emamian
الموت والفناء في كلام الإمام علي (عليه السلام)
الرفاهية والإسراف من منظور التعاليم الإسلامية
"من منظور التعاليم الدين الإسلامي، يمتلك البشر بُعدين جسدياً وروحياً، ويجب على الإنسان أن يهتم باحتياجات كلا البُعدين. لم يجز الإسلام الرهبانية والعزلة. إن تصور أن المتدينين يجب أن يهتموا فقط بالبُعد الروحي هو فهم خاطئ للتعاليم الدينية.
بناءً على ذلك، من الناحية الفردية، يجب على المسلمين والمؤمنين تلبية احتياجاتهم الجسدية والدنيوية والسعي لتحقيق مستوى معيشي مقبول. كما أنه من الناحية الاجتماعية، يجب على الحكومات توفير بيئة مناسبة للعيش لمواطنيها حتى لا يشعر أفراد المجتمع بالقلق بشأن تلبية احتياجاتهم.
إنّ الاهتمام بالمعيشة وإدارة الشؤون المادية للحياة، من وجهة نظر الدين، له أهمية كبيرة حتى أنه يُعتبر أحد أركان الوصول إلى النمو والكمال.
وفقاً لرواية عن الإمام الصادق (ع)، فإن تدبير المعيشة يعني إدارة الأمور المادية للحياة إلى جانب التفقه في الدين والصبر على المشاكل والصعوبات، وهذا يؤدي إلى تحقيق الكمال في الأفراد.
بالإضافة إلى ذلك، في الأدعية الواردة عن الأئمة المعصومين(عليهم السلام)، تمّ تعليم الناس أن يطلبوا من الله تعالى الرفاهية في أمر المعيشة كما جاء "أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ الرَّفَاهِيَةَ فِي مَعِيشَتِي مَا أَبْقَيْتَنِي مَعِيشَةً أَقْوَى بِهَا عَلَى طَاعَتِكَ» (الكافي، ج٥، ص ٥٨٩).
الرفاهية تعني التمتع بالإمكانات الدنيوية بحيث لا يواجه الإنسان صعوبة أو مشقة في تلبية احتياجاته الأساسية للحياة الدنيوية مثل الطعام المناسب، والسكن، ووسائل النقل، وغيرها.
من منظور الدين الاسلامي فإن تلبية هذه الاحتياجات أمر ضروري، لأن الدين لا يركّز فقط على الجانب الروحي للإنسان، بل يأخذ في الاعتبار الجانب الجسدي أيضاً، لكن النقطة المهمة في تلبية الاحتياجات الأساسية للحياة الدنيوية من وجهة النظر الدينية هي أن الإنسان يجب أن يسعى لتلبية هذه الاحتياجات من خلال رؤية وتصور توحيدي صحيح، وفقط في هذه الحالة يمكن للإنسان أن يحدّد حدّاً معيناً ومعقولاً للسعي في سبيل تلبية إحتياجاته الأساسية.
تتفاعل مفاهيم الرفاهية وعدم الإسراف دائماً في التعاليم الأصيلة للإسلام وتتوازن فيها، ويمكن أن يساعد الالتزام بمبادئ القناعة، والتوفیر، والإدارة الصحیحة للموارد، ونشر الوعي في المجتمع في تحقيق الرفاهية المستدامة وتقليل الإسراف. هذه المناهج لا تؤدي فقط إلى تحسين جودة الحياة الفردية والجماعية، بل تلعب أيضاً دوراً فعالاً في الحفاظ على البيئة والعدالة الاجتماعية. لذلك، فإن تعزيز التعاليم الإسلامية والشيعية في مجال الرفاهية والإسراف هو وسيلة فعالة لبناء مجتمع عادل وصحي ومستدام، يتم فيه الحفاظ على كرامة الإنسان والاستفادة العادلة من النعم الإلهية".
رؤية الإمام الخميني (قدس سره) لمكانة المرأة في الإسلام
لقد اهتم الإمام (قدس سره) بشأن المرأة حتى جعل لها يوماً خاصاً يتجدد كل عام، لتبقى قضاياها وحقوقها وفعالياتها حاضرة على الدوام، يقول: "مبارك للشعب الإيراني العظيم، وخصوصاً النساء المحترمات، يوم المرأة المبارك، اليوم المجيد لتلك الجوهرة اللامعة التي كانت على الأساس للفضائل الإنسانية والقيم العالية "لخلافة الله" في العالم"[1].
لقد اختار لها يوماً من أشرف أيام الإنسانية وأعز الأيام على قلبه، يوم ولادة السيد فاطمة الزهراء )عليها السلام(. تلك الإنسان الكامل وقد عبر عنها أنها "الأساس للفضائل الإنسانية والقيم العالية" فاختيار هذا اليوم بالخصوص للمرأة ليس من قبيل الصدفة، وإنما يصيب أمرين في وقت واحد.
فهو يلفت إلى أهمية المرأة ودورها الأساسي في المجتمع، والذي تجسد بالسيدة الزهراء عليها السلام بأبهى صوره وأكمل شأنه وأرفع درجاته.
ومن جهة أخرى هو يوم القدوة الصالحة والكاملة للمرأة. فاليوم الذي ستنطلق منه المرأة كل عام هو يوم السيدة الزهراء )عليها السلام(، لتشكل القدوة التي يجب تقديمها للنساء، والتي يجب على النساء أن تسير على نهجها وبضيائها.
كل هذا يشير إلى أهمية المرأة ومكانتها السامية في نظر الإمام الخميني (قدس سره) الشريف وبالتالي بنظر الإسلام الأصيل.
ما قدمه الإسلام للمرأة
"خدم الإسلام المرأة بنحو لم يكن له سابقة في التاريخ، لقد انتشل المرأة من تلك الأوحال، وأكرمها وجعلها إنسانة ذات شخصية"[2].
"لم يخدم الإسلام الرجل بمثل ما خدم المرأة، إنكن لا تعلمن ماذا كانت عليه المرأة في الجاهلية، وما آلت إليه في الإسلام"[3].
لم يكن سهلاً ـ بالمعايير المادية ـ أن يقف ذلك الرجل العظيم بين أهل الجاهلية ليصرخ فيهم (وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ)[4].
وفي غضون سنوات قليلة استطاع هذا النبي الكريم بمعجزة وتسديد إلهي أن يقلب ذلك المجتمع المتحجر الذي هضم حق المرأة واحتقرها حتى وصل إلى الوأد المادي بعد وأد مكانتها معنوياً وتحويلها إلى عنصر فساد في المجتمع.
هذا المجتمع الذي استطاع أن يحوله الإسلام من مجتمع: "وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ"[5]، إلى مجتمع "الجنة تحت أقدام الأمهات" ومجتمع "فاطمة أم أبيها" ومجتمع "خير الأولاد المخدرات من كانت عنده واحدة جعلها الله ستراً له من النار" كما في الحديث النبوي الشريف.
هذا بعض ما قدمه الإسلام للمرأة بمجرد ظهوره.
وهذه الخدمة للمرأة لا تتوقف آثارها على خصوص المرأة بل هي خدمة للإنسانية جمعاء وللمجتمع بشكل عام، يقول الإمام قدس سره: "لقد من الإسلام على الإنسان بإخراجه المرأة من تلك المظلومية التي كانت تغط فيها في الجاهلية. فلقد كانت في نظرهم أدنى من الحيوان وكانت مظلومة، والإسلام هو الذي أخرجها من مستنقع الجاهلية"[6].
ومع كل غياب للإسلام عن المجتمع عبر التاريخ، تنحط مكانة المرأة، ومع كل إشراقة جديدة له ترتفع مكانتها في المجتمع مجدداً لترجع إلى إنسانيتها.
"لقد استعادت اليوم المرأة ـ هذا العضو الفاعل في المجتمع ـ مكانتها ـ إلى حد ما ـ ببركة النهضة الإسلامية"[7].
[1] - الكلمات القصار صفحة 285.
[2] - من كلمة بتاريخ 9/11/1978.
[3] - من كلمة بتاريخ 9/11/1978.
[4] - سورة التكوير. الآيتان / 8ـ9.
[5] - القرآن الكريم، سورة النحل. الآيتان / 58ـ59.
[6] - من كلمة بمناسبة يوم المرأة بتاريخ 6/5/1979.
[7] - من كلمة بمناسبة يوم المرأة بتاريخ 5/5/1980.
التوازن بين العبادة والمسؤوليات في حياة الزهراء (عليها السلام)
كانت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) قد لاقت ما لاقته من مشقّة العمل في المنزل، فاقترح عليها الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) أن تطلب خادمة من أبيها محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال لهما الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): "أفلا اُعلّمكما ما هو خير لكما من الخادم؟ إذا أخذتما منامكما فكبّرا أربعاً وثلاثين تكبيرة، وسبّحا ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، واحمدا ثلاثاً وثلاثين تحميدةً... فقالت (عليها السلام): رضيت عن الله وعن رسوله، رضيت عن الله وعن رسوله"[1].
فما كان من الزهراء (عليها السلام) إلّا أن حوّلت تلك العطية الإلهيّة إلى سُنّة وسلوك يوميّ، فصنعت سبحة ليتسنّى لها التسبيح بها متى شاءت، فعن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، قال: "إنّ فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت سبحتها من خيط صوف مفتّل معقود، عليه عدد التكبيرات، وكانت عليها السلام تديرها بيدها تكبر وتسبح حتّى قتل الحمزة بن عبد المطلب، فاستعملت تربته وعملت التسابيح فاستعملها الناس، فلمّا قتل الحسين عدل بالأمر إليه"[2].
ولم تقف بركات هذا التسبيح العظيم عند السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) مع كونه هديّة لها بداية، فقد كثرت الأحاديث التي تروي فضله وأهمّيته وأجر من سبّح به، ككون التسبيح به عند الأئمة دبر كلّ صلاة أحبّ إليهم من صلاة ألف ركعة في كلّ يوم[3]. ولعلّنا نستفيد من تعامل السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) مع هذا التسبيح، سلوكًا عمليًّا سهل المؤونة لإبقاء ذكر الله حاضرًا في حياتنا دومًا، فالمؤمن يستطيع أن يحمل سبحته أينما كان وأن يردّد فيها تسبيح السيدة الزهراء (عليها السلام) بكيفيته - التي لها أسرارها - متى استطاع ذلك، بل يمكنُه أن يسبح بأصابعه دون سبحة، فيشكّل ذلك تذكيرًا دائمًا له بالله عزّ وجلّ وعبادة دائمة فيستعين بذلك على أموره كافّة، كما كان التسبيح استعانة لها في شؤون منزلها (عليها السلام).
التوازن
إنّ التوازن والاعتدال أمران مطلوبان في كلّ شيء، فمن الخطأ أن ينزع الفرد نحو التفريط أو الإفراط في أيٍّ من شؤونه فينعكس ذلك سلبًا عليه، وفي المقام، لا بدّ من التوازن في موضوع العبادة، وهو ما نراه في حياة السيدة الزهراء (عليها السلام)، فمع أهمّية العبادة التي تبرز في حياة السيدة فاطمة (عليها السلام)، إلّا أنّنا لا نرى أنّها قصّرت في أداء أدوارها المُختلفة في حياتها، فلم تكن تمارس عبادتها على حساب أولادها وأهلها، بل كانت توازن بين الجميع. ففي رواية أنّ الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) دخل عليها يوماً وهي تصلّي، فسمعت صوته، فتوقّفت عن الصلاة وخرجت من المُصلّى فسلَّمت عليه. فمسح يده على رأسها وقال: "يا بنية، كيف أمسيت رحمك الله؟ عشّينا غفر الله لك وقد فعل"[4]، فالرواية تشير إلى أنّها كانت منشغلة بتعبّدها لله عزّ وجلّ، إلّا أنّها لما سمعت رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أتى دارها ويريد الطعام، توقّفت عن أداء مُستحبّاتها وخرجت إليه لتقدّم له ما يحتاج إليه، وفي ذلك إشارة إلى كيفيّة ترتيب الأولويّات في حياة الفرد. ويبيّن الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) أهمّية التوازن بين أدوار المرأة في حياتها فيقول: "إنّ على المرأة المسلمة أن تسعى في طريق الحكمة والعلم وفي طريق بناء الذّات معنويًّا وأخلاقيًّا وأن تكون في الطّليعة في ميدان الجهاد والكفاح، وأن لا تهتمّ بزخارف الدّنيا ومظاهرها الرّخيصة، وأن تكون عفّتها وعصمتها وطهارتها بحيث تدفع بذاتها عين ونظرة الأجنبيّ المريبة تلقائيًّا، وفي البيت سكينة للزّوج والأولاد وراحة للحياة الزوجيّة، وتُربّي في حضنها الحنون والرّؤوف وبكلماتها اللطيفة والحنونة أولادًا مهذّبين بلا عُقد، وذوي روحيّة حسنة وسليمة، وتُربّي رجال المجتمع ونساءه وشخصيّاته. إنّ الأم أفضل من يبني، فقد يصنع أكبر العلماء آلة إلكترونيّة معقّدة جدًّا مثلًا، أو يصنعون أجهزة للصّعود إلى الفضاء، أو صواريخ عابرة للقارّات، ولكن كلّ هذا لا يُعادل أهميّة بناء إنسانٍ سامٍ، وهو عمل لا يتمكّن منه إلّا الأمّ، وهذه هي أسوة المرأة المسلمة"[5].
[1] المسعودي، الأسرار الفاطمية، مصدر سابق، ص 290-291.
[2] إسماعيل الأنصاري، الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء عليها السلام، مصدر سابق، ج21، ص 122.
[3] المسعودي، الأسرار الفاطمية، مصدر سابق، ص 309 - 310.
[4] إسماعيل الأنصاري، الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء عليها السلام، مصدر سابق، ج21، ص 113.
[5] الإمام الخامنئيّ، إنسان بعمر 250 سنة، مصدر سابق، ص155.
تقدّم العلم وازدهار الاقتصاد في ظل الإسلام
مع أنّ الإسلام كان نهضةً وحركةً معنويّةً وأخلاقيّةً، والهدف الأعلى له عبارة عن صناعة الإنسان المتكامل والمطابق للنمط الإسلاميّ، فلا شكّ في أنّ، التطوّر العلمي والازدهار الاقتصادي هما من الأهداف الإسلاميّة، لذا، تلاحظون في الحضارة الإسلاميّة، أنّ الإسلام ظهر في أفقر بقاع العالم وأكثرها تخلّفًا، لكن، لم تكد تمضي خمسون سنةً من عمره، حتّى سيطر على أكثر من خمسين بالمئة من العالم المتحضّر في ذلك الزمان، ولم يمضِ أكثر من قرنين من عمر هذه الحضارة، حتّى أصبح العالم الإسلاميّ الكبير قمّة الحضارة البشريّة، من حيث العلم وأنواع العلوم والتطوّرات المدنيّة والاقتصاديّة. وهذا لم يكن ليحدث لولا بركة تعاليم الإسلام. فالإسلام لم يدعُنا للاهتمام بالمعنويّات، وأن نبقى غافلين عن صلب حياة المجتمع الإنسانيّ. علينا أن نستخدم جميع التدابير اللازمة من أجل استقلال الأمّة الإسلاميّة وفي سبيل عزّتها، وأهمّها المسألة الاقتصاديّة. بناءً على هذا، فإنّ العمل على تنمية الجوانب الاقتصاديّة للعالم الإسلاميّ، وتطويرها وازدهارها، هو من الأعمال التي هي - بلا شكّ - من الأهداف الإسلاميّة[1].
والوظيفة الحتميّة الأساسيّة للدولة الإسلاميّة هي تطوير العلم والمعرفة، ذلك أنّ الدولة الإسلاميّة من دون العلم والمعرفة لن تصل إلى مكان. كما أنّ ترويج الفكر الحرّ هو-أيضًا- مهمّ. وينبغي للناس واقعًا أن يتمكّنوا من التفكير في جوّ حرّ، حرّية التعبير تابعة لحرّيّة الفكر، عندما تكون حرّيّة الفكر موجودة، تكون حرّيّة التعبير موجودة بنحوٍ طبيعيّ. وإنّ حرية الفكر -أساسًا - هي التي تمكّن الإنسان من التفكير بحريّة. وفي غير جوّ حريّة الفكر، ليس هناك إمكانيّة للتطوّر. أساسًا، لن يكون هناك مكان للفكر، والعلم، ولمجالات التطوّر الإنسانيّ العظيمة. إنّ كلّ تقدّم أحرزناه في الأبحاث الكلاميّة والفلسفيّة، إنّما كان في ظلّ المباحثة والجدل والبحث ووجود الرأي المخالف. الإشكال الذي كنّا دومًا نوجّهه إلى الأقسام الثقافيّة، هو أنّهم - كدولة إسلاميّة - لم يؤدّوا دورهم جيّدًا، في ميدان الصراع الفكريّ، ينبغي أن يكون هناك صراع فكريّ، في النهاية، لا أن ينتهي الصراع الفكري عمليًّا بهذا النحو، وكما نستشهد نحن بقول سعدي: نطلق الكلب ونربط الصخرة[2]، نأخذ السلاح من يد أهل الحقّ، ومن أهل الفكر الذي نؤمن بحقّانيّته، لكنّنا نبسط يد أهل الباطل، بحيث ينزلون على رؤوس شبابنا ما يريدون من أنواع البلاء، لا، فليتكلّم هو، ولتتكلّموا أنتم، وليجري تلقيح الفكر في المجتمع. لقد توصّلنا من خلال التجربة إلى أنّه حيثما يعرض الكلام الحقّ على الملأ بمنطقه وتناسقه المطلوب، لن يكون لأيّ كلام قدرة الوقوف في وجهه ومجابهته[3].
[1] خطاب القائد في لقاء المشاركين في اجتماع بنك التنمية الإسلاميّ (25/6/1383).
[2] ترجمة أحد أبيات شعر سعدي الشيرازي الشاعر الإيراني المعروف.
[3] خطاب القائد في لقاء وزراء الحكومة (8/6/1384).
* صحيفة الامام، ج6، ص343: جميعنا مكلّف بحفظ هذا الأمر. إنّنا وصلنا بهذه النهضة الإسلاميّة إلى هنا، ودحرنا القوى. علينا من خلال هذه النهضة الإسلاميّة أن نبني من الآن فصاعداً. أي نتقدّم إلى الأمام جميعاً ومعاً، أن نشكّل جميعاً ومعاً حضارةً صحيحةً، لا حضارة كحضارة محمّد رضا شاه، حضارة إلهيّة، حضارة كحضارة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، تلك التي لا تفرّق بين جميع طبقات البشر، أبيضهم وأسودهم، سوى بالتقوى، "إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم". الميزان هو التقوى، الميزان هو الإنسانيّة.
الحاجة إلى الأمل في المستقبل والثقة بالله عز وجل
من ميزات الإحيائيين إزالة روح اليأس والهزيمة من نفوس المؤمنين. الحاجة إلى الأمل بالمستقبل والثقة بالله حاجة الرساليين في كل زمان ومكان، وهو مورد تأكيد القرآن الكريم في مواضع عديدة. لكن الحاجة إليه ازدادت بشدّة في ظروف الغزو الاستعماري للعالم الإسلامي، وهزيمة المسلمين نفسيًا وعسكريًا واقتصاديًا أمام الغزاة. ومن هنا نجد الأستاذ المحاضر يؤكد في كل مناسبة على غرس روح الأمل في النفوس. يقول: "هذا مبدأ إسلامي يقضي أن يكون مصير البشرية إلى خير، لماذا؟ لأن الله تعالى خلق السماوات والأرض وفق موازين الحق، وخلق الإنسان لينشد الحق بفطرته. والإنسان بما عنده من إرادة يجب أن يتحرك وفق ما تقتضيه فطرته ليصل إلى ذلك المقصد" (المحاضرة العشرون).
ولا يخالنّ أحد أن الأنبياء فشلوا في أداء مهمتهم الرسالية. إذ هذا الفهم لمصير الأنبياء هو ما يردده المتقاعسون لتبرير تقاعسهم وقعودهم. يذكر الأستاذ المحاضر آية ويعلق عليها يقول: "القرآن الكريم يعلمنا أن كل واحدة من النبوّات كان لها دور وفاعلية في سلسلة النبوات، إضافة إلى أنها دفعت بالبشرية خطوة إلى الأمام، وهذا ما تؤيده وثائق التاريخ. وهكذا أتباع الأنبياء يستطيعون أن يحققوا النجاحات بشكل مؤكد، ولكن بشرطين وإذا تحقق هذان الشرطان فالنصر حتمي، وليس من الضروري أن يتحقق هذا الانتصار بمعجزة. وما هما الشرطان؟ الأول: الإيمان، أي العقيدة الواعية، إيمان مقرون بالتزام، ومقرون بالسعي والحركة. الثاني: الصبر، ويعني المقاومة، والثبات في الساحة، وعدم ترك الميدان في اللحظات الحساسة والخطرة" (المحاضرة العشرون).
ثم يذكر ما تحمله ذاكرته من كلام في تاريخنا الحديث يقول: "أذكر بالمناسبة كلام شخص من تاريخنا الحديث كان يخاطب أتباعه في الحركة الدستورية الإيرانية ويقول لهم: ناضلوا، وإن اشتدت عليكم الأمور ناضلوا أيضًا، وإن أيقنتم بالفشل الحتمي واصلوا النضال، عندئذ سوف يُكتب لكم النصر، هذا كلام صحيح. حين يبقى الأمل بالنصر في كل أحوال الشدّة فإن النصر عاقبة الأمور، أما إذا دبّ اليأس فثمة الفشل والهزيمة" (المحاضرة العشرون).
ويخرج بنتيجة لها علاقة بواقعنا الراهن يقول: "لا يخالنَّ المسلمون أن التخلّف والفقر والذلّ مقرون بهم ومطبوع عليهم ولا يمكن أن يفارقهم، وأن القوى المتجبّرة في العالم قد قُدّر لها أن تبقى مسيطرة على رقاب الأمة تمتص دماءهم وتستنزف ثرواتهم!! لا، لو أن الملايين من أبناء الأمة الإسلامية قد التزموا بالإيمان وتحلّوا بالصب لكانت الغلبة لهم. هذه هي توصية القرآن الكريم للمسلمين في كل زمان ومكان". (المحاضرة العشرون).
الصدق: العمود الفقري لمجتمع معافى
إنّ من ضرورات الحياة الاجتماعية ومقوّماتها الأصلية شيوع التفاهم والتآزر بين أفراد المجتمع الواحد، ليتمكّنوا من النهوض بأعباء الحياة، وتحقيق غاياتها وأهدافها، لينعموا بحياةٍ هانئة وكريمة، ملؤها المودّة والسلام. وهذا لا يتحقّق إلا بالتفاهم والتعاون الوثيق وتبادل الثقة والائتمان بين الأفراد. ومن البديهي أنّ اللسان هو أحد أهمّ أدوات التفاهم والتواصل بين البشر، والترجمان العملي لأفكارهم وما يدور في خلدهم، فهو يلعب دوراً خطيراً في حياة المجتمع والأفراد. وعلى صدق اللسان وكذبه تبنى سعادة المجتمع وشقاؤه، فإن كان اللسان صادق القول، وأميناً في الشهادة والنقل، كان عاملاً مهمّاً في إرساء السلام في المجتمع، وزيادة أواصر التفاهم والتعاضد بين أفراده، وكان رائد خيرٍ ورسول محبّة بين البشر، وأمّا إن كان متّصفاً بالخداع والتزوير، والخيانة والكذب، غدا رائد شرّ، ومدعاةً للتباغض بين أفراد المجتمع، وسبباً لخرابه وفساده. لذا، كان الصدق من ضرورات الحياة الاجتماعية والفردية، لما له من انعكاساتٍ مباشرة على كلّ منها، فهو نظام عقد المجتمع السعيد والمسالم، ودليل استقامة أفراده والمؤكّد على صحّة وقوّة إيمانهم. لذا، كان التأكيد والحثّ الشديد في الآيات والروايات عليه، لأنّه، باختصار، هو العمود الفقري لمجتمعٍ معافى وسليم من الأحقاد والتنازع، وإيمان خالص وصادق بالله.
أقسام الصدق
للصدق صورٌ وأقسامٌ، أبرزها:
الصدق في الأقوال: وهو الإخبار عن الشيء على حقيقته من غير تحريفٍ أو تزوير.
الصدق في الأفعال: وهو مطابقة القول الفعل، كالبرّ بالقسم والوفاء بالعهد.
الصدق في العزم: وهو التصميم على أفعال الخير، فإن قام بإنجازها كان صادق العزم.
الصدق في النيّة: وهو تطهير النيّة من شوائب الرياء وغيرها من الآفات، والإخلاص لله تعالى في القصد، بحيث لا يكون الدافع ولا القصد سوى رضا الله والتقرّب إليه.
الكذب مفتاح الشرّ
الكذب صفة تجعل صاحبها ذليلاً وتذهب بماء وجهه واعتباره، وهي أصل الانفعال والخجل واسوداد الوجه في الدنيا والآخرة. والآيات والروايات الدالّة على خبث هذه الصفة كثيرة، منها:
رُوي عن الصادق الأمين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: "المؤمن إذا كذب بغير عُذر لعنه سبعون ألف ملك، وخرج من قلبه نتنٌ حتّى يبلغ العرش فيلعنه حملة العرش، وكتب الله عليه بتلك الكذبة سبعين زنيةً، أهونها كمن يزني مع امه"[1].
ورُوي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً قوله: "الكذب مجانب الإيمان، ولا رأي لكذوب"[2].
ورُوي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فيما أوصاه رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): "يا علي، إيّاك والكذب! فانّ الكذب يسوّد الوجه، ثمّ يُكتب عند الله كذابا، وإنّ الصدق يبيّض الوجه، ويُكتب عند الله صادقا، واعلم أنّ الصدق مبارك والكذب مشؤوم"[3].
ورُوي عن أبي جعفر الإمام محمد الباقر (عليه السلام) قوله: "إنّ الله عزّ وجلّ جعل للشرِّ أقفالاً، وجعل مفاتيح تلك الأقفال الشّراب، والكذب شرٌّ من الشراب"[4].
*من كتاب: أنوار الحياة- سلسلة زاد الواعظين - دار المعارف الإسلامية الثقافية
[1] الميرزا النوري، مستدرك الوسائل، ج9، ص86.
[2] م.ن، ج9،ص88.
[3] العلّامة المجلسي، بحار الانوار،ج74،ص67.
[4] الشيخ الكليني، الكافي: ج2، ص338.
حُسن الظنّ من الإيمان
0 6548 2016/04/02
◄اجتنبوا كثيراً من الظن:
صيانة أعراض الناس والمحافظة على حرماتهم وسمعتهم وكرامتهم من فرائض الإسلام وواجباته الأساسية حتى تقوى صِلات الأفراد، وحتى يكونوا كالبنيان المرصوص يشد بعضاً بعضه، وبذلك ينمحي من بينهم كلّ سبب من أسباب الفرقة، وينتفي كلّ ما يزرع في النفوس العداوة والبغضاء.
ولكي يتم ذلك، أوجب الإسلام على المسلم أن يحسن الظن بإخوانه المسلمين، فلا يحل لأحد منهم أن يتهم غيره بفحش أو ينسب إليه الفجور أو يسند إليه الإخلال بالواجب أو النقص في الدين أو المروءة، أو أي فعل من شأنه أن ينقص من قدره أو يحط من مكانته، ما لم يكن ثمة سبب يوجب تهمته، أو أمارة يوجب الشرع العمل بها، كأن يشهد الشهود العدول، أو يقر المتهم بما صدر عنه، أو يقف مواقف التهم، ونحو ذلك من الأدلة التي اعتبرها الشارع.
وقد أمر الله بالتثبت؛ ونهى عن تصديق الوهم والأخذ بالحدس والظن، فقال:
(وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا) (الإسراء/ 36).
أي لا تقل إني سمعت – والحال إنّك لم تسمع، ولا رأيت – والحال إنّك لم ترَ، ولا علمت – والحال إنّك لم تعلم؛ ولا تتبع الظن في أي قضية من القضايا فتصدق ما لا يتفق مع الواقع ولا مع العلم الصحيح، بل استعمل الوسائل الموصلة إلى الحقيقة، فإنّك مسؤول أمام الله عن ذلك كلّه.
وليس الأمر في التثبت والتبيّن مقصوراً على الفاسق، بل هو عام ينتظم الفاسق وغيره ممن ليس أهلاً للثقة بقوله والاطمئنان إلى خبره. وقد عتب الله على الذين يسارعون إلى التصديق دون أن يتثبتوا فقال: (لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ) (النور/ 13).
وقال:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) (الحجرات/ 12).
والظن المأمور باجتنابه هو التهمة التي لا دليل عليها، واتهام الغير بدون دليل موقع في الإثم ومُفضٍ إلى العقوبة؛ والرسول (ص) يقول محذراً من الظنون: "إياكم والظن، فإنّ الظن أكذب الحديث". ويقول: "حسن الظن من حسن العبادة".
إساءة الظن بمن وقف مواقف التهم:
فإنّ تظاهر إنسان بمعصية، أو اشتهر بتعاطي الريب، أو جاهر باقتراف السيئات، أو دخل مداخل السوء، فلا لوم على مَن أساء به الظن، لأنّ الظن هنا أصبح حقيقة. وما دام ذلك كذلك يكون بعضه من تمام الإيمان. يقول الرسول (ص): "مَن أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان".
سوء الظن عصمة:
وإذا كان الإسلام أوجب حسن الظن بالإنسان – ما لم يصدر عنه ما يوجب سوء الظن به من قول أو فعل، فإنّ على الإنسان أن يكون حذراً إذا عرضت له معاملة مع أحد من الناس، فيقدم سوء الظن حتى تستبين له الحقائق؛ كي لا يقع في شرك المخادعين، الذين لم يظهر ما في طواياهم.
فمثلاً، إذا أراد الإنسان أن يتزوج زوجة من أسرة مستورة الحال، ولم يبدُ منها ما يدل على ريبة، فإنّ عليه ألا يتعجل بعقد قرانها، وعليه أن يقدم الحذر حتى يتبيّن له كرم هذه الأسرة، وشرف محتدها، وصلاحية المرأة لمشاركته الحياة، وحسن قيامها بحقّ الزوج؛ لأنّه إذا اندفع في هذه الحال وأخذ بالظاهر دون أن يحتاط ويتحرى، ويقدم الحذر وسوء الظن، فربما ظهر له بعد العقد عليها ما يعرضه لمشكلات لا قبل له بها.
وكذلك إذا أراد الحاكم أن يعيِّن موظفاً، أو أراد الناخب أن يختار مرشحاً يمثله ويعبر عنه، فإنّه يجب عليه أن يتخير الكفء الأمين الذي ظهرت عدالته وحسن سيرته.
وكذلك إذا أراد مشاركة آخر في تجارة ونحوها، فعليه ألا يتعجل ويأخذ بالظاهر حتى يتبيّن له مدى أمانة شريكه، كي لا يعرِّض ماله للضياع والتلف. وفي هذا يقول الرسول (ص): "احترسوا من الناس بسوء الظن".
وجوب التأويل ما دام ممكناً:
وإذا رأى الإنسان من أخيه ما يستنكره فعليه أن يتأوّله – ما وجد له في الخير مذهباً –، يقول الله سبحانه:
(لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا) (النور/ 12).
أي طلبوا التأويل فظنوا الخير؛ إذ لولا التأويل ما كان هذا الظن الحسن. وإذا لم يجد باباً من التأويل ولا ما يدفع سوء الظن فَلْيبادر إلى مواجهة المظنون به، وليفاتحه بما ينسب إليه، فإما أن يعترف ويستمرىء ما هو عليه، وبذلك يسلم من إثم الظن، لأنّ الظن لا يتحول إلى يقين فيكون ما ظنه حقاً فلا تكون التهمة خالية من الدليل؛ وإما أن يحدث توبة ويستأنف حياة نظيفة فيكون ذلك من أعظم الخير الذي أسداه إليه؛ وإما أن تظهر براءته، ويكون الظن قائماً على غير أساس.
لا مؤاخذة بحديث النفس:
ومهما عرض للإنسان من شكوك في الناس من ريب بالنسبة لبعض الأفراد فإنّه لا يدخل في دائرة التحذير من سوء الظن ما لم تستقر هذه الشكوك في النفس، وتقوى وتشتد حتى تصل إلى حد الجزم والاعتقاد. لأنّ ما يعرض للنفس دون استقرار لا يقدر الإنسان على دفعه ولا يكلف به ولا يؤاخذ عليه.►
الكالسيوم مهم.. لكن تثبيته أهم
0 9728 2018/08/13
ما أثرعدم تناول أطعمة غنية بالكالسيوم؟
إذا تناولت كميات منخفضة من الكالسيوم قد يلجأ جسمك إلى العظام لتأمين احتياجاته من الكالسيوم. وسيؤدِّي ذلك إلى استنزاف مخزون جسمك من الكالسيوم ما يعرضك لخطر الإصابة بهشاشة العظام خصوصاً مع تقدّمك في العمر. تكمن أهمّية الحصول على كميات كافية من الكالسيوم فيدعم الوظائف الحيوية في الجسم وللتمتع بعظام قوية.
ماذا يفعل الكالسيوم في جسمك؟
* يساهم في نمو أسنان وعظام قوية ويحافظ عليها.
* يحافظ على سلامة وظائف العضلات والأعصاب
* يعزز حيوية الدورة الدموية.
أظهرت بعض الدراسات الحديثة دورالكالسيوم في مساعدة الجسم في حرق الدهون، ما يقود إلى إنقاص الوزن في الأنظمة الغذائية محدّدة السعرات الحرارية.
هل هذا كافٍ؟
يعتبر تأمين كميات كافية من الكالسيوم في نظامك الغذائي الخطوة الأولى نحو التمتع بعظام جيِّدة والحفاظ عليها.
هل تعلمم أنّ هناك العديد من العناصر الغذائية الأُخرى التي تساعد في تعزيز استفادتك من الكالسيوم وتساهم في تحسين امتصاص العظام للكالسيوم لتصير أكثر قوّة وصحّة؟
يبيَّن الجدول التالي أثر تلك العناصر الغذائية على العظام بالإضافة إلى الإشارة إلى المصادر المحتوية على كمية كافية منها:
العناصر الغذائية
الكمية التي ينصح بإستهلاكها يومياً
كيف تساعد العظام؟
مصادرها الغذائية
الفيتامتن D
200 IU
إنّ الجسم بحاجة ماسّة إلى الفيتامين D لأنّه يزيد من امتصاص الكالسيوم في الجسم.
أما النقص في فيتامين D يؤدِّي إلى امتصاص أقل للكالسيوم من الغذاء. وفي هذه الحالة، يقوم الجسم بسحب ما يحتاجه من الكالسيوم من العظام ليعوّض النقص لديه، ممّا يترك العظام ضعيفة وعرضة للكسر من أي حادث بسيط.
التعرض لأشعة الشمس، الحليب المدعّم، السلمون، السردين، التونا، الزيت وصفار البيض.
الفيتامين C
75 مغ
يساعد الأنزيمات في الجسم على العمل بطريقة سليمة وتكوين عظام قوية. كما يلعب دوراً في تكوين الكولاجين، المادّة التي يتكوّن العظم عليها. وهو أيضاً يحفّز الخلايا التي تبني العظام. بالإضافة إلى دوره في تعزيز وتحسين امتصاص الكالسيوم وتفعيل دور الفيتامينD .
الحمضيات وعصائرها، البروكولي، البندورة، القرنبيط، السبانخ، الملفوف والفراولة.
الفوسفور
700 ملغ
يشكّل الفوسفور أكثر من نصف وزن المعادن الموجودة في عظامنا.
الفوسفور مكوّن أساسي لخلايا الجسم وطبعاً خلايا العظام. فهو والكالسيوم معاً يكوّنان البلورات التي تعطي لعظامنا بنيتها وقوّتها.
الحليب، اللبن، المثلّجات، الأجبان، البيض، البازيلا واللحوم.
المغنيزيوم
320 ملغ
أكثر من 60% من المغنيزيوم في الجسم موجود في العظام، فهو يحسّن نوعية وكثافة العظام، ممّا يزيد من صلابتها. عدم الحصول على كمية كافية من المغنيزيوم يؤثّر سلباً على قدرة الجسم على استعمال الكالسيوم.
الحبوب الكاملة (القمح، الشوفان،....) الخضار ذات الأوراق الخضراء (السبانخ والبقدونس...) البطاطا، الشوكولا، المكسرات والبذور، البروكولي والموز.
الزنك
12 ملغ
الزنك عنصر مهمّ جدّاً لتكوين أساس العظام الصلبة وهو أيضاً مهمّ للأنزيمات التي تساعد على شفاء العظام.
اللحوم، الدجاج، رقاق الفطور المدعّمة، الحبوب الكاملة، المكسرات والبقوليات.
البروتين
60-80 غ
أيضاً البروتين هو مكوّن أساسي للعظام. 70% من وزن العظام يتألف من المعادن (الفوسفور والكالسيوم) 22% بروتين و8% ماء. إنّ تناول كميات مناسبة من البروتين يساعد على تحسين كثافة العظام.
الحليب القليل الدسم ومشتقاته، اللحوم، الدجاج، الأسماك، المكسّرات، والبقوليات.
من أين وكيف؟
إنّه جدول من العناصر الغذائية بلائحة طويلة من المعادن والفيتامينات والبروتينات وغيره. لكن لو تأمّلتَ جيِّداً في المصادر الغذائية الموّضحة في العامود الثالث، ستجد أنّ معظم هذه المأكولات من حبوب ولحوم وخضار وفاكهة وغيرها، موجودة فعلاً في خزانة المطبخ. ويمكنك أن تحصل منها على احتياجاتك من الكالسيوم، بالإضافة إلى العناصر الغذائية الأُخرى اللازمة لتثبيته في عظامك.
خير معلومة:
إنّ حليب ®Nestlé KLIM قليل الدسم ليس فقط معزّز بالكالسيوم ليزوّد المرأة (ما بين 19-50 عاماً) 100% من احتياجات الكالسيوم من خلال كوبين يومياً، بل إنّه يحتوي أيضاً على ال CalcilockTM ، مزيج فريد من العناصر الغذائية التي تساعد على امتصاص وتثبيت الكالسيوم في العظام.
واجهوا الفيروسات بالغذاء
0 5360 2016/12/23
المناعة تعني المواجهة، والمواجهة تعني التصدي، والتصدي فيه كثير من التحدي، والتحدي يحتاج إلى جهد وسعي وطاقة ومثابرة. فكيف نتحدى ونتصدى ونواجه في سبيل تعزيز مناعتنا الذاتية؟ سؤالٌ لاحٍ في بال صبية سَبَّب علاجها هبوطاً هائلاً في مناعتها وأعطاها الطبيب فرصة شهر، فإمّا تستعيد مناعتها طبيعياً وإلّا بات ضرورياً البحث عن علاج آخر.. فماذا تفعل؟ ماذا تأكل؟ كيف تتصرّف؟ وكيف تواجه؟
جهاز المناعة مُكوَّن من أعضاء وخلايا وبروتينات تساعد الإنسان على مقاومة الكائنات الحية والميكروبات التي تهاجم جسم الإنسان وتسيطر على بعض وظائفه، مسببة ظهور أمراض المناعة الذاتية أو الحساسية. والجلد هو من أهم الأعضاء التي تقوم عادة بوظائف مناعية من شأنها منع الميكروبات والحد من إختراقها جسم الإنسان.
خلايا المناعة الموجودة في الدورة الدموية مهمّتها مهاجمة الميكروبات. أمّا الخلايا الثابتة في الأغشية، فمهمّتها إلتهام الميكروبات ومساعدة الخلايا اللمفاوية على التعرف إليها والتعامل معها إذا هاجمت الجسم. في كل حال، قد يتأتى نقص المناعة عن أسباب خلقية، وقد يكون مكتسباً تسببه بعض الأمراض أو تناول بعض الأدوية، لاسيما منها الكورتيزون أو التعرض لإشعاعات كيميائية أو بسبب سوء التغذية.
يُحكى عن ثلاثة عوامل طبيعية تساعد على حث زيادة فعالية نظام المناعة في كل الفصول، هي:
أوّلاً: ضرورة إتباع نظام غذائي صحي.
ثانياً: ممارسة الرياضة أو الحركات البدنية البسيطة.
ثالثاً: الإبتعاد عن مصادر التوتر الذي قد يُصاب به الشخص، في أي عمر كان، لأن لكل عمر همومه.
وإذا كان الإبتعاد عن التوتر وممارسة الرياضة يحتاجان إلى قرار ذاتي، فإنّ المداواة وإعادة إكتساب المناعة عبر الغذاء تحتاجان إلى معرفة.. فماذا في التفاصيل التي تساعدنا على إستعادة وتحصين وظائف المناعة عبر إختيار الغذاء الملائم؟
يُحكى عن دزينة أطعمة رائعة في تحقيق الهدف، وهي:
1- الثوم: هو واحد من أفضل الأطعمة التي ترفع المناعة، كونه يحتوي على مضادات فيروسية حيوية قوية وخصائص مضادة للفطريات تساعد الجسم على درء ومكافحة العدوى. ولعل الإنتظام في تناول الثوم يساعد على محاربة الإلتهابات والأمراض الإلتهابية، مثل: نزلات البرد والتهاب المفاصل والأمعاء والتصلب المتعدد. وهو يساعد أيضاً على خفض ضغط الدم ومستويات الكوليسترول في الدم ومنع أنواع مختلفة من السرطان والبقاء في صحة جيدة. في كل حال يُنصح بتناول حبتي ثوم يومياً كي يُستفاد من مميزاته الهائلة.
2- العسل: حيث تبين أنّ الإستهلاك اليومي منه يقوي جهاز المناعة ومضادات الميكروبات والأكسدة، وله خصائص مضادة للجراثيم تساعد على محاربة العدوى من الفيروسات والبكتيريا والفطريات. ويساعد العسل أيضاً الجهازالهضمي، ويهدئ من إلتهاب الحلق، ويستخدم كعلاج للسعال، ويُحسن السيطرة على نسبة السكر في الدم والحساسية للأنسولين، ويشفي الجروح والندوب بسرعة. ويُنصح بتناول ملعقة عسل يومياً مع كوب من المياه الفاترة للإستمتاع بفوائده الكثيرة.
3- الزنجبيل: وقد استخدمت هذه العشبة عند القدماء لتعزيز نظام المناعة وعلاج الكثير من المشاكل الصحية. والزنجبيل له خصائص مضادة للميكروبات، وهو مطهر ومضاد حيوي ومضاد للإلتهابات، ويساعد على تخفيف آلام الحلق، والقضاء على فيروسات البرد، ويمنع نمو الخلايا السرطانية في البنكرياس والقرحة الهضمية، ويعزز حراك المعدة، ويقلل من الألم المزمن، ويخفض من الكوليسترول السيئ في الدم. ويُنصح بتناول كوب إلى إثنين يومياً من شاي الزنجبيل للحفاظ على صحة عمل النظام المناعي.
4- الشاي الأخضر: هو أفضل مشروب يعزز الجهاز المناعي، حيث ينتج نوعاً من الفلافونويد في الدم يساعد على محاربة البكتيريا ومنع الفيروسات من التكاثر. وهو مضاد قوي للأكسدة يساعد على التصدي للفيروسات والبتكيريا وغيرها من الكائنات الدقيقة التي تسبب مشاكل صحية. ولعل الإستهلاك المنتظم له يساعد على منع أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والسكتة الدماغية وأمراض اللثة وهشاشة العظام. ويُنصح بتناول الشاي الأخضر يومياً، مرّات عدّة، من دون إضافة الحليب إليه، لأن من شأن خلطه بالحليب تخفيض فعاليته.
5- الزبادي: ممتاز في تقوية جهاز المناعة وتدمير الفيروسات والبكتيريا السيئة وإنتاج سلالات من البكتيريا الجيدة تساعد الجسم على إمتصاص العديد من العناصر الغذائية الضرورية. ويُنصح بتناول اللبن يومياً من أجل تخفيض حدوث الإلتهابات المعوية ومحاربة أنواع مختلفة من الإلتهابات الفيروسية وتحسين عملية الهضم والحد من نزلات البرد وعلاج أنواع مختلفة من الإسهال.
6- البرتقال: وهو غني بفيتامين C، ومضادات الأكسدة القوية التي تساعد على تعزيز جهاز المناعة. ويعزز وجود فيتامين C إنتاج خلايا الدم البيضاء التي هي المفتاح لمكافحة العدوى. والبرتقال هو مصدر جيد أيضاً لفيتاميني A وB9 أو حمض الفوليك والنحاس وسواها من الفيتامينات الرائعة في تعزيز مهمة الوظائف المناعية. ويساعد تناوله أيضاً على خفض مستوى الكوليسترول وضغط الدم وتحسين الجهاز المناعي. ويُنصح بتناول كوب من عصير البرتقال الطازج صباحاً وكوب ثانٍ بعد الظهر.
7- الجوافة: هذه الفاكهة الأستوائية اللذيذة ممتازة في تعزيز وظائف المناعة، وهي تعمل على تسريع إستجابة الجهاز المناعي.
8- الجزر: ممتاز حيث إنّ الكاروتينات فيه ومنها مادة البيتاكاروتين الموجودة في الفاكهة والخضار ذات اللون الأحمر والأصفر والبرتقالي وفي الخضار الورقية الخضراء الداكنة تساعد على حماية نظام المناعة وعلى تعزيز إنتاج خلايا الدم البيضاء. وفي هذا الإطار، أظهرت الدراسات أنّ تناول الأطعمة الغنية ببيتاكاروتين يساعد الجسم على محاربة العدوى بسهولة أكبر.
9- الدجاج: وهو يحتوي على السيلينيوم وهو معدن حيوي يُعزز تطور خلايا الدم البيضاء وحركتها في الجسم. ولعل قطعة الدجاج الواحدة، متوسطة الحجم، تعطي نحو نصف الإحتياجات اليومية.
10- السلطعون: ممتاز هو أيضاً في تعزيز الجهاز المناعي.
11- الفاصولياء: لاسيما البحرية منها، رائعة هي أيضاً في تعزيز وظائف المناعة، حيث إنّ الجميع يحتاجون إلى القليل من حمض الفوليك، وعدم الحصول على ما يكفي من هذه المغذيات الحيوية، يمكن أن يُقلص في الواقع من نظام المناعة الحيوية الخاص، مثل الغدة الصعترية والغدد اللمفاوية. ويوصى بتناول نصف كوب من الفاصولياء البحرية يومياً عند العشاء من أجل الحصول على الكمية الموصى بها يومياً من حمض الفوليك.
12- الكرنب: الذي يحتوي على فيتامين A وهو مضاد للأكسدة، ما يقوي مناعة الجسم.
أصبحت أمامكم لائحة من الأطعمة الضرورية في مواجهة (هجمات) الفيروسات؛ لكن هل هذا كل شيء؟
وجود نظام مناعي سليم ضروري من أجل تمكين الجسم من المواجهة والمقاومة حين يتعرض إلى هجوم الفيروسات والبكتيريا والطفيليات المتسللة. وكي يتحقق هذا يفترض التعامل بشكل سليم مع الجسم والإبتعاد عن النظام الغذائي السيئ والتدخين وأخذ ما يلزم من حاجات الجسم للنوم.
وفي التفاصيل، يفترض من أجل مناعة قوية الإلتزام بالنقاط التالية:
- - النوم الكافي ليلاً، بمعدل يتراوح بين سبع وثماني ساعات، من أجل ضبط عمل أجهزة الجسم.
- - الإكثار من تناول السوائل وخصوصاً المياه المفيدة جداً في مد أجزاء الجسم بالعناصر الغذائية الحيوية، ومنها خلايا المناعة المنتشرة في مختلف أنحاء أنسجة الجسم، وتسهيل عبور الخلايا المناعية عبر الأوعية اللمفاوية.
- - تناول الخضار والفاكهة والحبوب الكاملة ومشتقات الألبان واللحوم والمكسرات وكل ما من شأنه مد الجسم بالعناصر الغذائية التي تسهم في بناء أنسجة الجسم، مع الإبتعاد عن أي ريجيم عشوائي.
- - وجوب التذكر دائماً أنّ أحد أبرز أسباب نقص الأملاح والفيتامينات في الجسم هو تدني مناعته.
- - الإبتعاد عن الأطعمة الجاهزة والإكثار من الطازجة منها.
- - الإبتعاد عن أسباب الإجهاد والتخفيف قدر الإمكان من التدخين وصولاً إلى وقف التدخين كلياً.
- - ممارسة الرياضة.
- - التخفيف من تناول الأدوية العشوائية التي لا داعي لها، لأنه يربك جهاز المناعة.
ويبقى أنّ تعزيز المناعة يحتاج إلى إبتسامة من القلب، إلى قهقهة من الأعماق، إلى ضحكة وسعادة وبهجة، لأنّ الفرح هو أفضل طب ودواء من أجل تعزيز وظائف المناعة، لأن كل خلية في الجسم لديها مستقبلات تجعلها تتأثر بمشاعر الإنسان، ما يجعل السعادة خط الدفاع الأوّل ضد كثير من الأمراض.
فلتكن أيامكم سعيدة ومآدبكم صحية وأجسامكم رياضية فتعيشوا بسلام في أجسام سليمة.




























