
emamian
العامري: الشهيد سليماني كان له دور محوري بمواجهة التحديات في العراق وسوريا
أكد الأمين العام لمنظمة بدر في العراق، هادي العامري، أن الشهيد القائد قاسم سليماني كان له دور محوري في مواجهة التحديات في العراق وسوريا، مشيراً إلى أن المقاومة استطاعت الصمود أمام الكيان الاسرائيلي لأكثر من سنة وثلاثة أشهر رغم الصمت العالمي.
وأوضح العامري خلال كلمته في الذكرى السنوية الخامسة لاستشهاد قادة النصر، أن القادة الشهداء، وعلى رأسهم سليماني، تميزوا بالإخلاص والهمة العالية في كل ما قاموا به، واصفاً السيد حسن نصر الله بأنه "شهيد غزة"، ومؤكداً أن الدفاع عن مظلومية غزة يمثل موقفاً شرعياً لا يتأثر بالتنازلات.
وأضاف : "لن نسمح بتقسيم سوريا كما يسعى الكيان الصهيوني، وعراق اليوم ليس عراق 2014".
وشدد على أن المعركة الحالية هي "معركة الأحزاب"، داعياً المؤمنين للثبات بتسديد من الله.
واختتم العامري بالقول:"نحن لا نخشى من سوريا بل نخشى عليها"، مشيداً بجهود المقاومة في مواجهة المخططات الإسرائيلية وسعيها للحفاظ على وحدة المنطقة.
المصدر: العالم
"الإخوان المسلمون" و "طوفان الأقصى"
حركة "الاخوان المسلمين" رغم انها مصرية المنشأ الا ان انتشرت تعاليمها خارج مصر، وهناك احزاب تحمل نفس التعاليم الا انها تحمل مسميات مختلفة، وخاصة في الاردن وسوريا وفلسطين وتركيا بالاضافة الى مصر. و رغم الجذور المشتركة لجميع هذه الاحزاب "الاخوانية" من حيث النشأة والاتجاه، إلا أن مواقفها من معركة "طوفان الاقصى" جاءت متباينة بعض الشيء، وسنتناول في هذا التقرير هذا التباين واسبابه، وقبل ذلك نمر مرورا سريعا على نشأة الحركة "الأم" في مصر لتكون الصورة اكثر وضوحا.
التأسيس
حركة "الاخوان المسلمين" أسسها الشيخ حسن البنا في مصر في 22 اذار/ مارس 1928م عقب تخرجه من دار العلوم. انتشرت تعاليم البنا إلى ما هو أبعد من مصر، حيث أثرت اليوم على مجموعة متنوعة من الحركات الإسلامية من المنظمات الخيرية والدعوية إلى الأحزاب السياسية، وليس جميعها تستخدم نفس الاسم. بدأت كحركة دينية واجتماعية، دعت إلى الإسلام في مصر، وعلمت الأميين، وأنشأت المساجد والمدارس الإسلامية والمستشفيات والشركات التجارية. تقدمت لاحقا إلى الساحة السياسية لإنهاء السيطرة الاستعمارية البريطانية على مصر. الهدف المعلن للجماعة حسب موقعها الرسمي هو إقامة دولة مدنية ديمقراطية ذات مرجعية إسلامية وتحكم بالشريعة الإسلامية. الجماعة ممتدة إلى دول إسلامية أخرى، وتوجد في مصر واحدة من أقدم تنظيماتها، على الرغم من سلسلة الحظر وحملات القمع الحكومية التي بدأت في عام 1948م حتى اليوم، مع اتهامات بالتخطيط لاغتيالات ومؤامرات لقلب نظام الحكم. كما تلقت الجماعة دعما من المملكة العربية السعودية التي تشاركت معها أعداء مشتركين مثل الشيوعية والقومية العربية. ظلت مجموعة هامشية في السياسة في العالم العربي حتى نكسة حزيران 1967، وظهرت كخيار بديل للقومية العربية العلمانية الشعبية.
الإخوان المسلمون والحرب على غزة
تبنى التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، ومعظم فروعه في الدول العربية، موقفا مؤيدا من معركة "طوفان الاقصى" ، ومساندا لها في مراحل الحرب الجارية، وتتعدد دوافع ذلك التأييد والانخراط، كاعتبارات كون حركة حماس أحد فروع الجماعة، وبحكم الدفعة التي منحتها حماس للجماعة بعد سنوات عديدة من الإخفاقات السياسية والأزمات الداخلية التي مرت بها. وقد أعلن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين تماهيه مع حماس، رغم حالة الانقسام بين جناحي انقرة، التي يحكمها الاخوان المسلمون تحت قيادة حزب العدالة والتنمية، ولندن التي يقيم فيها العديد من القيادات الاخوانية المصرية بعد خروجهم من مصر، وبعد مرحلة من التمايز ما بين الجماعة وحركة حماس، خاصة تجاه الموقف من سوريا وحزب الله وإيران. الامر الذي سنتناول اسبابه في اخر التقرير.
إخوان مصر
في ظل نظام الاخوان في مصر، نظم "ائتلاف القوى الإسلامية والهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح" في مصر في الخامس عشر من شهر حزيران عام 2013 مؤتمرا بعنوان "مؤتمر الأمة المصرية في دعم الثورة السورية"في الصالة المغطاة في استاد القاهرة الدولي، شارك فيه آلاف الحضور، ودعا فيه بعض الشيوخ الذين ألقوا كلمات إلى "الجهاد" في سورية، وليس في فلسطين.
وألقى الرئيس المصري السابق محمد مرسي كلمة في المؤتمر قال فيها إن مصر "قررت اليوم قطع العلاقات تماماً مع النظام الحالي في سوريا، وإغلاق سفارة النظام الحالي في مصر، وسحب القائم بالأعمال المصري" في دمشق، ورفع علم الثورة السورية في المؤتمر. ودعا لإنشاء منطقة حظر جوي في سورية، ووعد بالعمل على عقد مؤتمر قمة عاجل..لاتخاذ قرارات لصالح الشعب السوري.
مستشار الرئيس المصري صرح قبل يوم من خطابه: من يتوجه إلى سورية للجهاد لن نمنعه، وعندما يعود لن يخضع للمساءلة. بعد ان بنى اخوان مصر آمالا عراضا على إسقاط النظام في سورية.
كما شن مرسي هجوما عنيفا على حزب الله الذي يشارك في القتال في سوريا الى جانب قوات الرئيس السوري بشار الاسد، مؤكدا انه "لا مكان لحزب الله في سوريا". واكد انه "لا مجال ولا مكان" للنظام السوري الحالي في سوريا مستقبلا، معتبرا ان هذا النظام ارتكب "جرائم ضد الانسانية".
واكد ان مصر ترفض "التدخل في الشؤون الداخلية للدول" سواء أكان هذا التدخل من قبل "دول او ميليشيات"، قبل ان يضيف "اننا نقف ضد حزب الله".
امام هذا الموقف المتشدد ازاء سوريا، جاء موقف مرسي من الكيان الاسرائيلي، متناقضا بالكامل، وذلك عندما ارسل رسالة، حملها السفير المصري الجديد حينذاك عاطف محمد سالم سيد الأهل ، إلى رئيس الكيان الاسرائيلي شمعون بيريز، حيث وصف فيها بيريز بعبارة "عزيزي وصديقي العظيم"!!.
اللافت ان السفير سيد الاهل ولدى تقديم أوراق اعتماده لبيريز قال إنه جاء برسالة سلام، وليؤكد أن مصر تعمل من أجل تعزيز الثقة والشفافية وملتزمة بكل الاتفاقات التي وقعتها مع "إسرائيل". واضاف "إنه شرف كبير لي أن أكون هنا ويجب إعداد مستقبل من السلام للجيل الشاب، ونحن في قارب واحد يتجه نحو مستقبل آمن".
إخوان الاردن
أصدر مجلس شورى الجماعة بيانا في 24 أكتوبر عبّر فيه عن "استيائه الشديد من الموقف العربي الرسمي، وضعفه الشديد"، و "ضرورة أن يرتقي الموقف الأردني، بخطوات ضرورية عاجلة، لحشد الموقف العربي، لوقف فوري للعدوان على المدنيين"، كما أصدر المكتب الإعلامي للجماعة بياناً في 25 أكتوبر دعا فيه الحكومة الأردنية لاستخدام كل ما لديها من أوراق ضغط، وهي بالنسبة للجماعة تتمثل في قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وطرد سفيرها من عمان، وإلغاء اتفاقية وادي عربة، وكافة الاتفاقيات الاقتصادية المتعلقة بملفات الغاز والماء الكهرباء. في نفس السياق وظّفت الجماعة قناتها الفضائية "اليرموك" لتغطية الحرب في غزة ضمن خطها المنسجم مع خطاب حماس. هذا النشاط الاخواني الاعلامي حصرا، غاب بالكامل عن مشهد اسناد حزب الله لغزة، وتجاهل بالكامل تضحيات الحزب وموقفه الاسلامي الاصيل من نصرة اهل غزة، فلم يسجل للاخوان المسلمين في الاردن موقفا مؤيدا او حتى ترحيبا لما قام به حزب الله من دعم لحماس منذ 8 أكتوبر، بل على العكس تماما لطالما سمعنا تصريحات ومواقف تتهجم على ايران وحزب الله وموقفهم من الازمة السورية.
وخلافا لما هو متوقع، قالت مصادر داخل الإخوان المسلمين إن الجماعة تراجعت عن نشر بيان نعت فيه شهيد الامة السيد حسن نصرالله وسحبته من وسائل التواصل الاجتماعي بعد ساعات.
اللافت ان التيارات اليسارية والقومية في الاردن هي التي رفعت صور الشهيد السيد حسن نصرالله في تظاهرات قبالة السفارة الإسرائيلية في عمان، وأقامت للشهيد نصرالله بيت عزاء داخل مقر حزب الوحدة الشعبية الذي يمثل هذه التيارات.
إخوان تركيا
يرى اغلب المراقبين ان تركيا تحت قيادة الاخوان، انتظرت 20 يوما دون ان تنبس ببنت شفه، بينما الغضب يلف الشعب التركي بسبب القصف الجوي الإسرائيلي العشوائي لغزة، ليعلن "ليس لدينا مشكلة مع إسرائيل، ولكننا لم ولن نوافق أبدا على الطريقة التي تتصرف بها كمنظمة وليس كدولة". ومع تصاعد الهجمة الوحشية الاسرائيلية على غزة، ظل الدور التركي محصورا بالتنديد فقط، رغم ان المحكمة الجنائية الدولية اصدرت مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير حربه يواف غالانت، بينما بقيت العلاقات بين تركيا والكيان الاسرائيلي في مختلف المجالات على حالها ولم تتأثر ازاء ما يجري في غزة.
الاخوان المسلمون وانصارهم في تركيا كانوا يتوقعون من رئيسهم رجب طيب اردوغان، الذي رسم صورة له في قمة دافوس للمنتدى الاقتصادي العالمي، في 29 كانون الثاني (يناير) 2009، كنصير للقضية االفلسطينية، عندما قاطع خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بيريز قبل أن يغادر المنصة. وحينها تحول الى أيقونة التأييد للفلسطينيين، ليس فقط في العالم العربي والإسلامي فحسب، بل أيضاً في تركيا، حيث استقبل استقبال الأبطال.
مع امتداد الاضطرابات إلى سوريا المجاورة، أكثر الدول العربية دعما للقضية الفلسطينية، فوجئ كثيرون بموقف أردوغان الداعي إلى "تغيير النظام"، خصوصاً في ظل العلاقات القوية التي كانت تربط دمشق بأنقرة واعتماد الحكومة التركية سياسة «صفر مشكلات» مع جيرانها.
في نهاية المطاف، وصلت رومانسية العرب بأردوغان إلى نهاية صادمة عندما وجه اتهاماً طائفيا مذهلا، واصفا حكم الرئيس السوري بشار الأسد بأنه "ديكتاتور نصيري" (وهو مصطلح مهين لأتباع الطائفة العلوية التي تنتمي إليها عائلة الأسد) مدينا ما وصفه بإضطهاد الأغلبية السنية من السكان.
شهد حجم التجارة التركية – "الإسرائيلية" على مدى العقدين الماضيين زيادة مذهلة بنسبة 532%، ليصل إلى 8.91 مليار دولار عام 2022. في اللقاء الأول منذ تحسن العلاقات بين اردوغان ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، جرى البحث في إمكان استخدام "إسرائيل" لتركيا كمركز لعبور الطاقة إلى أوروبا.
بعد عملية "طوفان الأقصى" اصدرت وزارة الخارجية التركية في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، بيانا حثت فيه على ضبط النفس وأدانت بشدة الخسائر في أرواح المدنيين!، وشددت على أن أعمال العنف ستكون ضارة، داعية إلى تجنب الأعمال المتهورة ووضع حد لاستخدام القوة وإلى العودة إلى حل الدولتين.
كذلك أبدت تركيا استعدادها للمساهمة في جهود الوساطة. وكانت هذه النغمة المدروسة غير عادية بالنظر إلى خطاب أردوغان الحازم عادة. إذ كان الرئيس التركي حينها يستعد لاستضافة نتنياهو ويخطط لزيارة إلى القدس للصلاة في المسجد الأقصى.
وبطبيعة الحال، تثير أنقرة هذه القضية على كل المستويات. ويجري أردوغان مكالمات هاتفية دبلوماسية بينما طرح وزير الخارجية حقان فيدان اقتراحا من شأنه أن يجعل تركيا، بطريقة أو بأخرى، في موقع "الضامن" لحماس.
لكن، رغم كل هذه اللفتات، بقيت لهجة أنقرة ساكنة إلى حد ما؛ وكل ما أمكنها فعله كان إعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام. ولعل كلام فيدان يلخص الموقف، إذ قال: "أتمنى الصبر لسكان غزة. أريدهم أن يعرفوا أننا نبذل كل ما في وسعنا. إن شاء الله، ستمر هذه الأيام. وستواصل تركيا الوقوف إلى جانبهم. نحن نرى هذا الألم والحزن بمثابة ألمنا وحزننا. وهم ليسوا وحدهم".
وعلى عكس المرات السابقة، لا تبدو تركيا وارودغان منخرطين في النقاش الحالي. ويرمز تغييب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنقرة عن دبلوماسيته المكوكية الأخيرة في المنطقة إلى هذا التحول.
يرى الخبراء ان تورط أردوغان في سوريا، أدى إلى تراجع موقف تركيا الداعم تاريخياً لكل من فتح وحماس في النضال الفلسطيني. أردوغان، الذي كان معروفاً بمعارضته الصريحة لـ"إسرائيل"، أصبح الآن في وضع "وسيط السلام". وهناك العديد من العوامل الجيوسياسية والسياسية والاقتصادية تكمن وراء هذا التحول.
النتيجة
بات واضحا، انه ليس هناك تباين صارخ في مواقف جماعة الاخوان المسلمين في مصر والاردن وتركيا وسوريا، ازاء ما جرى ويجري في غزة، بل وحتى المنطقة، والسبب يعود في ذلك ان "جماعات" الاخوان المسلمين المعاصرة اليوم، تتمايز عن "جماعات " الاخوان المسلمين سابقا، وهذا التمايز يكمن وللاسف في تسلل البعد الطائفي الى الخطاب الاسلامي والسياسي للجماعات، وهو تسلل اضعف البعد الاسلامي والعالمي والانساني للجماعات، التي كانت تزعم انها جامعة لكل مكونات المجتمعات الاسلامية، وهو زعم كان سببا في انتشار افكار الجماعة عالميا. ولهذا السبب بالذات لم نتناول موقف الاخوان المسلمين في سوريا ازاء ما يجري في غزة، فهو موقف يمكن وصفه بالغائب، لنفس السبب السابق, فمن الصعب جدا على الانسان، ناهيك عن الانسان المسلم، ان يعجز عن الترحم على ارفع قامة في التاريخ الاسلامي المعاصر، كشهيد الامة الاسلامية الاسمى السيد حسن نصرالله، ضحى بنفسه وبولده وبرجاله وقدم اضخم التضحيات، من اجل القضية الفلسطينية والقدس وغزة، و"حماس الاخوانية"، بسبب الطائفية المقيتة التي تكتمت على انفاسه. بل الادهى من ذلك نسمع ان هناك من يطالب ويدعو الى عدم الترحم عليه، انطلاقا من فيروس الطائفية الذي ينخر عقله ووجدانه. والامرّ من كل هذا وذاك رأينا ان هناك من يجد الف عذر للكيان الصهيوني المجرم الذي لا يخفي اطماعة بالاراضي العربية وخاصة الاردنية واللبنانية والمصرية والسعودية، بينما يعجز عن كتمان حقده الطائفي البغيض على ايران، التي تتعرض منذ اكثر من اربعة عقود لاقسى العقوبات والصغوط السياسية والااقتصادية والامنية والنفسية و..، من اجل القدس، التي ترفع الجماعات الاخوانية راية الدفاع عنها، ومن حقنا ان نسأل كيف يجتمع حب القدس وبغض ايران في قلب واحد؟!، فاذا كان دفاع ايران عن القدس على مدى اكثر من اربعة عقود والتضحيات التي قدمتها في هذا المجال، واذا كان استشهاد قمة شامخة كالسيد حسن نصرالله، لم يخففا من غلواء الطائفية في قلوب البعض، الذي يبغض حتى حماس التي تنتمي الى الاخوان، لانها مدعومة من ايران وحزب الله، فلا نعتقد ان هناك شيئا اخر في العالم يمكن ان يقضي على هذا الفيروس. وما يجري اليوم في سوريا، التي تستبيحها "اسرائيل" وكانها ارض بلا شعب، وسط تهليل وتصفيق من يدعون العروبة والاسلام ، اللذان فقدا معانيهما بالكامل في ظل فيروس الطائفية، الذي تم تصنيعه في مختبرات امريكا والغرب و"اسرائيل"، ودسه في عقول المسلمين لنخرهم وجعلهم اعجاز نخل خاوية.
العالم
قائد الثورة: الاستراتيجية الدائمة للشهيد سليماني كانت إحياء جبهة المقاومة
جاء ذلك في كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي اليوم الاربعاء خلال استقباله حشدا من عوائل الشهداء ونشطاء المقاومة في الذكرى الخامسة لاستشهاد الفريق الحاج قاسم سليماني.
واشار سماحته الى ان الآلاف ياتون اليوم لزيارة ضريح الشهيد سليماني، من بعيد ومن قريب وحتى من دول أخرى واضاف: هذا العز والاجر الدنيوي هو من الله على اخلاصه.
ولفت الى ان دور الشهيد سليماني في الجهاد كان منقطع النظير وخدماته يجب أن تبقى في معارفنا السياسية وقال: كانت استراتيجية الشهيد سليماني الثابتة هي إحياء جبهة المقاومة، والدفاع عن العتبات المقدسة، وفي نفس الوقت كان يعتبر ايران حرم.
كما قال قائد الثورة: "منذ بداية الثمانينات، عندما بدأت شرور أمريكا العسكرية في منطقتنا، في أفغانستان والعراق، عندما دخلت أمريكا الميدان رسميًا وبدأت اعمالها الشريرة، بالفعل،، دخل الشهيد سليماني منذ البداية الميدان، ولم يفكر في الخطر، و لم يفكر في عظمة العدو".
وصرح: "بطبيعة الحال، كان هدفهم الرئيسي هو إيران، مهاجمة أفغانستان في شرق إيران، ومهاجمة العراق في غرب إيران، كان لاي مهاجمة ذريعة... كان ظاهر القضية هكذا، ولكن باطن القضية كان أن يتم محاصرة إيران الإسلامية والأمة الإيرانية من الجانبين، هذا كان الهدف. وعندما تم تحييد هذين الهجومين، بطبيعة الحال، لم ينجح العدو".
وشدد سماحته: "الشهيد سليماني دخل الميدان منذ البداية، دور هذا الرجل الشريف والصادق في هذا الجهاد دور لا يعوض. هو نفسه ما كان يتحدث ويكتب ما يفعله، ولا أعتقد أن أحداً غيره أيضا كتب هذه الخصائص وهذه التفاصيل وهذا من الأمور المؤسفة، ولكن بالطبع هناك الكثير من المعلومات في هذا المجال، معلومات متوفرة لدينا، وهناك الكثير من المعلومات عما فعله الشهيد سليماني لدى الآخرين، فيجب خدماته أن تبقى في ثقافتنا وتربيتنا السياسية".
واضاف قائد الثورة الاسلامية: منذ البداية، كانت مجموعة من الشباب، مجموعة صغيرة من شباب النجف، قد اتخذت معقلاً في الصحن الشريف لأمير المؤمنين ضد القوات الأجنبية التي غزت العراق، مدن العراق - النجف وكربلاء والكاظمين وبغداد وغيرها. بلا سند، لم يكن لديهم سلاح مناسب، ولا حتى طعام مناسب، هنا شعر الشهيد سليماني بالتكليف. بدأ بالتواصل معهم وساعدهم وأنقذهم. بالطبع، قامت المرجعية بخطوة جيدة جدا وفعالة جدا في ذلك الوقت، والتي كانت في غاية الأهمية والفعالية، سليماني دخل الميدان أولاً.
وتابع سماحته قائلا: الأميركيون لم يأتوا فقط لإزاحة صدام ومن ثم الخروج من العراق. جاؤوا لإزاحة صدام والجلوس مكانه. أولاً، عينوا حاكماً عسكرياً وجنرالاً عسكرياً لحكم العراق. ثم رأوا أن هذا أمر مشين جدا، فأزاحوه ووضعوا مكانه شخصا سياسيا اسمه "بريمر". من تسبب في إزاحة هذا الشخص الثاني في عملية صعبة ومعقدة وطويلة واعادة العراق الى العراقيين أنفسهم واختيارهم حكامهم في تلك المرحلة بأنفسهم هو الشهيد سليماني.
واضاف: بعد فترة، جاء دور "داعش"، الامريكان بعد أن رأوا أنه ليس من المربح لهم التدخل بشكل مباشر في العراق وأماكن أخرى في تلك المنطقة، أنشأوا "داعش". الأمريكان أنفسهم اعترفوا بذلك، لقد خلقوا "داعش". الشخص الذي نزل الى الساحة ووقف أمام "داعش" هو الشهيد سليماني. شباب العراق تألق، شباب العراق تألق حرفياً في هذه الحالة؛ لكن دور الشهيد سليماني كان حيويا. ولولاه لما حدث ذلك.
ونوه الى انه بسبب عدم التحليل السليم وعدم الفهم الصحيح وعدم المعرفة اللازمة بالقضايا يتصور البعض ويقولون وربما يروجون لذلك مع الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة، بان الدماء التي أريقت دفاعاً عن المراقد المقدسة قد ذهبت سدى مشددا بالقول: هؤلاء يرتكبون خطأ كبيرا؛ فلو لم يتم تقديم هذه التضحيات ولم يتم هذا النضال، ولم يتحرك الحاج قاسم سليماني بهذه الشجاعة في جبال وصحاري هذه المنطقة ولم يجلب معه [هؤلاء الشهداء]، لما كان هناك اليوم وجود للعتبات المقدسة. كونوا على ثقة ، لو لم يكن هذا الجهاد لم يكن هنالك اليوم وجود ليس فقط للعتبة الزينبية، بل ايضا للعتبات المقدسة في كربلاء والنجف. والدليل على ذلك هو ما حدث في سامراء. رأيتم كيف هدموا مرقد العسكريين عليهما السلام. من فعل؟ التكفيريون بمساعدة الأمريكان. مثل هذا الامر كان سيحدث في كل مكان لو لم يتم هذا الدفاع. مصير العتبات المقدسة، التي ترنو اليها قلوب المسلمين، كان سيكون كمصير مرقد الإمامين العسكريين (ع).
واعتبر ان انتصار جبهة الحق حتمي وقال : اعلموا أن الذين يصولون ويجولون اليوم سيُسحقون تحت أقدام المؤمنين يوما ما.
وأشار آية الله خامنئي الى احداث سوريا الاخيرة وقال: "اذا اخرجت دولة ما, عناصر ثباتها وقوتها عن الساحة، ستصبح كـ”سوريا” وستكون عرضة للاحتلال كما يحصل في سوريا من قبل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وبعض الدول الاقليمية.
وقال ان سوريا للسوريين ومن اعتدى على أرض سوريا سيجبر بدون شك على الانسحاب أمام مقاومة الشباب السوري" مؤكدا: "قواعد أميركا في سوريا ستسحق بدون شك تحت أقدام الشباب السوري... النصر النهائي مؤكد والاعداء سيُسحقون تحت اقدام المؤمنين".
كما أشار قائد الثورة الاسلامية الى جهاد الابطال اليمنيين واللبنانيين دعما واسنادا لفلسطين وغزة طوال السنة الماضية وقال: " لبنان واليمن هما رمز المقاومة وسينتصران، والولايات المتحدة ستغادر المنطقة وهي ذليلة ان شاءالله".
من أهم أدوار الإمام الباقر عليه السلام
لقد أدّت السياسات التي انتهجها الأمويّون إلى انحراف الأمّة عن مسيرة الحقّ والعدل, فكان أن انحسرت كلّ معالمه وآثاره الحقيقيّة عن مختلف المواضع والمواقع على امتداد مساحة الدولة الإسلاميّة, في طول البلاد وعرضها.
وظهرت تبعات هذه السياسات الكبيرة والخطيرة على الحياة الفكريّة والثقافيّة والعقيديّة للناس, وعلى كلّ الواقع السياسيّ والاجتماعيّ والتربويّ, وغيره.
وقد كانت لهذه السياسات نتائج مرّة, حيث تمكّنت من تدمير البنية الفكريّة, والعقيديّة, والثقافيّة والتربويّة الإسلاميّة بصورة عامّة تدميراً كاملاً, أو كادت.
وأصبحت الأمّة تعيش غربة حقيقيّة عن الإسلام وعن القرآن وأحكامه, وعن رسومه وأعلامه, وعن عهد الإمامة.
وفي عهد الإمام الباقر عليه السلام, كان قد مضى على هذه السياسات مدّة من الزمن طويت خلالها أجيال, لينشأ ثمّة جيل جديد أشدّ إيغالاً في البعد عن هذا الدين, وعن نبيّه الكريم, وقرآنه العظيم.
وقد كان الإنجاز الكبير والمهمّ جداً للإمام الباقر عليه السلام هو في هذا المجال بالذات. فإنّه قد فتح أبواباً متنوعة في العلم لهذه الأمّة, ولم يترك باباً من أبواب الفقه والشريعة, ولا مجالاً في شتّى مناحي المعارف. ولا شأناً من شؤون العقيدة, والأخلاق, والتربية, والسياسة, والسلوك, وغير ذلك ممّا تحتاج إليه الأمّة إلّا وسجّل فيه وفي أدقّ تفاصيله وجزئيّاته النظريّة والتطبيقية كلمة الإسلام الهادفة, والمرشدة إلى طريق الحقّ, والخير, والهدى.
ثمّ جاء بعده ولده الإمام الصادق البارّ الأمين عليه السلام ليكمل المسيرة ويتابع رسم الطريق لكلّ الأجيال, وعلى امتداد العصور والدهور.
وكان الإمام السجّاد قبلها هو الذي استطاع بسياسته الفضلى, وبطريقته المثلى أن يهيّئ المناخ المناسب لنشوء مدرستها سيّما التي استقطبت المئات من روّاد العلم بل الآلاف. إذ من البديهيّ: أنّ هذا الامتداد القويّ والعميق لم يكن ليحصل لو لم يسبقه تخطيط وإعداد عمليّ واسع في نطاق ترسيخ قواعد فكريّة واجتماعيّة وخلقيّة أو الاستفادة من ظروف سياسيّة أصبحت مؤاتية فأرسيت القاعدة العقيديّة والفكريّة الصلبة, التي قام عليها ذلك البناء الشامخ لمدرسة استطاعت أن تلهب في العالم الإسلاميّ, جذوة طالما عمل الحكّام والمتسلّطون على إطفائها, وقد تركت بصماتها على كلّ قضيّة, وفي كلّ موضع وموقع, في شتّى مجالات الحياة1.
ويمكننا أن نسلّط الضوء على أمرين من أهمّ الأدوار التي قام بها الإمام عليه السلام في عصره:
أ- النهوض بجامعة أهل البيت عليهم السلام:
إنّ الظروف التي تهيّأت للإمامين الباقر والصادق عليه السلام لم تتهيّأ لغيرهما من الأئمّة عليهم السلام, ذلك لأنّ فترة إمامة الباقر عليه السلام قد رافقتها بوادر النقمة العارمة على سياسة الأمويّين والدعوة في مختلف الأقطار للتخلّص منهم ومن سوء صنيعهم مع العلويّين من أقوى الأسلحة بيد أخصامهم الطامعين بالحكم, ممّا دعاهم إلى اتّخاذ موقف من الشيعة وأئمّتهم أكثر اعتدالاً ممّا كانوا عليه بالأمس, ولمّا جاء عهد الإمام الصادق عليه السلام كانت الدولة الأمويّة تلفظ أنفاسها الأخيرة وتعاني من انتصارات أخصامها العبّاسيّين هنا وهناك وبالتالي تقلّص ظلّها وتمَّ الأمر للعبّاسيّين.
في هذه الظروف الخاصّة انطلق الإمامان الباقر والصادق عليه السلام لأداء رسالتهما وتمّ لهما ذلك بين عهدين: عهد تحيط به الكوارث والهزائم, وعهد ظهرت فيه تباشير النصر وأحلام السيطرة على الحكم, وقامت الحكومة الجديدة على حساب العلويّين, ولم تتهيّأ مثل هذه الظروف لأحد من أئمّة الشيعة, ولمّا استتبّ الأمر للعبّاسيّين الذين تستّروا بأهل البيت وشيعتهم عادوا يمثّلون أقبح الأدوار التي مثّلها الأمويّون معهم, حتّى قال قائلهم:
يَا لَيْتَ جَوْرَ بَنِي مَرْوَانَ دَامَ لَنَا وَلَيْتَ عَدْلَ بَنِي العَبَّاسِ في النَّارِ
لقد تأسّست جامعة أهل البيت في وقت كانت الدولة الأمويّة تحيط بها الأخطار من جميع جهاتها, واتّسعت لأكثر من أربعة آلاف طالب, ولكن ذلك كان بعد أن مضى على المسلمين أكثر من قرن من الزمن لا عهد لهم فيه بفقه يختصّ بأهل البيت, ولا بحديث يتجاهر الرواة في نسبته إليهم سوى ما كان يروى عنهم أحياناً بطريق الكتابة في الغالب, لأنّ الأمويّين كانوا جادّين في القضاء على كلّ آثارهم والتنكيل بكلّ من يتّهم بولائهم2.
أهمّ المجالات العلميّة التي بيّنها الإمام عليه السلام:
وقد قام الإمام الباقر عليه السلام بتبيين العديد من الجوانب العقائديّة والفقهيّة والفكريّة, نشير إلى أهمّها:
تجديد علم التوحيد, وتعليم الأمّة تنزيه الله تعالى وتحصينها من التشبيه.
توضيح مقام النبوّة وردّ التّهم والشبهات حول شخصيّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم, وكشف تحريفات سنّته وسيرته من قبل الحكومات ورواتها.
بيان عقيدة الإمامة وأصالتها في نسيج الإسلام, وتحديد الفئة الناجية, وإرساء معالم عقائدها, وتعليم الأمّة البراءة من مدّعي الإمامة.
بيان معالم الفقه الإسلاميّ ووضع أصول الفقه, في مواجهة الفقه الظنّي والكيفيّ, الذي تبنّته الحكومات وعلماؤها, وأصول الحديث في مواجهة الإسرائيليّات والمكذوبات عند بعض الرّواة.
فتح نافذة على الأمّة من الغيب النبويّ, وإخبارها عن بعض الأحداث في مستقبلها القريب والبعيد حتّى يتحقّق الوعد الإلهيّ بظهور مهديّها الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً3.
قال الشيخ المفيد قدس سره: "وكان الباقر أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين عليهم السلام من بين إخوته خليفة أبيه عليّ بن الحسين, ووصيّه والقائم بالإمامة من بعده، وبرز على جماعتهم بالفضل في العلم والزهد والسؤدد، وكان أنبههم ذكراً, وأجلّهم في العامّة والخاصّة وأعظمهم قدراً، ولم يَظهر عن أحدٍ من ولد الحسن والحسين عليه السلام من علم الدين والآثار والسنّة وعلم القرآن والسيرة وفنون الآداب ما ظهر عن أبي جعفر عليه السلام، وروى عنه معالم الدين بقايا الصحابة ووجوه التابعين ورؤساء فقهاء المسلمين، وصار بالفضل به عَلَماً لأهله تضرب به الأمثال، وتسير بوصفه الآثار والأشعار، وفيه يقول القُرَظِيُّ:
يَا بَاقِرَ العِلْمِ لِأَهْلِ التُّقَى وَخَيْرَ مَنْ لَبَّى عَلَى الأَجْبُلِ
وقال مالك بن أعين الجهنيّ فيه:
إِذا طَلَبَ النَّاسُ عِلْمَ القُرْآ نِ كَانَتْ قُرَيْشٌ عَلَيْهِ عِيَالَا
وَإِنْ قِيلَ: أَيْنَ ابْنُ بِنْتِ النَّبِـ ـيِّ؟ نِلْتَ بِذَاكَ فُرُوعاً طِوَالا
نُجُومٌ تَهَلَّلُ لِلْمُدْلِجِينَ جِبَالٌ تُوَرِّثُ عِلْماً جِبَالا4
وقد روى أبو جعفرعليه السلام أخبار المبتدأ وأخبار الأنبياء، وكتب عنه الناس المغازي وأثروا عنه السنن واعتمدوا عليه في مناسك الحجّ التي رواها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, وكتبوا عنه تفسير القرآن، وروت عنه الخاصّة والعامّة الأخبار، وناظر من كان يردّ عليه من أهل الآراء، وحفظ عنه الناس كثيراً من علم الكلام.. .5
ب- بناء النخبة الصالحة:
لقد جهد الأئمّة عليهم السلام في تربية مجموعة من الأفراد كان لهم قصب السبق في الفضيلة, ومن هنا كان لكلّ إمام ثلّة طاهرة من الأصحاب والأنصار, عرفوا بالحواريّين.
وقد كان للإمام الباقر عليه السلام مجموعة من الأصحاب نالوا مرتبة عالية من العلم والعمل, يقول الشيخ الكشّي أحد أئمّة علم الرجال: "أجمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأوّلين من أصحاب أبي جعفر عليه السلام وأبي عبد الله عليه السلام وانقادوا لهم بالفقه، فقالوا: أفقه الأوّلين ستّة: زرارة، ومعروف بن خربوذ، وبريد، وأبو بصير الأسديّ، والفضيل بن يسار، ومحمّد بن مسلم الطائفيّ، قالوا: وأفقه الستّة زرارة، وقال بعضهم مكان أبي بصير الأسديّ أبو بصير المراديّ وهو ليث بن البختريّ"6.
ونحن لا يسعنا في هذا المختصر استقصاء أحوال جميع أصحابه, إلّا أنّنا نكتفي بالإشارة إلى بعض النماذج منهم:
1- زرارة بن أعين:
وهو من أجلّة أصحاب الإمام الباقر عليه السلام, قال عنه الرجاليّ الكبير المعروف بالشيخ النجاشيّ: "أبو الحسن, شيخ أصحابنا في زمانه ومتقدّمهم، وكان قارئاً فقيهاً متكلّماً شاعراً أديباً، قد اجتمعت فيه خلال الفضل والدين، صادقاً فيما يرويه"7.
وقد رويت في حقّه روايات عديدة:
منها: ما رواه هو عن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال له: "يا زرارة إنّ اسمك في أسامي أهل الجنّة بغير ألف"، قلت: نعم جعلت فداك اسمي عبد ربّه, ولكنّي لقّبت بزرارة8.
ومنها: ما عن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: "رحم الله زرارة بن أعين، لولا زرارة بن أعين، لولا زرارة ونظراؤه لاندرست أحاديث أبي عليه السلام"9.
ومنها: عن ابن أبي عمير، قال:" قلت لجميل بن درّاج: ما أحسن محضرك وأزين مجلسك؟ فقال: إي والله ما كنّا حول زرارة بن أعين إلّا بمنزلة الصبيان في الكتاب حول المعلم"10.
2- أبان بن تغلب:
أبو سعيد, قال عنه النجاشيّ: "عظيم المنزلة في أصحابنا، لقي عليّ بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبد الله عليهم السلام، روى عنهم، وكانت له عندهم منزلة وقدم". "وكان قارئاً من وجوه القرّاء، فقيهاً، لغويّاً، سمع من العرب وحكى عنهم".
وكان أبان رحمه الله مقدّماً في كلّ فنٍّ من العلم في القرآن والفقه والحديث والأدب واللغة والنحو.
وقال له أبو جعفر الباقر عليه السلام: "اجلس في مسجد المدينة وأفتِ الناس، فإنّي أحبّ أن يرى في شيعتي مثلك".
وكان أبان إذا قدم المدينة تقوّضت إليه الحلق، وأخليت له سارية النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.
وعن أبان بن محمّد بن أبان بن تغلب قال: سمعت أبي يقول: دخلت مع أبي إلى أبي عبد الله عليه السلام، فلمّا بصر به أمر بوسادة فألقيت له، وصافحه واعتنقه وساءله ورحّب به.
وقال أبو عبد الله عليه السلام لمّا أتاه نعيه: "أما والله لقد أوجع قلبي موت أبان"11.
3- محمد بن مسلم:
الثقفيّ الطائفيّ أبو جعفر, قال عنه النجاشيّ: "وجه أصحابنا بالكوفة، فقيه, ورع, صحب أبا جعفر وأبا عبد الله عليه السلام، وروى عنهما وكان من أوثق الناس"12.
عن عبد الله بن أبي يعفور، قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إنّه ليس كلّ ساعة ألقاك ولا يمكن القدوم، ويجيء الرجل من أصحابنا فيسألني وليس عندي كلَّ ما يسألني عنه، قال: "فما يمنعك من محمّد بن مسلم الثقفيّ، فإنّه قد سمع من أبي وكان عنده وجيهاً"13.
عن حريز، عن محمّد بن مسلم، قال: ما شجر14 في رأيي شيء قطّ إلّا سألت عنه أبا جعفر عليه السلام حتّى سألته عن ثلاثين ألف حديث, وسألت أبا عبد الله عليه السلام عن ستّة عشر ألف حديث15.
عن هشام بن سالم، قال: أقام محمّد بن مسلم بالمدينة أربع سنين يدخل على أبي جعفر عليه السلام يسأله، ثمّ كان يدخل على جعفر بن محمّد يسأله، قال ابن أحمد: فسمعت عبد الرحمن بن الحجّاج، وحمّاد بن عثمان يقولان: ما كان أحد من الشيعة أفقه من محمّد بن مسلم16.
وكان محمّد بن مسلم، يدخل على أبي جعفر عليه السلام فقال أبو جعفر: بشّر المخبتين، وكان رجلاً موسراً جليلاً, فقال أبو جعفر عليه السلام: "تواضع"، فأخذ قوصرة من تمر فوضعها على باب المسجد وجعل يبيع التمر، فجاء قومه فقالوا: فضحتنا! فقال: أمرني مولاي بشيء فلا أبرح حتّى أبيع هذه القوصرة، فقالوا: أمّا إذا أبيت إلّا هذا فاقعد في الطحّانين، ثمّ سلّموا إليه رحاً، فقعد على بابه وجعل يطحن.
وقيل: إنّه كان من العبّاد في زمانه17.
عن زرارة، قال: شهد أبو كريبة الأزديّ ومحمّد بن مسلم الثقفيّ عند شريك بشهادة وهو قاضٍ، فنظر في وجوههما مليّاً، ثمّ قال: جعفريّان فاطميّان! فبكيا، فقال لهما: ما يبكيكما؟ قالا له: نسبتنا إلى أقوام لا يرضون بأمثالنا أن يكونوا من إخوانهم لما يرون من سخف ورعنا، ونسبتنا إلى رجل لا يرضى بأمثالنا أن يكونوا من شيعته، فإن تفضّل وقبلنا فله المنّ علينا والفضل، فتبسّم شريك، ثمّ قال: إذا كانت الرجال فلتكن أمثالكم، يا وليد أجزهما هذه المرّة...18
عن محمّد بن مسلم، قال: خرجت إلى المدينة وأنا وجع ثقيل. فقيل له (يعني للباقر عليه السلام): محمّد بن مسلم وجع، فأرسل إليّ أبو جعفر بشراب مع الغلام مغطّى بمنديل فناولنيه الغلام وقال لي: اشربه فإنّه قد أمرني ألّا أرجع حتّى تشربه، فتناولته فإذا رائحة المسك منه وإذا شراب طيب الطعم بارد، فلمّا شربته قال لي الغلام يقول لك إذا شربت فتعال، ففكّرت فيما قال لي ولا أقدر على النهوض قبل ذلك على رجلي. فلمّا استقرّ الشراب في جوفي كأنّما نشطت من عقال19 ، فأتيت بابه فاستأذنت عليه، فصوَّت بي: "صحّ الجسم, ادخل ادخل"، فدخلت وأنا باكٍ فسلّمت عليه وقبّلت يده ورأسه، فقال لي: "وما يبكيك يا محمّد"؟
فقلت: جعلت فداك أبكي على اغترابي وبعد الشقّة وقلّة المقدرة على المقام عندك والنظر إليك. فقال لي:"أمّا قلّة المقدرة: فكذلك جعل الله أولياءنا وأهل مودّتنا وجعل البلاء إليهم سريعاً، وأمّا ما ذكرت من الغربة: فلك بأبي عبد الله أسوة بأرض ناءٍ عنّا بالفرات. وأمّا ما ذكرت من بعد الشقّة: فإنّ المؤمن في هذه الدار غريب، وفي هذا الخلق المنكوس حتّى يخرج من هذه الدار إلى رحمة الله. وأمّا ما ذكرت من حبّك قربنا والنظر إلينا وأنّك لا تقدر على ذلك: فالله يعلم ما في قلبك وجزاؤك عليه"20.
4- جابر بن يزيد:
أبو عبد الله الجعفيّ,كان باب الإمام الباقر عليه السلام21, ومن حملة الأسرار.
عن جابر بن يزيد الجعفيّ، قال: حدّثني أبو جعفر عليه السلام بسبعين ألف حديث لم أحدّث بها أحداً قطّ، ولا أحدّث بها أحداً أبداً، قال جابر: فقلت لأبي جعفر عليه السلام جعلت فداك إنّك قد حمّلتني وقراً عظيماً بما حدّثتني به من سرّكم الذي لا أحدّث به أحداً، فربّما جاش في صدري حتّى يأخذني منه شبه الجنون، قال:"يا جابر فإذا كان ذلك فاخرج إلى الجبّان فاحفر حفيرة ودلّ رأسك فيها، ثمّ قل: حدّثني محمّد بن عليّ بكذا وكذا"22.
عن عبد الحميد بن أبي العلاء، قال: دخلت المسجد حين قتل الوليد، فإذا الناس مجتمعون قال: فأتيتهم فإذا جابر الجعفيّ عليه عمامة خزّ حمراء وإذا هو يقول: حدّثني وصيّ الأوصياء ووارث علم الأنبياء محمّد بن عليّ عليه السلام، قال: فقال الناس: جنّ جابر جنّ جابر23.
عن جابر بن يزيد الجعفيّ، قال: خدمت سيّدنا الإمام أبا جعفر محمّد بن عليّ عليه السلام ثماني عشرة سنة، فلمّا أردت الخروج ودّعته، وقلت: أفدني. فقال: "بعد ثماني عشرة سنة، يا جابر"! قلت: نعم إنّكم بحر لا ينزف ولا يبلغ قعره.
فقال: "يا جابر، بلّغ شيعتي عنّي السلام، وأعلمهم أنّه لا قرابة بيننا وبين الله عزَّ وجلَّ، ولا يتقرّب إليه إلّا بالطاعة له.
يا جابر، من أطاع الله وأحبّنا فهو وليّنا، ومن عصى الله لم ينفعه حبّنا.
يا جابر، من هذا الذي يسأل الله فلم يعطه، أو توكّل عليه فلم يكفه، أو وثق به فلم ينجه!
يا جابر، أنزل الدنيا منك كمنزل نزلته تريد التحويل عنه، وهل الدنيا إلّا دابة ركبتها في منامك فاستيقظت وأنت على فراشك غير راكب ولا آخذ بعنانها، أو كثوب لبسته أو كجارية وطئتها.
يا جابر، الدنيا عند ذوي الألباب كفيء الظلال، لا إله إلّا الله إعزاز لأهل دعوته، الصلاة تثبيت للإخلاص وتنزيه عن الكبر، والزكاة تزيد في الرزق، والصيام والحجّ تسكين القلوب، القصاص والحدود حقن الدماء، وحبّنا أهل البيت نظام الدين، وجعلنا الله وإيّاكم من الذين يخشون ربّهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون"24.
عن النعمان بن بشير قال: كنت مزاملاً لجابر بن يزيد الجعفيّ، فلمّا أن كنّا بالمدينة دخل على أبي جعفرعليه السلام فودّعه وخرج من عنده وهو مسرور حتّى وردنا الأخيرجة- أوّل منزل نعدل من فيْد إلى المدينة- يوم جمعة فصلّينا الزوال، فلمّا نهض بنا البعير إذا أنا برجل طوال آدم معه كتاب، فناوله جابراً فتناوله فقبّله ووضعه على عينيه وإذا هو: من محمّد بن عليّ إلى جابر بن يزيد وعليه طين أسود رطب، فقال له: متى عهدك بسيّدي؟ فقال: الساعة فقال له: قبل الصلاة أو بعد الصلاة؟ فقال: بعد الصلاة، ففكّ الخاتم وأقبل يقرؤه ويقبض وجهه حتّى أتى على آخره، ثمّ أمسك الكتاب فما رأيته ضاحكاً ولا مسروراً حتّى وافى الكوفة، فلمّا وافينا الكوفة ليلاً بتّ ليلتي، فلمّا أصبحت أتيته إعظاماً له فوجدته قد خرج عليّ وفي عنقه كعاب25، قد علّقها وقد ركب قصبة وهو يقول: "أجد منصور بن جمهور أميراً غير مأمور" وأبياتاً من نحو هذا فنظر في وجهي ونظرت في وجهه فلم يقل لي شيئاً ولم أقل له, وأقبلت أبكي لما رأيته, واجتمع عليّ وعليه الصبيان والناس، وجاء حتّى دخل الرحبة وأقبل يدور مع الصبيان, والناس يقولون: جُنّ جابر بن يزيد جُنّ، فوالله ما مضت الأيّام حتّى ورد كتاب هشام بن عبد الملك إلى واليه أن انظر رجلاً يقال له: جابر بن يزيد الجعفيّ فاضرب عنقه وابعث إليَّ برأسه، فالتفت إلى جلسائه فقال لهم: من جابر بن يزيد الجعفيّ؟ قالوا: أصلحك الله كان رجلاً له علم وفضل وحديث، وحجّ فجنّ وهو ذا في الرحبة مع الصبيان على القصب يلعب معهم, قال: فأشرف عليه فإذا هو مع الصبيان يلعب على القصب، فقال: الحمد لله الذي عافاني من قتله، قال: ولم تمض الأيّام حتّى دخل منصور بن جمهور الكوفة وصنع ما كان يقول جابر26.
1-اقتبسنا هذا الكلام من مقدّمة للعلّامة السيّد جعفر مرتضى على كتاب الإمام الباقر نجيّ الرسول للكاتب سليمان الكتانيّ, وانظر حول تأسيس الإمام السجّاد عليه السلام للمدرسة العلمّية كتاب "سيّد البكّائين" ص 55, من سلسلة مجالس العترة.
2-الحسنيّ هاشم معروف: سيرة الأئمّة الاثني عشر, ج 2 ص 194.
3-الكورانيّ العامليّ عليّ: جواهر التاريخ ج 5 ص 48.
4-المفيد: الإرشاد ج 2 ص 157
5-المصدر السابق ج 2 ص 163.
6-الطوسيّ: اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشّي, ج 2 ص 507.
7-النجاشيّ: رجال النجاشيّ ص 175 الرقم 463.
8-الطوسيّ: اختيار معرفة الرجال ج 1 ص 345.
9-المصدر السابق ص 348.
10-المصدر السابق ص 346.
11-النجاشيّ: رجال النجاشيّ ص 10 12 الرقم 7, وانظر: الطوسيّ: اختيار معرفة الرجال ج 2 ص 622.
ا12-لنجاشيّ: رجال النجاشيّ ص 324, الرقم 882.
13-الطوسيّ: اختيار معرفة الرجال ج 1 ص 383.
14-شجر بين القوم إذا اختلف الأمر بينهم.
15-المصدر السابق ص 386.
16-المصدر السابق ص 391.
17-المصدر السابق ص 388 -389.
18-المصدر السابق ص 384 -385.
19-كذا والقياس أنشطت. نشط الحبل: عقده. وأنشطه حلّه. ويقال هذا للمريض إذا برأ، وللمغشيّ عليه إذا أفاق. والعقال حبل يشدّ به البعير في وسط ذراعه.
20-لمصدر السابق ص 391- 392.
21-بن شهرآشوب: مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 211.
22-الطوسيّ: اختيار معرفة الرجال ج 2 ص 441- 442.
23-الطوسيّ: اختيار معرفة الرجال ج 2 ص 441- 442.
24-الطوسيّ: الأماليّ ص 296.
25-الكعاب: فصوص النرد, واحدها كعب وكعبة.
26-الكلينيّ: الكافي ج 1 ص 396. قال العلّامة المجلسيّ في البحار ج 46 ص 283, بعد نقله لهذا الحديث: بيان: فيد: منزل بطريق مكّة، والمعنى أنّك إذا توجّهت من فيْد إلى المدينة فهو أوّل منازلك، والحاصل: أنّ الطريق من الكوفة إلى مكّة وإلى المدينة مشتركان إلى فيْد ثمّ يفترق الطريقان، فإذا ذهبت إلى المدينة عادلاً عن طريق مكّة فأوّل منزل تنزله الأخيرجة.
وقيل: أراد به أنّ المسافة بين الأخيرجة وبين المدينة كالمسافة بين فيْد والمدينة.
وقيل: المعنى أنّ المسافة بينها وبين الكوفة كانت مثل ما بين فيْد والمدينة وما ذكرنا أظهر.
ومنصور بن جمهور كان والياً بالكوفة ولّاه يزيد بن الوليد من خلفاء بني أميّة بعد عزل يوسف بن عمر في سنة ستّ وعشرين ومائة، وكان بعد وفاة الباقر عليه السلام باثنتي عشرة سنة، ولعلّ جابراً رحمه الله أخبر بذلك فيما أخبر من وقائع الكوفة.
الرئيس الايراني يهنئ قادة دول العالم بمناسبة العام الميلادي الجديد
وفي رسائل بعثها الى قادة وشعوب الدول التي تحتفل بهذه المناسبة، هنأ الرئيس بزشكيان بذكرى ميلاد السيد المسيح (ع) ورأس السنة الميلادية الجديدة، قائلا: إن عيسى المسيح (ع) نبي النور والرحمة، كانت ولادته احتفالاً بالسلام والأخلاق في المجتمعات الإنسانية وتعاليمه، مثل كل الأنبياء الإلهيين، والحل لرفع المظالم، معرباً عن أمله في أن نشهد عشية العام الجديد وببركة هذا الميلاد العظيم، اجتثاث الظلم والعنف والحرب والإبادة الجماعية وتحقيق السلام والهدوء في العالم.
وفي رسائل منفصلة، هنأ الرئيس الايراني أيضا قادة وشعوب الدول التي تحتفل ببداية العام الجديد فقط مع حلول عام 2025.
تناول المزيد من الفاكهة والخضار طريقك نحو السعادة
تشير أحدث الأبحاث إلى أن تناول 8 حصص من الفاكهة والخضار يوميا، في المتوسط، يمكن أن يكون له آثار إيجابية عميقة على الحالة المزاجية للشخص.
وأظهرت دراسة طويلة للأسر في المملكة المتحدة، نشرت بياناتها هذا العام في موقع "أندرستاندينغ سوسيتي" أن زيادة الاستهلاك اليومي بحصة واحدة فقط من الخضروات أو الفواكه، توفر الزيادة نفسها في الرفاهية الذاتية، التي تعادل 10 أيام إضافية من المشي كل شهر.
وتؤكد إخصائية التغذية العلاجية حنين السالم، أن العديد من الدراسات تشير إلى أن زيادة تناول الفاكهة والخضروات الطازجة يزيد من إفراز هرمونات السعادة. وتشير الإخصائية في حديثها للجزيرة لأسباب ذلك؛ وهي:
- أولا: الخضار والفواكة غنية بالألياف، التي تغذي البكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء، وبشكل غير مباشر الدماغ، حيث تنتج البكتريا النافعة الناقلات العصبية؛ مثل: الدومابين والسيروتونين المسؤول عن الشعور بالسعادة، حيث أكثر من 90% من هرمون السعادة "السيروتونين" موجود فعليا في الجهاز الهضمي.
- ثانيا: تلعب الأطعمة الغنية بالألياف دورا مهما في تنظيم مستويات السكر في الدم، ومنها السيطرة على التقلبات المزاجية، ونقص الطاقة الناتج عن انخفاض مستوى السكر.
- ثالثا: تشير الدراسات إلى أن استهلاك الأطعمة التي تفتقر للعناصر الغذائية المفيدة، ترفع من نسبة التوتر والقلق.
- رابعا: تعد الخضار والفواكة مصدرا أساسيا للفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة التي تمنع تلف الخلايا ومن بينها خلايا الدماغ، مما يعزز كفاءة الوظائف الإدراكية للدماغ، ومن ثم ينعكس على الصحة النفسية والمزاج.
- خامسا: تناول الخضار والفواكة يوميا يعزز صحة الجهاز المناعي، ويساعد في الحدّ من خطر السمنة، وداء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، وبعض أنواع السرطان، والنتيجة التمتع بالصحة الجسدية، وتقليل الأمراض يعزز الصحة النفسية والشعور بالسعادة.التنويع في تناول الفواكه والخضار
وتقول حنين، يجب تناول ما لا يقل عن خمس حصص من الخضروات والفواكة يوميا مع التنويع فيها، حيث تشير جميع الألوان المختلفة للفواكه والخضروات -الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق والأرجواني- إلى وجود مضادات أكسدة مختلفة.
ولكل مضاد أكسدة وظيفته الخاصة بالجسم، وفق الإخصائية، ومن الأفضل أن تحصل على فواكه وخضروات متنوعة بدلا من تناول الفاكهة أو الخضار نفسه يوميا.
وتنصح بتناول حوالي كوبين من الفواكه، و3 أكواب من الخضروات يوميا، عن طريق جعل نصف طبقك من الخضار في الوجبات الرئيسة الثلاث، واستبدال الوجبات الخفيفة الغنية بالسكر بالفواكة الطبيعية.
رفع الشعور بالسعادة
وبدورها تقول مدربة المهارات الحياتية جين سلايطة، إن للفواكه والخضروات أهمية كبيرة لصحة الجسم وسلامته وحمايته من الأمراض، ولتعزيز نشاط الدماغ والذاكرة والتركيز ولرفع الشعور بالسعادة.
وعن أثر ألوان الفاكهة والخضار على شعور الفرد بالرضا والسعادة، توضح جين في حديثها للجزيرة نت، أن كل لون من الفاكهة والخضار له أهميته لصحة الجسم وسلامته ضد كثير من الأمراض، ولتعزيز الشعور بالسعادة والرضا.
وحول كيفية ربط ألوان الفاكهة والخضروات بالسعادة، تشرح المدربة:
- اللون الأخضر: تحتوي الخضر والفواكه ذات اللون الأخضر على مواد فعالة لمكافحة السموم ومضادات الأكسدة، كما أنها تحتوي على كمية كبيرة من البوتاسيوم وفيتامين ج، وحمض الفوليك الضروري لتكوين هرمون السيروتونين، وهو من أهم الهرمونات التي تجعل الإنسان سعيدا.
- اللون الأبيض: الفواكه والخضار ذات اللون الأبيض غنية بالمواد النشطة الحيوية، التي تعمل على تخفيض الكوليسترول وضغط الدم ومقاومة مرض السكري.
- اللون الأصفر: تحتوي الفواكه والخضار ذات اللون الأصفر على كميات كبيرة من فيتامين ج وبيتاكاروتين التي تحافظ على قوة الإبصار للعين، وصحة الجلد، وعلى الحالة النفسية للشخص.
- اللون الأحمر: الخضار والفواكه ذات اللون الأحمر غنية بالمواد النشطة، التي تعمل على المحافظة على صحة القلب، وتقلل خطر الإصابة بمرض السرطان، وتحسن المزاج.
- اللون البنفجسي: الخضار والفواكه ذات اللوان البنفجسي غنية بمضادات التأكسد، وبالإنزيمات المضادة للشيخوخة، وتحافظ على الصحة العقلية والنفسية.
مائدة ملونة بالخضروات
وتقول المدربة جين، يمكن تجهيز مائدة "ملونة" غنية بالخضروات، باختيار السلطات الطازجة ذات الألوان الجاذبة مع استخدام "صلصة" مكون من مواد مفيدة؛ مثل: الطحينة والليمون والزيت والخل والنعاع والريحان، ومضاف لها أنواع من المكسرات.
ويمكن عمل المقبلات الطازجة؛ مثل: الباذنجان مع إضافة النعناع الأخضر، وتزيين أطباق التقديم بالخضار؛ مثل: الخيار والخس والطماطم، وتعزيز ذلك بحصص من الأسماك، أو الدجاج، أو أنواع من اللحوم الجيدة.
وتختم جين بالقول، إن الأشخاص الأكثر تفاؤلا وسعادة يميلون إلى اتباع أنماط حياة صحية من جميع النواحي، على مستوى الطعام والشراب والنوم الكافي، والحركة البدنية اليومية واليوغا والتأمل، والتمتع بالامتنان، وحب العطاء، وحب الذات، والمحبة للجميع.

أطعمة الشمس والسعادة
وتحت عنوان أطعمة الشمس والسعادة، قال موقع "فود فل"، إن الفواكه والخضروات ذات اللون الأصفر والبرتقالي، على وجه الخصوص، أفضل الأطعمة التي يمكنك تناولها عندما تشعر بالاكتئاب، ويعتقد أن هذه الألوان مرتبطة بالسعادة، ويمكن أن يكون لديها القدرة على إطلاق هرمونات السعادة بداخلنا.
وهذان اللونان يمثلان الشمس والسعادة والتحفيز، ويعطيان تأثيرا دافئا، وكل ذلك يعمل على تحسين الصحة العقلية والجسدية.
ما فرص نجاح تشكيل حكومة سودانية موازية بمناطق "الدعم السريع"
بعد نحو 3 أسابيع من فشل الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) بزعامة رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك في التوافق على تشكيل حكومة منفى، اتفقت فصائل في التحالف مع قوات الدعم السريع على تشكيل حكومة موازية بمواقع سيطرتها في أوائل العام الجديد.
ورفضت قوى سياسية فاعلة في تحالف "تقدم" أبرزها حزب الأمة القومي وحزب المؤتمر السوداني وحزب التجمع الاتحادي، بجانب تجمع المهنيين وقوى مدنية ولجان المقاومة، تشكيل حكومة في المنفى أو أي شكل من أشكال الحكومة.
وفي المقابل، تبنت فصائل الجبهة الثورية في التحالف المعارض تشكيل حكومة في مواقع سيطرة قوات الدعم السريع، وأبرزها زعيم الجبهة الثورية ورئيس حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي، الهادي إدريس، وقائد حركة تجمع قوى تحرير السودان، الطاهر حجر، ورئيس حركة العدل والمساواة – فصيل سليمان صندل، ورئيس مؤتمر البجا المعارض، أسامة سعيد، وشخصيات مدنية.
وكشف 3 قياديين من تنسيقية "تقدم" للجزيرة نت أن لقاءات جرت بين رموز في الجبهة الثورية وقيادات سياسية ومدنية أخرى مع نائب قائد قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو في العاصمة الكينية نيروبي الأسبوع الماضي، ركزت على تشكيل حكومة موازية ومهامها والقوى التي ستشارك فيها.

لا رجوع للوراء
يقول محمد مختار النور، المستشار القانوني لقائد قوات الدعم السريع، إنهم يؤيدون تشكيل حكومة في داخل السودان وليس حكومة منفى، وذلك لتقديم الخدمات واسترداد حقوق المواطنين في مواقع سيطرة الدعم السريع "بعدما حرمتهم حكومة بورتسودان من حقوقهم في التعليم والصحة وأوراق الهوية (جوازات ورقم وطني) واستبدال العملة التي بحوزتهم التي اعتبرتها السلطة غير مبرئة للذمة".
ورجح النور خلال حديث مع الجزيرة مباشر، أمس الأحد، إعلان تشكيل حكومة مدنية في أوائل العام الجديد، وتحدث عن مشاورات تجري بين قوى سياسية وحركات مسلحة في تحالف "تقدم" وخارجه، وقوى شعبية وهيئات شبابية في مناطق الدعم السريع.
وعن الدول التي ستعترف بالحكومة الموازية، وضح النور أن ذلك سيكون من مسؤولية الجهات التي ستقف وراء الحكومة وتحركاتهم لإقناع الدول خاصة المجاورة للسودان، ورفض اتهامهم بالسعي لتقسيم السودان.
كما أعلن الهادي إدريس، وهو نائب رئيس تحالف "تقدم"، تمسكهم بتشكيل حكومة مدنية في السودان لكي تنتزع الشرعية من الحكومة التي تتخذ من بورتسودان عاصمة مؤقتة، وذلك لقطع الطريق أمام خطط أنصار النظام "البائد" بقيادة الرئيس المعزول عمر البشير الرامية لتقسيم البلاد، على حد وصفه.
وذكر إدريس، خلال لقاء مع صحفيين سودانيين في العاصمة الأوغندية كمبالا، الخميس الماضي، أنهم أجروا مشاورات مع قيادات في قوات الدعم السريع، أسفرت عن تجاوزهم لفكرة تشكيل حكومة تابعة حصريا لهم، وحصلوا منهم على تعهدات بتوفير الحماية والأمن للحكومة المرتقبة حال تكوينها.
رفض وتردد
وأقر إدريس بوجود تيار يرفض فكرة تشكيل حكومة موازية خوفًا من تقسيم البلاد، إلاّ أنه أكد تمسك غالبية أعضاء الجبهة الثورية وقيادات داخل تحالف "تقدم" بخيار تشكيل الحكومة، إضافة إلى مجموعات مترددة، وأرجع ذلك إلى "ابتزاز الخطاب الدعائي للإسلاميين" حسب تعبيره.
كما يرى يوسف عزت، المستشار السياسي السابق لقائد قوات الدعم السريع، أن النقاش حول تشكيل حكومة مدنية في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع محاولة من بعض الأطراف لتجنب اتخاذ موقف واضح من الصراع القائم. ويشير في منشور على منصة "إكس" إلى أن هذه الأطراف تتخفى تحت غطاء المدنية، مما يمنعها من إعلان موقفها الحقيقي تجاه الدعم السريع، وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع في البلاد.
ويضيف عزت أنه إذا كان هناك نية لتشكيل حكومة، فيجب أن تكون تحت قيادة قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، مع إشراك جميع أصحاب المصلحة الذين تحملوا تبعات الحرب بالإضافة إلى القوى المدنية.
من جهته، يعتقد المحلل ورئيس تحرير صحيفة "التيار"، عثمان ميرغني، أن تشكيل حكومة منفى أو حكومة هجينة بين المنفى والمناطق التي تحتلها الدعم السريع يعبر عن سقوط أجندة الحرب، كما أن حالة الفراغ الكبير تجعلها "عبثية" بامتياز.
وحسب حديث المحلل للجزيرة نت، فإن الجسم المؤسسي لتحالف "تقدم" يرفض فكرة تشكيل حكومة، وتوقع أن يكون أول تداعياتها انقسام التحالف ثم تلاشيه وعودة القيادة لما تبقى من قوى الحرية والتغيير- المجلس المركزي.
وتحاول الحكومة المزمعة اختطاف اسم الخرطوم لتحظى باعتراف خارجي، لكن حتى هذا الاختطاف سيسقط قريبا باستعادة القصر الجمهوري بواسطة الجيش بعد عبوره النيل الأزرق من جهة الخرطوم بحري ووصوله إلى شواطئه في سلاح الإشارة قريبا جدا، وفقا لميرغني.
الدعم الخارجي
وبرأي عثمان ميرغني، فإن الحكومة المدعاة قد تتسبب في مزيد من التعقيدات إن وجدت أدنى دعم خارجي، ويسندها في ذلك غياب هياكل الحكومة في بورتسودان، والفراغ المؤسسي الذي يسهل الطرق على موضوع عدم الشرعية.
أما فيصل محمد صالح، وزير الإعلام السابق في الحكومة الانتقالية برئاسة عبد الله حمدوك، فيعتقد أن الحكومة المرتقبة ستكون على أساس التحالف مع قوات الدعم السريع، لأنها ستقوم في الأراضي التي تقع تحت سيطرتها.
وفي منشور على صفحته على "فيسبوك" يرى صالح أن قيام هذه الحكومة لا يعني بالضرورة نزع الشرعية عن الحكومة القائمة في بورتسودان، التي يتعامل معها المجتمع الدولي كـ"حكومة أمر واقع"، وعندما لا تجد الحكومة الجديدة أي اعتراف دولي، فهذا قد يتم تفسيره بأن دول العالم بالضرورة تعترف بحكومة بورتسودان.
وأهم النقاط التي تضعف فرص نجاح هذه التجربة ستكون علاقتها بالدعم السريع، خاصة مع حجم الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها هذه القوات حيثما حلّت؛ بجانب ممارساتها والتفلتات الكبيرة وسطها وعدم انضباطها، حسب الوزير السابق.
ويذكر صالح أن الإدارة المدنية التي شكّلتها الدعم السريع بولاية الجزيرة عقب سيطرتها على أجزاء واسعة من الولاية قبل عام لم تستطع أن توفر مجرد الإحساس بالأمان للمواطن، ولم تثبت أن لها أي سلطة على قوات الدعم السريع، متسائلا "هل يكون هذا هو أيضا مصير مدنيي الحكومة الجديدة؟".
ايران توضح موقفها حول تشكيل حكومة في سوريا
السلام والأمن في المنطقة والعلاقات الثنائية شكلت أهم محاور حديث الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال استقباله وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي مؤكدا أن النهج العملي لإيران هو توسيع السلام والأمن في المنطقة وبين جميع الدول الإسلامية.
بزشكيان دعا إلى تفاعل أكثر جدية بين إيران وسلطنة عمان على صعيد تعزيز الأمن والسلام والإقليميين معتبراً أن الكيان الإسرائيلي يستغل الخلافات بين دول المنطقة لضربها والإضرار بها.

المسؤول العماني التقى أيضاً رئيس مجلس الشورى الاسلامي 'محمد باقر قاليباف' وبحث معه التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية والعلاقات الثنائية ورغبة البلدين في تطويرها أكثر من أي وقت مضى.

التطورات في سوريا شكلت أهم محاور اللقاء الذي جرى بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ونظيره العماني حيث دعا عراقجي إلى تشكيل حكومة في سوريا تضم كل الأطياف، الى جانب حفظ الأمن والاستقرار في البلاد.
وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقده الجانبان شدد عراقجي على عدم التدخل الأجنبي في الشأن السوري، مديناً العدوان الأميركي الإسرائيلي على اليمن، وداعياً الى احترام سيادة البلاد ووحدة أراضيها.
وقال عراقجي:"أجرينا مناقشات مفصلة فيما يتعلق بالمستجدات علی الساحة السورية واتفقنا علی الحفاظ علی سيادة وسلامة وحدة الاراضي السورية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية واحترام کل الأعراق والمذاهب هناک ومراعاة تشکيل حکومة شاملة تحترم جميع المجموعات العرقية والدينية. ان ايران تتفق بالکثير من مواقفها مع سلطنة عمان ومعظم دول المنطقة والجميع يريد الاستقلال والاستقرار في سوريا وانهاء احتلال اراضيها خاصة من قبل الکيان الاسرائيلي".

بدوره أشار البوسعيدي الى تطابق وجهات النظر بين طهران ومسقط حول ضرورة عدم التدخل في الشأن السوري، مطالباً بالحفاظ على سيادة سوريا، واستعادة دورها الإقليمي.
هل تسد رسائل دمشق شهية 'إسرائيل' عن إبتلاع اراضي سوريا؟
-المعروف أن كرعي هذا من أبرز شخصيات حزب الليكود، بقيادة مجرم الحرب والمطلوب للعدالة الدولية، رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. أي أن ما يقوله مقبول لدى حزبه وزعيمه، وبالتالي يُعد مقبولًا من باقي مكونات الحكومة، من الأحزاب اليمينية والعنصرية، مثل بن غفير وسيموتريتش.
-اللافت أن تصريحات كرعي تزامنت مع شن طائرات الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا على كفر عدرا في ريف دمشق، ما أسفر عن استشهاد 17 مدنيًا على الأقل، وفقًا لما ذكره المركز السوري لحقوق الإنسان.
-العدوان على عدرا، الذي وقع بالأمس، يأتي استكمالًا للمخطط الإسرائيلي لفرض واقع جديد على سوريا والمنطقة. إذ توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنوب سوريا، واحتلت المنطقة العازلة وجبل الشيخ ومناطق في حوض اليرموك بدرعا والقنيطرة، وباتت تبعد نحو 40 كيلومترًا فقط عن العاصمة دمشق. هذا بعد أن شنت أكثر من 500 غارة جوية، دمرت خلالها البنية التحتية العسكرية والعلمية في سوريا، وما تبقى من منشآت الجيش السوري.
-اللافت أكثر هو أن التوغل الإسرائيلي في عمق الأراضي السورية يتزامن مع إطلاق تصريحات مهادنة، وإرسال رسائل اطمئنان من زعماء في هيئة تحرير الشام إلى الكيان الإسرائيلي. تلك الرسائل تؤكد أن سوريا لم تعد تشكل خطرًا على "إسرائيل"، وأن الخطر الذي كان يستدعي اعتداء "إسرائيل" على سوريا قد "زال". ومع ذلك، يبدو أن الكيان الإسرائيلي لا يُلقي بالًا لمثل هذه التصريحات، أو حتى يجد الوقت لقراءة رسائل السلام المرسلة من دمشق.
-النظام السوري السابق، رغم محاولاته المتكررة لإثبات ولائه لمحور المقاومة، لم يتمكن من منع تدمير المنشآت العسكرية والعلمية في البلاد، والتي كانت هدفًا رئيسيًا للعدوان الإسرائيلي المتواصل. بل إن التوجهات السياسية لهذا النظام خلال العقود الماضية لم تفلح في حماية الأراضي السورية من الأطماع الإسرائيلية المتزايدة.
-محافظ دمشق، ماهر مروان، وفي لقاء له مع الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية (NPR)، قال: "في الفترات الأخيرة، قد تكون إسرائيل شعرت بالخوف، فتقدمت قليلًا وقصفت قليلًا". مشيرًا إلى أن هذه المخاوف كانت "طبيعية". وأكد أنه ليس لدى الحكومة السورية الجديدة "أي خوف تجاه إسرائيل"، وأن "مشكلتنا ليست مع إسرائيل". وأضاف: "لا نريد أن نعبث بما يهدد أمن إسرائيل"، ودعا الولايات المتحدة للمساعدة في تحسين العلاقات مع إسرائيل. نفس الكلام ردده أحمد الشرع (الجولاني)، لكن بصيغة أخرى.
-رغم كل هذه التصريحات والمواقف المطمئنة للكيان الإسرائيلي، إلا أن رد زعماء الكيان، قولا وفعلا، كان سريعًا كما رأينا. وزير خارجية الكيان، جدعون ساعر، ضرب بتلك التصريحات والمواقف عرض الحائط. الأمر الذي يؤكد حقيقة ثابتة، وهي أن الكيان الصهيوني كيان سرطاني. طبيعة هذه الغدة السرطانية هي التمدد والتوسع على حساب دول الجوار عبر قضم أراضيها وضمها إليه، خاصة من سوريا ولبنان والأردن ومصر والسعودية.
-لا يأبه هذا الكيان بالتوجهات السياسية لهذه الدول، حتى لو كانت تطبّع معه. ولا يمكن لأي تصريحات مهادنة، تتحدث عن السلام مع الكيان، أن توقف شهيته لابتلاع أراضي الغير، طالما أنه يحظى بدعم أمريكي مطلق وغير محدود. كما قال الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، صراحة إن الكيان الصهيوني دولة ذات مساحة صغيرة، ويجب عليها التوسع في المستقبل القريب. فهل تقرأ الجهات التي تسيطر على دمشق هذه الرسالة قبل فوات الأوان؟
بزشكيان: دعاة حقوق الانسان يبررون الجرائم التي يرتكبونها
قال الرئيس الايراني مسعود بزشكيان إن كثيراً ممن يتشدقون بحقوق الإنسان اليوم يرتكبون الجرائم ويقتلون الناس والأطفال ثم يبررون ذلك.
وخلال لقائه مساء امس، حشدا من المثقفين والنخب في محافظة خراسان شمالي شمال شرق ايران قال الرئيس بزشكيان: إن الكثير ممن يتشدقون بحقوق الإنسان والإنسانية اليوم، يقتلون الأطفال ويرتكبون الجرائم بكل سهولة امام مرأى الجميع ، ومن ثم يبررون ذلك.
واضاف: إذا قلنا أدنى شيء ضد خطابهم، فسوف يتهموننا بمعارضة حقوق الإنسان ومعاداة الإنسانية، وهذا بالطبع لا يهم.واكد أننا جميعًا بحاجة إلى اكتساب القوة معًا، قائلاً: علينا أن نتعلم كيف نقف هنا ونعلم أنه يمكننا حل المشكلات.وتابع: نحن مستعدون للمساعدة في أي طريق يمكن أن يوصلنا إلى قمة العزة.
العالم - ايران