emamian

emamian

جنباً الى جنب تجمعت شخصيات من لبنان وفلسطين وإيران، اسلامية ومسيحية في المقر الجديد للسفارة الايرانية في بيروت لإحياء الذكرى الخامسة والاربعين لانتصار الثورة الاسلامية بقيادة الإمام الخميني (قدس سره) واليوم الوطني للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

حفل الاستقبال الذی أقامته السفارة الإیرانیة فی بیروت،  حضره رئیس مجلس النواب نبیه بری ممثلاً بعضو کتلة التنمیة والتحریر النائب علی حسن خلیل، ممثلو الاحزاب والقوى الوطنیة اللبنانیة والفلسطینیة بالاضافة الى فاعلیات دوبلوماسیة وعسکریة وأمنیة وبلدیة، وبمشارکة من قبل عدد من العلماء وحشد کبیر من المحبین للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة.

الحفل استهل بالنشیدین الوطنین اللبنانی والایرانی ومقطع مصور یعبر عن حضارة الجمهوریة الاسلامیة الإیرانیة، ولأن الذکرى هذا العام تأتی فی ظروف استثنائیة حیث ینظر العالم الى فلسطین بعین طوفان الأقصى، فقد أکد السفیر الایرانی فی لبنان مجتبى أمانی أن ایران ستبقى الى جانب الشعوب المظلومة فی العالم.

وفی هذا السیاق أشار المشارکون فی المراسم الى الدور الکبیر الذی تلعبه الجمهوریة الاسلامیة الإیرانیة الیوم فی القضایا التی تخص العالم الإسلامی خصوصاً خلال الاحداث الاخیرة فی فلسطین.

وتضمن الحفل ایضاً معرضاً فنیاً برزت فیها اللوحات التی تمثل مبادئ الثورة وصور شهداء الجمهوریة الاسلامیة الإیرانیة لا سیما الشهید الفریق الحاج قاسم سلیمانی.

هذا عصر استيقظ فيه العالم الإسلامي، وأخذ المسلمون في جميع أنحاء العالم يشعرون بالعزة والرفعة. لقد مضى ذلك العهد الذي كان فيه المسلم يخجل في أية نقطة من نقاط العالم كان من انتمائه إلى الإسلام، ومردّ هذا الشعور يعود إلى هذه الثورة التي فجرها القائد الكبير الإمام الخميني، بتضحيات الشعب الإيراني العظيم وإيثاره المدهش، فأفضى انتصارها في هذه البقعة الحساسة من الدنيا، إلى ذهول العالم.
 
عشر سنوات والجمهورية الإسلامية تصمد بشهامة في وجه مختلف المؤامرات الاستكبارية، وهي تدافع عن قوة الإسلام واقتداره، وعن وجودها وثباتها، حتى استطاعت أن ترد كيد العدو إلى نحره.
 
لقد كانت الدول الاستكبارية تظن إنّها تستطيع أن تنال منّا، من خلال ثماني سنوات من الحرب المفروضة، وبالحصار الاقتصادي والدعائي، وبإشاعة ضروب التهم ضدّنا في أرجاء العالم. وقد غفلوا عن حقيقة أنَّ الإسلام، يقظة المسلمين وصحوتهم، هي التي تهز مضاجع سلطتهم، وإن سهام اليقظة الإسلامية النافذة، تهز مع مضي كل يوم، عروش فراعنة العالم أكثر فأكثر([1]).
 
نحن شهود في هذا العصر على يقظة الشعوب، وهذه حقيقة أخرى تبعث الأمل في القلوب وتأذن بعهد وضّاء. صحيح أنَّ هيمنة القوى الاستكبارية تزايدت أكثر فأكثر على شؤون الشعوب، بفضل تقدم وسائل التقنية الجديدة كالتلفاز والمذياع وأجهزة الدعاية والإعلام، وبحكم المال والقدرات الصناعية. بيد أنها سنّة الله التي مضت على أن تستيقظ الشعوب وتصحو.
 
إننا نرى أن الشعوب في حال يقظة متزايدة يوماً بعد آخر، وهذه اليقظة تفسّر على أساس الأمل وثقة هذه الشعوب بالمستقبل.
 
عنصر الأمل يعمل في يقظة الشعوب. وعلينا أن لا نشك في أنَّ أهم عامل بعث الأمل لدى الشعوب خلال السنوات العشرة الأخيرة، هو انتصار الثورة الإسلامية في إيران وتشكل حكومة شعبية في إطار مستقل عن الشرق والغرب، وتصاعد نهج المقاومة بوجه القوى الاستكبارية.
 
لقد بعث ذلك الانتصار وهذه المقاومة، الأمل لدى شعوب العالم، وبالأخص المسلمين. لقد استيقظ المسلمون في جميع أجواء الدنيا، وهذا من الصنع الإلهي، ومن قدرة الله([2]).
 
افتقدت جميع الشعوب الإسلامية خلال النصف قرن الأخير، أملها بذاتها وطاقاتها تماماً، بل وفقدت الأمل حتى بطاقة الإسلام نفسه وإمكاناته، وذلك أثر سياسة التلقين المتواصل التي مارستها القوى المضادة للإسلام. وفي المقابل تجلى الأمل كرسالة في كل واقعة من حوادث الثورة، وفي كل خطاب وإشارة من قبل إمام الثورة الراحل ، وكان الأمل ينبض في كل حركة تصدر من الشعب ونشاط يبذله على هذا الخط.
 
وقد التقط المسلمون رسالة الأمل هذه فعادت ثقتهم بذاتهم، وأصبحوا على بصيرة من الضعف الذاتي للاستكبار. وإذا قدّر للعالم أن يشهد بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، الشعوبَ الإسلامية في كل مكان، وهي تتحرك بنحو يُخبر عن ثقة بالذات وإيمان بها، في طريق العود إلى الهوية والثقافة الإسلامية الذاتية، فإنَّ سبب ذلك يعود بشكل دقيق إلى أبطال المبارزةُ الشجاعةُ لشعب إيران، تلكَ الحيلة الاستعمارية الاستكبارية التي أشاعوا من خلالها عدم قدرة شعوب الشرق، والشعوب الإسلامية، على دحر القوى الأوروبية وأمريكا، حيث أشارت الثورة وجهاد الشعب الإيراني إلى موقع القوة الواقعية وموطنها. فالقوة الواقعية هي التي تكون بالناس مع الإيمان.
 
وفي مقابل قوة شعبية مسلحة بالإيمان، لا تستطيع أية قدرة مادية مهما كانت كبيرة ومجهزة، أن تفرض إرادتها([3]).
 
في كل مكان فيه شعب مبتلٍ بهذه القوى الدولية المسيطرة يكون لهذا الشعب علاقة مع هذه الثورة وميل إليها، لكونها تفصح عن مكنونات قلوب ذلك الشعب وتعبِّر عن تطلعاته. كثيرة هي الشعوب المملوءة غيظاً ورفضاً لحضور أمريكا، ونفوذ الاستكبار، وللقواعد العسكرية، والتدخلات الاقتصادية، ولإشاعة الثقافة الأجنبية في بلادها، بيد أنها تفتقر للجرأة في التعبير عن ذلك وتفتقد قدرة الحركة باتجاه الرفض والمقاومة. والأهم من ذلك إنها تفتقر القيادة التي تتحرك؛ فالاختناق شديد ويحوط بها الإرهاب والقمع من كل جانب.
 
والأنظمة الرجعية التي ترتبط بأميركا، هي غالباً من هذا القبيل، ومثل هذه الشعوب المقهورة حين تجد أمامها شعباً يُواجه النفوذ الأمريكي بقوة وبإرادة حرَّة من دون خوف، ويهتف ضدَّ ثقافة الغرب وتدخل الاستكبار، وضدَّ الحضور العسكري الاقتصادي والثقافي للأجانب، ويعمل على طريق هذه المواجهة ويثبت عليها، فإنها ترى قلوبها مضطرة للميل إلى هذا الشعب، وتكون على علاقة مع الثورة.
 
والمعطى العالم يكون بهذا المعنى. يعني أن يكون لشعبنا، ولثورتنا رسالة إلى بقية الشعوب. ومؤدىّ هذه الرسالة، إنَّ الشعب إذا أراد؛ وإذا التف حول قيادة واحدة، واجتمع من خلال محور واحد، فهو يستطيع أن ينجز ما لم يكن قابلاً للإنجاز قبل ذلك.
 
وثمة رسالة أخرى يحملها شعبنا وثورتنا للمسلمين جميعاً. ومؤدّى هذه الرسالة أنَّ بمقدور المسلمين إذا أرادوا أن يعيدوا الإسلام إلى المجتمع وإلى موقع الحاكمية، رغم ما بذلته وتبذله الأيادي المعادية للإسلام في سبيل استئصاله والقضاء عليه.
 
هاتان رسالتان لشعبنا وثورتنا. وعليكم أن لا تظنّوا أن الشعوب الأخرى لم تدرك هذه الرسالة ولم تستمع إليها. إن ما ترونه في الحج من وقوف الأفريقي والآسيوي والشرق أوسطي، من العرب والأتراك وبقية الشعوب، إلى جواركم، وتردادهم لشعاراتكم نفسها، واشتراكهم في مسيرتكم، هو في حقيقته جواب على رسائلكم([4]).
 
كان الكثير من المسلمين قبل ذلك يخجلون في الكثير من نقاط العالم من القول: بأننا مسلمون، أو من الإعلان عن ذلك وكان الحال كذلك في داخل بلدنا أيضاً. بيد أنَّ المسلمين اليوم يفخرون من أقاصي آسيا حتى غرب أوروبا وفي المناطق الأخرى من العالم بانتمائهم إلى الإسلام.
 
لقد أضحى الإسلام عزيزاً، واكتسب بحمد الله طابع المجتمع الإسلامي، وقد غدا هذا المجتمع متجذراً مستقراً([5]).
 
لقد بلغت النهضة العظيمة للشعب الإيراني إلى النصر بحمد الله وقامت على قاعدتها حكومة على أساس الدين لقد أخذت الحياة تنبض في وجود المسلمين والمتدينين، بعد قرون من تحقير أهل الدين والاستخفاف بهم. وذلك على أثر عزة النفس التي أخذت تسوق صوب الرفعة والكرامة. كما انبثقت الأحاسيس الإسلامية وتأججت العواطف، وأخذ الشعور بالهوية الإسلامية ينمو في دنيا الإسلام.
 
فما نراه اليوم من انطلاق جماعات إسلامية تدعو في البلاد الأفريقية إلى الحكومة الإسلامية وما نشاهده من جهاد المسلمين للحكومات الظالمة، وهم يهتفون بشعار الله أكبر ، هو أمر جديد. ومن نراه في الجهة الثانية من اضطرار للتظاهر بالإسلام حتى من قبل أولئك الذين كانوا يتبرؤن منه، هو شيء جديد أيضاً، ناشئ من صبح وضّاء أطلَّ على تاريخ الشعوب الإسلامية ببركة انتصار الثورة الإسلامية. وهذه ترتهن بالحركة العظيمة التي عمّت الوجود الإسلامي لجهود علماء كبار، في طليعتهم جهود ذلك الرجل العظيم الذي أسس هذه الحركة الكبيرة ومسك زمام قيادتها، وحقق الإنجاز بقلب مملؤ بالإيمان والعزم والإرادة وبتوكل لا متناه، قربة إلى الله، وإخلاصاً له تعالى.
 


([1]) حديث قائد الثورة في مراسم بيعة مجموعة من أبناء الشعب. 22/4/1368.
([2]) حديث قائد الثورة إلى العاملين في وزارتي التجارة والزراعة، 12/2/1368.
([3]) بيان قائد الثورة بمناسبة اليوم الوطني لمواجهة الاستكبار العالمي. 13/8/1369.
([4]) حديث قائد الثورة في لقائه مع أبناء المدن المختلفة. 3/8/1368.
([5]) حديث قائد الثورة في مراسم بيعة علماء وطلاب الحوزة العلمية لمدينة مشهد، 20/4/1368.

كيف بدأ موسى بن جعفر جهاده عندما وصل إلى الإمامة؟ وماذا فعل؟ ومن جمع؟ وأين ذهب؟ وأيّ أحداثٍ جرت عليه طيلة هذه الـ 35 سنة؟ للأسف، ليس هنالك جوابٌ واضح.

فلا يوجد في يد أحد سيرةٌ منظَّمة ومدوَّنة عن هذه المرحلة الممتدّة على 35 سنة. لكن هناك أشياءٌ وحوادث متفرّقة وقعت في حياة الإمام الكاظم يُمكن أن نفهم من مجموعها أموراً كثيرة. وأبرز هذه الأحداث أنّ هناك أربعة خلفاء حكموا في هذه السنوات الـ 35 من عهد إمامة موسى بن جعفر عليه السلام. قاموا بالتضييق على الإمام وأتباعه، وصولاً إلى سجنه ونفيه وقتله.
 
في زمن المنصور
كان المنصور قد استدعى الإمام عليه السلام بمعنى أنّه قد نفاه أو أحضره جبراً إلى بغداد. وكم امتدّت هذه الحالة؟ ليس معلومًا. وذات مرّة أحضروا الإمام في زمان المنصور إلى منطقةٍ في العراق تُدعى أبجر، حيث نفوه لمدّةٍ ما. يقول الراوي: وصلت إلى هناك، إلى محضر موسى بن جعفر عليه السلام، في ظلّ تلك الأحداث، وكان الإمام يقول كذا ويفعل كذا.
 
1- في زمن المهديّ العبّاسيّ:
أُحضر الإمام عليه السلام مرّة واحدة على الأقلّ من المدينة إلى بغداد. يقول الراوي: كُنتُ في الطّريق التي سلكها موسى بن جعفر، في المرّة الأولى التي كانوا يحضرونه فيها إلى بغداد ـ فيُعلم من هذا التّعبير أنّ الإمام عليه السلام كان قد أُحضر عدّة مرّات إلى بغداد، ويحتمل أن يكون قد حصل ذلك مرّتين أو ثلاث في زمن المهديّ ـ فوصلتُ إلى الإمام عليه السلام وتأسّفت وحزنت. فقال لي الإمام: كلّا، لا تغتمّ، فسأرجع من هذا السفر سالمًا، ولن يتمكّن هؤلاء من إلحاق أيّ ضررٍ بي. هذا كان في زمان المهديّ.
 
2- في زمن الهادي العبّاسيّ:
أرادوا إحضار الإمام لقتله، فحزن أحد الفقهاء المحيطين بالهادي العبّاسيّ، وتألّم قلبه عندما رأى ابن النبيّ يُفعل به هذا، فتوسّط للهادي العبّاسيّ، فانصرف عن قتله. وفي زمن هارون أيضًا، كانوا قد أحضروا الإمام عليه السلام إلى بغداد، لمدّة طويلة، وعلى عدّة مراحل، حيث أحتمل أيضًا أنّه تمّ إبعاد الإمام عن المدينة أكثر من مرّة، ولكنّ القدر المتيقّن هو أنّه تمّ إحضاره مرّة واحدة، وحُبس في أماكن مختلفة، كانت بغداد واحدة منها، كما وُضع في سجون متعدّدة أيضاً، كان آخرها سجن السنديّ بن شاهك حيث استُشهد عليه السلام.

لقد تم إحضار الإمام موسى بن جعفر عليه السلام عدّة مرّات، على امتداد هذه السنوات الـ 34 أو 35، أثناء انشغاله بالدعوة إلى الإمامة، والقيام بالتكليف. علاوة على ذلك، فإنّ خلفاء عصره كانوا قد تآمروا عدّة مرّات على قتله. فبمجرّد أن وصل المهديّ العبّاسيّ ابن المنصور إلى الحكومة، حتّى قال لوزيره أو حاجبه الرّبيع إنّه عليك أن تعدّ العدّة لقتل موسى بن جعفر عليه السلام والقضاء عليه، حيث كان يشعر أنّ الخطر الأساس كان يأتي من جانب موسى بن جعفر عليه السلام. وكان الهادي العبّاسيّ، كما ذكرت، قد عزم في بداية حكومته على قتل الإمام عليه السلام، حتّى أنّه أنشد شعرًا، قائلًا: لقد ولّى الزمان الّذي نعامل فيه بني هاشم باللين، ونستسهلّ أمرهم، وإنّني عازمٌ وحازمٌ على ألّا أُبقي منهم أحداً، وأوّل من سأقضي عليه هو موسى بن جعفر.
 
وفيما بعد، أراد هارون الرّشيد أن يقوم بالأمر نفسه، وقد فعل وارتكب هذه الجريمة الكبرى. فأيّ حياةٍ مليئة بالأحداث مرّت على موسى بن جعفر عليه السلام!
 
3- التخفّي من السلطات وأعوانها:
من المؤكَّد أنّ الإمام موسى بن جعفر عليه السلام كان يعيش في مرحلة ما من حياته متخفّيًا، ولم يكن معلومًا أين كان يستتر. وفي ذلك الزّمان، كان الخليفة يستدعي من وقتٍ لآخر أفرادًا، ويُحقّق معهم حول إذا ما كانوا قد رأوا موسى بن جعفر عليه السلام، ويسألهم عن مكانه. وكانوا هم يُصرّحون بأنّهم لم يُشاهدوه، حتّى أنّ الإمام موسى بن جعفر عليه السلام - كما جاء في رواية - كان قد أخبر أحد هؤلاء بأنّهم سيرسلون في طلبك ويسألونك أين رأيت موسى بن جعفر، فأنكِر ذلك تمامًا وقل إنّني لم أره. وهذا ما حصل بالفعل، فقد جاؤوا به وسجنوه من أجل أن يسألوه عن مكان موسى بن جعفر.
 
كان الإمام يقوم ببيان الأحكام والمعارف الإسلاميّة، ولا يتدخّل بالحكومة أو يُمارس المواجهة السّياسيّة، ووضعوه تحت مثل هذه الضغوط. وفي إحدى الرّوايات ورد بأنّ موسى بن جعفر كان يتخفّى في قرى الشّام، "دخل موسى بن جعفر عليه السلام بعض قرى الشّام هاربًا متنكّراً، فوقع في غار"[1].
 
وقد رُوي في حديثٍ أنّ موسى بن جعفر لم يكن في المدينة لمدّة من الزّمن، وكان يُلاحَق في قرى الشّام من قِبَل الأجهزة الحاكمة، حيث كانت تُرسل الجواسيس في أثره، وتلاحقه من هذه القرية إلى تلك القرية، في لباس مختلف وغير معروف، إلى أن وصل الإمام عليه السلام إلى غارٍ ودخله، فوجد فيه نصرانيًّا، فراح الإمام يتباحث معه. فحتى في مثل هذا الوقت، لم يكن الإمام عليه السلام غافلًا عن تكليفه الإلهيّ في بيان الحقيقة، فيتحدّث مع ذلك النصرانيّ، ويُسلم النصرانيّ.
 


[1] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج 48، ص 105.

قائد الثورة الاسلامية استقبل قادة القوة الجوية  في حسينية الامام الخميني (رض) بطهران علي أعتاب ذكرى البيعة التاريخية التي جرت في 8 فبراير 1979 من قبل كوادر هذه القوة مع مفجر الثورة الاسلامية الامام الخميني (رض).

وخلال هذا اللقاء قال سماحته، إن الخواص في العالم الإسلامي لديهم مسؤولية تجاه قضية غزة. كبار العالم الإسلامي يجب أن يخلقوا مطلبا عاما لقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني.

وأشار قائد الثورة إلى أن المشاركة الحماسية للشعب في مسيرات يوم 22 بهمن (11 شباط/فبراير) (ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في إيران) هي علامة الإقتدار الوطني، موضحاً أن مشاركة الشعب في مسيرة هذا العام ستكون أيضا حماسية بفضل الله.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية أن إهمال النخب الوطنية لواجبها سينتج عنه ضربات تاريخية ثقيلة للأمة.

وأشار سماحته إلى أن عناصر القوات الجوية المخلصة قبل الثورة حولت القوة الجوية الأمريكية إلى قوة جوية إيرانية بالكامل، وقال، القوات الجوية الإيرانية تتمتع بتاريخ عريق من التقدم والتطور وإن عناصر هذه القوات كانت والإمام الخميني (رض) تربطهم علاقة صداقة وديّة قبل الثورة.

وأضاف، إن قادة هذه القوات كانت تخضع لأوامر وسلطة امريكا إلا أن العديد من عناصرها كانوا مخلصين و وطنيين، موضحا أنه بإخلاصهم هذا استطاعوا أن يحولوا هذه القوة الجوية التي تخضع لأمريكا إلى قوة ايرانية وطنية بكل اطيافها وعناصرها ومعداتها ولم تعد تجرؤ امريكا على المساس بها.   

وذكر أن القوات الجوية اخذت زمام المبادرة وقاومت نظام الشاه وحراسه وانضمت الى الثورة الاسلامية بمبايعة تاريخية سرعت حدوث الثورة الاسلامية.

وأشار سماحته إلى أن هناك دائما حاجة لمُسرّعات الحراك الاجتماعي لأن التحركات الكبيرة والهادفة غالباً ما تعاني من آفة الركود، أو الكسل أو البطء، موضحا أن هذه المسرعات تلعب دورا مهما بإبعاد شعور عدم الكفاءة والدونية حين القيام بعمل عظيم حتى لا تتراجع وتتباطأ هذه التحركات الاجتماعية.

وأضاف، النخب الوطنية المخلصة والمستقلة التي تتصرف بفكر ومعرفة وتقدير في عملها هي من مُسرّعات الحراك الاجتماعي.

وبيّن سماحته أن جبهة العدو لديها خطط للتآمر ضد هذه النخب لمنعها من لعب دورها المهم في المجتمع، واهمها إثارة الشك والوهن في نفوس هذه النخب.

وأشار الى ان وفرة النخب الوطنية هي إحدى بركات الثورة الاسلامية، واعتبر بأن هذه النخب التي تفكر و تتصرف وتعمل وتتخذ القرارات بناء لخطط معينة وهادفة ليست اقلية في ايران.

وأوضح قائد الثورة الاسلامية أن على عاتق هذه النخب عبء و واجب ثقيل لأنه بإمكانها لعب دور مهم في القضايا الحساسة للبلد، ويجب عليها المحافظة على الاتجاه العام لحركة المجتمع وعدم السماح لهذه الحركة بالانحراف، مضيفا fأن إهمال النخب الوطنية لواجبها سينتج عنه ضربات تاريخية ثقيلة للأمة.

وعن دور النخب الوطنية ايضا، أضاف سماحته إن هذه النخب يمكن ان تلعب دورا بارزا في اجراء انتخابات حماسية لانه من المؤكد انه كلما زادت الحماسة والمشاركة الواسعة في الانتخابات كلما اظهرت القوة الوطنية.

وأضاف أن القوة الوطنية تحقق الأمن القومي، بمعنى انه عندما يرى العدو مشاركة الشعب المهيبة يلاحظ حينها قوة النظام، ويدرك بأن ايران دولة قوية، وشعبها حاضر وجاهز في كل ميدان لتحييد تهديدات العدو.

وأشار سماحته إلى أن بعض الدول الاسلامية مازالت تقدم الدعم الاقتصادي للكيان الصهيوني وحتى أنه يُسمع بأن بعضها الآخر يقدم أسلحة للكيان الصهيوني على الرغم من هذا الكيان الهمجي المتوحش قد أودى بحياة الآلاف من النساء والاطفال والأبرياء في غزة، مؤكداً أن الشعوب لديها القدرة على الوقوف بوجه هذه الحكومات وإجبارها على التوقف عن دعم الكيان الصهيوني.

واعتبر قائد الثورة أن من واجب الشعب التعبير عن الحقائق بوضوح وتجنب ازدواجية الحديث والتعبير عن الكلمات المشكوك فيها موضحاً أن قضية غزة تشكل اليوم ساحة جدية لنخب العالم الإسلامي من علماء وعلماء وسياسيين وإعلاميين كي تقوم بدورها على أتم وجه.

وأشار سماحته إلى أن الدعم الامريكي للكيان الصهيوني تسبب في تفاقم الكارثة الانسانية في غزة، ودعا الدول الاسلامية إلى توجيه ضربة قاضية لهذا الكيان، مبيناً أن الضربة القاضية لا تعني الدخول في حرب مع الكيان الصهيوني، لكنها تعني قطع العلاقات الاقتصادية معه علناً.

ان آية الله ابراهيم رئيسي لفت خلال استقباله ظهر اليوم الاثنين وزير الخارجية السوداني "علي الصادق علي" الى دعم الجمهورىة الاسلامية الايرانية لإقامة حكومة قوية في السودان وسيادة وسلامة أراضي هذا البلد مرحبا بطلب السودان لإحياء العلاقات بين طهران والخرطوم  معتبرا بانه يمهد الارضية لتعويض الفرص الضائعة وخلق فرص جديدة.

كما أشار رئيس الجمهورية في هذا اللقاء إلى الطاقات الكامنة لدى البلدين والإرادة المتبادلة لدى المسؤولين لتعزيز التعاطي السياسي والاقتصادي والثقافي،معتبرا   تبادل السفراء وإعادة فتح السفارتين في طهران والخرطوم يعد أرضية مواتية لإحياء وتطوير العلاقات بين البلدين.

ولفت رئيس الجمهورية  إلى التطورات الأخيرة في المنطقة مؤكدا ان التباعد بين الدول والكيان الصهيوني يعد من السياسات المبدئية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وقال: ان تجاهل بعض الدول الإسلامية لهذه السياسة المبدئية للجمهورية الإسلامية الايرانية ألحق خسائر فادحة بالأمة الإسلامية.

وأوضح رئيس الجمهورية أن الكيان الصهيوني المجرم الذي يسعى دائما إلى الاخلال بمسار تحرك المسلمين من خلال خلق الفتن و حياكة المؤامرات، لا يمكن أبدا أن يكون صديقا للدول الإسلامية وراغبا بنمو وتطور الشعوب الإسلامية، معتبرا  ما فعلته بعض الدول الإسلامية في تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني  بانه يتعارض مع هوية وطبيعة هذه البلدان وأضاف: اليوم السؤال الكبير المطروح من قبل الأمة الإسلامية لبعض الدول الإسلامية هو كيف رغم حجم الجرائم  التي يرتكبه الكيان الصهيوني وقتله الأطفال ،  مازالت تقيم علاقاتها مع هذا الكيان، في حين لو قامت هذه الدول بقطع علاقاتها مع الصهاينة، لما شهدنا اليوم استمرار الهجمات والقصف الذي يتعرض له الشعب المظلوم والمسلم في غزة.

من جانبه أكد وزير الخارجية السوداني في اللقاء على استعداد بلاده لإعادة العلاقات السياسية والدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

كما اشاد "علي الصادق علي"  بالدعم السياسي الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية للشعب السوداني في المحافل والاوساط الدولية، مؤكدا رغبة  بلاده بتنمية العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية معلنا استعداد بلاده لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

التقى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي أكبر أحمديان، اليوم الإثنين، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي.

وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي في بيان ان "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني استقبل، اليوم الاثنين، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي أكبر أحمديان".

وأكد رئيس مجلس الوزراء خلال اللقاء، "رفض العراق أي أعمال أحادية الجانب تقوم بها أية دولة، بما يتنافى والمبادئ الدولية القائمة على الاحترام المتبادل للسيادة"، مشدداً على أن "الحكومة العراقية أثبتت حرصها على مبدأ حسن الجوار وإقامة أفضل العلاقات مع دول المنطقة ودول العالم، لكنّها بالوقت ذاته لا تجامل على حساب سيادة العراق وأمنه".

وأشار إلى أن "العراق بذل، ولا يزال يبذل، جهوداً كبيرة من أجل حفظ الاستقرار، وتحقيق التهدئة، بما يصب في المصلحة المشتركة لمختلف شعوب المنطقة".

من جهته، أكد أحمديان "التزام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأمن العراق واستقراره، وحرصها على مواصلة العمل طبقاً للاتفاق الأمني المشترك بين العراق وإيران بما يحفظ أمن البلدين الجارين".

من جهة أخرى قال المكتب الإعلامي لمستشار الأمن القومي في بيان، ان "مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي استقبل، بمكتبه اليوم، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي أكبر أحمديان والوفد المرافق له، بحضور السفير الإيراني في بغداد محمد كاظم آل صادق"، مبينا ان "اللقاء شهد استعراض مجمل الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة، إلى جانب بحث تعزيز وتمتين العلاقات بين العراق وإيران وعلى كافة الصعد".

وأكد أن "العلاقات بين بغداد وطهران متميزة وإستراتيجية ، وأن الكثير من المشتركات تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين"، لافتا الى أن "العراق يسعى دوما لتعزيز علاقاته مع الجميع بما يخدم المصالح المشتركة مع الدول وفق مبدأ الاحترام المتبادل".

 وأضاف الأعرجي أن "تبادل الزيارات بين بغداد وطهران يؤكد عمق العلاقات بين البلدين ويشير إلى تميز العلاقات والرؤية المشتركة للمخاطر والتحديات"، موضحاً أن "ذلك يتطلب أن تكون الحلول مباشرة من دون مواقف أحادية الجانب".

وذكر أن "الشراكة في الحوار البنّاء من شأنها حل كل ما يستجد من إشكالات".

من جانبه، أشار أحمديان إلى أن "القيادة الإيرانية تؤكد دوما أن العراق وإيران تجمعهما علاقة واحدة وعمق تأريخي طويل"، موضحا أن "إيران تتعامل وفق احترام سيادة العراق وأن جميع الإشكالات يمكن حلها من خلال الحوار الهادف والبنّاء".

عاش الإمام الكاظم (عليه السلام) أطول فترة من إمامته في زمان الخليفة العباسي هارون، فكان نصيبه من ظلم هذا الطاغية كبيراً، اذ لم يرق لهارون ما يملك الإمام من امتداد واسع في الواقع الإسلامي، وما يشاهده من إقبال الناس عليه ورجوعهم إليه، وتأثرهم بروحانيته ورجاحة علمه، فاستدعى الإمام (عليه السلام) إلى بغداد وعرضه للسجن والتعذيب بذرائع وتهم شتى، أثبتت الوقائع براءته عن كل ما يرمى به منها، حتى أن رأس السلطة صرح بذلك في أكثر من مناسبة، حيث قال هارون نفسه: الناس يحملونني على موسى بن جعفر وهو برئ مما يرمى به[1]. لأن الإمام (عليه السلام) كان يعتزل العمل السياسي، فلم يخرج على حاكم ولا دعا أحداً إلى مبايعته، ولم يتحرك ضدّ هارون ولا غيره، ولكنها الغيرة من النجاحات الهائلة التي حققها الإمام (عليه السلام) في مختلف أوساط الأُمّة.
 
وشهدت هذه الفترة من جانب آخر كثيراً من المناظرات التي خاضها الإمام مع هذا الطاغية وغيره من رجال السلطة، تتعلق بأهم الشبهات المثارة من قبل بني العباس حول الإمامة وحقوق أهل البيت (عليهم السلام).
 
إشخاص الإمام إلى العراق:
ذكر كثير من المؤرخين أن الإمام (عليه السلام) أقام في المدينة بعد أن أطلقه المهدي العباسي إلى أيام هارون، فقدم هارون منصرفاً من عمرة شهر رمضان سنة (179 ه‍)[2]، فحمل موسى الكاظم معه إلى بغداد وحبسه بها إلى أن استُشهد في محبسه مسموماً سنة (183 ه‍)، وقيل: سنة (186 ه‍)[3].

 وقد انصرف هارون من الحج على طريق البصرة، فحمل الإمام الكاظم (عليه السلام) مقيداً، وخرج على بغلين عليهما قبتان مغطاتان هو في احداهما، ووجه مع كل واحد منهما خيلاً، فأخذوا بواحدة على طريق البصرة والاُخرى على طريق الكوفة، ليعمي على الناس أمره، وكان الإمام في التي مضت إلى البصرة. فأمر المأمور أن يسلمه إلى عيسى بن جعفر بن المنصور، وكان على البصرة حينئذ، فحبسه عيسى عنده سنة، ثم كتب إليه الرشيد في سفك دمه، فاستشار عيسى بعض خاصته فأشاروا عليه بالتوقف عن ذلك والاستعفاء منه، فكتب عيسى إلى هارون: قد طال أمر موسى بن جعفر ومقامه في حبسي، وقد اختبرت حاله ووضعت عليه العيون طول هذه المدة، فما وجدته يفتر عن العبادة، ووضعت من يسمع منه ما يقول في دعائه، فما دعا عليك ولا علي ولا ذكرنا في دعائه بسوء، وما يدعو لنفسه إلاّ بالمغفرة والرحمة، فإن أنت أنفذت إليّ من يتسلمه مني وإلاّ خليت سبيله فانني متحرج من حبسه.

وأنت تلاحظ دقة المراقبة التي تتابع الإمام (عليه السلام) حتى في انقطاعه إلى ربه ودعائه الذي يقوله في صلاته، فوجه هارون من تسلمه من عيسى وحبسه عند الفضل بن الربيع ببغداد، فبقي محبوساً عنده مدة طويلة، وأراده هارون على شيء من أمره فأبى.
روى الشيخ الصدوق بسنده عن الفضل بن الربيع، قال: «قد أرسلوا إليَّ في غير مرة يأمرونني بقتله فلم أجبهم إلى ذلك، وأعلمتهم أني لا أفعل ذلك، ولو قتلوني ما أجبتهم إلى ما سألوني»[4].

 وكتب هارون إلى الفضل بن الربيع ليسلمه إلى الفضل بن يحيى البرمكي، فتسلمه منه وأراد هارون ذلك منه فلم يفعله، وبلغه أنه عنده في رفاهية وسعة وهو حينئذ بالرقة، فكتب إليه ينكر ذلك عليه ويأمره بقتله، فتوقف عن ذلك ولم يقدم عليه، فاغتاظ هارون من ذلك، ودعا مسروراً الخادم أن يخرج على البريد من وقته إلى بغداد، ويحمل كتابين إلى العباس بن محمد والسندي بن شاهك، وحين وصول الكتابين جلد ابن شاهك الفضل بن يحيى مائة سوط، وحبس الإمام عنده.

روى الشيخ الخصيبي بالاسناد عن علي بن أحمد البزاز، قال: «أمر هارون السندي بن شاهك أن يبني لموسى (عليه السلام) محبساً في داره ويقيده بثلاثة قيود من ثلاثة أرطال حديد، ويغلق الباب في وجهه إلاّ وقت الطعام ووضوء الصلاة»[5].

وجلس هارون في مجلس حافل، فأمر الناس بلعن الفضل بن يحيى فلعنوه، ثم ان يحيى بن خالد قال لهارون: ان الفضل حدث وأنا أكفيك ما تريد، ثم دعا يحيى بن خالد السندي فأمره فيه بأمره فامتثله، فقتل الإمام على يد السندي بسمّ جعله في طعام، وقيل: في رطب قدمه إليه، ولبث ثلاثاً بعده موعوكاً، ثم مات في اليوم الثالث.

فلما استشهد الإمام (عليه السلام) أدخل السندي الفقهاء ووجوه أهل بغداد عليه، فنظروا إليه لا أثر به وشهدوا على ذلك، وإنما فعل السندي ذلك لإخفاء جريمة قتل الإمام (عليه السلام) بالسمّ، وأخرج الجثمان المطهر فوضع على الجسر ببغداد، ونودي: هذا موسى بن جعفر قد مات فانظروا إليه.

فجعل الناس يتفرسون في وجهه وهو ميت، وأمر يحيى ابن خالد أن ينادى عليه عند موته: هذا موسى بن جعفر الذي تزعم الرافضة أنه لا يموت فانظروا إليه.

فنظر الناس إليه ميتاً، ثم حمل فدفن في مقابر قريش[6].

وفي هذا يقول أحد الشعراء[7]:
ما أنصفتك بنو الأعمام إذ قطعت
أواصراً برسول الله تتحد
أبكيك رهن السجون المظلمات وقد
ضاق الفضا وتوإلى حولك الرصد
 لبثت فيهن أعواماً ثمانية
 ما بارحتك القيود الدهم والصفد
 تمسي وتغدو بنو العباس في مرح
 وأنت في محبس السندي مضطهد
 دسوا اليك نقيع السم في رطب
 فاخضر لونك مذ ذابت به الكبد
 حتى قضيت غريب الدار منفرداً
 لله ناءٍ غريب الدار منفرد
 أبكي لنعشك والأبصار ترمقه
 ملقى على الجسر لا يدنو له أحد
 أبكيك ما بين حمالين أربعة
 تشال جهراً وكل الناس قد شهدوا
 نادوا عليه نداء تقشعر له
 السبع الطباق فهلا زلزل البلد
 لم تجتمع هاشم البطحا لديه ولا
 الأشراف من مضر الحمراء تحتشد
 كأنها ما درت أن العميد مضى
 ومن رواق علاها قد هوى العمد
[8]
  
المصدر: الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، سيرة وتاريخ


[1] الكافي 1: 366 / 99، بحار الأنوار 48: 165 / 7.
[2] وحدد الشيخ الكليني: لعشر ليال بقين من شوال سنة (179 ه‍).
[3] تاريخ بغداد 13: 29، وفيات الأعيان 5: 308، الكافي 1: 476.
[4] عيون أخبار الرضا 1: 106 / 10، أمالي الصدوق: 136 / 18.
[5] الهداية الكبرى / الخصيبي: 265.
[6] الإرشاد 2: 240، مناقب آل أبي طالب 3: 440، مقاتل الطالبيين: 336، الغيبة / الطوسي: 26 / 6، اعلام الورى / الطبرسي 2: 33، الفصول المهمة / ابن الصباغ: 220.
[7] هو الشيخ محمد علي اليعقوبي (ت / 1385 هـ).
[8] ديوان اليعقوبي الموسوم بالذخائر: 55.

الإثنين, 05 شباط/فبراير 2024 04:00

فص ثوم سيجعلك تشاهد المعجزات أمام عينيك!

إن الثوم ليس فقط في المطبخ لإستخدامه على نطاق واسع في تعزيز نكهة الأطباق، بل أنه قوة غذائية غنية بالعناصر الغذائية الأساسية مثل فيتامين B6 والمنغنيز وفيتامين C والسيلينيوم والألياف وغيرها، يمكنك التغلب على الأرق والنوم بهدوء أكبر مع فص ثوم تحت وسادتك وهو من خلال رائحة المركبات الكبريتية الموجودة فيه مثل "الأليسين"!

فإذا رغبت في تجربة ذلك يمكنك قطع ثلاثة فصوص من الثوم أو فرمها إلى قطع صغيرة ووضعها في طبق صغير على طاولة قرب السرير وسترى أنها تجلب نوما هادئا هانئا، كما أنها تقصر فترة الاستغراق في النوم.

أجل!.. نتفق على أن هذا يبدو غريبا؛ لكن بحسب ما نشره موقع Jagran الهندي، تعمل فصوص الثوم الصغيرة أيضا على تحسين مستويات الكوليسترول وتفيد صحة القلب وتعزز المناعة وترخي الأوعية الدموية في الجسم وتساعد على إنقاص الوزن، كما يلي:

1. صحة القلب

وفقا لموقع كليفلاند كلينك، فإن تناول الثوم له آثار إيجابية على الشرايين والأوعية الدموية.

تقوم خلايا الدم الحمراء بتحويل الكبريت الموجود في الثوم إلى غاز كبريتيد الهيدروجين، الذي يؤدي إلى توسيع الأوعية الدموية، مما يسهل تنظيم ضغط الدم.

2. خصائص طبية

إن الثوم هو عشب كثيف المغذيات يوفر عددا مذهلا من العناصر الغذائية ومضادات الأكسدة في قطعة واحدة.

عند تناول الثوم النيء أو المطبوخ، فإن الجسم يفوز ببعض العناصر الغذائية الأساسية مثل الفيتامينات والمعادن والمنغنيز والزنك والكبريت والحديد والبوتاسيوم والكالسيوم والسيلينيوم وغيرها من العناصر التي تعزز صحة الجسم.

3. تعزيز الطاقة

تؤيد العديد من الدراسات أنه عندما يستيقظ الشخص متعبًا أو عندما تنخفض الطاقة، فإن تناول الثوم يمكن أن يعزز على الفور مستويات الطاقة ويجعل الشخص أكثر إنتاجية.

إن الثوم مصدر غني للمواد الكيميائية النباتية المعروفة بقدرتها على درء الأمراض وتقوية جهاز المناعة.

4. فقدان الوزن

يساعد المظهر الغني بالمغذيات للثوم في تعزيز عملية التمثيل الغذائي، والتي يمكن أن تساعد في إنقاص الوزن. عند تناول الثوم على معدة فارغة، فإنه يعزز الشعور بالامتلاء ويقلل الشعور بالجوع.

يمكن اعتبار الثوم مثبط شهية فعال وآمن يمنع من الإفراط في تناول الطعام.

5. تحسين مستويات الكوليسترول

إن الثوم غني بالأليسين، وهو مركب نشط معروف بخفض مستويات الكوليسترول الضار في الجسم.

يمكن أن يساعد الاستهلاك المنتظم للثوم في تقليل مستويات الكوليسترول السيئ وتعزيز صحة القلب.

هل تعانين من مشاكل في الجهاز الهضمي ، مثل ارتجاع المريء؟

فاشرب كوبا من الماء مع القليل من الثوم الطازج فيه، رغم صعوبة التعود على الرائحته في بادئ الأمر، لكنك بعد أيام ستتعود عليها.

وأخيرا.. إن الثوم كان يستخدم منذ قرون ماضية في علاج أمراض عديدة وفي تتبيل الأطعمة وحتى كتعويذة جالبة للحظ وكحماية من الشياطين والأشباح ومصاصي الدماء!!، وهو أحد أكثر الأطعمة استهلاكا في جميع أرجاء العالم..

هل أنت ممن يستخدمه علاجا للأمراض، رغم رائحته؟!

تشكّل طريقة  تخزين الطعام  عاملاً مهماً في تحديد تركيبته الغذائية.

فعلى سبيل المثال، قد يؤدي وضع بقايا الأرز أو المعكرونة في الثلاجة إلى تغيير نوع النشويات الموجودة فيها من معقدة لنشويات مقاومة للهضم وبالتالي تساعد على تنظيف الجهاز الهضمي من بقايا الطعام المتراكمة فيه.

وهو ما يساعد على تحسين عمل الجهاز الهضمي والقولون، فيعمل على وقاية الشخص من اضطرابات القولون والجهاز الهضمي، فضلاً عن تقليل سعراته الحرارية بنسبة 50 %.

ومع ذلك، لا يغيّر تجميد الطعام لإعادة تسخينه فيما بعد من تركيبته الغذائية بشكلٍ جوهري. بحسب ما نشره موقع (هيلث) الأميركي.

وهناك تغيير طفيف في القيمة الغذائية أثناء التخزين في المجمد "الفريزر". لكن في النهاية يعتمد تأثير التجميد على القيمة الغذائية للطعام على نوع الطعام المجمد وما إذا كان قد تم سلقه أو طهيه أو لا.

وتقول أخصائية التغذية كريستين كيركباتريك، إنه قد تتحسن في بعض الأطعمة قابلية  العناصر الغذائية  فيها للامتصاص عند تطبيق الحرارة عليها، مثل السلق أو الطهي قبل التجميد، بينما قد تكون أطعمة أخرى أفضل حالاً (نيئة).

من جهتها، تشير أخصائية التغذية كيلسي كوستا، إلى أن البلورات المجمدة التي تتشكل عند تجميد شيء ما هي السبب الرئيسي لفقدان بعض العناصر الغذائية، فبحسب ما أوضحته كوستا أن هذه البلورات قد تكسر جدرات الخلايا، مما يؤدي إلى فقدان طفيف لبعض العناصر الغذائية مثل فيتامينات C وB الذائبة في الماء.

وتضيف كوستا أن هذه الخسائر عادة ما تكون قليلة جداً وتحتاج المزيد من الأبحاث لفهم تأثير التجميد على التركيبة الغذائية للطعام بشكل عام.

نصائح للتذويب

إن الطريقة التي نقوم بها بإذابة الأطعمة المتجمدة ستضمن احتفاظه بالنكهة والقوام، ويظل آمنًا للأكل. إليك بعض النصائح:

-إذابة الطعام في الثلاجة، أو تحت الماء البارد الجاري.

- عدم إذابة الأطعمة المجمدة تحت الماء الساخن أو في درجة حرارة الغرفة لأن ذلك قد يتسبب في تسخين الطبقة السطحية من الطعام لدرجة حرارة معينة بحيث تشكل بيئة خصبة لتكاثر البكتيريا الضارة، بحسب ما نشره موقع (مايو كلينيك) الأمبركي.

- يجب حفظ الأطعمة المذابة في الثلاجة واستخدامها خلال3 إلى 4 أيام.

المكسرات مفيدة للإنسان، ولكن لا يمكن تناول جميع أنواعها نيئة. بعض المكسرات غير المعالجة، إلى جانب الفيتامينات، تحتوي على سموم خطرة على الإنسان، لذا يجب إخضاعها للمعالجة الحرارية.
وبحسب موقع "خدمة الأخبار العامة"، نقلاً عن خبراء، يجب أن يخضع اللوز للمعالجة الحرارية قبل تناوله، لأنه يحتوي على سيانوغليكوزيد أميغدالين (3-5%) وتحلّل السيانوغليكوزيد أميغدالين يؤدي إلى إطلاق حمض الهيدروسيانيك. علاوة على ذلك، يجب فقط تجفيف اللوز قليلاً، ولا ينبغي قليه على نار عالية، من أجل الحفاظ على المواد المفيدة.
يشكّل الفول السوداني النيء أيضاً خطراً على الصحة لأنه يثير اضطرابات الجهاز الهضمي والحساسية. بعد التحميص، يزداد مستوى البوليفينول المفيد بنسبة 20-25%.

الكاجو النيء خطير أيضاً لأنه يحتوي على مادة يوروشيول الدهنية السامة، وهي مادة سامة تسبّب التهاب الجلد التماسي والحكة. يجب على الأشخاص الذين يعانون من الحساسية تجاه اليوروشيول عدم تناول هذه المكسرات نيئة، حيث أن جزءاً صغيراً من هذا السم يمكن أن يكون قاتلاً. وفي الوقت نفسه، الكاجو المحمص مفيد للصحة.

ويؤكد الخبراء أنه أثناء التحميص يتم تدمير الأحماض الدهنية غير المشبعة الموجودة في المكسرات، وهي المسؤولة عن الحفاظ على مستويات ضغط الدم وعملية الشيخوخة. ولهذا السبب، من المهم مراقبة عملية القلي وتذكّر أنه كلما انخفضت درجة الحرارة، كلما تم تدمير المواد الأقل فائدة.
ويشار إلى أن أنواع المكسرات المختلفة تختلف في خصائصها المفيدة. على سبيل المثال، يحتوي اللوز على الكثير من الألياف والبروتين وفيتامين E والدهون غير المشبعة ومضادات الأكسدة، ويحتوي البندق على المنغنيز والنحاس.