
emamian
حرس الثورة يفاجئ إسرائيل بـ"حصار" من أربعة اتجاهات وأسلحة لم يعلن عنها
مساعد قائد حرس الثورة الإيراني عباس نيلفروشان يتوعد إسرائيل بالرد بأسلحة لم يعلن عنها بعد، ويحذرها من أن الحرب إن بدأت "فلن تكون النهاية على يدها".
الحرس الثوري يفاجئ إسرائيل بـ"حصار" من أربعة اتجاهات وأسلحة لم يعلن عنها
حذر حرس الثورة الإيراني، إسرائيل من مغبة شن أي هجوم على إيران، متوعدا بالرد بأسلحة لم يعلن عنها بعد.
وقال عباس نيلفروشان، مساعد قائد الحرس الثوري الإيراني، اليوم السبت، إن "إسرائيل غير قادرة على تهديد إيران، "فنحن نحاصرها من الشرق والغرب والشمال والجنوب"، وذلك حسب وكالة "تسنيم" الإيرانية.
وحذر المسؤول العسكري الإيراني، إسرائيل من أن "الحرب إن بدأت فنهايتها لن تكون بيدها".
وأضاف: "في حال ارتكب العدو أي حماقة، سنلقنه درساً لن ينساه، وسننتقم منه على تصرفاته الشيطانية طيلة أربعين عاماً".
وتأتي هذه التصريحات بعد يوم من هجوم حاد شنه وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة على إيران والمرشد الإيراني السيد علي خامنئي، حيث شدد على ضرورة "وقف إيران اليوم لمنع نشوب حرب غدا"، مخاطباً القيادة الإيرانية بمثل فارسي مشهور: "لا تعد دجاجك قبل أن تفقس الصيصان".
بعد مظاهرات 20 سبتمبر..حديث بمصر عن إصلاح سياسي "من الداخل" (تحليل)
دفعه إلى الواجهة إصلاحات طبيعية جارية، وفق شخصية مقربة من النظام
إسطنبول/ الأناضول
كاتب وبرلماني مقربان من النظام وحزبان معارضان يدعون إلى إصلاحات سياسية تستبعد جماعة الإخوان.. ومقاول مناهض للنظام يدعو إلى احتجاجات الجمعة
أكاديمي: الحديث عن الإصلاح جاء مع الحاجة لامتصاص رد فعل الشارع ويشمل التعامل مع قضايا الفساد وإمكانية إجراء تغيير وزاري وحوار مع قسم من المعارضة
مواقع محلية: الأوضاع في مصر مستقرة والاحتجاجات "مفبركة" إعلاميا
تشهد مصر توجهًا رسميًا مرتقبًا لإجراء إصلاح سياسي، دفعه إلى الواجهة إصلاحات طبيعية جارية، وفق شخصية مقربة من النظام، وأخرى اضطرارية لامتصاص أسباب وتداعيات احتجاجات 20 سبتمبر/ أيلول الجاري، التي تؤكدها المعارضة، وتنفيها السلطات، بحسب مراقبين.
في ذلك اليوم والتالي له، شهدت مصر، وفق قنوات معارضة ومنصات التواصل الاجتماعي، احتجاجات شعبية نادرة في ميدان التحرير وسط القاهرة وميادين أخرى، بعد دعوات من مقاول مصري بالخارج، يدعى محمد علي (40 عامًا)، تحدث عن وجود فساد مالي يمس رموزًا بالدولة، وهو ما نفاه الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقالت مواقع إعلامية محلية والسلطات الرسمية إن تلك الاحتجاجات "مفبركة" إعلاميا وغير صحيحة، وإن الأوضاع في مصر مستقرة."ووسط دعوات جديدة للتظاهر، الجمعة، وإجراءات أمنية واسعة ومشددة، تحدث كاتب وبرلماني مقربان من النظام عن أهمية إجراء إصلاح سياسي، من دون أن تكون جماعة "الإخوان المسلمين"، التي تعتبرها السلطات "إرهابية"، طرفًا فيها.
وانضم لتأكيد أهمية هذا الإصلاح المأمول حزبان معارضان سبقا أن أيدا السيسي، إبان الإطاحة بالرئيس الراحل، محمد مرسي (2012: 2013) المنتمي للإخوان، صيف 2013.
تلك الأحاديث المتواترة عن إصلاح مأمول، في توقيت يتصاعد فيه حديث عن احتجاج مقبل، يراها سعيد صادق، أكاديمي متخصص بعلم الاجتماعي السياسي، في حديث للأناضول، محاولة لامتصاص أخطاء التعامل مع ما أثير مؤخرًا وأدى إلى الخروج في احتجاجات.
وهو يقصد حديث محمد علي، مقاول مناهض للنظام، منذ 11 سبتمبر/ أيلول الجاري ، عن وقائع فساد نفى السيسي صحتها، وتحدث خلال مؤتمر للشباب، مؤخرًا، عن وجود مؤامرة لتغيير الحكم.
** إصلاح من الداخل
مؤخرا، قال ياسر رزق، كاتب مقرب من السيسي في مقال له بصيحفة "أخبار اليوم" (مملوكة للدولة) التي يرأس مجلس إدارتها: "الآن أعود لأكتب عن الإصلاح السياسي المنشود، متفائلا، ومستبشرا، وعندي خليط من تطلعات، وأمنيات، وإشارات، ومعلومات".
وأضاف: "أكاد أرى في الأفق شيًا ما كبيرًا، لعله مبادرة تكتمل، أو برنامج يتبلور، أو رؤية تختمر، يقدمها القائد لشعبه تدفع بالإصلاح السياسي خطوات واسعة للأمام"، في ظل إصلاحات طبيعية جارية.
واعتبر أنه "لابد من تعبيد الطريق أمام الأحزاب التي يبلغ عددها 104 أحزاب، ليتكتل المتشابه منها في الرؤى والاتجاهات ولعلهم يندمجون".
وتابع: "أحسب من الضروري تحفيز عملية الائتلاف والاندماج تحت مظلة رعاية وطنية غير منحازة إلا للمصلحة العامة وأظنها مؤسسة رئاسة الجمهورية، بل الرئيس السيسي نفسه".
وملحمًا لقوى 30 يونيو (حزيران 2013)، التي دفعت بالسيسي رئيسًا عقب الإطاحة بمرسي، قال رزق: "بنفس الصراحة أقول إن الحرية، كل الحرية للشعب، للكتلة الوطنية المنضوية تحت لواء الثلاثين من يونيو".
وشدد على أنه إصلاح من دون الإخوان: "الإصلاح السياسي ليس - ولا ينبغي أن يكون- قنطرة عبور يتسلل منها سجناء جماعة الإخوان من المستتابين أو التقياويين إلى الحياة العامة".
واستطرد: "ولا يجب أن يظن أحد أن الحديث عن الإصلاح هو استعارة مكنية عن المصالحة مع أعداء الوطن، أعداء الشعب، أعداء الحرية، المنتمين للجماعة الإرهابية".
وقال مصطفى بكري، برلماني مقرب من النظام، عبر حسابه بـ"تويتر": "من المؤكد أن شعبنا العظيم يواجه مشكلات عديدة ويئن من الأوضاع والظروف الاقتصادية ومن المؤكد أن النخبة تسعى إلى تحقيق الإصلاح السياسي وحان الوقت لذلك".
واستدرك: "لكن فارقا كبيرا بين الوطنيين الذين يدعون للإصلاحات على أرضية وطنيه وبين الخونة الذين يريدون الفوضى وهدم الأوطان على رؤوس شعوبها".
** الخروج من "المأزق الوطني"
ضمن تداعيات 20 سبتمبر/ أيلول الجاري، عاد قطاع من المعارضة في مصر إلى نشاطه السياسي، الذي لم يكن لافتًا في السنوات الأخيرة، وذلك بالدعوة إلى إجراء إصلاح سياسي سريع.
وطرح حزب التحالف الشعبي الاشتراكي (يساري)، الجمعة، برنامجًا سياسيًا قال إنه للخروج مما أسماه "المأزق الوطني" في مصر.
ويشمل البرنامج: "الإفراج عن سجناء الرأي المحبوسين والعفو الشامل عن الصادر بحقهم أحكام".
وعادة ما تنفي القاهرة وجود سجناء سياسيين لديها، وتقول إنهم متهمون أو مدانون في قضايا إرهاب.
وشدد الحزب، في بيان، على أهمية "تقدير دور القوات المسلحة وعدم الزج بها فى تجاذبات السياسة والاقتصاد".
ورفض السيسي، الذي كان وزيرًا للدفاع (2012: 2014)، مرارًا، المساس بدور الجيش، مشددًا على أنه مؤسسة وطنية قامت بأعمال ضخمة في بناء الوطن وحماية أمنه واستقراره.
ودعا حزب التحالف الشعبي الاشتراكي إلى إنشاء مفوضية لمكافحة الفساد، وإلغاء التعديلات الدستورية الأخيرة.
وأقرت مصر، في أبريل/ نيسان الماضي، تعديلات دستورية، من بينها بنودها: مد فترة الرئاسة من أربع سنوات إلى ست سنوات، ورفع الحظر عن ترشح السيسي لفترات رئاسية جديدة، وإعادة صياغة وتعميق دور الجيش، وإنشاء غرفة برلمانية ثانية باسم "مجلس الشيوخ".
وشدد الحزب على ضرورة "احترام استقلال السلطة القضائية وحقوق الإنسان والحق في الاجتماع والإضراب والاعتصام والتظاهر فى إطار العمل السلمي".
كما دعا الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي (يساري)، في 21 سبتمبر/ أيلول الجاري، إلى إصلاح سياسي شامل.
وأضاف الحزب، في بيان: "نطالب بأن يبدأ تدشين المسار السياسي والتحول الديموقراطي بالإفراج عن المسجونين السياسيين على ذمة قضايا الرأي".
ودعت هالة فودة، أمين الحقوق والحريات في الحزب، إلى "تدشين خارطة طريق تشارك فيها القوى الديمقراطية".
** القبول بتخفيف الاحتقان
ووفق سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماعي السياسي بمصر، فإن ثمة إقرار بوجود أخطاء في التعامل من جانب النظام.
وأضاف للأناضول أن توقيت الحديث عن الإصلاح السياسي، المشروط باستبعاد الإخوان، جاء مع الحاجة إلى امتصاص رد فعل الشارع، ويشمل مبدئيًا التعامل فورًا مع قضايا الفساد وإمكانية إحداث تغيير وزاري، في أول أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، مع انعقاد البرلمان لإقراره رسميًا، بجانب فتح حوار مع المعارضة الأليفة.
ورأى صادق أن "النظام ورموزه لن يقروا بتنازلات، ولكن ستكون محاولة لتخفيف الاحتقان لا غير".
وشدد أن ما يحدث ليس بغرض تجاوز احتمال انهيار النظام، فـ"النظام لا يزال معه قوى إقليمية ودعم داخلي، وتصب في صالحه مخاوف كثيرة من أن يكون البديل سيئًا".
وقال إنه "من الصعب أن يشمل التخفيف حوارًا مع الإخوان؛ فشرعية النظام وعلاقاته مع القوى الإقليمية قامت على إقصاء الجماعة.. لكن سيكون (الحوار) مع قوى 30 يونيو (حزيران 2013)".
وخلال لقائه مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على هامش اجتماعات الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، حذر السيسي الإثنين، من محاولات تيار الإسلام السياسي، الذي ينتمي إليه الإخوان، الوصول للسلطة.
وترفض جماعة الإخوان، التي تعتبرها السلطات المصرية "إرهابية"، التعامل مع السيسي.
وتقول الجماعة إنها مستمرة في رفضه سلميًا، ولا تقبل بحوار معه، رغم وجود أعداد كبيرة من قياداتها وعناصرها، في مقدمتهم مرشد الجماعة محمد بديع، في السجون؛ بتهم تنفي الجماعة صحتها.
الرد السعودي على إيران عالق بين قوة الدواعي وخوف التبعات (تحليل)
إسطنبول / إحسان الفقيه / الأناضول
من المتوقع في نهاية المطاف أن تلتزم السعودية بمواقفها ما قبل هجمات أرامكو من حيث تجنب الحرب مع إيران، حيث تعتقد أن أية حرب ستكون استجابة لرغبات إيرانية في جر المنطقة إلى حرب مفتوحة للخروج من دائرة عقوبات "الضغط القصوى" التي فرضتها الولايات المتحدة، إلى جانب الأخذ بالحسبان جدية إيران في تنفيذ تهديداتها مباشرة، أو عبر قوات حليفة لها، ضد مصالح الولايات المتحدة والسعودية ودول حليفة لهما وشريكة في المنطقة.
في مقابل ذلك، فإن التردد السعودي في الرد على هجمات أرامكو قد يضع إيران في حالة من الاطمئنان تدفعها لتنفيذ هجمات مماثلة، أو هجمات أشد قوة طالما واصلت الولايات المتحدة تشديد العقوبات عليها.
حملت الولايات المتحدة إيران المسؤولية عن هجمات منشآت أرامكو نافية صحة تبني جماعة الحوثي الحليفة لإيران مسؤوليتها عن الهجمات التي نفت طهران أية علاقة لها بها.
وأعلن وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير، 25 سبتمبر/ أيلول، عن أن بلاده تجري "الآن" تحقيقات في "الاعتداءات على أرامكو، وعندما تنتهي ستعرض نتائجها على العالم".
لكن السعودية حتى الآن لم تعلن عن نتائج التحقيقات التي تجريها لتحديد مواقع انطلاق الصواريخ والطائرات دون طيار، والتي قال الوزير الجبير أنها "ربما تعلن قريبا".
وكانت قيادة قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن قد أعلنت ببيان رسمي بعد يوم من الهجمات على أرامكو "أن الأسلحة التي نفذت الهجمات هي أسلحة إيرانية".
وحتى الآن لم تحدد السعودية خياراتها في الرد على الهجمات بمفردها، أو عبر الشراكة مع الولايات المتحدة، أو ضمن تحالف دولي يتشكل بقرار من مجلس الأمن الدولي.
لكن الأرجح أن السعودية لا تفضل الخيار العسكري - رغم التلويح به - كونه سيؤدي حتما إلى حرب مفتوحة، حيث لا تتردد قيادات إيرانية، مثل قائد الحرس الثوري، في الإعلان عن أن أية دولة تهاجم إيران سترى أن أراضيها ستصبح "ساحة المعركة الرئيسية"، وأن بلاده لن تتردد في الإعلان عن مسؤوليتها عن أي شيء تفعله، وهو على ما يبدو ردا على تصريحات سعودية وأمريكية اتهمت إيران بالمسؤولية عن الهجمات الأخيرة.
وحذرت إيران في 22 سبتمبر/ أيلول على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف من أن أية دولة تبدأ حربها على إيران سوف "لن تكون هي التي تنهيها" في معرض إشارته إلى إرسال الولايات المتحدة قوات إضافية ومعدات دفاعية إلى السعودية والإمارات مؤخرا.
وتؤكد إيران على أن أية ضربة عسكرية على إيران ستؤدي إلى "حرب شاملة"، وهو ما يدعو الولايات المتحدة والسعودية للتردد في اتخاذ قرار الرد العسكري على الهجمات.
هناك أسباب أخرى تدفع السعودية لتجنب الحرب المحدودة أو المفتوحة، أو حتى الرد العسكري المحدود على الهجمات.
لا تزال منظومات الدفاع الجوي السعودية لا تكفي لتأمين الحماية لكافة البنى التحتية للطاقة والمرافق الحيوية مثل محطات الطاقة الكهربائية وتحلية المياه والمنشآت العسكرية وغيرها، والتي يمكن أن تكون أهدافا متاحة للضربات الإيرانية المباشرة، أو عبر القوات الحليفة لها في العراق واليمن.
كما أن منظومات الدفاع الجوي أمريكية الصنع في معظمها، لا يمكن لها التعامل مع دفعات من الصواريخ البالستية وأعداد كبيرة من الطائرات دون طيار في نفس الوقت، بالإضافة إلى الجوانب الفنية لمنظومات الدفاع الأمريكية "الباتريوت" التي تشير بعض التقارير إلى عدم فاعليتها في التصدي لصواريخ كروز إيرانية الصنع أو الأهداف التي تطير على ارتفاعات منخفضة نسبيا، مثل الطائرات دون طيار التي نفذت هجمات أرامكو.
ووفقا لما أورده الوزير عادل الجبير في أحد المراكز البحثية الأمريكية (مجلس العلاقات الخارجية) في 24 سبتمبر/ أيلول، فإنه يعتقد "أن إيران هي المسؤولة عن الهجمات لأن الأسلحة المستخدمة في الهجمات إيرانية الصنع"، وأن التحقيقات الأولية أثبتت يقينا أن الهجمات "انطلقت من شمال الموقع المستهدف"، أي من العراق أو إيران.
وتسعى السعودية وفقا للوزير عادل الجبير إلى "التحرك بطريقة مدروسة وفعالة بالتحدث إلى الحلفاء في الولايات المتحدة وأوروبا للبحث في خيارات عدة سياسية واقتصادية وعسكرية بعد انتهاء التحقيقات ومعرفة المنطقة التي انطلقت منها الهجمات.
وتدرس وزارة الدفاع الأمريكية مجموعة من الخيارات العسكرية منتظر أن تضعها أمام الرئيس الأمريكي تتعلق بكيفية الرد على ما يصفه مسؤولون أمريكيون بأنه "عمل حربي"، وأنه "هجوم غير مسبوق على مصادر الطاقة في السعودية".
وأظهرت الولايات المتحدة ترددا واضحا في توجيه ضربة عسكرية لإيران على خلفية تعرض مصادر الطاقة العالمية للخطر جراء الهجمات على منشآت أرامكو النفطية في 14 سبتمبر/ أيلول، لكنها شددت العقوبات الاقتصادية على إيران، مع احتمالات شن هجمات الكترونية على مواقع إيرانية حساسة وخطوات أخرى.
لكن، هناك ثمة أصوات في الكونغرس الأمريكي ترى أن الرد أو الانتقام العسكري ضرورة ملحة لردع إيران عن تكرار مثل تلك الهجمات على مصادر الطاقة في أهم دولة حليفة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
تفضل الولايات المتحدة أن تقود الدول الحليفة لها أية حروب في المنطقة وتحمل ما يترتب عليها من أعباء، بينما تكتفي بالدعم والإسناد بعيدا عن المشاركة الفعلية.
تدرك الولايات المتحدة أن أية حرب تخوضها ضد إيران سيعرض قواعدها ومواطنيها ومصالحها لخطر الاستهداف الإيراني المباشر، أو عبر القوات الحليفة لها.
وتحتفظ الولايات المتحدة بتواجد لأكثر من 65 ألف جندي يتوزعون على 54 قاعدة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط، حسب تقارير غربية.
من غير المستبعد أن التنسيق الاستخباراتي السعودي الأمريكي والمعلومات التي توصل إليها المحققون توصلت إلى أدلة تؤكد صلة إيران المباشرة بالهجمات، لكن أي تصعيد سعودي أو أمريكي سيؤدي إلى استفزاز إيران، وبالتالي تكثيف هجماتها على البنية الأساسية للطاقة السعودية التي أثبتت الهجمات الأخيرة "هشاشة" إجراءات حمايتها وفشل منظومة الدفاع الجوي السعودي في منع تلك الهجمات، أو هجمات شبيهة مستقبلا.
خلاصة القول إن أي إعلان سعودي عن تورط إيران بالهجمات سيتطلب ردا عسكريا محدودا أو واسعا على إيران، وهو مستبعد على الأقل في المدى المنظور، ما يرجح احتمالات إيجاد مخرج دبلوماسي عبر بوابة الحل السياسي في اليمن لاستبعاد أية احتمالات لنزاع مسلح بين البلدين أو في المنطقة.
في جانب أخر، قد تلجأ السعودية دون إعلان إلى مهاجمة القوات الحليفة لإيران سواء في العراق أو في سوريا بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبدعم منها.
هل تحققت أهداف الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء؟
قال الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء: اللّهمّ إن كنتَ حَبَسْتَ عنّا النصر، فاجعلْ ذلك لما هو خير في العاقبة، وانتقم لنا من القوم الظالمين[1].
شاء الله أن يحبس النصر عن الحسين (عليه السلام)، فيُسْجَنَ أنصاره في الكوفة، ويُقتل مسلم وهانئ، ثمّ يُحاصر هو وأهل بيته وأنصاره، ويُقتل مظلوماً مدافعاً عن نفسه وعياله، ويُقتل معه أهل بيته وأنصاره الذين بايعوه على النصرة بين يديه، وقد ضربوا أروع المثل في الوفاء، ثمّ سيقت الرؤوس ونساء الحسين (عليه السلام) سبايا إلى الكوفة ثمّ إلى الشام.
وفي قبال ذلك استوسق الملك ليزيد، وصفا له الجو سنتان إلاّ سبعاً وثلاثين يوماً بعد قتل الحسين[2].
وظاهر ذلك أنّ الحسين (عليه السلام) قد فشل في تحقيق ما كان يستهدفه من هدف.
فهل كان الأمر كذلك؟ أم أنّ الحسين (عليه السلام) كان قد نجح كلّ النجاح في حركته، وتحقّق له هدفه في حركته تلك، واستجيبَ دعاؤه بأن يكون الخير كلّ الخير في عاقبة الحركة التي بدأها وقتل من أجلها، مضافاً إلى انتقام الله له من الظالمين؟
ونرى من الضروري قبل الإجابة على السؤال أن نستذكر الأمر الذي استهدفه من حركته، ودفع الحسين (عليه السلام) حياته ثمناً له، وهو قضيتان:
القضية الأولى:
كسر الطوق المفروض على الحديث النبوي الصحيح في أهل بيته (عليهم السلام)، وبيان عظيم منزلتهم عند الله ورسوله، والحديث النبوي الصحيح في توهين بني اُميّة، وكذلك الحديث الصحيح في السنن والأحكام التي خالفها الخلفاء بعد النبي (صلى الله عليه وآله)، ثمّ انتشار تلك الأحاديث من جديد ليأخذ أهل البيت (عليهم السلام) مقامهم في المجتمع بوصفهم أئمّة هدى منصوص عليهم؛ ليتمكّنوا من نشر حديث النبي (صلى الله عليه وآله) الذي كتبه علي (عليه السلام) بيده، ثمّ ليلتفّ حولهم ويواليهم، ويأخذ عنهم معالم الدين مَنْ شاء أن يفعل ذلك دون حرج أو خوف.
القضية الثانية:
إفهام المسلمين جميعاً أنّ طاعة بني اُميّة ليست من الدين في شيء بل على العكس من ذلك ؛ فإنّ الدين يدعو إلى البراءة منهم، والوقوف بوجههم، ومجاهدتهم والإطاحة بهم.
ونحن حين ننظر إلى مجريات الحوادث في الواقع التاريخي خلال سبعين سنة بعد قتل الحسين (عليه السلام)، نجد أنّ كلا القضيتين قد حقّق الحسين (عليه السلام) بداياتها الأساسية في الشهور الخمسة من تصدّيه المعلن، الذي انتهى بشهادته المرتقبة من قِبَله ومن قِبَل الأمّة، ثمّ جعل الله تعالى شهادة الحسين (عليه السلام) وظلامته أوسع الأبواب لتتحرّك تلك البدايات باتّجاه تحقيق تينك القضيتين بأتمّ درجة مرجوّة. وفيما يلي بيان مختصر عن ذلك ونفضّل البدء بالحديث عن القضية الثانية أوّلاً:
تفهيم الأمّة أنّ الدّين يدعو إلى الإطاحة ببني اُميّة:
يتّضح تحقّق هذا الهدف من معرفة حال حركة الأمّة، ووضع الدولة الاُمويّة خلال السنوات السبعين التي تلت قتل الحسين (عليه السلام).
لقد كان حال الأجيال الجديدة آنذاك ـ وهم أكثرية الأمّة ـ قبل حركة الحسين (عليه السلام) هو التأثر بالضلال الأموي، ومن ثمّ التعامل مع الحاكم الأموي على أنّه خليفة الله وحجّته، وأنّ طاعته هي الدين، ومن هؤلاء مَنْ هو رعية، ومنهم مَنْ هو في الجيش والشرطة والإدارة.
ونموذج هذا القسم الثاني شمر بن ذي الجوشن، إذ كان يدعو الله بعد الصلاة ليغفر له، فيقول له صاحبه: كيف يغفر لك وقد أعنت على قتل ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟! قال: ويحك! فكيف نصنع؟ إنّ أمراءنا هؤلاء أمرونا بأمر فلم نخالفهم، ولو خالفناهم كنّا شرّاً من هذه الحمر الشقاء[3]، (يريد إنّ معصية خليفة الله توجب النار).
وأمّا حال الأجيال السابقة فإنّ أكثرهم يفهم الانحراف على أنّه تعطيل الأحكام والاستئثار بالفيء، غير أنّهم يخشون صولة النظام وبطشه، وقلّة منهم ـ وهم شيعة علي الذين صبَّ النظام الأموي جام غضبه عليهم ـ يفهمون أنّ الذي يجري إنّما هو محق لرسالة النبي (صلى الله عليه وآله).
وبإزاء هذا الوضع ليس من راية للتغيير، أو ثائر على النظام إلاّ الخوارج، وهؤلاء لا يتعاطف معهم أحد؛ لأنّهم يكفِّرون كلّ الناس من جهة، ويبادئون الأبرياء بالقتال من جهة أخرى. هذا مضافاً إلى أنّ النظام الأموي كان قد تبنّى نشر أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله) التي تدين الخوارج الذين خرجوا على علي (عليه السلام) خاصة في النهروان، وترفع من شأن مَنْ يقاتلهم مع حذف ما يرتبط بعلي (عليه السلام) بصفته المحور في تلك الأحاديث، وجعلها أحاديث عامّة موجّهة إلى كلّ مَنْ يخرج على الخليفة[4].
والذي حصل بعد حركة الحسين (عليه السلام) وشهادته هو اتضاح حقيقة الحاكم الأموي، وأنّ طاعته ليست من الدين في شيء بل الدين يدعو إلى القيام والثورة بوجهه، وذلك من خلال أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله) الصحيحة التي انتشرت، واقترافه الجريمة البشعة بقتل الحسين (عليه السلام)، الذي أخبر النبي (صلى الله عليه وآله) عنه وبكاه منذ ولادته. ومن هنا نجد ثورة أهل المدينة ضدّ يزيد، ثمّ ثورة أهل مكّة، وقد جاءت الطريقة المروعة التي تعامل بها الاُمويّون مع ثوار المدينة ومكة، وغزوهم مكّة، ورمي البيت الحرام بالمنجنيق، ووقوع الحريق فيه مؤكّدة؛ لما بدأه الحسين (عليه السلام) مع بني اُميّة أنّهم ليسوا من أهل الدين، وأنّ الدين يأمر بحربهم والنهوض ضدّهم. واستمرت الثورات بعد ذلك على بني اُميّة بعد يزيد من قبل أهل العراق خاصّة كثورة سليمان بن صرد، ثمّ ثورة المختار، ثمّ ثورة زيد بن علي، ثمّ ثورة عبد الله بن معاوية بن جعفر بن أبي طالب، ثمّ ثورة العباسيِّين أخيراً الذين استطاعوا القضاء على حكم بني اُميّة بشعار الثار للحسين (عليه السلام) سنة 132.
إنكسار الطوق المفروض على حديث النبي (صلى الله عليه وآله) في أهل بيته (عليهم السلام):
لقد كسر الحسين (عليه السلام) بنفسه هذا الطوق في مكّة مدّة أربعة أشهر وأيام حين لم يُعِر أهمية لقرار السلطة بالمنع عن نشر أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله) في أهل بيته (عليهم السلام)، حيث أخذ يذكِّر ويُسمِع القادمين من الآفاق للعمرة أو للحجّ، ثمّ يدفعهم ليسألوا من بقايا أخيار صحابة النبي (صلى الله عليه وآله) الذين بين أظهرهم بما قاله النبي (صلى الله عليه وآله) في أهل البيت (عليهم السلام) بشكل عام، أو ما قاله في أبيه علي (عليه السلام)، أو في أخيه الحسن (عليه السلام)، أو فيه خاصة؛ سواء في بيان عظيم منزلتهم عند الله ورسوله، أو في بيان شهادته (عليه السلام).
وما يجري عليه من بني اُميّة وأعوانهم الظلمة، والثواب العظيم لمَنْ يوفّق لنصرته والقتل بين يديه. ثمّ ختمت تلك الأيام العامرة بنشاط الحسين (عليه السلام) وأصحابه فكريّاً وسياسيّاً بالخروج من مكّة اضطراراً حين علم أنّ السلطة قد دسّت إليه مَنْ يقتله في مكّة، وكره الحسين (عليه السلام) أن تستباح به حرمة الحرم.
وليس من شك فإنّ قضية إخبار النبي (صلى الله عليه وآله) بشهادة الحسين (عليه السلام)، وما يرتبط بها من أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله) في أهل بيته (عليهم السلام)، سوف تكون الشغل الشاغل لهؤلاء الحجّاج، حيث سينقلونها إلى قرباهم ومَنْ يثقون به من أصدقائهم، ومن ثمّ سوف يترقّب الجميع تحقق النبوءة؛ لأنّ النبي (صلى الله عليه وآله) لا يكذب، وحين يصلهم خبر تحقّقها وبشاعة ما جرى على الحسين (عليه السلام) من قبل بني اُميّة وجندهم، وما ظهر من الحسين (عليه السلام) من إصرار على موقفه في إحياء أحاديث جدّه وتوعية الأمّة بها، ثمّ تضحيته بكلّ غال ونفيس من أجل ذلك، أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر، ليس من شك أنّ ذلك سيؤدي إلى انتشار أكبر لتلك الأحاديث. ومن الطبيعي أن يكون ذلك سرّاً في بادئ الأمر؛ تفادياً لعقوبة النظام وشراسته في هذه المسألة خاصة، أمّا حين تتصدّع وحدة الدولة بعد موت يزيد، ويختلف أهل الشام، ويقتتلون فيما بينهم كما حصل بين مروان بن الحكم ومَنْ معه، والضحاك بن قيس الفهري ومَنْ معه، وهما من أبرز وجوه النظام العاملين على تقويمه. ويضاف إلى ذلك استقلال الحجاز والبصرة بقيادة ابن الزبير، واستقلال الكوفة وما والاها بقيادة المختار، واستقلال اليمن بقيادة نجدة الخارجي، واستقلال خراسان بقيادة عبد الله بن خازم، ليس من شك أنّ وضعاً كهذا سوف تغيب فيه رقابة السلطة على الحديث النبوي الصحيح، ويبدأ الناس يحدّثون بما عندهم. ومن الطبيعي أن يكون الحديث المرتبط بأهل البيت وعلي (عليهم السلام) الذي كانت الدولة تلعنه على المنابر، والحسين (عليه السلام) الذي قُتل وسُيِّر رأسه ورؤوس أهل بيته وأصحابه إلى الشام، وإخبار النبي (صلى الله عليه وآله) بشهادة الحسين (عليه السلام) وبكائه عليه منذ ولادته هو من أهم تلك الأحاديث.
وإذا عرفنا أنّ الدولة الاُمويّة لم تسترجع قوتها ووحدتها، ومن ثمّ فرض سياستها السابقة كما كانت عليه زمن معاوية ويزيد إلاّ بعد عشرين سنة تقريباً، استطعنا أن ندرك بسهولة كيف أنّ الله تعالى هيّأ لحركة الحسين (عليه السلام) التبليغيّة القصيرة جدّاً الظرف المناسب؛ لتمتدّ وتتسع بعد شهادته مدّة عشرين سنة تقريباً في ظلّ الاختلاف السياسي الشامل الذي عمّ البلاد الإسلاميّة بعد موت يزيد. حيث أتيحت الفرصة لصحابة النبي (صلى الله عليه وآله) ممّن حمل حديثه عنه وعن علي (عليه السلام) في مدن إقامتهم أن ينشروا أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله) في أهل بيته (عليهم السلام) خاصّة، وكذلك الأحاديث الصحيحة في متعة الحجّ وغيرها، وكذلك سيرة علي (عليه السلام).
الحسين (عليه السلام) في مواجهة الضلال الأموي، السيد سامي البدري
[1] الطبقات 1 / 471.
[2] قتل الحسين (عليه السلام) في 10محرّم سنة 61 هجرية، وكانت وقعة الحرّة في الثالث من ذي الحجّة سنة 63 هجرية.
[3] لسان الميزان (ترجمة شمر بن ذي الجوشن).
[4] من قبيل ما رواه البخاري في المختصر 6 / 3541 قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل، حدّثنا عبد الواحد، حدّثنا الشيباني، حدّثنا يسير بن عمر، وقال: قلت لسهل بن حنيف: هل سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول في الخوارج شيئاً؟ قال: سمعته يقول ـ وأهوى بيده قبل العراق ـ: «يخرج منه قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية». وما رواه الطبراني في المعجم الكبير 8 / 268 قال: حدّثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي، ثنا سفيان، ثنا أبو غالب قال: رأيت أبا اُمامة الباهلي أبصر رؤوس الخوارج على درج دمشق، فقال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: كلاب أهل النار! كلاب أهل النار! كلاب أهل النار! ثمّ بكى وقال: شرّ قتلى تحت أديم السماء، وخير قتلى مَنْ قتلوه. والرواية الأولى محرّفة بالنقيصة، والثانية محرّفة بالزيادة. أمّا أصل الرواية فهي ما رواه أبو داود في سننه 4 / 244 قال: حدّثنا الحسن بن علي (عليه السلام)، ثنا عبد الرزاق، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن سلمة بن كهيل قال: أخبرني زيد بن وهب الجهني أنّه كان في الجيش الذين كانوا مع علي (عليه السلام) الذين ساروا إلى الخوارج، فقال علي (عليه السلام): «أيّها الناس، إنّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: يخرج قوم من أمّتي يقرؤون القرآن، ليست قراءتكم إلى قراءتهم شيئاً، ولا صلاتكم إلى صلاتهم شيئاً، ولا صيامكم إلى صيامهم شيئاً، يقرؤون القرآن يحسبون أنّه لهم وهو عليهم، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضي لهم على لسان نبيّهم (صلى الله عليه وآله) لنكلوا على العمل. وآية ذلك أنّ فيهم رجلاً له عضد وليست له ذراع على عضده، مثل حلمة الثدي، عليه شعرات بيض، أفتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم؟ والله إنّي لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم ؛ فإنّهم قد سفكوا الدم الحرام، وأغاروا في سرح الناس، فسيروا على اسم الله». قال سلمة بن كهيل: فنزلني زيد بن وهب منزلاً منزلاً حتّى مرّ بنا على قنطرة، قال: فلمّا التقينا وعلى الخوارج عبد الله بن وهب الراسبي، فقال لهم: ألقوا الرماح وسلّوا السيوف من جفونها ؛ فإنّي أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء. قال: فوحشوا برماحهم، واستلّوا السيوف، وشجرهم الناس برماحهم. قال: وقتلوا بعضهم على بعضهم. قال: وما أصيب من الناس يومئذ إلاّ رجلان، فقال علي (عليه السلام): «التمسوا فيهم المخدّج». فلم يجدوا. قال: فقام علي (عليه السلام) بنفسه حتّى أتى ناساً قد قُتل بعضهم على بعض، فقال: «أخرجوهم». فوجدوه ممّا يلي الأرض، فكبّر وقال: «صدق الله، وبلغ رسوله». فقام إليه عبيدة السلماني فقال: يا أمير المؤمنين، والله الذي لا إله إلاّ هو، لقد سمعت هذا من رسول الله (صلى الله عليه وآله). فقال: «إي والله الذي لا إله إلاّ هو» حتّى استحلفه ثلاثاً وهو يحلف.
کم تُقدَّر الخسائر السعودية جراء ضربة أنصار الله؟
الوقت- بعد هجوم حركة أنصار الله اليمنية على مصفاتين سعوديتين مشهورتين ومهمّتين في أرامكو تحت عنوان "خريص" و"بقيق" يوم السبت الماضي 23 سبتمبر، تحدّثت وسائل الإعلام عن تدمير واسع النطاق وأضرار مالية هائلة قد لحقت بالسعودية.
يعتقد خبراء النفط والطاقة أن الهجوم الأخير استهدف العمود الفقري للاقتصاد ومحور رؤية ولي العهد السعودي، بحيث يتحدثون عن عواقب لا تعوَّض خلَّفها هذا الهجوم على الاقتصاد السعودي في المستقبل القريب.
أبعاد أهمية أرامكو
تم إنشاء شركة "أرامكو" في 29 مايو 1933، بعد عقد حصري مع شركة "ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا"(شيفرون)، وتغيّر اسمها في عام 1944 إلى "شركة الزيت العربية الأمريكية" أو "أرامكو".
وفي عام 1980، استحوذت الحكومة السعودية على 100٪ من حصة أرامكو، وفي نوفمبر 1988، غيّرت شركة الزيت السعودية الأمريكية اسمها إلى "شركة النفط السعودية" أو "أرامكو السعودية".
شركة أرامكو السعودية، المملوكة من قبل الحكومة السعودية، والتي تتراوح قيمتها بين 2 و10 تريليونات دولار، هي الشركة الأكثر قيمةً في العالم في الوقت الحالي.
سنوياً تحقق أرامكو دخلاً صافياً يزيد عن 100 مليار دولار، عن طريق إنتاج أكثر من 10 ملايين برميل من النفط يومياً، وخلال العقود القليلة الماضية، كانت أرامكو مصدراً رئيساً لإيرادات وامتيازات الحكومة السعودية.
حجم الأضرار التي لحقت بمنشآت أرامكو
وفقاً للإعلان المبدئي للحكومة السعودية، فإن 50٪ من صادرات النفط السعودية قد تعطّلت، وتضررت 15 منشأة نفط لشركة أرامكو في تلك المناطق.
مع ذلك، ووفقاً لأرامكو، فقد توقّفت 18٪ من إنتاج الغاز الطبيعي و 50٪ من إنتاج الإيثان ومكثفات الغاز في السعودية بعد ضربات الطائرات من دون طيار، وبلغت صادرات النفط السعودية 5.7 ملايين برميل يومياً، كما تم تعليق ستة في المئة من إمدادات النفط العالمية منذ الهجوم على أرامكو.
النقطة المهمة هي أن هذا الهجوم لم يلحق الضرر بصناعة النفط السعودية فحسب، بل قلل أيضاً من حجم التداول في سوق رأس المال السعودي بأكمله، وأثّر على سوق الأسهم في هذا البلد.
فبعد هجوم الطائرات من دون طيار، وخفض إنتاج النفط الخام إلى النصف، تراجعت البورصة السعودية 2.3 في المئة مع افتتاح السوق يوم الأحد الماضي، كما أعلنت وكالة "سي إن بي سي" أن خسائر أرامكو قد بلغت 4 مليارات دولار.
كذلك، لا يزال حجم الأضرار التي لحقت بشركات التأمين في السعودية وغيرها من البلدان العربية غير واضح حتى الآن، ولكن بالنظر إلى الأخبار المسرّبة من الهجوم، فمن الممكن معرفة مدى الأضرار الكبيرة التي لحقت بشركات التأمين هذه، وتقديرها بمئات الملايين من الدولارات أو حتى ما يقرب من مليار دولار.
الكشف عن ضعف نظام الدفاع الجوي السعودي
لقد أظهر نجاح ضربات الطائرات المسيرة الفشل التام للمعدات الدفاعية الأمريكية المتمركزة في السعودية أمام غارة جوية بسيطة، ولكن السؤال هو لماذا لم يستطع نظام الدفاع الصاروخي السعودي التعامل مع طائرات أنصار الله المسيرة المزودة بنظام تحديد الموقع العالمي (جي بي إس)؟
للرد على هذا السؤال، يمكننا ذكر عدة أسباب أهمها؟
1- لدى قوات أنصار الله صور ومعلومات دقيقة وكافية عن المناطق الحساسة المستهدفة في السعودية.
2- استخدام قوات الجيش اليمني محركات جديدة ومختلفة للطائرات من دون طيار.
3- استخدام أنصار الله لقوات التجسس في المناطق المستهدفة.
4- فشل تصوير أمريكا على أنها قوة لا تنافَس في مجال التكنولوجيا العسكرية.
اتهام أمريكا لإيران نتيجةً لضعف معداتها العسكرية
بعد أن عجز نظام الدفاع الصاروخي السعودي عن الصمود في وجه هجمات الطائرات من دون طيار، أشارت الإدارة الأمريكية بأصابع الاتهام إلى إيران، لكن الأخيرة قد نفت ذلك بشدة.
الرئيس الأمريكي "ترامب" رد بعدة تغريدات على هجوم الطائرات المسيرة على المنشآت النفطية في السعودية.
ففي تغريدة، أكد على ترخيص الاستفادة من احتياطي النفط الاستراتيجي الأمريكي، وفي تغريدة أخرى، أكد على استعداد أمريكا العسكري لاتخاذ إجراءات ضد مرتكبي الهجوم.
من جانبه نفى وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" أي دور لقوات اللجان الشعبية اليمنية في الهجوم، مدعياً أن إيران هي المسؤولة عن هجمات الطائرات من دون طيار!
وفي المقابل، قال وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف": إن الفشل في "الضغط القصوى" قد دفع بومبيو إلى "الخدع القصوى".
آثار الهجوم على أرامكو
وفقاً لمراقبي الاقتصاد السياسي، إذا فشلت السعودية وأمريكا في إصلاح هذه المصافي على المدى القصير وإنتاج النفط إلى مستويات قبل هجوم الطائرات المسيرة، فسنرى التداعيات والآثار التالية:
- من المرجّح أن يرتفع سعر النفط بشكل كبير إلى حوالي 100 دولار للبرميل )في نفس اليوم الأول بعد الهجمات، شهدنا زيادةً بنسبة 5-8٪ في أسعار النفط وارتفاع محتمل إلى حوالي 65 دولارًا للبرميل(.
- تضاعف سعر البنزين في المدن الأمريكية (50٪ من واردات أمريكا من النفط من السعودية(.
- الاضطراب في نظام العرض والطلب في سوق الطاقة العالمي.
- انخفاض كبير في إنتاج السعودية للبنزين، ومشكلة توفير البنزين للمواطنين السعوديين.
- فقدان الدول المستوردة للنفط الثقة بالسعودية.
- فشل خطة محمد بن سلمان لبيع 5٪ من أسهم أرامكو، إذ لا يبدو في الوقت الحالي أن هناك شركةً مستعدةً لقبول شراء شركة أرامكو، بتكلفة عالية للغاية.
وفي هذه الظروف، تفيد الأنباء بضغط محمد بن سلمان على أغنياء السعودية لشراء أسهم أرامكو.
- تعقُّد مستقبل حل الأزمة اليمنية أكثر فأكثر: من المحتمل أن يقوم التحالف العربي بقيادة السعودية بهجمات انتقامية، كما يحتمل تدخل أمريكا في الأزمة أيضاً.
- اتساع الفجوة بين إيران والسعودية، وتبعاً لذلك زيادة التوترات في المنطقة بشكل ملحوظ
انتخابات تونس: قراءة في تراجُع "النهضة" وتقدّم آخرين
الناخِب التونسي عبر عزوفه النسبي عن الاقتراع، واقتراع أغلب شريحته الشابّة لقيس سعيد الذي اتّخذ من شعار "الشعب يُريد" رمزاً لحملته الانتخابية، وهو أبرز شعارات الثورة، أراد مُعاقبة المنظومة القائمة لعجزها عن إيجاد حلولٍ للأزمة.
تدني نسبه الاقتراع في بلدٍ يُعتَبر الأكثر تعافياً في سُلَّم الديمقراطية بين الدول العربية
فاجأت الانتخابات التونسية الأوساط السياسية والمُراقبين في الداخل والخارج بنتائجها التي تصدَّرت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.
المُفاجأة الأكثر أهمية هي تدني نسبه الاقتراع في بلدٍ يُعتَبر الأكثر تعافياً في سُلَّم الديمقراطية بين الدول العربية كافة. وهو أمر مُحيِّر لأولئك الذين طالما قالوا إن ارتفاع منسوب الديمقراطية في المجتمعات يزيد من ارتفاع نسبة المشاركة السياسية للجماهير، حيث يُتَرجَم ذلك بتزايُد عدد الأحزاب وارتفاع نسبه الاقتراع في الاستحقاقات الدستورية.
في الحال التونسية حصل العكس تماماً. فنسبة الاقتراع لم تتجاوز 45 % مُقارنة بنسبه 63 % عام 2014. ولا يجد المرء تفسيراً سياسياً لها إلا بإحالة الأمر إلى تردّي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بعد الثورة نتيجة تواضُع أداء وبرامج القوى السياسية المُتنافِسة، والتي - على ما يبدو- لم تقنع الناخِب التونسي بتوجّهاتها.
وبما أن تونس بلد فتيّ، كما هي حال أغلب دول العالم الثالث، فإن نسبة العزوف العالية تعود إلى فئة الشباب الذي لا يكفّ عن محاولات الهجرة إلى البلاد الأوروبية بحثاً عن حياة أكثر كرامة، وأغنى فرصاً.
المُفاجأة الثانية برزت في تقدّم مُرشّحين من خارج الفضاء السياسي للقوى الحزبية على باقي المُرشّحين. من أبرزهم رئيس الوزراء الحالي يوسف الشاهِد، ورئيسا وزراء سابقان، ورئيس جمهوريه سابق ووزير دفاع، إضافة إلى مُرشَّح حركه النهضة الشيخ عبد الفتاح مورو.
حلول الأكاديمي قيس سعيد في المرتبة الأولى، وهو شخص مغمور لا يمتلك برنامجاً سياسياً، ولا دعاية انتخابية، ولم يدعمه حزب سياسي، كان صادِماً أكثر من حال نبيل القروي قُطب الإعلام المُعتَقل على ذِمّة قضايا عدّة منها التهرّب الضريبي بحلوله في المرتبة الثانية. فالرجلان من خارج الفضاء السياسي للقوى المُتنافِسة.
وإذا كان القروي قاد حملته الانتخابية مُبكراً وانفتح على التجمّعات الشعبية الفقيرة، فإن قيس سعيد المُنتمي إلى الطبقة المتوسّطة لم يدشّن حملة تُقارَن بما تفعله الأحزاب والشخصيات المُنافِسة عادة. رغم ذلك، وبلُغته الفُصحى، وتلقائيّته، وغياب سجّل سياسي له، نجح سعيد في الوصول إلى قلوب الشباب، فصوَّتت له شرائح مختلفة من شباب الثورة والإسلاميين واليساريين والمُهمَّشين من أحزابهم.
عبد الفتاح مورو، مُرشَّح حركة النهضة، الشخصية الباسِمة والمُتّصفة بالاعتدال السياسي مُقارنة بقياداتٍ عريقةٍ في حزبه، لم يتمكَّن من تجاوز المرتبة الثالثة في السباق. لا يكفي القول هنا: إن تشتّت أصوات الإسلاميين منعه من ذلك. فمُنافسه الإسلامي حمادي الجبالي جاء في مرتبة متدنّية جداً في هذا السباق. وإذا ما جمعنا الأصوات التي تحصّل عليها الأخير مع تلك التي كانت من حصَّة الرئيس السابق منصف المرزوقي، فإنها لا تكفي لبلوغ مورو المرتبة الأولى في النِزال.
ولا يوجد تفسير لذلك إلا بتآكُل القاعدة الشعبية للحركة الإسلامية التي أُصيبت بإحباطٍ نتيجة أداء الحركة السياسي، أو لمشاركتها اللعبة السياسية مع القوى الأخرى التي كانت أكثر خيبةً في تحقيق مطالب الثورة التي قام بها الشباب التونسي.
هكذا يبدو، مُرشَّح "النهضة" عبد الفتاح مورو الذي لا يمتلك عَداوات مع أحد، ويُعتَبر شخصية مقبولة بين التونسيين اضطر إلى دفع ثمن العِقاب، كونه مُرشّحاً لحزبٍ شارك في المنظومة السياسية القائمة منذ العام 2012.
الناخِب التونسي عبر عزوفه النسبي عن الاقتراع، واقتراع أغلب شريحته الشابّة لقيس سعيد الذي اتّخذ من شعار "الشعب يُريد" رمزاً لحملته الانتخابية، وهو أبرز شعارات الثورة، أراد مُعاقبة المنظومة القائمة لعجزها عن إيجاد حلولٍ للأزمة.
وكانت الرسالة بالغة إلى حد حملت رئيس الحكومة يوسف الشاهِد للقول: "تلقّينا الرسالة التي أرسلها الناخبون وهي درس يجب أن نفهمه جيّداً".
المُفاجأة الثالثة أن نبيل القروي الذي حلَّ ثانياً، يختلف كلّياً في التوجّه عن مُنافِسه سعيد من حيث الإمكانات والثراء المالي ونشاطه في المجال الخيري في الشهور الماضية. وقد كانت أعلى النِسَب التي حصل عليها في المناطق الفقيرة من البلاد، مثل الشمال الغربي والوسط الغربي.
ولا يُستبعَد أن يكون التصويت له جاء انتقاماً من السلطة أكثر منه اقتناعاً بمشروعه السياسي الذي يُشبّهه البعض بمشروع الرئيس الأميركي ترامب في الولايات المتحدة. ولهذا قال القروي في أول تعليق له على نتائج الانتخابات: "الشعب التونسي عاقبَ مَن حاول سرقة أصوات الناخبين عبر وضعي في السجن من دون محاكمة وحرماني من التواصل مع التونسيين". وقد كان الرجل ذكياً بما يكفي في استغلال الحاجات الاجتماعية للناس. فعمل في المساحات التي تركتها الدولة أو أخطأت في التفاهُم معها.
وإذا ما قدِّر للقروي العبور إلى الجولة الثانية كونه مُهدَّداً قضائياً بالإقصاء عن خوض المُنافسة لصالح مُرشَّح النهضة، فإنه سيكون مُنافِساً جدّياً لقيس سعيد الذي ستجد النهضة نفسها مُضطرّة لمُساندته ودعمه كونه أقرب إلى وجدانها السياسي والاجتماعي من القروي الذي سينهال عليه الدعم الغربي والعربي الرسمي، باعتبار شخصيّته مُنسجِمة ومُتوائِمة مع طبيعة المنظومات السياسية الحاكِمة أو الفاعِلة في العالم العربي.
فهل يتحمَّل النظام العربي الرسمي بأذرعه الإعلامية الضخمة القبول بقيس سعيد رئيساً في تونس طالما يعتبر التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي خيانة عُظمى، ويَعِد التونسيين "أن تكون دولة القانون حجر الأساس في إدارة الشأن العام"، كما يَعِد بخلق نظام سياسي "يتمحور حول الديمقراطية المحلية ويكون عِماده المجالس المحلية مع أعضاء مُنتخَبين يمكن إقالتهم أثناء ولايتهم"؟
طهران: سنرد على الأميركيين من البحرين الأبيض والأحمر والمحيط الهندي
كبير مستشاري المرشد الايراني للشؤون العسكرية اللواء يحيى رحيم صفوي يؤكد أن بلاده سترد على الأميركيين إن تآمروا، من البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي، ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف يقول إن "السعودية والإمارات تريدان محاربة إيران حتى آخر جندي أميركي".
صفوي: سنرد على الأميركيين من البحر الأبيض إلى الأحمر والمحيط الهندي
أكد كبير مستشاري المرشد الإيراني للشؤون العسكرية اللواء يحيى رحيم صفوي أن بلاده سترد على الأميركيين "إن تآمروا علينا"
وأوضح اللواء صفوي في كلمته اليوم قبيل خطبة صلاة الجمعة، بأن "الشعب الايراني سيرد على الأميركيين إن تآمروا، من البحر الابيض المتوسط إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي".
وأكد بأن إيران "تحوّلت اليوم إلى قوة لا تُقهر وترد على أي مؤامرة للعدو"، وأنّ تجربة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ستكون الأكثر مرارة في تاريخ الرئاسة الأميركية.
من جهته، قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف إن "السعودية والإمارات تريدان محاربة إيران حتى آخر جندي أميركي"، وقال إن "سياسة أميركا تجاه حرب اليمن مؤشرٌ على أنها تعتبر نفط العرب أهم من دمائهم".
ظريف وفي تغريدة على "تويتر" قبيل توجهه إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أضاف أن الجناة منحوا بطاقةً بيضاء بعد أربع سنوات من القصف العشوائي على اليمن، و100 ألف شهيد، و29 مليوناً يعانون من سوء التغذية، فيما اعتُبر الرد باستهداف مخازن النفط عملاً حربياً غير مقبول".
بومبيو مهدداً إيران: العالم بأسره يعرف قدرتنا العسكرية
وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يقول إنه سيعطي الدبلوماسية فرصة في علاقة بلاده مع إيران، ويحذر في حال فشل ذلك فإن "إيران تعرف قدرتنا العسكرية"
بومبيو: العالم بأسره، بما في ذلك النظام الإيراني، يعرف قدرتنا العسكرية
في لهجة تهديدية حيال إيران، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إنه في حال فشل المساعي الدبلوماسية، فإن القدرة العسكرية الأميركية معروفة للعالم.
بومبيو وفي حوار مع شبكة "إيه بي سي" الأميركية اليوم الأحد، أشار إلى أنّه"نريد أنا والرئيس دونالد ترامب أن نعطي الدبلوماسية كل فرصة ممكنة للنجاح، ولكن في حال فشل ذلك، أي إذا اعتقدنا أننا لم نعد قادرين على إقناع إيران بالتصرف كدولة طبيعية، كما طالبناهم، فإن العالم بأسره، بما في ذلك النظام الإيراني، يعرف قدرتنا العسكرية".
وكان بومبيو قد قال في وقت سابق، خلال لقائه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إن "الولايات المتحدة تدعم حق السعودية في الدفاع عن نفسها وإنه لن يتمّ التساهل مع سلوك إيران".
بومبيو حمّل إيران المسؤولية عن الهجمات التي تعرضت لها منشآت "أرامكو" في بقيق وخريص، لافتاً إلى "تأييد بلاده للخطوات التي اتخذتها المملكة بدعوة خبراء دوليين للتحقيق في مصدر الهجوم".
في وقت كانت القوات المسلحة اليمنية قد تبنت هجوماً بطائرات مسيرة استهدف منشأتين نفطيتين تابعتين لشركة "أرامكو" السعودية في "بقيق" و"هجرة خريص"، إلا أن السعودية اتهمت إيران بذلك.
انطلاق الانتخابات الرئاسية التونسية.. أبرز المستجدات على الساحة التونسية
الوقت- تفتح اليوم الأحد الصناديق الانتخابية أمام الناخبين التونسيين في كل المدن التونسية من الساعة الثامنة صباحاً وحتى السادسة مساء، بعدما تم تقديم موعد الانتخابات الرئاسية إثر وفاة الرئيس التونسي السابق "الباجي قائد السبسي"، في الـ 25 تموز الماضي. وفي سياق متصل، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن عمليات الاقتراع للمغتربين التونسيين انطلقت فعلاً منذ ليلة يوم الجمعة في أستراليا، وفي الدول العربية والأوربية وانطلقت في القارة الأمريكية يوم أمس السبت ويتنافس فيها ستة وعشرون مرشحاً.
وتمّت تهيئة 302 مركز اقتراع لاستقبال 386053 ناخباً مسجلاً في 49 دولة أجنبية، من أصل 7074566 ناخباً مسجّلاً.
ومن جهته قال عضو هيئة الانتخابات "فاروق بوعسكر" على هامش مؤتمر عقدته الهيئة، مساء يوم الخميس الماضي: إن "على التونسيين التوجّه بكثافة إلى مراكز الاقتراع يوم 15 سبتمبر في الداخل، وأيضاً أيام 13 و14 و15 سبتمبر في الخارج لإنجاح العرس الانتخابي"، مضيفاً إن الانتخابات الرئاسية ستُجرى في 49 دولة في الخارج، وأن الرهان تمثّل في إيصال المواد الانتخابية إلى المكاتب خارج تونس في موعدها، وأن الهيئة تمكّنت من إيصالها كلّها والاستعدادات جيدة.
وفي هذا الصدد، كشفت بعض المصادر الإخبارية بأنه لذلك تم تسخير 1550 مراقباً ليتولوا مراقبة الحملة الانتخابية، مؤكداً أنه خلال الفترة الأولى من الحملة شهدت مخالفات بدرجة عادية ثم تحوّلت إلى النوع الجسيم والخطير، وقد تم التنبيه على بعض المخالفين والهيئة لن تتردد في تطبيق القانون، مؤكداً أن التحدي الثالث هو إنجاح الانتخابات.
وفي السياق ذاته، ذكرت تلك المصادر الإخبارية، أن الانتخابات انطلقت من أول مكتب في سيدني في أستراليا، وبثّت هيئة الانتخابات فيديو يبيّن أولى عمليات التصويت، وسيكون آخر مركز اقتراع يفتح أبوابه هو مركز سان فرانسيسكو بأمريكا.
وتتوزّع مراكز الانتخاب في الخارج على ألمانيا بـ6مراكز اقتراع مخصصة لـ28623 ناخباً، والقارة الأمريكية وباقي الدول الأوروبية بـ55 مركز اقتراع لـ57885 ناخباً، وفرنسا 1 بـ52 مركز اقتراع لـ88836 ناخباً، وفرنسا 2 بـ64 مركز اقتراع لـ117133 ناخباً، وإيطاليا بـ78 مركز اقتراع لـ57697 ناخباً، والعالم العربي وبقية دول العالم بـ47 مركز اقتراع لـ35879 ناخباً.
تجدر الاشارة هنا إلى أن القائمة النهائية للمرشحين التونسيين ضمّت 26 مرشحاً بينهم امرأتان ومن بين المرشحين يأتي اسم "نبيل القروي" رجل الأعمال وصاحب قناة "نسمة" الخاصة والمسجون حالياً حيث تم إيقافه قبل نحو أسبوعين بسبب شبهات غسل الأموال والتهرب الضريبي.
ويتوّقع الكثير من الخبراء السياسيين بأن تكون المنافسة على منصب الرئيس محتدمة بين رئيس الوزراء "يوسف الشاهد" ووزير الدفاع "عبد الكريم الزبيدي" ورئيس الوزراء السابق "مهدي جمعة" وكذلك الرئيس السابق "المنصف المرزوقي".
ومن بين المرشحين البارزين يأتي أيضاً اسم "عبد الفتاح مورو" نائب رئيس حزب النهضة الإسلامية وهو أول مرشح لانتخابات الرئاسة في تاريخ النهضة.
كما ضمّت القائمة امرأتين هما، "عبير موسى" رئيس حزب الدستوري الحر، و"سلمى بنت محمد اللومي" والتي كانت قيادية بحزب "نداء تونس" والتي ترشّحت في تلك الانتخابات عن حزب "الأمل".
الجدير بالذكر هنا أن دور وسائل الإعلام برز بشكل واضح في عملية التحضير لهذه الانتخابات الرئاسية التونسية، بدءاً بدعم مرشحين معينين، مروراً بالمناظرات التلفزيونية الثلاث التي شغلت اهتمام المواطنين والمتابعين من العالم العربي، ومواكبة مواقع التواصل الاجتماعي للحدث، ومشاركة صحافيين محليين وأجانب، وصولاً إلى الإعلان المرتقب للنتائج.
يذكر أن المناظرات التلفزيونية بثّتها تسع قنوات تلفزيونية، منها سبع خاصة، أما المحطّات الإذاعية التي نقلت الحدث فبلغ عددها 21، منها 13 خاصة وهذا البث المشترك والموحّد بين القطاعين العام والخاص يعتبر سابقة تاريخية في الإعلام التونسي.
وفي هذا السياق، أعلنت عدد من وسائل الإعلام التونسية أنها ستكشف عن النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية في غضون ساعتين من إقفال مكاتب الاقتراع، أي عند الساعة الثامنة ليلاً وفق التوقيت المحلي للعاصمة تونس، وستقدّم أيضاً نتائج أولية قبل الإعلان عن الحصيلة النهائية من قبل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وهذه هي الخطوة نفسها التي تم اعتمادها في انتخابات عام 2014، وقاربت النتائج الأولية تلك النهائية.
كما أعلنت وسائل الإعلام التونسية أن أكثر من سبعة ملايين ناخب تونسي سيكونون، اليوم الأحد، أمام اختبار تكريس الديمقراطية التونسية، عبر التوجّه إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد، بعد ثماني سنوات من الثورة التي أنتجت نظاماً ديمقراطياً، بعد نحو 22 عاماً من حكم الرجل الواحد ولفتت تلك الوسائل الإعلامية إلى أن هذه الانتخابات تتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للديمقراطية، وهي صدفة جاءت لتؤكد نهائياً دخول تونس إلى نادي الدول الديمقراطية، بعد أن تمكّنت من إنجاز انتخابات المجلس التأسيسي في 2011.
وفي الختام يمكن القول بأن هذه الانتخابات تبدو جديدة على التونسيين، إذ تخلّصت من الشعارات القديمة، وركّزت بشكل خاص على هموم التونسيين وأولوياتهم الاقتصادية والاجتماعية، على الرغم من أن كلاماً كثيراً قاله المرشحون لا يمّت بصلة إلى مهام الرئيس وصلاحياته، وكان بعضهم يتحدث عن نظام رئاسي
المختار الثقفي وولاؤه السياسي
هناك من يشكك في الهوية السياسية الموالية لأهل البيت (صلوات الله عليهم) في شخصية المختار، على أساس بعض المواقف التي اتخذها، إلا أن ثمة شواهد عديدة تجعل الباحث يقطع بولاء المختار لأهل البيت (عليهم السلام)، وللإمام السجاد (عليه السلام)، وفيما يلي بعض من هذه الشواهد:
1 - مبايعته الإمام الحسين (عليه السلام) على يد مسلم بن عقيل.
2 - إيواؤه مسلم بن عقيل، وفتح بابه أمام الشيعة، حيث تحول منزله إلى مقر لأخذ البيعة للإمام الحسين (عليه السلام)[1].
3 - موقف عبيد الله بن زياد منه حيث استدعاه إلى مقر الامارة، وعنفه في إعطاء البيعة للإمام الحسين (عليه السلام)، وضرب عينه بقضيب وأودعه السجن إلى أن فرغ من الإمام الحسين (عليه السلام)، حيث توسط له عبد الله بن عمر عند يزيد بن معاوية بتحريك من زوجته، [زوجة عبد الله بن عمر هي أخت المختار]، فأرسل يزيد رسالة إلى عبيد الله يأمره بإطلاق سراحه[2].
4 - موقفه الحذر من عبد الله بن الزبير، الذي يكشف عن عدم اعتقاده بزعامته، ومع إضافة مواقفه من أهل البيت (عليهم السلام) يتضح ايمانه بخطهم.
5 - موقفه من محاصرة عبد الله بن الزبير، لمحمد بن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن العباس في شعب أبي طالب: حيث رفضا البيعة له، وطالباه بالانتظار إلى أن تنقشع الغيوم السياسية، فحاصرهما ابن الزبير وضرب لهما أجلا لإعطاء البيعة له، فاستنجد محمد بن الحنفية بالمختار الذي كان قد سيطر على الكوفة، فبعث إليه سرية عسكرية وصلت في الوقت المناسب [حيث أنقذهما من السجن ومن معهما]، وقد استأذن قائد السرية في الهجوم على ابن الزبير، فرفض محمد بن الحنفية ذلك[3].
6- قيادة الثورة ضد الشام، وضد ابن الزبير، والسيطرة على الكوفة، والانتقام من قتلة الحسين (عليه السلام)، حيث تتبعهم في منازلهم وطاردهم حتى قتل عبيد الله بن زياد، وعمر بن سعد، وشمر بن ذي الجوشن، وحرملة الكاهلي، وكل من ثبت اشتراكه في قتل الحسين (عليه السلام). وفي الواقع يكفي فخرا للمختار أنه قاد حركة الشيعة في أحرج ظروفهم، وتصدى بجيشه الشيعي القليل العدة والعدد بقيادة إبراهيم الأشتر، لجيش الأمويين الكثير العدة والعدد بقيادة عبيد الله بن زياد، حيث انتصر جيشه بفضل تلك الروح العلوية التي كان ينطوي عليها شعار (يا لثارات الحسين) الذي أخذ جنود إبراهيم بن الأشتر يطلقونه في وسط ميدان الحرب.
7 - موقفه من الإمام السجاد (عليه السلام)، حيث كان دائم الصلة معه، وكان يرسل له بين الفترة والأخرى الهدايا والأموال الكثيرة.
8 - الدعوة لمحمد بن الحنفية وأخذ البيعة له، أما موقف ابن الحنفية من تصرفات المختار هذه وبالخصوص من الدعوة إليه، فإنه لم ترد روايات حول هذه النقطة بالذات، إنما الذي ورد أن ابن الحنفية قد استنجد بالمختار في محنته مع ابن الزبير. وهذا يكشف أن محمد بن الحنفية لم يتخذ موقفا سلبياً من مواقف المختار في الدعوة إليه، وإلا لم يستنجد به. ومن الواضح أنه بناء على أن محمد بن الحنفية تصدى للعمل السياسي بناء على طلب من الإمام السجاد (عليه السلام)، لا يرد إشكال على دعوة المختار لمحمد بن الحنفية، في حين أن الإمام الشرعي هو الإمام السجاد (عليه السلام). هذه المؤشرات كافية للدلالة على ولاء المختار السياسي للإمام السجاد (عليه السلام)، ولخط أهل البيت الذي يقوده الإمام (عليه السلام). الأدلة على مشروعية ثورة المختار. إن ولاء الثورة السياسي للإمام (عليه السلام) وحده لا يكفي لإثبات مشروعيتها، إنما لابد من إحراز إذن الإمام، أو أمره بالعمل أو بالفعل الثوري.
رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ، السيد لطيف القزويني
[1] الكامل في التاريخ ج 4 ص 36.
[2] الكامل في التاريخ ج 4 ص 211.
[3] تاريخ المسعودي ج 3 ص 77.