emamian
العراق يتراجع عن تجميد أموال الحوثي وحزب الله والسوداني يطالب بالتحقيق
أعلنت لجنة تجميد الأموال في البنك المركزي العراقي أن إدراج حزب الله اللبناني وجماعة أنصار الله (الحوثيين) ضمن قوائم تجميد الأموال الذي نُشر في الجريدة الرسمية كان نتيجة "خطأ في النشر وأنه سيصحح".
وجاء توضيح البنك المركزي، في بيان له اليوم الخميس، بعد نشر جريدة الوقائع العراقية قرارا يحمل رقم 62 لسنة 2025 الصادر بتاريخ 17 نوفمبر/تشرين الثاني، أشار إلى إدراج الجماعتين ضمن الكيانات التي تُجمَّد أموالها ومواردها الاقتصادية، أسوة بالمنظمات المصنفة إرهابية.
وقالت اللجنة إن الموافقة الحكومية "اقتصرت حصرا على إدراج الأفراد والكيانات المرتبطين بتنظيمي داعش والقاعدة"، وبناء على طلب تلقته بغداد من ماليزيا وعملا بقرار مجلس الأمن رقم 1373 لعام 2001.
وفي أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001، اعتمد مجلس الأمن قرارا أنشئت بموجبه لجنة مخصصة لمكافحة الإرهاب تابعة للمجلس، ويهدف إلى عرقلة الجماعات الإرهابية بشتى الطرق.
وأضافت لجنة البنك المركزي في بيانها أن إدراج كيانات أخرى "لا ترتبط بأي نشاط إرهابي" جاء نتيجة نشر القائمة قبل تنقيحها.
وأكدت اللجنة أنها ستقوم برفع تلك الكيانات من القائمة وتصحيح النسخة المنشورة، مشيرة إلى استمرار التزام بغداد بالقرارات الدولية الخاصة بمكافحة تمويل الإرهاب.
وكانت وكالة الأنباء العراقية قد أعلنت في وقت سابق أن بغداد ستصحّح القائمة المنشورة في جريدة وزارة العدل، وأن لجنة تجميد الأموال ستستبعد أسماء جهات أُدرجت بالخطأ من دون تحديدها.
السوادني يطالب بالتحقيق
من جهته، وجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الخميس، بإجراء تحقيق عاجل وتحديد المسؤوليات ومحاسبة المقصرين، على خلفية الخطأ الوارد في قرار لجنة تجميد أموال الإرهابيين.
وأوضح المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء أن النصوص التي تضمنها القرار عكست مواقف غير حقيقية، مؤكدا أن موافقة العراق على تجميد الأموال بناء على طلب ماليزي اقتصرت على إدراج الكيانات والأفراد المرتبطين بتنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين فقط.
وشددت الحكومة العراقية على أن مواقفها السياسية والإنسانية تجاه العدوان على الشعبين اللبناني والفلسطيني مبدئية ولا تخضع للمزايدات، وتعكس إرادة العراقيين بكل أطيافهم في دعم حق الشعوب الشقيقة في التحرر والعيش الكريم على أرضها.
وأكد البيان أن لا أحد يمكنه المزايدة على مواقف العراق الثابتة في رفض الاحتلال والاعتداء والإبادة الجماعية والتهجير القسري، مشيرا إلى أن الحكومة برهنت دائما على التمسك بالحقوق التاريخية للشعوب والوقوف إلى جانبها في مواجهة ممارسات العدوان التي سكت عنها المجتمع الدولي.
تربية الأطفال بطريقة صحيحة من سيرة أم البنين عليها السلام
تمثّل تربية الأولاد إحدى أهمّ المسؤوليات التي تقع على عاتق الوالدين والمربّين، إذ تتوقّف عليها سلامة الفرد ورُقيّ المجتمع واستقامة الأجيال القادمة. وقد أولى الإسلام هذه المهمّة عنايةً بالغة، فجعل الأسرة المدرسة الأولى، والأمّ الركن الأوثق في بناء شخصية الطفل وصياغة وجدانه وقيمه. وفي هذا السياق، برزت في التاريخ الإسلامي نساءٌ جليلات قدّمن أنموذجاً رائداً في التربية الصالحة، ومن أبرزهنّ السيّدة فاطمة بنت حزام الكلابية، أمُّ البنين عليها السلام، التي سطّرت سيرة تربوية فريدة تستحقّ الدراسة والاقتداء. لقد عُرفت أمّ البنين عليها السلام بصفاء النية، وسموّ الإيمان، وصدق الولاء لرسول الله وأهل بيته عليهم السلام، حتى أصبحت نموذجاً متكاملاً للأمّ الرسالية التي تربّي أبناءها على القيم العليا من الشجاعة، والإيثار، والصدق، وحفظ الدين. فلم تكن أمّاً عادية، بل كانت مدرسة تربوية نشأت فيها شخصيات عملاقة، في مقدّمتهم أبو الفضل العباس عليه السلام وإخوته الثلاثة، الذين أصبحوا رموزاً للفداء والطاعة والعقيدة.
في الثالث عشر من شهر جمادى الآخرة تحلُّ ذكرى رحيل هذه السيدة الجليلة، ومن وحي هذه المناسبة ارتأينا أن نسلّط الضوء على سيرتها المباركة في تربية أبنائها، لنستكشف من خلال أقوالها ومواقفها دروسًا مهمّة في بناء الأسرة الصالحة. كما نحاول أن نبيّن كيف يمكن للأسرة المسلمة اليوم أن تستلهم من منهجها القيمي والروحي طريقًا لبناء جيلٍ مؤمنٍ ثابتٍ على الحقّ.
دور الأمهات في تربية الأولاد وأهمية انتخاب زوجة صالحة
تربية الأولاد ليست عملاً عابراً، بل هي مشروع حضاري ينعكس على مستقبل الأسرة والمجتمع والأمة بأسرها. وقد منح الإسلام الأمّ منزلةً فريدة، باعتبارها المربّي الأول والأعمق تأثيراً في شخصية الطفل. وفي ظلّ التغيّرات الاجتماعية الكبرى والتحديات الأخلاقية الفكرية، تزداد الحاجة إلى دراسة دور الأمّ، وكيف أنّ اختيار الزوجة الصالحة هو الأساس الذي تُبنى عليه البيوت المستقرة والأجيال الواعية.
ومن هنا تبرز أهمية اختيار الزوجة الصالحة والأم الحسنة في تربية الأولاد. صفات الأمّ النفسية والأخلاقية قد تنتقل إلى أبنائها وراثياً وسلوكياً. لذلك يؤكد الإسلام على اختيار المرأة ذات الدين والخلق. فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « أنكحوا الأكفاء وأنكحوا فيهم واختاروا لنطفكم » (1).
وقد عمل أميرالمؤمنين عليه السلام بهذه الوصية من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فقد روي: « أن أمير المؤمنين عليا عليه السلام قال لأخيه عقيل ـ وكان نسابة عالما بأنساب العرب وأخبارهم ـ : انظر الى امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها فتلد لي غلاما فارسا. فقاله : تزوج ام البنين الكلابية فانّه ليس في العرب أشجع من آبائها. فتزوجها » (2). ولهذا عندما نُقِلَتْ أمتعةُ كربلاء المنهوبة إلى الشام وقُدِّمت ليزيد، كان بينها لواءٌ كبير. فرأى يزيد ومن كان في مجلسه أنّ اللواء كلَّه مثقوبٌ وممزّق، غير أنّ عَمودَه ومقبضه باقِيَينِ سالمَين. فسأل يزيد: « من كان يحمل هذا اللواء؟ فقيل له: العباس بن علي. فقام يزيد دهشةً وإجلالاً لذلك اللواء، ثم جلس، ثم قام، ثم جلس ثلاث مرّات، وقال: انظروا إلی هذا العلم فانه لم يسلم من الطعن والضرب إلا مقبض اليد التي تحمله. ثم قال: أبيت اللعن يا عباس، هکذا يکون وفاء الأخ لأخيه » (3).
فعلى الرجال المسلمون أن يختاروا النساء المسلمات العفيفات حتى يتولد لهما أطفالا صالحين كي يمكنهما تربيتهما بشكل أفضل وأسهل.
الهوية الدينية وتشخيص الواجب
الهوية الدينية هي إحساس الطفل بالانتماء إلى دين معيّن و معرفته بأنّ الله خالقه وربّه وفهمه لأصول دينه وكيف يعيش وفقها وشعوره بالاعتزاز بقيمه الإيمانية. هذا الإحساس يبدأ منذ السنوات الأولى، بل قد يبدأ منذ داخل البيت قبل الولادة عبر أجواء الإيمان والذكر. تشخيص الواجب هو قدرة الطفل على معرفة ماذا يجب أن يفعل في كل موقف؟ وما الصحيح وما الخطأ؟ وما هي مسؤولياته تجاه الله وأسرته ونفسه؟ في الحقيقية، تشخيص الواجب والهوية الدينية هما البوصلة الأخلاقية التي تُرشدا الطفل في الحياة.
ومن هنا يأتي دور الأم في تربية الطفل بشكل يحصل على الهوية الدينية ويمكنه تشخيص الواجب. الطفل لا يفهم التعقيد العقائدي، لكنه يفهم المحبة. لذلك تبدأ الأم بتعريفه بالله من خلال شكره على النعم أمامه ودعائها له بصوت مسموع وتعليمه البسملة والحمدلة. على الأم أن تتيح للطفل المشاركة في الصلوات الجماعية والمجالس الدينية وإحياء المناسبات الدينية وزيارة المساجد والمراقد. الأم لا تكتفي بأن تقول: هذا خطأ وهذا صحيح. بل بجب أن تعلمه لماذا هذا صحيح ولماذا هذا غلط؟ فيجب على الأم أن تتكلم مع طفلها حول أنه ماذا يجب أن نفعل في هذا الموقف؟ وماذا يرضي الله؟
وعندما نراجع سيرة أم البنين عليها السلام نرى أنها منذ ولادتها أبنائها كانت تخلق لهم هوية دينية. فقد روي: « أنّ أُمّ البنين رأت أمير المؤمنين عليه السلام في بعض الأيام أجلس أبا الفضل عليه السلام على فخذه، وشمّر عن ساعديه، وقبلهما وبكى، فأدهشها الحال. لأنّها لم تكن تعهد صبيّاً بتلك الشمائل العلوية ينظر إليه أبوه ويبكي، من دون سبب ظاهر، ولمّا أوقفها أمير المؤمنين عليه السلام على غامض القضاء، وما يجري على يديه من القطع في نصرة الحسين عليه السلام، بكت وأعولت وشاركها مَن في الدار في الزفرة والحسرة، غير أنّ سيّد الأوصياء بشّرها بمكانة ولدها العزيز عند اللّه جلّ شأنه، وما حباه عن يديه بجناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنّة، كما جعل ذلك لجعفر بن أبي طالب، فقامت تحمل بشرى الأبد، والسعادة الخالدة » (4). ولهذا تعلم العباس وإخوته تشخيص الوظيفة والواجب. فحينما كان يوم عاشوراء: « ولما كان يوم الطف قال شمر بن ذي الجوشن الكلابي للعباس واخوته: أين بنو اختي؟ فلم يجيبوه، فقال الحسين لإخوته: أجيبوه وإن كان فاسقا فإنّه بعض أخوالكم. فقالوا له: ما تريد؟ قال: اخرجوا إلي فانّكم آمنون ولا تقتلوا أنفسكم مع أخيكم. فسبّوه وقالوا له: قبحت وقبح ما جئت به أنترك سيّدنا وأخانا ونخرج الى أمانك؟ وقتل هو وإخوته الثلاثة في ذلك اليوم » (5).
ولهذا قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام حول عمه العباس عليه السلام: « كان عمّنا العباس بن علي نافذ البصيرة صلب الايمان جاهد مع أبي عبد الله وأبلى بلاء حسنا ومضى شهيدا » (6).
الطاعة للإمام والإخلاص فيها
الطاعة في الإسلام ليست خضوعاً شكلياً أو انقياداً قهرياً، بل هي وعيٌ وإيمانٌ وحبٌّ واتباعٌ للحق. وقد جسّدت أمّ البنين سلام الله عليها هذا المفهوم بأسمى درجاته. عندما تزوجت مع أميرالمؤمنين عليه السلام، أدركت أنها تدخل بيتا يحمل عبق النبوّة، فلم تتعامل مع الزواج كارتباط عاطفي فقط، بل كمسؤولية دينية. فيمكننا أن نفهم ذلك من مواقفها. الموقف الأول حينما دخلت بعد الزفاف في دار أميرالمؤمنين عليه السلام. فقد قال السيد الشبر في حقها: « كانت من النساء العالمات الفاضلات العارفات بحق أهل البيت مخلصة في ولائهم. ووصفها صاحب العمدة بالعالمة ، وقد بلغ من معرفتها وتبصرها أنها لما دخلت على علي عليه السلام كان الحسنان مريضين فأخذت تسهر معهما وتقابلهما بالبشاشة ولطيف الكلام كالأم الحنون » (7). وموقفها الثاني بعد واقعة الطف، حينما رجعت السبايا إلى المدينة المنورة وقام بشر بن حذلم بنعي الإمام الحسين عليه السلام في وسط المسجد وقال:
يا أهل يثرب لا مقام لكم بها
قتل الحسين فأدمعي مدرار
الجسم منه بكربلاء مضرج
والرأس منه على القناة يدار
ثم قال: ورأيت امرأة كبيرة تحمل على عاتقها طفلاً وهي تشق الصفوف نحوي، فلمّا وصلت قالت: يا هذا أخبرني عن سيدي الحسين عليه السلام، فعلمت أنها ذاهلة؛ لأني أنادي «قتل الحسين» وهي تسألني عنه، فسألت عنها، فقيل لي: هذه أم البنين عليها السلام، فأشففت عليها وخفت أن أخبرها بأولادها مرة واحدة... فعظم أجرها بأبنائها الأربعة. فقال بشر: لقد رأيتها وقد وضعت يديها على خاصرتها وسقط الطفل من على عاتقها وقالت: لقد والله قطعت نياط قلبي، اولادي ومن تحت الخضراء كلهم فداء لأبي عبدالله الحسين، أخبرني عن الحسين. فقلت لها: عظم الله لك الأجر بمصاب مولانا أبي عبد الله الحسين عليه السلام » (8).
أمّ البنين عليها السلام ليست شخصية تاريخية فحسب، بل منهج تربوي كامل. قدمت للعالم أربعة شهداء، ولكن الأهم أنها قدمت مدرسة في الطاعة والإخلاص وكيفية تربية الأطفال بشكل صحيح. نتمنى أنكم استفدتم من هذه المقالة.
1) الوافي (للفيض الكاشاني) / المجلد: 21 / الصفحة: 44 / الناشر: مكتبة الإمام علي – اصفهان / الطبعة: 1.
2) عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب (ابن عنبة) / المجلد: 1 / الصفحة: 357 / الناشر: منشورات الشريف الرضي – قم / الطبعة: 1.
3) سوگنامه آل محمد (امحمدي الاشتهاردي) / المجلد: 1 / الصفحة: 300 / الناشر: نشر الناصر – قم / الطبعة: 4.
4) العباس (للسيد عبدالرزاق المقرم) / المجلد: 1 / الصفحة: 129 / الناشر: مكتبة الروضة العباسية – كربلاء المقدسة / الطبعة: 1.
5) عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب (ابن عنبة) / المجلد: 1 / الصفحة: 357 / الناشر: منشورات الشريف الرضي – قم / الطبعة: 1.
6) عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب (ابن عنبة) / المجلد: 1 / الصفحة: 357 / الناشر: منشورات الشريف الرضي – قم / الطبعة: 1.
7) أدب الطف (للسيد جواد الشبر) / المجلد: 1 / الصفحة: 73 / الناشر: دار المرتضى – بيروت / الطبعة: 1.
8) أم البنين النجم الساطع (للشيخ علي الرباني) / المجلد: 1 /8 الصفحة: 147 / الناشر: دار الكتاب الإسلامي – قم / الطبعة: 1.
أم البنين عليهاالسلام أسوة الأدب والوفاء
إن موضوع التربية الصالحة للأولاد كان وما زال من البحوث الأساسية والمهمة في الإسلام، وقد رسمت لها الشريعة المقدسة طرقا واضحة وجميلة، وطبّق أهل البيت عليهم السلام ومن ارتبط بهم هذه السلوك في حياتهم، فكانوا هم أفضل وأحسن النماذج للمسلمين، بل لجميع البشر.
واليوم رغم المشاكل العويصة والخارجة عن سيطرة الإنسان والتي تكمن في تطور التكنولوجيا وتدهور الأخلاق الاجتماعية فإن علماء الاجتماع تيقنوا أن التربية الدينية المتقبسة من السماء عن طريق الأنبياء والأوصياء عليهم السلام هي الملجأ في مثل هذه الظروف الصعبة.
فمن هذا المنطلق نريد اليوم ان نسلط الضوء على حياة أم البنين عليها السلام وكيفية تربية أولادها وكيف أنها غذتهم بحب أهل البيت عليهم السلام لنأخذ الدروس والعبرة منها.
لقد كانت أم البنين عليها السلام القدوة الحسنة والمثل الأعلى الذي يقتدى به، وكانت عنوانا للثبات والإخلاص والبسالة والتضحية والفداء والشرف والعزة والكرامة في سبيل الحق والعدالة.
وأما سبب اشتهارها بالكنية (أم البنين) عن اسمها (فاطمة) ؟
لحسها العاطفي الرفيع، ولحبها الكبير للحسن والحسين عليهما السلام، فقد روت بعض الأخبار، أنها طلبت من الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، أن يعهد إلى أهل بيته بأن لا ينادي أحد بعد ذلك ـ تقصد بعد زواجها من الإمام ـ باسمها (فاطمة) مخافة أن يتذكر أبناء الزهراء عليها السلام أمهم، فيتجدد لهم الأحزان وألم الفراق، ويعود عليهم مصابهم، ويتذكروا غصصهم وأشجانهم، وعليه أرادت من الإمام عليه السلام أن يناديها بكنيتها (أم البنين) وكذلك فعل .(2)
ويظهر للمتتبع لأخبار أم البنين عليها السلام أنها كانت مخلصة لأهل البيت عليهم السلام متمسكة بولايتهم، عارفة بشأنهم، مستبصرة بأمرهم، فكانت هذه المبجلة قد أضاءت طريق الإصلاح لحالها ولحال أولادها حيث غذتهم بهذا الأمر، وجعلتهم ذائبين ومخلصين لأهل البيت عليهم السلام، فأحسنت تربيتهم، وجعلتهم فدائين ومضحين بأنفسهم في سبيل الإسلام وأخوتهم من ولد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام
ومضتْ على تلك السيرة الحسنة مع الحسنين عليهما السلام تنكَبُّ عليهما كالأمّ الحنون، هما واختاهما زينب الكبرى وأم كلثوم عليهما السّلام بل ذكر بعضُ أصحاب السير أن شفقتها على أولاد السيدة الزهراء عليها السّلام وعنايتها بهم كانتْ أكثر من شفقتها وعنايتها بأولادها الأربعة: العبّاس وإخوته، عليها وعليهم السّلام، بل هي التي دفعتهم لنصرة إمامهم وأخيهم أبي عبدالله الحسين عليه السّلام، والتضحية دونه والاستشهاد بين يديه.
وكان من وفائها أنّها لمّا دخل بشْر بنُ حذلم إلى المدينة ناعياً سيّد الشهداء الحسين عليه السّلام خرجتْ مذهولة مفجوعة.
قال بشر: ورأيت امرأة كبيرة تحمل على عاتقها طفلاً، وهي تشق الصفوف نحوي، فلمّا وصلت قالت: يا هذا أخبرني عن سيدي الحسين عليه السلام ، فعلمت أنها ذاهلة؛ لأني أنادي «قتل الحسين»، وهي تسألني عنه، فسألت عنها، فقيل لي: هذه أم البنين عليها السلام ، فأشفقت عليها، وخفت أن أخبرها بأولادها مرة واحدة.
فقلت لها: عظم الله لك الأجر بولدك عبد الله.
فقالت: ما سألتك عن عبد الله، أخبرني عن الحسين عليه السلام.
قال : فقلت لها: عظم الله لك الأجر بولدك عثمان.
فقالت: ما سألتك عن عثمان، أخبرني عن الحسين عليه السلام.
قلت لها: عظم الله لك الأجر بولدك جعفر.
قالت: ما سألتك عن جعفر، فانّ ولدي وما أظلته السماء فداءً للحسين عليه السلام ، أخبرني عن الحسين عليه السلام.
قلت لها: عظم لك الأجر بولدك أبي الفضل العباس.
قال بشر: لقد رأيتها وقد وضعت يديها على خاصرتها، وسقط الطفل من على عاتقها وقالت : لقد قطعت نياط قلبي، أخبرني عن الحسين.
قال : فقلت لها: عظم الله لك الأجر بمصاب مولانا أبي عبد الله الحسين عليه السلام.(3)
ما أعظم موقفها عليها السلام وأعظم مصابها برزية الامام، مما يكشف عن مدى إيمانها ورسوخ اعتقادها وولاءها الوثيق وحبها الذي لا يوصف للحسين عليه السلام ، ولطالما كانت تقول : ليت أولادي جميعاً قتلوا، وعاد أبو عبد الله الحسين عليه السلام سالماً.
إنّ شدة حبها للحسين عليه السلام يكشف عن علو مرتبتها في الايمان والوفاء وقوة معرفتها بمقام الامامة بحيث تستسهل شهادة أولادها الأربعة -وهم لا نظير لهم أبداً - في سبيل الدفاع عن إمام زمانها.
ــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ العباس رائد الكرامة (للقرشي) : ٣٦.
2ـ الخصائص العباسية ـ ص 25.
3ـ امّ البنين عليها السلام النّجم الساطع في مدينة النبيّ الأمين:ج 1، ص 147.
حدوث خطأ أم التراجع عن القرار..ماهي حقيقة إدراج أنصار الله وحزب الله على قائمة الإرهاب العراقية؟!
واجه العراق إحدى أكثر الأزمات السياسية إثارة للجدل في الأشهر الأخيرة، بعد نشر وثيقة رسمية في صحيفة "الوقائع العراقية" الرسمية. تضمنت هذه الوثيقة، التي عكست القرار رقم 61 للجنة "تجميد أصول الإرهابيين"، أسماء مؤسسات وأفراد مرتبطين بتنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين. لكن ما زاد من غرابة الحادثة هو وجود اسمي "حزب الله لبنان" و"أنصار الله اليمن" على القائمة؛ وهو ما ألهب الأجواء السياسية العراقية بشدة في غضون ساعات قليلة وأثار ردود فعل واسعة.
بدأت القصة عندما أعلنت وسائل إعلام عراقية، ثم بعض الشبكات العربية، نقلاً عن رواية نُشرت في الجريدة الرسمية، أن بغداد جمّدت أصول حزب الله وأنصار الله. هذا الإعلان، في ظلّ ضغوط أمريكية وخلافات داخلية حول إطار التنسيق وتحدّي تعيين رئيس وزراء جديد، سرعان ما اتخذ طابعًا سياسيًا، وتكهّن محللون بأن هذا القرار يعكس تحوّلًا في السياسة الأمنية لبغداد.
بعد نشر الخبر، اندلعت موجة من الاحتجاجات على مواقع التواصل الاجتماعي العراقية. ووصفت شخصيات مقربة من محور المقاومة، بمن فيهم أعضاء في البرلمان، هذه الخطوة بأنها "فضيحة" و"خروج عن السياسات العراقية الرسمية". وكتب النائب مصطفى جبار السند أن "العراق يصف حزب الله وأنصار الله بالإرهابيين، بينما يصف بعض القتلة بالمرشحين للسلام"، وطالب الحكومة بتفسير فوري.
مع تصاعد الاحتجاجات، أصدر البنك المركزي العراقي بيانًا مفاجئًا، فند فيه، بناءً على الخبر، إدراج حزب الله وأنصار الله على قائمة الإرهاب. أكد البيان أن اتفاق العراق لم يشمل سوى الكيانات والأفراد المرتبطين مباشرةً بتنظيمي داعش والقاعدة، وأن إدراج جماعات أخرى جاء "بسبب نشر نسخة غير منقحة". كما وعدت اللجنة بمراجعة القائمة وحذف أسماء الجماعات المعنية.
وأفاد البيان التوضيحي أن الحكومة الماليزية، بناءً على آليات قرار مجلس الأمن رقم 1373، طلبت من العراق مراجعة قائمة محددة لتجميد الأصول، وأن بغداد وافقت على جزء فقط من الأسماء. إلا أن النسخة المنشورة في الجريدة الرسمية نُشرت "قبل المراجعة النهائية" وتسببت في سوء فهم واسع النطاق. لم يُقنع هذا التفسير الكثير من المراقبين، واعتبر بعض المحللين أن التركيز على "النسخة غير المنقحة" ليس سوى غطاء للتراجع عن قرار ربما اتُخذ تحت ضغط خارجي.
وبالتوازي مع رد فعل المؤسسات الحكومية، دعا ائتلاف حكومة القانون بقيادة نوري المالكي الحكومة أيضًا إلى إلغاء نشر القائمة. أكد التحالف على أن العراق لا يستطيع إدراج أسماء الجماعات التي تلعب دورًا في المعادلات الإقليمية على القوائم الأمنية دون تقييم شامل. وذكرت بعض المصادر السياسية في بغداد أن الضغوط الداخلية الناجمة عن إطار التنسيق والمخاوف من رد فعل الجماعات المسلحة أجبرت الحكومة على التراجع عن موقفها الأولي.
وأفادت وكالات أنباء ووسائل إعلام عربية، مثل شفق نيوز والسومرية والأخبار، نقلًا عن مصادر حكومية، أن لجنة تجميد الأصول اتخذت هذا الإجراء بالتنسيق مع بعض الطلبات الدولية، بما في ذلك معايير وقرارات مجموعة العمل المالي المتعلقة بتمويل الإرهاب. ومع ذلك، وبعد تزايد الضغوط الاجتماعية والسياسية، اضطرت الحكومة إلى تعديل قرارها والإعلان عن أن الأسماء المرتبطة بتنظيمي داعش والقاعدة فقط هي التي ستبقى على القائمة.
ورغم النفي الرسمي، لا تزال أسئلة مهمة دون إجابة. أولًا، لماذا أُدرجت أسماء جماعات مثل حزب الله وأنصار الله في النسخة الأصلية؟ ثانيًا، ما هي الجهة المسؤولة عن نشر هذه النسخة "الخاطئة" في الجريدة الرسمية، وكيف حدث هذا الخطأ دون رقابة؟ ثالثًا، هل لعب الضغط الأمريكي، الذي سعت جاهدةً لمنع تقوية الشبكات المالية المرتبطة بالجماعات المقربة من إيران، دورًا في تشكيل القائمة الأولية؟
في النهاية، ورغم إصدار الحكومة العراقية بيانًا رسميًا تنصلت فيه من القرار المنشور، إلا أن الحادثة انتهت إلى حدّ فسّره العديد من المراقبين على أنه "تراجعٌ عن القرار". إن تضافر الضغوط الداخلية من إطار التنسيق، واحتجاجات حركات المقاومة، والحساسية الشديدة لدور العراق في المعادلات الإقليمية، وضع الحكومة في موقفٍ اضطرها إلى النأي بنفسها عن القائمة التي نشرتها.
تُظهر نتيجة هذه الحادثة مدى هشاشة السياسة الداخلية العراقية في مواجهة التطورات الإقليمية والضغوط الخارجية، وكيف يمكن لقرار إداري أن يتحول إلى أزمة متعددة المستويات. لم تُغلق القضية رغم النفي الرسمي، ولا تزال تُمثل مؤشرًا على التحديات المعقدة التي يواجهها العراق في إدارة القضايا الأمنية والسياسية والإقليمية.
انطلاق مناورات القوات البحرية للحرس الثوري في الخليج الفارسي
المناورات الكبرى للقوات البحرية للحرس الثوري في الخليج الفارسي تحت إشراف استخباراتي كامل، تكريماً للشهيد الراحل حاج محمد ناظري.
وخلال هذه المناورات، أصدرت الوحدات البحرية تحذيرات واضحة للسفن الأمريكية المتواجدة في المنطقة، لنقل رسالة حازمة بشأن قدرة إيران على حماية مياهها الإقليمية. كما تم استخدام أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة مثل “نواب”، و“مجيد”، و“ميثاق” في بيئة الحرب الإلكترونية.
واستفادت هذه الأنظمة من الذكاء الاصطناعي لتحديد الأهداف الجوية والبحرية في وقت قصير، وتوجيه الضربات بدقة عالية.
وتهدف هذه المناورات إلى عرض القوة القتالية للقوات البحرية للحرس الثوري، خصوصاً في مجالات استعراض قدرات الأنظمة الدفاعية والهجومية الجديدة في المجالات الصاروخية والطائرات المسيرة، ومهارات الرصد والتعقب باستخدام الذكاء الاصطناعي للتعرف السريع على الأهداف الجوية والبحرية وتدميرها بدقة.
وتجسد هذه المناورات الرابط بين تضحيات الشهداء وقدرات الدفاع الحالية للبلاد، حيث تحمل في الوقت نفسه رسالة سلام وصداقة لجيران إيران، وتحذيراً حازماً للخصوم من أي تجاوز أو تصرف عدواني، مؤكدة أن مسار المقاومة والردع لا يزال مستمراً بكل قوة.
الإمام الخامنئي : الجمهورية الإسلامية أبطلت منطق الغرب الخاطئ بشأن المرأة
استقبل قائد الثورة الإسلامية ، صباح اليوم آلاف النساء والفتيات من مختلف مناطق البلاد. ووصف السيدة فاطمة الزهراء (س) في جميع المجالات بأنها شخصية فاضلة ذات صفات عليا.
كما استعرض خلال اللقاء نظرة الإسلام لمكانة وحقوق المرأة في البيت والمجتمع، موضحاً ما يجب وما لا يجب من سلوكيات الرجال تجاه زوجاتهم والنساء في مختلف المجالات.
وأشار الامام الخامنئي إلى الفضائل اللامحدودة لسيّدة العالمين في «العبادة والخشوع، والإيثار والتضحية من أجل الناس، والصبر والتحمل في الشدائد والمصائب، والدفاع الشجاع عن حقوق المظلومين، والتنوير وبيان الحقائق، والفهم والعمل السياسي، وإدارة البيت، والزوجية، وتربية الأبناء، والمشاركة في الأحداث التاريخية المهمة في صدر الإسلام» وغيرها من المجالات، قائلاً: إن المرأة الإيرانية الحمد لله تتعلم من هذا النجم الذي وصفه النبي (ص) بأنه سيد جميع نساء العالم في جميع العصور، وتسعى لتحقيق أهدافه وتوجيهاته.
ووصف قائد الثورة مكانة النساء في الإسلام بأنها عالية ورفيعة، وأضاف: «التعابير القرآنية حول هوية وشخصية المرأة هي أرقى وأرقى التعابير وأكثرها تقدمًا».
وأشار إلى الآيات القرآنية التي تتحدث عن «المساواة بين الرجل والمرأة في الحياة والتاريخ البشري، وإمكانية نموهما المتساوي في الوصول إلى الكمالات الروحية والمناصب العليا»، وقال: إن كل هذه النقاط تتعارض مع المفاهيم الخاطئة لأولئك الذين يملكون الدين لكن لم يعرفوه، وكذلك مع الذين لم يقبلوا الدين أساساً.
كما أوضح آية الله الخامنئي منطق القرآن حول حقوق المرأة في المجتمع، مؤكداً أن الإسلام يمنح المرأة حقوقاً متساوية مع الرجل في النشاطات الاجتماعية، والأعمال التجارية، والمشاركة السياسية، والوصول إلى معظم المناصب الحكومية، وفي المجالات الأخرى، وأن سلوكها الروحي وحركتها الفردية والجماعية مفتوحان أمام التقدم والازدهار.
وأشار إلى أن الثقافة المنحطة الغربية والثقافة الرأسمالية مرفوضة تماماً من منظور الإسلام، وأضاف: «في الإسلام، للحفاظ على مكانة المرأة والتحكم في الرغبات الجنسية القوية والخطرة، توجد قيود وأحكام في مجالات الاتصال بين الرجل والمرأة، ولباس المرأة والرجل، وحجاب المرأة، وتشجيع الزواج، وهي متوافقة تماماً مع طبيعة المرأة ومصلحة واحتياجات المجتمع الحقيقية. بينما التحكم في الشهوات اللانهائية والمدمرة في الثقافة الغربية غير موجود مطلقاً».
واعتبر قائد الثورة أن الرجل والمرأة في الإسلام عنصران متوازنان، يشتركان في الكثير من الأمور، مع بعض الاختلافات الناتجة عن الجسد والطبيعة، وقال: إن هذين «العنصرين المكملين» يلعبان دوراً حيوياً في إدارة المجتمع البشري، واستمرار نسل الإنسان، وتقدم الحضارة، وتلبية احتياجات المجتمع، وتنظيم الحياة.
وفي إطار هذا الدور الحيوي، اعتبر آية الله الخامنئي تأسيس الأسرة من أهم الأعمال، وأضاف: «على عكس تجاهل مؤسسة الأسرة في الثقافة الغربية الخاطئة، يضمن الإسلام حقوقاً متبادلة ومحددة للمرأة والرجل والأبناء كعناصر تشكل الأسرة».
حقوق المرأة في الإسلام تتجاوز أي منطق غربي خاطئ
في جزء آخر من حديثه حول حقوق المرأة، اعتبر قائد الثورة الإسلامية «العدالة في المعاملة الاجتماعية والأسرية» أول حق للنساء، مؤكدًا على مسؤولية الدولة وكافة أفراد المجتمع في ضمان هذا الحق. وأضاف: «الحفاظ على الأمن والاحترام والكرامة» من الحقوق الأساسية للمرأة، مشيرًا إلى أن الإسلام يولي أهمية قصوى لاحترام المرأة، على عكس الثقافة الرأسمالية الغربية التي تتجاوز حدود الكرامة الإنسانية للمرأة.
وأشار آية الله الخامنئي إلى حديث للنبي محمد صلى الله عليه وسلم يرى المرأة «زهرة» وليست مجرد «عاملة في شؤون البيت»، موضحًا أن هذه النظرة تقتضي حماية المرأة ورعايتها دون توبيخ أو تأنيب، لتملأ البيت بألوانها وعطرها.
وأوضح أن القرآن استشهد بمرتين بامرأتين مؤمنتين هما مريم وآسية (زوجة فرعون) كمثال لجميع الرجال والنساء المؤمنين، ودليل على أهمية الفكر والعمل لدى المرأة. وقال إن حقوق المرأة الاجتماعية، مثل المساواة في الأجر مع الرجال في نفس العمل، والتأمين للنساء العاملات أو المعيلات لأسرهن، والإجازات الخاصة بالنساء، وغيرها من الحقوق، يجب أن تُحترم دون أي تمييز.
وأكد أن أهم حق واحتياج للمرأة في البيت هو «محبة الزوج»، مستندًا إلى حديث يوصي الرجال بإظهار الحب والتعبير عن مشاعرهم تجاه نسائهم. وأضاف أن من الحقوق الكبرى الأخرى للمرأة في البيت «منع كل أشكال العنف ضدها» والابتعاد التام عن الممارسات الغربية الشائعة مثل قتل أو ضرب النساء على يد أزواجهن.
وشدد قائد الثورة على حقوق أخرى للمرأة مثل «عدم تحميلها مهام البيت إجبارياً»، و«مساندة الزوج لها في تجاوز متاعب الإنجاب»، و«إتاحة الفرصة للتقدم العلمي والمهني»، مؤكداً أن المرأة هي مديرة وراعية البيت، وواجب المجتمع تقديرها على إدارتها الماهرة للمنزل رغم الدخل المحدود وارتفاع الأسعار.
وأشار إلى الفارق بين النظرية الرأسمالية والإسلامية حول المرأة، موضحًا أن الإسلام يمنح المرأة الاستقلالية والقدرة والهوية وإمكانية التقدم، بينما النظرة الرأسمالية تفرض تبعية المرأة وامتصاص هويتها في الرجل، ولا تراعي كرامتها، وتراها وسيلة مادية ومتعة لشهوات، كما يظهر في الجرائم الأخيرة المرتكبة في أمريكا نتيجة هذا الفكر.
كما اعتبر قائد الثورة أن «تحطيم مؤسسة الأسرة»، وظهور مشاكل مثل الأطفال بلا أب، وتقليل الروابط الأسرية، ووجود عصابات تستهدف الفتيات، وانتشار الفجور باسم الحرية، من الكبائر التي تسببت بها الثقافة الرأسمالية خلال قرنين من الزمان، موضحًا أن الغرب يسمي هذه الأفعال الكثيرة «حرية» على الرغم من أنها في الحقيقة استعباد.
وأضاف أن الغرب يصر على تصدير ثقافته الخاطئة للعالم، مدعيًا أن القيود المفروضة على المرأة، مثل الحجاب، تعيق تقدمها، لكن الجمهورية الإسلامية أبطلت هذا المنطق الخاطئ، وأظهرت أن المرأة المسلمة الملتزمة بالحجاب يمكنها أن تكون فاعلة في كل المجالات أكثر من غيرها.
وأشاد بالإنجازات غير المسبوقة للنساء الإيرانيات على مر التاريخ في مجالات العلم والرياضة والفكر والبحث والسياسة والمجتمع والصحة والعناية، ودعمهن المتواصل لأزواجهن الشهداء، مؤكدًا أن إيران لم تشهد سابقًا مثل هذا العدد من النساء العالمات والمفكرات، وأن الجمهورية الإسلامية كانت سببًا في تقدم المرأة في جميع المجالات الهامة.
وحذّرالامام الخامنئي الإعلام من ترويج الفكر الغربي الخاطئ حول المرأة، مؤكدًا أنه عند مناقشة الحجاب والتعاون بين الرجل والمرأة، يجب أن لا يكرر الإعلام المحلي خطاب الغرب، بل يعرض وينمّي النظرة العميقة والفعالة للإسلام داخليًا وعلى الساحة العالمية، باعتبارها أفضل وسيلة لنشر الإسلام وجذب اهتمام الناس، وخاصة النساء، إليه.
وقبل كلمة قائد الثورة، تحدثت زوجة الشهيد غلام علي رشيد ووالدة الشهيد أمين عباس رشيد، وكذلك ابنة الشهيد حسين سلامي، حول دور المرأة ومسؤولياتها واحتياجاتها.
العِفّة في اللّباس: جمالٌ يُصون المرأة
في زمنٍ تتسابق فيه الموضات وتتغيّر مفاهيم الحياء، تبقى العفّة في اللّباس من أهمّ علامات الإيمان، ودليلًا على وعي المرأة بنفسها وقيمتها. الحجاب ليس مجرّد قطعة قماش، بل رسالةُ طُهرٍ تُعلن أنّ للمرأة مكانةً محفوظة وكرامةً لا تُمسّ. فحين تختار المرأةُ الاحتشام، فهي لا تحرم نفسها من الجمال، بل تختار الجمال الذي يحميها ويزيدها وقارًا ونورًا.
العِفّة في اللّباس
إنَّ حُكمَ وُجوبِ التستر من أرقى الأحكام في شريعة الإسلام. فالحجاب سببٌ في حفظ الأخلاق، وهو صورةٌ من صور التقوى والعِفّة. ومن أهمِّ أسباب تشريع الحجاب، ضبطُ غريزةِ الشهوة عند الإنسان، ومنعُ انتشار الفاحشة والفساد في المجتمع.
يأمرُ القرآن الكريم في شأن ضبط هذه الغريزة – التي هي من الواجبات الأساسية للمؤمنين – بالاعتدال وعدم التعدّي، وأولُ خطوةٍ في هذا الطريق هي حفظُ الحدود بين الرجل والمرأة، وهذا يتحقّق في البداية باللباس المناسب؛ لأنّ التبرّج أو قلّة الاحتشام من الأسباب التي تؤدّي إلى انحراف الفرد ثمّ المجتمع. ويمكن أن يقع هذا الانحراف من الرجال أو النساء على حدٍّ سواء.
يقول الله تعالى في سورة النور:
﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾ (۱).
في هذه الآية، لا ينهى اللهُ الرجالَ عن النظر بشهوةٍ فقط، بل يأمرُهم أيضًا بالاحتشام، ويُوجّه النبيَّ صلى الله عليه وآله أن يُبلّغ هذا الحكم للمؤمنين. والمقصود من «حفظ الفروج» في الآية – بحسب الروايات – هو سترها عن نظر غير المحارم.
قال الإمام الصادق علیه السلام: « كل آية في القرآن في ذكر الفروج فهو من الزنا إلا هذه الآية، فإنها من النظر، فلا يحل لرجل مؤمن أن ينظر إلى فرج أخته ولا يحل للمرأة أن تنظر إلى فرج أخيها » (۲).
في تتمّة الآية، يُشير اللهُ تعالى إلى فلسفة الحجاب والعفّة، ويعتبرها سببًا للطهارة والبُعد عن الذنوب والفساد. ثمّ في الآية التالية يأمر اللهُ نبيَّه صلى الله عليه وآله أن يُبلّغ هذا الحكمَ نفسه للنساء المؤمنات، فيقول تعالى: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ﴾ (٣).
إنّ الحجاب المفروض على النساء جاء بتأكيدٍ أكبر، وذلك بسبب طبيعة تكوينهنّ الجسدي، وأيضًا لأنّ الميل إلى الزينة والتجمّل وحبّ الجمال أكثرُ في النساء، لذلك خُصِّصت آياتٌ متعدّدة لهذا الموضوع.
كلمة «خُمُر» في قوله تعالى: «وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ» تعني الغطاء أو المقنعة التي تغطّي بها المرأة رأسها وصدرها. وتشير الآية إلى أنّ النساء قبل نزولها كنّ يلقين طرف خمارهنّ على الكتفين أو خلف الظهر، فكان يظهر شيء من العنق أو الصدر. فجاء الأمر الإلهي أن يُحافظن على سترهنّ الكامل، وألاّ يُظهرن زينتهنّ.
والمقصود بالزينة في الآية هو الحُليّ كالقلادة والخاتم وما شابه ذلك، عندما يكون ظاهرًا على الجسد، ولذلك لا يجوز للنساء أن يُظهرن الزينة التي تكون عادةً خفيّة، حتى وإن لم يظهر الجسد نفسه.
وفي آيةٍ أخرى، يأمر اللهُ تعالى نبيَّه صلى الله عليه وآله وسلم أن يُعلن حكمَ الحجاب لزوجاته وبناته ونساء المؤمنين، فيقول سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ (٤).
قال العلّامة المجلسي رحمه الله في تفسير هذه الآية:
«إنّ النساء كنّ يخرجن إلى المسجد ويصلّين خلف رسول الله صلى الله عليه وآله، فإذا كان الليل وخرجن إلى صلاة المغرب والعشاء والغداة، يقعد الشابّ لهنّ في طريقهنّ فيؤذونهنّ ويتعرّضون لهنّ، فأنزل الله هذه الآية» (٥).
أما كلمة «الجلباب» فهي ثوبٌ واسعٌ أكبر من الخمار وأصغر من العباءة، تلبسه المرأة عادةً لتغطّي به رأسها وعنقها وصدرها، خصوصًا عند خروجها من المنزل.
وفي قوله تعالى: «يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ»، يأمر اللهُ النساءَ أن يُرخين أغطيتَهنّ على أنفسهنّ ليُغطّين أعناقَهنّ وصدورَهنّ تمامًا حتى لا يُرى منهنّ شيء.
ثمّ يذكر اللهُ تعالى الحكمةَ من هذا التشريع، فيقول إنّ هذا الحجاب الكامل والعفيف يجعل النساء معروفاتٍ بالعفاف والطهارة، فلا يجرؤ أحدٌ على التعرّض لهنّ، وبهذا يتحقّق لهنّ الأمان.
والأمن من أهمّ وأبسط الحاجات الإنسانية، فإذا فقده الناس في حياتهم اليومية – في الشارع أو في العمل أو في المدرسة – شعروا بالخوف والاضطراب شيئًا فشيئًا حتى يُصابوا بالتوتّر النفسي.
والنساء بطبيعتهنّ، بسبب خصائصهنّ الشخصية ومكانتهنّ الاجتماعية، أكثرُ حاجةً إلى هذا الشعور بالأمان؛ لأنّ في المجتمعات البشرية دائمًا رجالًا يفتقدون التربية الأخلاقية السليمة، يبحثون عن فرصةٍ لإيذاء النساء أو استغلالهنّ أو التعرّض لهنّ بسوء.
ومن الأسباب التي تُضعف هذا الأمان وتُعرّض النساء للأذى، قلّة الاحتشام أو عدم ارتداء اللباس المناسب؛ لأنّ ذلك يُثير غرائز بعض الرجال ويُسبّب حالةً من عدم الاستقرار والأمان في المجتمع.
الأمرُ بالعفّة موجَّهٌ إلى جميع المسلمين
إنّ اللهَ تعالى قد ألزمَ جميع المؤمنين – رجالًا ونساءً – بستر أجسادهم وصونها، فقال سبحانه: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) (٦).
وقال أيضًا: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) (٧)
ومع ذلك، يبدو أنّ الأحكام والتوجيهات الإسلامية في هذا المجال تتوجّه أكثر نحو النساء. والسبب في ذلك واضح، لأنّ المرأة مظهرُ الجمال والزينة، ومن هذه الجهة تكون الحاجة إلى الحجاب والستر عندها أشدّ وأعظم.
فالتركيبُ الجسديّ والنفسيّ والأخلاقيّ والفِطريّ للمرأة يجعل الحياء عندها أكثرَ بروزًا واهتمامًا في نظر الشريعة. قال الإمام الصادق عليه السلام: «الحياء عشرة أجزاء، تسعة في النساء وواحد في الرجال» (٨)
إنّ العفّة في المرأة وسيلةٌ لرفعتها وتكريم شخصيّتها في نظر الآخرين، حتى في عيون الرجال ضعفاء النفس أو الميالين للشهوة. غير أنّ العفاف لا يختصّ بالنساء، بل هو مطلوبٌ من الرجال أيضًا. إلاّ أنّ التأكيد على عفّة المرأة جاء لأنّ الرجل – بما لديه من قوّةٍ جسديّة – قد يظلم المرأة أو يتعدّى عليها خلافًا لإرادتها.
وعلى ما بُيّن سابقًا في معنى العفّة وحقيقتها، فهي حالةٌ نفسيّة في الإنسان تمنعه من غلبة الشهوة عليه. ومن أوضح مظاهر العفاف ما يكون في العلاقة بين الرجل والمرأة، والمقصود به التزام الحجاب الشرعي، وضبط النظر، والابتعاد عن التبرّج أمام غير المحارم.
وهذا التكليف لا يختصّ بالنساء، بل هو أمرٌ إلهيٌّ موجَّهٌ إلى جميع المسلمين رجالًا ونساءً.
الخاتمة
إنّ العفّة ليست حجابًا للجسد فحسب، بل هي حجابٌ للقلب والعقل والسلوك. المرأة العفيفة تُربّي جيلًا طاهرًا، وتبني مجتمعًا آمنًا.
فلنبدأ من أنفسنا، ولنجعل الحياء زينتنا في البيت، وفي الشارع، وفي العمل.
ليكن حجابكِ إعلانًا عن إيمانكِ، لا عن خوفكِ.
أسئلة وأجوبة
س1: لماذا يأمر الإسلام الرجال والنساء معًا بالعفاف؟
ج: لأنّ العفّة تحمي الإنسان من الوقوع في الفاحشة، وهي طريقٌ لحفظ كرامة المجتمع وأمنه، وليس خاصًّا بجنسٍ دون آخر.
س2: ما الفرق بين خمار المرأة وجلبابها؟
ج: الخمار غطاء الرأس والصدر، أمّا الجلباب فهو ثوبٌ واسع يُغطّي الجسد عند الخروج، وهو أكبر من الخمار وأصغر من العباءة.
س3: هل الحجاب يُقيّد حرّية المرأة؟
ج: أبدًا، بل يمنحها حرّيةً حقيقيةً في أن تُرى بعقلها وأخلاقها، لا بجسدها وزينتها.
س4: كيف يُحقّق الحجاب الأمن للمرأة؟
ج: لأنّه يُظهرها بصورةٍ محترمة، فيمنع ضعاف النفوس من التعرّض لها، فيسود الأمان في المجتمع.
س5: هل العفّة تُطلب من الرجال أيضًا؟
ج: نعم، فالعفاف خُلُقٌ للمؤمنين جميعًا، والرجل مأمورٌ بغضّ البصر وضبط الشهوة كما المرأة مأمورة بالحجاب والحي.
1. نور : ۳۰.
2. بحارالانوار / العلامة المجلسي / الطبعة موسسة الوفاء / المجلد: ۱۰۴ / الصفحة: ٣٣.
3. نور : ٣١.
4. احزاب: ٥٩.
5. بحارالانوار / العلامة المجلسي / الطبعة موسسة الوفاء / المجلد: ۱۰۴ / الصفحة: ٣٣.
6. نور : ٣٠.
7. نور : ٣١.
8. مكارم الاخلاق / الطبرسي، رضي الدين / المجلد : 1 / الصفحة : 201.
الفلفل الأحمر منها.. 4 أغذية تحتوي فيتامين سي أكثر من البرتقال
عندما تفكر في فيتامين سي، ربما يتبادر إلى ذهنك البرتقال. تحتوي هذه الفاكهة الحمضية الحلوة على 70 إلى 90 مليغراما من الفيتامين، الذي له فوائد صحية كبيرة. إنها كمية تلبي الكمية الموصى بها من قبل الطبيب، وهي 90 مليغراما يوميا للرجال، وتتجاوز 75 مليغراما الموصى بها للنساء. يمكن أن يساعد الحصول على الكمية اليومية الموصى بها من الفيتامين في حماية بشرتك وعظامك، بالإضافة إلى تقليل خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب ونزلات البرد الشائعة.
في الواقع، بالنسبة للعديد من العائلات، أصبح البرتقال -وعصيره- وسيلة وقائية وعلاجية يومية شائعة للأمراض.
قالت أخصائية التغذية ديفون بيرت "إنه مما يعرف بالمغذيات الأساسية، مما يعني أن جسمك لا يصنعه، لذلك عليك الحصول عليه من نظامك الغذائي".
الخبر السار هو أنه يمكنك الحصول على فيتامين سي من أكثر من مجرد برتقالة. إليك بعض الأطعمة الأخرى الأكثر شيوعا التي توفر هذا الفيتامين بكمية أكبر:
الفلفل الأحمر الحلو
يحتوي الفلفل الأحمر الحلو على فيتامين سي أكثر بـ3 مرات تقريبا من البرتقال، بمعدل 190 مليغراما لكل ثمرة.
يؤكد بيرت "تحتوي حبة الفلفل الأحمر متوسطة الحجم على أكثر من 150% من الكمية اليومية الموصى بها من فيتامين سي".
يعد الفلفل الأحمر الحلو لذيذا عند تحميصه وحشوه باللحم البقري والخضار، أو تقديمه كوجبة خفيفة مع صلصة رانش صحية، كما أنه مصدر رائع لفيتامين إيه الضروري لحماية العين.
الجوافة
الجوافة فاكهة استوائية قليلة الاستخدام، غنية بالنكهة، وتحتوي على ما يصل إلى 247 مليغراما من فيتامين سي، حسب النوع.
تزود معظم أنواع الجوافة المزروعة، والتي تعد بالعشرات، المتسوقين بـ200% من الكمية الموصى بها يوميا من فيتامين سي.
قطعها واخلطها في سلطة سيزر أو أضفها إلى آيس كريم الفانيليا للحصول على جرعة منعشة من فيتامين سي. كما أن هذه الفاكهة غنية بالألياف، حيث تحتوي على 5.4 غرامات، أو أكثر من ضعف الكمية الموجودة في البرتقال.
الكيوي
يحتوي كوب من الكيوي النيْء على ضعف كمية فيتامين سي الموجودة في البرتقال على الأقل، حيث يحتوي على 137 مليغراما.
قال بيرت "تناول ثمرة كيوي واحدة على الإفطار، وستكون قد استهلكت حوالي 117% من الكمية الموصى بها يوميا من فيتامين سي".
يعد الكيوي خيارا رائعا عند تقطيعه إلى شرائح فوق دقيق الشوفان أو في عصير سموثي. كما أن هذه الفاكهة الزغبية غنية بالفيتامينات والمعادن الأساسية، مثل فيتامين إي الذي يحمي المناعة. ويحتوي على 7% من الكمية اليومية الموصى بها وهي 15 مليغراما.
قالت أخصائية التغذية جيليان كولبيرتسون "الكيوي من الفواكه القليلة التي تحتوي على كمية جيدة من فيتامين إي. وتشير الدراسات إلى أن فيتامين إي في الكيوي متوفر بيولوجيا بشكل كبير، لذا يمكن لجسمك استخدامه بسهولة".
الجرجير
يحتوي هذا الخضار المدهش على ضعف كمية فيتامين سي الموجودة في البرتقال على الأقل، حيث تحتوي 80 غراما من الجرجير على 50 مليغراما. أي 10 مليغرامات إضافية من البرتقال بنفس الوزن.
على الرغم من أن معظم الجرجير يتكون من الماء، فإنه مصدر جيد لفيتامين كيه، حيث يحتوي كل كوب منه على 85 ميكروغراما. وهذا يقارب الكمية الموصى بها وهي 90 ميكروغراما للنساء و120 ميكروغراما للرجال.
كمية البروتين المطلوبة يومياً
يقول الدكتور أندرو فريمان، طبيب القلب في المركز الوطني للصحة في مدينة دنفر عاصمة ولاية كولورادو الأمريكية، إن التركيز المبالغ فيه على البروتين قد يجعل الناس يتجاهلون عناصر غذائية أخرى مهمة مثل الألياف، والحديد، وفيتامين د، والتي غالباً ما تكون ناقصة في النظام الغذائي الأمريكي، فالألياف، على سبيل المثال، أساسية لصحة الجهاز الهضمي وتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
تحدد التوصيات اليومية المعيارية، أن الإنسان يحتاج نحو 0.8 غرام من البروتين لكل كيلوغرام من وزن الجسم، وهذا يعني أن شخصاً يزن 200 رطل يحتاج حوالي 73 غراماً يومياً لتلبية احتياجاته الأساسية.
أما إذا كان هدف الشخص زيادة الكتلة العضلية، أو ممارسة تدريبات مكثفة، فقد يحتاج إلى نحو 1.2 إلى 2 غرام لكل كيلوغرام، لكن في الغالب سيُحفّز شعور الجوع الطبيعي الجسم لتناول الكمية اللازمة دون الحاجة لمكملات إضافية.
فالبروتين ضروري لبناء العضلات ودعم وظائف الجسم، كما أنه يمنح شعوراً بالشبع لفترة أطول، ما قد يساعد في التحكم بالوزن، وفي الغالب، لا يشكل تناول كمية أعلى من البروتين خطرًا على معظم الأشخاص، إلّا أن الإفراط قد يزيد من عبء عمل الكلى عند بعض الفئات، مثل الأطفال أو مرضى الكلى.
في النهاية، يوصي الخبراء بتناول نظام غذائي متوازن غني بالخضروات، والفواكه، والدهون الصحية، والبروتين، مع التنويع في المصادر النباتية والحيوانية، مع التأكيد على أن الاهتمام الزائد بالهدف اليومي من البروتين ليس ضرورياً لمعظم الأشخاص، فالتوازن والاعتدال هو الأهم.
فوائد اليود لجسمنا.. تعرف على أعراض نقصه وكيفية تعويضه
يُعد عنصر اليود النادر ضرورياً لسلامة وعمل الغدة الدرقية. وقد يبقى نقصه في الجسم من دون ملاحظة لسنوات، مما يقوّض الصحة تدريجياً.. فكيف يمكن اكتشاف نقصه في جسمنا؟
يحتاج الجسم إلى اليود لدوره في:
تنظيم الأيض – تتحكم هرمونات الغدة الدرقية (T3 وT4)، التي تحتوي على اليود، في سرعة الأيض.
دعم الوظائف الإدراكية – يساعد على صفاء الذهن، وتحسين الذاكرة والتركيز.
استقلاب الطاقة – يساهم في تحويل الطعام إلى طاقة بدلا من تخزينه كدهون.
التحكم في درجة حرارة الجسم – يشارك في تنظيم حرارة الجسم.
نمو الجنين بشكل سليم – مهم جدا لنمو الجهاز العصبي ودماغ الطفل أثناء الحمل.
أما علامات نقص اليود في الجسم فهي:
التعب المزمن – شعور مستمر بالضعف حتى بعد النوم الكافي.
جفاف الجلد وتقصف الشعر – نتيجة عدم قدرة الغدة الدرقية على تجديد الخلايا.
زيادة غير مبررة للوزن – بطء الأيض رغم اتباع نظام غذائي ثابت.
انتفاخ الوجه والأطراف – خصوصاً حول العينين في الصباح.
ضعف الذاكرة والتركيز – ضبابية الذهن وصعوبة التركيز.
الاكتئاب – فقدان الاهتمام بالحياة واللامبالاة.
القشعريرة – شعور دائم بالبرد وبرودة اليدين والقدمين.
اضطرابات الدورة الشهرية – دورات غير منتظمة أو غزيرة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ حاجة الجسم لليود لا تتغير بشكل كبير مع التقدم في السن، وتظل ضرورية لوظائف الغدة الدرقية الطبيعية. ومع ذلك، غالباً ما يعاني كبار السن من أمراض مزمنة ويتناولون أدوية قد تؤثر على وظيفة الغدة الدرقية وامتصاص اليود. لذلك، لتقييم احتياجاتك من اليود، ينصح باستشارة طبيب الغدد الصماء لتحديد الفحوصات اللازمة، ووصف العلاج المناسب.
تعتمد حاجة الجسم اليومية لليود على العمر:
حتى 5 سنوات: 90 ميكروغرام.
5–11 عاماً: 120 ميكروغرام.
12 عاماً فما فوق: 150 ميكروغرام.




























