emamian

emamian

إقامة مراسم تشييع الأمينين العامّين لحزب الله، السيد الأممي والقائد التاريخي السيد حسن نصر الله، والسيد هاشم صفي الدين، اليوم الأحد في مدينة "كميل شمعون" الرياضية في العاصمة اللبنانية بيروت.

لحظة دخول جثامين الشهداء الى ملعب كميل شمعون

ودخل نعشا السيدين الشهيدين إلى باحة المدينة الرياضية ليرفع المشيّعون أصواتهم بالهتاف: "لبيك يا نصر الله"، و"إنّا على العهد يا نصر الله"، و"هيات منّا الذلة".

صرخة لبيك يا نصرالله عند وصول الجثمان الطاهر لشهيد الأمة

 

وهتفت الحشود بشعار "إنا على العهد يا نصر الله" تجديدًا لنهج السيد. وصدحت نداءات التلبية في المدينة الرياضية وسط هتافات تجديد البيعة لنهج السيد نصر الله.

وشقت قافلة النعشين طريقها بصعوبة وسط المحتشدين في مراسم التشييع.

وجرى بث خطابات الشهيد الأسمى السيد نصر الله خلال مرور قافلة النعشين.

حضور نبيه بري وممثل جوزيف عون في مراسم التشييع

وشارك نبيه بري، رئيس البرلمان اللبناني، وممثل عن جوزيف عون، رئيس الجمهورية اللبنانية، إلى جانب عدد من الشخصيات البارزة في البلاد والضيوف الأجانب في مراسم التشييع، مما أضفى عليها طابعًا رسميًا.

"الموت لإسرائيل والموت لأمريكا"… هتافات المشيعين في وداع شهداء المقاومة

تزامنًا مع تحليق الطائرات الحربية الصهيونية فوق موقع تشييع قادة المقاومة الشهداء، علت أصوات الجماهير المحتشدة بهتافات مناهضة لأمريكا والكيان الصهيوني، تأكيدًا على استمرار نهج المقاومة.

ومنذ ساعات الصباح الأولى، غصّت شوارع بيروت بالحشود المشاركة في المراسم، فيما قضى العديد من المشيعين ليلهم أمام ملعب كميل شمعون، رغم برودة الطقس القاسية، لضمان حضورهم في هذا الحدث التاريخي.

حضور واسع لممثلين رفيعي المستوى من دول العالم في المراسم

أعلنت اللجنة المنظمة لمراسم تشييع الشهيدين السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين عن مشاركة شخصيات رسمية لبنانية ودولية بارزة في هذه المراسم، مؤكدةً أن وفودًا من 79 دولة حول العالم، تضم ممثلين رفيعي المستوى، حضرت للمشاركة في هذا الحدث.

ومن إيران، توجه صباح اليوم إلى بيروت كل من سيد عباس عراقجي، وزير الخارجية، ومحمد باقر قاليباف، رئيس مجلس الشورى الإسلامي، برفقة وفود رفيعة المستوى لحضور المراسم.

الشيخ نعيم قاسم: نودع اليوم قائداً تاريخياً استثنائياً وطنياً عربياً إسلامياً ويمثل قبلة الأحرار في العالم

وألقى الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم كلمة بالمناسبة، وقال، أخاطبكم باسم أخي وحبيبي السيد حسن نصر الله السلام عليكم يا أوفى وأكرم وأشرف الناس ويا من رفعتم رؤوسنا عاليًا.

وأضاف، نودع اليوم قائدا استثنائيا عربيا إسلاميا يمثل قبلة الأحرار في العالم. السيد نصر الله قاد المقاومة إلى الأمة وقاد الأمة إلى المقاومة وبات كلاهما معه قلباً واحداً.

وتابع، السيد نصر الله أحب الناس وأحبه الناس وهو قائد العقول والقلوب ووجهته دائماً كانت فلسطين والقدس.

وعقب دخول النعيشيْن المباركيْن لأداء الصلاة على الجثمانيْن الطاهريْن،  ودعت الجموع الغفيرة سماحة السيد "بأمان الله يا شهيد الله".

وتعالت تكبيرات من المحبين والعشاق في وداع السيدين الشهيدين نصر الله وصفي الدين.

وصلى الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي عضو شورى حزب الله العلامة الشيخ محمد يزبك على جثماني السيديْن الشهيديْن.

تقديرات عدد الحضور في تشييع قادة حزب الله الشهداء بنحو 1.4 مليون شخص

وشارك مئات الآلاف في تشييع الشهيدين الكبيرين في كل لبنان وقدر المنظمون الأعداد بمليون و400 ألف شخص.

وانطلقت مسيرة التشييع باتجاه مرقد السيد الشهيد حسن نصر الله.

جدير بالذكر أن مراسم تشييع جثماني الشهيدين السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين أقيمت وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذها حزب الله والأجهزة الأمنية اللبنانية. كما دعت اللجنة المنظمة للمراسم المواطنين إلى الالتزام بالتوجيهات الأمنية.

الحشود الغفيرة في مراسم التشييع

 

شارك محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس الشورى الإسلامي، وممثلو مكتب سماحة قائد الثورة الإسلامية في مراسم تشييع الشهيد حسن نصرالله والشهيد صفي الدين، حيث قدموا واجب العزاء وأكدوا على أهمية الوحدة والمقاومة في مواجهة التحديات الإقليمية.

شهدت بيروت مراسم تشييع الشهيد حسن نصرالله والشهيد صفي الدين، بحضور واسع من المسؤولين والجماهير.

وشارك محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس الشورى الإسلامي، وممثلو مكتب سماحة قائد الثورة الإسلامية في مراسم تشييع الشهيد حسن نصرالله والشهيد صفي الدين.

وخلال مشاركتهم، شدد قاليباف وممثلو قائد الثورة على الدور الجوهري للوحدة والصمود في مواجهة التحديات التي تحيط بالمنطقة.

الأربعاء, 19 شباط/فبراير 2025 20:14

كيف ينظر الإسلام إلى العلم؟

هل الدّين والعلم يتّفقان أم يختلفان، وكيف ينظر الدّين إلى العلم؟ كيف ينظر العلم إلى الدّين؟ إنّه لبحث طويل كُتبت فيه كتب قيّمة عديدة.
 
هناك طبقتان من الناس تسعيان إلى إظهار أنّ الدّين والعلم متخالفان:
الأولى: هي الطبقة المتظاهرة بالتديّن ولكنّها تتميّز بالجهل، تعيش على الجهل المتفشّي في الناس وتستفيد منه. إنّ هذه الطبقة، لكي تُبقي الناس في الجهالة، وتسدل باسم الدّين ستاراً على مثالبها هي، وتُحارب بسلاح الدّين العلماء لتخرجهم من ميدان المنافسة، كانت تُخيف الناس من العلم بحجّة أنّه يتنافى مع الدّين.
 
والثانية: هي الطبقة المثقّفة المتعلّمة، ولكنّها ضربت بالمبادىء الإنسانية والأخلاقية عرض الحائط. وهذه الطبقة، لكي تُبرِّر لا مبالاتها وأعمالها المنكرة، تتذرّع بالعلم وتدّعي أنّه لا يأتلف مع الدّين.
 
وهنالك طبعاً الطبقة الثالثة - وهي دائماً موجودة - لها حظٌّ من كلٍّ من العلم والدّين، ولم يُخالجها قطّ إحساس بأيّ تناقض أو تنافٍ بينهما، ولقد سعت هذه الطبقة إلى إزالة الظلم والغبار الذي أثارته الطبقتان المذكورتان لدقّ إسفين بين هذين الناموسين المقدّسين.
 
إنّ بحثنا في الإسلام والدّين يُمكن أن يجري من جانبين اثنين، الجانب الاجتماعي، والجانب الدِّيني. فمن حيث الجانب الاجتماعي علينا أن نبحث فيما إذا كان العلم والدّين ينسجمان معاً أو لا ينسجمان. هل يستطيع الناس أن يكونوا مسلمين بالمعنى الحقيقي، أي أن يؤمنوا بأُصول الإسلام ومبادئه ويعملوا وفق تعاليمه وأن يكونوا علماء في الوقت نفسه؟ أم هل عليهم أن يختاروا واحداً منهما؟ فإذا بحث الأمر على هذا النحو، أفلا نكون متسائلين عن رأي الإسلام في العلم، وعن رأي العلم في الإسلام؟ وكيف هو الإسلام كدين؟ هل يستطيع، اجتماعياً، احتواء الاثنين؟ أم أنّه يجب أن يتغاضى عن أحدهما؟
 
الجانب الآخر هو أن نتعرّف إلى نظرة الإسلام إلى العلم. ونظرة العلم إلى الإسلام. وهذا، بالبداهة، ينقسم إلى قسمين: الأول هو معرفة وصايا الإسلام وتعاليمه بشأن العلم. هل يقول إنّ علينا أن نتجنّب العلم جهد طاقتنا؟ وهل يرى في العلم خطراً ومنافساً له في وجوده؟ أم أنّه على العكس من ذلك يُرحّب بالعلم بكلّ اطمئنان وشجاعة ويوصي به ويحثّ عليه؟ ثم علينا أن نعرف رأي العلم في الإسلام. لقد مضى على ظهور الإسلام ونزول القرآن أربعة عشر قرناً، وخلال هذه القرون الأربعة عشر كان العلم يتطوّر ويتقدّم ويتكامل، وعلى الأخصّ في القرون الأربعة الأخيرة، إذ كان تقدُّم العلم بصورة قفزات واسعة. والآن فلنرَ هذا العلم بعد كلّ تطوّره ونجاحه واضطراد تكامله، ما رأيه في العقائد والمعارف الإسلامية، وفي تعاليم الإسلام الاجتماعية والأخلاقية العملية؟ ترى هل يعترف بهذه أم لا يعترف؟ وهل رفع من شأنها أم أنزله؟
 
إنّ كل قسم من هذه الأقسام الثلاثة سيكون موضوع بحث، إلّا أنّ بحثنا هذا سيتناول قسماً واحداً منها وهو ما يتعلّق بنظرة الإسلام إلى العلم.
 
الإسلام يوصي بالعلم
ليس هناك أدنى شكٍّ في كون الإسلام يؤكّد على العلم ويوصي به، بحيث إنّنا قد لا نجد موضوعاً أوصى به الإسلام وأكّده أكثر من طلب العلم.
 
في أقدم الكتب الإسلامية المدوّنة نجد أنّ الحثّ على طلب العلم يأتي كفريضة، مثل الفرائض الأُخرى كالصلاة، والصوم، والحج، والجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
 
ثم، إضافة إلى الآيات القرآنية الكريمة، نجد أنّ أهمّ وصية يوصي بها الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم في سبيل العلم هو الخبر الثابتة صحّته لدى جميع المسلمين، وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "طلب العلم فريضة على كلِّ مسلم"[1] فطلب العلم واجب على جميع المسلمين، ولا يختصّ بطبقة دون أُخرى، ولا بجنس دون آخر. كلّ من كان مسلماً عليه أن يواصل طلب العلم.
 
وقال صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً "اطلُبوا العِلم ولَو بالصِّين"[2] أي إنّ العلم لا يختصّ بمكان معيّن، فحيثما يوجد علم عليك بالسفر في طلبه.
 
وقال صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً: "كَلِمة الحِكْمة ضالةُ المؤمن فحيث وجدَها فهو أحقُّ بها"[3] أي إنّ المؤمن لا يهتمّ بمن يتلقّى عنه العلم، أهو مسلم أم كافر كمثل الذي يجد ماله المفقود عند أحدهم، فلا يسأل عمَّن يكون، بل يأخذ منه ماله دون تردُّد، كذلك المؤمن، فهو يعتبر العلم ملكه، فيأخذه حيثما وجده. والإمام علي عليه السلام يوضح هذا الأمر بقوله: "الحِكمةُ ضالَّة المؤمن فاطلُبوها ولو عندَ المُشركِ تكونوا أحقّ بها وأهلَهَا"[4].
 
فطلب العلم فريضة لا يقف في وجهه متعلِّم ولا معلِّم ولا زمان ولا مكان أبداً. وهذا أرفع توصية يُمكن أن يوصي بها وأسماها.
 


[1] الكليني،الشيخ محمد بن يعقوب، الكافي، ج7، ص30، تصحيح وتعليق علي أكبر الغفاري، طهران، دار الكتب الإسلامية، مطبعة الحيدري، 1365هـ /ش/، ط2، ح1.
[2]  فتال النيشابوري، محمد بن أحمد، روضة الواعظين وبصيرة المتعظين، نشر منشورات الرضي، إيران، قم، الطبعة الأولى، 1417هـ، ج1، ص11.
[3] الشهيد الثاني، زين الدين بن علي، منية المريد، تحقيق وتصحيح رضا مختاري، نشر مكتب الإعلام الإسلامي، قم، الطبعة الأولى، 1409هـ، ص173.
[4] الطوسي، محمد بن الحسن، الأمالي، نشر دار الثقافة، قم، الطبعة الأولى، 1414هـ، ص675.

الأربعاء, 19 شباط/فبراير 2025 20:10

سوء الخلق يؤدي إلى قلة الرزق

ورُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "مَنْ ساءَ خُلْقُهُ ضاقَ رِزْقُهُ".

ومعادلة أخرى تكشف عن العلاقة الوطيدة بين أخلاق الإنسان وسَعَة أو ضيق رزقه، بل تكشف عن ارتباط مصير الإنسان كله بأخلاقه، إذ تُظهِر أن سُوء الخلق لا يؤثر فقط على علاقاته الاجتماعية بل يمتد تأثيره إلى النواحي الأخرى وهي الأهم بالنسبة إليه، رزقه الذي يعيش حياته كلها ساعياً خلفه. 

مِمّا لا شكَّ فيه أن للأخلاق المكانة الأسمى في الدين لا سيما الإسلام، فهي جزء لا يتجزأ من الإيمان، وهي الهوية الحقيقية للإنسان، فبها يمتاز عن سواه من الناس، وبها يتواصل مع الله تعالى ومع نفسه ومع محيطه الاجتماعي ومع الطبيعة، وكل ما جاء في شريعة الإسلام من حلال وحرام يهدف إلى بناء إنسان أخلاقي، متصفٍ بالفضائل والمحاسن التي حَسَّنها العقل، ومجتنبٍ للرذائل والقبائح التي قبَّحها العقل، في الإسلام لا إيمان من دون إخلاق، وكلما حسُنَت أخلاق المرء حسُن إيمانه، يقول رسول الله (ص): "أَفضَلُكُمْ إِيْماناً أَحْسَنكُم أَخْلاقاً".
 
إن المعادلة التي كشف عنها الإمام (ع) تقوم على الربط بين سوء الخُلُق وضيق الرزق، ومفهوماً تقوم على الربط بين حُسنِ الخُلُق وسَعَة الرزق، وهذه حقيقة مشهودة لا تحتاج إلى سَوق أدلة وبراهين لإثباتها، فكلنا يعلم أن احترام الزَّبون والتزام الصدق والأمانة معه، واجتناب الغِشِّ والكذب والخيانة، كل ذلك يستقطب الزبون ويريحه ويجعل منه زبوناً دائماً، ولهذا نجد الشركات الكبرى منها والصغرى تحرص بشدة على سمعتها وصدق تعاملها مع الزبائن.
 
إن لكل إنسان خلقاً يتجلّى في سلوكه وتصرفاته، فإن كان سلوكه سيِّئاً انعكس سلباً على علاقاته مع الآخرين، مِمّا يؤدي إلى فقدان ثقتهم به، وعدم تعاونهم واجتنابهم التعامل معه، فيكون ذلك سبباً لقلة فرص العمل الأمر الذي يؤثِّر على مُجمَل حياته.
 
وبهذا يظهر أن سوء الخلق لا يُضرُّ بالنفس وحسب، بل يؤدي إلى قطع العلاقة مع الآخرين، وانعدام فرص العمل، وقلة الرزق، وكما أن الأخلاق الحسنة تساهم في توسيع الأبواب التي يمر منها الرزق، فإنَّ سوء الخلق من مسببات انقطاع البركة في الرزق.
 
وقد أكَّد رسول الله (ص) والأئمة الأطهار (ع) هذه الحقيقة في العشرات من أحاديثهم الشريفة، وقالوا: إن حُسنَ الخُلُق يجلب الرزق، وله أثر بالغ في النمو الاقتصادي، يقابله سوء الخُلَق وارتكاب الذنوب يؤديان إلى قلة الرزق، وقلة الفرص، وتراجع النمو الاقتصادي،  فقد رُوِيَ عن رسول الله (ص) أنه قال: "أكثِرُوا مِن الصَّدَقَةِ تُرزَقُوا" وعن الإمام عَلِيٍ (ع) أنه قال: "مُواساةُ الأخِ في اللَّهِ عزّوجلّ تَزِيدُ في الرِّزقِ" .

وعنه أنه قال: "استِعمالُ الأمانَةِ يَزِيدُ في‏الرِّزقِ"، وقال: "مَن حَسُنَتْ نِيّتُهُ، زِيدَ في رِزقِهِ"، وقال: "في سَعَةِ الأخلاقِ كُنُوزُ الأرزاقِ" وقال: "العُسْرُ يُفسِدُ الأخلاقَ، التَّسَهُّلُ يُدِرُّ الأرزاقَ".
 
ورُوِيَ عن الإمام الباقر (ع) أنه قال: "علَيكَ بالدعاءِ لإخوانِكَ بظَهْرِ الغَيبِ فإنّهُ يَهِيلُ الرِّزقَ". في المقابل رُوِيَ عن رسول الله (ص) أنه قال: "مَنْ حَبَسَ عَنْ أَخِيهِ المُسْلِمِ شَيْئاً مِنْ حَقٍّ حَرَّمَ اللَّهُ علَيهِ بَرَكةَ الرِّزقِ إلّا أن يَتوبَ".  وعن الإمام الباقر (ع) قال: "إنّ العَبدَ لَيُذنِبُ الذَّنبَ فَيُزوى‏ عنهُ الرِّزقُ".  وعن الإمام الصادق (ع) قال: "كَثرَةُ السُحْتِ يَمحَقُ الرِّزقَ".
 
وأُلفِتُ نظر القارئ الكريم إلى أن الرزق من مَنظور إسلامي مفهوم لا يقتصر على المال والمُقتنيات المادية الدنيوية، بل يشمل العقل، والعلم، والصحة، والعلاقات الاجتماعية الطيبة، والطمأنينة النفسية، والأخلاق الحسَنَة، وسوى ذلك، وفي الوقت الذي يؤكِّد القرآن الكريم على أن الرزق مُقَدَّر من عند الله تعالى، فإنه يدعو أيضاً إلى السَّعي والعمل وبذل الجهد وتهيئة الأسباب المطلوبة للرزق من قبل الإنسان، فالرزق من الله تعالى بلا رَيب، ولكنه يُستَمَدُّ منه تعالى بواسطة الأسباب، ومن أهمها حُسْنُ التعامل مع الناس، والاتصاف بالأخلاق الحميدة التي تجلب البركة في الدنيا والآخرة.

قائد الثورة الإسلامية، استقبل عصر اليوم الأربعاء، أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والوفد المرافق له، حيث أكد أن تعزيز العلاقات مع الدول المجاورة هو سياسة ثابتة للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأشار سماحته إلى أن من السياسات المعلنة لحكومة السيد مسعود بزشكيان أيضًا تعزيز العلاقات مع دول الجوار، مضيفًا أن بفضل الله، قد تم تحقيق إنجازات جيدة في هذا المجال، وأسفرت الجهود عن تقدم ملموس، كما أثنى على النشاط الدؤوب والتحركات الفاعلة لوزير الخارجية الإيراني، سيد عباس عراقجي، في هذا الشأن.

وأعرب قائد الثورة الإسلامية عن أمله في أن تعود الاتفاقيات المبرمة في طهران بالنفع على كلا البلدين، وأن يتمكن الطرفان من الوفاء بمسؤولياتهما تجاه بعضهما البعض كجارتين أكثر من أي وقت مضى.

كما أشار سماحة آية الله العظمى الخامنئي، خلال اللقاء، إلى تصريحات أمير قطر بشأن قضايا المنطقة، مضيفًا: نحن نعتبر دولة قطر بلدًا صديقًا وشقيقًا، إلا أن هناك قضايا غامضة وغير محلولة، من بينها إعادة مطالبات إيران التي تم نقلها من كوريا الجنوبية إلى قطر. وأكد سماحته أن العائق الأساسي أمام تنفيذ الاتفاقية المتعلقة بهذا الأمر هو أمريكا.

وأضاف قائلاً: لو كنا مكان قطر، لما أعرنا اهتمامًا للضغوط الأمريكية، وكنا سنعيد هذه المستحقات إلى الطرف المقابل، مشددًا على أن إيران لا تزال تتوقع مثل هذا الإجراء من قطر.

وأكد قائد الثورة الإسلامية في ختام حديثه: لا يوجد فرق بين الرؤساء الأميركيين.

وفي هذا اللقاء، الذي حضره أيضًا رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان، أعرب الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، عن سروره بلقاء قائد الثورة الإسلامية، مشيدًا بمواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دعم المستضعفين في العالم والشعب الفلسطيني. وتوجّه إلى قائد الثورة بالقول: "لن ننسى أبدًا وقوفكم إلى جانب الشعب الفلسطيني."

وأشار أمير قطر إلى الأوضاع الصعبة والخاصة التي تمر بها المنطقة، مؤكدًا أن هذه الظروف تستدعي مزيدًا من التعاون بين دول المنطقة لمواجهة التحديات المشتركة.

كما تطرّق الشيخ تميم إلى الاتفاقيات المبرمة بين إيران وقطر، بما في ذلك مشروع إنشاء نفق تحت الماء يربط بين البلدين، موضحًا أن اللجنة المشتركة بين البلدين ستباشر عملها قريبًا، ما من شأنه أن يسهم في زيادة حجم التبادل الاقتصادي في المستقبل القريب.

ودلل المحلل الذي تحدث لمجلة "بوليتيكو" الأمريكية على أن إدارة ترامب "قد أثرت بالفعل على السياسة الأوروبية، ولن تكون لديها أي مشكلة بالتأثير على مجمع الكرادلة السري لانتخاب البابا الجديد".

وتحدث المراقب الدقيق لسياسة الفاتيكان، لمجلة "بوليتيكو" دون ذكر اسمه عن إدارة ترامب، التي "قد تبحث عن شخص أقل صداماً من بيرغوليو".

وقالت المجلة في تقرير بعنوان "البابا فرنسيس يشعر باقتراب الموت فيتحرك لحماية إرثه"، أن "معركة الخلافة من المرجح أن تكون مسيسة للغاية"، في سيناريو كان فيه البابا "يمر بلحظة حساسة سياسيا"، حتى قبل تدهور صحته.

وذكّر المحلل بـ"الصدام مع نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، وهو كاثوليكي، الذي استشهد في الأيام الأخيرة بمفهوم اللاهوتي أورودو أموريس، وفسره بأنه نوع من التسلسل الهرمي للخير والصدقة، لتبرير سياسة إدارة ترامب في ترحيل المهاجرين".

وأشار إلى أن "هذه الدعوة قد قوبلت باعتراض شديد من جانب البابا، الذي كان قد كتب رسالة إلى مجمع الأساقفة الأمريكان، انتقد فيها، على الرغم من أنه لم يذكر الرئيس أو نائبه، الروايات التي تميز وتسبب معاناة غير ضرورية لإخوتنا وأخواتنا المهاجرين واللاجئين".

وحينها، كان رد فعل البيت الأبيض غاضبا، لدرجة أنه أشار إلى "احتمال نشوب معركة مسيسة للغاية على الخلافة"، بحسب استنتاج تقرير "بوليتيكو".

وبحسب تقرير "بوليتيكو" فإن البابا فرنسيس يشعر بقلق بالغ بشأن صحته بعد نقله إلى المستشفى مصابا بالتهاب شعبي حاد، وهو يسارع إلى ترتيب الأمور العالقة قبل المعركة لخلافته.

ويرقد البابا حاليا في جناح خاص في مستشفى جيميللي في روما بسبب إصابته بعدوى في الجهاز التنفسي.

وهذه هي أحدث أزمة صحية للبابا البالغ من العمر 88 عامًا، والذي خضع لاستئصال جزء من رئته عندما كان شابًا وأصبح ضعيفًا بشكل متزايد في السنوات الأخيرة.

وبحسب شخصين مطلعين على الأمر، فإن البابا يعاني من آلام شديدة.

ومع تدهور صحته خلال الشهر الماضي، تحرك فرنسيس أيضًا لاستكمال مبادرات رئيسية وتعيين شخصيات متعاطفة معه في مناصب رئيسية، في أعقاب بابوية ذات صبغة تقدمية اتسمت بالانقسامات الأيديولوجية المريرة.

الخلافة البابوية ستكون سياسية

في السادس من شباط/ فبراير، قبل دخوله المستشفى، مدد البابا فترة ولاية الكاردينال الإيطالي جيوفاني باتيستا ري كعميد لمجمع الكرادلة، وهو الدور الذي سيشرف على بعض الاستعدادات لاجتماع سري محتمل يحدد اختيار البابا الجديد. وقال الأشخاص إن هذه الخطوة، التي تجنبت بشكل مثير للجدل التصويت المقرر على العميد القادم من قبل كبار الكرادلة، كانت تهدف إلى ضمان سير العملية وفقًا لرغبات فرانسيس.

إن ري، الذي عمل لفترة طويلة في إدارة الفاتيكان، متقدم في السن بحيث لا يستطيع المشاركة في المجمع بنفسه. ومع ذلك، فإنه سيكون شخصية محورية في المناقشات التي تجري خلف الأبواب المغلقة والتي غالبًا ما تجري قبل المجمع. وقال أحد الأشخاص إن اختيار فرنسيس له كعميد بدلاً من مرشح أصغر سنًا يشير إلى أنه أراد الحفاظ على وجه ودود في الدور الذي سيدافع عن إرثه.

وقال هذا الشخص إن "الفترة التي تسبق المؤتمر أكثر أهمية لأنها المكان الذي تتم فيه عمليات الضغط".

كما أن ري سيتولى أيضًا إقامة مراسم جنازة البابا فرانسيس في حال وفاته.

وفي يوم السبت، سارع البابا إلى اتخاذ خطوة إصلاحية غير مسبوقة بتعيين الراهبة رافاييلا بيتريني حاكمة جديدة وأول امرأة لمدينة الفاتيكان، معلناً أن ولاية بيتريني ستبدأ في الأول من آذار/ مارس.

عقب انتهاء مباحثات أميركية روسية في الرياض وصف الرئيس الروسي فلادمير بوتين في تصريحات صحفية من مدينة سان بطرسبورغ المفاوضات بالايجابية مشددا على ان تسوية الازمة الاوكرانية مرهون برفع مستوى الثقة بين روسيا والولايات المتحدة، كما عبر بوتين عن ترحيبه بلقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكن بعد القيام ببعض الترتيبات.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: لا يمكن تسوية الأزمة الأوكرانية من دون رفع مستوى الثقة بين روسيا والولايات المتحدة. لا نتدخل في العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة ونعطي أولوية كبرى لتسوية الوضع في أوكرانيا.

من جانبه قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه قد يلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين قبل نهاية الشهر الجاري واصفا محادثات الرياض بالجيدة جدا. و رحب ترامب بفكرة إرسال أوروبا لقوات حفظ سلام إلى أوكرانيا إذا أبرم صفقة مع روسيا تنهي حربها هناك.

وفي انتقادات لاذعة للرئيس الاوكراني فلودومير زيلينسكي قلب ترامب فجأة الطاولة على الحليف الاوكراني محملا اياه مسؤولية الغزو الروسي الشامل الذي وقع قبل نحو ثلاث سنوات، ووصف زيلينسكي بالرئيس غير الكفوء تصدر عنه اقوال سخفية.

مساعي ترامب لإيجاد تفاهمات مع بوتين لإنهاء النزاع الأوكراني بطريقة تحفظ المصالح الأميركية، بينما تضمن لروسيا نفوذها في المنطقة حسب المراقبين عززت مخاوف اوروبا من التهميش خاصة مع غياب اي حضور اوكراني و اوروبي في محادثات الرياض في مؤشر على استقلالية القرار الاميركي في عهدة ترامب عن الحسابات الأوروبية حيث يرى المراقبون ان اوروبا تجاوزها الزمن، وأصبحت خارج اللعبة.

الأربعاء, 19 شباط/فبراير 2025 19:55

هل ستشن أمريكا و"إسرائيل" حربًا على إيران؟

أسباب استبعاد الحرب

من أبرز الأسباب التي تجعل الحرب غير مرجحة، الكلفة الباهظة التي ستتكبدها الولايات المتحدة وحليفها الإسرائيلي. فإيران تمتلك قدرات عسكرية متقدمة، تشمل صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة قادرة على استهداف القواعد الأمريكية في الخليج والكيان الإسرائيلي، وهو ما تحسب له واشنطن حسابًا دقيقًا. إضافة إلى ذلك، تمتلك إيران العديد من الأوراق غير المكشوفة التي قد تفاجئ خصومها.

وقد توعّد قائد الثورة، الإمام السيد علي خامنئي، الولايات المتحدة، قائلًا:

"إذا هددنا الأمريكيون، سنهددهم. وإذا نفذوا تهديداتهم، سننفذ تهديداتنا. وإذا اعتدوا على أمننا، سنعتدي على أمنهم دون أي تردد."

كما أن تعرض إيران لهجوم عسكري قد يدفعها إلى تغيير عقيدتها النووية أو الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وربما تقليص المزيد من التزاماتها في الاتفاق النووي.

التداعيات الاقتصادية العالمية

أي هجوم كبير على إيران سيؤدي إلى اضطرابات في سوق النفط العالمي، نظرًا إلى موقعها الجغرافي المطل على مضيق هرمز، أحد أهم الممرات البحرية في العالم، والذي يمر عبره نحو 20% من إمدادات النفط العالمية. وبالتالي، فإن أي تصعيد عسكري سيضر بالاقتصاد الأمريكي والعالمي على حد سواء.

من جهة أخرى، فإن حليف إيران في اليمن، يسيطر على مضيق باب المندب، الذي يربط المحيط الهندي بقناة السويس والبحر المتوسط، ومنه إلى مضيق جبل طارق فالمحيط الأطلسي. وتمر عبره ناقلات النفط والسفن التجارية بين آسيا وأوروبا وأمريكا، إذ تستحوذ التجارة المارة عبر المضيق على ما بين 12% و15% من إجمالي التجارة العالمية، وحوالي 10% من النفط المنقول بحرًا.

رفض أمريكا التورط في حرب جديدة

بعد انسحابها من أفغانستان والعراق، لا تبدو الولايات المتحدة في وارد التورط في حرب طويلة جديدة في الشرق الأوسط. كما تدرك الإدارة الأمريكية أن أي حرب ضد إيران ستمثل تهديدًا وجوديًا لمحور المقاومة، ما سيدفع جميع أفرقاء المحور – الممتد جغرافيًا من المحيط الهندي شرقًا إلى البحر الأحمر ومضيق باب المندب جنوبًا، وشرق البحر المتوسط غربًا، ومضيق هرمز شمالًا – إلى الانخراط في الصراع.

الموقف الدولي من الحرب

تعارض الصين وروسيا الحرب على إيران، وقد تقدمان لها الدعم السياسي والاقتصادي في حال تعرضها لهجوم.

يفضل حلفاء أمريكا في أوروبا الحلول الدبلوماسية، لا سيما أنهم يعانون من تداعيات الحرب في أوكرانيا.

لذلك، يبقى الخيار الأكثر احتمالًا هو توجيه ضربات عسكرية محدودة، إلا أن هذا السيناريو قد يكون مستبعدًا أيضًا، لأنه قد يتطور إلى حرب شاملة لها التداعيات نفسها.

بدائل الحرب: العقوبات وزعزعة الاستقرار الداخلي

إحدى الاستراتيجيات التي قد تلجأ إليها الولايات المتحدة هي محاولة زعزعة الاستقرار الداخلي في إيران عبر دعم اضطرابات شعبية. إلا أن إيران أكدت استعدادها لمواجهة هذا السيناريو، إذ صرّح وزير الأمن الإيراني، إسماعيل خطيب، مؤخرًا بأن بلاده مستعدة لإفشال مثل هذه المحاولات.

أما الخيار الأكثر ترجيحًا فهو تكثيف العقوبات الاقتصادية، وهو نهج سبق أن استخدمته واشنطن ضد طهران. ومع أن العقوبات أثّرت على الاقتصاد الإيراني، إلا أن طهران تمكنت من الالتفاف عليها إلى حد كبير. غير أن الظروف الدولية تغيرت اليوم؛ فإيران أصبحت عضوًا في منظمتي بريكس وشنغهاي، ولديها علاقات تجارية واسعة، فضلًا عن توقيعها اتفاقيتين استراتيجيتين طويلتي الأمد مع روسيا والصين. كما أن العقوبات الأمريكية المتزايدة على العديد من الدول دفعت المتضررين منها إلى التعاون فيما بينهم لمواجهتها، ما يمنح إيران قدرة أكبر على تجاوز العقوبات، خصوصًا من خلال التجارة البينية، والتعامل بالعملات المحلية، والمقايضة.

وفي هذا السياق، يرى الإمام خامنئي أن حل الأزمة الاقتصادية والمعيشية في إيران يكمن في "همة المسؤولين الملتزمين وتعاون الشعب المتحد"، مؤكدًا أن التفاوض مع أمريكا لن يحل أي مشكلة، تمامًا كما لم يحلها سابقًا.

المفاوضات: الخيار الأكثر ترجيحًا

مع ضعف احتمالات الخيارات العسكرية والاقتصادية، يبقى المسار الدبلوماسي هو الأكثر واقعية، أي العودة إلى المفاوضات. إلا أن هذه المفاوضات، بعد التطورات الأخيرة في البرنامج النووي الإيراني، ومع تعقيدات الشروط الأمريكية، قد تستغرق وقتًا طويلًا، وربما لا تكفي ولاية ترامب الجديدة (في حال فوزه) لإنجاز اتفاق جديد.

الإثنين, 17 شباط/فبراير 2025 20:33

لإسلام يحثُّ على زيارة الأرحام

إن الإسلام يحثُّ على زيارة الإخوان كثيراً، ويؤكد خاصَّة على زيارة الأرحام، ويعتبرها صِلَة، ويكشف عن أن لزيارة الإخوان وصِلَة الأرحام آثاراً طيبة على الزائر والمزور، أقلها زيادة العمر، وزيادة الرزق، وأهمها اعتبار الزائر زائراً لله.
 و رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "مَنْ كَثُرَتْ زِيارَتُه قَلَّتْ بَشاشَتُهُ".
 
معادلة أخرى تحكم العلاقات الاجتماعية، وتدعو إلى التوازن فيها، دون خروج عن حد الاعتدال، والاعتدال مطلوب في جميع مناحي الحياة الإنسانية، الفردية والاجتماعية، فما زاد أو نقص عنه أحدث خللاً فيها.  
 
هذه المعادلة تقدم لنا طريقة فريدة لإدارة العلاقات الاجتماعية بأسلوب يضمن استدامتها بعيداً عن المَلَل والفُتور، وتحثُّنا على الاعتدال في زيارة الإخوان والأصقاء، وحتى الأهل والأرحام، بطريقة تعزِّز العلاقة معهم وتجعلها أكثر دفئاً ووداً. 
 
مِمّا لا شك فيه أن إِلفَتَنا للشيء تُقَلِّل من أهميته لدينا، وهكذا الأمر في الكثرة والوفرة، فإذا كَثُرَ شيء وكان وَفيراً قلَّت قيمته وأهميته، أما إذا عَزَّ الشيء ونَدَر ارتفعت قيمته وعَلَت أهميَّته، إن هذا القانون لا يقتصر على الأمور المادية، بل يشمل الأمور المعنوية، والعلاقات الاجتماعية، إذا زُرتَ أخاك أو صديقك أو قريبك يومياً فلربما قلت أهميتك عندهم، حيث لا تدع لهم مجالاً ليشتاقوا إليك، وقد تصير ثقيلاً عليهم يهربون منك، خاصة إذا كنت تطيل الجلوس عندهم، وتسألهم عن كل شيء، وتتدخَّل في كل أمر من أمورهم.
 
عندما يكثر الشخص من زيارة الآخرين، فغالباً ما يتسبِّبُ لهم بإرهاق نفسي حيث يستنزفهم نفسياً، فضلاً عن الإرهاق المادي، وحين يُصبح اللقاء أمراً روتينياً مكرراً يفتقد الآخرون الشوق، وتنعدم مشاعر البهجة والتقدير لديهم، فالبشر بطبيعتهم يميلون إلى تقدير الشيء النادر أو القليل، كما سبق وذكرت، فعندما تتكرر الزيارات وتكثر تفقد قيمتها ومعناها، مِمّا يؤدي إلى تقليل الحفاوة والبشاشة تجاه الزائر.
 
إن الإسلام يحثُّ على زيارة الإخوان كثيراً، ويؤكد خاصَّة على زيارة الأرحام، ويعتبرها صِلَة، ويكشف عن أن لزيارة الإخوان وصِلَة الأرحام آثاراً طيبة على الزائر والمزور، أقلها زيادة العمر، وزيادة الرزق، وأهمها اعتبار الزائر زائراً لله، وضيفاً لله، وقِراه على الله تعالى، فقد رُوِيَ عن رسول الله (ص) أنه قال: "مَنْ زارَ أخاهُ المُؤْمِنَ إلى‏ مَنزِلِهِ لا حاجَةً مِنهُ إلَيهِ، كُتِبَ مِنْ زُوّارِ اللَّهِ، وكانَ حَقيقاً على اللَّهِ أن يُكرِمَ زائرَهُ".
 
ورُوِيَ عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: "مَنْ زارَ أخاهُ في اللَّهِ قالَ اللَّهُ عزّوجلّ: إيّايَ زُرْتَ وثَوابُكَ عَلَيَّ، ولَسْتُ أَرْضَى‏ لَكَ ثَواباً دُونَ الجَنَّةِ"
 
وأعلن رسول الله (ص): أن ثواب الزائر أخاه أعظم عند الله من ثواب المُزور، والسبب في ذلك أن الزائر هو الذي يبادر إلى هذه الصلة التي تُعَمِّق العلاقة بينه وبين أخيه، والله تعالى يريد للمجتمع المؤمن أن يكون صَفّاً واحداً كأنهم بُنيانٌ مرصوص، لذا قال (ص): "الزَّائِرُ أَخَاهُ المُسْلِمَ أَعْظَمُ أَجْراً مِنَ المَزورِ".
 
لكن الإسلام في الوقت عينه جعل آداباً للزيارة وحثَّ على مراعاتها، ودعا إلى الإقلال منها والإسراع فيها، أي لا يُكثر من الزيارة بحيث لا تكون يومية، ولا يُطيل البقاء عند أخيه أثناء زيارته، بل يفسح له المجال ليقوم إلى أعماله، أو ليرتاح إن أراد الراحة، فقد رُوِي رسول الله (ص) أنه قال: "زُرْ غِبّاً تَزدَدْ حُبّاً" وجاء عن الإمام أمير المؤمنين (ع) قوله: "إغبابُ الزِّيارَةِ أمانٌ مِنَ المَلالَةِ".
 
إن رسول الله (ص) والإمام (ع) يقدمان هنا نصيحة مهمة توازن بين حقوق الزيارة وآدابها، حيث لا يدعوان إلى قطع التواصل أو الامتناع عن الزيارات، بل يدعوان إلى تنظيمها بحيث تبقى العلاقات الإنسانية في إطار صحّي ومثمر.

لذلك من المُهِمِّ جداً الاعتدال في الزيارة من حيث أصلها، ومن حيث كيفيتها، فلا يكثر منها، ولا يطيلها عن الحد المعقول، وأن يحرص الزائر على مراعاة ظروف الشخص الذي يزوره، ومن المُهِمِّ أن يركِّز على نوعية الزيارة لا كميتها، فيمكنه أن يقضي عنده وقتاً قصيراً ولكنه مليئ بالفائدة، وهذا أفضل بكثير من تكرار الزيارة وملئها باللهو واللغو، ويمكنه أيضاً أن يتواصل معه بطرق مختلفة خصوصاً في أيامنا هذه حيث تتوفرة الوسائل الكثيرة لذلك.
 

قال سماحة قائد الثورة الاسلامية، أن الشعب لديه مشاكل وتطلعات مشروعة، إلا أن المسيرات الحاشدة التي شهدتها البلاد في 22 بهمن أظهرت أن تهديدات العدو البرمجية ضد هذا البلد وهذه الأمة لم تكن فعالة.

انه استقبل سماحة قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد "علي الخامنئي"، الیوم الإثنین، الآلاف من سكان محافظة آذربايجان الشرقية في حسينية الامام الخميني (ره) في طهران.

واجتمع الآلاف من أهالي محافظة أذربايجان الشرقية مع قائد الثورة الإسلامية في حسينية الامام الخميني (ره) بالعاصمة طهران الیوم الإثنین، تزامناً مع الذكرى السنويّة للانتفاضة التاريخية لأهالي مدينة تبريز في 29 بهمن 1356 (18 شباط/فبراير 1978).

إن حسينية الإمام الخميني (ره) اليوم مزينة بقول أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة حيث قال: إن العدو ربما قارب ليتغفل، فخذ بالحزم .

وحضر في هذه المراسم ايضا الرئيس الايراني مسعود بزشكيان.

وأشار سماحة قائد الثورة إلى أن الشعب لديه مشاكل وتطلعات مشروعة، إلا أن المسيرات الحاشدة التي شهدتها البلاد في 22 بهمن أظهرت أن تهديدات العدو البرمجية ضد هذا البلد وهذه الأمة لم تكن فعالة. وقال: إن التهديدات البرمجية تعني التلاعب بالرأي العام. وهذا يعني خلق الفارق؛ أي إثارة الشك في سلطات الثورة الإسلامية؛ أي إثارة الشك حول الاستقرار في مواجهة العدو. إنهم يفعلون هذا. وبفضل الله لم ينجحوا إلى اليوم؛ وإلى يومنا هذا لم تتمكن إغراءات العدو من هز قلوب شعبنا أو ثني شبابنا عن العزيمة والعمل.

وأضاف: ومن الأمثلة على ذلك المسيرة الضخمة في يوم 22 بهمن من هذا العام. أين في العالم يوجد مثل هذا الشيء؟ بعد مرور اكثر من أربعين عاماً على انتصار الثورة، يحتفل الشعب الايراني بانتصار الثورة الاسلامية ويدخل الساحة في هذا الحجم الضخم... مع كل المشاكل الموجودة.

وقال سماحة آية الله الخامنئي: يجب على أصحاب وكالات الدعاية وأصحاب القلم وأهل الفن والمعرفة ومسؤولي وسائل الإعلام الرسمية والتعليم والمؤسسات الفنية والشباب المتصلين بالفضاء الافتراضي أن يركزوا اهتمامهم على مواجهة تهديد العدو ويمنعوها من خلال إنتاج المحتوى والأفكار.

وأضاف سماحة قائد الثورة: لقد استطاعت الثورة الإسلامية أن تحافظ على نفسها وتحافظ على وجودها كهوية مستقلة وقاعدة ضخمة وواعدة لشعوب المنطقة وحتى خارج المنطقة، وسبب غضب القوى الاستكبارية والمستعمرين في العالم تجاه الجمهورية الإسلامية هو صمود الشعب الإيراني ومقاومته لهم.

وتابع القول: "اليوم ليس لدينا أي قلق أو مشاكل فيما يتعلق بالدفاع تجاه تهديد العدو، وقدرتنا على مواجهة التهديدات الصلبة في مستوى ممتاز، والناس يشعرون بالأمان في هذا الصدد".

وأكد سماحة آية الله الخامنئي أن الدفاع البرمجي أكثر أهمية من الدفاع المادي في الوضع الحالي، وفي تفسيرهم لسبب هذه الأهمية قال: "يمكن تعويض القصور في الدفاع المادي بالدفاع البرمجي، كما تم ذلك مرات عديدة من قبل، ولكن مشاكل البرمجيات لا يمكن إصلاحها بأدوات مادية".

ونصح سماحة قائد الثورة الشباب بتعزيز دفاعهم البرمجي من خلال التعرف على مفاهيم وخصائص الثورة وأقوال الإمام الخميني(ره)، وأضاف: "ثورتنا كانت في معناها الحقيقي صراعا بين "النور والظلام" و"الحق والباطل"، بهدف الارتقاء بالأمة الإيرانية واشراق مستقبلها وإظهار الهوية الوطنية".

وقال سماحة آية الله الخامنئي إن عداء جهاز صنع القرار في أميركا الظالمة لا يعود إلى شعار الموت لأميركا بل يعود إلى أن إيران تمكنت بجهود وتضحيات شعبها من التخلص من نير الأسر الاستعماري وعدم الخضوع لإملاءاته.

ووصف خطاب البلطجة الأميركية ومطالبه باحتلال أجزاء من البلدان أو تسميتها بأنه مظهر من مظاهر العمل الداخلي القبيح والعنيف والاستغلالي والمهيمن للقوى المتغطرسة والشبكة المعقدة للصهيونية، وأضاف: "لا يمكنهم أن يتسامحوا مع حقيقة أن الشعب الإيراني، من خلال وقوفه على قدميه واحتجاجه على ظلمهم وعدوانهم، شكل حكومة أصبحت أقوى يوما بعد يوم على مدى الأعوام الـ46 الماضية".

ووصف سماحة قائد الثورة الشباب الإيرانيين بأنهم المتلقي الرئيسي لخطابه وأكد لهم: مسؤوليتكم اليوم هي الحفاظ على الروح الثورية وتعزيز التقدم والتحرك نحو تحقيق أهداف الثورة.

كما أشاد آية الله الخامنئي بذكرى إمام جمعة تبريز الشهيد ال هاشم، المحافظ الشاب الثوري لأذربيجان الشرقية، وجميع شهداء حادثة تحطم المروحية المأساوية للشهيد رئيسي ورفاقه، واعتبر حضور الرئيس الايراني بزشكيان في هذا اللقاء علامة على طبيعة الرئيس الشعبية.