emamian

emamian

أكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي: إن "الشائعات حول إرسال رسائل عبر وسطاء من إيران إلى أمريكا هي أكاذيب محضة موضحا ان الادارة الاميركية غير مؤهلة للاتصال أو التعاون مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

وفي كلمة متلفزة موجّهة إلى الشعب الإيراني أكد آية الله خامنئي، على ضرورة تعزيز واستمرار قوة التعبئة جيلاً بعد جيل بوصفها «ثروةً كبيرة، حركةً شعبية عامة، وعنصراً لزيادة القوة الوطنية».

واعتبر فشل أمريكا والكيان الصهيوني في تحقيق أيٍّ من أهداف عدوانهما على إيران دليلاً واضحاً على هزيمتهما المحققة، موجهاً عدة توصيات للشعب، وداعياً مختلف فئات المجتمع والجناحين السياسيين إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيزها.

وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى ضرورة قيام المسؤولين بتعظيم مكانة التعبئة، واصفاً إياها بأنها حركة وطنية قيّمة تتمتع بـ«دوافع إيمانية ووجدانية، وثقة بالنفس، وروح غيورة». وأضاف: إن الجيل الرابع من التعبئة، أي المراهقين الأعزاء في مختلف أنحاء البلاد، جاهزون للعمل وبذل الجهد، وعلى الحركة القيّمة والمهمة جداً للتعبئة أن تنتقل جيلاً بعد جيل في البلاد بطريقة نامية، مستمرة، أكثر كمالاً وأقوى.

ورأى أن وجود حركة مثل التعبئة مخرجٌ مفيد لأي دولة، مضيفاً أن دولةً مثل إيران، التي تقف علناً في وجه المتغطرسين والبلطجية الدوليين وترفع صدرها في مواجهتهم، تحتاج إلى التعبئة أكثر من أي دولة أخرى.

وتحدّث آية الله خامنئي، عن ضرورة مقاومة الشعوب أمام الأطماع والتدخلات السلطوية، قائلاً إن العنصر العظيم للمقاومة الذي تأسس في إيران وترعرع فيها، حاضر اليوم في شعارات دعم فلسطين وغزة في مناطق مختلفة من العالم، بما فيها الدول الغربية وحتى الولايات المتحدة.

حيوية التعبئة ونشاطها يشكلان أساس نموّ مقاومة الشعوب في مواجهة الظالمين

 

وأوضح أن حيوية التعبئة ونشاطها يشكلان أساس نموّ مقاومة الشعوب في مواجهة الظالمين في العالم، مضيفاً: إن المستضعفين في العالم، مع تنامي المقاومة، يشعرون بالدعم والقوة.

وفي شرحه لطبيعة التعبئة، قال آية الله خامنئي: إن التعبئة، بصورتها التنظيمية وكجزء من الحرس الثوري، تُظهر وجهاً صلباً أمام الأعداء، ووجهاً خدمياً تجاه الشعب. إلا أن الأهم هو عمقها الواسع الممتد في مختلف أنحاء البلاد وفي كل شخص وجماعة غيورة، مستعدة للعمل، مليئة بالدافع والأمل، في الاقتصاد، والصناعة، والعلوم، والجامعات، والحوزات، والإنتاج، وبيئة الأعمال، وسائر المجالات.

وعدّ قائد الثورة الإسلامية «التعبئة بهذا المفهوم العام والشامل» عاملاً لإفشال مخططات العدو في المجالات العسكرية والاقتصادية والإنتاجية والتقنية وسائر المجالات، وقال: العلماء الأعزاء الذين استُشهدوا في الحرب التي استمرت 12 يوماً، والمصمّمون، والمصنّعون، ومطلقو الصواريخ، وكل من واجه الإشاعات والوساوس بمنطق قوي وبيان واضح وعمِل على التوعية، والأطباء والممرضون الذين لم يغادروا المستشفى خلال الحرب، والأبطال الرياضيون الذين يعبّرون في الساحات الدولية عن وفائهم لله والدين والوطن والشعب — سواء كانوا منتمين تنظيمياً للتعبئة أم لا — هم جميعهم تعبويون.

وأضاف آية الله خامنئي، أن الإمام الراحل، الذي كان يعتز بكونه تعبويّاً، كان يسعى إلى تعبئة شاملة، تعبئة لا تخص طبقة معينة، بل تشمل جميع القوميات والشرائح والفئات.

وفي النقطة المتعلقة بالتعبئة، شدّد قائد الثورة على جميع مسؤولي الأجهزة الحكومية قائلاً: اعملوا في أداء واجباتكم بإيمان وحافز وروح غيورة، كما يعمل أفراد التعبئة.

حرب الـ12 يوماً أفشلت أميركا والكيان الإسرائيلي معاً

وقال قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي في جزء آخر من كلمته بشأن قضايا المنطقة والحرب التي استمرت 12 يوماً: في الحرب ذات الاثني عشر يوماً، ألحق الشعب الإيراني بلا شك الهزيمة بكلٍّ من أمريكا والكيان الصهيوني. جاءوا وارتكبوا الشرور، لكنهم تلقّوا الضربات، وعادوا خاليي الوفاض، ولم يحققوا أيّاً من أهدافهم، وهذا كان هزيمة حقيقية لهم.

وأشار آية الله خامنئي، إلى مخطط ممتد لـ20 عاماً لدى الكيان الصهيوني لخوض حرب مع إيران، قائلاً: لقد خطّطوا لحرب يمكنهم فيها، عبر التحريض، دفع الشعب إلى مواجهة النظام، لكن الأمور جاءت على العكس تماماً؛ إذ فشلوا إلى درجة أن حتى أصحاب المواقف الناقدة للنظام وقفوا معه، فتكوّن اتحاد عام في البلاد.

 

وقال قائد الثورة الإسلامية: بالطبع تعرّضنا نحن أيضاً لبعض الخسائر، وفقدنا أرواحاً عزيزة بحكم طبيعة الحرب، لكن الجمهورية الإسلامية أثبتت أنها مركز للإرادة والقوة، وأنها تستطيع الوقوف بثبات واتخاذ القرار من دون خوف من الضجيج. وأضاف أن الخسائر المادية التي مُني بها العدو المعتدي كانت أكبر بكثير من خسائر إيران.

الحرب أثبتت أننا كنا مرتكز القوة.. والعدو مني بالخسائر أكثر منا

وأشار سماحته إلى الخسائر الكبيرة التي تكبّدتها أمريكا في الحرب، مضيفاً: لقد خسرت أمريكا بشدة لأنها، رغم استخدام أحدث الأسلحة الهجومية والدفاعية المتطورة، لم تستطع تحقيق هدفها المتمثل في خداع الشعب وكسبه إلى جانبها، بل ازدادت وحدة الشعب، وأفشلت الشعبُ مخططَ أمريكا.

 

وتطرق سماحته إلى الفضيحة والسمعة السيئة الشديدة للكيان الصهيوني في فاجعة غزة، والتي وصفها بأنها من أهم كوارث تاريخ المنطقة، وقال: إن أمريكا وقفت إلى جانب هذا الكيان المغتصب، فصارت هي أيضاً بالغة الفضيحة وسوء السمعة، لأن شعوب العالم تعرف أن الكيان الصهيوني غير قادر على ارتكاب كل هذه الفظائع من دون أمريكا.

لو لم تكن أميركا لما استطاع الكيان الصهيوني خلق كل هذه الكوارث

ووصف رئيس حكومة الكيان الصهيوني بأنه أكثر شخص مكروه في العالم اليوم، واعتبر الكيان الصهيوني أكثر منظومة وبِطانةٍ حاكمة مكروهة في العالم، مضيفاً: ولأن أمريكا تقف إلى جانبهم، فقد انتقلت كراهية الصهاينة إليها أيضاً.

ورأى قائد الثورة أن تدخلات أمريكا في مختلف أنحاء العالم من أسباب عزلتها المتزايدة، وقال: إن تدخل أمريكا في أي منطقة يؤدي إلى إشعال الحروب أو ارتكاب المجازر والدمار والتشريد.

 

وأشار سماحته إلى الحرب المدمّرة وغير المجدية في أوكرانيا باعتبارها نموذجاً لتلك التدخلات، مضيفاً: الرئيس الأمريكي الحالي، الذي كان يقول إنه سيحل هذه الحرب خلال ثلاثة أيام، بات اليوم — بعد نحو عام — يفرض خطة من 28 بنداً على بلد جرى إدخاله في الحرب.

كما عدّ هجمات الكيان الصهيوني على لبنان، والعدوان على سوريا، وجرائمه في الضفة الغربية والوضع الكارثي في غزة نماذج أخرى على الدعم الواضح الذي تقدمه أمريكا لحرب وجرائم هذا الكيان البغيض. وقال: إنهم يروّجون لشائعات بأن الحكومة الإيرانية بعثت برسالة إلى أمريكا عبر دولة ما، وهذا كذب محض ولا أساس له قطعاً.

الأميركان يخونون حتى أصدقائهم وحلفائهم.. ولا يمكن لنا أقامة علاقات مع مثل هكذا دولة

وأشار إلى خيانة أمريكا حتى لأصدقائها في سبيل دعم العصابة الصهيونية المجرمة، ومساعيها لإشعال الحروب في العالم من أجل النفط والثروات الباطنية، مؤكداً أن نطاق هذه السياسات وصل اليوم إلى أمريكا اللاتينية أيضاً. وقال: مثل هذه الحكومة ليست إطلاقاً جهةً تسعى الجمهورية الإسلامية إلى التعاون أو إقامة العلاقات معها.

 

وفي الجزء الختامي من كلمته، قدّم سماحته عدة توصيات للشعب، كانت أولها الحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيزها، قائلاً: توجد خلافات بين الفئات والاتجاهات السياسية، لكن المهم هو أن نقف جنباً إلى جنب في مواجهة العدو كما حدث في الحرب ذات الاثني عشر يوماً، فهذه الوحدة عامل مهم جداً في تعزيز القوة الوطنية.

كما أوصى بدعم رئيس الجمهورية والحكومة الخَدومة، قائلاً: إن إدارة البلاد مهمة صعبة وثقيلة، وقد بدأت الحكومة بتنفيذ أعمال جيدة، من بينها استكمال المشاريع غير المنجزة للشهيد رئيسي، والتي سيرى الشعبُ نتائجها إن شاء الله.

وكانت الوصية الثالثة هي الابتعاد عن الإسراف في كل شيء، بما في ذلك الخبز والغاز والبنزين والمواد الغذائية، إذ وصف سماحته الإسراف بأنه من أخطر الأضرار التي تصيب العائلات والبلاد، وقال: لو لم يكن هذا الحجم الكبير من الإسراف، لكان وضع البلاد بلا شك أفضل بكثير.

أما التوصية الأخيرة فكانت تعزيز الارتباط بالله والابتهال والدعاء في كل الأمور، بما في ذلك طلب الغيث والأمن والعافية، حتى يجعل الله — بفضله — أسباب إصلاح الأوضاع ميسّرة ومتحققة.

أكّد الأمين العامّ لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أنّ اغتيال الشهيد القائد هيثم علي الطبطبائي ورفاقه، اعتداء سافر وجريمة موصوفة، مشدّداً على أنه من حقّ حزب الله الردّ وسيحدّد التوقيت لذلك.

"نرحّب بزيارة البابا إلى لبنان في هذه المرحلة المفصلية"

ورحّب الشيخ قاسم، خلال الحفل التأبيني للقائد الطبطبائي ورفاقه الشهداء، اليوم الجمعة، بزيارة الحبر الأعظم، بابا الفاتيكان لاوون الرابع عشر، إلى لبنان في هذه المرحلة المفصلية، مضيفاً: "كلّفنا بتقديم كتاب من حزب الله إلى البابا وستنشر هذه الرسالة في وسائل الإعلام". 

"المشروع الإسرائيلي انكسر على أعتاب معركة أولي البأس"

كما اعتبر الأمين العامّ لحزب الله أنّ وقف إطلاق النار والأعمال العدائية قبل عام، هو يوم انتصار للمقاومة والحزب والناس ولبنان، "لأننا منعنا العدو من تحقيق أهدافه وعلى رأسها إنهاء المقاومة". 

وأوضح أنّ الاتفاق حصل "لأننا صمدنا ولأننا أقوياء بمشروعنا وإيماننا وإرادتنا وشعبنا ووطنيتنا وتمسّكنا بأرضنا". 

وخلال كلمته شدّد الشيخ قاسم على أنّ معركة "أولي البأس" كانت مواجهة من قوّة متواضعة لا تقاس بقوة العدو، لكنها عزيزة وتمتلك إرادة وشجاعة وثقة بالنصر، مشيراً إلى أنّ مشروع العدو الإسرائيلي انكسر على أعتاب معركة "أولي البأس". 

"العدوان الإسرائيلي هو عدوان على كلّ لبنان"

وتساءل الشيخ قاسم: "أليس هناك عدوان على رئيس الجمهورية لأنه يتصرّف بحكمة وعلى قائد الجيش لأنه يتصرّف على قاعدة حماية السلم الأهلي؟"، لافتاً إلى أنّ العدوان الإسرائيلي هو عدوان على كلّ لبنان. 

كما أشار الأمين العامّ لحزب الله، إلى أنّ كلّ لبنان مسؤول عن الدفاع، والحكومة بالدرجة الأولى، لأنها وافقت على الاتفاق وأعلنت أنها تريد أخذ المبادرة لتكون مسؤولة، مشدّداً على وجود "احتلال إسرائيلي جوي للبنان".

وتابع الشيخ قاسم قائلاً "فلتُرنا الحكومة كيف تردع العدو"، مؤكّداً أنّ الردع يكون بالتحرير أو بالحماية أو بمنع العدو من الاستقرار على أرضنا المحتلة.

"المسؤول الأول عن الردع هو الدولة"

ورأى الشيخ قاسم أنّ المسؤول الأول عن الردع هو الدولة، التي حتى الآن لم تحرّر ولم تحمِ، وبقي اليوم أمامها منع العدو من الاستقرار.

في السياق، أوضح الشيخ قاسم أنّ الدولة اختارت أن تمنع العدو من الاستقرار بالطريقة الدبلوماسية والسياسية، مشدّداً على أنّ الاحتلال الإسرائيلي يعلم أنه مع وجود المقاومة لا يمكنها الاستقرار.

وتابع: "نقول للدولة إنّ جاهزيتنا وقدرتنا على الدفاع تمنع العدو من الاستقرار وعلى الدولة استثمار القدرات الموجودة"، مضيفاً أنّ التفويض للمسؤولين هو لاستعادة السيادة والأرض والأسرى والكرامة.

في الشأن ذاته، لفت الأمين العامّ لحزب الله إلى أنّ ثمّة قوى في داخل لبنان لا تريد "إسرائيل" وحاضرة لمواجهتها والأمر غير مرتبط حصراً بالمقاومة وبيئتها. وبالمقابل، "خدّام إسرائيل في لبنان قلّة لكنهم يسبّبون مشكلة لأنهم يعيقون مع أميركا وإسرائيل استقرار البلد ونموه وتحريره"، وفق قاسم.

"لا نقبل أن نكون أذناباً لأميركا وإسرائيل"

وخلال كلمته، أكّد الشيخ قاسم أنّ سلاح المقاومة هو مشكلة تعوق مشروع الكيان الإسرائيلي، ومن يريد نزعه كما تريد "إسرائيل" يخدمها، مضيفاً أنّ "كلّ التهديدات هي شكل من أشكال الضغط السياسي بعد أن وجدوا أنّ كلّ الضغوطات على مدار عام لم تنفع".

كما شدّد على أنّ "التهديد لا يقدّم ولا يؤخّر، واحتمال الحرب وعدمها موجودان لأنّ إسرائيل وأميركا تدرسان خياراتهما"، مؤكّداً أنه على الأعداء "أن ييأسوا فمهما فعلوا هذا شعب لا يهزم ولا يستسلم ونحن لن نهزم ولن نستسلم".

وتابع: "معيارنا هو استقلالنا وحريتنا، ومعيار المستسلمين حياة العبودية والذل"، قائلاً "نحن وحلفاؤنا وشرفاء وطننا وأهلنا وجيشنا لا نقبل أن نكون أذناباً لأميركا وإسرائيل".

وأوضح الأمين العامّ، أنّ الحلّ أن يتوقّف العدوان، وإذا استمر فعلى الحكومة "أن تضرب قدمها في الأرض وتهدّد بما تملكه من خيارات وإجراءات".

كما شدّد على أنّ دماء الشهداء لن تذهب هدراً، و"خير لمواطنينا أن نكون يداً واحدة عندها يخضع الأجنبي لإرادتنا".

وأكّد أنّ "التنازلات تجعل الاحتلال أكثر طمعاً ولن يؤلمنا من دون أن يتألّم"، مشدّداً أننا "لا نقبل بأن يقرّر العدو أسلوب حياتنا فهو يريد لبنان حديقة خلفيّة له". 

"الشعب السوري لن يقبل بالاستسلام للاحتلال"

في الشأن السوري، قال الشيخ قاسم إنّ عملية بيت جن تثبت أنّ الشعب السوري لن يقبل بالاستسلام للاحتلال الإسرائيلي، معتبراً أنّ "هذا مؤشّر إيجابي وصحيح". 

"الشهيد الطبطبائي كان سيّد معركة أولي البأس"

وعن الشهيد هيثم علي الطبطبائي، قال الشيخ قاسم إنه كان "سيّد معركة أولي البأس من حيث الإدارة العسكرية بطريقة احترافية مهمة"، لافتاً إلى أنه كان يمتلك "صفات عظيمة في التخطيط والجرأة والإدارة الحكيمة في قلب المعركة، والاستعداد الدائم لما بعدها"، معتبراً أنه نموذج يلتقي مع مسيرة الشهداء القادة. 

وأضاف الشيخ قاسم أنّ هدف الاحتلال الإسرائيلي من اغتيال أبرز شخصية في عملية القتال وترميم القدرة، هو ضرب المعنويات وإحداث بلبلة، مشدّداً على أنّ "هدف الاغتيال لم ولن يتحقّق ونحن على الخط نفسه مستمرّون". 

وتابع: "نحن في ساحة مفتوحة يعمل فيها العدو براحة كبيرة بالتنسيق مع الاستخبارات الأميركية واستخبارات دولية وعربية".

أولاً يجب استشارة اختصاصي التغذية قبل الانخراط في أي نظامٍ غذائي، والاعتماد على رجيم الفواكه قد يكون محفوفاً ببعض الأضرار الصحيّة، وفيما يلي بعض النصائح لتفاديها:

1- الحصول على مكملات البروتين:

قد يؤدِّي رجيم الفواكه إلى نقص البروتين لديك بالفعل، مما قد يؤدِّي إلى فقدان العضلات، ومِنْ ثَمّ فقد يكون من الضروري الحصول على مكملات البروتين، لتلبية احتياجات الجسم، ومنع فقدان العضلات.

2- مكملات العناصر الغذائية:

كذلك قد تكون بحاجةٍ إلى مكملات بعض العناصر الغذائية التي قد تتعرّض لنقصها، مثل فيتامين ب12 أو الكالسيوم أو فيتامين د أو أحماض أوميجا 3 الدهنية.

3- ضبط حجم الوجبات:

زيادة نسبة السكر في الدم مرهونة بتناول الكثير من الفواكه، لذا حاوِل أن تضبط حجم الوجبات التي تتناولها خلال الالتزام برجيم الفواكه، لعدم الحصول على كمية كبيرة من السكر.

4- استشارة اختصاصي التغذية:

يجب استشارة اختصاصي التغذية قبل تجربة أي نظامٍ غذائي، لمعرفة كيفية الالتزام به، وما إذا كان يناسبك أم لا، وأيضاً تحقيق أقصى فائدة ممكنة مع أدنى ضرر ممكن، خاصةً مع الأنظمة الغذائية الصارِمة، مثل رجيم الفواكه.

الأحد, 16 تشرين2/نوفمبر 2025 18:02

الإستغفار یصون الإنسان من عذاب الله

وإحدى ردود الأفعال التي كان يبديها المعارضون دائماً تجاه الأنبياء (عليهم السلام) ومنهم الرسول الأعظم (ص)، كانت قولهم بأنه إذا كانت هذه الآيات من عند الله، فادعُ أن ينزل علينا عذاباً من السماء.

القرآن الكريم يذكر سببين لعدم نزول عذاب الاستئصال على أمة الإسلام كما حدث للأمم السابقة: «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» (الأنفال: 33).  

وقد رُوي عن الامام علي (ع) في مصادر الشيعة والسنة "كَانَ فِي الْأَرْضِ أَمَانَانِ مِنْ عَذَابِ الله وَ قَدْ رُفِعَ أَحَدُهُمَا، فَدُونَكُمُ الْآخَرَ، فَتَمَسَّكُوا بِهِ؛ أَمَّا الْأَمَانُ الَّذِي رُفِعَ فَهُوَ رَسُولُ الله (صلی الله علیه وآله) و أَمَّا الْأَمَانُ الْبَاقِي فَالاسْتِغْفَارُ".

في سورة الكهف أيضاً، يُعرَّف الإيمان والاستغفار بأنهما مانعان من العذاب الإلهي "وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا" (الكهف: 55).

وفي هذه الآية أيضاً، كلمة "يَسْتَغْفِرُوا" معطوفة على جملة "يُؤْمِنُوا"؛ أي ما الذي منع الناس من الإيمان والاستغفار بعد أن جاءهم هدى الله ! إلا أن يطلبوا رؤية العذاب الإلهي بأعينهم أو أن تجري عليهم سنة الأمم الأولى؛ أي نفس العذابات التي أهلكتهم. لذلك، فإن الإيمان المقترن بالاستغفار يمنع نزول العذاب السماوي.

تستمر المعارك في السودان، وفيما تمكن الجيش السوداني من استعادة مناطق جديدة في شمال كردفان بالتزامن مع إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة في مختلف محاور القتال، حذرت الأمم المتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية بالبلاد، لافتة إلى حاجة 30 مليون شخص بالسودان إلى مساعدات، داعية المجتمع الدولي إلى تقديم دعم عاجل للمدنيين في مناطق القتال.

السودان يشهد تصاعدا خطيرا في وتيرة الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مع اتساع رقعة المعارك لتشمل مدنًا عديدة في إقليم كردفان وازدياد حدّة العمليات في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، ما أدى إلى موجات نزوح ضخمة وأزمة إنسانية تُعدّ من الأسوأ عالميًا.

وتشير التطورات الميدانية الأخيرة إلى استعادة الجيش السوداني لمناطق جديدة في شمال كردفان، بالتزامن مع إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة في مختلف محاور القتال.

جاء ذلك بعد دعوة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان إلى التعبئة العامة ورفض أي هدنة أو مبادرة سلام قبل تسليم قوات الدعم السريع لسلاحها، وهو ما اعتبرته الدعم السريع رفضا صريحا للمبادرات المطروحة لإنهاء الحرب.

وفي ظل تفاقم الوضع الإنساني في الفاشر بعد المجازر التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، تكثفت التحركات الدولية والإقليمية بحثًا عن مخرج سياسي.

توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، حذر من أن 30 مليون شخص في السودان يحتاجون إلى مساعدات عاجلة، مؤكدًا أن الدعم الدولي ما يزال أقل بكثير من حجم الكارثة.

وأكد فليتشر خلال زيارته لمنطقتي كورما وطويلة شمال دارفور، أن الجرائم والانتهاكات ضد المدنيين في الفاشر وبقية مناطق دارفور، بما فيها العنف الجنسي المستخدم كسلاح حرب، تتزايد بشكل مقلق، مطالبًا المجتمع الدولي بعدم غض الطرف عن المأساة الإنسانية في البلاد، وضرورة محاسبة مرتكبي الانتهاكات.

وبينما يزداد عدد النازحين وتتفاقم المأساة الإنسانية، تتسابق الجهود الدولية لإيجاد حل سياسي يوقف الحرب، إلا أن التعقيد العسكري وتصاعد العنف في كردفان ودارفور يجعل فرص وقف إطلاق النار غير واضحة في المدى القريب.

شدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على ضرورة تغليب خطاب دولي يقوم على القانون لا على خطاب الهيمنة والتفوق واستخدام القوة والعسكرة والحروب، أي قانون الغاب، فيما قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن العدوان الأميركي والإسرائيلي على إيران جاء في وقت كانت طهران ملتزمة بكامل تعهداتها في الاتفاق النووي.

على الولايات المتحدة وغيرها أن تدرك أنه لا سبيل للتعامل مع إيران إلا من خلال الدبلوماسية ومنطق الكرامة والاحترام، فإن تتحدثوا بلغة الاحترام سيكون الرد بالمثل، وإن اختاروا لغة أخرى فسيرد الشعب الإيراني باللغة نفسها، وقد باتت إيران أقوى دفاعيا وأكثر تمسكا بحقوقها النووية.

بهذا التحذير افتتح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي كلمته في مؤتمر "القانون الدولي تحت الهجوم، العدوان والدفاع" المنعقد بمشاركة 350 شخصية دولية في العاصمة الإيرانية طهران.

وصرح عراقجي بكلمته: "أعتقد أن الهجوم العسكري الأخير على إيران كان في الواقع هجوما على الدبلوماسية أيضا، هذه الحرب أثبتت أنه لا سبيل آخر سوى الدبلوماسية، النظامان الأميركي والإسرائيلي لم يحققا أيا من أهدافهما بل فشلا، لا يوجد حل عسكري للقضية النووية الإيرانية، لقد جربوه وأدركوا أنه الحل الصحيح، لقد بدات الآن من جديد الدعوات للتفاوض، الدبلوماسية ما زالت بإمكانها أن تبقى حية، ونحن أقوى دفاعيا مما كنا عليه قبل 13 من يونيو."

من جانبه أشار محمد إسلامي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية خلال المؤتمر إلى أن العدوان الأميركي والإسرائيلي على إيران جاء في وقت كانت إيران ملتزمة بكامل تعهداتها في الاتفاق النووي، وأن تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت هذا الالتزام.

وقال إسلامي: "لأول مرة في التاريخ تستهدف منشآت نووية لدولة تخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولكن الوكالة الدولية ومجلس الأمن لم يدينا هذه الهجمات، وتشير دقة الهجوم إلى أن المعلومات المتاحة للوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أسيء استخدامها، لذا فإن سوء استخدام المعلومات السرية للوكالة يعد انتهاكا واضحا لنظام القانون الدولي وتهديدا لأمن جميع الدول."

كما صرح كاظم غريب آبادي نائب الشؤون القانونية والدولية بوزارة الخارجية الإيرانية على هامش المؤتمر بأن الدول الأوروبية الثلاث قد أبعدت نفسها عن الدبلوماسية مع إيران بسبب ما فعلته، فهم فشلوا ويريدون تعويض فشلهم في فيينا.

وقال غريب آبادي على هامش المؤتمر: "هذه رسالة واضحة تؤكد أنهم لا يريدون أي تعامل مع إيران، وسيكون وضعنا بعد صدور القرار في مجلس الحكام مختلفا، أما الاتفاق الذي تم في القاهرة فقد جرى تجاهله بالكامل، وإيران وتفكر بإعادة النظر في علاقتها مع الوكالة، وإذا صدر القرار فستجرى مراجعة أساسية."

من الحرب إلى التفاوض ومن الانتهاك إلى إعادة بناء القانون يؤكد هذا المؤتمر أن حماية القواعد الدولية باتت ضرورة عالمية وأن أمن المنطقة يبدأ باحترام الشرعية لا بخرقها.. فالقانون الدولي ليس مجرد دستور بل هو حماية للإنسانية والأمن العالمي وهذا المؤتمر خطوة نحو تذكير العالم بأهمية الالتزام بالقواعد الدولية.

الجميع متفق على ان الشعب العراقي صنع ملحمة من خلال مشاركته الواسعة في الانتخابات التشريعية، وهي مشاركة اذهلت الاصدقاء قبل الاعداء، نظرا للضغوط التي مورست على العراقيين، من اكثر من جهة اقليمية ودولية، تختلف اساليبها الا انها تتفق على امرين، اول اهدافها، فصل العراق عن محور المقاومة، والثاني خلق حالة من الياس والاحباط والشك بين العراقيين ازاء نظامهم السياسي برمته، والمحصلة النهائية لهذين الامرين هو ادخال العراق في متاهات تنتهي بالتطبيع والسير في الفلك الامريكي.

من اجل تحقيق هذه الاهداف لم يدخر الاعداء والمبغضون والموتورون والطائفيون، وسيلة الا واستخدموها، مثل المال وشراء الذمم والحملات الاعلامية والضغوط السياسية وحتى التهديدات، بشكل غير مسبوق، الا ان نتائج الانتخابات جاءت مخيبة لامال تلك الجهات، فكان العراقيون اكبر من تلك الاغراءات والضغوطات والتهديدات، كما كانوا اذكى بكثير من الهجمة الاعلامية الشرسة والحرب النفسية، التي تعرضوا لها، وارسلوا بذلك رسائل الى كل من يهمه الامر، داخل العراق والاقليم والعالم، ومنها:

-ان العراقيين متمسكون بنظامهم السياسي، الذي يعتبر صمام الامان للعراق، للحفاظ على المكتسبات التي تحققت بعد عام2003 ، والحيلولة دون الوقوع في فخ الدكتاتوريات او الصراعات الطائفية والعرقية مرة اخرى، وسد الطريق امام الفاسدين والمنبطحين والتطبيعيين للوصول الى مجلس النواب والعمل كطابور خامس لاعداء العراق.

-ان العراقيين استشعروا الاخطار المحدقة بهم، فكان لابد من وادها قبل ان تستفحل، على ضوء التطورات التي شهدتها المنطقة منذ اكثر من عامين، وخاصة الاحداث التي شهدتها سوريا وغزة ولبنان واليمن والسودان، فكان لابد من ايصال رجال يملكون الحكمة والشجاعة،للتصدي لهذه الاخطار والجهات التي تقف وراءها.

-العديد من المراقبين توقعوا مشاركة شعبية ضعيفة في الانتخابات، لاسيما بعد وصول منسوب التهديدات الامريكية الى مستويات عالية، خاصة التصريحات التي ادلى بها وزير الدفاع العراقي، عندما كشف عن مضمون الاتصال الهاتفي الذي اجراه معه نظيره الامريكي هيغيسث، وتهديده العلني للعراق وفصائل الحشد الشعبي. وكذلك تصريحات مبعوث الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى العراق مارك سافيا، والتي تضمنت اهداف مهمته في العراق، والتي كانت عبارة عن تهديدات صارخة ووقحة، لم تضع اي اعتبار للسيادة العراقية، فاذا بنتائج الانتخابات تنزل على هيغيسث وسافيا كالصاعقة، بعد ان ضرب العراقيون بتهديداتهما بعرض الحائط.

-اثبت العراقيون من خلال مشاركتهم بالانتخابات، ان العراق اكبر من المؤامرات، واقوى من ان يتحكم به سفير او مبعوث امريكي. بل واكثر من ذلك اثبتت نتائج الانتخابات ان العراقيين مازالوا متمسكين بخيار المقاومة امام التدخل الامريكي، وبرفض التبعية الامريكية.

-اسدل العراقيون الستار على مرحلة الفتن والحروب والتفجيرات والقتل على الهوية والاغتيالات للوصول الى الحكم، وأظهروا انهم شعب يحترم العملية السياسية القائمة على الانتخابات، وحكم الأغلبية، واحترام تطلعات الاقليات، وافساح المجال امام كل مكونات الشعب العراقي في المشاركة في الحكم، دون اقصاء، الامر الذي سيحمي الانزلاق في متاهات الجميع فيها خاسر.

اخيرا، لابد من التاكيد على حقيقة باتت بحكم البديهية، وهي انه لولا المرجعية الرشيدة العليا، المتمثلة بسماحة اية الله العظمى السيد علي السيستاني، الذي انقذ العراق اكثر من مرة، ما كانت هذه الانتخابات ان تنجح، وبذلك تمكنت المرجعية الحفاظ على بقاء العراق على السكة الصحيحة المتمثلة بالنظام الديمقراطي القائم على اصوات الشعب وارادته الحرة.

طوّر أستاذ علوم التغذية بجامعة تورنتو الكندية الدكتور ديفيد جينكينز حمية بورتفوليو في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بعد إدراكه أن تناول الأطعمة المختلفة التي تستطيع تقليل نسبة الكوليسترول في الدم يمكن أن تساعد في الحفاظ على صحة القلب.

وتشمل هذه الأطعمة البقوليات والمكسرات وزيت الزيتون البكر والفواكه والخضار، وقد تكون نتائج اتباع هذه الحمية مذهلة، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن اتباع هذا النظام الغذائي يمكن أن يخفّض مستويات الكوليسترول الضار بنحو 30%، ويقلّل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية.

نشر جينكينز وفريقه نتائج تجربة صغيرة عام 2003 كانت من أوائل التجارب التي اختبرت حمية بورتفوليو، إذ وجدت أنه يخفّض الكوليسترول بكفاءة تقارب أدوية الدهنيات المعروفة بالستاتينات.

خلال العقود اللاحقة أجريت دراسات أخرى لتجد نتائج مقاربة، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، فما هي هذه الحمية؟ وكيف يمكن اتباعها؟

مثل حمية البحر الأبيض المتوسط الصحية للقلب، تركّز حمية بورتفوليو على الألياف والدهون الصحية ومصادر البروتين النباتية والمكسرات والبذور والبقوليات (وخاصة المنتجات المصنوعة من فول الصويا مثل التوفو والتيمبيه وحليب الصويا) والمصادر الغنية بالدهون الأحادية غير المشبعة (مثل زيت الزيتون وزيت الكانولا والأفوكادو).

كيف تقلل حمية بورتفوليو من الكوليسترول؟

تعطي حمية بورتفوليو الأولوية للأطعمة الغنية بنوع من الألياف تسمى الألياف اللزجة، والتي توجد في بعض الأطعمة النباتية مثل الشوفان والشعير والبامية والباذنجان وبذور الشيا، ومكملات الألياف مثل السيليوم.

وقالت الأستاذة المساعدة في التغذية بجامعة نيويورك في الولايات المتحدة أندريا جلين إن الألياف اللزجة تتحول إلى مادة تشبه الهلام في الأمعاء، حيث ترتبط بالكوليسترول لتقليل امتصاصه.

وتعد مجموعة من المركبات النباتية الطبيعية تسمى فيتوستيرول (أو ستيرولات النبات)، أيضا مكونات أساسية في حمية بورتفوليو.

وأوضحت الأستاذة الفخرية في التغذية بجامعة ولاية بنسلفانيا الولايات المتحدة بيني كريس إيثرتون "نظرا لأن هذه المركبات لها بنية مشابهة للكوليسترول، فإنها تتنافس معه على الامتصاص، مما يساعد الجسم على امتصاص كمية أقل من الكوليسترول".

توجد الفيتوستيرولات في جميع الأطعمة النباتية، بما في ذلك المكسرات والفواكه والخضروات والزيوت النباتية والحبوب الكاملة مثل جنين القمح ونخالة الأرز.

وتُثبّط حمية بورتفوليو استهلاك المنتجات الحيوانية الغنية بالدهون المشبعة، مثل الزبدة واللحوم الحمراء والمصنعة.

 

الأحد, 16 تشرين2/نوفمبر 2025 17:44

فاطمةُ (عليها السلام) نورُ العبادة

عن رسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) يصفُ ابنتَهُ فاطمةَ (عليها السلام): «وأمّا ابنتي فاطمةُ، فإنَّها سيّدةُ نساءِ العالمينَ منَ الأوّلينَ والآخِرينَ، وهيَ بضعةٌ منّي، وهيَ نورُ عيني، وهيَ ثمرةُ فؤادي، وهيَ روحي التي بينَ جنبيَّ، وهيَ الحوراءُ الإنسيّةُ، متى قامَتْ في محرابِها بينَ يدَي ربِّها جلَّ جلالُهُ، زهرَ نورُها لملائكةِ السماءِ كما يزهرُ نورُ الكواكبِ لأهلِ الأرضِ، ويقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ لملائكتِهِ: يا ملائكتي، انظروا إلى أَمَتي فاطمةَ سيّدةَ إمائي، قائمةً بينَ يديَّ، ترتعدُ فرائصُها من خيفتي، وقد أقبلَتْ بقلبِها على عبادتي، أُشهدُكُم أنّي قد أمنتُ شيعتَها منَ النارِ»[1].

تمثّلُ العبوديّةُ للهِ عزَّ وجلَّ قمّةَ الكمالِ الذي يصلُ إليهِ الإنسانُ؛ لأنَّ معرفتَهُ بنفسِهِ ترتبطُ بمعرفتِهِ بالغايةِ التي خُلِقَ لأجلِها، قالَ تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾[2]؛ فمَنِ استطاعَ أنْ يصلَ إلى مقامِ العبوديّةِ، فقدِ استطاعَ أنْ يُحقّقَ الغايةَ التي خُلِقَ لأجلِها، ومنْ أظهرِ مصاديقِ مَنْ تجلَّتْ فيهم العبوديّةُ للهِ عزَّ وجلَّ مولاتُنا فاطمةُ الزهراءُ (عليها السلام)، يقولُ الإمامُ الخامنئيُّ (دامَ ظلُّه): «إنَّ قيمةَ فاطمةَ الزهراءِ (عليها السلام) تكمنُ في عبوديّتِها للهِ، ولولا عبوديّتُها لما اتّصفَتْ بالصدّيقةِ الكبرى، فالصدّيقُ هوَ الشخصُ الذي يُظهِرُ ما يعتقدُهُ ويقولُهُ على سلوكِهِ وفعلِهِ، وكلَّما كانَ هذا الصدّيقُ أكبرَ كانَت قيمةُ الإنسانِ أعظمَ، فيكونُ صدّيقاً، كما قالَ تعالى: ﴿فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ﴾[3]، حيثُ جاءَ ذكرُ الصدّيقينَ بعدَ النبيّينَ.

فكانَتْ هذهِ العظيمةُ صدّيقةً كبرى، أي أفضلَ صدّيقةٍ، وكانَتْ صدّيقيّتُها بعبادتِها للهِ، فالأصلُ هوَ عبادةُ اللهِ. وهذا لا يختصُّ بفاطمةَ الزهراءِ (عليها السلام)، فحتّى أبوها الذي يُعدُّ مصدرَ فضائلِ المعصومينَ جميعاً، والذي يُشكّلُ أميرُ المؤمنينَ وفاطمةُ الزهراءُ (عليها السلام) قطراتِ بحرِ وجودِهِ المتلاطمِ، إنّما كانتْ قيمتُهُ عندَ اللهِ بفضلِ عبوديّتِهِ: «أشهدُ أنّ محمّداً عبدُهُ ورسولُهُ»، فقد جاءَ ذكرُ العبوديّةِ قبلَ الرسالةِ، بل إنَّ الرسالةَ إنّما أُعطيَتْ لهُ لعبادتِهِ؛ لأنَّ اللهَ تعالى يعلمُ بمخلوقِهِ وما تصنعُ يداهُ، أفَلَسنا نقرأُ في زيارةِ الزهراءِ (عليها السلام): «امتحنَكِ اللهُ الذي خلقَكِ قبلَ أنْ يخلقَكِ»[4]؟»[5].

وعندما نتحدّثُ عن عظمةِ الإسلامِ وعظمةِ هذا الدينِ في الانقلابِ الذي أحدثَهُ في النفوسِ في بداياتِ البعثةِ، فإنَّنا نجدُ مشهداً منْ عظمةِ هذا الدينِ في تربيتِهِ لشخصيّةٍ عظيمةٍ كفاطمةَ (سلامُ اللهِ عليها)، يقولُ الإمامُ الخامنئيّ (دامَ ظلُّه): «إنّها لمعجزةُ الإسلامِ، وإنّها فاطمةُ الزهراءُ (عليها السلام) التي نالَتْ مقاماً رفيعاً، وباتَتْ سيّدةَ نساءِ العالمينَ برغمِ سنواتِ عمرِها القصيرةِ، وفاقَتْ جميعَ النساءِ عظمةً وقدسيّةً في تاريخِ الإنسانيّةِ. فما هيَ تلكَ الطاقةُ، وما هيَ تلكَ القوّةُ الباطنيّةُ العميقةُ التي استطاعَتْ خلالَ مدّةٍ قصيرةٍ أنْ تجعلَ منْ هذا الإنسانِ محيطاً لا حدودَ لهُ منَ المعرفةِ والعبوديّةِ والقداسةِ والكمالِ المعنويِّ؟ إنّ هذه بحدِّ ذاتِها هيَ معجزةُ الإسلامِ»[6].

ختاماً، نُعزّي صاحبَ العصرِ والزمانِ (عجّلَ اللهُ تعالى فرجَهُ الشريفَ) ووليَّ أمرِ المسلمينَ والمجاهدينَ جميعاً بذكرى شهادةِ الصدّيقةِ الطاهرةِ فاطمةَ الزهراءِ (سلامُ اللهِ عليها).



[1] الشيخ الصدوق، الآمالي، ص175.
[2] سورة الذاريات، الآية 56.
[3] سورة النساء، الآية 69.
[4] الشيخ الطوسيّ، تهذيب الأحكام، ج6، ص10.
[5] من كلامٍ له (دام ظلّه) في ذكرى ولادة سيّدة نساء العالمين، 1426هـ.
[6] من كلامٍ له (دام ظلّه)، بتاريخ 05/07/2007م.

عندما يُطرح السؤال: لماذا لم تُطبّق العدالة، على الرغم من تشديد الإسلام على هذا الأصل من أصول الدين، بل لم تمض فترة حتى ابتُلي المجتمع الإسلامي بأقسى حالات الظلم وفقدان العدالة والتمييز؟ عندما يُطرح هذا السؤال يتبادر إلى الذهن، أول ما يُتبادر، أنّ المسؤولية في ذلك تقع على عدد من المسؤولين الذين حالوا دون تنفيذ هذا الدستور الإسلامي، وذلك لأنّ تطبيق هذا المبدأ يبدأ من زعماء المسلمين، حيث لم يكن بعضهم جديرين بذاك المقام الكبير، فوقفوا في وجه تنفيذ العدالة، فكانت النتيجة أن أُصيب المجتمع الإسلامي بأنواع من الظلم والإجحاف والتمييز بين الناس.

إنّ هذا الجواب صحيح، إنّ أحد الأسباب هو أنّ المسؤولين عن تطبيق العدالة لم يُطبّقوه، بل فعلوا النقيض، وتاريخ الخلفاء الأمويّين والعباسيّين خير دليل على ذلك.

سوء تفسير العدالة
إلّا أنّ ذاك لم يكن العلّة كلّها، فثمّة علّة كبيرة أخرى، إذا لم تكن أشدّ تأثيراً فهي لا تقلّ عن الأولى أثراً، وهذا ما أُريد بحثه في هذا الموضوع. وهذه العلّة الكبرى هي: أنّ عدداً من علماء الإسلام أساؤوا تفسير العدل في الإسلام، وعلى الرغم من أنّ عدداً آخر من العلماء قاوموا ووقفوا في وجه أولئك، إلّا أنّهم غُلبوا على أمرهم.

إنّ قانوناً رفيعاً كالعدل يجب أوّلاً أن يُفسّر تفسيراً جيداً، ويجب ثانياً أن يوضع التنفيذ بصورة جيّدة أيضاً، وذلك لأنّه إن لم يُفسّر تفسيراً جيداً، فإنّ الذين يريدون إجراءه إجراء جيداً لا يستطيعون تحقيق ذلك، لأنّ تحقيقه يعتمد على تفسيره، وإذا لم يكونوا يريدون حسب نيّات المنفّذين السيّئة، فإنّهم يكونون قد أعانوا أولئك وخدموهم وجنّبوهم وجع الرأس الحاصل من الاصطدام بالناس، سواء أكان قصد المفسّرين سيّئاً من التفسير بهدف خيانة الناس، أم لم يقصدوا شيئاً من ذلك، وإنّما فسّروا القانون بحسب فهمهم المعوج.

وهذا ما حصل في تفسير أصل العدل، إنّ أغلب الذين أنكروا أن يكون العدل من أصول الإسلام، أو لعلّهم جميعاً، لم يكونوا يحملون نيّة سيّئة في تفسيرهم الذي سأذكره، إنّما النظرة السطحية والتعبديّة التي كانوا يحملونها هي التي ألقت بالمسلمين في هذه الحالة، فأوجدت للإسلام مصيبتين:

الأولى: سوء النيّة في الإجراء والتنفيذ، وذلك لأنّ الخلافة منذ البدء لم توضع على المحور الصحيح، وجرى تفضيل العرب على غير العرب، وتفضيل قريش على القبائل الأخرى، وإطلاق يد بعضهم في الحقوق والأموال، وحرمان البعض الآخر من ذلك، حتى قام الإمام عليعليه السلام بالخلافة بهدف محاربة هذا الانحراف، الأمر الذي انتهى باستشهاده، ثمّ تفاقم الأمر على يد معاوية والذين جاؤوا من بعده من الخلفاء.

أمّا المصيبة الثانية: فقد جاءتنا على يد العلماء السطحيّين التعبديّين، الذين تمسّكوا بمجموعة من الأفكار الجافّة، فراحوا يشرحون ويُفسّرون العدالة تفسيراً معوجاً، ممّا بقيت آثاره حتى وقتنا الحاضر.