفترض" عليها محرم وغير شرعي؟!.
على الكيان الاسرائيلي ان يعلم ان ايران في حال ارادت ان ترد على اعتداءاته وانتهاكاته فإنها سترد بحزم وعلنا، كما ردت على امريكا عندما اغتالت الشهيد الفريق قاسم سليماني وأمطرت قاعدتها في العراق بالصواريخ علنا، واما عن محاولات أمريكا وربيبها الصهيوني في عزل ايران وإظهارها كتهديد فإن الحضور الكبير في مراسم اليمين الدستورية للرئيس الايراني الجديد، رغم ظروف كورونا التي تعصف بالعالم، أكبر دليل فشلهم وعلى ان الكيان الاسرائيلي وداعموه فشلوا في تحويل هجوم من قبل مجهول على الكيان الاسرائيلي الى هجوم او تهديد للأمن البحري كما يزعمون وسترفض بقية دول العالم المشاركة في حرب هي حرب الكيان الاسرائيلي الذي يعتدي على الآخرين ويدفعهم للرد ولن يشاركوا في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل إلا اذا كانوا مستفيدين كأمريكا وبريطانيا.
المصدر:العالم