emamian

emamian

الخميس, 22 شباط/فبراير 2024 21:13

هل إطعام الفقراء خير من الحج!

عبدالله نجيب

أخذ الملاحدة العرب من بلادهم الجهل والتعصب وأخذوا من الغرب الانحلال والغرور فجمعوا بين السوء هنا وهناك، وانسلخوا من انتماءاتهم ولم ينسلخوا من عيوبهم، وافتخروا -وهم العرب- على العرب بما عند الغرب! "مذبذبين بين ذلك، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء".

      

يدعوني النظر للجاهل إلى الشفقة به وتعليمه، إلا الجاهل المتعالم الذى ساوى غيره في الجهل ثم تعالى وتعالم وادعى الفهم، فهذا يدعو إلى الغيظ منه أو السخرية به، وكلام الملحدين العرب نموذج صارخ لذلك. الذين يحاربون كل ما هو إسلامي بدعوى كل ما هو إنساني، ويوهموننا التناقض بين غير متناقضات فيقولون: (العمل أم التوكل- الرحمة أم تطبيق الحدود- العلم أم الدين) في صورة ساذجة غبية تفقدك حتى الرغبة في الحوار، ومثل هذه الأمثلة يسميه المنطقيون "السؤال المشحون أو الملغوم" الذي يفترِضُ ابتداءًا تعارضًا وهميًا ثم يبني سؤاله عليه فيضلل غيره!

     

ومنه كذلك دعواهم التي يقيؤونها كل حج (إطعام الفقراء خير من الحج) وكأن هناك تعارضًا، ويرددها المسلمون جهلًا وعاطفةً، والحق أنه لا تعارض، فالعبادة لها مقاصدها وسبيلها، وفعل الخير له مقاصده وسبله، لا يغنى هذا عن ذلك. والعبادة -فضلًا أنها أمر الله واجب النفاذ- لا يقول عاقل بعدم أهميتها وأهمية الجانب الروحي للإنسان وأثره في السكينة والاتزان النفسي، ولا يغني عنه كل شيء من الأنشطة الخاصة أو الاجتماعيه

لا مشكلة أن نتحدث عن أفضلية إطعام الفقير على تكرار الحج، وقد تحدث الفقهاء في هذا ولكنه في إطار الإقرار بأهمية كل عمل من هذه الأعمال، واحترامها، والإيمان بها

      

كما أن الله -حاشاه- لم يهمل الفقير، والأوامر كثيرة للدولة وللفرد في التصدق على المسكين وكفايته، وكفالة اليتيم، والسعي في حاجة الأرملة والمسكين، ومراعاة شعوره عند العطاء، ويكفي أن الأمر بالزكاة هو القرين للصلاة في أغلب آيات القرآن. فدعوى الملحدين والتنويريين تلك أبعد ما تكون عن المنطق والإنصاف والاتزان. وأتساءل: لماذا لا نسمع هذه المقارنات إلا فيما يخص الإسلام؟ لماذا لا يقولون: "إطعام الفقراء خير من المصايف أو من السينما أو غيرها؟". مع أن الحج لا يتكلف عُشر معشار ما يتكلفه غيره من وسائل الترفيه قليلة أو عديمة الأهمية أو حتى المضرة! فالأمر ليس شفقة بالفقير بقدر ما هو كره للإسلام وشعائره، وما أحقر التخفي بالخير لقصد آخر، والتلبس بالشفقة لستر الكره!

   

يجب أن نحقق التوازن بين تعاليم الدين المختلفة، وبين الشخصي منها والاجتماعي، ومع الحذر من قوم فُتنوا بالغرب فحملوا إلينا حضارتهم بغثٍّها وسمينها، بل غثِّها فقط

ثم أقول للمسلمين المخدوعين المنهزمين نفسيًا أمام الغرب، لِمٙ لا نعتز بإسلامنا بكل تفاصيله من أعظمها إلى أدقه؟ تخجلون من حديث الإسلام عن تفاصيل طريقة الطعام والنوم ودخول الحمام، ثم تهتمون وتفخرون بطريقة الغرب في إمساك السكين والشوكة، وفي طريقة التحية والسلام والجلوس والقيام، وغيرها من القوانين الدقيقة التي تسمى "الإتيكيت"، لماذا يحترم الغرب تلك الآداب الصغيرة وتحترمونها تبعًا لهم، ثم تخجلون من آداب الإسلام العظيمة إذا ما قورنت بغيرها في الذوق والنظافة والجمال؟

        

والعجيب أن هؤلاء المخدوعين ألغوا كل تعاليم الدين، فإن حدثتهم عن تعاليم الإسلام للدولة والمجتمع، قالوا "الدين أمر شخصي"، وإن حدثتهم في الأمور الشخصية، سخروا وقالوا: "وهل أرسل الله نبيًا ليخبرني كيف آكل؟ وهل يغضب الله لو دخلت الخلاء بالقدم اليمنى بدل اليسرى؟"، وإن أمرتهم بالعبادة قالوا: "نقاء القلب خير من ذلك، وحسبنا أننا ندين بالإنسانية" فلم يبق من إسلام التنويريين إلا بعض القيم التي يكاد يتفق عليها البشر جميعًا، فلا حاجة أصلًا لاسم "الإسلام" إذ الحاجة للاسم هي تعيين شيء مميز، ولا شيء هنا ندعوه!

         

أيها المستغربون (نسبة للغرب) لماذا لا ترون التقدم إلا في الانسلاخ التام عن الثقافة والتراث العربي (وليس فقط الإسلامي) والتلبس الكامل بالثقافة الغربية واقتفاء العادات والمظاهر الغربية واحدة واحدة؟ دول شرق آسيا والهند -مثلًا- مع تقدمهم يتمسكون ويعتزون بحضاراتهم وثقافاتهم وطقوسهم بشكل كبير حتى في أقل تفاصيل الحياة كالملابس والطعام. لماذا العلمانيون العرب -دون غيرهم- يريدون أنفسهم وأقوامهم مسوخًا ونُسٙخًا من حضارات أخرى، ولا يتوقفون عند التنصل من تعاليم الدين، بل يتنصلون من أصلهم وماضيهم وحضارتهم على الجملة!

      لامشكلة أن نتحدث عن أفضلية إطعام الفقير على تكرار الحج، وقد تحدث الفقهاء في هذا ولكنه في إطار الإقرار بأهمية كل عمل من هذه الأعمال، واحترامها، والإيمان بها، وتحقيق التوازن بين تعاليم الدين المختلفة، وبين الشخصي منها والاجتماعي، وبين ما بيني وبين الله وما بيني وبين الناس، ومع الحذر من قوم فُتنوا بالغرب فحملوا إلينا حضارتهم بغثٍّها وسمينها، بل غثِّها فقط!

 المصدر: الجزیره

الخميس, 22 شباط/فبراير 2024 21:12

طاقة الألوان وتأثيرها على الجسم

لوّن حياتك!

يعتبر العلاج بالألوان حالياً حقيقة علاجية وطريقة سهلة لتحسين بيئة المنازل والمكاتب ولا تحتاج مجهوداً في تعلمها.
وفائدتها تكمن في أنها تساعدنا على التواصل مع أنفسنا وطاقتنا وتؤهلنا للتجاوب مع كل الأشياء المحيطة بنا ومع مشاعرنا أيضا.
كما أن الإنسان بفطرته وطبيعته يميل إلى الألوان التي يتعرض أو يتعامل معها في ملبسه ومأكله ومشربه لأن الجسم يميل إلى تعويض النقص في طاقته تلقائيا، وهذا يفسر سلوكياتنا وتفضيلنا لتناول طعام معين دون سواه أو ارتداء أزياء بألوان معينه.
العلاج بالوان موسوعة كبيرة و مترابطة مع بعضها البعض طبعا يختلف اذا كان الخلل ناتج عن زيادة او عن نقص
يستخدم المعالجون اساليب عديدة لمعالجة مرضاهم مثل عرض ألون معين عليهم او تدليكهم بزيوت ملونة او تسليط اضواء على اجزاء مختلفة من اجسادهم او اضافة الوان مختلفة لخزانة ملابسهم .
وقد طور علماء أعصاب أمريكيون تقنيه علاجيه وتعرف باسم "لوما ترون" وهي عبارة عن استخدام صناديق ضوئية ملونه تستخدم لتنشيط الخلايا المستقبلة للضوء الواقعة خلف العين في عدة جلسات لتستغرق كل منها 20 دقيقه وذلك لهدف أعادة التوازن للجهاز العصبي الذاتي فهي تحسن من الصحة النفسية للمريض وتخفف حالات التوحد النفسي وعسر القراءة وخلل التناسق وعسر الانسجام والعدوانية عند الأطفال والراحة النفسية لمرضى السرطان
ملاحظة مهمة: لايمكن الاعتماد عليها كليا فهي مكملة للعلاج الطبي وليست بديلة.

اللون الاحمر

يتميز بكونه منشطا ومنبها. يلفت الانتباه وفتح الشهية. يعالج فقر الدم ويساعد التئام الجروح ويشفي الأكزيما والحروق ويزيد معدل ضربات القلب ومعدل التنفس.
وهو لون العواطف والطاقة وهو يساعد على الشفاء من العجز الجنسي والبرود والتهاب المثانة البولية والمشاكل الجلدية. ولا ينصح لمن يعانون من ضغط الدم العالي.
وقد وجد العالم غاديلي أن الشعاع الأحمر هو لون البناء والتشييد ويساعد على استمرار خلايا الحمراء في الجسم وينبه الكبد.
وبينت دراسة أجريت عام 1990 تم فيها تسليط أضواء حمراء اللون على عيون مجموعة المرضى يعانون من الصداع النصفي في بداية ظهور النوبة أن 93% منهم تعافوا جزئيا نتيجة هذا العلاج وارجع المعالجون السبب أن اللون الأحمر يزيد ضغط الدم الشرياني ويوسع الأوعية الدموية.


استعمالات يومية:
الأحمر لون قوي ومرتبط دائما بالنشاط والحيوية فهو يلفت الانتباه ويفتح الشهية ولذلك ينصح باستخدامه في المطبخ. كما أنه يناسب كثيرا الأماكن الخاصة للعب الأطفال والأماكن التي تحتاج إلى النشاط والحيوية لانجاز العمل بها. كذلك يدل اللون على كرم الضيافة والمشاعر الجياشة لذلك نلاحظ أن المطاعم الشهيرة تعتمد على استخدام الأحمر في ديكوراتها أو استخدامه كلون للمفارش أو الزهور.
واللون الأحمر هو أعلى الألوان طاقة وهو اللون الوحيد الذي يجب تجنبه في غرف النوم خاصة للأشخاص الذين يعانون من الأرق لأنه يصدر ذبذبات عالية تؤدي إلى زيادة في حركة ونشاط الخلايا وتسارع دقات القلب وبالتالي فإن الشخص الذي ينام في أماكن مليئة باللون الأحمر سيعاني من الأرق والأحلام المزعجة. من جهة أخرى يمكن إضافة القليل من اللون الأحمر لأنه يبعث على الصحة، التنفس العميق.


اللون الأزرق:

استعمالاته العلاجية:
هو أفضل الألوان التي توحي بالهدوء والاسترخاء وهو لون بارد يفيد كثيرا في الإقلال من التوتر العصبي لأنه يخفض من الموجات المخية التي تنشط المخ.

استعملاته:

لإزالة الألم، إيقاف النزف، المغص والأمراض الروماتيزمية وتصلب الشرايين ويؤدي إلى الاسترخاء ويخفف من عدد مرات التنفس.
وقد أجريت تجربه أتوا بها بأطفال عدوانيين ووضعوهم في صف دراسي أزرق ولاحظوا هدوء نسبي وانخفاض في العدوانية.
كما يستعمل اللون النيلي في علاج عتامة عدسة العين (المياه الزرقاء)، الصداع النصفي، الصمم وحالات الأمراض الجلدية وله تأثير في العين والأذن والجهاز العصبي.

استعمالات يومية:
الأزرق هو أفضل الألوان التي توحي بالهدوء، الطمأنينة والسلام. لذا ينصح باستعماله في غرف النوم والحمامات حيث يضفي جوا من النظافة. ويتميز الأزرق بدرجاته العديدة ولكن من الأفضل تجنب الأزرق الداكن جدا فهو لون بارد يضفي ثقلا على المكان. لذا ينصح بمزجه بألوان مفعمة بالطاقة كالأصفر، الوردي أو الخوخي.
ويناسب اللون الأزرق أماكن الاجتماعات التي يكثر فيها المجادلات والمشاحنات لأنه يساهم في تقليلها وتهدئتها.
وبالفطرة نجد الأشخاص الذين يعانون من ضغوط وحالات قلق يلجئون لاستنشاق هواء البحر وبالفعل تتحسن نفسيتهم والسبب الحقيقي لذلك هو أن حركة أمواج البحر بالإضافة إلى لونه الأزرق يساعد على سحب الطاقة السلبية واستبدالها بأخرى إيجابية وكما يفيد التأمل في السماء الزرقاء أو وضع صوره في البيت أو المكتب لبحر وسماء صافية زرقاء لتزيد من جو الاسترخاء والراحة.
كما أن اللون الأزرق يقلل من الشهية فالطعام المصنع المصبوغ باللون الأزرق غير قابل للشهية والطعام إذا قدم في أطباق زرقاء لا يفتح الشهية.
مثلا إذا أردت إنقاص وزنك استبدل ضوء البراد إلى لون أزرق فستنخفض شهيتك للأكل بدرجه كبيره.. فسبحان الله،
لا نجد طعاماً طبيعياً من خضار أو فاكهه باللون الأزرق.


اللون الاصفر

استعمالاته العلاجية
يوحي الأصفر بالسعادة والمرح والانشراح وكذلك الذكاء.
وهذا اللون يزيد الطاقة في الجهاز الليمفاوي ويستعمل في علاج حالات السكري، عسر الهضم والاضطرابات الكلوية، الكبد والإمساك وكذلك بعض اضطرابات الحنجرة والعينين.
وتحمل أشعة اللون الأصفر التيارات المغناطيسية الموجبة التي نتنفسها وتثيرنا فتقوى وتنشط حركة الأعصاب في الجسم والعضلات وتحسن البشرة وتعالج الجروح وخصوصا الأكزيما.

استعمالات يومية:

الأصفر هو أقرب الألوان إلى الضوء فيجمع بين الدفء والمرح وهو ينشط الذهن ويساعد على الإبداع في الكتابة ويفضل استخدامه في أماكن تجمّع الأسرة وغرف النوم لأنه يساعد على تخفيض الطاقة وبالتالي يمهد لعملية الاسترخاء والراحة ويزيد من مشاعر التجاوب والجو الأسري الحنون.
أيضا الفيتامينات ترتبط بالألوان حيث نجد أن الأطعمة التي يكون لونها أصفر أو أخضر مثل الليمون أو الأجاص تكون غنية بفيتامين C والأطعمة الحمراء مثل الطماطم والتفاح الأحمر غنية بفيتامين B12 أو B المركب. الأطعمة صفراء اللون تكون غنية بفيتامين A والأطعمة كحلية اللون أو التي لونها أزرق داكن غنية بفيتامينK والأطعمة البنفسجية غنية بفيتامين هـ.
واللون الأصفر هو أشد الألوان التي ترسخ في الذاكرة، فلا عجب أن نرى الأوراق التي تدون عليها الملاحظات للتذكر تكون صفراء. وتطلى سيارات الأجرة في أكثر البلدان بالأصفر لأنه أشد الألوان إيقاعا الألوان في الذاكرة.


اللون الأخضر


أستعمالاته العلاجية:
يتميزاللون الأخضر بكونه لونا مهدئا ومضادا للتوتر.
ويستعمل في معالجة بعض الحالات العصبية، الإنهاك، مشاكل القلب، الحمى، القرحة، الأنفلونزا، الرشوحات ولتهدئة الآلام في حالة الإصابة بالسرطان.

الاستعمالات اليومية:

الأخضر يضفي مسحه من السكون والطمأنينة ويناسب جدا غرف الأطفال خاصة درجاته الفاتحة. ونلاحظ أن دائما في المستشفات يكثرون من الأخضر وخصوصا في غرف العمليات وثياب الأطباء لبعث الهدوء.
أما من حيث الطاقة فهو متوسط الطاقة والذبذبة طاقته معروفة على امتصاص كل الطاقات السلبية من كل أنحاء الأجسام الحية وغير الحية التي تتعرض له.
والدليل على ذلك الامتصاص أن الإنسان المكتئب أو الحزين عندما يجلس في مكان مليء بالأشجار والنباتات الخضراء تزول كآبته ويصبح سعيد ونشيط.
ولا يناسب اللون الأخضر أماكن العمل التي تحتاج إلى بذل مجهود ذهني أو جسمي لأنه كما ذكرنا يساعد على الهدوء والاسترخاء وهي أمور لا تتناسب مع طبيعة ومتطلبات أي عمل


اللون البرتقالي

أستعملاته العلاجية
لون دافئ ومشرق وأشعة اللون البرتقالي تستخدم في حالة الإرهاق والتعب. ومعالجة مرض الكلى، المرارة، علاج المغص، التشنجات العضلية كما يوصف للمرضعة لزيادة إدرار الحليب ويستعمل في بعض حالات الفتق والتهاب الزائدة الدودية.
أنه مقوي للقلب ويستعمل في زيادة معدل نبضات القلب. وهو منشط عام ومضاد للإحساس بالهبوط، الفتور والاكتئاب والنعاس.
هو يساعد على الشفاء من التهابات العينين مثل القرنية. وهو من أحسن الألوان لرفع معدل الشهية وعند الشعور بالتعب والإرهاق حاول ارتداء البرتقالي فمن شأنه أن يرفع من مستوى طاقتك.


اللون البنفسجي


أستعملاته العلاجية
يستخدم لمعالجة الإضرابات النفسية و العاطفية,وآلام المفاصل ,كما يستعمل لتخفيف الآلم و تسهيل الولادةويستعمل أحيانا مع اللون الأصفر لمعالجة بعض أمراض حالات سرطان الجلد، كما وينشط الطحال.
أستعملاته اليومية
البنفسجي يبعث علي الهدوء والنظرة المنتعشة وفي العمل نجد أن اللون الأصفر أو اللون البنفسجي يبعثان علي التركيز والتفكير العميق والحكمة والابتكار والجدل ولكن يفضل الإبتعاد عنه تماما إن كان مزاجك نص نص يعني منتي مرتاحة لأن كثرة النظر إليه تحرك الكآبة والحزن داخلك.


اللون الأبيض

أستعمالاته العلاجية

الأبيض هو رمز الهدوء والنقاء وهو يشمل كافة ألوان الطيف الضوئي .
يستعمل لعلاج : مرض الصفراء وخاصة للمصابين بها من الأطفال حديثي الولادة حيث يسلط الضوء الأبيض الشديد عليهم فوق منطقة الكبد فيتم الشفاء.
وكذلك ينصح الأطباء مرضى الدرن الرئوي التعرض لضوء الشمس القوي وارتداء الثياب البيضاء.
كما أثبت أن ضوء الشمس بما فيه سرعة ألوان الطيف له قدره على أنتاج فيتامين "د" تحت الجلد وهذا الفيتامين يساعد على تكوين العظام ومعالجة هشاشة العظام.

الاستعمالات اليومية
الأبيض يرمز للعفة، النقاء، النظافة والهدوء.
وهو اللون السائد المنتشر في كل ما له علاقة بحياة الإنسان فأغلب المنازل يغلب عليها اللون الأبيض وكذلك ملابس الرجال، النساء، الأطفال، السيارات والكثير من أثاث المنزل يغلب عليها هذا اللون إلى جانب أدوات المطبخ وغرف النوم.
أللون الأبيض أكثر الألوان راحة للنفس وأكبر دليل لذلك استعماله بكل ما يتعلق بالمرض مثل ألوان جدران المستشفيات وملابس الأطباء والممرضين وأغطية الأسرة وملابس المرضى وستائر الغرف والأجهزة الطبية.
كما أن اللون الأبيض يترك مسحه من البرودة لذلك يناسب طلاء جميع غرف البيت بالأخص اللون الأبيض اللون المائل إلى الزهر، الأصفر، الأزرق أو الأخضر أو ما يسمى بالأبيض الملون.
ففي غرفة الاستقبال بشكل عام يفضل أن تكون الجدران باللون الأبيض وكذلك جدران وسقف غرفة الطعام وكذلك الستائر، مع إضافة ألوان زاهية أخرى بالأثاث.


اللون الأسود


استعمالاته العلاجية
لا يستعمل هذا اللون للعلاج.

الاستعمالات اليومية:

اللون الأسود هو لون القوة وغير موجود في ألوان الطيف وضد اللون الأبيض وينطلق من المواد المخدرة والسامة ويعطي إحساس بالقوة والثقة بالنفس.
ولكنه محبط للشهية فإذا أردت إنقاص وزنك فافرش طاولة طعامك بغطاء أسود.
وكثرة التعرض له تزيد من شعورنا بالحزن وتعمق إحساسنا بذاتنا، وكلما تعمق إحساس الإنسان بذاته كلما هاجت الأحزان المكبوتة في النفس.
لذلك شاع استعماله في فترة الحداد.

الخميس, 22 شباط/فبراير 2024 21:11

أن تكون صاحب طاقة إيجابية

تعتبر الطاقة الإيجابية قوة مدهشة تمكن الإنسان من الاستمتاع بالسعادة وتحقيق النجاح.

فعندما يكون لدينا طاقة إيجابية، يزداد تفاؤلنا، ورؤيتنا للحياة تصبح أكثر وضوحاً، ونرى الفرص وراء التحديات. في هذا المقال، سنستكشف أهمية الطاقة الإيجابية، وكيف يمكن أن تؤثر في حياتنا وسعادتنا؟

الجسم الإيجابي

الطاقة الإيجابية تنبع من داخلنا، وتشمل العقل والروح والجسد. لذا، فمن الضروري أن نهتم بصحة جسمنا وتغذيته بالطعام الصحي وممارسة الرياضة بانتظام. كما يجب أن نستثمر في النوم الجيد والاسترخاء للحفاظ على توازن الطاقة الإيجابية.

العقل المثبت

تلعب العقلية الإيجابية دوراً حاسماً في تعزيز السعادة وطاقتنا. عندما نغرس الأفكار الإيجابية في ذهننا ونعتقد بأن الحياة تحمل الخير والمحبة، فإننا نجتذب المزيد من هذه الطاقة الإيجابية. لذا، يجب أن نمارس التفكير الإيجابي، ونعزز حب الذات ونتعلم من التحديات بإيجابية.

التأثير الاجتماعي

تلعب العلاقات الاجتماعية دوراً أساسياً في تحقيق السعادة والطاقة الإيجابية. عندما نحيط أنفسنا بأشخاص إيجابيين، ونقوم بتبادل الأفكار والمشاعر الإيجابية، فإننا نشجع بعضنا بعضا على النمو والتطور. لذا، يجب أن نختار أصدقاء إيجابيين، ونبذل جهودًا لبناء علاقات صحية ومثمرة.

الاهتمام بالروح

الروح تمثل الجانب العاطفي في حياتنا لتعزيز الطاقة الإيجابية في الروح. يمكننا ممارسة التأمل والقراءة الإلهامية، فنحن نحتاج إلى القدرة على توجيه نفسنا نحو الهدف وتحقيق النجاح بشكل أكبر.

وإن حضور الطاقة الإيجابية في حياتنا يمكن أن يجعل الحياة أفضل وأكثر سعادة. من خلال الاهتمام بالجسم والعقل والتأثير الاجتماعي والروح، يمكننا اكتشاف قدراتنا الحقيقية وتحقيق أهدافنا. دعونا نتبنى هذه الطاقة الإيجابية ونعيش حياة مشرقة وسعيدة.

 

الخميس, 22 شباط/فبراير 2024 21:07

الفراغ السلبي عند الشباب

عبدالله أحمد اليوسف

كان الإنسان في الماضي قلّما يجد له متسعاً من الوقت، فهو دائم العمل والشغل في سبيل تأمين لقمة العيش، واليوم حيث حلت الآلة محل الإنسان في جوانب كثيرة من الحياة، وحيث العمل محدد بساعات معينة، وأيام العطل كثيرة ومتنوعة، ففي كلّ أسبوع يوم أو يومان، بالإضافة إلى عطلات الأعياد والمناسبات، والإجازات المرضية والاضطرارية وغيرها؛ أصبح لدى الشباب المزيد من الفراغ، والمزيد من الوقت غير المبرمج بعمل محدد.

وفي مثل هذه الحالة فإنّ الشاب المجد في حياته يبذل قصارى جهده في استثمار فراغه فيما يفيد جسمه وعقله وروحه. أما الشاب الذي لا يعرف هدفه في الحياة فإنّه يعتبر الفراغ فرصة ذهبية للمزيد من النوم والكسل، أو اللعب فيما لا يفيد، أو الجلوس في الطرقات والشوارع، أو الذهاب إلى الأسواق بلا حاجة، أو مشاهدة التلفاز بدون توقف، أو المعاكسة من خلال الهاتف والإنترنت.

والفراغ عندما يستثمر ويوظف في العمل والإنتاج والنشاط فإن نتائجه كثيرة ومتنوعة على الفرد والمجتمع والأُمّة، أما عندما يهدر وقت الفراغ فيما لا فائدة فيه، فإنّه يتحول إلى معول هدم ودمار وفساد؛ ولذلك نجد أن أكثر الذين ينحرفون من الشباب هم الذين يقضون أوقات فراغهم في اللهو واللغو والعبث.

ويرى الكثير من الباحثين أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الفراغ وانحراف الأحداث والشباب، إذ أنّ الشاب عندما يشعر بالفراغ ولا يمتلك الإرادة أو التفكير في استثمار الفراغ وتوظيفه فيما يفيد، فإنّه بذلك يتحول إلى نقمة على الفرد والمجتمع معاً.

ولو ألقينا نظرة على التعاليم الدينية لرأينا أنها تحث على استثمار كلّ لحظة ودقيقة من الزمن وتوظيفها في العمل الصالح، يقول تعالى: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ* وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) (الشرح/ 7-8)، ويقول النبيّ (ص): "إنّ العمر محدود لن يتجاوز أحد ما قدر له، فبادروا قبل نفاد الأجل".

ويحذر النبي (ص) من افتتان الإنسان بالصحة والفراغ، حيث يقول (ص): "خلتان كثير من الناس فيهما مفتون: الصحة والفراغ"، ويقول (ص) أيضاً: "إنّ الله يُبْغِضُ الصحيح الفارغ لا في شغل الدنيا ولا في شغل الآخرة".

والفراغ السلبي أحد أسباب الفساد، يقول الإمام عليّ (ع): "إن يكن الشغل مجهدة فاتصال الفراغ مفسدة"، وعنه (ع) قال: "من الفراغ تكون الصَّبوة"، وعنه (ع) أيضاً: "اعلم أنّ الدنيا دار بلية لم يفرغ صاحبها فيها قط ساعة إلا كانت فَرْغَتُهُ عليه حسرة يوم القيامة".

وللأسف الشديد فالكثير من الشباب لا يتعامل مع الفراغ بصورة إيجابية، فلو ألقينا نظرة فاحصة على كيفية قضاء الشباب لأوقاتهم لاستنتجنا ما يلي: ثمان ساعات للنوم وربما أكثر، أربع ساعات لمشاهدة التليفزيون، ثلاث ساعات للأكل والشرب، ساعتان للتجوال والنزهة، ساعة واحدة للمكالمات الهاتفية، ست ساعات للعمل.. هذا هو المعدل المتوسط لقضاء يوم كامل.

ومعدل العمل الحقيقي في الدول النامية – كما تشير الدراسات – لا يتجاوز ساعة واحدة على أفضل تقدير. والمتبقي من وقت العمل يذهب في الأكل والشرب، وقراءة الصحف، والتحدث مع الزملاء، والاتصال بالهاتف، والخروج من دائرة العمل لسبب أو آخر.

وقد أكّدت العديد من الدراسات والاستطلاعات بأن مشاهدة برامج التلفاز ومتابعة الشؤون الرياضية والتجول بالسيارات يأخذ معظم أوقات الفراغ لدى الشباب، في حين أن عادة القراءة والكتابة، أو استثمار أوقات الفراغ في إنجاز الأعمال المفيدة والمنتجة لا تكاد تسجل إلا أرقاماً منخفضة جدّاً.

ومن هنا، فالشباب مدعوون لإعادة رسم خريطة أوقاتهم، وجدولة أوقات فراغهم فيما يفيد وينفع، بما يتناسب والتطلعات الحضارية، والقدرة على المنافسة في ظل فرص العولمة وتحدياتها.

 

المصدر: كتاب الشباب/ هموم الحاضر وتطلعات المستقبل

 د. محمد بن موسى الشريف

 ها نحن في موسم الحج، وهو موسم عظيم رائع جليل تغفر فيه السيِّئات، ويُتجاوز فيه عن الخطيئات، وتقال فيه العثرات، ويعود فيه أناس كثيرون إلى الله تعالى سواء حجوا إلى البيت العتيق أم حرموا من ذلك الأجر العظيم والشرف الرفيع. وهو مناسبة عظيمة للإختلاء بالنفس ومراجعة الحال، فنحن طوال السنة في ركض وانشغال، لا نكاد نستفيق من زحمة هذه الأشغال إلاّ لنقع في أعمال أخرى وهكذا، فأتانا الله تعالى بهذا الخير العظيم والفرصة المباركة حتى نرجع فنراجع، ونسمو بنفوسنا وأرواحنا. أمّا غير الحجّاج، فيوم عرفة وصيامه يُهيِّئ النفس لهذه الخلوة المطلوبة، خاصة أنّه يوم إجازة من العمل في معظم البلاد الإسلامية. وأمّا الحجّاج، فالخلوة في حقّهم آكد، والحاجة إليها أعظم، وهي متوافرة في أيام الحج لطبيعة هذه العبادة ولإنشغال أكثر الناس بأنفسهم وما فرغوها له. وفوائد الخلوة كثيرة، منها: 1-    أنّها تُهيِّئ النفس للمراجعة والتوبة، والعزم على التغيير الجاد بعد أداء العبادة، وردّ المظالم لأهلها، وهذا من أهم الأُمور التي لو وفق فيها العبد لكان قد وفق إلى شيء عظيم. 2-    تعود الشخص على الإقلال من الخلطة والكلام أثناء أداء هذه العبادة العظيمة، مما يعود عليه إيجاباً بعد الفراغ من موسم الحج، إذ ليس أضر على الإنسان من كثرة الكلام والهذر مما يوقعه في الكثير من الأخطاء والخطايا، وكان شريح – أحد التابعين – إذا أحرم صار كأنّه حيّة صمّاء، لا يتكلّم. نعم، نحن لا نريد أن نكون هكذا، لكن نريد أن نستغل الموسم إستغلالاً حسناً يعود علينا بالآثار الإيجابية الحسنة، ومنها القوّة على ضبط اللسان والإقلال من الكلام. 3-    الخلوة مهمة للإزدياد من العبادة والتقرُّب، فقد كان مسروق – أحد كبار التابعين – إذا حجّ لم يزل ساجداً حتى يرجع، يعني أنّه كان يُكثر من الصلاة، وهنا الأمر – أي الإزدياد من العبادة والتقرُّب – نحن في أمسّ الحاجة إليه بعد أن غزانا الجفاف الروحي وصرنا أسرى لشهواتنا ومحبوباتنا. 4-    الخلوة مهمة للإزدياد من ذكر الله تعالى، خاصة أنّ الحج عبادة شُرعت للإكثار من الذِّكر، فعن معاوية بن الحكم السلمي أنّ رسول الله (ص) قال: "إنّما شُرع الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله". 5-    وذِكر الله تعالى عبادة رائعة جليلة، أجرها عظيم وثوابها كبير والجهد المبذول لها قليل، كما قال النبي (ص): "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم". وقال النبي (ص): "سبق المفردون"، قيل: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: "الذاكرون الله كثيراً والذاكرات". وقال (ص): "أحبّ الكلام إلى الله أربع لا يضرّك بأيّهنّ بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر". وقال (ص): "لأن أقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إليَّ ممّا طلعت عليه الشمس". وليحافظ الحاج على أذكار الصباح والمساء، ففيهما حفظ له وصيانة، ويترتب عليهما أجر كبير، فقد قال (ص): "ما من عبد مسلم يقول صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع إسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، فلا يضره شيء". وأخيراً، الخلوة هي طريقة النبي (ص)، سبق بها الأديان والمذاهب والأفكار والتجارب في هذا المجال سواء السبق الزماني، أو في الكيفية والأداء، إذ غلا معظم هؤلاء وأوجبوا على أتباعهم خلوة تذهب بمصالح دنياهم، أو تضرّهم في أجسادهم أو نفوسهم، أو عقولهم. أمّا النبي (ص)، فقد ضبطها ضبطاً عظيماً، فقد كان يخلو بنفسه في العشر الأواخر من رمضان، وهي مدة لطيفة لها شروطها وضوابطها، ولها آثارها الإيجابية على الإنسان، فمن استطاع أن يخلو العشر الأواخر – وهو الإعتكاف – كان حسناً، ومَن لم يستطع فعليه أن يعوض شيئاً ما بخلوته في المواسم، كالحج مثلاً. وهي خلوة جزئية شعورية، إذ الناس محيطون به، لكن خلوته هنا تعني إنقطاعه عن مشاغل الحياة الدنيا لأيام يسيرات، وتفرُّغه الذهبي والقلبي والعاطفي لما هو مقبل عليه من رحلة الخلود الطويلة، وإقلاله إلى الحد المستطاع من التعلق بالآخرين حديثاً وجدالاً وإقبالاً، فإن صنع ذلك حقق المراد من حجّه، ورجع بالمغفرة من ربّه، واستقامت حياته بعد ذلك، وهذا هو المراد من العبادة. والعالم الإسلامي اليوم مليء بمشكلات لابدّ لها من حلول، وأعداؤنا يتربّصون بنا ويحيطون بنا إحاطة السوار بالمعصم، فليس هناك مخرج إلا أن نُغيِّر من طرائق حياتنا ونقبل على مولانا العظيم، ونخرج من خطايانا وذنوبنا، ونستقبل حياة جديدة، إذ قد حان الوقت للإستفادة من العبادة، وعدم تأديتها على وجه إعتيادي مكروه لا يعود على صاحبها بالتأثير المناسب أو الأثر المرجو، وهذا الذي عانى منه العالم الإسلامي طويلاً، فالمسلمون يصومون ويصلّون ويحجّون، لكن الملاحظ أنّ أثر هذه العبادات عليهم محدود أو ضعيف، والسبب أنّهم لم ينظروا إلى الحكمة من فرض هذه العبادة، ولم يسلكوا بها المسالك الحميدة التي سلكها أسلافهم فصار أكثر المسلمين أشبه بغثاء السيل لا قيمة لهم ولا وزن في الحياة، والله المستعان.

الخميس, 22 شباط/فبراير 2024 21:00

الحجّ.. المرآة العاكسة لواقع الأمَّة

د.خالد حنفي

الحج مِرآةٌ عاكسة لواقع الأمة؛ فكل دولة يمثلها وينوب عن مسلميها من يختارهم الله للحج كل عام، فيجتمع ممثلون للمسلمين من العالم كله، ويرى العالمُ صورةَ الأمة المسلمة في عرفات، ومن أراد التعرف على أمة الإسلام وتشخيص عِللها وأمراضها، ورصد نقاط قوتها وضعفها فليرقبها في الحج، فإذا كانت الأمة متراحمة منظمة في الحج فهي كذلك في غير الحج، ومنذ سنين وأنا أسافر حاجّاً ومعتمراً وأرقُب واقع الحجيج وأسئلتهم، وأحاورُ المفتين والمرشدين للناس في الحج، وسأحاول قراءة واقع الحج من خلال أسئلة الحَجِيج المتكررة كل عام، والتى تتمركز حول الصورة الظاهرة للحج، وسننه وآدابه، وجزئياته وتفاصيله، ومحظورات الإحرام، ولا يهتم الحجيج بذات القدر بالأصول والكليات، واللب والجوهر، والفرائض والأركان إلا من رحم ربي.

فيسألون عن حجم الحصاة فى الجمار، وهل تُلتقط كاملةً من مزدلفة أم من منىً؟، وعن استعمال المحْرِم للصابون، ومعجون الأسنان، وسقوط شعرة بحَكَةٍ سهواً، أيدخل ذلك كله في المحظورات أم لا؟ ولا يسألون عن حج القلب، أو سبيل الاستقامة بعد الحج، أو السبيل إلى حج مبرور، أو الدمعة الخاشعة والمناجاة القلبية الضارعة، أو عن رسالة الحجيج التي يجب أن يحملوها إلى أقوامهم والعالم، ولا يسألون عن مقاصد الحج وأسراره، وكلياته وأركانه، كما يهتمون ويسألون عن سُننه وآدابه.

ولستُ هنا أُقلِّل من شأن تلك الأسئلة وتتميم النسك على النحو الذي أداه عليه وأمر به النبي صلي الله عليه وسلم، ولكني أُنكر الوقوف عندها وعدم الاهتمام بما هو أهم منها كالوقوف بعرفة بذات القدر، رغم فوات الحج بفواته وعدم قبوله للانجبار والإصلاح، ورغم إمكانية جبران ما نقص مما يكثر السؤال عنه بدم، أو فدية، أو توكيل وعدم فساد النسك بوقوع الخلل فيه.

وأسئلة الحجيج تلك عاكسة لواقع الأمة وحالها، التى غرقت فى الفروع والجزئيات على حساب الأصول والكليات، فرأينا نفراً من العلماء والدعاة ينتفضون ويبكون لخلع امرأة شهيرة حجابها، ولا نسمعُ لهم رِكزاً أمام ركام الفساد والاستبداد، وسيل الدماء التى أريقت وتراق والأنفس المعصومة التى قتلت وستعدم بغير حق، فضاعت بذلك قيم الإسلام ومعالمه الكبرى، وأضحت الأمة على تلك الحالة من التخلف والتردى الحضارى الذى طال أمد انتظار نهايته، وترقب الميلاد الجديد للأمة مع الولادة الجديدة للحاج، وهذا الحال يوجب على أهل العلم والفكر والنظر درْسَه وتأملَه، ورسم الطريق لتجاوزه، وفكّ أسر الأمة من الدوران فيه، لا مسايرة العوام فيما يريدون ويطلبون.

أسئلة الحجيج لها دلالات رئيسية ثلاث:

أولاً: التركيز على الصورة والمظهر، لا المقصود والجوهر.
ثانياً: الاهتمام بالفروع والجزئيات أكثر من الأصول والكليات.
ثانياً: تقديم المنهيات والمحظورات، على الواجبات والمندوبات.

الواقع الظاهرى للأمة في الحج هو ذات الواقع في مختلف مناحي الحياة السياسية والفكرية والدعوية؛ إذ نكتفي عادة بالصورة الظاهرية للمواقف والأحداث، ولا نتأمل فيما وراءها وما ينبني عليها

أما التركيز على الصورة والمظهر، لا المقصود والجوهر، فظاهر في اهتمام أغلب الحجاج بأداء النسك على صورتها الظاهرة دون البحث والتأمل في بواطنها وأسرارها وحِكَمها وما وراء كل عمل من أعمال الحج من معنى مطلوب، ويميل أغلب المرشدين والدعاة للناس في الحج إلى القول بأن أعمال الحج تعبدية محضة لا حِكمة فيها ولا سِر، وأن الله ابتلانا بها فقط لنتدرب على الانقياد والامتثال في غيرها، وهو لزعمٌ غير صحيح؛ فإنَّ القرآن الكريم نفسه علَّل وقصَّد الحج بقوله تبارك اسمه: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} [الحج: 28]، والحج مَعينٌ لا ينضب بالحِكم والأسرار والمقاصد والمنافع، وأحد الأسباب التي تجعل الحاجَّ يفقد روحَ الحج ومعانيه، ولا يتغير بعده غياب الاهتمام بهذا البعد المقاصديوالواقع الظاهرى للأمة في الحج هو ذات الواقع في مختلف مناحي الحياة السياسية والفكرية والدعوية؛ إذ نكتفي عادة بالصورة الظاهرية للمواقف والأحداث، ولا نتأمل فيما وراءها وما ينبني عليها، فتراكمت بذلك على الأمة العِلل والأمراض، وأصبح الجمود والتسطيح سمةً عامة لأغلب شعوبها.

وأما الاهتمام بالفروع والجزئيات أكثر من الأصول والكليات، فكما هو واقع للحجيج هو واقع كذلك للأمة بل لكثير من دعاتها ومفكريها، بل وقع في تراثنا الفقهي العديد من التطبيقات والأمثلة التى جسَّدت تلك العلة بجلاء ووضوح فوجدنا تصانيف مستقلة لعلماء معتبرين في قضايا تفصيلية خلافية في فريضة الصلاة: مثل صفة النزول من القيام إلى السجود في الصلاة، وفي الجلسة الخفيفة التى تسبق الانتقال من السجود إلى القيام، وتلك أمور فرعية جزئية تحسينية. ولم نجد مثل ذلك في كيفية الخشوع في الصلاة بل إن أغلب الفقهاء لا يعد الخشوع ركناً أو واجباً في الصلاة بل مستحباً في أعلى الأحوال، ولم نجد مصنفا في: كيف تنهى الصلاة عن الفحشاء والمنكر، وكيف تكون بحق اتصالاً وصلةً بالمولى الجليل، وكيف تُمِّثل الراحة القلبية والنفسية للمصلي، وهي أمور استشعرها وكتب فيها المسلمون الجدد من الأوربيين على نحو مبدع مدهش.

وقلْ مثل ذلك في أمر العقيدة وما أُدخل عليها من تعقيدات وجدليلات وكلاميات لا تخدم تصحيح اعتقاد الناس في شيء، ومثله في علم التجويد بحق عموم الناس لا أهل الاختصاص، وكيف انصرف الناس عن فهم القرآن وتدبره بتحقيق الحروف ومخارجها، وواقع المسلمين في أوربا لا يختلف كثيراً فتراهم يقيمون الدنيا لأجل قضية فرعية خلافية بل الأصل أن لا يختلف فيها مثل: تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، أو الاحتفال بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، أو إحياء ليلة رأس السنة بالعبادة، ولا يُسمع لأولئك المختلفين صوت أمام ما يهدد الوجود الإسلامي كله ويشكل خطراً على مكتسباته، ويُخل بالمقاصد الكلية للمسلمين كحفظ الدين والهوية عليهم وعلى أولادهم، وذلك مثل صعود الأحزاب اليمينة المتطرفة، أو ظهور العنصرية البغيضة في المجتمع وتسارع اتساع دائرتها على نحو مخيف.

وأما تقديم المنهيات والمحظورات، على الواجبات والمندوبات،

 فأغلب الحجاج كما ذكرت يركزون ويخافون ويحذرون من محظورات الإحرام، ولا يهتمون بدائرة السنن والواجبات بشكل عام مثل دائرة المحظورات، وهو واقع الأمة إذ تهتم وتقدم جانب النهي والحظر على الإيجاب والندب،

 

عندما يُعرِّف أغلب الناس في أوروبا بالإسلام يتجه أغلبهم إلى تقديم جانب الحظر والنهي على الوجوب والندب، ويقدمون الإسلام كأنه قائمة من الممنوعات الصادمة لغير المسلمين

 

التعريف بالإسلام والدعوة إليه وأولويات التدين والتعليم للمسلمين الجدد:

عندما يُعرِّف أغلب الناس في أوروبا بالإسلام يتجه أغلبهم إلى تقديم جانب الحظر والنهي على الوجوب والندب، ويقدمون الإسلام كأنه قائمة من الممنوعات الصادمة لغير المسلمين والتي لا يتصورون معها حياتهم إذا قرروا الإسلام فقد نشأ أحدهم عاشقاً للخمر، محباً للخنزير، يتردد بين الصديقات كما يشاء، محباً لزوجه وأهله وعائلته، بل لا تتخيل الأوروبية نفسها بالحجاب الشرعي، ثم يأتي من يدعوه إلى ترك كل ذلك جملة واحدة إذا ما قرر اعتناق الإسلام، وهو ما يتناقض مع ما قررناه أعلاه من تقديم الواجبات والمطلوبات أولاً، فنُحدِّثه عن المطلوب فعله وهو الإيمان بالله أولاً، ثم الصلاة تليها أركان الإسلام وأعمدته الكلية، ولما َّيدخل الإيمان في قلوبهم سيتجهون دون جهد أو نصَب إلى ترك المحظورات ، وقد رأيت هذا مراراً في مئات الحالات؛ كيف تقرر المسلمة الجديدة ارتداء الحجاب ومواجهة عائلتها، ومجتمعها، وربما تتعرض للمضايقات في عملها ومعيشتها تفعل ذلك بكل رضا ومحبة؛ لأن الإيمان لامس شغاف قلبها فسلَّمَتْ وانقادت، بينما تُقرِّر غيرها في بلد عربي مسلم نزع حجابها رغم نشأتها عليه والتزامها بها شطراً من عمرها؛ لأنها تواجه لحظات ضعف إيماني وقصور في جانب الواجبات والمندوبات لذلك تضعف وتقع في المحظور لأدني شبهة.

 

معيار قياس التدين وأوليات الإصلاح الديني للمجتمعات

إذا أردنا قياس التدين في مجتمع من المجتمعات المسلمة فإن أول ما نتجه إليه عادة هو دائرة المحظورات والممنوعات في الإسلام، وليس دائرة الواجبات والمطلوبات فنقيس التدين بشيوع الربا وهو ممنوع، لا بانتظام الناس في الصلاة وهى واجبة مطلوبة، وكذا بانتشار التبرج وهو ممنوع، لا بانتشار الاحتشام والفضيلة، والعدل والأخلاق الحسنة وهى مطلوبة، بل إن المعيار الرئيس لقياس تدين المرأة عن عموم الخاطبين هو حجابها لا صلاتها، بل قلَّ من يسأل عن صلاتها، وإذا كنا مخيرين بين متحجبة لا تصلي، ومتبرجة تصلي، فسنختار المتحجبة التي لا تصلي! ولا يعني هذا أنني أُقرّ أيّاً من الصورتين، لكنِ في إطار الموازنة وترتيب الأولويات يجب أن نتجه إلى الواجبات أولا؛ لأنه سينبني على الالتزام بها قطعاً، الانتظام والالتزام في ترك المحرمات ولا عكس.

 

كذلك في استقباحنا ونفورنا من أصحاب المعاصي ــ إن صح هذا ــ، نُعلي جداً من درجة التجنب والنفور من صاحب المعصية بفعل المنهي عنه، أكثر من معصية تارك الواجب، وقد قلتُ غير مرة لمسلمي أوروبا عند مناقشة قضية الشواذ جنسياً: إذا كنتَ أمام تاركٍ للصلاة الواجبة، وفاعل للشذوذ المحرم، فأيهما تراه أشنع وأولى بالتقديم في الإصلاح والإنكار؟ فيجيب دون تردد: الشذوذ الجنسي طبعاً!

 

بل تأمَّل معي عندما صعدتْ انتخابياً حركات ما يُسمى بالإسلام السياسي بعد الربيع العربي، ما هي الأسئلة التي طُرحتْ على الإسلاميين، وكيف كانت مشروعات القوانين التى طرحها بعضهم تحب قبة البرلمان: منع الأفلام الجنسية، بدلاً من قوانين لدعم تزويج الشباب ونشر الفضيلة بالإيجاب والندب، لا التحريم والحظر، وطرح الإعلام أسئلةً كلها في دائرة المنع: كمنع الخمور في الفنادق، ومنع السائحات المصطافات، … إلخ أما دائرة الواجبات والمطلوبات فغائبة أو مغيَّبة.

 

نَسَبت التقاليد إلى الإسلام أغلب المفاهيم والأحكام الخاطئة حول المرأة، حتى غدت قاعدة سد الذراع، سداً ومنعاً للمرأة من حقوقها التى منحها الإسلام إياها تكريماً وتفضيلاً

 

وكذلك في منهجية تربية الأولاد على الالتزام والدين، حيث تتجه أغلب الأسر المتدينة شرقاً وغرباً التى تستهدف حفظ الدين على أولادها بتأسيس منهجهم التربوي على تقديم الحظر والمنع على الطلب والفعل، ويقيسون تدين أولادهم بتجنبهم للحرام أكثر من فعلهم للواجب؛ لذا فإن الصلاة التى هى عماد الدين تراها مضيَّعة في كثير من تلك الأسر مجهولة القيمة والأهمية، وإن كانت تلك الأسر في القمة في الالتزام بترك المنهيات.

 

ملف المرأة في الإسلام

وهذا من أكثر الملفات التى شُوِّه بها موقع المرأة ومكانها ومكانتها في الإسلام، فنَسَبت التقاليد إلى الإسلام أغلب المفاهيم والأحكام الخاطئة حول المرأة، حتى غدت قاعدة سد الذراع، سداً ومنعاً للمرأة من حقوقها التى منحها الإسلام إياها تكريماً وتفضيلاً، وأصبحت تلك الذرائع الموصدة الأوسع تطبيقا في قضايا المرأة وأحكامها، فمُنعت المرأة من قيادة السيارة، ومن التعليم في بعض البلدان، ومُنعت من مشاركة الرجال في العمل ومناحي الحياة حتى لو توفرت الضوابط الشرعية، ولم نجد الاهتمام بالمماثل لحضور المرأة الجُمَع والجمَاعات، كما كانت في العهد النبوي، أو التركيز على مشاركتها السياسية والاجتماعية وهو ما استقر العمل به في السنة النبوية الصحيحة، وفترات ازدهار الحضارة الإسلامية.

 

لا بد أن أختم مقالي بالتأكيد على أنني لا أهون من دائرة المحظورات والمنهيات في الإسلام، ولا أدعو إلى الاستهانة بها، وهل يقول عاقل بأن الحاجّ له أن يفعل محظورات الإحرام انطلاقاً مما ذكرنا؟ وإنما القصد أن نضع كل شيء في موضعه اللائق به والجدير له، فلا نقدِّم ما يستحق التأخير ولا نؤّخر ما يستحق التقديم، لنحقق بذلك مراد الله تعالى، والله يعلم وأنتم لا تعلمون. 

 

الخميس, 22 شباط/فبراير 2024 20:56

الأعداد في القرآن الكريم

 صفاء علي

العدد واحد: (قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) (الأنعام/ 19). العدد اثنان: (وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) (النحل/ 51). العدد ثلاثة: (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ...) (البقرة/ 196). العدد أربعة: (قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا...) (البقرة/ 260). العدد خمسة: (وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ...) (الكهف/ 22). العدد ستة: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) (الأعراف/ 54). العدد سبعة: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ...) (البقرة/ 29). العدد ثمانية: (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ) (الحاقة/ 17). العدد تسعة: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ...) (الإسراء/ 101). العدد عشرة: (فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ...) (المائدة/ 89). العدد أحد عشر: (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) (يوسف/ 4). العدد اثنا عشر: (وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا) (الأعراف/ 160)، (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ) (التوبة/ 36). العدد تسعة عشر: (عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ) (المدثر/ 30). العدد عشرون: (إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ) (الأنفال/ 65) العدد ثلاثون: (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً...) (الأعراف/ 142). العدد أربعون: (وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ) (البقرة/ 51). العدد خمسون: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عَامًا) (العنكبوت/ 14). العدد ستون: (فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ...) (المجادلة/ 4). العدد سبعون: (وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلا لِمِيقَاتِنَا...) (الأعراف/ 155). العدد ثمانون: (فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا) (النور/ 4). العدد تسعون: (إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ) (ص/ 23). العدد مائة: (قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ...) (البقرة/ 295). العدد مئتان: (إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ...) (الأنفال/ 65). العدد ثلاثمائة: (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا) (الكهف/ 25). العدد ألف: (وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ...) (الأنفال/ 66). العدد ثلاثة آلاف: (إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ) (آل عمران/ 124). العدد خمسة آلاف: (بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ) (آل عمران/ 125). العدد مائة ألف: (وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) (الصافات/ 147). العدد النصف: (وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ) (النساء/ 12). العدد الثلث: (فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ) (النساء/ 12). العدد الربع: (فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ...) (النساء/ 12). العدد الخمس: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ...) (الأنفال/ 41). العدد الثمن: (فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ...) (النساء/ 12).   - الأعداد الترتيبي: العدد الترتيبي الأوّل: (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ...) (الأنعام/ 14). العدد الترتيبي الثاني: (إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ...) (التوبة/ 40). العدد الترتيبي الثالث: (إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ...) (يس/ 14). العدد الترتيبي الرابع: (مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ...) (المجادلة/ 7). العدد الترتيبي الخامس: (وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ) (النور/ 7). العدد الترتيبي السادس: (وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ...) (الكهف/ 22). العدد الترتيبي الثامن: (وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ...) (الكهف/ 22).

استقبل قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، اليوم الأحد، في حسينية الإمام الخميني (رض) بطهران، حشداً من أهالي محافظة أذربيجان الشرقية بمناسبة ذكرى انتفاضة أهالي مدينة تبريز يوم 18 فبراير عام 1978.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن قائد الثورة الاسلامية أعرب في هذا اللقاء عن تقديره وشكره للشعب الإيراني والأجهزة الأمنية على نجاح مسيرات ذكرى انتصار الثورة الاسلامية الحماسية مشيرا إلى أن الشعب الايراني شارك بحماسة في كافة انحاء ايران ليظهر هذا العام اعتزازه بالثورة الاسلامية أمام العالم في يوم 22 بهمن.

وتوجه سماحته بالشكر الجزيل إلى الذين ساهموا في ضمان أمن هذه المسيرة الوطنية الواسعة.

وأكد ضرورة مشاركة الجميع في الانتخابات لأنها هي الركيزة الأساسية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وعبرها يتم اصلاح البلاد، وقال، على الشعب أن يسعى إلى الاختيار الصحيح في الانتخابات وعلى من يدخل ميدان العمل الانتخابي أن يتجنب القدح والذم وأسلوب التحيز السلبي للاحداث.

وأشار سماحته إلى أن الانتخابات الايرانية قد جرت دوما في اجواء هادئة وآمنة، وقال، ستكون هذه المرة هي نفسها إن شاء الله، مذكّرا بأن الخلافات السياسية والاختلافات في الاراء يجب ألا تؤثر على الوحدة الوطنية للشعب الإيراني في مواجهة الأعداء.

وذّكر قائد الثورة بأن معرفة قدرات العدو هي من الشروط المهمة لتحقيق النصر لذا يجب ألا نفترض أن العدو ضعيف وغير قادر وفي نفس الوقت يجب ألا نخاف منه.

 واعتبر أن جبهة الاستكبار تعارض الانتخابات الإيرانية بلا شك، موضحا أن الانتخابات هي من سمات النظام الجمهوري، ولهذا يعارض المستكبرون وأمريكا، الذين هم ضد النظام الجمهوري والإسلامي على حد سواء، هذه الانتخابات ومشاركة الشعب الحماسية بالاقتراع فيها.

وأشار إلى طلب أحد الرؤساء الأميركيين السابقين من الشعب الإيراني لعدم المشاركة في إحدى الانتخابات الماضية، وقال، إن ذلك الرئيس ساعد إيران دون علمه لأن الشعب شارك في الانتخابات بحماس أكبر من أي وقت مضى بسبب عناده ومعارضته له ، ولهذا لم يعد الأمريكان يتحدثون بهذه الطريقة، بل يحاولون ثني الناس عن الانتخابات بأساليب مختلفة.

واعتبر سماحته انتخاب الصالحين أمراً ضرورياً، لافتاً إلى أنه يجب على الشعب التحري ما استطاع لمعرفة الحقيقة.

وأكد قائد الثورة على الالتزام بنزاهة وسلامة وكفاءة الانتخابات كمطلب دائم من المسؤولين، موضحا انه خلال هذه العقود لم يتم ملاحظة أي انتهاك للانتخابات بالمعنى الذي يدعيه العدو ودائما ما جرت الانتخابات في البلاد بطريقة نزيهة وهادئة ومنظمة.

ووصف قائد الثورة وحدة الشعب الإيراني بأنها مفتاح انتصار الثورة الإسلامية واستمرارها مؤكدا على انه يجب على الجميع في المستقبل أن يواصلوا هذا الطريق كفريق واحد، وبأن الخلافات السياسية والاختلافات في الاراء يجب ألا تؤثر على الوحدة الوطنية للشعب الإيراني في مواجهة الأعداء.

 وثمن قائد الثورة الإسلامية تضحيات المنظمين الأمنيين للمسيرة الوطنية، واعتبر أن مسيرة الوطن الهادفة تزيد من همة المسؤولين ومعنوياتهم،معتبرا هذا الحضور الوطني يدفق بدماء جديدة في عروق المجتمع والشعب و المسؤولين.

واعتبر قائد الثورة ان خلق الثقة بالنفس الوطنية والشعور بالقدرة في مختلف مجالات العلوم والتكنولوجيا والدفاع والطب وغيرها من المجالات إنجازا هاما آخر للثورة مؤكدا على ان هذه الثقة بالنفس، على عكس عهد الطاغوت، تتجلى أيضا على الساحة الدولية ومواجهة القوى المستكبرة. 

ومن انجازات الثورة الإسلامية الأخرى، اوضح سماحته بأنها تشمل ايضا نشر فكر الثورة وقيمها وخاصة في المنطقة، النجاح النسبي في منع انتشار الثقافة الغربية باعتبارها الثقافة السائدة، وتشكيل مجموعات شعبية عفوية في جميع المجالات وتوسيع الخدمات لتشمل جميع مناطق البلاد، وتنشئة علماء عالميين في مختلف المجالات. 

وفي هذا السياق اشار قائد الثورة الى قلق البعض من هجرة الادمغة واصحاب الخبرات ، موضحا بأن الجانب الايجابي لهذا الموضوع هو قوة إيران في تصدير الخبراء والأشخاص الفعالين. 

وشرح عن مهمة التأمل الذاتي للاعتراف بنقاط الضعف ومحاولة التغلب عليها، وأوضح أنه بالإضافة إلى نقاط القوة، لدينا أيضا نقاط ضعف ليست قليلة، مثل حقيقة أننا متخلفون في بناء اقتصاد وطني قوي، مضيفا انه وعلى الرغم الخير الذي تم تحقيقه، والعدالة الاجتماعية والاقتصادية والقضائية التي كانت من أسمى شعارات الثورة وأكبر أهدافها، الا اننا مازلنا بعيدين عن النقطة المثالية.

وعن نقاط الضعف الاخرى التي يجب التركيز عليها واصلاحها ، اشار سماحته الى التخلف في القضاء على الأضرار الاجتماعية مثل الطلاق والإدمان والمشاكل الأخلاقية، فضلا عن البعد عن نمط الحياة الإسلامي.

كما أشار قائد الثورة إلى دور النخب وبالاخص النحب الشابة في تحديد الثغرات وتقديم المساعدة الفكرية للمسؤولين لرأبها.

وأكد سماحته ضرورة ألا نهمل العدو وحيله وأدواته، لافتاً إلى أن قوة الثورة الإسلامية وتقدمها هو سبب الحيل والضغوط العصبية التي يمارسها اعداء إيران ، موضحا بأنه لا ينبغي أن نكون سلبيين أمام العدو، لأن سياستهم هي إذلال الطرف الآخر وجعله سلبياً.

الثلاثاء, 20 شباط/فبراير 2024 03:22

المكملات الغذائية.. كيف تؤثر على الصحة؟

ما يميز الدواء عن السم هو الجرعة (غيتي)

حذر الطبيب التركي البروفيسور غالب إكوكلو من أن تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية دون استشارة طبية قد يؤدي إلى مشاكل صحية.

قال غالب إكوكلو، رئيس قسم الصحة العامة، بكلية الطب بجامعة تراقيا في ولاية إدرنة التركية، إن اتباع نظام غذائي متوازن والنوم المنتظم كافيان للحفاظ على قوة جهاز المناعة.

وأضاف إكوكلو أن الأشخاص الذين لا يعانون من مرض معين أو اضطراب يتعلق بامتصاص الفيتامينات، يمكنهم الحصول على جميع الفيتامينات التي يحتاجونها من الأطعمة مع اتباع نظام غذائي صحي.

وقال بخصوص مكافحة الأمراض المعدية خلال أشهر الشتاء، يمكن التركيز على الأطعمة الغنية بفيتامين سي.

وتابع: بالإضافة إلى ذلك، ينبغي إيلاء أهمية لاستهلاك السوائل بالشكل الكافي واتباع نظام غذائي متوازن.

وشدّد أنه لا ينبغي لنا استخدام أي فيتامين لا نعرف محتواه، أو نشتريه من الإنترنت، ويتم الترويج له على أنه يقوي جهاز المناعة.

ولفت إكوكلو إلى أن الاستخدام غير المنضبط للفيتامينات بهدف دعم الصحة يمكن أن يسبب ضررا أكثر من نفعه.

وشدّد على ضرورة استخدام الفيتامينات تحت إشراف الطبيب مثل الأدوية.

شراء المكملات الغذائية عبر الإنترنت

وزاد إكوكلو أن الأكثر خطورة هو شراء المكملات الغذائية عبر الإنترنت استنادا إلى شائعات متداولة، دون أي مشورة طبية.

وأردف لقد أصبحت هذه مشكلة عالمية، حيث يتم بيع كل شيء على الإنترنت.

وتساءل إذا كان مضغ نبات أو استخدام منتج ما مفيدا لكل مشكلة، فلماذا يمرض الكثير من الناس ولماذا يحاول الطب التقدم كثيرا؟. وقال لو كان الأمر كذلك، لأُعطيت هذه المنتجات للناس، ولن نصاب بكوفيد، ولن يكون هناك سرطان أو أمراض أخرى.

ونوّه إلى أنه يتم الترويج لتلك المنتجات مع عبارات مليئة بالمديح وأنها دواء لكل داء، مضيفا مثل هذا الشيء لا يمكن تفسيره بالعقل.

الفرق بين الدواء والسم هو الجرعة

وذكر إكوكلو أنه يمكن استخدام المنتجات التكميلية المؤكدة فوائدها علميا تحت إشراف طبي.

وأوضح: بعد أن يتم امتصاص كل منتج يتم تناوله في المعدة، يذهب إلى الكبد والكلى ويتم طرحه من هناك، ولا بد من إخراجه. وإذا لم يتم إخراجه فإنه يتراكم في الجسم وهذه مشكلة.

وأشار إلى أنه للتخلص من تلك المواد يتم تكسيرها في الغالب عن طريق الكبد.

وأضاف لذلك يتعرض الكبد والكلى بشكل مباشر لهذه المنتجات، التي تضر بأعضاء الجسم لا سيما هذين العضوين.

وحول بعض الأضرار المحتملة قال إنها يمكن أن تشمل ارتفاع ضغط الدم، وتمييع الدم مما يجعل النزيف البسيط لا يمكن إيقافه.

وبشأن تبرير البعض لأنفسهم بالقول بأن النباتات تستخدم في صنع الدواء، أوضح أنه يتم استخدام تلك النباتات بشكل منضبط وبجرعات محددة في صناعة الأدوية.

وما يميز الدواء عن السم هو الجرعة، يتم إعطاء المواد المستخدمة في الطب بجرعات معينة لتجنب حدوث تأثيرات سمية، يضيف الطبيب التركي.

وختم قائلا إنه حتى أبسط الأدوية سيكون لها آثار سلبية إذا تم تناولها بجرعات أكثر مما ينبغي، ولهذا فإن كل دواء له جرعة حسب الفئات العمرية.

المصدر : الجزيرة + الأناضول

الانحطاط الفكريّ والعقائديّ:
انتشر الانحطاط الفكريّ في أغلب أطراف العالم الإسلاميّ وأكنافه، نتيجة عدم الاهتمام بتعاليم الدّين في مرحلة العشرين سنة الماضية. وفيما بعدُ، هُجر التّعليم الدينيّ، وتعليم الإيمان، وتفسير الآيات، وبيان الحقائق منذ زمن النبيّ - في مرحلة العشرين سنة بعد عام 40 للهجرة، وإلى ذاك الوقت - فابتُلي النّاس، بلحاظ الاعتقاد والأصول الإيمانيّة، بالخواء والفراغ. عندما يضع المرء حياة النّاس في ذلك العهد تحت المجهر، يتّضح هذا الأمر من خلال التّواريخ والرّوايات المختلفة الموجودة. بالطّبع، كان هناك علماء وقرّاء ومحدّثون، سيأتي التعرّض لهم، لكنّ عامّة النّاس ابتُلوا بعدم الإيمان، وضعف الاعتقاد ضعفًا كبيرًا. وقد وصل الأمر إلى حيث إنّ بعض أيادي جهاز الخلافة يُشكّكون في النبوّة! ذُكر في الكتب أنّ خالد بن عبد الله القسريّ - ويُعدّ من عمّال بني أميّة المنحطّين جدًّا، والسيّئين - كان يُفضّل الخلافة على النبوّة، ويقول: "إنّ الخلافة أفضل من النبوّة"، ثمّ يستدل قائلًا: "أخليفتك في أهلك أحب إليك وآثر عندك، أم رسولك"([1])، أي لو أنّك تركت في أهلك شخصًا يخلفك في غيبتك، فهل هو أفضل وأقرب إليك، أم ذاك الّذي يأتيك برسالةٍ ما من مكانٍ معيّن؟ فمن الواضح أنّ ذاك الّذي جعلته في بيتك خليفةً لك سيكون أقرب إليك. فخليفة الله - وهنا لا يقول خليفة رسول الله - هو أفضل من رسول الله!

إنّ ما كان يقوله خالد بن عبد الله القسريّ كان يجري على لسان الآخرين. وعندما ننظر في أشعار شعراء العصر الأمويّ، نجد أنّه منذ زمان عبد الملك قد تكرّر تعبير "خليفة الله" في الأشعار، إلى درجة أنّه ينسى المرء أنّ الخليفة هو خليفة النبيّ! فقد استمرّ هذا الأمر إلى زمن بني العبّاس.
بني أميّة هِبّوا طال نومُكمُ            إنّ الخليفة يعقوب بن داوودِ
ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمِسوا     خليفة الله بين الزقّ والعودِ(
[2])
 
حتّى عندما كانوا يريدون هجاء الخليفة، كانوا يقولون خليفة الله! وأينما كان الشّعراء المعروفون في ذلك الزمان، كجرير والفرزدق وكُثير وغيرهم، ومئات الشّعراء المعروفين والكبار، عندما يريدون مدح الخليفة، كانوا يُطلقون عليه لقب خليفة الله، لا خليفة رسول الله. وهذا نموذجٌ واحد. لقد ضعُفت عقائد النّاس بهذا الشكل، حتّى فيما يتعلّق بأصول الدين.
 
الانحطاط الأخلاقيّ:
في عهد الإمام السجّاد عليه السلام، انحطّت الأخلاق بدرجة شديدة. وبالرجوع إلى كتاب الأغاني لأبي الفرج، وهو أنّه في سنوات الـ 70 والـ 80 والـ 90 والمئة، إلى 150 - 160 تقريبًا، فإنّ أشهَر المغنّين والمطربين واللاعبين والعابثين في العالم الإسلاميّ كانوا في المدينة أو في مكّة، وكلّما كان يضيق صدر الخليفة في الشام شوقًا للغناء، ويُطالب بمغنٍّ أو مطرب، كانوا يرسلون له من المدينة أو مكّة أحد المطربين المعروفين، أو المغنّين. فأسوأ الشعراء والماجنين كانوا في مكّة والمدينة. فمهبط وحي النبيّ، ومنشأ الإسلام، أضحى مركزًا للفحشاء والفساد. ومن الجيّد أن نعرف هذه الأمور بشأن تاريخ المدينة ومكّة.
 
وسنتعرض لنموذجٍ من رواج الفساد والفحشاء:
كان في مكّة شاعرٌ يُدعى عمر بن أبي ربيعة، وهو من شعراء التعرّي والمجون، وقد مات في أوج قدرته وفنّه الشعريّ. ولو أردنا ذكر قصص هذا الشّاعر، وماذا كان يفعل في مكّة، لاحتاج الأمر إلى فصلٍ مشبّعٍ بالتّاريخ المؤسف لذلك العصر، في مكّة والطواف ورمي الجمرات. وهذا البيت مذكور في كتاب المغني:
بدا لي منها معصمٌ حينما جَمَّرت    وكفٌّ خضيبٌ زُيّنت ببنان([3])
فوالله ما أدري وإن كنت داريًا       بسبعٍ رميتُ الجمر أم بثمانيِ([4])
 

وعندما مات عمر بن أبي ربيعة، ينقل الراوي أنّه أقيم في المدينة عزاءٌ عامّ، وكان النّاس يبكون في أزقّة المدينة. ويقول إنّني أينما ذهبت كنت أجد مجموعة من الشباب، نساءً ورجالًا، واقفين ويبكون عمر بن أبي ربيعة في مكّة، فشاهدت جارية تسعى في عملها، وتحمل دلواً لتُحضر الماء، وكانت دموعها تنهمر على خدّيها بكاءً على عمر بن أبي ربيعة غمًّا وأسفًا، وعندما وصلت إلى مجموعة من الشّباب، سألوها لماذا تبكين لهذا الحدّ؟ فقالت لأنّ هذا الرّجل قد مات وخسرنا، فقال لها أحدهم، لا تحزني هناك شاعرٌ آخر في المدينة هو خالد المخزوميّ، والّذي كان لمدّةٍ حاكمًا على مكّة من طرف علماء الشّام، وقد كان من شعراء التعرّي والمجون، كعمر بن أبي ربيعة، فذكروا لها ذاك البيت، وأرادوا أن يذكروا لها بعض الأبيات الشعريّة لهذا الشّاعر، فاستمعت هذه الجارية قليلًا - وقد ذُكر في "الأغاني" هذا الشّعر وخصائصه - فمسحت دموعها وقالت: "الحمد الله الّذي لم يُخلِ حرمه"، فإذا فُقد شاعرٌ جاء آخر. هذا نموذج من الوضع الأخلاقيّ لأهل المدينة.

والقصص كثيرة عن سهرات مكّة والمدينة. ولم تكن المسألة منحصرة بالأفراد المنحطّين، بل شملت الجميع في المدينة، بدءًا من ذاك المتسوّل المسكين، كأشعب الطمّاع المعروف الّذي كان شاعرًا ومهرّجًا، ومرورًا بالأفراد العاديّين وأبناء السّوق، وأمثال هذه الجارية، إلى أبناء المعروفين من قريش، وحتّى بني هاشم، كانوا من هؤلاء الّذين غرقوا في هذه الفحشاء.

وفي زمن أمارة هذا الشّخص المخزوميّ، جاءت عائشة بنت طلحة، وكانت تطوف، وكان يُحبّها، وعندما حان وقت الأذان، أرسلت هذه المرأة رسالةً أن لا تؤذّنوا حتّى أُنهي طوافي، فأُمر بعدم رفع أذان العصر! فقيل له أنت تؤخّر الأذان من أجل شخصٍ واحدٍ وامرأة تطوف: أوَتؤخّر صلاة النّاس؟! فقال: واللهِ لو أنّ طوافها بقي إلى الصبح لقلت لهم أن يؤخّروا الأذان إلى الصبح! هذا كان حال ذلك الزمن.
 
جمعية المعارف الإسلامية

([1]) ابن قتيبة الدينوريّ، الأخبار الطوال، تحقيق عبد المنعم عامر، نشر دار إحياء الكتاب العربيّ، الطبعة الأولى، 1960م، القاهرة، ص 346.
([2]) السيد المرتضى علم الهدى، علي بن الحسين، أمالي المرتضى غرر الفوائد ودرر القلائد- ، تحقيق وتصحيح محمد أبو الفضل إبراهيم، نشر دار الفكر العربيّ، الطبعة الأولى، 1998م، القاهرة، ج1، ص141.
([3]) ابن هشام الأنصاري، مغني اللبيب، تحقيق وفعل وضبط محمد محي الدين عبد الحميد، نشر مكتبة الشيخ آية الله المرعشي ـ قم، 1404هـ، ج1، ص 14.
([4]) ابن عساكر، أبو القاسم علي بن الحسن الشافعيّ، تاريخ مدينة دمشق، تحقيق علي شيري، طبع ونشر دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1998م، ج69، ص260.