emamian
مصر ترحب باتفاق وقف إطلاق النار بين باكستان وأفغانستان
أصدرت مصر بياناً رحبت فيه باتفاق وقف إطلاق النار بين باكستان وأفغانستان.
وأشار البيان المصري، الذي نشرته وزارة الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج على حسابها في منصة "فيسبوك"، إلى أن "جمهورية مصر العربية ترحب بتوصّل كل من جمهورية باكستان وأفغانستان، يوم الأحد، إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وإنشاء آلية تهدف إلى إرساء السلام والاستقرار الدائمين بين البلدين".
وأضاف البيان أن "مصر تتطلّع إلى أن يسهم هذا الاتفاق في وضع حد للتوترات الحدودية بين البلدين وحقن الدماء واستدامة الأمن والاستقرار في المنطقة"، مشدّداً على "ضرورة الارتكاز على الحلول الدبلوماسية والحوار البناء لحل الخلافات".
وختم البيان بالقول إن "مصر تشدّد على دعمها لكل المبادرات والجهود الرامية إلى تسوية النزاعات الإقليمية بالطرق السلمية".
كيف تتحول إلى نظام غذائي خال من منتجات الألبان؟
العصائر الخالية من منتجات الألبان: مثل حليب اللوز أو حليب الصويا، أو تناول الأفوكادو بدلاً من الزبادي، أو تناول زبدة الجوز بدلاً من الكريمة.
الشطائر الخالية من منتجات الألبان: تأكّد من أنّ شطيرتك لا تحتوي على الجبن أو منتجات الألبان، ثُمّ يمكنك إضافة بدلاً منها شرائح الخضار أو الحمص أو شرائح الأفوكادو.
الآيس الكريم الخالي من منتجات الألبان: تصنع العديد من العلامات التجارية الآن آيس كريم مع حليبٍ بديل، مثل حليب اللوز وجوز الهند والشوفان.
أطعمة بديلة لمنتجات الألبان في النظام الغذائي
ثمّة العديد من الأطعمة البديلة لمنتجات الألبان التي يمكن الاعتماد عليها لتلبية احتياجاتك الغذائية، مثل:
بدائل الحليب الخالية من منتجات الألبان: مثل حليب الصويا أو اللوز أو الأرز أو حليب الشوفان، لكنّها تختلف اختلافاً كبيراً في النكهة والعناصر الغذائية.
أطعمة نباتية غنية بالكالسيوم: عصير البرتقال وعصير التوت البري، وحبوب الإفطار، وحليب الصويا، واللفت والكولارد والتوفو.
مصادر لفيتامين د: يحتوي الحليب على فيتامين د الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم، وهناك مصادر بديلة أيضاً غنية بفيتامين د، مثل البيض والأسماك الدهنية، والحبوب المدعمة، وزيت كبد الحوت أو بدائل الحليب النباتية المُدعّمة بفيتامين د.
مصادر فيتامين ب2 (ريبوفلافين): الخضروات الورقية والبطاطا الحلوة، والحبوب الكاملة واللحوم.
مصادر الفوسفور: اللحوم أو الأسماك الدهنية أو البقوليات أو الخبز.
مصادر البروتين: الفاصوليا والعدس، والبقوليات والمكسرات، والبذور وحليب الصويا، والبيض.
فيما سبق من مصادر تُغطِّي العناصر الغذائية المتوفرة في الحليب ومنتجات الألبان، خاصةً الكالسيوم وفيتامين د، بما يضمن تلبية احتياجات الجسم من العناصر الغذائية دون أن يلحقه ضرر.
آفَةُ اللِّسَانِ
إنَّ من أخطرِ ما ابْتُلِيَتْ بهِ مجتمعاتُنا عادةُ الشتمِ والسِّبابِ، فقد يتبادلُ النَّاسُ الألفاظَ القبيحةَ لأتفهِ الأسبابِ، فتتفكَّكُ العَلاقاتُ، وتنتشرُ الأحقادُ. غيرَ أنَّ المصيبةَ الأعظمَ حينَ يتجاوزُ بعضُهُم الحدودَ، فيوجِّهُ ألفاظَهُ البذيئةَ نحوَ الدينِ، أو رموزِهِ، أو حتّى الذاتِ الإلهيّةِ المقدَّسةِ.
لقد شدَّدَ الإسلامُ على صونِ اللسانِ، ونهى عنِ التهافُتِ في السِّبابِ، حتّى معَ الأعداءِ، فَعَنْ أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام) أنَّهُ قالَ لأصحابِهِ في صِفِّينَ: «إِنِّي أَكْرَه لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا سَبَّابِينَ، ولَكِنَّكُمْ لَوْ وَصَفْتُمْ أَعْمَالَهُمْ وذَكَرْتُمْ حَالَهُمْ، كَانَ أَصْوَبَ فِي الْقَوْلِ وأَبْلَغَ فِي الْعُذْرِ، وقُلْتُمْ مَكَانَ سَبِّكُمْ إِيَّاهُمْ: اللَّهُمَّ، احْقِنْ دِمَاءَنَا ودِمَاءَهُمْ، وأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا وبَيْنِهِمْ، واهْدِهِمْ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ، حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ مَنْ جَهِلَه، ويَرْعَوِيَ عَنِ الْغَيِّ والْعُدْوَانِ مَنْ لَهِجَ بِه»[1]. وهذا هوَ نهجُ القرآنِ الكريمِ: ﴿وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾[2]، فكيفَ إذا كانَ السَّبُّ مُوَجَّهاً إلى مؤمنٍ أو إمامٍ أو ربِّ العالمينَ؟!
وفي هذا السياقِ يقولُ الإمامُ الخامنئيُّ (دامَ ظلُّهُ): «إنَّ إشاعةَ الإهاناتِ وهتكَ الحُرُماتِ في المجتمعِ، منَ الأمورِ التي يمنعُها الإسلامُ. يجبْ أنْ لا يحدثَ هذا. إنَّ إشاعةَ هتكِ الحُرُماتِ هوَ مخالفٌ للشَّرعِ وللأخلاقِ وللعقلِ السياسيِّ. لا إشكالَ إطلاقاً في النَّقدِ والمخالفةِ والتَّعبيرِ عنِ الآراءِ بجرأةٍ، ولكنْ بعيداً عن هتكِ الحُرُماتِ والإهاناتِ والشَّتمِ والسِّبابِ وما إلى ذلكَ»[3].
وإنَّ جُذورَ هذهِ الظاهرةِ تعودُ إلى أمرَينِ أساسيَّيْنِ:
الأوَّلُ: الجهلُ؛ فالجاهلُ لا يعرفُ عظمةَ اللهِ، ولا يُدركُ فداحةَ الكلمةِ التي يتفوَّهُ بها، بينما المعرفةُ الحقَّةُ تردعُ الإنسانَ عن مثلِ هذا الفعلِ.
والثاني: التَّربيةُ الفاسدةُ؛ إذ ينشأُ الطِّفلُ في بيئةٍ تمتلئُ بالسِّبابِ، فيعتادُ عليهِ حتَّى يُصبحَ جزءاً من شخصيَّتِهِ.
لذلكَ، فإنَّ مواجهةَ هذهِ الآفَةِ لا تكونُ إلَّا برفعِ مستوى الوعيِ، وتعزيزِ الثقافةِ الدِّينيَّةِ، وترسيخِ معنى الرَّقابةِ الإلَهِيَّةِ في النُّفوسِ. كما يجبُ على الأسرةِ والمدرسةِ والمجتمعِ أنْ يُوفِّروا بيئةً تربويَّةً صالحةً، وأنْ يُبعدوا الشَّبابَ عن رفقةِ السُّوءِ التي تُجرِّئُهُم على مثلِ هذهِ الأفعالِ. ثمَّ يأتي دورُ الأمرِ بالمعروفِ والنَّهيِ عنِ المنكرِ ليُحاصرَ هذهِ العادةَ القبيحةَ، ويمنعَها منَ التَّغلغُلِ في النُّفوسِ.
يقولُ اللهُ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾[4]. فمَنْ أرادَ النَّجاةَ لنفسِهِ وأهلِهِ، فليحفَظْ لسانَهُ، وليعلِّمْ أبناءَهُ أنَّ الكلمةَ إمَّا أنْ ترفعَ الإنسانَ عندَ اللهِ، أوْ أنْ تَهويَ بهِ إلى دَرَكاتِ الهلاكِ.
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين
[1] السيّد الرضيّ، نهج البلاغة، ص323، الخطبة 206.
[2] سورة الأنعام، الآية 108.
[3] من كلامٍ له (دام ظلّه)، بتاريخ 10/03/2011م.
[4] سورة التحريم، الآية 6.
ما هي الرؤية الإسلاميّة في تربية الفتاة؟
لقد جاء الإسلام بنظرةٍ مخالفةٍ لما كانت عليه الجاهليّة تجاه الفتاة والمرأة بشكلٍ عام، حيث كانت النظرة الأساس لها قائمة على اعتبارها موطناً لإشباع الغرائز والشهوات؛ ولذا كانت القبائل الضعيفة ترى البنات مجلبةً للعار، فكانوا يعمدون إلى وأد فتياتهم، وفي ذلك يصوّر القرآن الكريم حال الإنسان آنذاك عندما تولد له أنثى، يقول -تعالى-: ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِٱلۡأُنثَىٰ ظَلَّ وَجۡهُهُۥ مُسۡوَدّا وَهُوَ كَظِيم ٥٨ يَتَوَٰرَىٰ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ مِن سُوٓءِ مَا بُشِّرَ بِهِۦٓۚ أَيُمۡسِكُهُۥ عَلَىٰ هُونٍ أَمۡ يَدُسُّهُۥ فِي ٱلتُّرَابِۗ أَلَا سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ﴾[1].
أمّا في الرؤية الإسلاميّة فالفتيات يتمتّعن بامتيازات خاصّة وتفضيل واضح؛ إذ ذُكرن في الروايات على أنّهنّ أفضل من الأبناء، فعن رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله): «خير أولادكم البنات»[2].
وعن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): «البنات حسنات، والبنون نعمة؛ فالحسنات يُثاب عليها، والنِعم يُسأل عنها»[3].
ومن الخطوات التي رسمها الإسلام في عمليّة حفظ الفتاة وتربيتها، وتبيّن مدى اهتمامه بها، ما يأتي:
1. إنقاذها من ظلم المجتمع
جاء الإسلام فقضى على كافّة أشكال ظلم الفتاة، ولم يكن ذلك ردّة فعل لما حصل في الجاهلية فقط، بل لما تشكّله الفتاة في المستقبل من دور فعّال وكبير في بناء المجتمع وصلاحه، فهي اليوم بنت، وغداً زوجة، وبعده أمّ تربي الأجيال القادمة.
لذا، نرى بأنّ الله -تعالى- وعد بالحساب والمساءلة يوم القيامة على الظلم الذي كان يقع على الفتاة دون وجه حقّ، قال -تعالى-: ﴿وَإِذَا ٱلۡمَوۡءُۥدَةُ سُئِلَتۡ * بِأَيِّ ذَنۢب قُتِلَتۡ﴾[4].
2. الاهتمام بتربيتها تربيةً صالحة
لقد اهتمّ الإسلام بتربية البنات وتعليمهنّ وتثقيفهنّ وتكريمهنّ وغرس الاحترام في نفوسهنّ، فذلك من حقوقهنّ على الوالدين، فعن رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله): «من عال ثلاث بنات أو ثلاث أخوات، وجبت له الجنّة»، فقيل: يا رسول الله، واثنتين؟ قال: «وإن كانتا اثنتين»، فقيل: يا رسول الله، وواحدة؟ فقال: «وواحدة»[5].
وعنه (صلى الله عليه وآله) أيضاً: «من كانت له ابنة فأدّبها وأحسن أدبها، وعلّمها فأحسن تعليمها، فأوسع عليها من نِعَم الله التي أسبغ عليه، كانت له منعة وستراً من النار»[6].
3. إسعادها والرأفة بها
ففي الروايات أنّ الله -تعالى- أرحم بهنّ من الصبيان.
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): «إنّ الله -تبارك وتعالى- على الإناث أرأف منه على الذكور، وما من رجل يُدخل فرحةً على امرأة بينه وبينها حرمة، إلّا فرّحه الله -تعالى- يوم القيامة»[7].
4. إكرامها وتقديرها
الحرص على احترام البنات وتقديرهنّ وإشعارهنّ بالمحبّة والمودّة من قِبل الأبوين، وبالأخصّ من جانب الأب؛ فينبغي له أن يراعي عواطفها ومزاجها ويجنّبها الغضب.
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): «ما أكرم النساء إلّا كريم، وما أهانهنّ إلّا لئيم»[8].
5. مراعاتها والاهتمام بعواطفها
أكثر ما يتحمّل ذلك هو الأب، فينبغي ألّا يخدش عواطفها ويكسر قلبها، وإذا أراد أن يعاقبها فلا بدّ من اتّخاذ الأسلوب الذي يجنّبها الأذى والاضطراب المؤدّي إلى العقد النفسيّة.
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): «نِعْمَ الولد البنات؛ ملطّفات، مجهّزات، مؤنِسات، مباركات، مفليات»[9].
[1] القرآن الكريم، سورة النحل، الآيتان 58-59.
[2] الشيخ الطبرسيّ، مكارم الأخلاق، مصدر سابق، ص219.
[3] الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، مصدر سابق، ج3، ص481.
[4] القرآن الكريم، سورة التكوير، الآيتان 8-9.
[5] الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج6، ص6.
[6] المتّقي الهنديّ، كنز العمال، مصدر سابق، ج16، ص 452.
[7] الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج6، ص6.
[8] المتّقي الهنديّ، كنز العمال، مصدر سابق، ج16، ص371.
[9] الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج6، ص5.
القيادة في الإسلام ومصادر دراستها
إذا أردنا أن نعرف مدى علاقة الإسلام بالقيادة والإدارة، فلا بدَّ من الإطلاع على مصدرين أساسيين:
1- القراءة العميقة لِسِيَرِ الأنبياء والأولياء
ولا سيما سيرة النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين علي (عليه السلام)، والتعرّف على أساليبهم في هذا الصدد، لندرك مدى تطابقها مع القيادة الحكيمة، ثم نقرأ المنجزات التي توصّلت إليها هذه القيادة، والنجاح الذي حقّقته، لأنّهم المبعوثون من قِبَل الله ويمتلكون مفتاح النجاح، وقد بلغت معرفتهم بالنفس البشرية وطبيعتها القِمَّة والذروة، فمن هنا علينا أن نقرأ قيادة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) للجيش والغزوات والسرايا، كيف كانت إدارته لدفَّة السياسة ونشر الدين، ونقرأ سيرته مع أعداء الدين، وكيف كانت في بيته ومع أسرته و... فإنّ في كلّ خطوةٍ من حياته درساً وعبرة.
وظائف خاصة بالقائد الإسلامي
الترغيب: فالرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لمعاذ: "... يسّر ولا تعسّر، وبشّر ولا تنفّر..."[1]، "...وصلّوا بهم صلاة أضعفهم..."[2]، أي لا بدّ من تبشير الناس بمزايا الإسلام والثمرات الدنيويّة والأخرويّة، وترغيبهم حتى نكسب قلوبهم، وتكون قيادتهم باللين لا بالعنف وأسلوب الترهيب والتهديد، لأنّ هذا الأسلوب يؤدّي إلى النفرة والابتعاد عن الدين، وكذلك بالنسبة للصلاة بأضعفهم، فإنّه يوجد فيهم المريض وجديد العهد بالصلاة.
الزهد: فإنّ الزهد وإن كان مطلوباً من كلّ مسلم، لكن هناك درجة من الزهد خاصة بالقائد الإسلامي، وأكبرُ شاهدٍ على ذلك ما حصل بين أمير المؤمنين (عليه السلام) وعاصم بن زياد الذي أغرق نفسه بالعبادة وهجر زوجه ولبس الثياب الخشنة: حيث جاء أخوه شاكياً لأمير المؤمنين (عليه السلام): يا أمير المؤمنين أشكو إليك أخي عاصم بن زياد. قال: وما له؟ قال: لبس العباءة وتخلّى عن الدنيا. قال علي (عليه السلام): علي به. فأتى به، فقال له (عليه السلام): يا عدوّ نفسه أما رحمتَ أهلك وولدك؟ أترى الله أحلّ لك الطيبات، وهو يكره أن تأخذها؟ أنت أهون على الله من ذلك. قال: يا أمير المؤمنين هذا أنت في خشونة ملبسك، وجشوبة مأكلك؟ قال: ويحك! إنّي لستُ كأنت، إنّ الله فرض على أئمّة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيّغ بالفقير فقره"[3]، ثم يسعى جاهداً لرفع مستواهم المعيشي إلى أفضل المستويات[4]، وإلا فمن حقّ الفقير أن يثور في وجه الحكومة ويقول بأنّ كل ما يقدّم إليه ليس إلا وعوداً كاذبة.
2- النصوص الإسلامية في القيادة
والمصدر الثاني هو مراجعة النصوص الواردة في القيادة وشروطها في الإسلام، أمثال ما ذكر القرآن الكريم مخاطباً الأنبياء (عليهم السلام) بالعموم والرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) بالخصوص، في كيفيّة تبليغ الرسالة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكيفية تعاملهم مع مجتمعاتهم في شتى مجالات الحياة، وقد استطاع الأنبياء وأولياء الله من جذب النفوس وجعلها تلتفّ حولهم، واستمالتهم للتضحية في سبيل الرسالة، وهذا ما يحتاج إلى قدراتٍ فذّة وكبيرةٍ مكنونة في نفوس هؤلاء القادة العظام، تتوافق مع أعمق الأُسُس النفسيّة والاجتماعية التي توصَّل إليها علما النفس والاجتماع اليوم.
شواهد من تاريخ الإسلام
هذه بعض الشواهد على نفوذ القادة إلى قلوب المؤمنين، بسبب ما يتحلّون به من صفاتٍ ومعرفةٍ بالنفوس البشرية:
1- الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي بدأ يتيماً ووحيداً في نشر الرسالة، وعانى ما عاناه في بداية الدعوة، استطاع أن يستحوذ على القلوب في آخر المطاف، وأحبّه القريب والبعيد وكلّ من عرفه أو تعرّف على صفاته، وقد عبَّر عن ذلك أبو سفيان فقال: "والله ما رأيتُ من قومٍ قطّ أشدّ حبّاً لصاحبهم من أصحابِ محمد"[5].
2- وشاهد آخر هو أبو ذر(رضوان الله عليه) عندما تخلف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في غزوة تبوك ثلاثة أيام وذلك لأن جمله كان أعجف، فلحق بعد ثلاثة أيام ووقف عليه جمله في بعض الطريق فتركه وحمل ثيابه على ظهره، فلمّا ارتفع النهار نظر المسلمون إلى شخصٍ مقبلٍ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كأنّ أبا ذر، فقالوا: هو أبو ذر، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أدركوه بالماء فإنه عطشان، فأدركوه بالماء، ووافى أبو ذر(رضوان الله عليه) رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعه إداوة فيها ماء، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يا أبا ذر معك ماء وعطشت؟ فقال: نعم يا رسول الله، بأبي أنت وأمّي، انتهيت إلى صخرةٍ وعليها ماء السماء، فذقته فإذا هو عذب بارد، فقلتُ: لا أشربُه حتى يشربَه حبيبي رسولُ الله (صلى الله عليه وآله وسلم)[6].
وفي غزوة تبوك أيضاً تخلّف عن الغزو ثلاثة حيث كان للعشر من المسلمين بعير واحد يتناوبون عليه، وكان زادهم الشعير المسوّس، والتمر المدوّد، وكان التمر الواحد بينهم يمصها الواحد بعد الواحد، وهؤلاء الثلاثة هم كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أمية، تخلّفوا عن رسول الله لا عن نفاق، ولكن عن توانٍ، ثمّ ندموا، فلما قدم (صلى الله عليه وآله)، أمرَ أن لا يكلّمهم أحد، فهجرهم الناس حتى نسائهم وأولادهم وكانت زوجاتهم يطهين لهم الطعام ويضعنه أمامهم دون أن ينبثن معهم ببنتِ شفة، فضاقت عليهم المدينة، وخرجوا إلى رؤوس الجبال، فتهاجروا هم أيضاً وتفرّقوا، وبقَوا على ذلك خمسين يوماً، يتوبون إلى الله، فتقبّل الله توبتهم وأنزل فيهم[7]: ﴿وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾[8]، فهذه صورة رائعة حصلت في ظلّ قيادة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، تكشف عن مدى التفاني والتعلّق بالنبي(صلى الله عليه وآله).
3- كذلك في كربلاء لقد سُطِّرت أروع الصور من التضحية والفداء في سبيل الدفاع عن الإمام الحسين (عليه السلام)، ولأجل الحفاظ على هذا الخط والنهج، صور تكشف لنا عن القيادة الحكيمة التي كان يدير زمامها الإمام الحسين عليه السلام.
[1] - مكاتيب الرسول، ج2، ص589.
[2] - وسائل الشيعة، ج4، ح13.
[3] - المعيار والموازنة، أبو جعفر الإسكافي، ص243.
[4] - ومن هنا يظهر السر في اختلاف سلوك الأئمة الطاهرين من حيث المظهر الخارجي، فلباس أمير المؤمنين (عليه السلام) يختلف عن لباس الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، فالظروف المعيشية للناس قد اختلفت، والدنيا قد أغدقت نعمها، ويشير إلى هذا المعنى رواية وردت عن الإمام الصادق (عليه السلام).
[5] - بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج20، ص152.
[6] - بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج22، ص429.
[7] - عوالي اللئالي لأبي جمهور الإحسائي، ج7، ص70 بتصرف.
[8] - القرآن الكريم، سورة التوبة:118.
ما هي مقوّمات الحياة الزوجية إسلامياً؟
هناك مقوّمات أساس للوصول إلى الهدف المنشود دينياً من الحياة الزوجية:
1- السكينة والطمأنينة
"فكلّ واحد من الزوجين ناقص في نفسه مفتقر إلى الآخر ويحصل من المجموع "الزوج والزوجة" واحد تامّ من شأنه أن يلد وينسل. ولهذا النقص والافتقار يتحرّك الواحد منهما إلى الآخر حتّى إذا اتّصل به سكن إليه، لأنّ كلّ ناقص مشتاق إلى كماله وكلّ مفتقر مائل إلى ما يُزيل فقره، وهذا هو الشبق المودع في كلٍّ من هذين القرينين"[1].
فالأصل أن يسكن الزوج إلى زوجه، وهذا لا يكون إلا بالانسجام. فمن يطمع بالأنس بمن لا ينسجم معه يكون طامعاً في غير مطمع. وهذا يحتاج إلى رفع العوائق والمنفّرات الّتي تمنع من الانسجام. وهذا يُرجعنا إلى الشعور بالمسؤولية وعدم الاستهانة بالحياة الزوجية، سواء من قِبَل الزوج أو الزوجة، فالانسجام له أسبابه الموضوعية ولا يأتي هكذا من قدرة قادر.
فعلى كلٍّ من الرجل والمرأة أن يُسخّر وقتاً لفهم الآخر، فالأمزجة تختلف، والعادات، والمرتكزات، وأساليب مقاربة الأمور، وكيفية مواجهة الأحداث السارّة أو المحزنة.
والخلاصة: الانسجام الّذي يولّد السكن والاطمئنان والأنس له ثمن ولا يأتي بالمجّان.
2- المودّة
وهي المحبّة المصاحِبة للتعبير الفعليّ.
وأيضاً هذا الأمر لا يتحقّق إلا بالعمل الدؤوب المشتمل على الإحسان إلى الآخر والتضحية في سبيله، والتحمُّل منه، والموافقة، وعدم المنافرة، وعدم التعاكس المستمرّ، والعمل الدائب وبذل قصارى الوسع للوصول إلى الاتّفاق بأسرع وقت ممكن عند الاختلاف في الرأي وعدم إطالة فترة المنازعة والاختلاف، فإنّه مما يُمرض المودّة. فينبغي عدم تكثير التنازع وتكراره، فلا نستطيع أن ننفي الاختلاف في الآراء من رأس لأنّه أمر غير ممكن واقعاً، ولكن لا بُدّ من الذكاء والمهارة والفنّ في التعامل للتخطّي السريع والوصول إلى الاتّفاق بسرعة، ولا بُدّ من التغافل عن كثير من صغائر الأمور، فعن إمامنا محمد الباقر(عليه السلام): "صلاح حال التعايش والتعاشر ملء مكيال ثلثاه فطنة وثلثه تغافل"[2].
وتلاحظون هذه الأمور كم هي شاقّة، فيها جهاد للنفس الّذي هو الجهاد الأكبر.
3- الرحمة
من كلٍّ من الرجل والمرأة للآخر. ورحمة كلٍّ منهما لها مواردها الخاصة.
فالرجل يرحم المرأة:
* إذا تسرّعت فيغفر لها، كما ورد في الحديث أنّ من حقّها عليه أن يغفر لها إذا جهلت.
* ويرحم ضعفها إذا قصّرت في القيام ببعض حقوقه.
* ويرحمها في مواطن حاجتها إليه.
والرحمة من لوازمها عدم القسوة والخشونة سواء في الكلام أم في المواقف، فإنّه من المؤسف أن نرى بعض الرجال يستعرض عضلاته، ويختبر قوّته في قبال زوجته.
والمرأة ترحم زوجها:
* عندما تراه منهكاً وتعباً من عناء العمل ومعاركة الحياة، تُبادر إلى التخفيف عنه.
* وعندما تراه مهموماً لتكاليف الحياة الصعبة الّتي تثقل الكاهل.
* وإذا قصّر في قضاء بعض حوائج المنزل لانشغاله في عمله والكدّ على معيشته ومعيشة كلّ العيال.
* وإذا تعسّر عليه عمله وقصّر الإنتاج عن النفقة، تصبر عليه وترحمه ولا تعيّره ولا تجرح شعوره، بل تعينه وتشجّعه وتحثّه على القيام بما يُصلح شأن عمله.
وكلّ هذا يحتاج إلى توفيق من الله تعالى واستعانة به، ودعاء مستمرٍّ بنيّة مخلصة، لكي يجعل الله تعالى البركة في الحياة الزوجية، ويشمل الزوجين بألطافه لكي يقدرا على تحمُّل هذه المسؤولية.
لا تبدأ حياتك الزوجية بالحرام
لكي يُنزل الله تعالى البركة على البيت الزوجيّ يلزم من كلا الزوجين أن يتبعا تعاليم الشرع المبين الّتي توجب الرحمة من الله تعالى، أفلا نقول في الدعاء "اللّهمّ إنّي أسألك موجبات رحمتك"، إذاً للرحمة موجبات ولنزول البركة موجبات، وللتوفيق بين الزوجين موجبات، وكذلك يوجد ما يمنع هذه المعاني كلّها، ويأتي بأضدادها، من الشؤم والنكد، وعدم المحبة والمودّة، وعدم الاتّفاق والانسجام...
والعاقل يتعرّض من بدء حياته الزوجية، من أوّل يوم، بل من أوّل خطوة يخطوها لنفحات الرحمن سبحانه، ولبركاته، وذلك من خلال القيام بالمستحبّات وترك المكروهات، والدعاء للتوفيق..
بينما الجاهل يبدأ من أوّل يوم في حياته الزوجية بالأعراس المحرّمة الّتي تشتمل على الغناء والموسيقى والرقص الّذي يتعدّى فيه الشرع المبين، وباللباس غير المحتشم للنساء مما لا تُسيغه مرتكزاتنا الدينية ولا أخلاقنا الإنسانية.
بالله عليكم أيّ موجبات رحمة يقوم بها مثل هذا.
وأيّ نفحات رحمانية وألطاف إلهية يتعرّض لها؟
وأيّ بركة من هذا الزواج يرجوها وهو يعصي الله تعالى جهاراً.
وفي الرواية: إنّ البيت الّذي يُسمع فيه الغناء لا تدخله الملائكة، ولا يُستجاب فيه الدعوة، ولا يأمن الفجيعة، وإنّ الغناء عشّ النفاق...إلى ما هنالك من مضامين تُشنّع على الغناء وسامعيه.
ويتذرّع الإنسان بكلمات واهية غالباً ينطق بها الشيطان عن لسانه، كأن يقول: هي ليلة في العمر وتمضي!
عجيب، يعني إذا كانت مرّة واحدة يجوز لي أن أعصي؟
وفي الرواية عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): "إذا هممت بسيئة فلا تعملها، فإنه ربما اطلع الله على العبد وهو على شئ من المعصية فيقول: وعزتي وجلالي لا أغفر لك بعدها أبدا"[3].
وإذا كان هذا المنطق سليماً؛ فإذاً يستطيع العبد أن يعصي الله بكلّ المعاصي، ولكن يعصي بكلّ معصية مرّة واحدة والأمر يمضي، يقتل مرة واحدة، يزني مرة واحدة، يسرق مرة واحدة....
هل هذا منطق سليم؟!
أو يقول: إنّ أهل زوجتي، أو إنّ بعض أهلي يريدون أن يفرحوا لنا.
أو إنّ العرف جارٍ هكذا فلا نقدر على مخالفة التقليد.
أو إنّ الناس تعيب علينا وتقول إنّ عرسكم كان مثل مأتم.
أقول: المؤمن لا يفرح بالمعصية بل المعصية هي مأتم وعزاء له، ولا ينبغي لعاقل مؤمن أن تغلبه العادات والأعراف إذا كانت مخالفة لرضا الله تعالى.
ويمكن القيام بمظاهر الفرح، فإنّ الإسلام لم يمنع من الفرح بل أباحه وخصوصاً في الأعراس، غاية الأمر أن لا تُمارس المعاصي بحجّة الفرح.
وهل الفرح لا يكون إلا بمعصية الله؟! هناك أساليب شرعية تُعبّر خير تعبير عن الفرح والسرور.
نسأل الله التوفيق والرحمة والبركة في كلِّ شؤوننا.
[1] - تفسير الميزان، السيّد الطباطبائي، ج 16، ص 166.
[2] - بحار الأنوار، العلّامة المجلسيّ، ج 75، ص 241.
[3] ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج2، ص124.
كيف يبني المؤمن بصيرته؟
هناك عدّة عوامل تسهم في بناء بصيرة الإنسان وتساهم كذلك في زيادة قوّتها وفعاليتها، ومنها:
1- قوّة العقل:
وهذا يحصل أوّلاً وبالذّات بالتعلّم والاستفادة من التجارب، والحجج والبيّنات لإجراء عمليّة التفكّر بالاستفادة من العلم والتجربة. والحقيقة أنّ ما يقوّي العقل هو إدامة التفكّر والتأنّي والتدبّر قبل أيّ عمل وبعده، أمّا قبله لمعرفة عواقبه وإمّا بعده لحفظ التجربة ووعيها للاستفادة منها في المستقبل كتغذية راجعة للعقل والفكر.
ولذا جاء عن الاستفادة من التجربة: "المؤمن لا يلدغ من جحر مرّتين"[1] .
2- التفقّه في الدّين:
عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السلام): "تفقهوا في دين الله، فإنّ الفقه مفتاح البصيرة، وتمام العبادة والسبب إلى المنازل الرفيعة، والرتب الجليلة في الدّين والدّنيا، وفضل الفقيه على العابد كفضل الشمس على الكواكب، ومن لم يتفقّه في دينه لم يرض الله له عملاً"[2].
والتفقّه في الدّين معناه معرفة العقائد الحقّة وأدلّتها التي تورث اليقين إضافة إلى تعلّم الأحكام الشرعيّة. فإنّ ذلك يوسّع آفاق الإنسان ويقوّي عقله بقوّة يقينه.
3- المعرفة بالزمان وأهله:
لا شكّ أنّ جهل الإنسان بأخلاق وطبائع وعادات وأعراف أهل زمان ما ومكان ما قد يكون سبباً في انخداع الإنسان، أو تشوّش الصورة عنده، والتباس الأمور عليه، بينما معرفة الإنسان بالنّاس وعاداتهم وثقافاتهم وحتّى مفردات تخاطبهم وأفكارهم ومذاهبهم الفكريّة والسياسيّة والعقائديّة وغير ذلك يحميه من الانخداع، وفي الحديث عن جعفر الصادق عليه السلام: "العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس"[3].
فاللوابس يقصد بها الأمور المبهمة والملتبسة التي تحصل نتيجة عدم وضوح الرؤية وغياب القدرة على التشخيص، فإذا علم الإنسان بطبيعة الزمان وأهله، أي بالعصر ولغته وثقافته وإيقاعه اتّضحت الرؤية وزال ما يشوب المشهد من ضباب، وانجلت أمام العقل والفكر الصورة.
4- تعويد النّفس على التعامل مع الأدلّة والبراهين:
ذلك أنّ أصحاب البصائر يفترض أن يكونوا أصحاب عقول لا يحكمون إلّا عن دليل ولا يتحرّكون إلّا عن وعي وفهم، ولذا لا يسلّمون ولا يقبلون بكلّ مقولة إلّا بعد الدليل والبرهان، ولذا اشتهر على ألسنة علماء الشيعة وفي مدوّناتهم القول: "نحن أتباع الدليل أينما مال نميل".[4]
5- عدم الانخداع ببريق الأسماء ورنين البيان:
على الإنسان لكي يكتسب البصيرة أن لا يؤخذ بأسماء القائلين ولا بسحر البيان وخصوصاً أساليب الترويج الذي يعتمده الإعلام المضلّل في هذا الزمان. وكلّ ذلك يمكن استفادته ممّا روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: "لا يعرف الحقّ بالرّجال، اعرف الحقّ تعرف أهله"[5].
6- تقوية الصلة بالله تعالى:
إذ إنّ الله تعالى هو مصدر كلّ النّعم ظاهرها وباطنها، صغيرها وجليلها والذي يقوّي صلته به تعالى ويوثّقها يعني أنّه اقترب من مصدر كلّ خير وكلّ نعمة، وممّا لا شكّ فيه ولا ريب أنّ من كان قريباً منه تعالى يفيض الله عليه من بركاته، وليس أفضل من البصيرة معيناً للإنسان في دنياه وفي آخرته، فإنّ الإنسان في الدّنيا بالبصر وفي الآخرة وأمورها بالبصيرة.
ومن جملة تقوية الصلة بالله تعالى، كلّ ألوان العبادة، والدعاء، والمناجاة، والحكيم هو من قرن بين تقوية الصلة به تعالى وطلب أن يكون الأثر هو البصيرة في العبادة وفي غيرها، وهذا ما علّمنا إيّاه الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين (عليهم السلام) إذ إنّه كان من دعائه: "اللهمّ وثبّت في طاعتك نيّتي، وأحكم في عبادتك بصيرتي"[6].
[1] بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 19، ص 346.
[2] بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 75، ص 321.
[3] الكافي، الشيخ الكليني، ج 1، ص 27.
[4] الانتصار، العاملي، ج1،ص 397.
[5] بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 40، ص 126.
[6] الصحيفة السجّاديّة، دعاء التوبة، رقم 31.
صادرات النفط الایراني یسجل ارتفاعا جدیدا رغم الضغوط الامریکیة
ان أحدث إحصائیات إدارة معلومات الطاقة الأمریکیة تظهر أن إنتاج إیران النفطی فی شهر سبتمبر الماضی ارتفع إلى 3 ملایین و450 ألف برمیل.
هذا الرقم یزید بـ 50 ألف برمیل عن إنتاج شهر ینایر الذی تولى فیه ترامب السلطة.
وکان وزیر الطاقة الأمریکی کریس رایت یقول: "یمکننا إیقاف صادرات النفط الإیرانی." لکن قبل أسبوع، أعلنت شرکة Tanker Trackers أن صادرات النفط الإیرانی فی سبتمبر 2025 بلغت حد ملیونی برمیل یومیاً، وهو رقم سُجل سابقاً فقط فی زمن الاتفاق النووی.
تقریر هذه الجهة الأمیرکیة یُظهر أن إیران انتجت فی شهر أغسطس 3 ملایین و200 ألف برمیل من النفط یومیاً، وأن إنتاج شهر سبتمبر یزید عنه بـ 250 ألف برمیل.
إندونیسیا تُقصی إسرائیل من بطولة العالم للجمباز
انه أوضح وزیر الشؤون القانونیة وحقوق الإنسان الإندونیسی یسرِیل إحزا ماهیندرا أنّ الحکومة تحافظ على سیاستها تجاه القضیة الفلسطینیة قائلاً: “تتبنّى إندونیسیا سیاسة راسخة بعدم إقامة أی اتصال مع إسرائیل ما لم تعترف بدولة فلسطینیة حرّة وذات سیادة”. وشدّد على أنّ إندونیسیا “لن تتراجع عن مبدأها الأخلاقی فی مقاطعة إسرائیل”.
کما اعتبر أنّ الریاضة لا یمکن أن تکون منفصلة عن الموقف الإنسانی تجاه شعبٍ یعیش تحت الاحتلال منذ عقود.
وألغت السلطات الإندونیسیة تأشیرات ستة ریاضیین إسرائیلیین، حسب ما نشره موقع صحیفة لوباریزیان الفرنسی، من بینهم البطل الأولمبی أرتِم دولغوبیات، بعد طلب رسمی من الاتحاد الإندونیسی للجمباز.
وأکّد وزیر الهجرة أغوس أندریانتو أن القرار “جاء تماشیاً مع القوانین المحلیة وبمبادرة من الاتحاد الوطنی”، موضحاً أن عملیة إلغاء التأشیرات نُفّذت بطریقة قانونیة وشفافة.
وأعلنت رئیسة الاتحاد الإندونیسی للجمباز إیتا یولیانی أن الاتحاد الدولی للجمباز أبدى تفهّمه لقرار جاکرتا، بل أکد دعمه الرسمی له خلال مکالمة هاتفیة، وأضافت: “هذا انتصار للسیادة الوطنیة على الضغوط السیاسیة”. وبذلک، وجّهت جاکارتا رسالة قویة إلى العالم الریاضی مفادها أنّ التضامن مع فلسطین لیس شعاراً، بل التزام عملی.
وذکّرت الحکومة الإندونیسیة بقرارات سابقة اتخذتها فی الاتجاه نفسه، منها رفض استضافة بطولة کأس العالم تحت 20 عاماً لکرة القدم عام 2023 بعدما اعترض مسؤولون محلیون على مشارکة المنتخب الإسرائیلی، إلى جانب انسحاب جزیرة بالی من تنظیم الألعاب الشاطئیة العالمیة فی العام نفسه للسبب عینه.
تأكيد ايراني باكستاني على أهمية خفض التوترات الاقليمية
بأن الجانبين استعرضا خلال هذا الاتصال، التطورات الأخيرة في المنطة وخاصة التوتر الأخير بين باكستان وأفغانستان، مع تاكيدهما على "ضرورة ترسيخ الاستقرار، وتخفيف حدة التوترات، وتعزيز التكامل الإقليمي".
الى ذلك، اكد "بهرامي" على استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدعم الجهود الهادفة الى خفض التوتر بين أفغانستان وباكستان.
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الإيراني "عباس عراقجي"، مساء أمس السبت في حوار خاص لقناة الخبر الايرانية : نحن لدينا علاقات جيدة مع كلا البلدين، خاصة مع باكستان التي تربطنا معها علاقة قديمة وقوية جدا؛ كما لدينا علاقات قديمة مع أفغانستان؛ لافتا في الوقت نفسه الى، ان "هناك بعض المشاكل مع النظام والهيئة الحاكمة الجديدة في أفغانستان، رغم التعاون والاتصالات الجيدة معها".
واضاف : نحن لم نعترف رسميا بعد بالنظام الجديد في أفغانستان، لكننا نتعامل معه على مستوى الاتصال والتعاون؛ واليوم بعد الظهر، تحدثتُ مع وزير خارجية باكستان، وقدّم لي شرحا حول الخلافات والمشاكل الحالية والإجراءات التي اتخذوها.
وتابع عراقجي : موقفنا هو أن الطرفين يجب أن يتحليا بضبط النفس، ونرى بان الاستقرار في العلاقات بين إيران وباكستان وأفغانستان يساهم في استقرار المنطقة، لهذا السبب، تقرر أن يتشاور وزيرا الخارجية، بصفتهما مبعوثين خاصين لشؤون أفغانستان، مع بعضهما البعض، وسيتم إجراء ذات المشاورات مع الاصدقاء الأفغان لحل هذه المشكلة بطريقة اخرى".




























