
emamian
طبيبة تحذر من تناول المشروبات والأطعمة الباردة
وتشير الطبيبة في مقابلة مع راديو "سبوتنيك" إلى أن المشروبات الباردة والمثلجة والأطعمة الشديدة البرودة، التي يضيفها الكثيرون إلى نظامهم الغذائي صيفا، يمكن أن تؤثر سلبا في الجسم وخاصة في عملية الهضم.
وتقول: "إذا كان الشخص يتناول دائما أطعمة باردة، فإن هذا يؤدي إلى خلل في عملية إفراز الانزيمات، التي إذا لم تصل حرارتها إلى درجة معينة لن تنشط. وقد يؤدي هذا إلى التهابات مزمنة".
ووفقا لها، يمكن أن يؤدي تناول أطعمة ومشروبات باردة باستمرار إلى اختلال توازن ميكروبيوم الأمعاء وتجويف الفم أيضا.
وتقول: "عند تناول أطعمة من الثلاجة مباشرة فإن هذا يؤدي إلى اختلال الطيف الميكروبي في تجويف الفم والمعدة والأمعاء لأن هذه الكائنات لا يمكنها العيش في وسط درجة حرارته دون الدرجة المطلوبة بيولوجيا".
وبالإضافة إلى ذلك، قد تسبب الأطعمة الدهنية الباردة وخاصة من لحم الضأن انسداد الأمعاء إذا لم تسخن قبل تناولها. لأنه لشطر وتفكيك أي مادة مغذية لا بد من درجة حرارة معينة.
ووفقا لها، يضر الطعام البارد بالقلب والأوعية الدموية أيضا.
وتقول: "عندما يدخل الطعام البارد إلى وسط دافئ في الجسم يسبب تشنجات وعائية، بما فيها التشنج اللاإرادي للأوعية الدموية في القلب. وإذا كان الطعام باردا جدا، قد يسبب نوبة قلبية خلال مروره في المريء".
وتشير الطبيبة إلى أنه يمكن تبريد الجسم في الصيف بتناول سوائل بدرجة حرارة الغرفة. وتنصح بالإكثار من شرب السوائل.
بعد رفض مجلس النيجر العسكري استقبال وفد "إيكواس".. واشنطن ونيجيريا: نفضل الحل السلمي
أكدت الولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، أنها لا تزال تأمل التوصل إلى حل دبلوماسي في النيجر، يُعيد الأمور إلى نصابها، لكنها تبقى "واقعية" في ضوء تنديدها برفض المجلس العسكري لقاء وفدٍ من المجموعة الاقتصادية لدول غربي أفريقيا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، للصحافيين، إنه "لا يزال لدينا أمل، لكننا أيضا واقعيون جداً"، وذلك غداة زيارة مساعدة وزير الخارجية، فيكتوريا نولاند، نيامي، من دون إحراز تقدم ملحوظ.
وأضاف: "نأمل أن يتغير الوضع، لكننا، في الوقت نفسه، نتكلم بوضوح عن تداعيات عدم العودة إلى النظام الدستوري، بما في ذلك عبر أحاديث مباشرة مع قادة المجلس العسكري أنفسهم".
وقامت مساعدة وزير الخارجية الأميركي، فيكتوريا نولاند، الإثنين، بزيارة غير معلنة للنيجر، بحيث حضّت على الإفراج عن الرئيس المنتخب محمد بازوم، لكنها أعلنت أنّ المحادثات التي أجرتها كانت "صعبة".
وغداة زيارة نولاند، أبلغ المجلس العسكري المجموعة الاقتصادية لدول غربي أفريقيا، "إيكواس" أنه غير قادر على استقبال وفدٍ منها نتيجة أسباب "أمنية"، وذلك بعد حشد قوّة مكونة من 25 ألف عسكري تابعة لـ "إيكواس"، من أجل التلويح بالتدخل المحتمل في النيجر.
وجاء، في رسالةِ وزارة الخارجية في النيجر، الموجَّهة إلى ممثلية المجموعة الاقتصادية لدول غربي أفريقيا، في نيامي، أنّ "السياق الحالي، المتمثّل بغضب السكان واستيائهم بعد العقوبات التي فرضتها إيكواس، لا يُسمح باستقبال الوفد في أجواءٍ هادئة وآمنة".
وتزامناً مع تلويح الحشد الأفريقي بتدخل عسكري محتمل في النيجر، أعلن قادة المجلس العسكري فيها تعيين علي محمان لامين زاين، وهو اقتصادي ووزير سابق للمالية، رئيساً للوزراء في البلاد، بعد عزل الرئيس محمد بازوم بسبب سماحه بالتدخلات الأجنبية في البلاد.
وتابع ميلر، تعليقاً على رفض استقبال الوفد: "أعتقد أنه أمر مؤسف للغاية، وينسجم مع الرسالة التي سمعناها منهم (قادة المحلس العسكري) بالأمس"، مؤكداً "أنّنا سنظل نحاول مجدداً مع إقرارنا الكامل بمدى صعوبة المسار".
نيجيريا: الدبلوماسية هي السبيل الأفضل إلى حل الأزمة
وفي السياق، قال رئيس نيجيريا، بولا تينوبو، الذي يترأس أيضاً "إيكواس"، إنّ "الدبلوماسية هي السبيل الأفضل الواجب سلوكه" من أجل حل الأزمة في النيجر، وفق ما صرح المتحدث باسمه، أجوري نغيلال، اليوم الثلاثاء، للصحافيين.
وقال المتحدث إنّ تينوبو وقادة التكتل الأفريقي "يفضلون حلاً يتمّ بلوغه عبر سبل دبلوماسية، وبطريقة سلمية"، مؤكداً التمسك بهذا الموقف "في انتظار أي قرار آخر يمكن أن ينتج من القمة الطارئة لإكواس، والمقررة الخميس".
وشدّد على "أهمية المحافظة على كل الأرواح البشرية، الأمر الذي يعني أنّ أي قرار يتّخذه التكتل سيأخذ في الاعتبار السلام والاستقرار والتنمية، ليس فقط في المنطقة، بل أيضاً في القارة الأفريقية بأسرها"، من دون توضيح ما إذا بات خيار التدخّل العسكري في النيجر مستبعَداً.
وكانت "إيكواس" هدّدت بتدخل عسكري لإعادة بازوم إلى منصبه بعد أن أطاحه انقلاب في السادس والعشرين من تموز/يوليو الماضي.
في 30 تموز/يوليو الماضي، أعطى التكتل العسكريين النيجريين مهلة أسبوع لاستعادة الانتظام الدستوري في النيجر، متوعّداً بالتدخّل العسكري في حال انقضت المهلة من دون تجاوب. لكن المهلة انقضت بالفعل مساء الأحد، والتهديد لم ينفَّذ.
وقبل إعلان "إيكواس" أنّها قد تتدخّل عسكرياً، حذّر قادة المجلس العسكري في النيجر من أي تدخّلٍ ضدّ بلادهم، مؤكدين أنّ "أي تدخلٍ عسكري في نيامي سيجعلنا مضطرين إلى الدفاع عن أنفسنا حتى آخر رمق".
واتهم قادة المجلس العسكري فرنسا بالرغبة في التدخل عسكرياً، من أجل إعادة الرئيس بازوم المعزول والموالي لها إلى السلطة، معلنين إلغاء عدد من اتفاقيات التعاون العسكري مع باريس، بالإضافة إلى إنهاء مهمات سفراء البلاد لدى كلٍّ من فرنسا والولايات المتحدة ونيجيريا وتوغو.
من جهتها، أكّدت مالي وبوركينا فاسو أنّ أيّ تدخلٍ في النيجر سيكون بمنزلة إعلان حربٍ عليهما، وتمّ إعلان توجّه وفدٍ مشترك من البلدين إلى النيجر، تعبيراً عن التضامن معها.
ومن المقرَّر عقد قمة طارئة جديدة لـ"إيكواس" الخميس في أبوجا، عاصمة نيجيريا، التي تتولى الرئاسة الدورية للتكتل.
وتُثير الأوضاع في النيجر مخاوف بشأن مستقبل البلاد والمنطقة، في وقتٍ تُواجه تحدياتٍ أمنية متزايدة بسبب تهديد الجماعات المسلحة المتنامية في منطقة الساحل. كما تُثير قلق الغرب، وخصوصاً فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، لأنّ الرئيس المعزول يُعَدُّ رجل باريس الأول في دول الساحل الأفريقي.
قائد الثورة الإسلامية: لا قيود على الملاحة في البحار
اثنى قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي على دور طاقم المجموعة البحرية ست وثمانين التابعة للجيش الإيراني من خلال قيامهم بقطع مسافة تقدر بـخمسة وستين ألف كم خلال ثمانية أشهر واكد أن البحرية الايرانية أثبتت أن تهديدات البعض بعدم السماح للسفن بالعبور من بعض المحيطات والمضائق لا معنى لها.
العالم - ايران
"لا قيود على الملاحة في البحار والمضائق الحرة"؛ هذا ما اكده قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي اثناء استقباله طاقم المجموعة البحرية ست وثمانين التابعة للجيش الإيراني وعائلاتهم حيث اشار سماحته الی أن البحرية الإيرانية أثبتت عدم جدوى تهديدات البعض وقيودهم على الملاحة في البحار والمضائق وان التهديدات اصبحت لا معنى لها بسبب شجاعة وبسالة القوات الايرانية التي طافت بحار العالم.
وقد أشاد سماحته بمهمة الدورية وقال إنه لا مثيل لها في تاريخ الملاحة البحرية الايرانية. وأوضح أن المجموعة بإبحارها حول العالم ساهمت في استتباب الامن في ايران وأثبتت أن البحار ملك للجميع، مؤكدا أن البحرية الايرانية طبقت عمليا قانون السلامة العامة وان البحار للجميع.
ووصف قائد الثورة الإسلامية مهمة المجموعة البحرية في قطع مسافة تقدر بـ 65 ألف كم خلال 8 أشهر، بأنها عمل کبیر وشرف عظیم وذلك خلال استقباله قائد وكوادر وعائلات هذه المجموعة، في حسینیة الامام الخمینی (رض) بالعاصمة طهران.
وأضاف أن عدد القوات البحرية الشهيرة في العالم الذين قاموا بهذا العمل ويمكنهم القيام به قليل،لكنكم أنجزتم هذه المهمة وعبرتم من ثلاثة محيطات وعدتم إلى البلاد فخورًا.
وقال: أعتقد أنه من الضروري أن نتذكر أسر الشهداء الأعزاء وأن ننحني إجلالا لهم.
وخاطب عائلات مجموعة 86 البحرية وقال إن أحباءكم عادوا ورأيتموهم وعانقتموهم لكن الشهداء يبقي مكانهم فارغا لأسرهم ملفتا كل ما نمتلكه اليوم يعود الى تضحيات الشهداء وكلنا مدينون لهم.
وشكر هذه المجموعة البحرية التي قامت بمهمة كبيرة وأعرب عن تقديره لعائلاتهم، وقال أعزائي! إن ما قام به أسلافكم خلال الأحداث المهمة للثورة الاسلامية حتى اليوم، هو أساس نجاحكم اليوم وعلينا أن نكون ممتنين لهم. وقدم الحرس الثوري والجيش الكثير من التضحيات في البحر وهذه التضحيات آتت ثمارها.
وأضاف : لقد أثبتتم أن المیاه الحرة ملك للجميع واصفا ادعاء بعض الدول بعدم السماح لسفن معينة بالمرور عبر مضايق معينة بأنه أمر خاطئ للغاية.
وتابع: أن المیاه الحرة ملك للجميع. یجب ضمان أمن الشحن والنقل البحري لجميع الدول، واليوم يعتدي الأمريكيون على ناقلات النفط، ويساعدون عصابات التهريب البحري، وهذا انتهاكهم الكبير الذي يحدث في منطقتنا وفي أماكن أخرى و هذه الأعمال هي انتهاك للقانون الإنساني والدولي و لا يمكن تجاهله.
وخاطب كوادر المجموعة البحرية 86 قائلا إن هذه الخطوة التي اتخذتموها کانت بمثابة خطوة في مسار إرساء الأمن و أضاف أن تواجدکم في المناطق النائية، وفي نهايات المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي لقد ساهم في ضمان أمن البلاد و لقد أثبتتم أن البحر ملك للجميع والمیاه الحرة ليست لأحد وإذا تمکنت هذه القوى العظمی، من تسجیل المحيطات باسمها ستقوم بذلك حتى لا تتمكن الدول الأخرى من استخدامها.
وتابع قائلا : لقد أخرجت الثورة الإسلامية البحر والملاحة البحرية في إيران من حالة الركود ومنحتكم الثقة بالنفس لقیام بهذا الإبحار.
وصرح أن عملکم حسّن السمعة الدولية لإيران ملفتا ان القيمة السياسية لعملكم لم تكن أقل قيمة من العمل العسكري ولقد تمكنتم من تنفيذ مثل هذه الخطوة العظيمة على البحر.
وقال قائد الثورة الاسلامية إن ایران تمكنت من القيام بهذا العمل العظيم بفضل القوة والقدرات العلمية التي يمتلكها الشباب الايرانيون.
وأکد هذه الرحلة البحریة أوضحت قيمة وأهمية الثورة الإسلامية الإيرانية بالنسبة لنا ولكم ولأي شخص يعرف قصتكم. لماذا؟ لأن الثورة أعطتنا هذه المعرفة، و القدرة ، والثقة بالنفس والهمة ، وهذه الشجاعة للقيام بمثل هذا العمل العظيم. وأن ما يقوله الاعداء باننا لن نسمح لسفن دولة ما بالعبور من بعض المضائق إدعاء واهي .
وقال إنه يتعين على المسؤولين البدء بحركة أوسع لاستخدام البحر كفرصة وتوفير المصالح الوطنية من خلال التصميم والتخطيط.
ووصف دور العائلات في نجاح مهمة هذه المجموعة بالمهم إلى جانب عوامل مثل المعرفة العسكرية والعزم والثقة والصبر.
هذا وكان قائد الثورة الاسلامية أمر في وقت سابق القوة البحرية الايرانية بأن تتواجد في كل محيطات العالم وأجرت قوات الدورية 86 جولة مكوكية استطاعت من خلالها اثبات قدرات البحرية الايرانية من خلال التواجد في المحيطات والبحار وكسرت الحظر الامريكي الغربي على ايران كما اثبتت قدرتها وشجاعتها.
واللافت في الامر هو ان القطع البحرية التي شاركت في هذه المهمة لاول مرة في تاريخ ايران هي قطع من صنع ايراني بالكامل حيث ان المدمرة 'دنا' من أكثر المدمرات الايرانية تطوراً اذ يبلغ طولها اربعة وتسعين متراً وعرضها احد عشر مترا وضمن اربع مدمرات تم تصميمها وصناعتها في مصانع سلاح البحرية في الجيش الايراني كما اعلنت القوات البحرية الايرانية نيتها القيام برحلة للتوجه إلى القطب الجنوبي مستقبلا.
الحسين (عليه السلام) لسان الفطرة البليغ
الركيزة الأهمّ في ديننا هي الفطرة. فلولا وجود الفطرة لم يبق وجه لقول الله تعالى إلى رسوله؛ «إِنَّما أَنْتَ مُذَکِّرٌ»([1]) فإن هذا التذكير بسبب وجود الفطرة.
عندما نلتفت إلى الرؤية العرفانية للمرحوم الشاه آبادي (أستاذ الإمام الخميني في العرفان) نجد أنّ ركيزة رؤيته إلى عالم المعرفة هي الفطرة وعمدة تركيزه كان على فطرة الناس. كما أن السيد الإمام (قدس سره) قد قام بهذه الثورة اعتمادا على فطرة الناس. كان قد أجمع الجميع على أن هذه الثورة لن تنجح ولن تنتصر، بيد أن السيّد الإمام أصرّ مؤكدا على نجاحها، وسبب ذلك هو أن الإمام كان يعتمد على فطرة الشعب. كان ينظر الآخرون إلى ظواهر ممارسات الشعب ومشاعرهم السطحية، ولكن كان ينظر الإمام إلى فطرتهم.
إن الفطرة هي الركيزة الأهم لديننا وليس شأن الأنبياء سوى إيقاظ الفطرة وإنعاشها. فإن الفطرة هي التي توصلنا إلى الله. وبسبب وجودها يحكم على بعض المرتدّين بالإعدام، إذ لا سبيل لسحق الفطرة والإسفاف إلى درجة الكفر والارتداد إلا بالخبث والرذالة الشديدين.
بهذه الفطرة تتضح قيمة الإيمان ومدى قبح الكفر وهي العامل الرئيس في نجاح عمل الأنبياء كما إنه ليس للعلوم التربوية شأن سوى إيقاظ الفطرة وبناء الذات إنما هو عملية تهدف إلى ازدهار الفطرة، كما إن دور الأحكام الإسلامية هو أنها قد حددت طريقا لازدهار الفطرة. إنها في غاية الأهمية. وإن من أهم الثغرات التي تعاني منها علومنا الإنسانية هي ابتعادها عن مفهوم الفطرة. فكم يعرف مفهوم الفطرة علماؤنا في علم النفس وعلم الاجتماع والاقتصاد؟ وكم لهم معرفة بالتعاليم الدينية في موضوع الفطرة؟ فترى بعض الناس يبحثون في الدين عن كثير من المفردات والجزئيات التي اهتمّت بها بعض العلوم الإنسانية غافلين عن موضوع الفطرة حيث إن من أهم إنجازات الدين هو أنه يفتح لنا بابا على باطننا الخفيّ وهو الفطرة، بينما ترى كثيرا من هذه العلوم الإنسانية قد دوّنت وترعرعت على أساس ظاهر الإنسان البيّن. فعندما يدوّن علم الاقتصاد على أساس نزعات الإنسان الظاهرية يصبح هذا الذي ترونه. فإنهم لو اطلعوا على أسرار فطرة الإنسان ينجون من هذه المشاكل التي باتت تضرّ بالعلوم الإنسانية. وكم قد أضرت هذه الثغرة بعلومنا حتى علم الحقوق. فحينما يهمل مفهوم الفطرة تصبح بعض الممارسات الظاهرية وبعض المشاعر السطحية وبعض النزعات القشرية هي الملاك في البتّ واتخاذ الرؤى بشأن الإنسان ما تؤدي إلى تأليف القضايا العلمية والتي هي لا تزيد الإنسان إلا جهلا.
أنشط قسم في فطرتنا هو الحسين (عليه السلام):
لقد قال النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله): «إِنَّ لِقَتْلِ الْحُسَیْنِ حَرَارَةً فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ لَا تَبْرُدُ أَبَداً»([2]) من أين اكتسبنا هذه الدموع على أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)؟! فواقعا نحن لا نعلم مصدر هذه الدموع والحرقة.
إن هذا الحديث لرسول الله (صلى الله عليه وآله) يكشف في الواقع عن علاقتنا الفطرية بأبي عبد الله الحسين (عليه السلام). كما أن الإيمان هو أمر فطري، فعندما يزدهر جزء من فطرة الإنسان المؤمن، يتحول إلى هذه الحرارة المودعة في قلوب المؤمنين تجاه الإمام الحسين (عليه السلام). بإمكاننا أن نقول إن الحسين (عليه السلام) هو أنشط قسم في فطرتنا وإنه يمثل معجزة الفطرة.
إن الحسين هو اللسان البليغ للفطرة وليس لدينا كلام مع أهل العالم غير الحسين (عليه السلام)
هل ينبغي للإنسان أن ينطلق في حركته صوب الكمال من غير الأجزاء اليَقِظَة في فطرته؟ هل للإنسان سبيل نحو السعادة سوى أن يرجع إلى الأقسام اليقظة والنشطة في فطرته وأن يوقظ باقي نواحي قلبه عبر هذا الطريق؟ وهل يشير العقل إلى طريق غير هذا؟ ثم كيف يتسنّى للإنسان أن يبدأ باكتساب الفضائل من غير هذا الطريق؟
لماذا سوف يكون منطلق الإمام المهدي (عج) في حركته هو ذكر الحسين (عليه السلام)؟ لأن الحسين (عليه السلام) هو لسان الفطرة البليغ. وليس لدينا كلام مع أهل العالم غير الحسين (عليه السلام). كل من له قلب سليم غير ملوّث فإن فطرته حيّة وفعالة تجاه الحسين (عليه السلام) وبات الانطباع الفطري للشعوب تجاه الإمام الحسين (عليه السلام) يكتسح العالم.
سماحة الشيخ علي رضا بناهيان
([1]) سورة الغاشية: 21.
([2]) مستدرك الوسائل/ج10/ص318
واقعة كربلاء التي سطعت في دياجي التاريخ
نشاهد في الأفلام ونقرأ في القصص أنه عندما يهاجم العدو ويقتحم، تدبّ الحمية ويبادر أي شخص عادي يصيبه الحماس ]والغيرة[ ويتوجه ليقاتل العدو. فهل كل هؤلاء من النوابغ؟ هل أن كل المقاتلين في المعارك والحروب التي وقعت طوال التاريخ الذين برزوا لقتال أعدائهم وثبتوا إلى أن قتلوا، هل كل هؤلاء نوابغ؟ لا، فهؤلاء من الناس العاديين. فليس كل ذلك الحماس والحمية نبوغًا، سواء ما يأتي دفعة واحدة وينتهي أو ما يستمر أو كل ما يأتي بتبعه.
ليس هذا النوع من الاستقامة هو ما نذكره في حق الإمام الحسين عليه السلام. فاستقامة الامام الحسين عليه السلام هي في محلّ آخر. إذ ليس المقصود من استقامته (عليه السلام) في يوم عاشوراء، أن يتلقى السيوف لتبلغ جراح جسده الشريف سبعين جرحًا ونيفًا[1]. ليست هذه من نوع الاستقامة التي ننشدها وللإمام الحسين العظيم (عليه السلام). أجل! فكل جندي شجاع باستطاعته القيام بمثل هذا العمل.
إن استقامة الامام الحسين هي كما ترون في عمله، تكمن [في أنه مقبل] على طفل كعلي الأصغر مفتق النحر من شدة العطش، وعند سيدة مبجلة كزينب عليها السلام تُضرب بسياط عتاة الكوفة، تخرج أسيرة، يسلبونها جلبابها وحجابها وربما حليها وقلائدها! فكر في ذلك! هل بإمكانك لو كنت في هذا الموقف، وقالوا لك: "حسنٌ جدا! أنت شجاع، تريد الجهاد والمواجهة، لك ذلك، لكن انظر بأي ثمن وقيمة!" فكم سيكون بمقدورك أن تظهر من الاستقامة؟ هنا في هذا الموقف بعينه تعرف الاستقامة الحسينية.
الاستقامة الحسينية هي أنه عندما يُعرف الهدف ويُشخّص ويقيّم ويعلم حجم قيمته وعظمتها فيصمد من أجله، في الوقت الذي ترتعد فرائص الأشخاص العاديين وأصحاب الكرم والشجاعة والنخوة وكرام الناس. لو كان هناك شخص آخر مكان الامام الحسين عليه السلام لوقف وقال: أنا في النهاية مستعد للتضحية بنفسي في هذا الطريق، لكن هنا في هذه الصحراء وفي هذا العطش، كيف لي الوقوف وفي البين طفل رضيع وسيدة مكرمة..؟![2] (28/2/1377)
تارة يقال للمرء: لا تسلك هذا الطريق لأنك قد تتعرض للتعذيب والألم. فالإنسان القوي يقول: إني سالك هذا الطريق! ولا ضير في ذلك. وتارة يقال لآخر: لا تسلك هذا المسلك لعلك تُقتل. ترى الإنسان الفذ يقول: إنّي سالكه ولا أبالي بالقتل. ولكن تارة أخرى قد لا يقتصر الحديث على مجرد القتل والتعذيب والحرمان، بل يقال: لا تذهب، فقد يُقتل على أثر حركتك هذه عدد من الناس. وهنا يُعرض على بساط البحث موضوع أرواح الآخرين، فيقال له: لا تَسِر في هذا الطريق، فمن المحتمل أن يواجه الكثير من النساء والرجال والأطفال مصاعب جمّة وعنتًا كبيرًا من جرّاء مسيرك هذا، وإن أرواح الناس هنا على المحك، وهنا ترتعد فرائص الذين لا يبالون بالقتل [المقبلون على الموت، فكيف بغيرهم]، أمّا الذين لا ترتعد فرائصهم، فهم أوّلًا: في أعلى درجة من البصيرة وعلى بيّنة من ضخامة العمل الذي يؤدونه.
وثانيًا: لهم من قوة النفس [الصبر] ما لا يتسرب الوهن إليها. وهاتان الميزتان تجلّتا في شخص الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء. لذلك كانت واقعة كربلاء كشمس سطعت في دياجي التاريخ، وهي ما انفكت ساطعة وستبقى كذلك أبد الدهر[3].
الاستقامة والبصيرة، مقتطف من كلمات سماحة الإمام القائد السيد علي الخامنئي (دام ظله) حول البصيرة والاستقامة
[1] - تاريخ الطبري، ج4، ص346،الامالي، الطوسي، صص676-677، بحار الانوار، ج45، ص57.
[2] - كلمته في لقاء الهيئة المشرفة على إقامة مراسم ذكرى رحيل الامام الخميني، 28/2/1377- 18/4/1998
[3] - كلمته في جموع غفيرة من زوار مرقد الإمام الخميني، 14/3/1375 ش.
لماذا وقعت الثورة في زمن الإمام الحسين (عليه السلام)؟
إنّ الإمام الحسين عليه السلام هو أوّل من قام بهذا التحرّك، ولم يقم به أحدٌ قبله، لأنّه في زمن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وزمن أمير المؤمنين عليه السلام ما كانت مثل هذه الأرضيّة وهذا الانحراف موجودين، وإذا كان هناك انحراف في بعض الموارد، فلم تكن الأرضيّة مناسبة ولا المقتضى موجوداً (للثورة)، أمّا في زمن الإمام الحسين عليه السلام، فكلا الأمرين قد وُجدا، فهذا هو أساس القضيّة في مورد نهضة الإمام الحسين عليه السلام.
إنّ الإسلام في عصر الإمام الحسين عليه السلام قد تعرّض للتحريف، وكان الوقت مناسبًا، والأرضيّة ممهّدة، لذا وجب على الحسين عليه السلام أن يثور.
الشّخص الّذي تولّى السّلطة بعد معاوية، لم يُراعِ حتّى ظواهر الإسلام، وكان منغمسًا في الخمر والمجون والتهكّم على القرآن، وترويج الشّعر المخالف للقرآن، والّذي يتهجّم على الدّين، ويُجاهر بمخالفة الإسلام، غاية الأمر، لأنّ اسمه رئيس المسلمين لم يُرِد أن يحذف اسم الإسلام. فهو لم يكن عاملًا بالإسلام، ولا محبّاً له، وكان بعمله هذا كنبع الماء الآسن الّذي يُفسد ما حوله، ويعمّ المجتمع الإسلاميّ. هكذا يكون الحاكم الفاسد، فبما أنّه يتربّع على قمّة المرتفع، فما يصدر عنه لا يبقى في مكانه، بل ينتشر ليملأ ما حوله، خلافًا للنّاس العاديّين، حيث يبقى فسادهم لأنفسهم أو لبعضٍ ممّن حولهم. وكلّ من شغل مقامًا ومنصبًا أرفع في المجتمع الإسلاميّ، كان ضرره وفساده أكبر. لكن لو فسد من يقع على رأس السّلطة، لانتشر فساده وشمل الأرض كلّها، كما أنّه لو كان صالحًا، لامتدّ الصّلاح إلى كلّ مكان. فشخصٌ مفسدٌ كهذا أصبح خليفة المسلمين بعد معاوية، وخليفة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم! فهل هناك انحرافٌ أكبر من هذا؟
هل إنّ معناه عدم وجود الخطر؟ كلّا، فالخطر موجود. فلا معنى أن يبقى من هو على رأس السّلطة ساكتًا أمام معارضيه، ولا يخلق لهم المخاطر، بل من البديهيّ أن يوجّه لهم الضّربات. فعندما نقول "الوقت المناسب"، فمعناه أنّ الظروف في المجتمع الإسلاميّ مؤاتية لأن يُبلّغ الإمام الحسين عليه السلام نداءه إلى النّاس في ذلك العصر، وعلى مرّ التاريخ.
لو أراد الإمام الحسين عليه السلام الثّورة في عصر معاوية لدُفن نداؤه، وذلك لأنّ وضع الحكم في زمن معاوية، والسياسات كانت بحيث لا يُمكن للنّاس معها سماع قول الحقّ، لذلك لم يقل الإمام الحسين عليه السلام شيئًا طيلة السّنوات العشر الّتي كان فيها إمامًا في زمن معاوية، فهو لم يفعل شيئًا، ولم يُقدّم، ولم يثُر، لأنّ الظّروف لم تكن مؤاتية. الإمام الحسن عليه السلام كان قبله ولم يثر، لأنّ الظروف لم تكن مؤاتية أيضًا، لا أنّ الإمام الحسن عليه السلام لم يكن أهلًا لذلك. فلا فرق بين الإمام الحسن عليه السلام وبين الإمام الحسين عليه السلام، ولا بين الإمام الحسين عليه السلام وبين الإمام السجّاد عليه السلام، ولا بين الإمام الحسين عليه السلام وبين الإمام عليّ النقيّ عليه السلام، أو الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام. بالطّبع، فإنّ منزلة الإمام الحسين عليه السلام - الّذي أدّى هذا الجهاد - هي أرفع من الّذين لم يؤدّوه، لكنّهم سواء في منصب الإمامة. ولو وقع هذا الأمر في عصر أيّ إمام، لثار ذلك الإمام، ونال تلك المنزلة.
فالإمام الحسين عليه السلام واجه مثل هذا الانحراف، وكانت الظّروف مؤاتية، فلا محيص له عليه السلام من تأدية هذا التكليف، فلم يبقَ هناك أيّ عذر. لهذا، عندما قال له عبد الله بن جعفر، ومحمد ابن الحنفية، وعبد الله بن عباس - الّذين كانوا من العلماء والعارفين بأحكام الدين، ولم يكونوا من عامّة النّاس - إنّ تحرّكك فيه خطرٌ فلا تذهب، أرادوا أن يقولوا: إنّ التكليف قد سقط عنك لوجود الخطر، لكنّهم لم يُدركوا أنّ هذا التكليف ليس بالتكليف الّذي يسقط بوجود الخطر، لأنّ مثل هذا التكليف فيه خطر دومًا، فهل يمكن لإنسان أن يثور ضدّ سلطة مقتدرة في الظاهر، ولا يواجه خطرًا؟!
لماذا صلاتنا من دون خشوع؟!
من أجل تحصيل الخشوع في العبادات ولا سيّما في الصلاة لا بدّ للعابد من سلوك طريق العلم والإيمان، فإنْ كان الخشوع ناتجاً عن إدراك عظمة العظيم المطلق وهيمنة هذه العظمة على قلب الإنسان، فإنّ إدراك هذه العظمة لمن هم أمثالنا يتأتّى عن طريق العلم بها وإيصال هذا العلم إلى القلب لتحقيق الإيمان بها، والحقّ أنّ العلم بمفرده لا يوجد خشوعاً في القلب، وكلّ فردٍ يُدرك ذلك، فمع كوننا معتقدين بالمبدأ والمعاد، ومع اعتقادنا بعظمة الله وجلاله وجماله، فإنّنا لا نتذوّق طعم الخشوع في قلوبنا، وما ذلك إلا لأنّ ما اعتقد به العقل لم يصل إلى القلب، ولم ينطوِ على الإيمان به.
ومع أنّنا نُصلّي كلّ يومٍ خمس مرّات ومنذ سنين عديدةٍ من عمرنا، إلّا أنّنا لم نستشعر الخشوع في صلاتنا رغم أنّ الله تعالى يقول في كتابه المجيد مادحاً المؤمنين: ﴿قَد أَفلَحَ ٱلمُؤمِنُونَ * ٱلَّذِينَ هُم فِي صَلَاتِهِم خَٰشِعُونَ﴾[1]، فجعل الخشوع في الصلاة من حدود الإيمان وعلائمه. فمن لم يكن خاشعاً في الصلاة فهو خارج زمرة أهل الإيمان طبقاً لما قاله الله تعالى شأنه. قال إمامنا الصادق عليه السلام: "فإذا دخلتَ في صلاتك فعليك بالتخشّع والإقبال على صلاتك، فإنّ الله عزّ وجلّ يقول: ﴿ٱلَّذِينَ هُم فِي صَلَاتِهِم خَٰشِعُونَ﴾"[2]. من هنا نستنتج أنّه لتحصيل الخشوع في الصلاة ينبغي لنا أن نعمل على تحقيق الإيمان في ما نعتقد به عقلاً، وحتى نُحّصل الخشوع في الصلاة لا بدّ لنا من سلوك مسلكٍ معيّن يُصبح عادةً مرافقة لنا في حياتنا لأنّه "إذا قام العبد إلى الصلاة، فكان هواه وقلبه إلى الله تعالى انصرف كيوم ولدته أمّه"[3]، أمّا الأدب "والخشوع" المتأتّي نتيجة حدث أو خوف أو تأثّر دون أن يتمكّن من النفس ويُصبح ملكة... لا يدوم، ويرحل سريعاً. لذلك يُنصح المصلّي بعدّة أمور، منها:
أوّلاً: ذكر الله تعالى:
إنّ الاهتمام من عوامل الانتباه والتركيز، وكلّما يكون اهتمام الإنسان بأمرٍ أكثر يكون انتباهه له أكثر. وبالعكس فالقضية التي لا تأخذ من اهتمام الإنسان لا يَصرِفُ انتباهه إليها. ولمّا كانت الدنيا أكثر اهتمامات الناس فإنّها لا محالة تُشغلهم عن صلاتهم وتصرّفهم عنها، فإذا أقبل الإنسان على صلاته يبقى قلبه مشغولاً بما يهمّه من أمر دنياه، وهذه قضية واضحة، فإنّ الإنسان إذا واجه أمرين وكان اهتمامه إلى أحدهما أعظم من الآخر انصرف إليه بقلبه، وإن كان مشغولاً بالآخر.
وإنّما ينصرف الناس عن صلاتهم إلى ما يهمّهم من أمور دنياهم؛ لأنّ اهتمامهم بها أعظم من اهتمامهم بالصلاة. فإذا وعى الإنسان قيمة الصلاة، وما أودع اللّه تعالى في هذه الرحلة من مباهج ولذّاتٍ للعقل والرُّوح، ومن الثّواب في الآخرة، ووعى ﴿وَٱلأخِرَةُ خَير وَأَبقَىٰ﴾[4]. انقلب الأمر لا محالة، وانصرف إلى صلاته وذكره. ولم تؤثّر به موانع حضور القلب، وموانع حضور القلب في العبادات هي كلّ ما يستدعي غفلة القلب عن محضر العبادة ويُذهله عن معاني حركات وأذكار وطقوس العبادات ويسرح به بعيداً عن الحضور في موعد لقاء المعبود عزّ وجلّ.
إذاً؛ تحضير القلب يتمّ بتحويل الاهتمامات، وإذا تمكّن الإنسان أن يُحوّل اهتمامه من الدنيا ومتاعها إلى اللّه تعالى، وجعل اهتمامه للدنيا تبعاً لمرضاة اللّه تعالى وأمره ونهيه كانت صلاته إقبالاً على الله، وذكراً للّه وانصرافاً وانقطاعاً إلى الله تعالى. قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: "إنّ اللّه سبحانه جعل الذّكر جلاء للقلوب"[5].
ثانياً: تفريغ القلب:
لا علاج لإحضار القلب إلا بالابتعاد عن الغفلة، وبصرف الهمّة إلى الصلاة قولاً وفعلاً، والهمّة لا تنصرف إليها ما لم يتبيّن أنّ الغرض المطلوب منوط بها (أهداف الصلاة)، وذلك هو الإيمان والتصديق بأنّ الآخرة خير وأبقى، وأنّ الصلاة وسيلة إليها، فإذا أُضيف هذا إلى حقيقة العلم بحقارة الدنيا ومهمّاتها حصل من مجموعها حضور القلب في الصلاة، وما دام القلب متعلّقاً، ومنغمساً في حبّ الدنيا فالطريق لإصلاح القلوب مسدودٌ، وباب جميع السعادات مغلقٌ في وجه الإنسان. والسبب في ذلك أنّ القلب يتوجّه إلى محبوبه بمقدار تمكّن حبّه منه، فإنْ كانت الدنيا هي محبوبته وقد استحوذت عليه فإنّها تأخذ بشِغافِهِ وعنايته في كافّة حالاته وهُنيهاته، وتُشغله بفتنتها، فسيبقى قلب الإنسان مشغولاً بشواغل الدنيا، وتبقى هذه الشّواغل تُلاحقه، وتُطارده، وهو يستسلم لها في صلاته، فالقلب معلّقٌ بها، وبالتّالي لا يستطيع أن ينصرف إلى ذكر اللّه تعالى، وهذا من سوء الأدب وتضييع حرمة الصلاة.
وروي عن الإمام أبي مُحمد الحسن عليه السلام: "إنَّ اللهَ عزّ وجلّ أقربُ إلَيَّ مِن أن يحظُرَ، فيما بَيني، وبينهُ أحد"[6].
ومن كلامٍ لإمامنا السجّاد زين العابدين في حادثة مفصّلة قال عليه السلام: "... ولولا أنّ لأهلي عليّ حقّاً ولسائر الناس من خاصّهم وعامّهم عليّ حقوقاً لا يسعني إلّا القيام بها حسب الوسع والطاقة حتّى أؤدّيها إليهم، لرميت بطرفي إلى السماء وبقلبي إلى الله ثمّ لم أردِّدها حتّى يقضي الله على نفسي وهو خير الحاكمين..."[7].
ثالثاً: الإعراض عن اللغو:
إنّ الاشتغال باللغو والتكلّم به من العوامل الاختياريّة للوقوع في الغفلة والنسيان. فاللغو يُضعف إرادة الإنسان في المحافظة على القيم الإنسانيّة والإسلاميّة، ويسلب منه توفيق الذكر وحضور القلب في الصلاة، في حين أنّ حضور القلب في الصلاة أساس القيم المذكورة.
إنّ الشخص الّذي يُوفَّق إلى حضور القلب الكامل في الصلاة لا يجتنب الذنب فحسب، بل يجتنب أعمال اللَّغو كلّها. ولعلّ تقارُن الإعراض عن اللَّغو مع الخشوع في الصلاة في سورة المؤمنون إشارة إلى هذه النقطة، قال الله تعالى: ﴿قَد أَفلَحَ ٱلمُؤمِنُونَ * ٱلَّذِينَ هُم فِي صَلَاتِهِم خَٰشِعُونَ * وَٱلَّذِينَ هُم عَنِ ٱللَّغوِ مُعرِضُونَ﴾[8]، وقال عزّ وجلّ: ﴿وَإِذَا مَرُّواْ بِٱللَّغوِ مَرُّواْ كِرَاما﴾[9].
[1] سورة المؤمنون، الآيتان 1 - 2.
[2] الشيخ الكليني، الكافي، ج 3، ص 300، باب الخشوع في الصلاة وكراهية العبث، ح3.
[3] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 81، ص 261.
[4] سورة الأعلى، الآية 17.
[5] الآمدي التميمي، غرر الحكم و درر الكلم، ص 235.
[6] الصدوق، الشيخ محمد بن علي، التوحيد، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، إيران قم المشرفة، ط1، ص 184.
[7] ابن طاووس، السيد علي بن موسى، فتح الأبواب، تحقيق حامد الخفاف، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، لبنان بيروت، 1989م، ط1، ص171.
[8] سورة المؤمنون، الآيات 1 - 3.
[9] سورة الفرقان، الآية 72.
لماذا من المهم الوعي بصفات الأصحاب الولائيّة؟
يمكننا استخلاص جملة من الصفات الولائية، التي علينا العمل لنتحلى بها، من خلال الاطلاع على سيرة بعض العظماء وأصحاب المقامات والهمم العالية من المؤمنين والأولياء من الذين كانوا تبّعاً لخط الأنبياء والأئمة (عليهم السلام)، وعلى رأس هؤلاء ما امتاز به أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام). فقد امتازوا بصفات ومزايا كثيرة، نذكر منها ما يدلّ على ولائهم المطلق لإمام زمانهم، ويقينهم وتسليمهم التامّ:
1- الوعي:
لم تكن المواقف الكربلائيّة، ليلة العاشر ويومه، نابعةً من عواطف جيّاشة فحسب، بل إنّها كانت ترتكز على معرفة يقينيّة قاطعة، تعتبر أنّ الطاعة لوليّ الأمر، حتى لو كان فيها بذلٌ للأرواح، هي السبيل الوحيد لحفظ الدين والإسلام، لذلك تراهم يرفضون أيّ أمانٍ يضمن لهم نجاتهم وحياتهم، ويصدّون أيّ خوف يمنعهم من الوصول إلى غايتهم، فترى الأحاسيس والعواطف تتحوّل إلى إدراك ووعي على مستوى الرسالة والقضيّة.
فهذا العبّاس بن عليّ عليهم السلام، نافذ البصيرة، يردّ أمان الشمر قائلاً: "لعنك الله ولعن أمانك، أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له؟!" وفي رواية: فناداه العباس بن أمير المؤمنين عليهما السلام: "تبّت يداك، ولعن ما جئتنا به من أمانك يا عدوّ الله. أتأمرنا أن نترك أخانا وسيّدنا الحسين بن فاطمة، وندخل في طاعة اللعناء وأولاد اللعناء؟!"[1].
وهذا زهير بن القين، يخاطب الشمر حين هدّده ورماه بالسهم، فيقول: أفبالموت تخوّفني؟! فواللَّه، لَلموتُ أحبُّ إليّ من الخلد معكم[2].
2- الإخلاص:
إنّ من أهمّ المزايا والصفات التي اتّصف بها الأصحاب في كربلاء، هو الإخلاص بأرقى معانيه، فتراهم حين اشتدّ البأس، وعاينوا الحتوف والمنايا، ثبتوا مخلصين موقنين. فهذا عابس بن أبي شبيب الشاكريّ، الذي خاطب الإمام عليه السلام، قائلاً: أمّا بعد، فإنّي لا أخبرك عن الناس، ولا أعلم ما في أنفسهم، وما أغرَّك منهم. والله أحدّثك عمّا أنا موطّن نفسي عليه، والله لأجيبنّكم إذا دعوتم، ولأقاتلّن معكم عدوّكم، ولأضربّن بسيفي دونكم حتى ألقى الله، لا أريد بذلك إلا ما عند الله"[3].
إنّ عبارة "لا أريد بذلك إلا ما عند الله"، لهي خير شاهد على نوايا هؤلاء الأصحاب، وشدّة إخلاصهم في نواياهم تلك. وما عبارة عابس إلا لسان حال كلّ فرد من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام، وهذا ما عبّر عنه حبيب بن مظاهر حيث قال: رحمك الله! قد قضيت ما في نفسك بواجزٍ من قولك"، ثمّ قال: "وأنا، والله الذي لا إله إلا هو، على مثل ما هذا عليه"[4].
نعم، هذا هو الإخلاص لله تعالى الذي لا يكون إلا برضى وليّه عليه السلام، هذا هو الإخلاص الذي يبيع الدنيا وحطامها بالنعيم الأبديّ في جنان الخلد مع الأولياء.
3- التفاني:
إنّ مواقف التفاني في كربلاء كثيرة وعديدة، وكلٌّ عبّر عن ذلك بأسلوبه وبيانه. هذا الأسلوب والبيان الذي يستخدم فيه الأعداد والتكرار ليدلّ على قصور الألفاظ عن إدراك ما يختلج في صدره من مشاعر وأحاسيس، فتراهم يعبّرون (سبعين مرّة، ألف مرّة...) .
4- الحزم والإرادة الصلبة:
وخير شاهد ودليل على هذه الميزة والصفة، ما حصل ليلة العاشر من محرّم، مع حبيب بن مظاهر وباقي الأصحاب أمام مخيّم عقيلة الهاشميين السيدة زينب عليها السلام، حيث نادى حبيب أصحابه، عندما علِم من نافع بن هلال بأنّ السيدة زينب عليها السلام وباقي النساء في حال وجلٍ ورعب: يا أصحاب الحميّة، وليوث الكريهة، هذا نافع بن هلال يخبرني الساعة بكذا وكذا، فأخبروني عن نيّاتكم. فجرَّدوا صوارمهم، ورموا عمائمهم، وقالوا: أما والله يا بن مظاهر، لئن زحف القوم إلينا لنحصدنّ رؤوسهم، ولنلحقهم بأشياخهم، ولنحفظنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عترته وذريته.
فقال لهم حبيب: معي معي.
فقام يخبط الأرض بهم، وهم يعْدُون خلفه، حتى وقف بين أطناب الخيم، ونادى: السلام عليكم يا ساداتنا، السلام عليكم يا معشر حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، هذه صوارم فتيانكم آلوا أن لا يغمدوها إلّا في رقاب من يبتغي السوء فيكم، وهذه أسنّة غلمانكم آلوا أن لا يركزوها إلّا في صدور من يفرّق بين ناديكم"[5].
ويكفي في الدلالة على هذه الميزة ما قاله الإمام الحسين عليه السلام لأخته الحوراء زينب عليها السلام، التي سألته قائلةً: "يا بن أمّي، هل استعلمت من أصحابك نيّاتهم؟ فإنّي أخاف أن يسلموك عند الوثبة واصطكاك الأسنّة"، فبكى الحسين عليه السلام، وقال: "أما والله لقد بلوتهم، فما رأيت فيهم إلا الأشوس الأقعس، يستأنسون بالمنيّة دوني استئناس الطفل بلبن أمّه"[6].
5- التجسيد العمليّ للمواقف:
كثيرة هي المواقف التي لم تخرج من حيّز الكلام والتنظير إلى حيز الواقع والتطبيق العمليّ في التاريخ. لقد أثبت أصحاب الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء صدقهم من خلال دمائهم وأرواحهم التي رخصت أمام إمام زمانهم، فكانوا خير من أبلى بلاءً حسناً في الامتحان الإلهيّ الكبير على تلك الأرض الطاهرة، فترى أصواتهم وصيحاتهم ومواقفهم تعانق أجسادهم المطروحة على رمضاء كربلاء، تشهد لهم تلك البقعة التي ارتوت من دمائهم، ونسائم الهواء الذي تعطّر بعبق تلك الدماء.
هذا غيض من فيض، وشيء من تلك السمات والميزات التي سطعت يوم العاشر من المحرّم، لتسطّر أعظم تضحية ولائيّة في تاريخ البشريّة.
[1] ابن طاووس، اللهوف في قتلى الطفوف، ص54.
[2] النويريّ، نهاية الأَرَب في فنون الأدب، وزارة الثقافة والإرشاد القوميّ، المؤسّسة المصريّة العامّة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر، لا. ط، ج20، ص443.
[3] الطبريّ، محمّد بن جرير، تاريخ الأمم والملوك، بيروت – لبنان، مؤسّسة الأعلميّ للمطبوعات، لا. ط، ج4، ص264.
[4] م. ن.
[5] شرف الدين، السيّد عبد الحسين، المجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة، مراجعة وتحقيق محمود بدري، قم – إيران، مؤسّسة المعارف الإسلاميّة، 1421ه، ط1، ص233.
[6] م. ن.
حقيقة الإيمان وموقع العمل منه
لقد تضافرت الآيات القرآنية التي بيّنت حقيقة الإيمان بمعزل عن العمل وفق ثلاث مجموعات:
- المجموعة الأولى: التي يستنتج من خلالها أنّ إسناد الإيمان إلى القلوب يدلّ على أنّه أمر قلبي:
1- قال تعالى: ﴿مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾[1].
2- قال تعالى: ﴿أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾[2].
3- قال تعالى: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾[3].
- المجوعة الثانية: تُرشدنا إلى أنَّ اقتران الإيمان بالمعاصي في هذه الآيات يدلّ على أنّ العمل غير معتبر في حقيقته المقوّمة له:
1- قال تعالى: ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾[4].
2- قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾[5].
3- قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ﴾[6].
- المجموعة الثالثة: نستنتج من خلالها أنَّ الأمر بالإطاعة بعد ثبوت الإيمان يدلّ على أنّ العمل غير معتبر في حقيقة الإيمان:
1- قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾[7].
2- وآيات أخرى مشابهة من قبيل قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ﴾[8]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ﴾[9].
هل يجتمع الإيمان والمعصية؟
إنّ النتيجة التي توصّلنا إليها بناءً على فهم الآيات القرآنية والروايات الشريفة، هي أنّ للعمل الصالح دوراً أساسياً في نموّ وازدهار وإثراء وتكامل الإيمان، وعليه كيف يُمكن أن نتصوّر العلاقة بين المعصية والإيمان؟ خصوصاً أنّنا إذا رجعنا إلى الروايات الشريفة وإلى خطب الإمام في نهج البلاغة نجدها ركّزت على أنّ المؤمن لا يعصي الله أبداً، وأنّ المؤمنين وأهل الولاء والشيعة لهم الصفات التي تمنعهم وتحجبهم من ارتكاب المعصية.
والسؤال الأساس هو: هل يُمكن الجمع بين ارتكاب المعصية وحقيقة الإيمان؟ وبعبارة أخرى هل يستطيع المؤمن أن يُحافظ على إيمانه مع ارتكاربه المعصية، أو أنّ مخالفة المولى تعالى من دواعي زوال الإيمان؟
وفي مقام الإجابة لا بد أن ننظر كيف عالجت الروايات هذا الموضوع أي الجمع بين الإيمان والمعصية.
الروايات الدالّة على أنّ العاصي يخرج من الإيمان حين المعصية كثيرة جدّاً وتعابيرها مختلفة منها: خرج من الإيمان[10]، سلب الإيمان[11]، كافر[12]، فارق روح الإيمان أو بتعبير بعض الروايات الأخرى يُسلب منه روح الإيمان[13]،... والمهم في هذه الروايات هو فقهها وإدراك معناها، فلم يتفق العلماء على معنى واحد لهذه الروايات بل تعدّد فهمهم لها ومن آرائهم ما يلي:
1- حمل هذه الروايات على ظاهرها وأنّ من ارتكب هذه المعاصي خرج من الإيمان فعلاً.
2- حملها على نفي الكمال أي أنّ مرتكبها مؤمن حقيقة ولكنّه ناقص الإيمان.
3- حملها على المستحلّ للمعصية.
4- حملها على أنّه ليس آمناً من عقوبة الله.
5- حملها على نفي اسم المدح أي لا يُقال له مؤمن بل يُقال له زان وشارب الخمر وتارك للصوم وسارق.
6- حملها على زوال النور الناشيء من الإيمان وهو منقول عن ابن عباس، وأيّده بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من زنى نزع الله نور الإيمان من قلبه فإن شاء ردّه إليه"[14].
7- حملها على نفي الحياء أي لا يزني الزاني وهو مستحي من الله، والحياء خصلة من الإيمان[15].
[1] سورة النحل، الآية 106.
[2] سورة المجادلة، الآية 22.
[3] سورة الحجرات، الآية 14.
[4] سورة الحجرات، الآية 9.
[5] سورة البقرة، الآية 178.
[6] سورة الأنعام، الآية 82.
[7] سورة النساء، الآية 59.
[8] سورة الأنفال، الآية 20.
[9] سورة محمد، الآية 33.
[10] عَنْ نُعْمَانَ الرَّازِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه السلام يَقُولُ "مَنْ زَنَى خَرَجَ مِنَ الْإِيمَانِ وَ مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ خَرَجَ مِنَ الْإِيمَانِ وَ مَنْ أَفْطَرَ يَوْماً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ مُتَعَمِّداً خَرَجَ مِنَ الْإِيمَان"، الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص 278.
[11] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام لَا يَزْنِي الزَّانِي وَ هُوَ مُؤْمِنٌ قَالَ "لَا إِذَا كَانَ عَلَى بَطْنِهَا سُلِبَ الْإِيمَانُ مِنْهُ فَإِذَا قَامَ رُدَّ إِلَيْهِ فَإِذَا عَادَ سُلِبَ" قُلْتُ فَإِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَعُودَ فَقَالَ "مَا أَكْثَرَ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَعُودَ فَلَا يَعُودُ إِلَيْهِ أَبَد"، الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص 278.
[12] عن عبيد بن زرارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الكبائر، فقال:"هنَّ في كتاب عليّ عليه السلام سبع"...إلى أن قال: قلت: فما عددت ترك الصلاة في الكبائر؟ فقال: "أيُّ شيء أوَّل ما قلت لك"؟ قال: قلت: الكفر؟ قال: "فإنَّ تارك الصلاة كافرٌ يعني من غير علّة"، الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص 278.- تاركها من غير علة مستخفاً بها كافر جاحد، وغير مستخف بها كافر مخالف لأعظم الأوامر، وإطلاق الكفر على مخالفة الأوامر والنواهي شايع كما تقدّم في معاني الكفر.
[13] عن ابن بكير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام في قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا زنى الرَّجل فارقه روح الإيمان؟ قال: هو قوله تعالى: (وأيّدهم بروح منه) ذلك الّذي يفارقه، الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص 280. - وروح الإيمان إذ بها حياة الإيمان وحياة قلب المؤمن أبداً، وقد يطلق روح الإيمان على ملك موكل بقلب المؤمن يعينه ويهديه في مقابل شيطان يضله ويغويه وعلى نصرة ذلك الملك أيضاً وحينئذ لا ريب في أنه إذا زنى المؤمن فارق عنه حقيقة الإيمان وكماله ونوره كما دل عليه بعض الروايات وروحه.
[14] المازندراني، شرح الكافي، ج9، ص248.
[15] راجع: محمد صالح المازندراني، شرح الكافي، ج9، باب الذنوب، ص 262 (بتصرف وزيادة). وفي آخر تعليقه على حديث الإمام الصادق عليه السلام: "من زنى خرج من الإيمان ومن شرب الخمر خرج من الإيمان..."، وبعد عرض الأقوال التي نقلناها قال: "وإن كان الخبر كاد أن يكون من المتشابهات فترك تأويله إلى العالم بها أولى".
توقيع وثيقة برنامج التعاون التجاري لمدة 5 سنوات بين إيران وباكستان
تم التوقيع على 4 وثائق، بما في ذلك الخطة الإستراتيجية الخمسية للتعاون التجاري بين إيران وباكستان، في إسلام آباد بحضور وزيري خارجية إيران وباكستان.
العالم- ايران
ووصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى إسلام آباد مساء الأربعاء على رأس وفد استجابة لدعوة من نظيره الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري.
وبعد مراسم الاستقبال، التي جرت اليوم الخميس، شارك وزيرا خارجية البلدين بحضور وفدي البلدين رفيعي المستوى في محادثات للبحث في سبل تطوير التعاون الثنائي وتبادل وجهات النظر حول اهم القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وفي نهاية المحادثات بين وزيري خارجية جمهورية إيران الإسلامية وجمهورية باكستان الإسلامية، تم التوقيع على وثيقة الخطة الاستراتيجية الخمسية لشركاء الأعمال بين البلدين من العام 2023 إلى 2028. كما تم التوقيع على وثيقة الاجتماع الثالث للجنة الاستثمار المشتركة بين إيران وباكستان وبروتوكول التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين من قبل المسؤولين المعنيين.
رئيس باكستان يدعو إلى تعميق العلاقات مع إيران
وتزامنا مع زيارة وزير خارجية جمهورية إيران الإسلامية حسين امير عبداللهيان إلى اسلام آباد، دعا رئيس باكستان عارف علوي إلى بذل الجهود لتعميق وتوسيع العلاقات بين إسلام آباد وطهران ، خاصة في مجالات التجارة والاقتصاد والثقافة.
وخلال لقائه سفير باكستان الجديد في جمهورية إيران الإسلامية، دعا الرئيس علوي إلى بذل الجهود لتعميق وتوسيع العلاقات بين باكستان وإيران ، لا سيما في مجالات التجارة والاقتصاد والثقافة والاتصالات الشعبية.
وأكد الرئيس الباكستاني في لقائه مع السفير الجديد لدى إيران ، مدثر تيبو ، أن إيران دولة مجاورة شقيقة ، وباكستان تقدر علاقاتها مع إيران المتجذرة في التاريخ والثقافة والدين.
كما قال السفير إنه مصمم على تعزيز العلاقات الباكستانية الإيرانية والارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق جديدة في خضم التطورات الجيوسياسية الناشئة من خلال استكشاف الامكانيات والطاقات المتاحة.
وسيسافر السفير الباكستاني الجديد إلى طهران الشهر المقبل لبدء مهمته الدبلوماسية.