emamian

emamian

ان الوحدات الايرانية والصينية والروسية المشاركة في مناورات الحزام الأمني ​​البحري المشترك 2024   انهت اليوم الخميس تدريباتها  في شمال المحيط الهندي .

وقد انطلقت المرحلة الرئيسية من مناورات الحزام الأمني ​​البحري المشترك 2024 يوم الثلاثاء الماضي بمشاركة إيران والصين وروسيا في شمال المحيط الهندي.

وشاركت في هذه المناورات الوحدات العائمة والطيران التابعة لبحرية الجمهورية الإسلامية الإيرانية والوحدات العائمة للصين وروسيا، كما شارك في هذه المناورات مندوبون من دول عمان وأذربيجان وكازاخستان وباكستان وجنوب أفريقيا.

والغرض من إجراء هذه المناورات هو ترسيخ الأمن ومرتكزاته في المنطقة وتوسيع التعاون المتعدد الأطراف بين الدول المشاركة وإظهار حسن النية وقدرة هذه الدول في اتجاه الدعم المشترك للسلام العالمي والأمن البحري وخلق مجتمع بحري ذو مستقبل مشترك.

وتشمل الأهداف الأخرى لهذه المناورات تعزيز أمن التجارة البحرية الدولية، ومكافحة القرصنة والإرهاب البحري، والإجراءات الإنسانية، وتبادل المعلومات في مجال الإنقاذ البحري، وتبادل الخبرات العملياتية والتكتيكية.

أعلنت القوات المسلحة اليمنية، استهداف سفينة أمريكية في البحرِ الأحمرِ بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة.

وأوضحت القوات المسلحة في بيان صادر عنها اليوم، أن القواتُ البحريةُ نفذت عملية الاستهداف للسفينةِPinocchio) ) وكانتِ الإصابةُ دقيقةً، وذلك انتصاراً لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ وضمنَ الردِّ على العدوانِ الأمريكيِّ البريطانيِّ على بلدِنا.

وأكدت استمرارَها في منعِ الملاحةِ الإسرائيليةِ أوِ المتجهةِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلةِ في البحرينِ الأحمرِ والعربيِّ حتى وقفِ العدوانِ ورفعِ الحصارِ عنِ الشعبِ الفلسطينيِّ في قطاعِ غزة.

كما أكدت القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ أنَّ عملياتِها العسكريةَ سوفَ تتصاعدُ بعونِ اللهِ تعالى خلالَ شهرِ رمضانَ شهرِ الجهادِ نصرةً ودعماً وإسناداً للشعبِ الفلسطينيِّ المظلومِ ولإخوانِنا المجاهدينَ في قطاعِ غزة.

أكد رئيس جنوب أفريقيا "سيريل رامافوزا"، أن إسرائيل لا تنفذ قرارات التدابير الاحترازية التي أصدرتها محكمة العدل الدولية، في إطار قضية الإبادة الجماعية المرفوعة ضد الكيان الصهيوني في المحكمة.

وقال رامافوزا في تصريحات صحفية إن «إسرائيل لم تمتثل للأمر الصادر عن المحكمة، ولذلك وجدنا أنه من المناسب التقدم بطلب عاجل إليها لحل المشاكل في منطقة رفح التي قُتل فيها أكثر من 100 شخص».

وطالب محكمة العدل الدولية بأن تتخذ قرارا آخر بشأن كيفية التعامل مع هذه القضية وسبل منع وقوع انتهاكات جديدة.

وأضاف أن هناك قضية أخرى مثيرة للقلق، وهي أن الناس في غزة، أصبحوا يموتون من الجوع، كما حذرت العديد من المنظمات.

وتجدر الإشارة إلى أنّ محكمة العدل الدولية كانت قد أصدرت قرارها في 26 كانون الثاني/يناير الماضي، بشأن دعوى جنوب أفريقيا ضد الكيان الصهيوني، والذي طالبت فيه الاحتلال بـ"اتخاذ إجراءات من أجل منع الإبادة الجماعية في غزة.

قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله " غزة ما زالت تقاوم بشجاعة وبصلابة وتصمد عبر مقاومتها وشعبها وهو صمود أقرب الى المعجزة"، وتابع "هذا الصمود أذهل الكثير في هذا العالم وجعلهم يسألون بأي ثقافة يؤمنون، هذه هي ثقافة القرآن الكريم".

ولفت السيد نصر الله في كلمة له خلال افتتاح الامسيات القرآنية الرمضانية مساء الاربعاء الى ان هناك خسارات استراتيجية فيما يجري بغزة منذ 7 تشرين الاول/اكتوبر،وقال " العدو خسر الحرب حتى ولو ذهب الى رفح لانه لم يقدم مشهد نصر ولم يحقق أي هدف من الاهداف التي اعلن عنها"، وتابع "واحدة من علامة النصر للمقاومة والهزيمة للعدو الاسرائيلي، ان اول هدف اعلنه العدو هو القضاء على حرك حماس ونحن اليوم في الشهر السادس من تفاوضون؟ حماس، القطري والمصري مع من يجلس بالنيابة عن الاميركي والاسرائيلي: حماس التي تفاوض عن كل المقاومة الفلسطينية وعن كل جبهات المقاومة"، واشار الى ان "هذا يؤكد ان حماس ما زالت قوية وقادرة وهي ترفض وتقول لا وتضع الشروط".

وقال السيد نصر الله "المطلوب منا الصبر لأن هذا الامتحان له تداعيات من نقص في الأموال والأنفس"، وتابع "من البلاءات التي تواجهها أمتنا هو إقامة الشياطين الكبار لهذا الكيان الغاصب في فلسطين المحتلة وفي هذا الامتحان مسؤوليتنا أن نقاوم هذا الكيان".

واضاف "الشهداء في مسيرة المقاومة تزيدها عنفوانا وحضورا وقوة”، وأكد “نجد عند عوائل الشهداء تسليما ورضا وشموخا وهذا ما نراه يوميا في غزة والضفة ولبنان والعراق"، ولفت الى ان "إقبال الشباب على الجهاد هي ثقافة إيمانية قرآنية ونرى ذلك في عشقهم للشهادة وما يُنشر في وصاياهم"، واعتبر ان "إسناد غزّة ليس فقط بالقتال والمال وكذلك بالدعاء خصوصا في هذه الأيام التي نشهد المجازر التي يرتكبها العدوّ بحق أهالي غزّة وسط صمت العالم".

ولفت السيد نصر الله الى ان "موقف المقاومة اليوم في غزة عندما تصر على وقف نهائي للعدوان هو الموقف الانساني الجهادي والصحيح مئة في المئة"، واشار الى ان "الفصائل مجمعة واعتقد ان اهل غزة مجمعون على وقف العدوان".

وشدد السيد نصر الله على "النفاق الاميركي في موضوع غزة"، وقال "هل هناك من يصدق ان الرئيس الاميركي بايدن لا يمكنه ان يوقف الحرب على غزة بل هو قادر بشخطة قلم ان يوقف العدوان على غزة، سواء في مجلس الامن او في غيره"، وتابع "ما يجري من رمي بعض المساعدات على غزة هو ليس فقط نفاق وانما ايضا غباء اميركي"، واضاف "المطلوب من الادارة الاميركية هو وقف العدوان على غزة".

وعن جبهة الجنوب، قال السيد نصر الله "الجبهة في الجنوب تؤدي دورها في الضغط على العدو الاسرائيلي"، وتابع "نؤكد من جبهتنا اللبنانية وقوفنا الى جانب مقاومة واهل غزة وقيادة حماس وان هذه شروط طبيعية وانسانية والقرار لكم وجبهة المساندة ستبقى في موقع المساندة ايا يكن الوقت".

واكد انه "في الجبهة الشمالية تكتم شديد على الخسائر والاليات والقتلى والجرحى"، واشار الى ان "وزير حرب العدو ورئيس الاركان قالا إن جنود الجيش الاسرائيلي يقاتلون في غزة والجبهة الشمالية ويتكبدون اثمانا باهظة".

ورأى السيد نصر الله ان "الخيار الطبيعي والمنطقي الظفر لمن يصبر ويتحمل والامر يحتاج الى بعض الوقت ومجتمع العدو بدأت مظاهر التعب عليه وجيشه وسياسيوه تعبوا والمشكل الداخلي كبير"، ولفت الى ان "جزءا اساسيا من اقتصاد الكيان في المنطقة الشمالية وهذا له تاثير كبير على اقتصاد العدو"، واكد "اليوم الجيش الاسرائيلي مستنزف في غزة والجبهة الشمالية والضفة الغربية".

المصدر: موقع المنار

ان سماحة قائد الثورة الإسلامية أكد اليوم الثلاثاء في كلمة له القاها خلال جلسة تلاوة للقرآن الكريم بحضور عدد من القرآء والحفظة والأساتذة المتميزين والناشطين في حسينية الإمام الخميني (رض) بالعاصمة طهران، ان المقاومة الفلسطينية صامدة باقتدار ومرغت أنف الصهاينة بالتراب.

ولفت سماحته الى إن القرآن الكريم استطاع ان يظهر ذروة الإستقامة في غزة للعالم، مضيفا "ان هناك دول في العالم الإسلامي تقدم دعما لأعداء الشعب الفلسطيني المظلوم، إن شاء الله سترتد هذه الخيانة عليهم".

وأشاد قائد الثورة بالمقاطع التي عُرضت عن تلاوة فتيان من قطاع غزّة للقرآن الكريم، مبينا ان قمّة الصمود الذي نشهده في غزّة اليوم هو نتيجة فهم القرآن والعمل به.

واشار سماحته  الى المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحث المدنيين في غزة  وقال: تعسا للحضارة التي يدعونها وهم يقتلون الأطفال الرضع  مشددا في الوقت نفسه على ان مقاومة الفلسطينية في غزة جعلت العدو يعجز عن النيل منها.

ولفت سماحته الى ان المقاومين والمجاهدين الفلسطينيين أرسلوا الينا رسالة تقول لا تقلقوا علينا فإننا لا زلنا نمتلك أكثر من 90 بالمائة من الطاقات.

واعتبر قائد الثورة الجرائم غير المسبوقة في غزّة، من قبيل قتل الأطفال والرضع جوعاً وعطشاً، بالفضيحة لحضارة الغرب، مبينا أنّه على الرغم من امتلاك الإسرائيليين كل أنواع الأسلحة والمساعدات من أمريكا والغرب، لكن صبر أهالي غزّة المنقطع النظير وصمود مجاهدي المقاومة، لم يتمكّن العدو من تحقيق أهدافه.

وقال : من الواجب الديني للعالم الإسلامي ان يقدم المساعدة للشعب الفلسطيني بكل ما يستطيع.

الثلاثاء, 05 آذار/مارس 2024 13:47

المهدوية في آخر الزمان‏

يرى الإلهي أنّ‏ الأمور ستشتدُّ وتسوء، ولكن لا تكون النهاية هي الفناء مباشرة، بل ليس بعد الشدَّة إلا الرخاء وليس بعد العسر إلا اليسر، فلا بدَّ أن يظهر المخلص والمنقذ للبشريَّة ويملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا، وكما كان يرسل الله الأنبياء عليهم السلام في محتلك الظروف لهداية وإنقاذ الناس من الهلاك، سيرسل المخلص للأرض من أيدي المجرمين والقتلة، فلا يلمع البرق إلا في مدلهَّمات الغيوم، وهذه هي فكرة المهدويّة التي يعتقد بها الشيعة، فهم يعتقدون بظهور إمام عادل من ذرية النبي الأكرم صلى الله عليه وآله يخلص البشرية كلها لا المسلمين فقط، ويحكم بالعدل بين الناس، ويملأ الخير والسعادة والهناء كلّ‏ أرجاء المعمورة، ﴿وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا...﴾([1]).

وهو ذلك اليوم الذي يذكره الحديث:

"إذا قام القائم حكم بالعدل، وارتفع في أيامه الجور، وأمنت به السبل، وأخرجت الأرض بركاتها، ورد كلّ حق إلى أهله، ولم يبق أهل دين حتى يظهروا الإسلام ويعترفوا بالإيمان، أما سمعت الله سبحانه يقول: ﴿... وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾([2]). وحكم بين الناس بحكم داوود وحكم محمد صلى الله عليه وآله فحينئذٍ تظهر الأرض كنوزها وتبدي بركاتها، ولا يجد الرجل منكم يومئذٍ موضعا لصدقته ولا لبرِّه، لشمول الغنى جميع المؤمنين... وهو قوله تعالى: ﴿... وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾"([3]) ([4]).

وعن مستقبل العالم يتحدث أمير المؤمنين عليه السلام: "حتى تقوم الحرب بكم على ساق، باديا نواجذها، مملوءة أخلافها، حلوا رضاعها، علقما عاقبتها، ألا وفي غدٍ وسيأتي غدٌ بما لا تعرفون يأخذ الوالي من غيرها عمالها، على مساوي أعمالها، وتخرج الأرض له أفاليذ كبدها، وتلقي إليه سلما مقاليدها، فيريكم كيف عدل السيرة، ويحيي ميت الكتاب والسنة"([5]).

فالإمام عليه السلام يشير إلى مستقبل رهيب قاتم، لكنَّه يبشِّر بفجر ناصع بعد ليل بهيم، وبهذا الاعتقاد تزول كلّ‏ المخاوف ويعيش الإنسان الإلهي الطمأنينة والراحة، نعم إنه وعد إلهي: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾([6]).

فللإيمان بالغيب تأثير عملي على الإنسان وسلوكه في الحياة.

الخلاصة:
الإمداد الغيبي في هذه الحياة على أنواع، منها ما هو فردي ومنها ما هو اجتماعي، فقد يمنّ‏ الله بالنصر وقد يمنّ‏ بالهداية وقد يمنّ‏ بالإلهام على بعض الأشخاص، وقد يمنّ‏ على الأمة قاطبة بالإنقاذ من الضلال، ولكن كلّ ذلك لا يكون عبثا ومن دون أيّ‏ شرط، بل لا بدَّ من العمل والنصرة وأن يكون ذلك لله وفي الله.

وهناك فروق بين الإنسان المادي والإنسان الإلهي الذي يؤمن بالغيب، منها أن نفس هذا الإيمان يخلق انعكاسا عمليا يظهر بصورة طمأنينة وارتياح ونظرة تفاؤليَّة للعالَم، فالعالم يسير بحسب الظواهر الطبيعية نحو الدمار الشامل إلا أنّ‏ المؤمن بتعاليم الأنبياء وبالغيب يؤمن بالإمداد الغيبي وأنّ‏ بعد الشدة الرخاء، وسيحكم العالَم بالعدل المؤمنون الصالحون، وعدا من ربّ‏ العالمين.
 


([1]) الزمر:69.
([2]) آل عمران:83.
([3]) الأعراف:128.
([4]) بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج‏52، ص‏339، وروضة الواعظين، للفتّال النيسابوري، ص‏265.
([5]) نهج البلاغة، من خطبة له عليه السلام يومي فيها إلى ذكر الملاحم، ج‏2، الخطبة 136، تحقيق الشيخ محمد عبدو.
([6]) الأنبياء:105.

الثلاثاء, 05 آذار/مارس 2024 13:45

كيف يحصل الزُّهد في قلب الإنسان؟

يحصل الزهد في قلب الإنسان من خلال أمور منها:
 
1- ذكر الموت‏

 
فإن ذكر الموت، الذي هو عبارة عن تسخيف كل ما هو من متاع الدنيا لأن ما بها من نعم كالمال فإنه إما زائل أو منتقل للورثة، والأزواج إما أن تموت قبلنا أو نموت قبلها فتتزوج من غيرنا لتستمر الحياة وهكذا كل متاع الدنيا فهو متروك من الإنسان عند الموت، والموت كما سماه أمير المؤمنين عليه السلام هادم اللذات من الأمور التي تجعل الدنيا حقيرة في نفس الإنسان وبالتالي يخرج حبها من القلب عند تذكره باستمرار وفي الروايات الشريفة ما يدل على هذا المعنى فقد قال أبو عبيدة للإمام الباقر عليه السلام: حدثني بما أنتفع به فقال: "يا أبا عبيدة أكثر ذكر الموت، فإنه لم يكثر إنسان ذكر الموت إلا زهد في الدنيا"([1]).
 
2- التفكر
 
فالتفكر في حال الدنيا والآخرة، وما فيهما من الباقي والفاني، وإجراء بعض الحسابات النفسية لما يدّعيه الإنسان من محبة الله تعالى، تجعله يصل إلى النتيجة المطلوبة وهي الزهد ففي الراوية عن جابر قال: دخلت على الإمام الباقر عليه السلام فقال: "يا جابر والله إني لمحزون، وإني لمشغول القلب، قلت: جعلت فداك وما شغلك؟ وما حزن قلبك؟ فقال: يا جابر إنه من دخل قلبه صافي خالص دين الله شغل قلبه عما سواه، يا جابر ما الدنيا وما عسى أن تكون الدنيا هل هي إلا طعام أكلته أو ثوب لبسته أو امرأة أصبتها؟!. يا جابر إن المؤمنين لم يطمئنوا إلى الدنيا ببقائهم فيها ولم يأمنوا قدومهم الآخرة، يا جابر الآخرة دار قرار، والدنيا دار فناء وزوال ولكن أهل الدنيا أهل غفلة وكأن المؤمنين هم الفقهاء أهل فكرة وعبرة، لم يصمّهم عن ذكر الله جل اسمه ما سمعوا بآذانهم، ولم يعمهم عن ذكر الله ما رأوا من الزينة بأعينهم ففازوا بثواب الآخرة، كما فازوا بذلك العلم. واعلم يا جابر أن أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤونة وأكثرهم لك معونة، تذكر فيعينونك وإن نسيت ذكروك، قوالون بأمر الله قوامون على أمر الله، قطعوا محبتهم بمحبة ربهم ووحشوا الدنيا لطاعة مليكهم ونظروا إلى الله عز وجل وإلى محبته بقلوبهم وعلموا أن ذلك هو المنظور إليه، لعظيم شأنه، فأنزل الدنيا كمنزل نزلته ثم ارتحلت عنه، أو كمال وجدته في منامك فاستيقظت وليس معك منه شي‏ء، إني (إنما) ضربت لك هذا مثلا، لأنها عند أهل اللب والعلم بالله كفي‏ء الظلال، يا جابر فاحفظ ما استرعاك الله عزَّ وجلّ‏ من دينه وحكمته ولا تسألن عما لك عنده إلا ما له عند نفسك..."([2]).
 


([1]) الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص132.
([2]) وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي، ج61، ص17.

يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): "فمِنْ علامةِ أحدِهِمْ أنّك ترى لهُ قُوّة فِي دِين، وحزْما فِي لِين، وإِيمانا فِي يقِين، وحِرْصا فِي عِلْم، وعِلْما فِي حِلْم، وقصْدا فِي غِنى، وخُشُوعا فِي عِبادة، وتجمُّلا فِي فاقة، وصبْرا فِي شِدّة، وطلبا فِي حلال، ونشاطا فِي هُدى، وتحرُّجا عنْ طمع. يعْملُ الأعْمال الصّالِحة وهُو على وجل، يُمْسِي وهمُّهُ الشُّكْرُ، ويُصْبِحُ وهمُّهُ الذِّكْرُ، يبِيتُ حذِرا، ويُصْبِحُ فرِحا، حذِرا لمّا حُذِّر مِن الْغفْلةِ، وفرِحا بِما أصاب مِن الْفضْلِ والرّحْمةِ".
 
هناك علامات ذكرها الإمام عليه السلام للمتقين، تدل عليهم ويعرفون بها، فما هي تلك العلامات، وما هي حدودها ودلالاتها؟
 
قوة فى دين
"فمن علامة أحدهم أنك ترى له قوّة فى دين" فتراه ثابتا في دنيه، قويا يقاوم وساوس شياطين الجن والإنس، لا يؤثّر فيه تشكيك المشكك ولا ينخدع بخداع المنحرفين.

وعن الإمام الصادق عليه السلام: "المؤمن أشد من الجبل والجبل يستقل منه بالفأس والمؤمن لايستقل على دينه"([1]).
 
وحزما في لين
الحزم لا يعني العدائية. والسلوك الحازم ليس عدوانيا ولا توبيخيا ولا تهديديا ولا قاسيا ولا تهكميا. الحزم يختلف عن العدوانية، فأنت بالدفاع عن نفسك وإثبات وجودك لا تعتدي على حقوق الآخرين. الحزم يعني أن توصل ما تريد قوله إلى الآخرين بطريقة واضحة، مع احترام حقوقك ومشاعرك وحقوق الآخرين ومشاعرهم.
 
الحزم في الأمور الدنيويّة والدينيّة والتثبّت فيها ممزوجا باللين للخلق وعدم الفظاظة عليهم وهي فضيلة العدل في المعاملة مع الخلق واللين قد يكون للتواضع المطلوب بقوله تعالى: ﴿واخْفِضْ جناحك لِمنِ اتّبعك مِن المُوْمِنين﴾([2]). وقد يكون من مهانة وضعف يقين، والأوّل هو المطلوب وهو المقارن للحزم في الدين ومصالح النفس والثاني رذيلة مخالف للحزم.
 
وإيمانا في يقين
عن الإمام الرضا عليه السّلام: "إنّما هو الإسلام والإيمان فوقه بدرجة والتقوى فوق الإيمان بدرجة، واليقين فوق التقوى بدرجة، ولم يقسّم بين النّاس شي‏ء أقلّ من اليقين، قال: قلت: فأي شي‏ء اليقين؟ قال: التوكّل على اللّه والتسليم للّه، والرّضا بقضاء اللّه، والتفويض إلى اللّه"([3]).

فالمسلمون درجات في تدينهم يبدؤون بالإسلام ليصلوا إلى اليقين، واليقين هو الذي لا يساوره شك ولا تردد.
 
حرصا في علم
حرصا في طلب العلم النّافع فى الآخرة والازدياد منه.

وقد قص الله علينا قصة موسى عليه السلام، كيف سافر في البحر وتحمل المشاق لكي يتعلم بعض المسائل من الخضر عليه السلام فقال: ﴿هلْ أتّبِعُك على أن تُعلِّمنِ مِمّا عُلِّمْت رُشْدا﴾([4]).

والنبي صلي الله عليه وآله وسلم قال: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين"([5]) فإنه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ويقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿قُلْ هذِهِ سبِيلِي أدْعُو إِلى اللّهِ على بصِيرةٍ أنا ومنِ اتّبعنِي﴾([6]) فإن العلم نور وهداية والجهل ظلمة وضلالة وإنه مع الإيمان رفعة في الدنيا والآخرة....
 
وقصدا في غنى
القصد في الغنى وهو فضيلة العدل في استعمال متاع الدنيا بحيث لا يقع في الإسراف أو التبذير.

فهو مع غناه مقتصد فى حركاته وسكناته ومصارف ماله بل جميع أفعاله يعنى أنّ غناه لم يوجب طغيانه وخروجه عن القصد وتجاوزه عن الحدّ كما قال تعالى: ﴿كلّا إِنّ الْإِنسان ليطْغى* أنْ رآهُ اسْتغْنى﴾([7])
 
وخشوعا في عبادة
وقد وصف اللّه المؤمنين بذلك في قوله ﴿الّذِين هُمْ فِي صلاتِهِمْ خاشِعُون﴾([8]) قال في مجمع البيان أي خاضعون متواضعون متذلّلون لا يدفعون أبصارهم عن مواضع سجودهم ولا يلتفتون يمينا وشمالا.
 
وروي أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم رأى رجلا يعبث بلحيته في صلاته فقال: "أما انّه لوخشع قلبه لخشعت جوارحه"([9]).
 
وفي هذا دلالة على أنّ الخشوع في الصّلاة يكون بالقلب ويظهر على الجوارح، فأمّا بالقلب فهو أن يفرغ قلبه بجميع الهمّة لها والإعراض عمّا سواها فلا يكون فيه غير العبادة والمعبود، وأمّا بالجوارح فهو غضّ البصر والإقبال عليها وترك الالتفات والعبث.
 
وتجمّلا في فاقة
يتعفّف ولا يظهر الحاجة في حال فقره، ويترك السّؤال ويستر ما هو عليه من الفقر.

وقد مدح اللّه سبحانه أصحاب هذه الصفة بذلك في قوله ﴿لِلْفُقراءِ الّذِين أُحْصِرُوا فِي سبِيلِ اللّهِ لا يسْتطِيعُون ضرْبا فِي الْأرْضِ يحْسبُهُمُ الْجاهِلُ أغْنِياء مِن التّعفُّفِ تعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ لا يسْألون النّاس إِلْحافا وما تُنْفِقُوا مِنْ خيْرٍ فإِنّ اللّه بِهِ علِيمٌ﴾([10]).
 
وكانوا نحوا من أربعمائة من فقراء المهاجرين يسكنون صفّة مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يستغرقون أو قاتهم بالتعلّم والعبادة وكانوا يخرجون في كلّ سريّة يبعثها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يظنّهم الجاهل بحالهم وباطن أمورهم أغنياء من التعفّف أي من أجل التعفّف والامتناع من السّؤال والتجمّل فى اللّباس والسّتر لما هم عليه من الفقر وسوء الحال طلبا لرضوان اللّه وجزيل ثوابه تعرفهم بسيماهم بما يرى فيهم من علامة الفقر من رثاثة الحال وصفرة الوجه.
 
وطلبا فى حلال
قال الله تعالى ﴿يا أيُّها الرُّسُلُ كُلُوا مِن الطّيِّباتِ واعْملُوا صالِحا إِنِّي بِما تعْملُون علِيمٌ﴾([11]).

وقد حث الشرع الحنيف إلى طلب الحلال وترك الحرام، والتقي هو الذي يطلب الرّزق من الحلال ويقتصر عليه ولا يطلبه من الحرام.

وفي رواية أخرى عنه صلى الله عليه وآله وسلم:ِ "العبادة سبعون جزءا، وأفضلها جزءا طلب الحلال"([12]).

روى في الوسائل عن الكلينىّ بإسناده عن أبى حمزة الثمالي عن أبى جعفر عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في حجة الوداع: "ألا إنّ الرّوح الأمين نفث في روعي أنه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتّقوا اللّه وأجملوا فى الطلب ولا يخفنكم استبطاء شي‏ء من الرّزق أن تطلبوه بمعصية اللّه، فإنّ اللّه تبارك وتعالى قسّم الأرزاق بين خلقه حلالا ولم يقسّمها حراما، فمن اتّقى وصبر آتاه اللّه برزقه من حلّه ومن هتك... وعجل فأخذه من غير حلّه قصّ به من رزقه الحلال وحوسب عليه يوم القيامة".
 
نشاطا في هدى
فيكون سلوكه لسبيل اللّه وإتيانه بالعبادات المشروعة الموصلة إلى رضوان اللّه سبحانه بطيب النفس وعلى وجه الخفّة والسهولة لا عن الكسل والتغافل، وذلك ينشأ عن قوّة اليقين فيما وعد اللّه المتّقين من الجزاء الجميل والأجر العظيم.
 
تحرجا عن طمع
في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين عليه السلام: "أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع"([13])، وعنه عليه السلام: "أزرى بنفسه من استشعر الطمع، ورضي بالذل من كشف عن ضره، وهانت عليه نفسه من أمّر عليها لسانه" ([14]).

واستشعار الطمع بمعنى اتخاذه دينا له وديدنا بحيث لا يلتزم بشيء إلا على أساس منفعته الخاصة. ومن كان كذلك فقد حقّر نفسه لأن الإنسان يقاس بأهدافه وأمانيه.
 
فلا يطمع المؤمن بما في أيدي الناس لعلمه بأنه من الرذائل النفسية ومنشأ المفاسد العظيمة، لأنه يورث الذل والاستخفاف والحقد والحسد والعداوة والغيبة وظهور الفضايح والمداهنة لأهل المعاصي وترك التوكل على الله والتضرع إليه، وعدم الرضا بقسمه... ومن هنا نلاحظ الرواية عن الإمام علي بن الحسين عليه السلام: "رأيت الخير كلّه قد اجتمع في قطع الطمع مما في أيدي الناس"([15]).

وقد سأل أحدهم الإمام الصادق عليه السلام عن الذي يثبت الإيمان، فقال عليه السلام: " الورع" وسأله عن الذي يخرجه منه، قال عليه السلام: "الطمع"([16]).
 


([1]) صفات الشيعة، الشخ الصدوق، ص32 ح47.
([2]) الشعراء: 115.
([3]) المجلسي- محمد باقر- بحار الأنوار- مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية المصححة- ج67 ص138.
([4]) الكهف:66.
([5]) المجلسي- محمد باقر- بحار الأنوار- مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية المصححة- ج1 ص177.
([6]) يوسف:108.
([7]) العلق:6-7.
([8]) المؤمنون:2.
([9]) الطبرسي- المحقق النوري- مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل- مؤسسة أهل البيت لإحياء التراث- الطبعة الأولى- ج5 ص417.
([10]) البقرة: 273.
([11]) المؤمنون: 51.
([12]) الصدوق- معاني الأخبار- مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، ص367 ح1.
([13]) نهج البلاغة، الكلمات القصار، ص219.
([14]) نهج البلاغة، الكلمات القصار، ص2.
([15]) الشيخ الكليني - الكافي- دار الكتب الإسلامية، آخوندي- الطبعة الثالثة- ج2 ص148.
([16]) الشيخ الكليني - الكافي- دار الكتب الإسلامية، آخوندي- الطبعة الثالثة- ج2 ص320.

الثلاثاء, 05 آذار/مارس 2024 13:37

ما هي أنحاء الكفّ عن أعراض الناس؟

قال عليه السلام: "يا هشام، من كفّ نفسه عن أعراض الناس أقال الله عثرته يوم القيامة".
 
ويكون الكفّ عن أعراض الناس من خلال الابتعاد عن عدة أمور، منها:
 
1- النظر المحرّم:
والنظر إلى ما يحرم النظر إليه من المعاصي التي توعّد الله تعالى بها بالعذاب ففي الرواية عن رسول الله الأكرم صلى الله: "من ملأ عينه من حرام ملأ الله عينه يوم القيامة من النار، إلا أن يتوب ويرجع"([1]).
 
وفي رواية أخرى عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "اشتدّ غضب الله عزّ وجلّ على امرأة ذات بعل ملأت عينها من غير زوجها أو غير ذي محرم منها"([2]).
 
فالنظر المنهي عنه هو للرجل والمرأة على السواء، وللنظر المحرّم مفاسد روحية فضلاً عمّا توعّد الله تعالى به من العذاب، فإن القلب يتأثر بما تراه العين، ففي الرواية أنّ المسيح عيسى بن مريم عليها السلام قال لأصحابه...: "إيّاكم والنظرة فإنها تزرع في القلب الشهوة وكفى بها لصاحبها فتنة، طوبى لمن جعل بصره في قلبه ولم يجعل بصره في عينه"([3]).
 
كما أنّ الانشغال بالنظر الحرام ينسي الإنسان الآخرة، فعن الإمام علي عليه السلام: "إذا أبصرت العين الشهوة عمي القلب عن العاقبة"([4]).
 
وأمّا ما يجب غضّ النظر عنه فهو كل أجنبي عن الإنسان، وقد جمعت الآية الكريمة التي نزلت على النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وحدّدت من يجب غض النظر عنهن من النساء ومن يجب على النساء أن يغضضن أنظارهن عنهم، قال سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِين يغُضُّوا مِنْ أبْصارِهِمْ ويحْفظُوا فُرُوجهُمْ ذلِك أزْكى لهُمْ إِنّ الله خبِيرٌ بِما يصْنعُون * وقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يغْضُضْن مِنْ أبْصارِهِنّ ويحْفظْن فُرُوجهُنّ ولا يُبْدِين زِينتهُنّ إِلّا ما ظهر مِنْها ولْيضْرِبْن بِخُمُرِهِنّ على جُيُوبِهِنّ ولا يُبْدِين زِينتهُنّ إِلّا لِبُعُولتِهِنّ أوْ آبائِهِنّ أوْ آباءِ بُعُولتِهِنّ أوْ أبْنائِهِنّ أوْ أبْناءِ بُعُولتِهِنّ أوْ إِخْوانِهِنّ أوْ بنِي إِخْوانِهِنّ أوْ بنِي أخواتِهِنّ أوْ نِسائِهِنّ أوْ ما ملكتْ أيْمانُهُنّ أوِ التّابِعِين غيْرِ أُولِي الْأِرْبةِ مِن الرِّجالِ أوِ الطِّفْلِ الّذِين لمْ يظْهرُوا على عوْراتِ النِّساءِ ولا يضْرِبْن بِأرْجُلِهِنّ لِيُعْلم ما يُخْفِين مِنْ زِينتِهِنّ وتُوبُوا إِلى الله جمِيعاً أيُّها الْمُؤْمِنُون لعلّكُمْ تُفْلِحُون﴾([5]).
 
ولغض البصر مع رغبة النفس في النظر أثر كبير في تهذيب النفس، بل إن الشعور بهذا الأثر سريع جد، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من مسلم ينظر امرأة أول رمقة ثم يغض بصره إلا أحدث الله تعالى له عبادةً يجدُ حلاوتها في قلبه"([6])، فغض النظر هو انتصار في معركة النفس الأمارة والشيطان، وهو تحطيم لأشد الحيل التي يجرنا إبليس من خلالها.
 
2- إشاعة الفاحشة:
إشاعة الفاحشة، هي مرضٌ متفشٍّ في الناس، والمراد منها أن يسعى البعض لنشر الأخبار التي تتعلق بأعراض الناس، وما يسيئهم. وقد حرّم الله تعالى هذا النوع من الأعمال المنافية للحشمة والأخلاق، وتوعد عليها بالنار والعذاب الأليم، إذ يقول تعالى: "إِنّ الّذِين يُحِبُّون أن تشِيع الْفاحِشةُ فِي الّذِين آمنُوا لهُمْ عذابٌ ألِيمٌ فِي الدُّنْيا والْآخِرةِ واللهُ يعْلمُ وأنتُمْ لا تعْلمُون"([7]).
 
ونشر هذه الأخبار هو من إشاعة الفاحشة حتى وإن كان الخبر صحيحاً، فعن عن الإمام الصادق عليه السلام: "من قال في مؤمن ما رأته عيناه وسمعته أذناه فهو من الذين قال الله عزّ وجلّ فيهم: "إِنّ الّذِين يُحِبُّون أن تشِيع الْفاحِشةُ فِي الّذِين آمنُوا لهُمْ عذابٌ ألِيمٌ"([8]).
 
وإنّما قال من الذين لأنّ الآية الكريمة تشمل موارد أخرى أيضاً كمن بهت رجلاً ومن ذكر عيبه في حضوره ومن أحبّ شيوعه وإن لم يذكره ومن سمعه ورضي به... والوعيد بالعذاب الأليم للجميع. قال الشهيد الثاني رحمه الله: إن الله أوحى إلى موسى بن عمران: "إن المغتاب إذا تاب فهو آخر من يدخل الجنّة وإذا لم يتُب فهو أوّل من يدخل النار"([9]).
 
وعلينا الحذر كل الحذر ممن يأتي بثوب الثقات، ويدعي الحسرة على الدين وأهله، وضياع المعروف وشيوع المنكر ويذكر بعد ذلك شيئاً مما يحرم إشاعته، فهؤلاء هم أخطر من يمكن الركون إليهم، ففي سماع كلامهم وزرٌ وفي تصديقهم أيضاً وزرٌ لعدم ثبوت كلامهم بالدليل الشرعي، وفي الرضا بما يفعلون وزرٌ آخر بقبول إشاعة الفحشاء، ففي الرواية عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال (أي الراوي): قلت له: "جعلت فداك الرجل من إخواني بلغني عنه الشيء الذي أكرهه فأسأله عنه فينكر ذلك وقد أخبرني عنه قوم ثقات فقال عليه السلام لي: يا محمّد كذّب سمعك وبصرك عن أخيك وإنْ شهِد عندك خمسون قسّامةً وقال لك قولاً فصدقه وكذبهم ولا تذيعنّ عليه شيئاً تشينه به وتهدم به مروءته فتكون من الذين قال الله عزّ وج لّفيهم: ﴿إِنّ الّذِين يُحِبُّون أن تشِيع الْفاحِشةُ فِي الّذِين آمنُوا لهُمْ عذابٌ ألِيمٌ فِي الدُّنْيا والْآخِرة﴾"([10]).
 
ولإشاعة الفاحشة فضلاً عن آثارها السيئة في المجتمع، آثار على الفرد نفسه، فمن تبع عورات الناس وسعى في نشر ما يسيء إليهم، لا بد أن يأتي يوم تشيع فيه له فاحشةٌ لم يكن يرغب في شيوعه، وهذا مضمون عديد من الأحاديث الشريفة، فعن رسول الله الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "يا معشر من أسلم بلسانه ولم يخلص الإيمان إلى قلبه لا تذموا المسلمين ولا تتبّعوا عوراتهم فإنّه من تتبّع عوراتهم تتبّع الله عورته ومن تتبع الله تعالى عورته يفضحه ولو في بيته"([11]).
 
3- القذف:
وهو أيضاً من أنواع التعرّض لأعراض الناس بل لعلّه من أشدِّ أنواع التعرض، وهو اتهام المسلم العاقل العفيف بفاحشة الزنا أو اللواط وكذلك المسلمة.

والقذف يوجب الحدّ على قائله لقول الله تعالى: ﴿والّذِين يرْمُون الْمُحْصناتِ ثُمّ لمْ يأْتُوا بِأرْبعةِ شُهداء فاجْلِدُوهُمْ ثمانِين جلْدةً ولا تقْبلُوا لهُمْ شهادةً أبدًا وأُوْلئِك هُمُ الْفاسِقُون﴾([12]).
 
والمراد من الإحصان ليس الزواج بل أن يكون المرء بالغاً مسلماً عاقلاً عفيفاً، يقول الإمام الخميني قدس سره: "يشترط في المقذوف الإحصان، وهو في المقام عبارة عن البلوغ والعقل والحريّة والإسلام والعفّة، فمن استكملها وجب الحدُّ بقذفه، ومن فقدها أو فقد بعضها فلا حدّ على قاذفه، وعليه التعزير"([13]).
 
وحدُّ القذف ثمانون جلدة كما صرّحت الآية الكريمة، يقول الإمام الخميني قدس سره: "الحدّ في القذف ثمانون جلدة ذكراً كان المفتري أو أنثى ويضرب ضرباً متوسطاً في الشدّة لا يبلغ به الضرب في الزنا، ويضرب فوق ثيابه المعتادة، ولا يجرّد، ويضرب جسده كله إلا الرأس والوجه والمذاكير، وعلى رأي يشهر القاذف حتى تجتنب شهادته"([14]).
 
لقد تشدّد الإسلام غاية الشدّة في رفضه التعرّض لأعراض الناس وكراماتهم، وتشدّد في وضع الشرائط لإثبات الفاحشة كالزنا... فـ "لو ذكروا الخصوصيات واختلف شهادتهم فيها كأن شهد أحدهم بأنّه زنى يوم الجمعة والآخر بأنّه يوم السبت أو شهد بعضهم أنّه زنى في مكان كذا والآخر في مكان غيره أو بفلانة والآخر بغيرها لم تسمع شهادتهم ولا يُحدّ ويُحدّ الشهود للقذف"([15]).
 


([1]) الريشهري- محمّد- ميزان الحكمة- دار الحديث، الطبعة الأولى- ج 4 ص 3291.
([2]) الريشهري- محمّد- ميزان الحكمة- دار الحديث، الطبعة الأولى- ج 4 ص 3291.
([3]) الريشهري- محمّد- ميزان الحكمة- دار الحديث، الطبعة الأولى- ج 4 ص 3288.
([4]) الريشهري- محمّد- ميزان الحكمة- دار الحديث، الطبعة الأولى- ج 4 ص 3288.
([5]) النور: 30 /31.
([6]) الريشهري- محمّد- ميزان الحكمة- دار الحديث، الطبعة الأولى- ج 4 ص 3292.
([7]) النور: 19.
([8]) الكليني-الكافي- دار الكتب الإسلامية – طهران - الطبعة الخامسة - ج 2 - ص 357.
([9]) المازندراني - مولى محمّد صالح - شرح أصول الكافي - دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان - ج 10 - ص 9.
([10]) ثواب الأعمال - الشيخ الصدوق - ص 247.
([11]) المازندراني - مولى محمّد صالح - شرح أصول الكافي - دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان - ج 10 - ص 4.
([12]) النور: 4.
([13]) الإمام الخميني - روح الله الموسوي - تحرير الوسيلة - دار الكتب العلمية - اسماعيليان - قم - ج 2 ص 474.
([14]) الإمام الخميني - روح الله الموسوي - تحرير الوسيلة - دار الكتب العلمية - اسماعيليان - قم - ج 2 ص 476.
([15]) الإمام الخميني - روح الله الموسوي - تحرير الوسيلة - دار الكتب العلمية - اسماعيليان - قم - ج 2 ص 461.

صرح بذلك قائد الثورة الاسلامية صباح اليوم الثلاثاء عقب غرسه ثلاث شتلات بمناسبة اسبوع الموارد الطبيعية واوضح قائلا : لماذا نقول الجهاد؟ لأنه كان في مقابل دعاية الأعداء، منذ عام تقريبا، حاول أعداء الشعب الإيراني، وأعداء إيران الإسلامية، وأعداء الجمهورية الإسلامية من جميع أنحاء العالم، ثني الناس عن التصويت وإفشال الانتخابات، لكن الشعب من خلال مشاركته في الانتخابات وحضوره لدى صناديق الاقتراع، في مقابل حركة الأعداء هذه، قام بحركة ملحمية عظيمة، فكان هذا جهادا.
كما شكر سماحته القائمين على الانتخابات والمسؤولين عن إجراء الانتخابات والمسؤولين عن الدعاية والإعلان والمسؤولين عن الأمن وكل من ساعد في إجراء الانتخابات بشكل أو بآخر.
هذا واعتبر قائد الثورة الاسلامية وجود الاشجار في الظروف الحالية لحياة البشر حيث تكثر السيارات والتلوث بانه نعمة إلهية .